المجموع : 20
لِلَّهِ ساقٍ مُهَفهَف غَنِجٍ
لِلَّهِ ساقٍ مُهَفهَف غَنِجٍ / قامَ لِيَسقي فَجاءَ بِالعَجَبِ
أَهدى لَنا مِن لَطيفِ حِكمَتِهِ / في جامِد الماءِ ذائِبَ الذَهَبِ
وَأَغَنَّ يَلعَبُ بِالهُمومِ كَما غَدَت
وَأَغَنَّ يَلعَبُ بِالهُمومِ كَما غَدَت / أَرماحُ قَومي بِالعُداة لَواعِبا
ذي نَغمَةٍ يَسبي القُلوبَ بِها رَشا / مِن عِندِ رضوانٍ أَتانا هارِبا
جَوهَرَةٌ عذّبَني
جَوهَرَةٌ عذّبَني / مِنكِ تَمَادي الغَضَبْ
فَزَفرَتي في صَعَدٍ / وَعَبرَتي في صَبَبْ
يا كَوكَبَ الحُسنِ الَّذي / أَزرى بِزُهر الشهُبْ
مَسكَنُكِ القَلبُ فَلا / تَرضي لَهُ بِالوَصَبْ
امنُن عَلى عَبدٍ رَجاكَ ساعَةً
امنُن عَلى عَبدٍ رَجاكَ ساعَةً / يَرتاحُ فيها باِصطيادِ أَرانِبِ
حَتّى يَصيدَ بِسَعدِكَ الأَبطالُ في / يَومِ الوَغى بِأَسِنَّةٍ وَقَواضِبِ
أمعتَضِداً بِاللَه دَعوَةَ آمِلٍ
أمعتَضِداً بِاللَه دَعوَةَ آمِلٍ / رَجاكَ عَلى بُعدِ فَأَصبَح ذا قُربِ
فَأمَّمَ مأمولاً وَأَمَّ مُيَمَّماً / وَحامَت أَمانيهِ عَل مَورِد عَذبِ
مَوارِدُ ما حَلّأنَ عنهن حائما / وَلا غادَرتهُ غَير مُستَعذِب الشِربِ
وَها أَنا ظَمآنٌ لمنهل وردكم / وَحَسبيَ مَوقوفٌ عَلى وردكم حَسبي
أَفُز بِالَّذي أَمَّلتُ مُذ كُنتُ آمِلاً / وَتَحتَلّ مِن عَلياهُ في المَنزِل الرَحبِ
فَجِئتُ أُغِذُّ السَيرَ حَتّى كَأَنَّني / لإفراط إِغذاذي عَلى أَظهُرِ النُجبِ
فَألفَيتُ أَعلى الناسِ قَدراً وَسُؤدُداً / وَعَدلاً فدَتهُ النَفسُ صدقاً بِلا كَذبِ
يَهشُّ إِلى راجيهِ كالوامِقِ الصَبِّ / وَيَهتَزُّ لِلمَعروفِ كالصارِمِ العَضبِ
وَإِنّي لِما تُولي وَأَولَيتَ شاكِرٌ / فَمَن شَكَرَ النعماءَ نالَ رِضا الرَبِّ
يا أَيُّها المَلِك الَّذي
يا أَيُّها المَلِك الَّذي / كَفّاه بخَّلتا السَحابْ
أَنعَمتَ بالبيض الكَعا / ب عَليّ وَالخَيل العِرابْ
وَغدَوتَ تُخشى لِلعِقا / بِ كما تُرجّى الثَوابْ
بِرضاكَ أُبصِرُ نائيَ ال / آلام مِنّي ذا اِقتِرابْ
وَبطيب أَيّامي لَدي / كَ عَرفتُ أَيّامَ الشَبابْ
فَشَكَرتُ ما أَولَيتَه / مِن أَياديكَ العِذاب
بِشَبا سِناني في الطَعا / ن وَحَدّ سَيفي في الضرابْ
وَشَبا لِساني في المَحا / فِل بِالتَعَثُّر لا يُشابْ
لا زِلتَ تَنتَعِل النُجو / مَ وَخَدُّ قِتلك في التُرابْ
يا مُجابا دَعا إِلى مُستَجِيبِ
يا مُجابا دَعا إِلى مُستَجِيبِ / فَسَمِعنا دُعاءَه مِن قَريبِ
إِن فَعَلتُ الَّذي دَعَوتَ إِلَيهِ / كُنتَ فيما رغبتَ عينُ رَغِيبِ
أَيا ملكا يَجِلّ عَن الضَريبِ
أَيا ملكا يَجِلّ عَن الضَريبِ / وَمَن يَلتَذُّ غُفرانَ الذُنوبِ
وَمَن في كَفِّه بُؤسي وَنعمي / تَصرَّفَ في العدوّ وَفي الحَبيبِ
تَسَخّطك المُمِضُّ أَعَلَّ نَفسي / وَما لي غير عفوِكَ من طَبيبِ
ولست بمذكر ذَنبي وَلَكنْ / نَني قَد جئتُ في حالِ المُريبِ
فَإِن عاقَبتَني فَجَزاءُ مِثلي / وَإِن تَصفَح فَلَيسَ مِن الغَريبِ
بقيتَ مُؤَيَّداً ما لاحَ بَرقٌ / وَما غَنّى الحَمامُ عَلى قَضيبِ
تقدّم إِلى ما اِعتدت عِندي مِن الرَحبِ
تقدّم إِلى ما اِعتدت عِندي مِن الرَحبِ / وَرِدْ تلقك العُتبى حِجاباً مِنَ العُتبِ
مَتى تلقني تلقَ الَّذي قَد بَلَوتَهُ / صفوحاً عَن الجاني رَؤُوفاً عَلى الصحبِ
سأُوليكَ مِنّي ما عهدتَ مِنَ الرِضا / وَأَعرِضُ عَمّا كانَ إِن كانَ مِن ذَنبِ
فَما أَشعَرَ الرَحمنُ قَلبيَ قَسوَةً / وَلا صارَ نسيانُ الأذمة مِن شَعبي
تكلفتُه أَبغي بِهِ لَكَ سلوَةً / فَلَيسَ يُعاني الشِعرَ مُشتَرَكُ اللبِّ
لَديّ لَك العُتبى تُزاحُ عَن العتبِ
لَديّ لَك العُتبى تُزاحُ عَن العتبِ / وَسَعيُك عِندي لا يُضاف إِلى ذَنبِ
واِعزِزْ عَلَينا أَن تُصيبَكَ وِحشَةٌ / وَأنسُك ما تدريه فيكَ مِنَ الحُبِّ
فَدَع عَنكَ سُوءَ الظَنّ بي وَتَعدَّهُ / إِلى غَيره فَهوَ المُمَكّن في القَلبِ
قَريضُك قَد أَبدى تَوَحَّشَ جانِبٍ / فَراجَعتُ تأنيساً وَعِلمُكَ بي حَسبي
تكلفته أَبغي بِهِ لَكَ سَلوَةً / وَكَيفَ يُعاني الشعرُ مُشترك اللبِّ
لا بُدَّ مِن فرَجٍ قَريبْ
لا بُدَّ مِن فرَجٍ قَريبْ / يأتيك بالعجب العَجيبْ
غَزوٌ عَلَيكَ مُبارَكٌ / في طَيِّهِ الفَتحُ القَريبْ
لِلَّهِ سَيفُك إِنَّهُ / سُخطٌ عَلى دينِ الصَليبْ
لا بُدَّ مِن يَومٍ يَكو / نُ لَهُ أَخٌ يَومَ القَليبْ
أَرى الدُنيا الدَنيَّةَ لا تُواتي
أَرى الدُنيا الدَنيَّةَ لا تُواتي / فَأَجمَلْ في التَصَرُّف وَالطلابِ
وَلا يَغرُركَ مِنها حُسنُ بُردٍ / لَهُ عَلَمانِ مِن ذَهَب الذَهابِ
فَأوّلُها رَجاءٌ مِن سَرابٍ / وَآخرُِها رِداءٌ مِن تُرابِ
قُل لِمَن جَمعَ العِل
قُل لِمَن جَمعَ العِل / مَ وَما أَحصى صَوابَهْ
كانَ في الصرّةِ شعرٌ / فَتَنَظَّرنا جَوابهْ
قَد أَثَبناكَ فَهَلّا / جلبَ الشِعرَ ثَوابهْ
شُعراءُ طَنجَةَ كلِّهم وَالمَغرِبِ
شُعراءُ طَنجَةَ كلِّهم وَالمَغرِبِ / ذَهَبوا مِن الاغراب أَبعَدَ مَذهَبِ
سألوا العسيرَ مِنَ الأَسير وَإِنَّهُ / بِسُؤالهم لأحَقُّ مِنهُم فاِعجَبِ
لَولا الحَياءُ وَعِزَّةٌ لَخيمةٌ / طَيَّ الحَشا لحكاهمُ في المَطلِبِ
قَد كانَ إِن سئل النَدى يُجزِل وَإِن / نادى الصَريحُ بِبابِهِ اِركَب يَركَبِ
لَو أَستَطيعُ عَلى التَزويدِ بِالذَهَبِ
لَو أَستَطيعُ عَلى التَزويدِ بِالذَهَبِ / فَعَلتُ لَكِن عَداني طارِقُ النُوَبِ
يا سائِلَ الشعرِ يَجتابُ الفَلاةَ بِهِ / تَزويدُكَ الشِعرَ لا يُغني عَن السَغَبِ
زادٌ مِنَ الريحِ لا ريٌّ وَلا شِبَعٌ / غَدا لَهُ مُوثِراً ذو اللبِّ وَالأَدَبِ
أَصبَحتُ صِفراً يدي مِمّا تَجودُ بِهِ / ما أَعجَبَ الحادِثَ المَقدورَ في رَجبِ
ذُلٌّ وَفَقرٌ أَزالا عِزّةً وَغِنىً / نُعمى اللَيالي مِنَ البَلوى عَلى كثبِ
قَد كانَ يَستَلِبُ الجَبّارَ مُهجَتَهُ / بطشي وَيَحيا قَتيلُ الفَقرِ في طَلَبي
وَالمُلكُ يَحرُسُهُ في ظِلِّ واهِبهِ / غُلبٌ مِنَ العُجم أَو شُمٌّ مِنَ العَرَبِ
فَحينَ شاءَ الَّذي أَتاهُ يَنزِعُهُ / لَم يجِد شَيئا قراعُ السّمرِ وَالقُضُبِ
فَهاكَها قِطعةً يَطوي لَها حَسَداً / السَيفُ أَصدَقُ إِنباءً مِنَ الكُتُبِ
أُلامُ وَما لَومي عَلى الحُبِّ واجِبُ
أُلامُ وَما لَومي عَلى الحُبِّ واجِبُ / وَقَد صادَني طَرفٌ كَحيلٌ وَحاجِبُ
أَتُحجَبُ عَنّي وَالفؤادُ يُحِبُّها / لَقَد عَزَّ مَحجوبٌ تَمَنَّاهُ حاجِبُ
أَرومُ فُؤادي في الغَرامِ لِيَنثَني / وَكَيفَ وَما دونَ الأَبيَّةِ حاجِبُ
يُنادونَ قَلبي وَالغَرامُ يُجيبُ
يُنادونَ قَلبي وَالغَرامُ يُجيبُ / وَلِلقَلبِ في حين النِداءِ وَجيبُ
مَشوقٌ دَعاهُ الشَوقُ وَالوَجدُ وَالهَوى / يُجيبُ نِداءَ الحُبِّ وَهوَ نَجيبُ
يُقاسي فُؤادي الوَجدَ وَالحُبَّ واصِلٌ / فَكَيفَ تَراهُ إِن جَفاهُ حَبيبُ
إِذا أخَطأَ الأَحبابُ تَرتيبَ حالِهِم / فَإِنَّ فُؤادي دائما لَيُصيبُ
عَليمٌ بِأَسرار الغَرامِ لأَنَّهُ / بَصيرٌ بِأدواء الحِسانِ طَبيبُ
يُواصِلُني سِرّا وَيُصرِمُ ظاهِراً / وَذَلِكَ مِن أَفعالِهِنَّ عَجيبُ
لَو كانَ قَلبي عَنِ الأَشغالِ مُنتَزِحاً
لَو كانَ قَلبي عَنِ الأَشغالِ مُنتَزِحاً / نادى لِفَقدِ حَبيبِ النَفسِ وَاِحرَبا
لَكِنَّما شُغلُهُ بِالمَجدِ مُجتَهِداً / يُلهيهِ عَن حُبِّهِ من بانَ أَو قَرُبا
أَلا يا مَليكا يُرتَجى وَيهابُ
أَلا يا مَليكا يُرتَجى وَيهابُ / وَبَحراً لَهُ في المَكرُماتِ عَبابُ
وَمَولى عَدَتني مُذ نَشأتُ مَكارِمٌ / تَصوبُ بِها مِن راحَتَيهِ سَحابُ
أَطَعتُكَ في سِرّي وَجَهريَ جاهِداً / فَلَم يَكُ لي إِلّا الملامَ ثَوابُ
وَأَعمَلتُ جُهدي في رِضاكَ مُشَمِّراً / وَمِن دونِ أَن أَفضي إِلَيهِ حِجابُ
وَلَمّا كَبا جَدّي لَدَيكَ وَلَم يَسُغ / لِنَفسي عَلى سُوءِ المُقامِ شَرابُ
وَقَلَّ اِصطِباري حينَ لا ليَ عِندَكُم / مِنَ العَطفِ إِلّا قَسوَةٌ وَعِتابُ
فَرَرتُ بِنَفسي أَبتَغي فَرجَةً لَها / عَلى أَنَّ حُلوَ العَيشِ بَعدَكَ صابُ
وَما هَزَّني إِلّا رَسولُكَ إِذ جَرَت / إِلَيَّ بِهِ صُمُّ الهِضابِ رِكابُ
فَقالَ مَقالاً لم أَجِد عَن مَقالِهِ / مَناباً وَعَن بَعضِ الأُمورِ سَحابُ
دَعاكَ أَميرُ المُؤمِنينَ مُثَوِّباً / فَقُلتُ أَميرُ المُؤمِنينَ مُجابُ
فَجئتُ أُغِذُّ السَيرَ حَتّى كَأَنَّما / تَطيرُ بِسَيري في الفَلاةِ عُقابُ
وَما كُنتُ بَعدَ البَينِ إِلذا مُوَطِّناً / بِعَزمي عَلى أَن لا يَكونَ إِيّابُ
وَلَكِنَّكَ الدُنيا إِليَّ حَبيبَةٌ / فَما عَنكَ لي إِلّا إِلَيكَ ذَهابُ
أَصِب بِالرِضا عَنّي مَسَرَّةَ مُهجَتي / وَإِن لَم يَكُن فيما أُتيتُ صَوابُ
وَفَضلُكَ في تَركِ المَلامِ فَإِنَّهُ / وَحَقِّكَ في قَلبي ظُبّى وَحِرابُ
إِذا كانت النُعمى تُكَدَّرُ بِالأَذى / فَما هيَ إِلّا مِحنَةٌ وَعَذابُ
وَلا تَقبضَنْ بِالمَنعِ كَفّي فَإِنَّهُ / وَجَدِّكَ نُقضٌ لِلعُلا وَخَرابُ
فَواللَهِ ما أَبغي بِذَلِكَ غَيرَ أَن / تُحَلّى بِجَدوى راحَتَيكَ رِقابُ
وَيَهدي إِلَيكَ الناسُ دونَ تَصَنُّعٍ / مَحَبَّةَ صِدقٍ لَم يَشُبها كِذابُ
فَكُلٌّ نَوالٍ لي إِلَيكَ اِنتسابُهُ / وَأَنتَ عَلَيهِ بِالثَناءِ مُئابُ
بَقيتَ مَكينَ الأَمرِ ما ذَرَّ شارِقٌ / وَما لاحَ في أُفقِ السَماءِ رَبابُ
كَأَنَّما ياسَمينُنا الغَضُّ
كَأَنَّما ياسَمينُنا الغَضُّ / كَواكِبٌ في السَماءِ تَبرُ
وَالطُرُقُ الحُمرُ في جَوانِبِهِ / كَخَدِّ عَذراءَ نالَهُ العطرُ