المجموع : 70
أخٌ ليَ جَرَّبْتُه مَرَّةً
أخٌ ليَ جَرَّبْتُه مَرَّةً / فَنَدَّمَني طولُ تَجريبه
فهل كان يُربِحُ تجريبُه / وفُلْكُ التكبُّرِ تجري بهِ
سقَى اللهُ أيّام الشبَّابِ فإنَّني
سقَى اللهُ أيّام الشبَّابِ فإنَّني / لبستُ بها بُرْدَ الفَخارِ قَشيبا
أضعتُ لا جهلاً قَراها فغادرَتْ / على سَخَطٍ منِّي المَفارقَ شيبا
أتاني كتابُكَ ياسيِّدي
أتاني كتابُكَ ياسيِّدي / وذُخري الأعزُّ من الفارِيَابِ
وكانَ لأعشار قلبي بهِ / وحقِّ ودادِكَ ألفا رِيابِ
يامَنْ يُسامي العُلا عًفْواً بلا تعبٍ
يامَنْ يُسامي العُلا عًفْواً بلا تعبٍ / هيهاتَ نيلُ العُلا عفواً بلا تَعَبِ
عليكَ بالجِدِّ إنِّي لم أجدْ أحداً / حَوى نصيبَ العُلا من غيرِ ما نَصَبِ
بأبي غَزالٌ نام عن وَصبَي بهِ
بأبي غَزالٌ نام عن وَصبَي بهِ / ومُراقِ دمعي بالنَّوى وصَبِيبِهِ
يا ليتَهُ يَرْثي على وَلَهي بهِ / لغرامِ قلبي في الهَوى ولَهيبِهِ
أنكرتِ من أدمُعي نَثري سواكِبَها
أنكرتِ من أدمُعي نَثري سواكِبَها / سَلي دُموعي هلْ أبكي سِواكِ بِها
ما كنتُ أحسبُ أنَّ عَمْراً يُذنبُ
ما كنتُ أحسبُ أنَّ عَمْراً يُذنبُ / فًيُخَصُّ زيدٌ بالعِقابِ ويُضْرَبُ
لاسيَّما والحكمُ في يدِ عالمٍ / بالحكمِ ما لِلعَدلِ عنهُ مَذْهَبُ
وإنَّي لَمُحْتاجٌ إلى سيِّدٍ لهُ
وإنَّي لَمُحْتاجٌ إلى سيِّدٍ لهُ / سَماحٌ ورَأْيٌ لا تَغيبُ كواكِبُهْ
فَيَكشِفُ أياَّمَ الجُدوبِ سَماحُةُ / وتَفتُق أكمامَ الغُيُوبِ تجارِبُهْ
نَذوبُ ولكِنَّنا لانَتوبُ
نَذوبُ ولكِنَّنا لانَتوبُ / وما غابَ من عُمرِنا لا يَؤوبُ
ونَرجو البَقاءَ مُنىً باطِلاً / وكَيفَ البَقاءُ لجِسمٍ يَذوبُ
نُضيفُ الزَّمانَ بأعمارِنا / وضَيفُ الزَّمانِ أكُولٌ شَروبُ
وإذا ضَمَّتِ الكِفايَةُ قَوماً
وإذا ضَمَّتِ الكِفايَةُ قَوماً / في مَضَمِّ البَيانِ لم يَلحَقوا بي
فَلِماذا حُرِمْتُ من غَيرِ عَجزٍ / ولماذا عُوقِبْتُ من غَيرِ حُوبِ
ولماذا أُخِّرتُ من غَيِرِ نقص / عن أُناسٍ هُمُ عِيَابُ العُيُوبِ
صادِقُ الوَعدِ والوعيدِ جَميعاً / ولِسانُ الحَكيمِ غَيرُ كَذُوبِ
حَتّامَ أُقتَلُ تهديداً وتَرهيباً
حَتّامَ أُقتَلُ تهديداً وتَرهيباً / ما آنَ لي أن أرَى بشراً وتَرحيبَا
يا يوسفَ الحُسْنِ لَيْلي بعدَ فُرقتِكُمْ / يَحسكي سِنِي يُوسُفٍ طُولاً وتَعذيبَا
والشَّأْنُ في أنَّني أُرمى لأجْلِكُمُ / بِمِثلِ ما قد رَمى إخوانُهُ الذِّيبَا
سيّدي أنتَ لا تُخِلٌ بِخلٍّ
سيّدي أنتَ لا تُخِلٌ بِخلٍّ / لم يُكَدِّرْ لوِرْدِ وُدِّكَ شِربا
وتذكَّرْ سَوابِقي إنّ فيهن / نَ لِسَرحِ الآمالِ مَرعى وأَبَّا
رُبَّ شِعرٍ لَّمامَدَحتُكَ فيهِ / سارَ في العالَمِينَ بُعداً وقُرْبا
فكأنِّي أودَعتُهُ فَلَكَ الشَّم / سِ فَعَمَّ البِلادَ شَرقاً وغَرْبا
الدَّهرُ خَدَّاعَةٌ خَلُولبُ
الدَّهرُ خَدَّاعَةٌ خَلُولبُ / وَصفْوُهُ بالقَذى مَشُوبُ
وأكثرُ النَّاسِ فاجْتَنِبْهُمْ / قوالِبٌ مالَها قلُوبُ
فلا تَغُرَّنَّكَ الَّليالي / فَبَرقُها الخلب الكذوب
ففي قَفا أُنسِها كُروب / وفي حَشَ سِلْمِها حُروبُ
توقَّ مُعاداةَ الرِّجالِ فإنَّها
توقَّ مُعاداةَ الرِّجالِ فإنَّها / مُكَدِّرَةٌ للصَّفْوِ من كُلِّ مَشرَبِ
فلا تَسْتَثِرْ حَرباً وإن كنتَ واثِقاً / بشدَّةِ رُكنٍ أو بقُوَّةِ مَنكِبِ
فَلَنْ يَشربَ السمَّ الذُّعافَ أخو حجىً / مُدِلاًّ بِدِرْياقٍ لَديهِ مُجرَّبِ
ثِقوا معشرَ النَّاسِ بِي إنَّني
ثِقوا معشرَ النَّاسِ بِي إنَّني / على معشَرِ النَّاسِ حانٍ حَدِبْ
أُقيمُ على الوُدِّ ثَبْتَ الجَنانِ / فلا استَحيلُ ولا أضْطَرِبْ
وأسخو بواجب حقِّي ولا / ألِظُّ بحقِّي وإن لم يُجِبْ
ألا فاتقوا بي فإنِّي كما / تمدّحتُ وَلْيَمْتَحِنْ مَنْ يُحِبْ
فما كوكبي راجعٌ في الإخاء / ولا بُرجُ قلبيَ بالمُنْقلِبْ
لا تحسبنِّي مَشهداً ومَغِيباً
لا تحسبنِّي مَشهداً ومَغِيباً / أُعطِي سِواكَ مِنَ الفُؤادِ نَصِيبا
إنِّي لِجانِبِ مَنْ سِواكَ مُخانِبٌ / حتَّى كأنَّ عليَّ مِنكَ رَقيبا
وإذا نأى عَنِّي الرَّقيبُ تَمثَّلَتْ / ذِممٌ فأوهَمَتِ الرَّقيبَ قَريِبا
أهبتُ بأشعاري إلى السَّيِّد النَّدْبِ
أهبتُ بأشعاري إلى السَّيِّد النَّدْبِ / فجئنَ سِراعاً وانتُدِبْنَ إلى نَدْبي
تَيَمَّمتُهُ فاخضرَّ عُودي وأشرقَتْ / سُعودي وفاءَ الخِصبُ لي عَقِبَ الجَدْبِ
وكانتْ صُروفُ الدَّهر بي قد تَوَسَّدتْ / فصِرتُ كأنَّ الدَّهرَ لم يتوسَّدْ بِي
أبا بكرٍ الممدوحَ أُصفيكَ مِدحَتي / وأُصفي الّذي لم يُصفِكَ الوُدَّ بالَجدْبِ
إذا ما ظَفِرْتَ بوُدِّ امرِىءٍ
إذا ما ظَفِرْتَ بوُدِّ امرِىءٍ / قليلَ الخِلافِ على صاحِبِهْ
فلا تغبِطَنَّ بِهِ نِعمةً / وعَلَّقْ يمينَكَ ياصاحِ بِهْ
إذا غَدا مَلِكٌ باللَّهوِ مُشتَغِلاً
إذا غَدا مَلِكٌ باللَّهوِ مُشتَغِلاً / فاحكُمْ على مُلكِهِ بالوَيْلِ والحَرَبِ
أمَا ترى الشَّمسَ في المِيزانِ هابِطةْ / لّما غَدا بُرْجَ نَجمِ اللَّهْوِ والطَّرَبِ
إذا ما اصْطَنَعْتَ امرَأ فلْيَكُنْ
إذا ما اصْطَنَعْتَ امرَأ فلْيَكُنْ / كريمَ النّجار شريفَ النَّسَبْ
فَنَذل الرِّجالِ كَنذلِ النَّباتِ / فلاَ للثِّمارِ ولا للِحَطَبْ