القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ مَعْتوق المُوسَوِيّ الكل
المجموع : 14
مِيلوا بنا نحوَ الحجونِ ونكّبوا
مِيلوا بنا نحوَ الحجونِ ونكّبوا / حيثُ الهوى منه فثمّ المَطلَبُ
أُمّوا بنا أُمَّ القُرى فلعلّنا / ندنو إلى لَيلى الغَداةَ ونقرُبُ
وَصِفوا لسُكّانِ الصّفا كدَري عسى / أن يُنصِفوا يوماً فيَصفو المشرَبُ
وذَروا القُلوبَ الواجباتِ برَبْعِه / تقضي الحُقوقَ الواجبات وتندُبُ
وقِفوا على الجمَراتِ نسألُ مَنْ بها / عمّن لها بصُدورِنا قد ألهَبوا
واِرْعوا الجوارِحَ أن تصيّدَها المَها / فمنَ العُيونِ لها شِراكٌ تُنصَبُ
وتجسّسوا قلبي فإنْ لم تظفَروا / فيهِ بها وأنا الضّمينُ فحَصِّبوا
واِنحوا يَمينَ منىً فثمَّ منَ المُنى / سرٌّ بأحشاءِ المَنونِ محجَّبُ
واِهْوُوا سُجوداً في ثَراهُ وصدّقوا الر / رُؤيا بنحرِكُمُ القلوبَ وقرّبوا
يا ساكني جمعٍ وحقِّ جميعكُم / لَهوايَ بين شِعابِكم متشعِّبُ
أظَنَنْتُم أنّي أمَلُّ عذابَكُم / وعذابكُم يحلو لديّ ويعذُبُ
وجّهْتُمُ تِلقاءَ مَدْيَنِ حبّكم / قلبي فأصبحَ خائِفاً يترقّبُ
وأخذتُموهُ في قِصاص خُدودِكم / وهو البَريُّ وطَرفُ عَيني المُذنِبُ
إنّي لأعجَبُ من كِلام ظِبائِكُم / وطلوعُ أنجُمِكم ضُحىً هو أعجَبُ
أستغربُ الأسنان تُنبتُ لؤلؤاً / وتصوّرُ الألفاظَ دُرّاً أغرَبُ
والقلبُ تحرُسُهُ مَعاصمُ ريمِكُم / ويزيدُ في نُطقِ الوشاحِ الرَبرَبُ
يبدو بحبّكُمُ الغزالُ مبرقعاً / ويميلُ غصنُ البان وهو معصَّبُ
أقمارُكم فوقَ الأهلّةِ طُلَّعٌ / وشُموسُكُمْ تحت الأكِلّة تَغرُبُ
صُنتُم ثُغورَ الحُسنِ عن جُندِ الهَوى / فحميتُموها في جُفونٍ تضربُ
للَّه مغنىً في الحِمى بخدورِه / يكفُلْنَ بيضاتِ النّعامِ الأعقُبُ
مغنىً تُشاهَدُ في مواقف حيّه ال / آسادُ تمرَحُ والجآذِرُ تلعبُ
نُزُلاً يُضيءُ كأنّ ملعَبَ سربِه / فلَكٌ بأقمارِ الظّلامِ مُكَوكَبُ
أفدي بُدورَ سَراةِ حيٍّ فوقَه / ضربوا القِبابَ على الشموسِ وطنّبوا
ونُجومَ حُسنٍ تحتمي بأهلّةٍ / أجرَتْ ضِياها في الشّبيبةِ أقضُبُ
ومعاشِرٍ فضلاتُ قصدِ رماحِهم / يومَ القِرى تكفيهِم أن يخطُبوا
نصبوا السّحابَ الصاعِقاتِ فقلّدوا / منها ومن فوقِ البُروقِ تنقّبوا
يا حبّذا عصرٌ مضى لا عَيبَ في / عُقباهُ إلّا أنّه لا يُعقبُ
أزكى وألطَفُ من رسائِل عاشقٍ / آصالُه وأرقُّ ممّا يُنسَبُ
فإلى مَ يمطُلُني الزّمانُ بعَوْدِه / هيهاتَ ليس بعائِدٍ ما يذهَبُ
وعْدُ الزّمانِ إذا تحقّق صِدْقُه / فعساهُ من فلَقِ الدُّجنّة أكذَبُ
عجباً لهذا الدّهرِ يغدُر بالفتى / ويَسوءُ نفسَ المرءِ وهْو محبَّبُ
لم يُرْوِ منتجِعاً رَشاشُ سحابةٍ / لولا نوالُ أبي الحُسينِ الصيّبُ
ملكٌ تَزينُ الدّهرَ حِليةُ فضلِه / ويفوزُ بالشّرفِ الرفيعِ المنصبُ
حرٌّ إذا نسبوا الكِرامَ يَفوحُ من / أنسابِه عبَقُ النّبيّ الأطيَبُ
نسبٌ لوَ اِنّ الفجرَ حاز ضياءَهُ / عاش الضُحى أبداً ومات الغَيهَبُ
أو في الدُجى عن نورِه كُشِفَ الغطا / قامت له الحِرباءُ ليلاً ترقُبُ
من آلِ حيدرَةَ الغطارفةِ الأُلى / فرضوا على الذِمَمِ النّوالَ وأوجَبوا
قومٌ همُ الأمطارُ إن فُقِدَ الحَيا / وهمُ الصّواعقُ في الورى إن حُوربوا
الناثرو عِقدَ الطُلى إن قوتِلوا / والناظِمو دُرَّ العُلا إن خُوطِبوا
بشرٌ تكوّن من ندىً وسماحةٍ / فلِذا جوانبُه تَلينُ وتصعُبُ
ليثٌ يهزُّ يَداهُ شُعلةَ صارِمٍ / ماءُ المَنونِ يكادُ منها يشربُ
نهرٌ من الفولاذ أصبح جارياً / منهُ الفرِندُ وشبّ منه المضرِبُ
عدلٌ له صفةُ الزّمانِ إذا قضى / بالسيف يخفِضُ من يَشاءُ وينصِبُ
يقضي بصرْفِ الجمعِ عادلُ رُمحِه / ولدَيه يَبني المجدَ ماضٍ مُعرَبُ
هذا وحيدُ العصر فاضلُه فإن / شكّكْتُمُ فاِبْلوا الأنام وجرّبوا
لا يُشكَرُ النادي ويعبَقُ طيبُه / إلّا إذا غنّى ثناهُ المُطرِبُ
بحرٌ إذا سُئِلَ النّوالَ فدُرُّه / يطفو ودُرُّ البحرِ فيه يَرسُبُ
تَقفوهُ من فتحِ العقابِ عِصابةٌ / ويحفّ فيه من الضّراغِم موكِبُ
غازٍ إذا في اللّيل صلّتْ قُضبُه / غنّى الحمامُ به وصاح الحُندَبُ
يفترّ مُبتسماً فيُصبحُ مالُه / يبكي ويرضى السيفُ لمّا يغضبُ
فطنٌ لفكرتِه بكلّ بديعةٍ / لفٌّ ونشْرٌ في الأمورِ مرتّبُ
يصفرُّ وجهُ التّبرِ خيفةَ بذلِه / فيكادُ جامدُه يسيلُ ويذهَبُ
لو كان شمساً لم يسعْهُ مشرقٌ / ولَضاقَ عن كتمِ الشُعاعِ المَغرِبُ
أو حازَ وجهُ الدّهْر أدنى بشْرِهِ / ما بان فيه من الخُطوبِ تقَطُّبُ
يا اِبْنَ الّذي في عِلمِه وحُسامِه / عُرِفَ الإله وبان فيه المذهبُ
لم تتّخذْ غيرَ المهنّدِ في الوغى / إلْفاً ولا غيرَ المثقَّفِ تَصحَبُ
ولَرُبَّ معترَكٍ كأنّ قَتامَهُ / والبيضُ تلمعُ فيه نورٌ أشيَبُ
تبكي بموقفِه الطُلى وفمُ الرّدى / بالضّربِ يبسِمُ منه ثغرٌ أشنَبُ
صامَتْ صوارمُه وصلّتْ قُضبُه / فالهامُ تسجدُ والمنايا تخطُبُ
كم فيه ألقى من غديرِ مُفاضةٍ / يبدو عليه من صَداها الطّحْلُبُ
أورَدْتَ فيه السيفَ وهْو حديدةٌ / وصدرْتَ وهْو من النّجيع مذهّبُ
وتركْتَ فيه من الرؤوس صوامِعاً / صلّى عليها القشْعَمُ المترهِّبُ
وركبْتَ تلحقُك النسورُ وإنّما / يسري وراها في حشاها المقنَبُ
للّه دَرُّك من فتىً لم تترُكَنْ / شيئاً من المجدِ المؤثّلِ يُطلَبُ
صيّرْتَ سيفَك يا عليُّ إلى العُلا / فركِبْتَ منه غضنْفَراً لا يُركَبُ
ما فوّق المِقدارُ سهماً صائِباً / فرمى به إلّا ورأيُكَ أصوَبُ
مولايَ سَمعاً من رقيقٍ مُخلصٍ / مدْحاً له الودُّ الصحيحُ يهذِّبُ
مدحاً غَدا هاروتُ عندَ نشيدِه / للسّحرِ من ألفاظِه يتكسّبُ
تَحكي فرائِدُه العُقودَ وإنّما / أبكارُها مكنونةٌ لا تُثقَبُ
فأجِلْ بها فِكراً ولا تغترَّ في / برقٍ سواهُ فإنّ ذلك خُلَّبُ
وتَهَنَّ بالعيد الّذي لولاكَ ما / عادَ الأنامُ فكرّروه ورحّبوا
وتوفَّ أجْرَ صيامِه وفِطارِه / قلبَ العِدا واِلْبَسْ عَلالاً يُسلَبُ
رَوى عن الرّيقِ منها الثّغْرُ والشّنَبُ
رَوى عن الرّيقِ منها الثّغْرُ والشّنَبُ / معنىً عن الرّاحِ تَروي نظْمَهُ الحَبَبُ
وحدّثَتْ عن نُفوسِ الصّيدِ وجنَتُها / أخبارَ صِدقٍ يُقوّيها دمٌ كذِبُ
وأرسلَتْ للدُجى من فرعِها مثلاً / تمثّلَتْهُ فُروعُ البانِ والعذَبُ
وجالَ ماءُ محيّاها فأوهَمَنا / أنّ الصّباحَ غَديرٌ موجُهُ ذهَبُ
بيضاءُ عن وجهِها في الجنحِ ما سفرَتْ / إلّا وقامتْ لها الحِرباءُ ترتقِبُ
لم يَلقَها الليلُ إلّا دُهمُهُ صدرَتْ / بيضَ الثّيابِ وغارتْ فوقَها الشُهُبُ
ريمٌ بأحداقِها ليثٌ يَصولُ وفي / أطواقِها ذنَبُ السِّرحانِ منتصِبُ
إذا أصابَ غُبارُ الكُحْلِ مُقلتَها / تكادُ ترقُصُ من أهدابِها العُضُبُ
مِن لحظِها لا يصونُ القِرْنُ مهجتَهُ / ولا تُضَمُّ عليهِ البيضُ والسُّلُبُ
يحنو إليها حَمامُ البانِ حين يَرى / منها القوامَ فيَشْدو وهْو مُكتئِبُ
قد أيّدَتْ دولةَ المُرّانِ قامتُها / وحكّمَتْها على سُلطانِها القُضُبُ
مَهاةُ خِدْرٍ سِباعُ الطّيرِ تألَفُها / لعِلمِها بجُنوبٍ حَولَها تَجبُ
تخالُ سَمعاً لديها وهي أفئِدةٌ / تهوي إليها وفيها الشوقُ يلتهِبُ
تُمسي العيونُ إذا مِن خِدرِها وردَتْ / ماءَ الشّبابِ بماءِ الوردِ ينسكِبُ
للحُسنِ سرٌّ طواهُ في مراشِفِها / أوحاهُ منه إليها النّحْلُ والعِنَبُ
يظنّ أصداغَها الرائي إذا اِنسدلَتْ / تتلو عَقارِبُها سِحراً فتنقلِبُ
كأنّ منها سِوارَ البِكر شمسُ ضُحىً / شقّ الصّباحُ حَشاها فهْي تصطخِبُ
والخالُ لصٌّ أميرُ الحسن أفرَشَهُ / نطعَ الدِّماء وهُزّتْ فوقَه القُضبُ
تهوي على جيدِها الأقراطُ ساكنةً / فيسْحَبُ الفرْعُ ثُعباناً فتضْطَربُ
كأنّما في عَمودِ الصبحِ سحرَتُها / تحت الدُجى في حِبالِ الشمس قد صُلِبوا
أيُّ القَبائِلِ من دُرِّ البحار إلى / عَينِ الحياةِ سوى إنسانِها هرَبوا
وأيُّ شُهْبٍ سوى ما في قلائِدها / أمْسَتْ صُفوفاً حَوالَ الشمسِ تصطحِبُ
من خدِّها في قُلوبِ المُدنَفين لظىً / وفي المُحبّينَ من أكفانِها نصَبُ
لم يسمك الحُسنُ بيتاً للهوى بحَشاً / إلّا وكان له من فرعِها طُنُبُ
ولا بَنو المجدِ بيتاً للنّسيبِ بنَوْا / إلّا لها وعليها سجفَهُ ضربوا
للّهِ أُسْدُ عَرينٍ من عَشيرَتها / ترضى الصّوارِمُ عنهم كلّما غَضِبوا
غُرٌّ إذا اِنكشفَتْ عنهم ترائِكُهُم / تحت الدّجُنّةِ من أقمارِها حُسِبوا
تطلّبَ الدّرُّ معنىً من مَباسمِهِمْ / فأدركَ النّظْمَ لمّا فاتَهُ الشّنَبُ
سُيوفُهُم في مَضاها مثلُ أعيُنِهم / سُودُ الجُفونِ ولكنْ فاتَها الهُدُبُ
قاموا لدَيْها وباتوا حولَها حرَساً / إذا أحسّوا بطَيفٍ طارقٍ وثَبوا
عزّتْ لديهِم فحازَتْ كلّما ملَكوا / حتّى لها النّومَ من أجفانِهم وهَبوا
قد صيّروا بالدّمِ المخطوبِ سُنّتَهُم / خدَّ المَهاةِ وكفَّ الليثِ يختَضِبُ
لحاظُهُم هِندَويّاتٌ ذوائِبُهُم / زنجيّة اللّونِ إلّا أنّهُم عَرَبُ
لم يُحسِنوا الخطّ إن راموا مُكاتبةً / فوق الصّدورِ بأطرافِ القَنا كَتبوا
سلّوا البروقَ من الأجفانِ واِبتسَموا / عنها وحادوا فقُلنا إنّهُم سُحُبُ
إذا المنيّةُ عن أنيابِها كشرَتْ / عضّوا عليها بذَيلِ النّقْعِ واِنتقَبوا
شنّوا الإغارَ على نهبِ الجِمالِ وإذْ / فيهِم أتَتْ وهَبوها كلّما نهَبوا
يُعزى إلى حيّهم شُحُّ النساءِ كما / إلى عليٍّ خِصالُ الجودِ تنتسبُ
ربُّ الخصالِ اللّواتي في مصابِحِها / يزهو القَريضُ وفيها تَشْرُقُ الخُطَبُ
حسبُ الكواكبِ لو منْ بعضِها حُسِبَتْ / يوماً فينظِمُها في سِلكِها الحَبَبُ
خليفةٌ ورِثَ المعروفَ عن خلَفٍ / فحبّذا خلَفٌ حازَ العُلا وأبُ
حرٌّ إذا اِفتخروا قومٌ بمرتبةٍ / ففي أبيه وفيه تفخرُ الرُتَبُ
نجمٌ رحى الحربِ والرُكبانُ تعرفُه / ودائراتُ اللّيالي أنّه القُطُبُ
زَينُ الفِعالِ إذا مُدّاحُهُ اِمتدحوا / حُسّانَها خلفَهُم في شِعرِهم نُسِبوا
لو أنّها مثّلَتْ في خَلقِه صُوَراً / لنافستْهُنّ فيه الخُرَّجُ العرَبُ
فاقَ السّحابَ وأبكاها أسىً فلِذا / تَذري الدموع وفيها الرّعدُ ينتحِبُ
لولا تعجّبُها منه لما اِجتمعَتْ / لا يحدُثُ الضّحكُ حتّى يحدُثَ العجَبُ
إن كان يشملُهُ لفظُ الملوكِ فقدْ / يعمُّ بالجِنسِ نوعَ الصّندَلِ الخَشَبُ
جسمٌ تركّب تركيبَ الطّباعِ به / الحِلمُ والبأسُ والمعروفُ والأدبُ
يَغشى الرّماحَ العوالي غيرَ مُكترثٍ / بها فيحسَبُ منها أنّه لعِبُ
رأى العُلا سُكّراً يحلو لطالبِه / فظنّ أنّ أنابيبَ القَنا قصَبُ
لولاهُ جِسمُ العُلا أوصالُه اِفترقَتْ / كأنّ آراءَهُ في ربْطِهِ عقَبُ
يحمي الوليَّ ويقضي ذو النِفاقِ به / كالماءِ يهلِكُ فيه مَنْ به الكلَبُ
في كلّ أنمُلةٍ منه وجارحةٍ / يمُدُّ بحراً ويسطو فيلَقٌ لجِبُ
قد أضحكَ التيهُ في أيديه صارمهُ / وهزّ في راحتَيْهِ رُمحَهُ الطّرَبُ
يسقي النجيع مواضيهِ فيُضرِمُها / فاِعجبْ لنارٍ لها ماءُ الطُلا حطَبُ
ذُؤابةُ الموتِ سمراءٌ بلهذَمِهِ / كأنّه فوقَها نجمٌ له ذنَبُ
لو هزّ جِذْعاً هشيماً في أنامِله / يوماً لأوشَكَ منه يسقُطُ الرُّطَبُ
يفوحُ نشرُ الكِبا من طَيّ بُردتِه / وفي النبوّةِ منهُ يعبَقُ النّسبُ
فأينَ طينُ الوَرى من طيبِ عُنصرِه / وهل يُساوي رَطيبَ المُندُلِ الضّرَبُ
قد نزّهَتْ آيةُ التّطهيرِ ملبسَهُ / من كلِّ نجْسٍ ولكنْ سيفُهُ جُنُبُ
من معشرٍ شرّفَ اللَّه الوجودَ بهم / وأُنزِلَتْ فيهم الآياتُ والكتُبُ
همُ الملائِكُ إلّا أنّهم بشرٌ / على الورى حُلَفاءٌ للهدى نُصِبوا
أبناءُ مجدٍ كرامٌ قبلَ ما فُطِموا / عن الرّضاعِ لأخلافِ النّدى حَلَبوا
قومٌ إذا ذُكِرَ الرحمنُ من وجَلٍ / لانوا وإنْ شهِدوا يومَ الوغى صعُبوا
غُرُّ الوجوهِ مصاليتٌ إذا نزلوا / عنِ السّروجِ محاريبَ التّقى رَكِبوا
لا يسكُنُ الحقُّ إلّا حيثُ ما سكنوا / وليس يذهبُ إلّا حيثُ ما ذهبوا
بُحورُ جودٍ إذا هبّتْ رياحُ وغىً / ماجوا ومجّوا وإنْ همُ سالَموا عَذُبوا
إذا تنشّقْتَ ريّاهُم عرفْتَهُمُ / بأنّهُم من جَنابِ القُدْسِ قد قَرُبوا
سَكرى إذا أصبحوا تَدري الصُحاةُ بهم / من أيّ كاسٍ طَهورٍ بالدُجى شرِبوا
كأنّهمُ يا عليَّ المجدِ إذ نظَروا / تخيّروكَ منَ الأولادِ واِنتخَبوا
قد خلّفوكَ إماماً بعدَهم ومَضَوا / وأبرزوكَ إِلى الإسلامِ واِحتجَبوا
تخوي العُروشُ إذا ما غِبْتَ عن بلدٍ / حتّى تعودَ فيَحْيى ميْتُهُ الخَرِبُ
لو لم تَعُدْ لم تعُدْ للحَوزِ بهجتُهُ / ولا تورّدَ يوماً خدّهُ التَرِبُ
لولا وجودُك فيه أهلُه هلَكوا / كذاك يهلِكُ بعد الوابِلِ العُشُبُ
لو كُنتَ مولىً تُجازيهِم بما اِقترَفوا / من الذّنوبِ إذاً بادوا بِما كسبوا
لم يُرجَ بالعَفو منهم فعلُ مكرمةٍ / من عِندهم بل على الرّحمنِ محتَسبُ
كسرْتَ جِبْتَهُم بالسيفِ فاِجتمعوا / عليكَ أحزابُ ذاكَ الجِبْت واِعتصبوا
همّوا بإطفاءِ نورِ المجدِ منك فلا / فتمّ فيك ويأبى اللّهُ ما طَلبوا
فكلّما أوقدوا ناراً بها اِحترقوا / وأحدَثوا الحربَ فيهم يحدُثُ الحرَبُ
أخزاهُمُ اللَّهُ أنّى يؤفَكون ولوْ / حازوا الهُدى لطريقِ الإفكِ ما اِرتَكَبوا
فدُمْ على رغمِهم بَعْلاً لبِكرِ عُلاً / صِداقُها منكَ ضَرْبُ الهامِ والنُشُبُ
واِلبَسْ قَميصاً من الإجلالِ في دمهِمْ / قد دبّجَتْهُ المَواضي والقَنا السُّلُبُ
واِسعَدْ بعيدٍ بنَحْسِ المُعتدينَ أتى / مبشّراً أرسلَتْهُ نحوَكَ الحِقَبُ
يومٌ وليُّكَ مسروراً بعودتِه / وفي عدوّكَ منه الهمُّ والنّصَبُ
فلا عصَتْكَ الليالي يا اِبنَ سيّدِها / وحالَفَتْكَ على أعدائِكَ النّوَبُ
أفي طيِّ الصَّبا نشرُ التصابي
أفي طيِّ الصَّبا نشرُ التصابي / فقد نفحَتْ بنا روحُ الشبابِ
وهل طرقَتْ مجَرَّ ذُيولِ لَيلى / فقد جاءَتْ معطّرةَ الثّيابِ
وهلْ رشفَتْ ثناياها فأمسَتْ / تحدِّثُ عن رحيقٍ مُستطابِ
تمرّ بنا فتثنينا سُكارى / كأنّا لا نُفيقُ من الشّرابِ
كأنّ نسيمَها شكوى مَشوقٍ / أخي أدبٍ تلطّفَ بالعِتابِ
سَلوها هل لها وجدٌ بنجدٍ / فرقّتْ رقّةَ الصّبِّ المُصابِ
سقى نجداً وأهلِيه مُلِثٌّ / يُجاري رعدُه طولَ اِنتحابي
ولا برِحَ الزمانُ به ربيعاً / يطرّزُ زَهرُهُ حُللَ الرّوابي
زكيٌّ لا تَمَلُّ له اِنتِشاقاً / كأنّ هواهُ أنفاسُ الكعابِ
بموردِه لِصادي القلبِ رِيٌّ / كأنّ بمائِه بردَ الرُّضابِ
إذا برُبوعِه حزَناً مزَجْنا / لُجَيْنَ الدّمعِ بالذّهبِ المُذابِ
تسيرُ جُسومُنا فوقَ المطايا / وأنفُسُنا تسيلُ على التّرابِ
فكم من فاقدٍ فيه فؤاداً / وواجدِ مهجةٍ ذاتِ اِلتِهابِ
إلى نخلِ النّخيل تحنّ شوقاً / وترزُمُ تحتَنا خوصُ الرِّكابِ
ونلثِمُ من ثنايا الجِذْعِ برقاً / فنحسَبُهُ ثُغورَ بَني حِسابِ
بنفسي أسرةٌ أسروا رُقادي / وحلّوا بين قلبي والذّهابِ
سَراةٌ تُلحِقُ العِقبانُ منهم / بريشِ النّبلِ بيضاتِ العُقابِ
تهزُّ أكفُّهُم حيّات لُدْنٍ / وتمرحُ خيلُهم بأسودِ غابِ
إذا لبِسوا الدّروعَ حسِبْتَ فيها / نُجومَ الليلِ غَرقى في السّرابِ
فكم فيهم ترى قمَراً تجلّى / وشمسَ ضُحىً توارَتْ في حِجابِ
وصُبْحَ طلاً تستّرَ في خِمارٍ / وآخرَ قد تنفّس في نِقابِ
وراحاتٍ بدمعٍ أو نجيعٍ / مضرّجةً وأخرى في خِضابِ
وكم بخُدودِ نِسوَتِهم وأيدي / فوارسِهِم توقّد من شِهابِ
حوَتْ أفواهُهم خَمراً فصِيغَتْ / ثناياهم على نسَقِ الحَبابِ
يكادُ يعربِدُ المِسواكُ فيها / إذا منها ترشّفَ باللُعابِ
كأنّهمُ إذا سطعَتْ عليهم / مجامرُهُم شُموسٌ في ضَبابِ
تحنّ الساجعاتُ إذا تثنّوا / فتُؤثرُهم على القُضُبِ الرِّطابِ
همُ راحي ورَيحاني وروحي / وجنّاتي وإنْ كانوا عذابي
وعافيَتي وأمراضي وبُرْئي / وأفراحي وحُزني واِكتِئابي
تولّوا والصِّبا معهُم تولّى / فهل لهُمُ إلينا من إيابِ
إلامَ أطالِبُ الأيّامَ فيهم / فلم تسمعْ ولم ترْدُدْ جَوابي
أعوذُ من الزّمانِ ومن نَواهُم / بربِّ المجدِ والمولى المُهابِ
أخي الشرَفِ الرّفيعِ أبي حسينٍ / عليِّ المجدِ ذي الشيَمِ العُجابِ
مُبيدُ المالِ في بيدِ العَطايا / مُجلّي السّبْقِ في يومِ الطّلابِ
زكيُّ النفسِ محمود السّجايا / مُصانُ العِرضِ ممدوحُ الجنابِ
قديرٌ ذو قُدورٍ راسياتٍ / تُقابلُها جِفانٌ كالجوابي
فصيحٌ ما لمنطقِه شَبيهٌ / ولو حملَتْ به أمُّ الكِتابِ
شِهابٌ في الثّغورِ عليه تثني / بيومِ الحربِ ألسِنةُ الحِرابِ
تسيرُ جُيوشُه فتكادُ رُعباً / تميدُ الرّاسياتُ من الهِضابِ
تقابلُه البوارِقُ مُغمَداتٍ / وتصحَبُه السّحائِبُ في القِبابِ
به يَدري الخميسُ إذا رآهُ / سيحشرُه بأحشاءِ الذّئابِ
ويعتقدُ الهِزَبْرُ إذا اِلتقاهُ / بأنّ رِجامَه جوفُ الغُرابِ
إذا هزّ المثقَّفَ خلتَ فيه / جرى من بأسِه سُمُّ الحُبابِ
كريمٌ صاغَ من بيضِ الأيادي / خواتِمَهُ وأطواقَ الرِّقابِ
وحسّن بالنّدى وجهَ المعالي / وورّد خدّها بدمِ الضِّرابِ
ومن مِسكِ الغُبارِ أثارَ سُحباً / مخضّبةَ المَبارقِ بالمَلابِ
مكارمُهُ تسيرُ بكلِّ أرضٍ / كأنّ يمينَهُ حوضُ السَّحابِ
وأنعُمُه تعلّمُنا القوافي / فهذا الدُرُّ من ذاكَ العُبابِ
حلَتْ منه الطِباعُ فعزّ بأساً / فأصبحَ وهْوَ من شهدٍ وَصابِ
فأحدثَ في الورى نِعَماً وبؤساً / كذلك شيمةُ الغَيمِ الرّبابِ
يسوقُ إلى الوليِّ وليَّ فضلٍ / ونحوَ عِداهُ صاعقةَ العِقابِ
يرى عِقبانَ راياتِ الأعادي / إذا خفقَتْ كأجنحةِ الذبابِ
يفوق أبا السَّحابِ أباً وجوداً / إذا ما قيلَ ذا اِبنُ أبي تُرابِ
تزفُّ جيادَهُ العزَماتُ منه / زِفافَ النّملِ أجنحةَ العُقابِ
له عَضْبٌ بليلِ الخطْبِ فجرٌ / ونابٌ في النّوائِبِ غيرُ نابِ
تَصيدُ نِمالُه الأسْدَ الضّواري / ويقتنِصُ الجوارحَ بالذّبابِ
وآراءٌ كأسهُمِه نفاذاً / مفوّقةُ لإدراكِ الصّوابِ
وآثارٌ على دُهْمِ الليالي / حكَتْ غُرَرَ المسوّمةِ العِرابِ
ألا يا اِبنَ الأُلى شرُفوا وسادوا / على الدُنيا بفضلٍ واِنتسابِ
لقد فلّقْتَ هاماتِ الرّزايا / وقُدتَ أبيّةَ النّوَبِ الصِعابِ
وأثكَلْتَ الخزائِنَ فهْي تنعى / على الولدِ المقرَّطِ بالجِرابِ
خلَتْ دارُ النّدى فظهرت فيه / ظُهورَ الكنزِ في البلدِ الخَرابِ
ليَهنِكَ سيّدي عيدٌ شريفٌ / يبشّر عن صيامِكَ بالثّوابِ
فقابِلْ بالمسرّة وجهَ فِطْرٍ / تبسّم عن ثناياهُ العِذابِ
كأنّ لقاءَهُ لُقيا حبيبٍ / تعطّفَ زائِراً بعدَ اِجتِنابِ
وجلّى رونقُ البُشْرى هِلالاً / تصدّى كالحُسام بلا قِرابِ
هِلالاً شقَّ جيبَ الهمِّ عنّا / بمِخلبِه وضرّسَهُ بِنابِ
أخا كلَفٍ إذا رامَ اِنصرافاً / ثناهُ الشّوقُ وهو إليكَ صابي
أتاك على النّوى نِضواً طليحاً / كأنّ به إلى رؤياكَ ما بي
فدُمْ بالمجدِ ما حنّتْ قُلوبٌ / إلى الأوطانِ في دارِ اِغترابِ
ولا برِحَتْ أكُفُّ نداكَ تُجري / بنَثرِ الدُرِّ منظومَ الخِطابِ
ولا زالَتْ لك الأقدارُ تقضي / بما تهوى إلى يومِ الحِسابِ
إلى اللّهِ نَشكو فادِحاتِ النّوائِبِ
إلى اللّهِ نَشكو فادِحاتِ النّوائِبِ / فقد فجَعَتْنا في أجلِّ المَطالبِ
رمَتْنا برُزْءٍ لو رمَتْ فيه يَذبُلاً / لزُلزِلَ منه راسِخاتُ الجوانِبِ
فتبّاً لدهْرٍ لا تزالُ خُطوبُه / تُطالِبُ في أوتارِها كلَّ طالِبِ
كأنّ الليالي فيهِ في بعضِها لهُمْ / قد اِتّصلَتْ أرحامُها بالنّواصِبِ
فإنّا وإنْ ساءَتْ إلَيْنا صُروفُها / فقد حسّنَتْ أخلاقُنا بالتّجارِبِ
فيا لَيْتَها فدّتْ حُسَيْناً بما تَشا / منَ الوَفْدِ من ماشٍ إليهِ وراكِبِ
لقد شَفعَتْ يومَ الصّفوفِ بمِثلِه / وثنّتْ بلَيثٍ من لُؤيِّ بنِ غالِبِ
هِزَبْرٌ تَرى بيضَ العَطايا بكفّهِ / وحُمرَ المَواضي بينَ حُمرِ المَخالِبِ
صوارمُه في أوجُهِ الموتِ أعيُنٌ / وأقوُسُه منها مَكانَ الحَواجِبِ
فتىً كانَ كالتّوريدِ في وجنةِ العُلى / وكالعِقْدِ حُسناً في نُحورِ المَراتِبِ
فلا اِنطَبَقَتْ عينُ العُلا بعدَ فَقدِه / ولا اِبتسَمَ الهِنديُّ في كفِّ ضارِبِ
عزيزٌ ثَوى تحتَ التُرابِ بحُفرةٍ / فيا لَيتَها محفورة في التّرائِبِ
فلا تحسَبوهُ من دُجى القبرِ راهِباً / ألَيْسَ المُحيّا منهُ مصباحَ راهِبِ
سَقى اللّهُ مَثواهُ بعَفْوٍ ورَحمةٍ / وأولاهُ سِتراً يومَ كَشْفِ المَعايبِ
وما فَقْرُ مَثواه الرّويِّ إلى الحَيا / وفيهِ انطَوى بحرٌ لذيذ المَشاربِ
وما في بَناتِ النّعشِ حاجةُ نعشِهِ / كفى ما حوَتْهُ من حِسانِ المَناقِبِ
نعَتْهُ السّما والأرضُ حتّى بكَتْ له / جُفونُ الغَوادي بالدّموعِ السّواكِبِ
ورقّ القَنا حُزناً عليهِ صُدوره / وحنّتْ إليهِ صاهِلاتُ السّلاهِبِ
وشقّتْ عليهِ الأبعَدونَ جُيوبَها / منَ الوجدِ فضلاً عن قُلوبِ الأقارِبِ
قضى فقضى المعروفُ والبأسُ والرّجا / وضاقَتْ علينا واسِعاتُ المَذاهِبِ
فليسَ عليه القلبُ من أُسْدِ قومِه / بأجزَعَ من خُمْصِ الذِّئابِ السّواغِبِ
فقُلْ لبَني الحاجاتِ كُفّوا عنِ السُّرى / فوا خَيبةَ المسعى وفَوْتَ المآرِبِ
أرى الأرضَ حالَتْ دونَه فتكسّفَتْ / لمرآهُ أقمارُ الدُّجى والملاعِبِ
سنَبْكيهِ ما عِشنا وإنْ قلَّ دَمعُنا / أزَدْناهُ منّا بالقُلوبِ الذّوائِبِ
فلا سلِمَتْ نفْسٌ من الوَجدِ لم تَذُبْ / عليهِ ولا قلبٌ غَدا غيرَ واجِبِ
سلِ الأرضَ عنهُ هل تصدّى فِرِندُه / فعَهدي به نَصْلٌ صَقيلُ المَضارِبِ
وهل أقْشَعَتْ مُزْنُ النّدى من بَنانِه / فعِلميَ فيها وهْيَ عشْرُ سَحائِبِ
وهل دُفِنَتْ منهُ الشّمائِلُ في الثّرى / فمركزُها الأصليُّ بين الكواكِبِ
فما للثّنا من بعدِه بهجةٌ ولو / سرَقْنا المعاني من ثَنايا الكَواعِبِ
متى بعدَهُ الأيّامُ تُطفي أُوامَنا / وقد غوّرَتْ بالأرضِ بحرَ المَواهِبِ
وأنّى لنا منها نُحاولُ راحةً / وقد أوقعَتْنا في أشقِّ المَتاعِبِ
كريمٌ غدَتْ راحاتُه بعد موتِه / لعاداتِها مبسوطةً للرّغائِبِ
تمكّن منهُ الموتُ في قَبضِ روحِه / ولم يتمكّنْ عندَ قبضِ الرّواجِبِ
أدامَ علينا فَقْدُه الليلَ سَرْمَداً / فلم نلْقَ فجراً بعدَهُ غيرَ كاذِبِ
كأنّ قُرونَ الحالِقاتِ لرُزْئِه / لنا وصلَتْ عُمرَ الدُّجى بالذّوائِبِ
فلو لم يُتِمِّ اللّهُ نورَ الهُدى لنا / بوالدِه عِشْنا بسُودِ الغَياهِبِ
أبي الجُودِ والتّقوى عليّ أخي النّدى / ذُكاءِ المعالي بدرِ شُهبِ الكَتائِبِ
جوادٌ بأرضِ الكَرخَتَيْنِ مُقامُه / ومعروفُه يَسري إلى كلِّ طالبِ
عسى اللّهُ يُبقي عُمرَه ويمدُّه / ويَكفيهِ في الدّارَينِ سوءَ العَواقِبِ
ولا شهِدَتْ عيناهُ بينَ أحبّةٍ / ولا سمِعَتْ أُذْناهُ صوتَ النّوادِبِ
ولا برِحَتْ أبناؤهُ وبَنوهُمُ / تحِفُّ به للنّصْرِ من كلِّ جانبِ
أُسودٌ إذا شُدَّتْ ثعالِبُ لُدْنِهم / تَصيدُ أسودَ الصيدِ صيدُ الثّعالِبِ
رياضٌ سقَتْها الفاطميّاتُ درَّها / وأزْكى فروعٍ من أصولٍ أطايِبِ
سُلالاتُ أرحامٍ من الرِّجْسِ طُهِّرَتْ / مَيامينُ أنجابٌ أتَوْا من نَجائِبِ
وقاهُ وإيّاهُم من السّوءِ ربُّهم / وبلّغَهُم أسنى المُنى والمطالِبِ
فَخرُ الوَرَى حَيدَرِيٌّ عَمَّ نائِلُهُ
فَخرُ الوَرَى حَيدَرِيٌّ عَمَّ نائِلُهُ / نَجمُ السُّهَى فَلَكِيَّاتٌ مَرَاتِبهُ
لَيثُ الثَّرَى قَبَسٌ تَهمِي أَنَامِلُهُ / بَدرُ البَهَا أُفُقٌ تَبدُو كَوَاكِبُهُ
سَامِي الذَرَى صَاعِدٌ تُخشَى نَوَازِلُهُ / طَودُ النُّهَى عِندَ بَيتِ المَالِ صَاحِبُهُ
طِبُّ القِرَى كَفُّ يُمنِ الدَّهرِ كَاهِلُهُ / رَوضٌ زَهَا مَنهَلٌ طَابَت مَشَارِبُهُ
بَحرٌ جَرَى عَلقَمِيٌّ مُجَّ عَاسِلُهُ / مُعطِي اللّهَى نَبَوِيَّاتٌ مَنَاقِبُهُ
مَقنَى الثَّرَى فَاضِلٌ عَمَّت فَوَاضِلُهُ / دَهرٌ دَهَا قَدَرٌ دَارَت نَوَائِبُهُ
حَيدَرِيٌّ عَمَّ نَائِلُهُ
حَيدَرِيٌّ عَمَّ نَائِلُهُ / فَلَكِيَّاتٌ مَرَاتِبهُ
قَبَسٌ تَهمِي أَنَامِلُهُ / أُفُقٌ تَبدُو كَوَاكِبُهُ
صَاعِدٌ تُخشَى نَوَازِلُهُ / عِندَ بَيتِ المَالِ صَاحِبُهُ
كَفُّ يُمنِ الدَّهرِ كَاهِلُهُ / مَنهَلٌ طَابَت مَشارِبُهُ
عَلقَمِيٌّ مُجَّ عَاسِلُهُ / نَبَوِيَّاتٌ مَنَاقِبُهُ
فَاضِلٌ عَمَّت فَوَاضِلُهُ / قَدرٌ دَارَت نَوَائِبُهُ
فَجرُ الهُدى حَيدَرِيٌّ عَمَّ نائِلُهُ
فَجرُ الهُدى حَيدَرِيٌّ عَمَّ نائِلُهُ / بَادِي السَّنَا فَلَكِيَّاتٌ مَرَاتبهُ
غَيثُ النَّدَى قَبَسٌ تَهمِي أَنامِلُهُ / شَمسُ الدُّنَا أُفُقٌ تَبدُو كَوَاكِبُهُ
حَتفُ العِدَا صَاعِدٌ تُخشَى نَوازِلُهُ / سمطُ الثَّنَا عِندَ بَيتِ المَالِ صَاحِبُهُ
نَابُ الرَّدَى كَفُّ يُمنِ الدَّهرِ كَاهِلُهُ / رُوحُ المُنَى مَنهَلٌ طَابَت مَشَارِبُهُ
مُروِي الصَّدَى عَلقَمِيٌّ مجَّ عَاسِلُهُ / رَحبُ الفَنَا نَبَوِيَّاتٌ مَنَاقِبُهُ
عَفُّ الرِّدا فَاضِلٌ عَمَّت فَوَاضِلُهُ / كَنزُ الغِنَى قَدَرٌ دَارَت نَوَائِبُهُ
قلتُ إذا غابَ منيتي أين روحي
قلتُ إذا غابَ منيتي أين روحي / فسمعتُ الخطابَ من نحو قلبي
لن تراني ولستَ تدري مكاني / إنّما الروحُ أمرُها عند ربّي
بروحي عارضاً كالشذر حسناً
بروحي عارضاً كالشذر حسناً / على ياقوتِ خدٍّ كاللهيبِ
وحقّكَ ما سعى في الخدِّ إلّا / ليلقطَ نملهُ حبَّ القلوبِ
يا من مواردهُ من مرّه عليَّ عذاب
يا من مواردهُ من مرّه عليَّ عذاب / حتّامَ أنتم بفوز وصيّكم بعذاب
ما عدت آسف لقلبي بالنوى لو ذاب / من حيث يشهد لكم عندي وهو كذاب
حتّام أشغل بفكر القلب واعذبه
حتّام أشغل بفكر القلب واعذبه / وأريد معنى لطيف عليك أكذبه
والمدح لو لم أجيده فيك وأهذبه / أريد أقول الصدق ويفوتني أعذبه
يا سيف عزم فلق هام العدا مضربك
يا سيف عزم فلق هام العدا مضربك / لا يخلى اللَه من بين الصحب مضربك
عذَّبتَ بالبين طرفاً ظالما قرَّبك / ويلاهُ ما أبعدك مني وما أقربك
لي مهجة زاد فيك خفوق واجبها
لي مهجة زاد فيك خفوق واجبها / ولو قضت ما قضت يهواك واجبها
يا من عن النوم عين الصبّ حاجبها / روحي فدا عينك الوسنا وحاجبها
ظبيٌ إذا ما رنا منهُ الأسود ترتهب
ظبيٌ إذا ما رنا منهُ الأسود ترتهب / لجسومنا السقم جفناهُ الفواتر تهب
لهُ وجنة للعقول بحسنها تنتهب / يخضر فيها العذار ونارها تلتهب

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025