المجموع : 19
تَضاعَفَ ضَعفي بَعدَ بُعدِ الحَبائِبِ
تَضاعَفَ ضَعفي بَعدَ بُعدِ الحَبائِبِ / وَقَد حَجَبوا عَنّي قِسِيَّ الحَواجِبِ
وَمُذ أَفَلَت تِلكَ الكَواكِبِ لَم تَزَل / مُوَكَّلَةً عَنّي بِرَعيِ الكَواكِبِ
فَما آيبٌ لِلهَمِّ عَنّي بِرائِحٍ / وَلا رائِحٌ لِلعَيشِ عَنّي بِآيِبِ
وَنادِبَةٍ ناحَت سُحَيراً بِأَيكَةٍ / فَهَيَّجَتِ الوَسواسَ في قَلبِ نادِبِ
تَنوحُ عَلى غُصنٍ أَنوحُ لِمِثلِهِ / وَهَل حاضِرُ يَبكي أَسىً مِثلُ غائِبِ
بِوادٍ بِوادي الغوطَتَينِ رُبوعَكُم / رَبيعي وَمِن ذاكَ التُرابُ تُرابي
يَزيدُ اِحتِراقي وَاِشتِياقي إِلَيكُم / إِذا صاحَ بي عَرِّج عَلى الدارِ صاحِبي
وَأَهوى هَواها مِن رِياضٍ أَنيقَةٍ / فَتَصرِفُني عَنها صُروفُ النَوائِبِ
تَظَلُّ ثُغورُ الأُقحُوانِ ضَواحِكاً / إِذا ما بَكَت فيها عُيونُ السَحائِبِ
كَأَنَّ لَميعَ البَرقِ في جَنَباتِها / سُيوفُ مُعينِ الدينِ بَينَ الكَتائِبِ
فَتىً لَم يَعُد حَتّى تَعَفَّر قَرنُهُ / كَأَنَّ عَلَيهِ الضَربَ ضَربَةُ لازِبِ
حَشِيَّتُهُ سِرجُ عَلى ظَهرِ سابِحٍ / وَحُلَّتُهُ دِرعٌ عَلى غَيرِ هارِبٍ
غَدا في المَعالي راغِباً غَيرَ زاهِدٍ / وَفيما سِواها زاهِداً غَيرَ راغِبِ
يَظُنُّ صَلاحُ الدينِ فُرسانَ جَلَّقٍ / كَفُرسانِهِ ما الأَسَدُ مِثلَ الثَعالِبِ
غَداً تَطلُعُ الشامُ الفِرِنجَ بِفَيلَقٍ / مُعَوَّدَةٍ أَبطالُهُ لِلمَصائِبِ
رِجالٌ إِذا قامَ الصَليبُ تَصَلَّبَتِ / رِماحُهُمُ في كُلِّ ماشٍ وَراكِبِ
لَها اللَيلُ نَقعٌ وَالأَسِنَّةُ أَنجُمُ / فَما غَيرُ أَبطالٍ وَغَيرُ جَنائِبِ
أَحِنُّ إِلى نَجدٍِ وَإِن هَبَّتِ الصِبا
أَحِنُّ إِلى نَجدٍِ وَإِن هَبَّتِ الصِبا / وَأَصبَحوا إِلى شَرخِ الشَبيبَةِ وَالصِبا
وَقَلبي إِلى الحَيِّ الجُلاحِيِّ لَم يَزَل / مَشوقاً عَلى ماءِ العُذيبُ مُعَذَّبا
وَأَغيدُ بَرّاقُ الثَنِياتِ واضِحٌ / أَبى القَلبُ عَن حُبِّيهِ أَن يَتَقَلَّبا
لَهُ شَعَرٌ ما اِهتَزَّ إِلّا تَثَعبَنَت / ذَوائِبُهُ وَالصُدغُ إِلّا تَعَقرَبا
وَكَم لَيلَةٍ قَد بِتُّ أُسقى بِكَفِّهِ / عَلى وَجهِهِ نادَمتُ بَدراً وَكَوكَبا
حَكَت فَمَهُ طَعماً وَريحاً وَخَدَّهُ / إِذا مَزَجوها رِقَّةً وَتلَهُّبا
وَكُلُ لَيلَةٍ أَمسى لِميعادِ وَصلِهِ / مُسَيلَمَةً إِلّا وَأَصبَحَت أَشعَبا
وَقائِلَةٍ لي حينَ أَصبَحتُ لاهِياً / بِزُخرُفِ دُنيا كُلَّما رُمتُهُ أَبى
لَعَمرُكَ ما شَرَخَ الشَبيبَةِ راجِعٌ / إِذا ما تَوَلّى العُمرُ عَنكَ وَجَنَّبا
وَلِلشَيبِ شَعَراتٌ تَدُلُّ عَلى الفَنا / إِذا اِبتَسَمت في عارِضِ المَرءِ قَطَّبا
قَلبُ المُحِبِّ إِلى الأَحبابِ مَقلوبُ
قَلبُ المُحِبِّ إِلى الأَحبابِ مَقلوبُ / وَجِسمُهُ بِيَدِ الأَسقامِ مَنهوبُ
وَقائِلٍ كَيفَ طَعمُ الحُبِّ قُلتُ لَهُ / الحُبُّ عَذبٌ وَلَكِن فيهِ تَعذيبُ
في كُلِّ يَومٍ بِعَسّالِ القَوامِ لَنا / وَصارِمِ اللَحظِ مَطعونٌ وَمضروبُ
أَفدي الَّذينَ عَلى خَدَّيّ بَعدَهُم / دَمي وَدَمعِيَ مَسفوكٌ وَمسكوبُ
أَنا السَمَوأَلُ في حِفظِ الوِدادِ لَهُم / وَهُم إِذا وَعَدوا بِالوَصلِ عُرقوبُ
ما في الخِيامِ وَقَد سارَت حُمولُهُمُ / إِلّا مُحِبٌّ لَهُ في الظَعنِ مَحبوبُ
كَأَنَّما يَوسُفٌ في كُلِّ راحِلَةٍ / وَالحَيُّ في كُلِّ بَيتٍ مِنهُ يَعقوبُ
سَرى جَلَدي حينَ سار الحَبيبُ
سَرى جَلَدي حينَ سار الحَبيبُ / وَفي كَبِدي مِنهُ حَربٌ عَجيبُ
غَريبُ الجَمالِ غَريبُ الدِيارِ / فَلِلَّهِ ذاكَ الغَريبُ الغَريبُ
إِذا ما بَدا مُسفِراً باسِماً / وَقَد مَيَّلَتهُ الصِبا وَالجُنوبُ
تَجَلّى الصَباحُ وَبانَ الأَقاحُ / وَماسَ القَضيبُ وَماجَ الكَثيبُ
وَلي في السَماوَةِ بَدرٌ يَسيرُ / كَبَدرِ السَماءِ بَعيدٌ قَريبُ
فَذا قَمَرٌ أَطلَعَتهُ البُروجُ / وَذا قَمَرٌ أَطلَعَتهُ الجُيوبُ
لَقَد بَيَّنَ البَينُ وَجدي بِهِ / وَما راقَبَ اللَهَ فِيَّ الرَقيبُ
وَما ذاتُ طَوقٍ عَلى أَيكَةٍ / بِأَفرُخِها وَأَتاها النَحيبُ
بِأَشوَقَ مِنّي وَلَكِن إِذا / تَناءَت جُسومٌ تَدانَت قُلوبُ
لِمَن الخَيلُ كُلَّ أَرضٍ تَجوبُ
لِمَن الخَيلُ كُلَّ أَرضٍ تَجوبُ / صَحِبتُها في كُلِّ شِعبٍ شَعوبُ
وَالجَواري الَّتي يَضيقُ بِها / البَحرُ عَلى أَنَّهُ فَسيحٌ رَحيبُ
غَيرَ سَيفِ الإِسلامِ خَيرُ فَتىً / عَزَّ بِهِ دينُنا وَذَلَّ الصَليبُ
مَلِكٌ مِنهُ في الخِطابِ إِذا شاءَ / خَطيبٌ وَفي النِزالِ خُطوبُ
وَكَأَنّي أَبو نَواسٍ إِذا ما / جِئتُ مِصراً وَأَنتَ فيها الخَصيبُ
وَلَئِن كنتُ مُخطِئاً في قِياسي / إِنَّ عُذري ما قالَ قِدَماً حَبيبُ
لَو أَرادَ الرَقيبُ يَنظُرُ جِسمي / ما رَآهُ مِنَ النُحولِ رَقيبُ
مِثلُ دارِ الزَكِيِّ كيسي وَكَأسي / وَهِيَ قَفرٌ كَأَنَّها مَلحوبُ
سَلا هَل سَلا أَو هَل تَقَلَّبَ قَلبُهُ
سَلا هَل سَلا أَو هَل تَقَلَّبَ قَلبُهُ / وَإِلّا فَتُنبي بِالكَآبَةِ كُتبُهُ
غَريبُ أَسىً يَهوى غَريبَ مَلاحَةٍ / مِنَ التُركِ أَمثالُ الحَواجِبِ حَجبُهُ
غَزالٌ وَلَكِنَ الفُؤادَ كِناسُهُ / هِلالٌ وَلَكِنَّ الغَلائِلَ سُحبُهُ
تَغارُ المَها مِن مُقلَتَيهِ إِذا رَنا / وَتَحسُدُهُ إِن ماسَ في الرَوضِ قُضبُهُ
أَلا يا نَديمي مِن لِصَبٍّ مُتَيَّمٍ / كَئيبٍ غِناهُ النَوحُ وَالدَمعُ شُربُهُ
جَفا جَفنُهُ طيبَ الكَرى لَيلَةَ السُرى / وَجُنِّبَ عَنِ لينِ الحَشِيَّةِ جَنبُهُ
ذَرِ المُقامَ إِذا ما ساءَكَ الطَلَبُ
ذَرِ المُقامَ إِذا ما ساءَكَ الطَلَبُ / وَسِر فَعَزمُكَ فيهِ الحَزمُ وَالأَرَبُ
لا تَقعُدَنَّ بِأَرضٍ قَد عُرِفتَ بِها / فَلَيسَ تَقطَعُ في أَغمادِها القُضُبُ
أَلَم تَكُن لَكَ أَرضُ اللَهِ واسِعَةً / إِن أَقفَرَت جَلَّقٌ ما أَقفَرَت حَلَبُ
خَرِفَ الخَريفُ وَأَنتَ في شُغُلٍ
خَرِفَ الخَريفُ وَأَنتَ في شُغُلٍ / عَن بَهجَةِ الأَزمانِ وَالحُقَبِ
أَوراقُهُ صُفرُ وَقَهوَتُنا / صَفراءُ مِثلُ الشَمسِ في اللَهَبِ
يَأتي بِها غَيري وَأَشرَبُها / ذَهَباً عَلى ذَهَبٍ بِلا ذَهَبِ
يا اِبنَ الرِماحِ وَالظُبا
يا اِبنَ الرِماحِ وَالظُبا / وَاِبنَ السَماحِ وَالحِبا
إِلى مَتى تَمطُلُني / قَد بَلَغَ السَيلُ الزُبى
وَمَضروبَةٍ مِن غَيرُ جُرمٍ وَلا ذَنبِ
وَمَضروبَةٍ مِن غَيرُ جُرمٍ وَلا ذَنبِ / حَوى قَلبُها مِثلَ الَّذي قَد حَوى قَلبي
إِذا ما أَتاها القابِسونَ عَشِيَّةً / حَكَت فُلكاً يَرمي الشَياطينَ بِالشُهُبِ
وَمَحبوبَةٍ في القَيظِ لَم تَخلُ مِن يَدٍ
وَمَحبوبَةٍ في القَيظِ لَم تَخلُ مِن يَدٍ / وَفي القَرِّ تَسلوها أَكُفُّ الحَبائِبِ
إِذا ما الهَوى المَقصورُ هَيَّجَ عاشِقاً / أَتَت بِالهَوى المَمدودِ مِن كُلِّ جانِبِ
الحَمدُّ لِلَّهِ السَميعِ المُجيب
الحَمدُّ لِلَّهِ السَميعِ المُجيب / قَد هَلَكَ الشِركُ وَضَلَّ الصَليب
يا ساكني أَكنافَ مِصرٍ أَنا / أَبو نَواسٍ وَالصَلاحُ الخَصيب
أَقولُ وَالأَتراكُ قَد أَزمَعَت
أَقولُ وَالأَتراكُ قَد أَزمَعَت / مِصرَ إِلى حَربِ الأَعاريبِ
رَبِّ كَما مَلَّكتَها يوسُفَ / الصِدّيقَ مِن أَولادِ يَعقوبِ
يَملِكُها في عَصرِنا يوسُفُ الصادِقُ / مِن أَولادِ أَيّوبِ
مَن لَم يَزَل ضَرّاب هامِ العِدا / حَقّاً وَضَرّابَ العَراقيبِ
ذَرِ الأَتراكَ وَالعَرَبا
ذَرِ الأَتراكَ وَالعَرَبا / وَكُن في حِزبِ مِن غَلَبا
بِجِلَّقَ أَصبَحَت فِتَنٌ / تَجُرُّ الوَيلَ وَالحَرَبا
لَئِن تَمَّت فَوا أَسَفا / وَلَم تَخَرَب فَوا عَجَبا
أَقولُ وَالقَلبُ في هَمٍ وَتَعذيبِ
أَقولُ وَالقَلبُ في هَمٍ وَتَعذيبِ / يا كُلَّ يوسُفَ إِرحَم نِصفَ أَيّوبِ
بِأَبي قَدُّ يَعيشٍ بِأَبي
بِأَبي قَدُّ يَعيشٍ بِأَبي / حينَ يَهتَزُّ اِهتِزازَ القُضُبِ
رَشَأٌ حاسِدُهُ ضِدُّ اِسمِهِ / وَإِذا ما عَكَسوهُ مَذهَبي
لا تَرقُدَن وَاِبنَ ثُرَيّا مَعاً
لا تَرقُدَن وَاِبنَ ثُرَيّا مَعاً / فَإِنَّهُ أَطمَعُ مِن أَشعَبِ
كَم دَبَّ كَالعَقرَبِ سَكَراً وَكَم / قَد قَتَلوهُ قِتلَةَ العَقرَبِ
أَبا الوَحشَ جَمَّلتَ أَهلَ الأَدَب
أَبا الوَحشَ جَمَّلتَ أَهلَ الأَدَب / لِأَنَّكَ أَطوَلُ قَومي ذَنب
وَكَيفَ تَكونُ صَغيرَ المَحَلِّ / وَبَيتُكَ أَكبَرُ ما في الخَشَب
عَبَرتُ عَلى دارِ الصَلاحِ وَقَد خَلَت
عَبَرتُ عَلى دارِ الصَلاحِ وَقَد خَلَت / مِنَ القَمَرِ الوَضّاحِ وَالمَنهِلِ العَذبِ
فَوَاللَهِ لَولا سُرعَةٌ مِثلُ عَزمِهِ / لَغَرَّقَها طَرفي وَأَحرَقَها قَلبي