المجموع : 25
قَولٌ كأنَّ فَرِيدَهُ
قَولٌ كأنَّ فَرِيدَهُ / سِحْرٌ على ذِهْنِ اللَّبيبْ
لا يَشْمَئِزُّ على اللِّسا / نِ وَلا يَشِذُّ عنِ القُلوبْ
لَم يَغْلُ في شنعِ اللُّغا / تِ وَلا تَوَحَّشَ بالغريبْ
سَيْفٌ تَقَلَّدَ مِثْلَهُ / عَطْفَ القضيبِ على القَضِيبْ
هَذا تُجَذُّ بهِ الرّقَا / بُ و ذا تُجَذُّ به الخُطوبْ
يَا أَيُّها المَشْغُوفُ بِالحُبِّ التَّعِبْ
يَا أَيُّها المَشْغُوفُ بِالحُبِّ التَّعِبْ / كمْ أَنْتَ في تَقْريبِ مَا لا يَقْترِبْ
دَعْ وُدَّ مْنْ لا يَرْعَوي إذا غضِبْ / وَمَنْ إِذَا عَاتَبْتَهُ يَوْماً عَتبْ
إِنَّكَ لا تَجني مِنَ الْشَّوكِ العِنَبْ /
لا واسْتِراقِ اللَّحظِ مِنْ
لا واسْتِراقِ اللَّحظِ مِنْ / عينِ المُحبَّ إلى الحبيبْ
يَشكو إليهِ بطَرْفهِ / شَكوى أرقَّ منَ النَّسيبْ
ما طابَ عيشٌ لم يذُقْ / طعمَ الوِصالِ ولا يَطيبْ
ولربَّ إلفٍ قد طَويْ / تُ على مُراقبةِ الرقيبْ
ريحُ الشَّمالِ تَهيجُهُ / وتَهيجُني ريحُ الجَنوبْ
شَادِنٌ يَسْحَبُ أَذْيَالَ الطَّرَبْ
شَادِنٌ يَسْحَبُ أَذْيَالَ الطَّرَبْ / يَتَثَنَّى بَيْنَ لَهوٍ وَلَعِبْ
بِجَبينٍ مُفْرغٍ مِنْ فِضَّةٍ / فَوْقَ خَدٍّ مُشْرَبٍ لَونَ الذَّهَبْ
كَتَبَ الدَّمْعُ بِخَدِّي عَهْدَهُ / لِلهوى وَالْشَّوْقُ يُمْلي مَا كتَبْ
ما لجَهْلي ما أَرَاهُ ذاهِباً / وَسَوَادُ الرَّأس مِنّي قَدْ ذَهَبْ
قَالَتِ الخنسَاءُ لمَّا جِئْتُها / شَابَ بعدي رَأسُ هَذا وَاشْتَهَبْ
أصَمَّمَ في الغوايَةِ أَمْ أَنَابا
أصَمَّمَ في الغوايَةِ أَمْ أَنَابا / وَشَيْبُ الرَّأسِ قَدْ خَلَسَ الشَّبَابَا
إِذَا نَصَلَ الخِضَابُ بَكى عَلَيْهِ / وَيَضْحَكُ كُلَّمَا وَصَلَ الخِضابَا
كأنَّ حَمامَةً بَيْضَاءَ ظَلَّتْ / تُقَابِلُ في مَفَارِقِهِ غُرَابا
عَاتِبٌ ظَلْتُ لَهُ عَاتِباً
عَاتِبٌ ظَلْتُ لَهُ عَاتِباً / رُبَّ مَطْلوبٍ غَدا طَالِبا
مِنْ يَتُبْ عَنْ حُبِّ مَعْشُوقِهِ / لَسْتُ عَنْ حُبِّي لَهُ تَائِبا
فَالْهَوى لي قدَرٌ غَالِبٌ / كَيْفَ أَعْصي القَدَرَ الغَالِبا
سَاكِنَ القَصْرِ وَمَنْ حَلَّهُ / أَصْبَحَ القَلْبُ بِكُمْ ذَاهِبَا
اعْلَمُوا أَنِّي لَكُمْ حَافِظٌ / شَاهِداً مَا عِشْتُ أَوْ غَائِبا
وَالحُرُّ لا يَكْتَفي مِنْ نَيْلِ مَكْرُمَةٍ
وَالحُرُّ لا يَكْتَفي مِنْ نَيْلِ مَكْرُمَةٍ / حَتَّى يَرُومَ الَّتي مِنْ دُونِهَا الْعَطَبُ
يَسْعى بِهِ أَمَلٌ مِنْ دُونهُ أَجَلٌ / إِنْ كفَّهُ رَهَبٌ يَسْتَدْعِهِ رَغَبُ
لِذَاكَ مَا سَالَ مُوسَى رَبَّهُ أَرِني / أَنْظُرْ إِلَيْكَ وَفي تَسْالِهِ عَجَبُ
يَبْغي التَّزَيُّدَ فِيما نَالَ مِنْ كَرَمٍ / وَهْوَ النَّجِيُّ لَدَيْه الوَحْيُ والكُّتُبُ
صَاحِبٌ في الحُبِّ مَكذُوبُ
صَاحِبٌ في الحُبِّ مَكذُوبُ / دَمْعُهُ لِلشَّوْقِ مَسْكوبُ
كُلُّ مَا تَطْوِي جَوَانِحُهُ / فَهوَ في الْعَيْنَين مَكْتُوبُ
دِيارٌ عفَتْ تبكي السحابُ طُولَها
دِيارٌ عفَتْ تبكي السحابُ طُولَها / وما طَللٌ تبكي عليه السحائبُ
وتَنْدُبُها الأرواحُ حتّى حَسبتُها / صَدى حفرةٍ قامتْ عليها النوادبُ
أمّا الخليطُ فشدَّ ما ذهبوا
أمّا الخليطُ فشدَّ ما ذهبوا / بانوا ولم يَقْضوا الذي يجِبُ
فالدَّارُ بعدَهمُ كوشمِ يدٍ / يا دارُ فيكِ وفيهمُ العجبُ
أين التي صيغتْ محاسِنُها / من فضَّةٍ شِيبتْ بها ذهبُ
ولَّى الشبابُ فقلتُ أندبُه / لا مثلَ ما قالوا ولا نَدَبوا
دِمَنٌ عفَتْ ومحا مَعالِمَها / هطِلٌ أجشُّ وبارحٌ تَرِبُ
ما قدَّرَ اللَّهُ هو الغالبُ
ما قدَّرَ اللَّهُ هو الغالبُ / ليس الَّذي يحسُبُهُ الحاسِبُ
قد صدَّقَ اللَّهُ رجاءَ الورَى / وما رجاءٌ عندَهُ خائبُ
وأنزلَ الغيثَ على راغبٍ / رحمتَهُ إذ قنَطَ الراغبُ
قُلْ لابنِ عزرا أَلسَّخيفِ الحجا / زَرَى عليكَ الكوكبُ الثاقبُ
ما يُعْلمُ الشاهدُ من حُكمنا / كيفَ بأمرٍ حكمُهُ غائبُ
وقُلْ لعباسٍ وأشياعهِ / كيفَ تَرى قَولكُمُ الكاذبُ
خانكمُ كِيوانُ في قَوسهِ / وغرَّكم في لوْنهِ الكاتبُ
فكلُّكُمْ يكذِبُ في عِلمهِ / وعلمُكمْ في أصلهِ كاذبُ
ما أنتمُ شيءٌ ولا عِلمُكمْ / قد ضعُفَ المطلوبُ والطالبُ
تُغالبونَ اللَّهَ في حُكمهِ / واللَّهُ لا يغلبُهُ غالبُ
محبوبٌ الحَبْرُ الذي ما لَهُ / في فهمهِ ندٌّ ولا صاحبُ
قد أَشهدَ اللَّهَ على نفسهِ / بأنَّه من جَهلكمْ تائبُ
سيوفٌ يقيلُ الموتُ تحتَ ظُباتِها
سيوفٌ يقيلُ الموتُ تحتَ ظُباتِها / لها في الكُلَى طُعْمٌ وبينَ الكُلى شُرْبُ
إذَا اصْطفَّتِ الرَّاياتُ حُمْراً مُتُونُهَا / ذَوَائِبُها تَهْفُو فَيَهْفُو لَها القَلْبُ
وَلَم تَنْطِقِ الأبْطالُ إِلّا بِفِعْلهِا / فَأَلْسُنُهَا عُجْمٌ وَأَفْعَالُها عُرْبُ
إذَا مَا التَقَوْا في مَأزِقٍ وَتَعَانَقُوا / فَلُقْيَاهُمُ طَعْنٌ وتَعنيقُهمْ ضَرْبُ
أَلا إنَّما الدُّنيا نَضَارَةُ أَيْكةٍ
أَلا إنَّما الدُّنيا نَضَارَةُ أَيْكةٍ / إذا اخْضَرَّ مِنْهَا جَانِبٌ جَفَّ جَانبُ
هِيَ الدَّارُ مَا الآمَالُ إِلّا فَجائِعٌ / عَليْها وَلا اللَّذَّاتُ إِلّا مَصَائِبُ
فَكَمْ سَخِنَتْ بِالأَمْسِ عَيْنٌ قريرَةٌ / وَقَرَّتْ عُيُونٌ دَمعُهَا الْيوْمَ سَاكبُ
فَلا تَكتَحِلْ عَيْنَاكَ فِيهَا بِعَبْرَةٍ / على ذَاهِبٍ مِنْهَا فَإِنَّكَ ذاهِبُ
رَجاءٌ دُونَ أَقْرَبِه السَّحابُ
رَجاءٌ دُونَ أَقْرَبِه السَّحابُ / وَوَعْدٌ مِثْلُ مَا لَمَعَ الْسَّرَابُ
وتَسويفٌ يَكِلُّ الصَّبر عَنْهُ / وَمَطْلٌ مَا يَقُومُ لَهُ حِسَابُ
وَدَهْرٌ سَادَتِ الْعُبدانُ فِيهِ / وَعاثَتْ في جَوَانِبِهِ الذِّئابُ
وأَيَّامٌ خَلَتْ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ / وَدُنَيا قَدْ تَوَزَّعَهَا الكلَابُ
كِلابٌ لَوْ سَأَلْتَهُمُ تُرَاباً / لَقالوا عِنْدَنا انْقَطَعَ التُّرَابُ
يُعَاقَبُ مَنْ أَسَاءَ الْقَوْلَ فِيهِمْ / وَإِنْ يُحْسِنْ فَلَيْسَ لَهُ ثَوَابُ
عَيْنَيَّ كَيْفَ غَررْتُما قَلْبي
عَيْنَيَّ كَيْفَ غَررْتُما قَلْبي / وَأَبحْتُماهُ لَوْعَةَ الحُبِّ
يَا نَظْرَةً أَذْكَتْ على كبِدي / ناراً قَضَيْتُ بِحَرِّهَا نَحْبي
خَلُّوا جَوَى قَلبي أُكابِدُهُ / حَسْبي مُكابَدَةُ الجَوى حَسْبي
عَيني جَنَتْ مِنْ شُؤْمِ نَظْرَتِهَا / ما لا دَوَاءَ لَهُ على قلبي
جَانِيكَ مَنْ يَجْني عَلَيْكَ وَقَدْ / تُعْدِي الصِّحاحَ مَبارِكُ الجُرْبِ
أيَا مَنْ لَامَ في الحُبِّ
أيَا مَنْ لَامَ في الحُبِّ / وَلَمْ يَعْلَمْ جَوى قَلبي
مَلامُ الصَّبِّ يُغْويهِ / وَلا أَغْوى مِنَ الْقَلْبِ
فَأَنَّى لُمْتَ في هِنْدٍ / مُحِبّاً صَادِقَ الحُبِّ
وَهِنْدٌ مَا لَها شِبْهٌ / بِشَرْقٍ لا وَلا غَرْبِ
إِلى هِنْدٍ صَبَا قَلْبي / وَهِنْدٌ مِثْلُها يُصْبِي
مُعَذِّبَتي رِفْقاً بِقَلبٍ مُعذَّبِ
مُعَذِّبَتي رِفْقاً بِقَلبٍ مُعذَّبِ / وإِنْ كانَ يُرْضِيْكِ العَذابُ فَعَذِّبي
لَعَمْري لَقْد باعَدْتِ غَيْرَ مُبَاعدٍ / كما أَنَّني قَرَّبْتُ غَيرَ مُقَرِّبِ
ِبنَفْسيَ بَدْرٌ أَخْملَ البدْرَ نُورُهُ / وَشَمْسٌ مَتى تَطْلُعْ إلى الْشَّمْسِ تَغْربِ
لَوَ انَّ امْرأَ القيْسِ بْنَ حُجْرٍ بَدَتْ لَهُ / لَما قَالَ مُرَّا بي على أُمِّ جُنْدُبِ
كآبَةُ الذُّلِّ في كتابي
كآبَةُ الذُّلِّ في كتابي / وَنَخْوَةُ الْعزِّ في جَوابي
قَتَلْتَ نَفْساً بِغَيرِ نَفْسٍ / فَكيْفَ تَنْجُو مِن الْعذابِ
خُلِقْتَ مَنْ بَهْجَةٍ وَطِيبٍ / إذْ خُلِقَ النَّاسُ مِنْ تُرابِ
وَلَّتْ حُمَيَّا الْشَّبابِ عَنِّي / فَلْهفَ نَفْسي على الشَّبابِ
أَصْبَحْتُ وَالشَّيْبُ قَدْ عَلاني / يَدْعُو حَثْيثاً إلى الخضَابِ
لقَدْ سَجَعَتْ في جُنْحِ لَيْلٍ حَمامةٌ
لقَدْ سَجَعَتْ في جُنْحِ لَيْلٍ حَمامةٌ / فَأَيَّ أسىً هَاجَتْ على الهائِمِ الصَّبِّ
لَكِ الويلُ كمْ هَيَّجْتِ شَجْوي بِلَا جَوىً / وَشكوَى بِلا شَكوى وَكَرْباً بِلَا كَرْبِ
وأَسْكبْتِ دَمْعاً مِنْ جُفُونِ مُسَهَّدٍ / وَمَا رَقْرَقَتْ مِنْكِ المَدَامِعُ بِالسَّكبِ
أَيَقْتُلُني دائي وَأَنتَ طَبيبي
أَيَقْتُلُني دائي وَأَنتَ طَبيبي / قَريبٌ وَهلْ منْ لا يُرى بقَريبِ
لَئِنْ خُنْتَ عَهْدِي إنَّني غَيْرُ خَائنٍ / وَأَيُّ مُحبٍّ خَانَ عَهْدَ حَبِيبِ
وَسَاحِبَةٍ فَضْلَ الذُّيُولِ كأَنَّهَا / قَضِيبٌ مِنَ الرَّيْحانِ فَوْقَ كَثيبِ
إِذَا ما بَدَتْ مِنْ خِدْرِهَا قَالَ صَاحِبي / أَطِعْني وَخُذْ مِنْ وَصلِهَا بِنَصيبِ
فَما كُلُّ ذي لُبٍّ بِمُؤْتِيكَ نُصْحَهُ / وَمَا كُلُّ مُؤْتٍ نُصْحَهُ بِلَبِيبِ