القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الساعاتي الكل
المجموع : 16
عَلَوت عَلى ما فَوقَ متن الكَواكب
عَلَوت عَلى ما فَوقَ متن الكَواكب / كَأَنك شَمس الأُفق بَينَ الكَواكب
وَسَيفك وَهُوَ البَرق في خَمس أَبحُرٍ / وَجَيشك وَهُوَ النَجم فَوقَ السَحائب
سَيَظهَر مِنكَ البَدر في بَدر مُشرِقاً / وَيَقطر مِن يُمناك غَيث المَواهب
وَتُشرق فَوقَ الأُفق شُهب ثَواقب / وَما هِيَ إِلّا من سهام ثَواقب
مَلأت قُلوب العرب رعباً فَما دَروا / بَعثت لَهُم بِالكُتب أَم بِالكَتائب
تَرَكتَهُم في أَمرِهم بَينَ صادق / وَآخر في تيه مِن الظَن كاذب
تَسير لَهُم في بَحر جَيش عَرمرم / يَفيض بِمَوج الحَتف مِن كُلِ جانب
إِذا هَتَفوا باسم العَزيز تَزلزَلَت / جِبال عَلَيها الذُل ضَربَةَ لازب
فَكَيفَ إِذا يَممت بِالشُهب أَرضهم / وَزاحَمَت ما في أَفقهم بِالنَجائب
وَجُردٍ عَلَيها الأسد في قَصب القَنا / تَرى الأَسد في الآجام مثل الثَعالب
تذكرهم بالرجفة اللاتي قَد مَضَت / وَتنسيهُم إقبال حسن العَواقب
تذلُّ لَكَ الأَعناق مَنهُم إِذا رَنوا / لبيض قَواض بِالقَضاء قَواضب
وَعَسكَرَك الجَرار في الأَرض بِالظبا / يَدب لَهُم لَيلاً دَبيب العَقارب
يَرون مسيل الخَير كَالخَيل خشية / وَجودك أَمثال الجُنود الشَواذب
تُراقب حَرب مِنهُ كَالبَحر فَيلَقاً / يَموج بِهم ما بَينَ تِلكَ السَباسب
تَريهم بِهِ طوفان نوح وَهَوله / وَما كانَ مِن أَمر السفين وَراكب
عَلى أَنَهم ما بَينَ يَأس وَمَطمَع / وَذُلّ وَعزّ مِن جذور وَراقب
إِذا جالَ فكر في السَعيد محمد / سَرى الرُعب في أَصلابَهُم وَالتَرائب
قَد اِنتَظَروا مِنهُ الغَمام وَحاذَروا / صَواعقه وَالخَوف حَشو الجَوانب
يَكادَ يَسير النيل خَلف ركابهِ / وَكَيفَ يُجاري سابِقات الرَكائب
وَجَيشان لَو يَرضاه ضمن جيوشِهِ / وَمَصر وَمَن ضمتهُ خَلف الجَنائب
تَرَكت حَنيناً في حَنين إِلى اللُقا / وَرَضوي عَلى شَوق لِجَدواك دائب
وَفي أُحد وَجد وَما حَولَ يَثرب / فَسَفح اللَوى نَحوَ اللوا كَالمُراقب
فَسر غَيرَ مَأمور إِلى خَير مُرسل / وَعُد في سُرور بَعد نيل المَطالب
فَلا ملك عالٍ يُساميك بَعد ما / عَلَوت عَلى ما فَوقَ مَتن الكَواكب
تَسامَت باسماعيل مَصر وَاشرَقَت
تَسامَت باسماعيل مَصر وَاشرَقَت / سُروراً بِهِ لَما بَدا في مَواكب
وَمُذ طَلَعَت زَهر المَصابيح أَرخَت / سَماء الخديوي زينت بِكواكبي
سَما سَعيَكُم في المَجد أَسنى المَراتب
سَما سَعيَكُم في المَجد أَسنى المَراتب / فَفَزتُم بِما فَوقَ المُنى وَالمَناصب
بِماذا نَهني كُل نَفس كَريمة / بِذُل الأَعادي أَم بعز الحَبائب
قَضيتُم مِن العَلياء يا آل مُحسن / مَناكم وَلَكن بِالقَواضي القَواضب
رَكبتم لَها الأَهوال شَرقاَ وَمَغرِباً / عَلى كُل ناج مِن كِرام النَجائب
قَدمتم عَلَيها بِالقَنابل وَالقَنا / فَدانَت وَفي الإِقدام نَيل الرَغائب
حَميتم حِماها يا ذَوي عَون فَاِغتَدَت / وَمِن دونَها الحَرب العوان لراغب
وَتَطلبها الأَعداء جَهلاً وَإِنَّها / لأَمنع مِن نَجم السُهى وَالكَواكب
إِذا اِزدَهت الأَيّام كُنتُم صباحها / وَكانَت أَعاديكم ظَلام الغَياهب
وَأَسيافَكُم مَثل الكَواكب فيهم / لَها طالع مِن سَعدَكُم غَير غارب
لعزكم تَعزى المَعالي وَتَنتَمي / العَوالي إِذا جالَت جياد السَلاهب
إِذا صَدَرَت أَرماحَكُم شكت الصَدى / وَإِن وردت شَكَّت صُدور الكَتائب
لَكُم قَصَبات السبق يا آل مُحسن / إِلى الغاية القُصوى وَأَقصى الكَتائب
بِجَرد عَلَيها مِنكُم كُل باسل / إِلى بسل تَفرى أَديم السَباسب
ظللتم عَلَيها بِالسَرى تَبعثونها / لماء عليٍّ وَهُوَ أَصفى المَشارب
إِلى أَن ضَرَبتُم في بِجيلة لللعلى / مَضارب عزّ مِن أَعَزّ المَضارب
أَدَرتُم عَلى دُور النَفيل دَوائِراً / هَوَت بِالأَعادي في مَهاوي المَصائب
هَزَزتم بِها أَرماحَكم فَمَلكتم / بَني مالك وَالطَعن ملء الجَوانب
فَلَما رَأى صَرف القَضا عمر مَضى / وَنار الفَضا في أَهله وَالأَقارب
وَسرتم تؤموا بِالسرى طرف العلى / عَلى كل طَرف زان صَدر المَواكب
وَبادرتُم بِالطَعن قَلب برحرح / وَدستم حمى دوس بِجَيش محارب
أَتوا لَكُم طَوعاً وَكُرهاً وَأَذعنوا / وَما هِيَ إِلّا نَظرة في العَواقب
رَأوا كُلَ قَوم قَد عَصوكم أَطاعكم / دماهم وَداموا تَحتَ ناب النَوائب
وَلَو خالَفوكم ما تَخلف مِنهُم / عَلى الأَرض إِلا صارِخات النَوادب
طَرَقتُم بِأَسد الحَرب قَرية ثروق / فَفرّت سَليم مِنكُم كَالثَعالب
دَخَلتُم إِلَيهُم أَرضَهُم فَنصرتم / عَلَيهُم بِضَرب مُخرج لِلضَرائب
رَقيتُم لَهُم تلك العِقاب عُقوبة / بِما قَد جَنوه مِن ثِمار المَعائب
وَأَضَرمتُم النيران فيهُم وَأَضرموا / لَهُم نار حَرب مثل نار الحَباحب
كَررتُم عَلى أَهل الجِبال بِمثلها / جِبال رِجال سيّرت بِالرَكائب
وَكانت عَليهم لا لَهُم فرقابهم / لِأَسيافكم ترنو بَعَيني مُراقب
وَما ثَبَتوا إِلّا قَليلاً وَزَلزلوا / وَأَبطالَكُم ما بَينَ ضار وَضارب
رَأوا باترات البيض تغمد فيهم / وَتَخرج مِن أَصلابهم وَالتَرائب
فَملوا وَمالوا لِلهَزيمة بَعدَها / وَملتم عَلى أَرواحَهم ميل ناهب
أَضلَهُم نَوم اللَيالي وَقَد نَسوا / صَباح الهَوادي وَالمَنا مِن مَناقب
وَما علموا أَن ابن عون بن محسن / عليهم يسدّ الطُرق مِن كُل جانب
فَيا قابض الأَرواح وَالنقع أَسود / بِأَبيض محمّر المَضارب قاضب
وَيا تارِكاً عرب المَشارق عبرة / وَيا مرعباً بِالأَخذ أَهل المَغارب
رَأتكَ الحجازيون ذا الرَأي وَالحجا / تنكس رايات العِدا بِالمَقانب
تَنال المَعالي بِالغَوالي وَتَنثَني / فَتَسحب ذيل النَصر فَوق السَحائب
تَعود عَلى الأَعداء فَوقَ نَجائِبٍ / مَناسمها تَتلو حوافي الجَنائب
فَلا زلت مَنصور اللواء مؤيداً / رَشيداً وَلا زالوا بصفقة خائب
وَدُمتم وَدامَ الملك يا آل محسن / دَوام الثُريا وَالنُجوم الثَواقب
وَدونَكُم بَكراً تَطوق جيدها / بلؤلؤ نطق في سلوك المَناقب
نخصّكم بالحمد وَالشُكر وَالثَنا / بِأَصدَق مَدح فيكم غير كاذب
إِذا حفها حسن القبول فقد قَضَت / مِن الرتب العَلياء كُل المآرب
يَهيكم فيها بعزّ وَنُصرة / غلام بكم يرجو أَجل المَطالب
يَقول مع الاخلاص فيها مؤرخاً / سما سعيكم في المَجد أَسنى المَراتب
بُشرى فآن بكم قد سادت الرُتب
بُشرى فآن بكم قد سادت الرُتب / إن العُلا ما لها في غيرَكم أرب
سودوا بسمر العوالي كل ذي شَرف / واسموا سماء المَعالي انكم عَرَب
ما صلتم بِالقَنا في يَوم مَكرمة / إِلّا وصلتم لها وَالحَرب تَلتَهب
يا آل مُحسن ان المَجد عَبدَكُم / برقه تَشهد الأَعواد وَالخطب
لَم يَضرب العز في حي سَرادقه / إِلّا وَمَدّ لَه مِن عَزمكم طَنَب
لا زلتم في مَعاليكم شُموس هُدى / لِلعالمين وَلا وارتكُم حجُبُ
في الأَرض أَنتُم مُلوك لا شَبيه لَكُم / وَفي سَماء المَعالي السَبعة الشُهب
حَي الآله ذَوي عَون فإنَّهُم / قَومٌ لَهم حَسَب مِن دونهِ السحب
حازوا المَعالي بِأَسياف مُجرَدة / تَجري عَلَيها المَنايا حينَ تقتضب
تَبري رِقاب الأَعادي كُلَما التهبت / كَأَنَّها النار وَالأَعدا لَها حَطَب
بيض إِذا ما شَدَت وَالسُمر راقصة / وَالخَيل في طَرب وَالأَرض تَضطَرب
ظَلَت إِلَيها رِقاب القَوم مائلة / كَأَنَّهُم مِن رَحيق الخَمر قَد شَرِبوا
لَهم أَيادي أَياد غَير خائفة / عَلى الوجود وجود ظَلَّ يَنسَكب
يا طالب الكَرَم الفَياض مُجتَهِداً / لذ بِالشَريف بِن عَون يَنجح الطَلَب
غَيث النَوال الَّذي سَحَت سَحائبه / غَوث الأَنام إِذا ما نابَت النوب
عَلا عَلى كل ذي مَجد بِسؤدده / مَع التَواضع لا عَجب وَلا عَجَب
عَزت بِهِ الدَولد الغَراء وَابتَهَجَت / بِهِ الممالك واستولى بِها الطَرَب
أَبرّ مُذ أَخلَصَ الباري سَريرته / سارَت بسيرته الوخادة النجب
يا أَيُّها الواثق المعتز جانبه / بِاللَه يا مَن لَطيب الذكر يَكتَسب
باشر بلاغة ألفاظ تهنئكم / بِما بلغتم وَهَذا بَعض ما يَجب
فَقَد تَجَلّت نُجوم المَجد مُشرِقَة / مِن نوركم بِضياء لَيسَ يَحتجب
بِكُم تتوّج هام الملك يا ملكاً / إِلَيهِ أَذعَنت الأَعجام وَالعَرَب
خُذها رَعاكَ الَّذي اِسترعتكَ قُدرته / أَمر العِباد عُروباً زانَها الأَدَب
هنت مَناصبكم يا ابن العلاء بِكُم / لِأَنَّها لَكُم في المَجد تَنتَسب
مَراتب في سواكم ما لَها أَرَب / تاريخها بِكم قَد سادَت الرُتَب
بَشائر صَفو أَشرَقَت أَم مَواكب
بَشائر صَفو أَشرَقَت أَم مَواكب / وَأَنجُم زَهو أَشرَقَت أَم كَواكب
أَم المَوسم الأَسمى تَزاهر نوره / وَزالَت بِأَنوار التَهاني الغَياهب
وَقَد أَنجَزَ الإِقبال وَاليَمن وَعدَه / فَقُم وَانتهب إِقبال ما الدَهر ناهب
هلّم التقط مِن كَنز صَفوك جَوهَراً / نَفيساً وَقُل للنفس هَذي المَطالب
لَقَد شابَ رَأس الراح حَتّى صَفَت لَنا / وَقَد شَبَّ صَفو ما لَهُ الدَهر شائب
فَبادر لَها واِنهب مِن الوَقت ما صَفا / وَهب سائِلاً إِن قالَ يَوماً لَنا هبوا
وَقُل لِبنات الدَهر وَهِيَ خُطوبه / تنجينَ ما فينا اليكنَّ خاطب
وَهم بابنة العنقود واعقد مَع الهَنا / عَلَيها فَقَد حَلَت وَلاحَت مَذاهب
وَبالكاسيات الراح بالراح حينّا / فمن وَكس الدينار بالكأس كاسب
وتلك المَلاهي لِلمَلاهي مغنم / يَفوزُ بِها مَن علمته التَجارُب
أَلا فَاجتلي بكراً عَجوزاً تَبَرَجَت / وَقَد فَضّ عَنها خَتمها وَهِيَ كاعب
إِذا مَزَجَت بابن السَحاب تَقَلَدَت / بَدرّ مَديح أَفردتهُ المَناقب
لآلئ أَلفاظ بسلك مآثر / لأَصعد مِن تَعزى إَلَيهِ المَراتب
وَمَن سَحَبَت عَلياه أَذيال سُؤدد / جَرَت دونَها مِن راحَتيهِ سَحائب
فَتى جَدّ نَحوَ المَجد حَتّى سَعى لَهُ / مُطيعاً وَفي الإِذعان فَرضٌ وَواجب
وَنادى المَعالي ان تَداني لرفعتي / فَدانَت أَقاصيها لَهُ وَالمَناصب
يَنالَ الَّذي يَرجوهُ مِنها كَأَنَّهُ / وَقَد هَمّ مَغناطيس ما هُوَ طالب
إِذا أَشرَقَت فيهِ المَدائح أَغرَبَت / عَطاياه وَاِنقادت إِلَيكَ المَواهب
بِبَحر بنان طابَ علّاً لِوارد / إِذ غاضَ بَحر فَهُوَ بِالجود ساكب
وَتَغرَق فيهِ الحاسِدون كَأَنَّما / يَنالُ النَدى مالا تَنال القَواضب
بِراح إِذا غابَت بِراح وَأن بَدَت / هُوَ الواضح الأَنوار وَهِيَ الحَباحب
لَنا كُلُ يَوم مَوسم بِلقائِهِ / وَأَيّام صَفو ما لَهُنَّ شَوائب
دِيار المَعالي أَشرَقَت عنَد ما اِرتَقى / لَها وَاِزدَهَت أَطرافها وَالجَوانب
إِذا ما الليالي بِالتَهاني تَبَسَمَت / فَأرخ بِها عيد السَعادة راتب
أَعَزّ أَغَرّ أَسَعَد الجَدّ أَصعَد
أَعَزّ أَغَرّ أَسَعَد الجَدّ أَصعَد / سَناه عَلى مَتن المَجَرّة راكب
أَلا أَيُّها السامي السماكين رفعة / وَلا رُتبة إِلّا لَها تَتَقارب
تَهنَأ بعيد أَنتَ غُرّة سَعدِهِ / بعزك صَفواً فيهِ راقَت مَشارب
وَهاكَ عَروساً قَد تَحَلَت بِوَصفِكُم / إِذا أَشرَقَت تاقت إِلَيها المَغارب
تَطوف بِكَأس خَتمها طيب مَدحكم / قبولك وَالاغضاء عَنها المآرب
عَبد إِلى الملك العَزيز أَنابا
عَبد إِلى الملك العَزيز أَنابا / قَد جاءَ مُتَخِذاً إَلَيهِ مَآبا
مُستمنحاً مِنهُ الرَضى وَلَعله / يَلقى الكَريم مسامحاً تَوابا
فَهُوَ الَّذي شَمل الوجود بِجوده / فَضلاً وَأَجزَل لِلجَميع ثَواباً
وَأَجله وَهُوَ الجَليل بِأَن أَرى / بَيني وَبَين العَفو مِنهُ حجِابا
يا أَيُّها الملك الَّذي إِحسانهُ / قَد أَوسَع الأَعجام وَالأَعرابا
أَنتَ الَّذي بِالمُكرَمات غَمَرتَني / وَتَرَكت أَيامي عَلَيكَ غضابا
إِن كُنتَ لا تَرضى عَليَّ مَن الَّذي / أَرضاه مِثلك مَنعِماً وَهابا
أَيَروم غَيرك مَن يَرى أَن الوَرى / لا يَملُكون لَما يَروم خِطابا
وَيَرى الأَنام مِن الأَمان بِجانب / مِن جاهِهِ وَهُوَ العَظيم جَنابا
وَلَقَد رَفَعت إِلى السَماء بِدَعوة / صَعدَت لَها فَتفَتَحَت أَبوابا
وَأَعادَك المَولى إَلَينا سالِماً / وَلما دَعَوت بِهِ اليك أَجابا
أَلقى البَشير إِليَّ ما أَحيي بِهِ / قَلبي فَحَياني وَقالَ صَوابا
قَدم الرِكاب الدَواري فَأَرخوا / بُشرى لِمَصر بِالسَعيد رِكابا
في مَوكب يَلقى النُجوم بِمثلها / غُرراً وَيَعقد بِالعَجاج سَحابا
مُترفع عَن أَن يَحل عَلى الثَرى / فَيَكاد يَضرب في السَماء قبابا
شَق البِحار إِلى بُلوغ مَرامِهِ / وَرَمى العُلا بِسهامه فَأَصابا
وَسع الحُكومة عَدله فَتَبَرَجَت / وَغَدا لَها الشَرف الرَفيع نِقابا
فَأَتيتَهُ مُستَوهِباً مِن فَضلِهِ / عَفواً عَن الجاني الَّذي قَد تابا
حاشاه يحرمه التَجاوز وَالرِضى / عَما مَضى إِذ قبَّل الأَعتابا
فَبرحمة مِنهُ يَنال مُراده / عَبد إلى الملك العَزيز أَنابا
عَلى م التَجَني وَالجَفا وَالتَجَنُب
عَلى م التَجَني وَالجَفا وَالتَجَنُب / وَطول مداجاتي كَأَني أَجنَب
أَيَقنَع عَبد الرق بِالرق مِنكُم / وَيُكتَبُ أَحياناً إِلَيهِ وَيُكتَب
لَئن كُانَ لي عاد مُقيم بِأَرضَكُم / فَللبَدر أَيضاً في المَنازل عَقرَب
لَقَد كُنتُ في مَجرى الغَزالة ناظِراً / فَبصبص سرحان لَها وَهِيَ كَوكَبُ
سَكَت فَقالوا ما أَرادوا وَرُبَما / إِذا سَكَت البازي تَكَلَم جندب
أَرى الكُل في الدُنيا إِلى العَفو راغِباً / وَلَم يَكُ في الأُخرى سِوىَ العَفو يَرغب
وَمَن لَم يَكُن عَون الرَفيق وَإِن جَفا / عَلى البُعد فَالمَولى إِلى العَبد أَقرَب
تَخذتكم جاهي فَسلَت عَزائِمي / مَعَ الحَزم سَيفاً لاحَ وَهُوَ مشطب
أَهَم بِأَن أَنفي الهُموم وَإِنَّما / يُكابدها مَثلي الفَتى لا يُجرب
فَلو كُنت ذا ذَنب تَطلبت عَفوَكُم / وَهَل يَتَرجى العَفو مَن لَيسَ يذنب
فرفقاً وَرعياً أَنَّني بِقَلائِدي / إَلَيكُم وَإِن شَطَ المَدى أَتَقَرب
وَما ذا الَّذي أَرجوه مِن ثَغر باسم / إِذا لَم يَكُن في القَلب أَهل وَمرحب
عَلى أَنَّها سَبع وَعشرونَ حِجةً / عَلى العَبد قَد مرَت وَمَولاه يُعَذَب
مَنَحتَكُم الإَخلاص أَرجو تَقَرُباً / وَمَن رامَ خَصباً لِلنَدى يِتَرقب
وَفيت وَهَل تَفني المَودة وَالوَفا / إِذا كانَ مَن أَحببت يَجفو وَيَغضَب
عَلى رسلكم مَهلاً فإِني إَلَيكُم / بِما صغتهُ في مَجدكُم أَتَحبب
وَما دُمت في الأَحياء أَرغَب فيكُم / وَعَمَن سِواكُم مَن عَفاني أَرغَب
إِذا لَم يَكُن نَظمي يُصاغ لِمثلكم / فلَيسَ لَهُ تَحتَ السَموات مَذهَب
وَكَيفَ يَسوغ المَدح في غَير مَجدَكُم / لآملكم وَالخَير لِلخَير يُنسَب
سَأَهدي إِلى المَولي الفَريد فَرائِداً / وَإِن لامَني فيهِ الحَسود المُؤنب
وَلَيسَ لَهُ فيها شَريك فَأَتَقي / وَهَل في عَرين اللَيث يَمرَح ثَعلب
أَسفت عَلى التَسويف وَالنَفس أَرغَب
أَسفت عَلى التَسويف وَالنَفس أَرغَب / وَلَو أَنَّني عَما تَمنته أَرغَب
يُخادِعُني لَمع السَراب بَقيعة / فَأَغلَط في ظَني وَما كُنتُ أَحسَب
فَحَتّى مَتى التَعليل وَالدَهر مدبر / وَليت وَلَولا في عَسى اليَوم تَذهَب
أَطَلَت الأَماني في المَحال وَليتها / عَلى حالة أَرضى بِها تَتَقَلب
وَما كانَ ظَني أَن ظَني يَخونَني / وَلا أَن لَمع البَرق في السُحب خلَّب
فَكَم ذا التَمادي في التَمادي وَمَطمَعي / لَأَشبَع مَما لَم يُؤمله أَشعَب
أَلوم عَلى نَفسي فَتَذهَب حَسرة / وَقَد أَعتَب الدَهر المُسيء فَأَتعَب
عَلى أَن لي بِالسَعي في الرزق عادة / إِذا أَنا مِن شَيء فَرَغتُ فَأَنصب
وَلَستُ أَرى الاقلال ضَربة لازب / عَليَّ فَلي عِنهُ إِلى الكَثر مَذهَب
ضَرَبتُ خِيامي في ذراكم فَلم يلح / عَلى قُربَنا مِنكُم إِلى الخَير مَضرَب
فَقوّضت تَقويض امريءٍ غَير آسف / وَقَطَعت آمالاً بِهُنّ أَطنَب
وَما كُنتُ لَولا قلة الود طالِباً / سِواكُم ولَكن عَزّ ما كُنتُ أَطلُب
وَكُنا اِتَهَمنا عارِفاً فَإِذا الَّذي / جَهلناه أَدهى مِنهُ خِطاباً وَأَصعَب
وَما كانَ بِالظُنون أَن مُساعِدي / عَلى ساعِدي في حَبل غَيري يحطب
إِذا صلة الأَرحام كانَت كَهذِهِ / فَتَقطيعها أَولى بِها وَالتَجَنُب
وَأَنتَ امرؤٌ كَالماء لُطفاً ورقة / وَلَكنَّ فيهِ غَصة حينَ يَشرَب
وَإِنَك مَثل السَيف تَمضيه همة / وَلَكن بِهِ هام المُقَلد يَضرب
وَإِنَك مثل البَحر يَلفظ جَوهَراً / وَتَطمَع فيهِ اللاقِطون فَتَعطَب
وَما أَنتَ إِلّا الشَمس نوراً وَبَهجة / عَلى أَنَّها النار الَّتي تَتَلهب
وَمَن يَلتجئ للأَسَد أَو يَحتَمي بِهُم / يَمدُ لَه مِنهُم إِذا اِغتَرَ مخلب
فَأَين الوِداد المحض وَاللُطف وَالوَفا / إِذا كانَت الآمال فيكَ تَخيب
وَما أَنتَ مِمَن وَعَدَهُم غَير صادق / وَلَكن لي ظَن وَحاشاكَ يَكذب
وَأَينَ سَجاياك الكِرام فَإِنَّني / عَلى مَسمَع مِنها عَلى البُعد أَطرَب
أَما كانَ في صُنع الجَميل بَقية / لَديكُم بِها يُسدى إِليَّ وَيوهب
أَجازيكُم عَنها بِحَمد بَقاؤه / عَلى الدَهر خَير لِلكَريم وَأَطيَب
وَلَكنّ أَهواء النُفوس كَوامن / وَكُلٌ لَهُ فيما تَرى النَفس مَأرب
عَلَيكَ سَلام اللَه خَير مودع / فَرزقي عِندَ اللَه وَالأَرض أَرحَب
بَكَت عُيون العلا وَاِنحَطَت الرُتب
بَكَت عُيون العلا وَاِنحَطَت الرُتب / وَمَزَقَت شَملها مِن حُزنها الكُتُب
وَنَكَسَت رَأسَها الأَقلام باكية / عَلى القَراطيس لَما ناحَت الخطب
وَكَيفَ لا وَسماء العلم كُنت بِها / بَدراً تَماماً فَحالَت دونَك الحجب
يا شَمس فَضل فدتك الشُهب قاطِبَة / إِذ عَنكَ لا أَنجُمٌ تَغني وَلا شُهب
لَما أَصابَك لا قَوس وَلا وَتَر / سَهم المَنية كادَ الكَون ينقَلب
ما حيلة العَبد وَالأَقدار جارية / العُمر يوهب وَالأَيام تَنتَهب
لَو اِفتدتك المَنايا عندَ ما فَتَكَت / بِخيرَنا لفدتك العَجم وَالعَرَب
وَلا اِستَهَلَت عُيون القطر باكية / إِلّا عَلَيك وَإِن حَلّت بِنا النوب
أَمسَت لِفَقدك عَين العلم سائلة / تَرجو الشِفاء وَأَنّي يَنجَح الطَلَب
بَكَت عَلَيكَ السَما وَالأَرض وَاِضطَرَبَت / كَأَنَّما نالَها مِن حُزنِها طَرَب
ما كُنتُ أَحسَب قَبل اليَوم أَن لَدى / نُصف النَهار ضِياء الشَمس يَحتَجب
لَو كانَ يَدري فُؤادي يَوم نكبته / كَانَ الفِداء وَهَذا بَعض ما يَجب
بِالرَغم مني حَياتي بَعد مَصرَعه / سيان فرقة مِن أَحبَبت وَالعطب
قُل لِلَّذي يَدَعي مِن بَعدِهِ أَدَباً / هَيهات وَاللَه ماتَ العلم وَالأَدَب
قَضى الَّذي كانَ يَزهو سَيف فكرته / بِشارِدات المَعاني حينَ يَقتَضب
لَو كانَت السُمر مِن أَقلامِهِ اِشتَبَكَت / عَلى المَنية ما اِهتَزَت لَها قَضب
وافاه صَرف القَضا يَسعى وَفي يَدِهِ / كَأس عَلَيها المَنايا وَالرَذى حبب
لا تَطلبن مِن الأَيام مشبهه / عزّ الدَواء وَأني يَشتَفى الوَصب
فَما تَريك اللَيالي مثله أَبَداً / قَد يَنقَضي العُمر وَالآمال تَرتَقب
حلم وَعلم وَجود في الوجود لَهُ / فَضل وَفَيض سماح دونَهُ السُحُب
لَيتَ المَنام الَّذي في صدقه غصص / قَد حالَ مِن دونِهِ في اليَقظة الكَذب
وَلَيتَ أَحكام أَحلامي الَّتي نَفذت / قَضت بِحَتف أَناس حلمهم غَضَب
أَين المَنايا وَأَين الشامِتون بِهِ / وَالمُظهِرون نِفاقاً أَنَّهُم نَكَبوا
إِن الكَآبة لا تخفى سَرائرهم / قَد يَعرِفون بِسيماهم وَإِن نَدَبوا
إِن يَظهروا الجَدّ مِن حُزن فإِنَّهُم / إِذ خَلوا بِشياطين الهَوى لِعِبوا
لا يَشمتوا إِن للأَيام منقلباً / عَلَيهُم وَاللَيالي أَمنها رهب
أَلَم يَروا كَم أَباد الدَهر قَبلَهُم / مِن القُرون وَهُم مِن بعدِهُم ذَنب
آمالَهُم خَيمَت فيهُم وَما عَلِموا / أَن المَنايا لَها في حَيهم طنب
لَكنَهُم قَوم سوء طالَ عمرهم / وَقَصروا في العلى هَذا هُوَ السَبب
لَو لَم يَكُن خَيرَهُم وَاللَه يرحمه / ما عاجلته المَنايا واِنقَضى النحب
إِنا فَقَدنا البَقايا الصالِحات بِهِ / وَالصَبر عَز وَجَل الوَيل وَالحَرب
مِن لِلقَوافي الَّتي كانَت محجبة / إِذا بَدَت وَهِيَ بِالأَحزان تَنتَقب
لَقَد سَبتها المَراثي في مَناقبه / وَدَمعها في اِنسِجام هامل سرب
كَأَن كَهف المَعالي لَم يَكُن أَبَداً / لِلناس عوذاً إِذا ما حَلَت الكرب
لَم يَبقَ في الأَرض شَيء بَعدَهُ حسن / إلّا خِلال لَهُ تَعزى وَتَنتَسب
لَما دَعاه إِلى الفَردوس خالِقه / لَبّاه شَوقاً وَكادَت مُهجَتي تَثب
طافَت عَلَيهِ بِها الولدان حاملة / مِن اللَحين كُؤوساً ملؤُها ضرب
وَالحور مُذ جاءَها قالَت مُؤرخة / بُشرى فَقَد جاءَنا المَقصود وَالأَرَب
وَعمّاتك النَخل كُن مثلها
وَعمّاتك النَخل كُن مثلها / بِرَمي الحِجارة تَرمي الرطب
إِذا ما طَلَبت وَفا صاحب / وَلَم تَحظ مِنهُ بذاك الطَلَب
وَدامَ يداجيك في ودّه / وَإِن لنت قَلباً قسا وَاِنقَلَب
فَعامله بِالعُنف في عَشرة / تَجد مِن وَفاه إَلَيك العَجَب
فَإِن النَخيل الشماخ الأُنوف / برمي الحِجارة تَرمي الرطب
وَنَكست رَأسها الأَقلام باكية
وَنَكست رَأسها الأَقلام باكية / عَلى القَراطيس لَما ناحَت الخطب
إِذا جاءَهُم يَتَغشى بَطن أَودية / عَلى ظُهور جياد الخَيل وَالنَجب
قُل لِلشهاب وَإِن قلت فطانته
قُل لِلشهاب وَإِن قلت فطانته / وَلَم يَكُن أَبَداً يعزى إِلى أَدب
قولي صَحيح وَقد جاءَت بِهِ لُغة / عَن الشِهاب المُكَنى شاعر العَرَب
إِذا جاءَهُم يَتَغشى بَطن أَودية / عَلى ظُهور جياد الخَيل وَالنَجب
هَل نَكَسَت رَأسَها الأَقلام باكية / إَلّا عَلَيك بِطول الوَيل وَالحَرب
إِذا لاحَ بَرق في الشِتا فَهُوَ صادق
إِذا لاحَ بَرق في الشِتا فَهُوَ صادق / وَأَبشر قَد اِنَهَلَت عَلَيكَ السَحائب
وَإِن لاحَ بَرق الصَيف فَهُوَ يَقول لا / يَغرك لَمعي إِن لَمعي كاذب
قَد كُنتُ أَسمَع إِن الشُهب ثاقِبَة
قَد كُنتُ أَسمَع إِن الشُهب ثاقِبَة / حَتّى رَأَيت شهاباً وَهُوَ مَثقوب
بَلَغت مِن طنتدا الأَوطار مُجتَنِباً
بَلَغت مِن طنتدا الأَوطار مُجتَنِباً / ما كانَ مَن نَغم الأَوتار وَالطَرَب
وَما صَبَوت لِمزمار وَزامرة / إِذ أَنَّني في غِنى عَن نَفخة القَصَب

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025