المجموع : 13
دَمُ المَجْدِ أَجْراهُ الطَّبيبُ وعُصِّبَتْ
دَمُ المَجْدِ أَجْراهُ الطَّبيبُ وعُصِّبَتْ / عَلى سَاعِدِ العَلْيَاءِ تِلكَ الْعَصَائِبُ
لَئِنْ لاحَ في عَضْدِ الأَميرِ نَجيعُهُ / غَدَاةَ جَرَتْ في الطَّسْتِ مِنْهُ سَباسِبُ
فَلا غَرْوَ للصَّمْصامِ إِنْ مَسَّ حَدَّهُ / دَمٌ وهو مَصْقُولَ الغِرَاريْنِ قاضِبُ
وَلَيْثُ الشَّرى لا تُنْكِرُ العَيْنُ أَنْ تُرَى / بَرَاثِنُه مَخْضُوبَةً والمَخَالِبُ
وَبَدْرِ دُجَىً يَمْشي بِهِ غُصُنٌ رَطْبُ
وَبَدْرِ دُجَىً يَمْشي بِهِ غُصُنٌ رَطْبُ / دَنا نُورُه لَكِنْ تَناوُلُهُ صَعْبُ
إِذا ما بَدا أَغْرَى بِهِ كُلَّ نَاظِرٍ / كأَنَّ قُلوبَ النّاسِ في حُبِّهِ قَلْبُ
ما عُذْرُنا في حَبْسِنا الأَكْوابا
ما عُذْرُنا في حَبْسِنا الأَكْوابا / سَقَطَ النَّدَى وَصَفا الهَواءُ وطابا
ودَعا لحَيَّ على الصَّبُوحِ مُغَرِّداً / دِيكُ الصَّباحِ فَهَيَّج الإِطْرابا
وَكَأَنَّما الصُّبْحُ المُنيرُ وقَدْ بَدا / بَازٌ أَطارَ مِنَ الظَّلامِ غُرابا
فَأَدِمْ لَذاذَةَ عَيْشِنا بِمُدامةٍ / زَادَتْ على هَرَمِ الزَّمانِ شَبابا
سَفَرَتْ فَغارَ حَبابُها من لَحْظِنا / فَعَلا مَحاسِنَها وَصَارَ نِقابا
مُطَرِّبُ الصُّبْح هَيَّجَ الطَّرَبا
مُطَرِّبُ الصُّبْح هَيَّجَ الطَّرَبا / لَمّا قَضَى الليْلُ نَحْبَهُ انْتَحَبا
مُغَرِّدٌ تَابَع الصِّياحَ فَما / نَدْري رِضاً كانَ ذَاكَ أَمْ غَضَبا
ما تُنْكِرُ الطَّيْرُ أَنَّهُ مَلِكٌ / لَها فَبِالتّاجِ رَاحَ مُعْتَصِبا
طَوَى الظَّلامُ البُنُودَ مُنْصَرِفاً / حِينَ رَأَى الفَجْرَ يَنْشُرُ العَذَبا
واللَّيْلُ مِنْ فَتْكَةِ الصَّباحِ بِهِ / كَراهِبٍ شَقَّ جَيْبَهُ طَرَبا
فَبَاكِرِ الخَمْرَةَ التي تَرَكَتْ / بَنانَ كَفِّ المُديرِ مُخْتَضبا
كأَنَّما صَبَّ في الزُّجاجَةِ مِنْ / لُطْفٍ ومِنْ رِقَّةٍ نَسيمَ صَبا
ولَيْسَ نارُ الهُمومِ خامِدَةً / إِلا بِنورِ الكُؤوسِ مُلْتَهِبا
يَظَلُّ زِقَّ المُدامِ مُمْتَهناً / سَحْباً وَذَيْلُ المُجونِ مُنْسَحِبا
ومُقْعَدٍ لا حَرَاكَ يُنْهِضُهُ / وهو على أَرْبَعٍ قَدِ انْتَصَبا
مُصَفَّرٍ مُحْرِقٍ تَنَفُّسَهُ / تَخَالُهُ العَيْنُ عاشِقا وَصِبا
إِذا نَظَمْنا في جِيدِهِ سَبَجاً / صَيَّرَهُ بَعْدَ ساعَةٍ ذَهَبا
فَما خَبَتْ نارُنا ولا وَقَفَتْ / خُيولُ لَهْوٍ جَرَتْ بِنا خَبَبا
وسَاحِرِ الطَّرْفِ لا نِقابَ لَهُ / إِذْ كَانَ بِالْجُلَّنارِ مُنْتَقِبا
جَنَيْتُ من ثَغْرِهِ وَوَجْنَتِهِ / بِلَحْظِ عَيْنَيَّ زَهْرَةً عَجَبا
شَقائِقاً مُذْهباً يُرى خجلا / وأُقْحُواناً مُفَضَّضاً شَنَبا
حتّى إِذا ما انْتَشى ونَشْوَتُهُ / قَدْ سَهَّلَتْ مِنْهُ كُلَّ ما صَعُبا
غَلَبْتُ صَحْبي عليهِ مُنفرداً / بِهِ وهَلْ فازَ غَيْرُ مَنْ غَلَبا
أَرْشُفُ رِيقاً عَذْبَ الَّلمى خَصِراً / كأَنَّ فِيهِ الضَّريبَ والضَّرَبا
قَامَ مِثْلَ الغُصُنِ المَيْ
قَامَ مِثْلَ الغُصُنِ المَيْ / يادِ في غَضِّ الشَّبابِ
يمزج الخمر لنا بالصْ / صفْوِ مِنْ مَاءِ الرُّضابِ
فكَأَنَّ الكَأْسَ لَمّا / ضَحِكَتْ تَحْتَ الحبابِ
وجْنَةٌ حَمْراءُ لاحَتْ / لَكَ مِنْ تَحْتِ النِّقابِ
وزَعْفَرانِيَّةٍ في اللَّوْنِ والطّيبِ
وزَعْفَرانِيَّةٍ في اللَّوْنِ والطّيبِ / طيِّبةِ الخَمْرِ دَكْناءِ الجَلابيبِ
ثَوَتْ بِحانَةِ عُمْر الزَّعْفَران على / مَرِّ الهَواجِرِ فيهِ والأَهَاضيبِ
وما الغَطارِفَةُ الشُّبانُ إِنْ شَرِبوا / خَمْراً بِأَبْلَجَ مِنْ رُهْبانِهِ الشِّيبِ
شَرِبْتُها مِنْ يَدَيْ حَوراءَ مُقْلَتُها / تُفْني القُلوبَ بِتَبْعيدٍ وتَقْريبِ
شَمْسٌ إِذا طَلَعَتْ قَالَتْ مَحاسِنُها / ها قد طَلَعْتُ فَيا شَمْسَ الضُّحى غيبي
وَنِمْتُ سُكْراً ونامَتْ لي مُعانِقَةً / فَلا تَسَلْ عَنْ عِناقِ الظَّبْي والذِّيبِ
راحٌ كَضَوْءِ شِهابِ
راحٌ كَضَوْءِ شِهابِ / سُلافةُ الأَعْنَابِ
والمزجُ ماءُ غَديرٍ / صَافٍ كَماءِ الشَّبابِ
لو لَمْ يَكنْ ماءَ مُزْنٍ / لَكانَ لَمْعَ سَرابِ
كأَنَّهُ جِسْمُ دُرٍّ / عَلَيْهِ دَرْجُ حَبَابِ
يجْري خلالَ حِصِيٍّ / بِيضٍ كَقَطْرِ السَّحابِ
كَأَنَّهُ الرّيق يَجْري / على الثَّنايا العِذابِ
لا تُطْنبنْ في بُكاءِ النُّؤي والطُّنُبِ
لا تُطْنبنْ في بُكاءِ النُّؤي والطُّنُبِ / ولا تُحَيّ كَثيبَ الحَيّ مِنْ كَثَبِ
ولا تَجُدْ بغَمامٍ للغميم ولا / تَسْمَح لِسِرْبِ المَها بالواكِفِ السَّرِبِ
رَبْعٌ تَعَفَّى فَأَعْفَى مِنْ جَوَىً وأَسَى / قَلْبي وكَانَ إِلى اللَّذَّاتِ مُنْقَلَبي
سِيَّان بَانَ خَليطٌ أَو أَقامَ بِهِ / فَإِنَّما عَامِرُ البَيْداءِ كَالْخَرِبِ
أَبْهَى وأَجْمَلُ منْ وَصْفِ الجِمالِ ومنْ / إِدْمانِ ذِكْرِ هَوىً يَهْوي على قَتَبِ
مَدُّ البَنانِ إِلى كَأْسٍ على سُكْرِ / ورَفْعُ صَوْتٍ بِتَطْريبٍ على طَرَبِ
حَمْراءَ حِينَ جَلَتْها الكَأْسُ نَقَّطَها / مِزاجُها بِدَنانِيرٍ من الحَبَبِ
كَمْ جَدَّدَتْ وهيَ لَمْ تُفضَضْ خَواتِمُها / من الدُّهورِ وكَمْ أَبْلَتْ مِنَ الحِقَبِ
كَانَتْ لَها أَرْجُلُ الأَعْلاجِ واتِرةً / بِالدَوْسِ فَانْتَصَفَتْ مِنْ أَرْؤُسِ العَرَبِ
يُسْقيكَها مِنْ بَني الكُفّارِ بَدْرُ دُجىً / أَلحاظُهُ لِلمَعاصي أَوْكَدُ السَّبَبِ
يُومي إِليْكَ بِأَطْرافٍ مُطَرَّفَةٍ / بِها خِضابانِ للعِنّابِ والعِنَبِ
تَسْبيكَ قَامَتُهُ إِنْ قامَ يَمْزُجُها / مُوَشَّحاً بِصَليبٍ صِيغَ مِنْ ذَهَبِ
كَمْ مَرَّةً قُلْتُ إِذ أَهْدى تَدَلُّلُهُ / إِليَّ جِدَّ الرَّدى في صُورَةِ اللَّعِبِ
يا ضَاحِكاً حِينَ أَبْكاني تَبَسُّمُهُ / حَقٌّ مِنَ الحُّبِ تُبْكيني وتَضْحَكُ بي
أَيا عَمْرو يا بْنَ العُلى والحَسَب
أَيا عَمْرو يا بْنَ العُلى والحَسَب / وَمَنْ حَلَّ في المَنْصِبِ المُنْتَخَبْ
بَعَثْتُ إِليْكَ أَطَالَ الإِلاَ / هُ عُمْرَكَ ما طَالَ عمر الحِقَبْ
بِمِرْوَحَةٍ راحَةٍ لِلقُلوبِ / لَها نِسْبَتانِ إِذا تَنْتَسِبْ
فَفي سَعَفِ النَّخْل نَخْل النَّبيطِ / وفي خَيْزرانِ غِياضِ العَرَبْ
عَلَيْها الحِداد كَمَهْجورةٍ / رَمَتْها عَشيقَتُها بالغَضَبْ
مَنافِعُها أَبداً جَمَّةٌ / لمالِكِها غيرَ قَوْلٍ كَذِبْ
تَرُدُّ التَّشارينَ في حُمَّةٍ / مِنَ القَيْظِ نِيرانُها تَلْتَهِبْ
وتَجْعَلُ سِتْراً إِذا ما أَرَدْ / تَ سِراً إلى صَاحِبٍ في سَبَبْ
وإِنْ شِئْتَ كَانَتْ قَضيبَ الأَقَاحِ / فَأَدَّتْ إليْك فُنونَ الطَّرَبْ
وتَصْلُح لِلضَّرْبِ ضَرْبِ الدَّلالِ / دَلالِ الحَبيبِ إِذا ما عتبْ
وتُومي بِها في عُروضِ الكَلامِ / إِذا ما احتبيتَ لِنَثْرِ الخُطَبْ
ومِنْ بَعْدِ ذا كُلِّهِ فَاسْمُكَ ال / مُبارَكُ في ظَهْرِها قَدْ كُتِبْ
واسْتَشْرَفَتْ نَفْسي إِلى مُسْتَشْرَفٍ
واسْتَشْرَفَتْ نَفْسي إِلى مُسْتَشْرَفٍ / لِلدَيْرِ تَاهَ بُحُسْنِهِ وبِطيبِهِ
متفرّق آذيُّ دَجْلةَ تَحْتَهُ / بِغَديرهِ وخَليجِهِ وقَليبِهِ
فَنَعِمْتُ بَيْنَ رِياضِهِ وغِياضِهِ / وسَكِرْتُ بَيْنَ شُروقِهِ وغُروبِهِ
غنَّى الجَمالُ بِهِ فَزادَ الثَغْرَ منْ / تَفْضيضِهِ والخَدَّ مِنْ تَذهيبِهِ
واهْتَزَّ غُصْنُ البانِ في زُنَّارِهِ / وأَضاءَ جيدُ الرّيمِ تَحْتَ صَليبِهِ
أَنْباكَ شَاهِدُ أَمْري عَنْ مُغَيَّبِهِ
أَنْباكَ شَاهِدُ أَمْري عَنْ مُغَيَّبِهِ / وجَدَّ جِدُّ الهوى بي في تَلَعُّبِهِ
يا نازِحاً نَزَحتْ دَمْعي قَطيعَتُهُ / هَبْ لي مِنَ الدَّمْعِ ما أَبْكي عَليْكَ بِهِ
وخرقاءُ قد تاهَتْ على من يرومُها
وخرقاءُ قد تاهَتْ على من يرومُها / بمَرْقَبِها العالي وجانِبها الصَّعْبِ
يَزِرُّ عَليها الجَوّ جَيْبَ غَمامِهِ / ويُلْبِسُها عقداً بأنْجمه الشهبِ
إِذا ما سَرى بَرْقٌ بَدَتْ من خلاله / كَما لاحَتِ العَذْراءُ من خِلَلِ الحجبِ
فكم ذي جُنودٍ قد أَماتَ بِعَضْبِهِ / وذي سَطَواتٍ قد أَبانَ عَلى عَقْبِ
سَمَوْتَ لَها بالرأَي يشرق في الدُّجى / ويَقْطَعُ في الجُلَّى ويَصْدَعُ في الهضبِ
فأَبرزتَها مَنْهوكة الجَيْبِ بِالقَنا / وغادَرْتَها مَلْصُوقَةَ الخَدِّ بالتُربِ
يا بن فَهْدِ وأَنْتَ من ما نرانا
يا بن فَهْدِ وأَنْتَ من ما نرانا / في المَعالي نَرى لَهُ مِنْ ضَريبِ
زعم الزَّهْرُ أَنَّهُ كَسَجايا / كَ شَبيهٌ في حسن حالٍ وطيبِ
فأَرَيْناهُ أَنَّهُ يَكْذِبُ الدَّعْ / وى فَلَمْ يَلْتَفِتْ إلى التَكْذيبِ
فَبَعثْنا بِهِ إليْكَ لِتَلْقا / هُ بِتَصْديقِ قَوْلنا مِنْ قَريبِ