القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ مُنِير الطَّرابُلَسي الكل
المجموع : 10
روحي الفِداء لِمَنْ إذا آلمتُهُ
روحي الفِداء لِمَنْ إذا آلمتُهُ / عتْباً تفضَّض خدُّهُ وتَذَهَّبا
وتوقَّدَتْ في الرَّوْضِ من وَجنَاتِهِ / نارُ الحياءِ يشبُّها ماءُ الصِّبَا
خَطَّتْ سَوالِفُهُ عَلَيها رُقيةً / لَمّا تَثَعْبَنَ صُدْغُهُ وتَعَقْرَبَا
عَذْبُ المُقَبَّل إنْ تَحَدَّثَ أسكَرَتْ / أَلفاظُهُ وَإِذا تَنَفَّسَ أَطْرَبا
مُتَغَضِّبٌ دَلّاً فَلَستُ بمُدْرِكٍ / مِنهُ الرِّضا إِلّا بأَنْ أَتَغضَّبا
يا غريبَ الحُسْن ما أَغ
يا غريبَ الحُسْن ما أَغ / ناك عن ظُلْم الحبيبِ
أترى الإفراطَ في / حُبّك أضحى مِن ذُنوبي
حلّ بي من حُبّك الخطْ / بُ الّذي لا كالخُطُوبِ
وَعَجيبٌ أَن ترى فِع / لَكَ بي غَير عَجيبِ
لا تُغالطْني فما تخْ / فَى أَماراتُ المُريبِ
أين ذاك البِشْرُ يا مو / لايَ من هذا القُطوبِ
يا هلالاً يُلْبس الأَر / ض نقاباً من شُحُوبِ
ما بدا إِلّا وَنادى / وجهُهُ يا شمسُ غِيبي
أيُّها الظّبيُ الذي مَرْ / تعُهُ أَرض القلوبِ
والّذي قد قادني الحَيْ / نُ له قوْدَ الحبيبِ
سَقمي مِن سَقمِ جَفْ / نَيْكَ وفي فَيْئِك طِيبي
وَسَنا وجهك مص / باحي وأنفاسُك طيبي
أنا خيرُ الناسِ إِذ / كنت منَ الناسِ نَصيبي
عَشِقوا قَبلي وَل / كنْ ما أحبُّوا كحبيبي
بِأَبي بَرد ثَناياك / وإن أذكَى لهيبي
لا بلاكَ اللهُ إن أُض / نِيتَ يوماً بالّذي بي
جَعلَ القَطيعَةَ سُلَّماً لِعتابِهِ
جَعلَ القَطيعَةَ سُلَّماً لِعتابِهِ / متجرِّمٌ جانٍ على أحبابهِ
ما زالَ يُضمِرُ غَدرَهُ مُتعَلّلاً / بوُشاته مُتَسَتِّراً بكُذّابهِ
حتّى تَحدَّثَ ناظِراهُ فَحَلَّلا / ما كانَ أَوثقَ مِن عُرَى أَعتابهِ
وَاللَّهِ لَوْلا ما يَقومُ بِنَصرِهِ / مِن نارِ وَجنَتهِ وَماءِ شَبابِهِ
لأَبَحْتُ ما حَظَرَ الهَوى مِن هَجرِهِ / لِيَصحّ أو حرَّمْتُ حِلَّ رِضابهِ
وَلَكانَ مِن دينِ المُروءَةِ تَركهُ / فالصَّبْر أعْذَبُ مِن أَليمِ عَذابِهِ
حَتَّامَ أُقْبِلُ وهو ثانٍ عِطْفَهُ / وَالحُبُّ يَحمِلُني عَلى اِسْتِجذابِهِ
وَأَقولُ غَرطنّ غَيَّ وُشاتِهِ / رشداً فأرجو أن يفيق لِما بهِ
وَإِذا تَغيّرهُ لِمَعنىً باطِنٍ / لا خَوفَ عاتِبِهِ ولا مغتابِهِ
يا ظالِماً أَعطى مَواثِقَ عَهدِهِ / بِوفائِهِ وَالعُذرُ مِلءُ ثِيابِهِ
زيَّنْتَ لي وجْهَ الغرور بموعدٍ / كذِبٍ فوا ظَمَأي لِلَمْعِ سرابِهِ
ونبذْتَني نَبْذَ الحَصَاة مُضَيِّعاً / ودّاً بَخِلت بِهِ على خُطّابِهِ
ما كان وصْلُك غيرَ هَجْعَةِ ساهرٍ / غَضِّ الجفونِ فريّع في أَهيابِهِ
آهاً لِهَذا القَلبِ كَيفَ خدعْتَهُ / مُتَصنِّعاً فَسَكَنْتَ سِرَّ جَوابِهِ
وَلِناظِرٍ كَتَبَتْ إِلَيك جُفونُهُ / خَبَراً فَما أَحسنْتَ ردّ حجابِهِ
هَذا هَواكَ محكَّماً ما ضرَّهُ / ما قَطع الحُسَّادُ مِن أَسبابِهِ
وَمَكانُكَ المَأهولُ مُحكٌم لم يَحْلُلْ به / أَحدٌ سِواكَ ولا أَقامَ بِبابِهِ
وأنا الّذي جَرَّبْتُهُ فوجدتُهُ / ماءً تَقَرُّ النَّفْسُ باِستِعذابِهِ
فَإِنِ اِستَقمتَ فأنتَ أَنت وَإِنْ تَزُغْ / فالْبَغْيُ مَصْرَعُهُ على أربابِهِ
عَتبتُ عَلى قطّ اِبنِ مُنير
عَتبتُ عَلى قطّ اِبنِ مُنير / وقلت أتيتِ بغير الصَّوابِ
جَرحْت يداً خُلِقَتْ للنَّدَى / وبذل الهِبات وضرب الرِّقابِ
فَقَالَ ليَ القطُّ وَيْكَ اِنتَبِهْ / أَلَيْسَ القِطاطُ عِداةَ الكِلابِ
يَجِلُّ عَنِ التَشبيه في الحُسْنِ وجهُهُ
يَجِلُّ عَنِ التَشبيه في الحُسْنِ وجهُهُ / فَبَدْرُ الدُّجَى من حُسْنِهِ يتعجَّبُ
خَلَوْتُ بمن أهواه بعد تَفَرُّقٍ
خَلَوْتُ بمن أهواه بعد تَفَرُّقٍ / بأرضٍ إلى صَوْبِ النَّدَى أن يصوبها
فكان عَويلي رَعْدُهَا وابْتسامُهُ / وَمِيضاً وأهواء القُلُوبِ جنُوبها
وجادَ غمامٌ من دموعي لِرَوْضِهَا / فَضَوَّعَ أنفاسَ الخُزَامَى وطيبَها
وقرَّب مِنّي الدَّهْرُ حُبّاً رَجَوْتُهُ / وأَبْعَدَتِ الأيّامُ عَنّي رَقيبَها
في ذُرى مَلْكٍ هوَ الدَّه
في ذُرى مَلْكٍ هوَ الدَّه / رُ عطاءً وَاِسْتلابا
مَن لهُ كفٌّ تبُزُّ ال / غَيْث سَحّاً وَاِنسكابا
فاتحٌ في وجهِ كلِّ / أمَّةٍ للنّصر بابا
تَرجُفُ الدُّنْيا إذا حر / رَكَ للسَّيْر الرِّكابا
وتخِرُّ المُشمَخِرّا / تُ اِختِلالاً واِضطِرابا
وَتَرى الأَعداءَ مِن هَيْ / بَتِهِ تَأوي الشِّعابا
وَإِذا ما لَفَحَتْهُمُ / نارُهُ صَاروا كبابا
يا عِمادَ الدّينِ لا زِل / تَ على الدّين سحابا
جاعلاً مِن دونه سَيْ / فَكَ إنْ رِيع حِجابا
فَاِلبَس النَّعْمَاءَ في الأم / نِ الّذي طِبت وطابا
وَاصْفُ عَيشاً إِنَّ أَعدا / ءَكَ قَد صَاروا تُراباً
فَدَتْكَ القُلوبُ بِأَلبابِها
فَدَتْكَ القُلوبُ بِأَلبابِها / وَساحُ المُلوكِ بِأَربابِها
كَتائِبُ تَرمي جُنودَ الصَّلي / بِ مِنها بِتَقطيعِ أَصلابِها
إِذا ما اِنثَنَت مِن قراعِ الكُماة / كَسَت وَقدَها وَشْيَ أَسلابِها
تَبَرْنَسَ منها البرنسُ الثّيابَ / وَحَلّتهُ مِن وَقْعِ أَحلابِها
عَشيَّةَ غَصَّتْ على إِنَّبٍ / نُفوسُ النّصارى بِغصّابِها
وَقامَ لِأَحمَد مَحمودُها / بِجَدْعِ مَوارِن أَحزابِها
تَجَلّى لَها حَيدَرِيُّ المصا / عِ أَغلب مُودٍ بِغَلّابِها
مُورِّثُ أَركاسِها مِن أَبٍ / أَكولِ الفَوَارِسِ شَرّابِها
هُمامٌ إِذا اِعْصَوْصَبَتْ نَبْوَة / دَهاها بِها شُمّ أَعصابِها
مَضى وَجَنى لَكَ حُلوَ الشها / دِ مِمّا تَمَطَّقَ مِن صابِها
وَأَوصى بِها لَكَ مِن بَعدِما / تَجَرَّعَ مُمقَرَّ أَوصابِها
وَأَقسمَ جَدُّكَ أَلّا يَليق / بِغَيْرِكَ مَلبَس أَثوابِها
صَبَحتَ دِمَشقَ بِمَشقِ الجِيادِ / زبورِ الوَغى بَينَ أَحدابِها
وَأَصْلَتَّ رَأيَكَ قَبلَ الحُسامِ / فَجَمّدَ جَمرَة أَجلابِها
فَأَعطَتكَ ما لَم تَنَلْهُ يدٌ / وَفازَت رُقاكَ بِأَصحابِها
وَأَنتَ تصرِّفُ فَضلَ الزّما / مِ مِن حمصِ تَأخيرِ رُكّابِها
تخوّنها الجور فاستدركت / بعدْلِك أغبار ظبظابها
وَفاجَأتَ قُورُس بِالشّائِلاتِ / تَمُجُّ القَنا سُمَّ أَذنابِها
فَما رُمتَ حَتّى رَمَت بَيضَها / إِلَيكَ أَزِمّةَ ضرّابِها
وَعَزَّت عَزازُ فَأَذْلَلتَها / بِمَجرٍ مضيق لأَسْهابِها
بِأَشمَخَ مِن أَنفِها مَنكِباً / وَأَكثَر مَن عَدَّ تورابَها
دَلِفتَ لِعيطاءِ أُمِّ النّجو / مِ في الأَمرِ إِبطاءَ أَترابِها
وَعَذراء مُذْ عَمَرْت ما اِهتَدت / ظُنونُ اللَّيالي لِإِخْرابِها
تَفَرَّعتها بِفروعِ الوَشي / جِ مُثمِرَةً هامَ أَوشابِها
وَعوجٍ إِذا أنبَضَت أغمَضَت / ذُكاء لإِرسالِ نشّابِها
وَمُحدَودباتٍ تَطيرُ الخُطوب / مَلافِظَ أَلسُن خُطّابِها
تُصَوّبُ عِقبانَ رَيْب المَنونِ / مَتى زَبَنتها بِأَعقابِها
وَما رَكَعت حَولَ شَمِّ الهِضا / بِ إِلّا سَجَدنَ لِأَنصابِها
فَلاذَت بِمُعْتَصِمٍ بِالكتابِ / وَهوبِ المَمالِكِ سَلّابِها
بِمُعْتَصِمِيّ النَّدَى وَالهُدَى / هَموسِ السُّرَى غَير هَيّابِها
مُحلّى المَحل بِوَصفِ الفُتوح / وَوَصفِ التَهاني وَأَربابِها
وَتَعجَزُ مُدّاحُهُ أَن تُحيط / بِآدابِهِ فلك آدابِها
بَدائِع لَو رُدَّ دَهر رَمي / نَ بَناتَ حَبيبٍ بِأَحبابِها
وَأَينَ اِبن أَوسٍ وَآياتُهُ / مِنَ اللّاءِ أَودَت بِحسّابِها
مِنَ اللّاءِ عادَ عَتيقٌ لَها / وَرَدَّ عَلَيها اِبن خَطَّابها
فَأيّامُهُ من حُبُورٍ تَكادُ / يَطيرُ بِها فَرْطُ إِعجابِها
لَكَ الفَضلُ إِنْ رَاسَلتكَ الجيا / دُ وَقامَت أَدلّة أَنجابِها
إِذا اِعتَسَفَت هِمَمُ الجائرينَ / أَتَيتَ السِيادَةَ مِن بابِها
أَبوك أَبوها وَأَنتَ اِبنُها ال / عَريق وَدُميَةُ مِحرابِها
أَقولُ لِمُؤجِرِهِ بِالغرورِ / تَمَطَّت عواها فَأَهوى بِها
حَذارِ فَعندَ اِبتِسامِ الغُيو / ثِ تُخشى صَواعِقُ أَلهابِها
وَلا تُخْدَعُوا بِاِفتِرارِ اللّيُو / ثِ فَالنَّار في بَردِ أَنيابِها
وَجِئتَ بِأحمَدٍ فَمَلأتَ حَمداً
وَجِئتَ بِأحمَدٍ فَمَلأتَ حَمداً / مَوارِدَ كانَ مَعدنُها عَذابا
تَهَلَّلَ وَجهُ مُلْكِكَ يَومَ أَهدَت / قَوابِلُهُ لَكَ المُلكَ اللّبابا
شَبيهُكَ لا يُغادِرُ مِنكَ شَيئاً / سَناً وحَياً وَبَذلاً وَاِستِلاباً
قَسيم الحَمدِ إِلّا أَنّ حرفاً / مِن اِسمِكَ زادَ لِلمَعنى مَنابا
أَلا للَّهِ يَومٌ فَرَّ عَنْهُ / وَرَكْبٌ نَصَّ بِالبُشْرَى الرِّكابا
وما يَومُ الفِرنْجَةِ مِنكَ فذٌّ
وما يَومُ الفِرنْجَةِ مِنكَ فذٌّ / فَتَحصِرُ عَدَّهُ خُطَطُ الحِسابِ
أَجاشَ الأَربعاءُ لَهُمْ خَميساً / بَعيدُ الغورِ مُلتَطِمُ العُبابِ
وَأَحكِم بِالخَطيمِ لَهُم خِطاماً / أَمرَّ برِيمِهِ مُرَّ الضّرابِ
مَشَوْا مُتَسانِدينَ إِلى صَليبٍ / يُبَرْقِعُ هَبوَةَ الصمِّ الصِّلابِ
تَلُفُّهُمُ المَنايا في الثَّنايا / وَتَفجؤُهُمْ شعوبُ مِنَ الشَّعابِ
أَطاشَتْ سَهمَ كَبشِهِمُ هَناةٌ / فَكُنتَ ذُبابَ طائِشَةِ الذّبابِ
حَلَلتَ التّاجَ عَنْهُ وَحَلَّ تاجاً / مَكانَ العِقْدِ مِن عِقدِ الكِعابِ
أَنافَ عَلى العِقَابِ فَكانَ أَشْهَى / وَأَبهى مِنهُ في ظِلّ العِقابِ
فَأَشْرَف وَهوَ عَن شَرفٍ مَعوقٍ / وَأَصعَد وَهوَ غايَةُ الاِنصِبابِ
تُكاشِرُهُ الشَّوامِتُ وهوَ مُغْضٍ / ثَناهُ مُنَاهُ عَن رَجْعِ الجَوَابِ
بَعيداً عَن قِراعٍ وَاِقتِراعٍ / يَؤوبُ لَهُ إِلى يَومِ المَآبِ
وَكَم سَوطٍ بِخَيلِكَ أَقبلوه ال / صُدورَ فَكانَ سَوطاً مِن عَذابِ
تَركتَهُم بِأَرضِ الشّامِ شاماً / لِظُفْرٍ تَتّقيهِ أَو لِنَابِ
هَتكتَ حِجابهُ وَالشَّمسُ وَسْنَى / بِشَمسٍ لا تُوَارَى بالحجابِ
بِأَبيضَ مِن حَبِيكِ الهِندِ صافٍ / مَصُونِ المَتْنِ مُبتَذِلِ الذُّبابِ
لَهُ سِمَةُ الشّيوخِ صَفاءَ شَيبٍ / وَفي خَطَراتِهِ نَزَقُ الشّبابِ
أَلا يا ناظِرَ الدُّنيا بِعَيْنٍ / أَرَتْهُ عِلابَها خَدْع السّرابِ
تَبَطَّنَها فَطَلّقَها ثَلاثاً / عَلى عِزِّ التَمَلُّقِ والخِلابِ
فَلا يَأوي إِلى رَأيٍ شَعاعٍ / وَلا يثني إِلى أَمَلٍ خَرابِ
تَرَفَّعَ عَن مُجاوَزَةِ الأَماني / وَحَلَّقَ عَن مُحاضَرَةِ التّصابي
صَلاةُ اللَّهِ كُلَّ دُرورِ شَمسٍ / عَلى مَثْوَى أَبيكَ مِنَ التُرابِ
فَقَد أَلْقَى إِلى الإِسلامِ عَضْباً / يُطَبِّقُ في النّوائبِ غيرَ نابي
تَجِيشُ لَهُ رَوَاسٍ كَالرَّواسي / تُمدُّ لَها جِفانٌ كَالجَوابي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025