المجموع : 14
مِيلوا بنا نحوَ الحجونِ ونكّبوا
مِيلوا بنا نحوَ الحجونِ ونكّبوا / حيثُ الهوى منه فثمّ المَطلَبُ
أُمّوا بنا أُمَّ القُرى فلعلّنا / ندنو إلى لَيلى الغَداةَ ونقرُبُ
وَصِفوا لسُكّانِ الصّفا كدَري عسى / أن يُنصِفوا يوماً فيَصفو المشرَبُ
وذَروا القُلوبَ الواجباتِ برَبْعِه / تقضي الحُقوقَ الواجبات وتندُبُ
وقِفوا على الجمَراتِ نسألُ مَنْ بها / عمّن لها بصُدورِنا قد ألهَبوا
واِرْعوا الجوارِحَ أن تصيّدَها المَها / فمنَ العُيونِ لها شِراكٌ تُنصَبُ
وتجسّسوا قلبي فإنْ لم تظفَروا / فيهِ بها وأنا الضّمينُ فحَصِّبوا
واِنحوا يَمينَ منىً فثمَّ منَ المُنى / سرٌّ بأحشاءِ المَنونِ محجَّبُ
واِهْوُوا سُجوداً في ثَراهُ وصدّقوا الر / رُؤيا بنحرِكُمُ القلوبَ وقرّبوا
يا ساكني جمعٍ وحقِّ جميعكُم / لَهوايَ بين شِعابِكم متشعِّبُ
أظَنَنْتُم أنّي أمَلُّ عذابَكُم / وعذابكُم يحلو لديّ ويعذُبُ
وجّهْتُمُ تِلقاءَ مَدْيَنِ حبّكم / قلبي فأصبحَ خائِفاً يترقّبُ
وأخذتُموهُ في قِصاص خُدودِكم / وهو البَريُّ وطَرفُ عَيني المُذنِبُ
إنّي لأعجَبُ من كِلام ظِبائِكُم / وطلوعُ أنجُمِكم ضُحىً هو أعجَبُ
أستغربُ الأسنان تُنبتُ لؤلؤاً / وتصوّرُ الألفاظَ دُرّاً أغرَبُ
والقلبُ تحرُسُهُ مَعاصمُ ريمِكُم / ويزيدُ في نُطقِ الوشاحِ الرَبرَبُ
يبدو بحبّكُمُ الغزالُ مبرقعاً / ويميلُ غصنُ البان وهو معصَّبُ
أقمارُكم فوقَ الأهلّةِ طُلَّعٌ / وشُموسُكُمْ تحت الأكِلّة تَغرُبُ
صُنتُم ثُغورَ الحُسنِ عن جُندِ الهَوى / فحميتُموها في جُفونٍ تضربُ
للَّه مغنىً في الحِمى بخدورِه / يكفُلْنَ بيضاتِ النّعامِ الأعقُبُ
مغنىً تُشاهَدُ في مواقف حيّه ال / آسادُ تمرَحُ والجآذِرُ تلعبُ
نُزُلاً يُضيءُ كأنّ ملعَبَ سربِه / فلَكٌ بأقمارِ الظّلامِ مُكَوكَبُ
أفدي بُدورَ سَراةِ حيٍّ فوقَه / ضربوا القِبابَ على الشموسِ وطنّبوا
ونُجومَ حُسنٍ تحتمي بأهلّةٍ / أجرَتْ ضِياها في الشّبيبةِ أقضُبُ
ومعاشِرٍ فضلاتُ قصدِ رماحِهم / يومَ القِرى تكفيهِم أن يخطُبوا
نصبوا السّحابَ الصاعِقاتِ فقلّدوا / منها ومن فوقِ البُروقِ تنقّبوا
يا حبّذا عصرٌ مضى لا عَيبَ في / عُقباهُ إلّا أنّه لا يُعقبُ
أزكى وألطَفُ من رسائِل عاشقٍ / آصالُه وأرقُّ ممّا يُنسَبُ
فإلى مَ يمطُلُني الزّمانُ بعَوْدِه / هيهاتَ ليس بعائِدٍ ما يذهَبُ
وعْدُ الزّمانِ إذا تحقّق صِدْقُه / فعساهُ من فلَقِ الدُّجنّة أكذَبُ
عجباً لهذا الدّهرِ يغدُر بالفتى / ويَسوءُ نفسَ المرءِ وهْو محبَّبُ
لم يُرْوِ منتجِعاً رَشاشُ سحابةٍ / لولا نوالُ أبي الحُسينِ الصيّبُ
ملكٌ تَزينُ الدّهرَ حِليةُ فضلِه / ويفوزُ بالشّرفِ الرفيعِ المنصبُ
حرٌّ إذا نسبوا الكِرامَ يَفوحُ من / أنسابِه عبَقُ النّبيّ الأطيَبُ
نسبٌ لوَ اِنّ الفجرَ حاز ضياءَهُ / عاش الضُحى أبداً ومات الغَيهَبُ
أو في الدُجى عن نورِه كُشِفَ الغطا / قامت له الحِرباءُ ليلاً ترقُبُ
من آلِ حيدرَةَ الغطارفةِ الأُلى / فرضوا على الذِمَمِ النّوالَ وأوجَبوا
قومٌ همُ الأمطارُ إن فُقِدَ الحَيا / وهمُ الصّواعقُ في الورى إن حُوربوا
الناثرو عِقدَ الطُلى إن قوتِلوا / والناظِمو دُرَّ العُلا إن خُوطِبوا
بشرٌ تكوّن من ندىً وسماحةٍ / فلِذا جوانبُه تَلينُ وتصعُبُ
ليثٌ يهزُّ يَداهُ شُعلةَ صارِمٍ / ماءُ المَنونِ يكادُ منها يشربُ
نهرٌ من الفولاذ أصبح جارياً / منهُ الفرِندُ وشبّ منه المضرِبُ
عدلٌ له صفةُ الزّمانِ إذا قضى / بالسيف يخفِضُ من يَشاءُ وينصِبُ
يقضي بصرْفِ الجمعِ عادلُ رُمحِه / ولدَيه يَبني المجدَ ماضٍ مُعرَبُ
هذا وحيدُ العصر فاضلُه فإن / شكّكْتُمُ فاِبْلوا الأنام وجرّبوا
لا يُشكَرُ النادي ويعبَقُ طيبُه / إلّا إذا غنّى ثناهُ المُطرِبُ
بحرٌ إذا سُئِلَ النّوالَ فدُرُّه / يطفو ودُرُّ البحرِ فيه يَرسُبُ
تَقفوهُ من فتحِ العقابِ عِصابةٌ / ويحفّ فيه من الضّراغِم موكِبُ
غازٍ إذا في اللّيل صلّتْ قُضبُه / غنّى الحمامُ به وصاح الحُندَبُ
يفترّ مُبتسماً فيُصبحُ مالُه / يبكي ويرضى السيفُ لمّا يغضبُ
فطنٌ لفكرتِه بكلّ بديعةٍ / لفٌّ ونشْرٌ في الأمورِ مرتّبُ
يصفرُّ وجهُ التّبرِ خيفةَ بذلِه / فيكادُ جامدُه يسيلُ ويذهَبُ
لو كان شمساً لم يسعْهُ مشرقٌ / ولَضاقَ عن كتمِ الشُعاعِ المَغرِبُ
أو حازَ وجهُ الدّهْر أدنى بشْرِهِ / ما بان فيه من الخُطوبِ تقَطُّبُ
يا اِبْنَ الّذي في عِلمِه وحُسامِه / عُرِفَ الإله وبان فيه المذهبُ
لم تتّخذْ غيرَ المهنّدِ في الوغى / إلْفاً ولا غيرَ المثقَّفِ تَصحَبُ
ولَرُبَّ معترَكٍ كأنّ قَتامَهُ / والبيضُ تلمعُ فيه نورٌ أشيَبُ
تبكي بموقفِه الطُلى وفمُ الرّدى / بالضّربِ يبسِمُ منه ثغرٌ أشنَبُ
صامَتْ صوارمُه وصلّتْ قُضبُه / فالهامُ تسجدُ والمنايا تخطُبُ
كم فيه ألقى من غديرِ مُفاضةٍ / يبدو عليه من صَداها الطّحْلُبُ
أورَدْتَ فيه السيفَ وهْو حديدةٌ / وصدرْتَ وهْو من النّجيع مذهّبُ
وتركْتَ فيه من الرؤوس صوامِعاً / صلّى عليها القشْعَمُ المترهِّبُ
وركبْتَ تلحقُك النسورُ وإنّما / يسري وراها في حشاها المقنَبُ
للّه دَرُّك من فتىً لم تترُكَنْ / شيئاً من المجدِ المؤثّلِ يُطلَبُ
صيّرْتَ سيفَك يا عليُّ إلى العُلا / فركِبْتَ منه غضنْفَراً لا يُركَبُ
ما فوّق المِقدارُ سهماً صائِباً / فرمى به إلّا ورأيُكَ أصوَبُ
مولايَ سَمعاً من رقيقٍ مُخلصٍ / مدْحاً له الودُّ الصحيحُ يهذِّبُ
مدحاً غَدا هاروتُ عندَ نشيدِه / للسّحرِ من ألفاظِه يتكسّبُ
تَحكي فرائِدُه العُقودَ وإنّما / أبكارُها مكنونةٌ لا تُثقَبُ
فأجِلْ بها فِكراً ولا تغترَّ في / برقٍ سواهُ فإنّ ذلك خُلَّبُ
وتَهَنَّ بالعيد الّذي لولاكَ ما / عادَ الأنامُ فكرّروه ورحّبوا
وتوفَّ أجْرَ صيامِه وفِطارِه / قلبَ العِدا واِلْبَسْ عَلالاً يُسلَبُ
رَوى عن الرّيقِ منها الثّغْرُ والشّنَبُ
رَوى عن الرّيقِ منها الثّغْرُ والشّنَبُ / معنىً عن الرّاحِ تَروي نظْمَهُ الحَبَبُ
وحدّثَتْ عن نُفوسِ الصّيدِ وجنَتُها / أخبارَ صِدقٍ يُقوّيها دمٌ كذِبُ
وأرسلَتْ للدُجى من فرعِها مثلاً / تمثّلَتْهُ فُروعُ البانِ والعذَبُ
وجالَ ماءُ محيّاها فأوهَمَنا / أنّ الصّباحَ غَديرٌ موجُهُ ذهَبُ
بيضاءُ عن وجهِها في الجنحِ ما سفرَتْ / إلّا وقامتْ لها الحِرباءُ ترتقِبُ
لم يَلقَها الليلُ إلّا دُهمُهُ صدرَتْ / بيضَ الثّيابِ وغارتْ فوقَها الشُهُبُ
ريمٌ بأحداقِها ليثٌ يَصولُ وفي / أطواقِها ذنَبُ السِّرحانِ منتصِبُ
إذا أصابَ غُبارُ الكُحْلِ مُقلتَها / تكادُ ترقُصُ من أهدابِها العُضُبُ
مِن لحظِها لا يصونُ القِرْنُ مهجتَهُ / ولا تُضَمُّ عليهِ البيضُ والسُّلُبُ
يحنو إليها حَمامُ البانِ حين يَرى / منها القوامَ فيَشْدو وهْو مُكتئِبُ
قد أيّدَتْ دولةَ المُرّانِ قامتُها / وحكّمَتْها على سُلطانِها القُضُبُ
مَهاةُ خِدْرٍ سِباعُ الطّيرِ تألَفُها / لعِلمِها بجُنوبٍ حَولَها تَجبُ
تخالُ سَمعاً لديها وهي أفئِدةٌ / تهوي إليها وفيها الشوقُ يلتهِبُ
تُمسي العيونُ إذا مِن خِدرِها وردَتْ / ماءَ الشّبابِ بماءِ الوردِ ينسكِبُ
للحُسنِ سرٌّ طواهُ في مراشِفِها / أوحاهُ منه إليها النّحْلُ والعِنَبُ
يظنّ أصداغَها الرائي إذا اِنسدلَتْ / تتلو عَقارِبُها سِحراً فتنقلِبُ
كأنّ منها سِوارَ البِكر شمسُ ضُحىً / شقّ الصّباحُ حَشاها فهْي تصطخِبُ
والخالُ لصٌّ أميرُ الحسن أفرَشَهُ / نطعَ الدِّماء وهُزّتْ فوقَه القُضبُ
تهوي على جيدِها الأقراطُ ساكنةً / فيسْحَبُ الفرْعُ ثُعباناً فتضْطَربُ
كأنّما في عَمودِ الصبحِ سحرَتُها / تحت الدُجى في حِبالِ الشمس قد صُلِبوا
أيُّ القَبائِلِ من دُرِّ البحار إلى / عَينِ الحياةِ سوى إنسانِها هرَبوا
وأيُّ شُهْبٍ سوى ما في قلائِدها / أمْسَتْ صُفوفاً حَوالَ الشمسِ تصطحِبُ
من خدِّها في قُلوبِ المُدنَفين لظىً / وفي المُحبّينَ من أكفانِها نصَبُ
لم يسمك الحُسنُ بيتاً للهوى بحَشاً / إلّا وكان له من فرعِها طُنُبُ
ولا بَنو المجدِ بيتاً للنّسيبِ بنَوْا / إلّا لها وعليها سجفَهُ ضربوا
للّهِ أُسْدُ عَرينٍ من عَشيرَتها / ترضى الصّوارِمُ عنهم كلّما غَضِبوا
غُرٌّ إذا اِنكشفَتْ عنهم ترائِكُهُم / تحت الدّجُنّةِ من أقمارِها حُسِبوا
تطلّبَ الدّرُّ معنىً من مَباسمِهِمْ / فأدركَ النّظْمَ لمّا فاتَهُ الشّنَبُ
سُيوفُهُم في مَضاها مثلُ أعيُنِهم / سُودُ الجُفونِ ولكنْ فاتَها الهُدُبُ
قاموا لدَيْها وباتوا حولَها حرَساً / إذا أحسّوا بطَيفٍ طارقٍ وثَبوا
عزّتْ لديهِم فحازَتْ كلّما ملَكوا / حتّى لها النّومَ من أجفانِهم وهَبوا
قد صيّروا بالدّمِ المخطوبِ سُنّتَهُم / خدَّ المَهاةِ وكفَّ الليثِ يختَضِبُ
لحاظُهُم هِندَويّاتٌ ذوائِبُهُم / زنجيّة اللّونِ إلّا أنّهُم عَرَبُ
لم يُحسِنوا الخطّ إن راموا مُكاتبةً / فوق الصّدورِ بأطرافِ القَنا كَتبوا
سلّوا البروقَ من الأجفانِ واِبتسَموا / عنها وحادوا فقُلنا إنّهُم سُحُبُ
إذا المنيّةُ عن أنيابِها كشرَتْ / عضّوا عليها بذَيلِ النّقْعِ واِنتقَبوا
شنّوا الإغارَ على نهبِ الجِمالِ وإذْ / فيهِم أتَتْ وهَبوها كلّما نهَبوا
يُعزى إلى حيّهم شُحُّ النساءِ كما / إلى عليٍّ خِصالُ الجودِ تنتسبُ
ربُّ الخصالِ اللّواتي في مصابِحِها / يزهو القَريضُ وفيها تَشْرُقُ الخُطَبُ
حسبُ الكواكبِ لو منْ بعضِها حُسِبَتْ / يوماً فينظِمُها في سِلكِها الحَبَبُ
خليفةٌ ورِثَ المعروفَ عن خلَفٍ / فحبّذا خلَفٌ حازَ العُلا وأبُ
حرٌّ إذا اِفتخروا قومٌ بمرتبةٍ / ففي أبيه وفيه تفخرُ الرُتَبُ
نجمٌ رحى الحربِ والرُكبانُ تعرفُه / ودائراتُ اللّيالي أنّه القُطُبُ
زَينُ الفِعالِ إذا مُدّاحُهُ اِمتدحوا / حُسّانَها خلفَهُم في شِعرِهم نُسِبوا
لو أنّها مثّلَتْ في خَلقِه صُوَراً / لنافستْهُنّ فيه الخُرَّجُ العرَبُ
فاقَ السّحابَ وأبكاها أسىً فلِذا / تَذري الدموع وفيها الرّعدُ ينتحِبُ
لولا تعجّبُها منه لما اِجتمعَتْ / لا يحدُثُ الضّحكُ حتّى يحدُثَ العجَبُ
إن كان يشملُهُ لفظُ الملوكِ فقدْ / يعمُّ بالجِنسِ نوعَ الصّندَلِ الخَشَبُ
جسمٌ تركّب تركيبَ الطّباعِ به / الحِلمُ والبأسُ والمعروفُ والأدبُ
يَغشى الرّماحَ العوالي غيرَ مُكترثٍ / بها فيحسَبُ منها أنّه لعِبُ
رأى العُلا سُكّراً يحلو لطالبِه / فظنّ أنّ أنابيبَ القَنا قصَبُ
لولاهُ جِسمُ العُلا أوصالُه اِفترقَتْ / كأنّ آراءَهُ في ربْطِهِ عقَبُ
يحمي الوليَّ ويقضي ذو النِفاقِ به / كالماءِ يهلِكُ فيه مَنْ به الكلَبُ
في كلّ أنمُلةٍ منه وجارحةٍ / يمُدُّ بحراً ويسطو فيلَقٌ لجِبُ
قد أضحكَ التيهُ في أيديه صارمهُ / وهزّ في راحتَيْهِ رُمحَهُ الطّرَبُ
يسقي النجيع مواضيهِ فيُضرِمُها / فاِعجبْ لنارٍ لها ماءُ الطُلا حطَبُ
ذُؤابةُ الموتِ سمراءٌ بلهذَمِهِ / كأنّه فوقَها نجمٌ له ذنَبُ
لو هزّ جِذْعاً هشيماً في أنامِله / يوماً لأوشَكَ منه يسقُطُ الرُّطَبُ
يفوحُ نشرُ الكِبا من طَيّ بُردتِه / وفي النبوّةِ منهُ يعبَقُ النّسبُ
فأينَ طينُ الوَرى من طيبِ عُنصرِه / وهل يُساوي رَطيبَ المُندُلِ الضّرَبُ
قد نزّهَتْ آيةُ التّطهيرِ ملبسَهُ / من كلِّ نجْسٍ ولكنْ سيفُهُ جُنُبُ
من معشرٍ شرّفَ اللَّه الوجودَ بهم / وأُنزِلَتْ فيهم الآياتُ والكتُبُ
همُ الملائِكُ إلّا أنّهم بشرٌ / على الورى حُلَفاءٌ للهدى نُصِبوا
أبناءُ مجدٍ كرامٌ قبلَ ما فُطِموا / عن الرّضاعِ لأخلافِ النّدى حَلَبوا
قومٌ إذا ذُكِرَ الرحمنُ من وجَلٍ / لانوا وإنْ شهِدوا يومَ الوغى صعُبوا
غُرُّ الوجوهِ مصاليتٌ إذا نزلوا / عنِ السّروجِ محاريبَ التّقى رَكِبوا
لا يسكُنُ الحقُّ إلّا حيثُ ما سكنوا / وليس يذهبُ إلّا حيثُ ما ذهبوا
بُحورُ جودٍ إذا هبّتْ رياحُ وغىً / ماجوا ومجّوا وإنْ همُ سالَموا عَذُبوا
إذا تنشّقْتَ ريّاهُم عرفْتَهُمُ / بأنّهُم من جَنابِ القُدْسِ قد قَرُبوا
سَكرى إذا أصبحوا تَدري الصُحاةُ بهم / من أيّ كاسٍ طَهورٍ بالدُجى شرِبوا
كأنّهمُ يا عليَّ المجدِ إذ نظَروا / تخيّروكَ منَ الأولادِ واِنتخَبوا
قد خلّفوكَ إماماً بعدَهم ومَضَوا / وأبرزوكَ إِلى الإسلامِ واِحتجَبوا
تخوي العُروشُ إذا ما غِبْتَ عن بلدٍ / حتّى تعودَ فيَحْيى ميْتُهُ الخَرِبُ
لو لم تَعُدْ لم تعُدْ للحَوزِ بهجتُهُ / ولا تورّدَ يوماً خدّهُ التَرِبُ
لولا وجودُك فيه أهلُه هلَكوا / كذاك يهلِكُ بعد الوابِلِ العُشُبُ
لو كُنتَ مولىً تُجازيهِم بما اِقترَفوا / من الذّنوبِ إذاً بادوا بِما كسبوا
لم يُرجَ بالعَفو منهم فعلُ مكرمةٍ / من عِندهم بل على الرّحمنِ محتَسبُ
كسرْتَ جِبْتَهُم بالسيفِ فاِجتمعوا / عليكَ أحزابُ ذاكَ الجِبْت واِعتصبوا
همّوا بإطفاءِ نورِ المجدِ منك فلا / فتمّ فيك ويأبى اللّهُ ما طَلبوا
فكلّما أوقدوا ناراً بها اِحترقوا / وأحدَثوا الحربَ فيهم يحدُثُ الحرَبُ
أخزاهُمُ اللَّهُ أنّى يؤفَكون ولوْ / حازوا الهُدى لطريقِ الإفكِ ما اِرتَكَبوا
فدُمْ على رغمِهم بَعْلاً لبِكرِ عُلاً / صِداقُها منكَ ضَرْبُ الهامِ والنُشُبُ
واِلبَسْ قَميصاً من الإجلالِ في دمهِمْ / قد دبّجَتْهُ المَواضي والقَنا السُّلُبُ
واِسعَدْ بعيدٍ بنَحْسِ المُعتدينَ أتى / مبشّراً أرسلَتْهُ نحوَكَ الحِقَبُ
يومٌ وليُّكَ مسروراً بعودتِه / وفي عدوّكَ منه الهمُّ والنّصَبُ
فلا عصَتْكَ الليالي يا اِبنَ سيّدِها / وحالَفَتْكَ على أعدائِكَ النّوَبُ
أفي طيِّ الصَّبا نشرُ التصابي
أفي طيِّ الصَّبا نشرُ التصابي / فقد نفحَتْ بنا روحُ الشبابِ
وهل طرقَتْ مجَرَّ ذُيولِ لَيلى / فقد جاءَتْ معطّرةَ الثّيابِ
وهلْ رشفَتْ ثناياها فأمسَتْ / تحدِّثُ عن رحيقٍ مُستطابِ
تمرّ بنا فتثنينا سُكارى / كأنّا لا نُفيقُ من الشّرابِ
كأنّ نسيمَها شكوى مَشوقٍ / أخي أدبٍ تلطّفَ بالعِتابِ
سَلوها هل لها وجدٌ بنجدٍ / فرقّتْ رقّةَ الصّبِّ المُصابِ
سقى نجداً وأهلِيه مُلِثٌّ / يُجاري رعدُه طولَ اِنتحابي
ولا برِحَ الزمانُ به ربيعاً / يطرّزُ زَهرُهُ حُللَ الرّوابي
زكيٌّ لا تَمَلُّ له اِنتِشاقاً / كأنّ هواهُ أنفاسُ الكعابِ
بموردِه لِصادي القلبِ رِيٌّ / كأنّ بمائِه بردَ الرُّضابِ
إذا برُبوعِه حزَناً مزَجْنا / لُجَيْنَ الدّمعِ بالذّهبِ المُذابِ
تسيرُ جُسومُنا فوقَ المطايا / وأنفُسُنا تسيلُ على التّرابِ
فكم من فاقدٍ فيه فؤاداً / وواجدِ مهجةٍ ذاتِ اِلتِهابِ
إلى نخلِ النّخيل تحنّ شوقاً / وترزُمُ تحتَنا خوصُ الرِّكابِ
ونلثِمُ من ثنايا الجِذْعِ برقاً / فنحسَبُهُ ثُغورَ بَني حِسابِ
بنفسي أسرةٌ أسروا رُقادي / وحلّوا بين قلبي والذّهابِ
سَراةٌ تُلحِقُ العِقبانُ منهم / بريشِ النّبلِ بيضاتِ العُقابِ
تهزُّ أكفُّهُم حيّات لُدْنٍ / وتمرحُ خيلُهم بأسودِ غابِ
إذا لبِسوا الدّروعَ حسِبْتَ فيها / نُجومَ الليلِ غَرقى في السّرابِ
فكم فيهم ترى قمَراً تجلّى / وشمسَ ضُحىً توارَتْ في حِجابِ
وصُبْحَ طلاً تستّرَ في خِمارٍ / وآخرَ قد تنفّس في نِقابِ
وراحاتٍ بدمعٍ أو نجيعٍ / مضرّجةً وأخرى في خِضابِ
وكم بخُدودِ نِسوَتِهم وأيدي / فوارسِهِم توقّد من شِهابِ
حوَتْ أفواهُهم خَمراً فصِيغَتْ / ثناياهم على نسَقِ الحَبابِ
يكادُ يعربِدُ المِسواكُ فيها / إذا منها ترشّفَ باللُعابِ
كأنّهمُ إذا سطعَتْ عليهم / مجامرُهُم شُموسٌ في ضَبابِ
تحنّ الساجعاتُ إذا تثنّوا / فتُؤثرُهم على القُضُبِ الرِّطابِ
همُ راحي ورَيحاني وروحي / وجنّاتي وإنْ كانوا عذابي
وعافيَتي وأمراضي وبُرْئي / وأفراحي وحُزني واِكتِئابي
تولّوا والصِّبا معهُم تولّى / فهل لهُمُ إلينا من إيابِ
إلامَ أطالِبُ الأيّامَ فيهم / فلم تسمعْ ولم ترْدُدْ جَوابي
أعوذُ من الزّمانِ ومن نَواهُم / بربِّ المجدِ والمولى المُهابِ
أخي الشرَفِ الرّفيعِ أبي حسينٍ / عليِّ المجدِ ذي الشيَمِ العُجابِ
مُبيدُ المالِ في بيدِ العَطايا / مُجلّي السّبْقِ في يومِ الطّلابِ
زكيُّ النفسِ محمود السّجايا / مُصانُ العِرضِ ممدوحُ الجنابِ
قديرٌ ذو قُدورٍ راسياتٍ / تُقابلُها جِفانٌ كالجوابي
فصيحٌ ما لمنطقِه شَبيهٌ / ولو حملَتْ به أمُّ الكِتابِ
شِهابٌ في الثّغورِ عليه تثني / بيومِ الحربِ ألسِنةُ الحِرابِ
تسيرُ جُيوشُه فتكادُ رُعباً / تميدُ الرّاسياتُ من الهِضابِ
تقابلُه البوارِقُ مُغمَداتٍ / وتصحَبُه السّحائِبُ في القِبابِ
به يَدري الخميسُ إذا رآهُ / سيحشرُه بأحشاءِ الذّئابِ
ويعتقدُ الهِزَبْرُ إذا اِلتقاهُ / بأنّ رِجامَه جوفُ الغُرابِ
إذا هزّ المثقَّفَ خلتَ فيه / جرى من بأسِه سُمُّ الحُبابِ
كريمٌ صاغَ من بيضِ الأيادي / خواتِمَهُ وأطواقَ الرِّقابِ
وحسّن بالنّدى وجهَ المعالي / وورّد خدّها بدمِ الضِّرابِ
ومن مِسكِ الغُبارِ أثارَ سُحباً / مخضّبةَ المَبارقِ بالمَلابِ
مكارمُهُ تسيرُ بكلِّ أرضٍ / كأنّ يمينَهُ حوضُ السَّحابِ
وأنعُمُه تعلّمُنا القوافي / فهذا الدُرُّ من ذاكَ العُبابِ
حلَتْ منه الطِباعُ فعزّ بأساً / فأصبحَ وهْوَ من شهدٍ وَصابِ
فأحدثَ في الورى نِعَماً وبؤساً / كذلك شيمةُ الغَيمِ الرّبابِ
يسوقُ إلى الوليِّ وليَّ فضلٍ / ونحوَ عِداهُ صاعقةَ العِقابِ
يرى عِقبانَ راياتِ الأعادي / إذا خفقَتْ كأجنحةِ الذبابِ
يفوق أبا السَّحابِ أباً وجوداً / إذا ما قيلَ ذا اِبنُ أبي تُرابِ
تزفُّ جيادَهُ العزَماتُ منه / زِفافَ النّملِ أجنحةَ العُقابِ
له عَضْبٌ بليلِ الخطْبِ فجرٌ / ونابٌ في النّوائِبِ غيرُ نابِ
تَصيدُ نِمالُه الأسْدَ الضّواري / ويقتنِصُ الجوارحَ بالذّبابِ
وآراءٌ كأسهُمِه نفاذاً / مفوّقةُ لإدراكِ الصّوابِ
وآثارٌ على دُهْمِ الليالي / حكَتْ غُرَرَ المسوّمةِ العِرابِ
ألا يا اِبنَ الأُلى شرُفوا وسادوا / على الدُنيا بفضلٍ واِنتسابِ
لقد فلّقْتَ هاماتِ الرّزايا / وقُدتَ أبيّةَ النّوَبِ الصِعابِ
وأثكَلْتَ الخزائِنَ فهْي تنعى / على الولدِ المقرَّطِ بالجِرابِ
خلَتْ دارُ النّدى فظهرت فيه / ظُهورَ الكنزِ في البلدِ الخَرابِ
ليَهنِكَ سيّدي عيدٌ شريفٌ / يبشّر عن صيامِكَ بالثّوابِ
فقابِلْ بالمسرّة وجهَ فِطْرٍ / تبسّم عن ثناياهُ العِذابِ
كأنّ لقاءَهُ لُقيا حبيبٍ / تعطّفَ زائِراً بعدَ اِجتِنابِ
وجلّى رونقُ البُشْرى هِلالاً / تصدّى كالحُسام بلا قِرابِ
هِلالاً شقَّ جيبَ الهمِّ عنّا / بمِخلبِه وضرّسَهُ بِنابِ
أخا كلَفٍ إذا رامَ اِنصرافاً / ثناهُ الشّوقُ وهو إليكَ صابي
أتاك على النّوى نِضواً طليحاً / كأنّ به إلى رؤياكَ ما بي
فدُمْ بالمجدِ ما حنّتْ قُلوبٌ / إلى الأوطانِ في دارِ اِغترابِ
ولا برِحَتْ أكُفُّ نداكَ تُجري / بنَثرِ الدُرِّ منظومَ الخِطابِ
ولا زالَتْ لك الأقدارُ تقضي / بما تهوى إلى يومِ الحِسابِ
إلى اللّهِ نَشكو فادِحاتِ النّوائِبِ
إلى اللّهِ نَشكو فادِحاتِ النّوائِبِ / فقد فجَعَتْنا في أجلِّ المَطالبِ
رمَتْنا برُزْءٍ لو رمَتْ فيه يَذبُلاً / لزُلزِلَ منه راسِخاتُ الجوانِبِ
فتبّاً لدهْرٍ لا تزالُ خُطوبُه / تُطالِبُ في أوتارِها كلَّ طالِبِ
كأنّ الليالي فيهِ في بعضِها لهُمْ / قد اِتّصلَتْ أرحامُها بالنّواصِبِ
فإنّا وإنْ ساءَتْ إلَيْنا صُروفُها / فقد حسّنَتْ أخلاقُنا بالتّجارِبِ
فيا لَيْتَها فدّتْ حُسَيْناً بما تَشا / منَ الوَفْدِ من ماشٍ إليهِ وراكِبِ
لقد شَفعَتْ يومَ الصّفوفِ بمِثلِه / وثنّتْ بلَيثٍ من لُؤيِّ بنِ غالِبِ
هِزَبْرٌ تَرى بيضَ العَطايا بكفّهِ / وحُمرَ المَواضي بينَ حُمرِ المَخالِبِ
صوارمُه في أوجُهِ الموتِ أعيُنٌ / وأقوُسُه منها مَكانَ الحَواجِبِ
فتىً كانَ كالتّوريدِ في وجنةِ العُلى / وكالعِقْدِ حُسناً في نُحورِ المَراتِبِ
فلا اِنطَبَقَتْ عينُ العُلا بعدَ فَقدِه / ولا اِبتسَمَ الهِنديُّ في كفِّ ضارِبِ
عزيزٌ ثَوى تحتَ التُرابِ بحُفرةٍ / فيا لَيتَها محفورة في التّرائِبِ
فلا تحسَبوهُ من دُجى القبرِ راهِباً / ألَيْسَ المُحيّا منهُ مصباحَ راهِبِ
سَقى اللّهُ مَثواهُ بعَفْوٍ ورَحمةٍ / وأولاهُ سِتراً يومَ كَشْفِ المَعايبِ
وما فَقْرُ مَثواه الرّويِّ إلى الحَيا / وفيهِ انطَوى بحرٌ لذيذ المَشاربِ
وما في بَناتِ النّعشِ حاجةُ نعشِهِ / كفى ما حوَتْهُ من حِسانِ المَناقِبِ
نعَتْهُ السّما والأرضُ حتّى بكَتْ له / جُفونُ الغَوادي بالدّموعِ السّواكِبِ
ورقّ القَنا حُزناً عليهِ صُدوره / وحنّتْ إليهِ صاهِلاتُ السّلاهِبِ
وشقّتْ عليهِ الأبعَدونَ جُيوبَها / منَ الوجدِ فضلاً عن قُلوبِ الأقارِبِ
قضى فقضى المعروفُ والبأسُ والرّجا / وضاقَتْ علينا واسِعاتُ المَذاهِبِ
فليسَ عليه القلبُ من أُسْدِ قومِه / بأجزَعَ من خُمْصِ الذِّئابِ السّواغِبِ
فقُلْ لبَني الحاجاتِ كُفّوا عنِ السُّرى / فوا خَيبةَ المسعى وفَوْتَ المآرِبِ
أرى الأرضَ حالَتْ دونَه فتكسّفَتْ / لمرآهُ أقمارُ الدُّجى والملاعِبِ
سنَبْكيهِ ما عِشنا وإنْ قلَّ دَمعُنا / أزَدْناهُ منّا بالقُلوبِ الذّوائِبِ
فلا سلِمَتْ نفْسٌ من الوَجدِ لم تَذُبْ / عليهِ ولا قلبٌ غَدا غيرَ واجِبِ
سلِ الأرضَ عنهُ هل تصدّى فِرِندُه / فعَهدي به نَصْلٌ صَقيلُ المَضارِبِ
وهل أقْشَعَتْ مُزْنُ النّدى من بَنانِه / فعِلميَ فيها وهْيَ عشْرُ سَحائِبِ
وهل دُفِنَتْ منهُ الشّمائِلُ في الثّرى / فمركزُها الأصليُّ بين الكواكِبِ
فما للثّنا من بعدِه بهجةٌ ولو / سرَقْنا المعاني من ثَنايا الكَواعِبِ
متى بعدَهُ الأيّامُ تُطفي أُوامَنا / وقد غوّرَتْ بالأرضِ بحرَ المَواهِبِ
وأنّى لنا منها نُحاولُ راحةً / وقد أوقعَتْنا في أشقِّ المَتاعِبِ
كريمٌ غدَتْ راحاتُه بعد موتِه / لعاداتِها مبسوطةً للرّغائِبِ
تمكّن منهُ الموتُ في قَبضِ روحِه / ولم يتمكّنْ عندَ قبضِ الرّواجِبِ
أدامَ علينا فَقْدُه الليلَ سَرْمَداً / فلم نلْقَ فجراً بعدَهُ غيرَ كاذِبِ
كأنّ قُرونَ الحالِقاتِ لرُزْئِه / لنا وصلَتْ عُمرَ الدُّجى بالذّوائِبِ
فلو لم يُتِمِّ اللّهُ نورَ الهُدى لنا / بوالدِه عِشْنا بسُودِ الغَياهِبِ
أبي الجُودِ والتّقوى عليّ أخي النّدى / ذُكاءِ المعالي بدرِ شُهبِ الكَتائِبِ
جوادٌ بأرضِ الكَرخَتَيْنِ مُقامُه / ومعروفُه يَسري إلى كلِّ طالبِ
عسى اللّهُ يُبقي عُمرَه ويمدُّه / ويَكفيهِ في الدّارَينِ سوءَ العَواقِبِ
ولا شهِدَتْ عيناهُ بينَ أحبّةٍ / ولا سمِعَتْ أُذْناهُ صوتَ النّوادِبِ
ولا برِحَتْ أبناؤهُ وبَنوهُمُ / تحِفُّ به للنّصْرِ من كلِّ جانبِ
أُسودٌ إذا شُدَّتْ ثعالِبُ لُدْنِهم / تَصيدُ أسودَ الصيدِ صيدُ الثّعالِبِ
رياضٌ سقَتْها الفاطميّاتُ درَّها / وأزْكى فروعٍ من أصولٍ أطايِبِ
سُلالاتُ أرحامٍ من الرِّجْسِ طُهِّرَتْ / مَيامينُ أنجابٌ أتَوْا من نَجائِبِ
وقاهُ وإيّاهُم من السّوءِ ربُّهم / وبلّغَهُم أسنى المُنى والمطالِبِ
فَخرُ الوَرَى حَيدَرِيٌّ عَمَّ نائِلُهُ
فَخرُ الوَرَى حَيدَرِيٌّ عَمَّ نائِلُهُ / نَجمُ السُّهَى فَلَكِيَّاتٌ مَرَاتِبهُ
لَيثُ الثَّرَى قَبَسٌ تَهمِي أَنَامِلُهُ / بَدرُ البَهَا أُفُقٌ تَبدُو كَوَاكِبُهُ
سَامِي الذَرَى صَاعِدٌ تُخشَى نَوَازِلُهُ / طَودُ النُّهَى عِندَ بَيتِ المَالِ صَاحِبُهُ
طِبُّ القِرَى كَفُّ يُمنِ الدَّهرِ كَاهِلُهُ / رَوضٌ زَهَا مَنهَلٌ طَابَت مَشَارِبُهُ
بَحرٌ جَرَى عَلقَمِيٌّ مُجَّ عَاسِلُهُ / مُعطِي اللّهَى نَبَوِيَّاتٌ مَنَاقِبُهُ
مَقنَى الثَّرَى فَاضِلٌ عَمَّت فَوَاضِلُهُ / دَهرٌ دَهَا قَدَرٌ دَارَت نَوَائِبُهُ
حَيدَرِيٌّ عَمَّ نَائِلُهُ
حَيدَرِيٌّ عَمَّ نَائِلُهُ / فَلَكِيَّاتٌ مَرَاتِبهُ
قَبَسٌ تَهمِي أَنَامِلُهُ / أُفُقٌ تَبدُو كَوَاكِبُهُ
صَاعِدٌ تُخشَى نَوَازِلُهُ / عِندَ بَيتِ المَالِ صَاحِبُهُ
كَفُّ يُمنِ الدَّهرِ كَاهِلُهُ / مَنهَلٌ طَابَت مَشارِبُهُ
عَلقَمِيٌّ مُجَّ عَاسِلُهُ / نَبَوِيَّاتٌ مَنَاقِبُهُ
فَاضِلٌ عَمَّت فَوَاضِلُهُ / قَدرٌ دَارَت نَوَائِبُهُ
فَجرُ الهُدى حَيدَرِيٌّ عَمَّ نائِلُهُ
فَجرُ الهُدى حَيدَرِيٌّ عَمَّ نائِلُهُ / بَادِي السَّنَا فَلَكِيَّاتٌ مَرَاتبهُ
غَيثُ النَّدَى قَبَسٌ تَهمِي أَنامِلُهُ / شَمسُ الدُّنَا أُفُقٌ تَبدُو كَوَاكِبُهُ
حَتفُ العِدَا صَاعِدٌ تُخشَى نَوازِلُهُ / سمطُ الثَّنَا عِندَ بَيتِ المَالِ صَاحِبُهُ
نَابُ الرَّدَى كَفُّ يُمنِ الدَّهرِ كَاهِلُهُ / رُوحُ المُنَى مَنهَلٌ طَابَت مَشَارِبُهُ
مُروِي الصَّدَى عَلقَمِيٌّ مجَّ عَاسِلُهُ / رَحبُ الفَنَا نَبَوِيَّاتٌ مَنَاقِبُهُ
عَفُّ الرِّدا فَاضِلٌ عَمَّت فَوَاضِلُهُ / كَنزُ الغِنَى قَدَرٌ دَارَت نَوَائِبُهُ
قلتُ إذا غابَ منيتي أين روحي
قلتُ إذا غابَ منيتي أين روحي / فسمعتُ الخطابَ من نحو قلبي
لن تراني ولستَ تدري مكاني / إنّما الروحُ أمرُها عند ربّي
بروحي عارضاً كالشذر حسناً
بروحي عارضاً كالشذر حسناً / على ياقوتِ خدٍّ كاللهيبِ
وحقّكَ ما سعى في الخدِّ إلّا / ليلقطَ نملهُ حبَّ القلوبِ
يا من مواردهُ من مرّه عليَّ عذاب
يا من مواردهُ من مرّه عليَّ عذاب / حتّامَ أنتم بفوز وصيّكم بعذاب
ما عدت آسف لقلبي بالنوى لو ذاب / من حيث يشهد لكم عندي وهو كذاب
حتّام أشغل بفكر القلب واعذبه
حتّام أشغل بفكر القلب واعذبه / وأريد معنى لطيف عليك أكذبه
والمدح لو لم أجيده فيك وأهذبه / أريد أقول الصدق ويفوتني أعذبه
يا سيف عزم فلق هام العدا مضربك
يا سيف عزم فلق هام العدا مضربك / لا يخلى اللَه من بين الصحب مضربك
عذَّبتَ بالبين طرفاً ظالما قرَّبك / ويلاهُ ما أبعدك مني وما أقربك
لي مهجة زاد فيك خفوق واجبها
لي مهجة زاد فيك خفوق واجبها / ولو قضت ما قضت يهواك واجبها
يا من عن النوم عين الصبّ حاجبها / روحي فدا عينك الوسنا وحاجبها
ظبيٌ إذا ما رنا منهُ الأسود ترتهب
ظبيٌ إذا ما رنا منهُ الأسود ترتهب / لجسومنا السقم جفناهُ الفواتر تهب
لهُ وجنة للعقول بحسنها تنتهب / يخضر فيها العذار ونارها تلتهب