القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : جَمال الدّين الصَّرصَري الكل
المجموع : 3
يا سائق الركب لا تعجل فلي إرب
يا سائق الركب لا تعجل فلي إرب / فوق الرواحل حالت دونه الحجب
لعل بدر الدجى يرخى اللثام لنا / عن عارضيه فيشفىالواله الوصب
ماذا على ظاعن شط المزار به / لو أنه في الدجى يدنو ويقترب
فربما وجدت بردابه كبد / جرى بنار الجوى والشوق تلتهب
أحبابنا إن تكن أيدي النوى عبثت / بشملنا فهو بالتفريق منتهب
فإن حبكم وسط الحشاشة لا / تناله غير الأيام والنوب
أولا عطفتم على صب بكم فعلت / به سطا البين ما لا تفعل القضب
فؤاده نازح مستأنس بكم / وجسمه وهو بين الأهل مغترب
ما هب من نحوكم في الصبح ريح صبا / إلا وهز إليكم عطفه الطرب
ولا ترنم قمري على فنن / إلا وظل من الأشواق ينتحب
يحن نحو الحمى إذ تنزلون به / وليس بينهما لولاكم نسب
وإن جرى ذكر سلع في مسامعه / فإنه لدواعي وجده سبب
سحت غمائم أنوار المزيد على / فبابه البيض سحا دونه السحب
فهي الشفاء لاسقامي وساكنها / هو الحبيب الذي أبغى وأطلب
هل تبلغني إليها جسرة أجد / يحلو لها في الفلا الإرقال والخبب
يا ناقتي لا يغشاك الضلال ولا / مس القوائم منك الأين والنصب
وأمتد خصبك من ورد ومن كلأ / ولا تمكن من أخفافك النقب
سيري إلى ان تحلي أرض أفضل من / في الأرض شد إلى أقطاره القتب
محمد خير مبعوث بمرحمة / من خير بيت عليه أجمع العرب
مهذب طاهر طابت أرومته / وطاب بين الورى أم له وأب
هدى به الله قوماً صدهم سفهاً / عن الهدى الخمر والأزلام والنّصُب
أتاهم بكتاب صدّق الصحف ال / أولى كما صدقت آياته الكتب
فيه بيان وإيجاز وموعظة / وهو الشفاء لقلب شفّه الوصب
فاخرج الناس من ليل الضلال به / إلى صباح رشاد ليس يحتجب
دعا إلى الله رب العرش وهو على / بصيرة لا تغطّي نورها الريب
فمن أجاب فقد حاز الرضا ولمن / أبى وصدّ الوها والويل والحرب
وجاهد المعتدين الناكثين عن الح / ق المبين بعزم ليس ينقضب
وجنده السابقون الأولون أولو / البأس الذي رهبته البيض واليلب
وأصبحت زمر الأملاك نازلة / لنصره والصبا الحرقاء والرعب
حتى استقل عماد الدين وارتفعت / أعلامه وانجلت عن أهله الكرب
صلى عليه آله العرش ثم على / أصحابه فهم الأعيان والنجب
أزكى صلاة وأنماها وأدومها / وأجر ذلك عند الله احتسب
وارتجى بمديحي فيه مكرمة / من دونها الفضة البيضاء والذهب
لكنني لو قطعت الدهر ممتدحاً / للمصطفى ما قضى بعض الذي يجب
خذ للحجاز إذا مررت بركبه
خذ للحجاز إذا مررت بركبه / مني تحيّة مخلص في حبّه
واسأله هل حيّا مرابعه الحيا / وكسا الربيع شعابه من عشبه
واستمل من خير الصبالاخ الهوى / ما صحّ من إسناده عن هضبه
فلنشر أنفاس النسيم عبارةٌ / في رمزها معنىً يلذ لقلبه
يغريه مسراها بأيام الحمى / إذ كان منشأ عرفها من تربه
ولعمرها لولا تذكر عهده / فيها لما عبث النسيم بلبه
هل لي إلى ليلات مجتمع المنى / بمنىً رجوعٌ استلذ بقربه
ويضمني وبني الوداد بجوّه / سربال وصل لا أراع بسلبه
حلو الجنى فيه الأمان لمن جنى / وبه الكرامة والرضا لمحبه
بدر الكمال على بروج قبابه / سامٍ يجل عن المحاق وحجبه
يزداد نوراً كلما طال المدى / بمحمد فلك الجمال وقطبه
نالت يداه من المراتب منصباً / يعلو على عجم الزمان وعربه
جمعت له متفرق الفضل الذي / في المرسلين عنايةً من ربه
وله الخصائص حازها من دونهم / فاستمل من لفظي مقال منبه
منها نبوته وآدم طينةٌ / فازداد نوراً حين حلّ بصلبه
ورأى بعينيه على العرش اسمه / فدعا به حين استقل بذنبه
وله المقام المرتضى وشفاعة / تنجي المحرق من بوائق كسبه
وله اللواء وحوضه العذب الذي / يروي جميع المؤمنين بشربه
وله الوسيلة ما لخلق فوقها / نزل تفرد في علاه وقربه
لما علا عن مشبه مختاره / أضحى وليس لفضله من مشبه
هو خاتم للأنبياء وفاتح / للأولياء وشربهم من شربه
من أين للأمم الذين تقدموا / طرّا كأمته الكرام وصحبه
ما كان منهم سيد في موطن / إلا وكان هو الزعيم لحزبه
منهم حذيفة ذو الأمانة والرضا / سليمان حلا بالعراق وشعبه
فهما به نور لمن رام الهدى / وحمىً من الحدث الملم وخطبه
يا سيد البشر الذي هو غوثنا / في حالتي جدب الزمان وخصبه
زرنا صحابتك الكرام تعرضا / لننال من فضل خصصتهم به
فافض علينا نعمة من ذاقها / أضحى معافىً آمناً في سربه
وأتم عقباها بخاتمة الرضا / والأمن في يوم يصول برعبه
ومتصف بالفتك يوم اكتسابه
ومتصف بالفتك يوم اكتسابه / على ظفره أثر الدماء ونابه
كأن مهاة الفلك لما انتهى بها / مداه إلى سرب المها وأنتهابه
رمته بشهب الجو خوف انتقامه / فأطفأها في عسجد من إهابه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025