المجموع : 34
عَسى البارِقُ الشامِيُّ يَهمِيَ سَحابُهُ
عَسى البارِقُ الشامِيُّ يَهمِيَ سَحابُهُ / فَتَخضَلَّ أَثباجُ الحِمى وَرِحابُهُ
وَتَسري الصَبا في جانِبَيهِ عَليلَةً / كَما فُتِقَت مِن حَضرَمِيٍّ عِيابُهُ
خَليليَّ مالي بِالجَزيرَةِ لا أَرى / لِلَمياءَ طَيفاً يَزدَهيني عِتابُهُ
فَيا مَن لِراجٍ أَن تَبيتَ مُغِذَّةً / بِبَيداءَ دونَ الماطِرونَ رِكابُهُ
إِذا جَبَلُ الرَيّانِ لاحَت قِبابهُ / لِعَيني وَلاحَت مِن سَنيرٍ هِضابُهُ
وَهَبَّت لَنا ريحٌ أَتَتنا مِنَ الحِمى / تحَدّثُ عَمّا حَمَّلَتها قِبابُهُ
وَقامَت جِبالُ الثَلجِ زُهراً كَأَنَّها / بَقِيَّةُ شَيبٍ قَد تَلاشى خِضابُهُ
وَلاحَت قُصورُ الغوطَتَينِ كَأَنَّها / سَفائِنُ في بَحرٍ يَعُبُّ عُبابُهُ
وَأَعرَضَ نِسرٌ لِلمُصَلّى غَدِيَّةً / كَما اِنجابَ عَن ضَوءِ النَهارِ ضَبابُهُ
لَثمتُ الثَرى مُستَشفِياً بِتُرابِهِ / وَمَن لي بِأَن يَشفي غَليلي تُرابُهُ
وَمُستَخبِرٍ عَنّا وَما مِن جَهالَةٍ / كَشَفتُ الغِطا عَنهُ فَزالَ اِرتِيابُهُ
وَأَذكَرتُهُ أَيّامَ دِمياط بَينَنا / وَبَينَ العدى وَالمَوتُ تَهوي عُقابُهُ
وَجَيشاً خَلَطناهُ رِحابٌ صُدورُهُ / بِجَيشٍ مِنَ الأَعداءِ غُلبٍ رِقابُهُ
وَقَد شَرقَت زرقُ الأَسِنَّةِ بِالدما / وَأَنكَرَ حَدَّ المَشرَفيِّ قِرابُهُ
وَعَرَّدَ إِلّا كُلَّ ذمرٍ مغامِسٍ / وَنَكَّبَ إِلّا كُلَّ زاكٍ نِصابُهُ
تَرَكناهُم في البَحرِ وَالبَرِّ لُحمَةً / تُقاسِمُهُم حيتانُهُ وَذِئابُهُ
وَيَوماً عَلى القيمونِ ماجَت مُتونُهُ / بِزرقِ أَعاديهِ وَغَصَّت شِعابُهُ
نَثرنا عَلى الوادي رُؤوساً أَعزَّةً / لِكُلِّ أَخي بَأسٍ مَنيعٍ جِنابُهُ
وَرَضنا مُلوكَ الأَرضِ بِالبيضِ وَالقَنا / فَذَلَّ لَنا مِن كُلِّ قطرٍ صِعابُهُ
فَكَم أَمردٍ خَطَّ الحُسامُ عذارَهُ / وَكَم أَشيبٍ كانَ النَجيعَ خِضابُهُ
وَكَم قَد نَزَلنا ثُغرَ قَومٍ أَعزَّةٍ / فَلَم نَرتَحِل حَتّى تَداعى خرابُهُ
وَكَم يَوم هولٍ ضاقَ فيهِ مَجالُنا / صَبَرنا لَهُ وَالمَوتُ يُحرقُ نابُهُ
يَسيرُ بِنا تَحتَ اللِواءِ مُمَدَّحٌ / كَريمُ السَجايا طاهِراتٌ ثِيابُهُ
نَجيبٌ كَصَدرِ السَمهَرِيِّ مُنَجَّحَ ال / سَرايا كَريمُ الطَبعِ صافٍ لُبابُهُ
مِنَ القَومِ وَضّاح الأَسِرَّةِ ماجِدٌ / إِلى آلِ أَيّوبَ الكِرامِ اِنتِسابُهُ
فَفَرَّجَ ضيقَ القَومِ عَنّا طعانُهُ / وَشَتَّتَ شَملَ الكُفرِ عَنّا ضِرابُهُ
وَأَصبَحَ وَجهُ الدينِ بَعدَ عَبوسِهِ / طَليقاً وَلَولاهُ لَطالَ اِكتِئابُهُ
جِهادٌ لِوَجهِ اللَهِ في نَصرِ دينِهِ / وَفي طاعَةِ اللَهِ العَزيزِ اِحتِسابُهُ
حَمَيت حِمى الإِسلامِ فَالدينُ آمِنٌ / تُذادُ أَقاصيهِ وَيُخشى جِنابُهُ
وَما بغيَتي إِلّا بَقاؤُكَ سالِماً / لِذا الدينِ لا مالٌ جَزيلٌ أُثابُهُ
حَبيبٌ نَأى وَهوَ القَريبُ المُصاقِبُ
حَبيبٌ نَأى وَهوَ القَريبُ المُصاقِبُ / وَشَحطُ نَوىً لَم تُنضَ فيهِ الرَكائِبُ
وَإِنَّ قَريباً لا يُرَجّى لِقاؤُهُ / بَعيدٌ تَناءَى وَالمَدى مُتَقارِبُ
أَلينُ لِصَعبِ الخُلقِ قاسٍ فُؤادُهُ / وَأُعتِبُهُ لَو يَرعَوي مَن يُعاتَبُ
مِنَ التُركِ مَيّاسُ القوامِ مُهَفهَفٌ / لَهُ الدُرُّ ثَغرٌ وَالزُمُرُّدُ شارِبُ
يُفَوّقُ سَهماً مِن كَحيلٍ مُضَيَّقٍ / لَهُ الهُدبُ ريشٌ وَالقِسِيُّ الحَواجِبُ
أَسالَ عِذاراً في أَسيلٍ كَأَنَّهُ / عَبيرٌ عَلى كافورِ خَدَّيهِ ذائِبُ
وَأَنبَتَ في حِقفِ النَقاخيرُ رانَةً / تُقِلُّ هِلالاً أَطلَعَتهُ الذَوائِبُ
سَعَت عَقرَبا صُدغيهِ في صَحنِ خَدِّهِ / فَهُنَّ لِقَلبي سالِباتٌ لَواسِبُ
عَجِبتُ لِجَفنَيهِ وَقَد لَجَّ سُقمُها / فَصَحَّت وَجِسمي مِن أَذاهنَّ ذائِبُ
وَمِن خَصرِهِ كَيفَ اِستَقَلَّ وَقَد غَدَت / تُجاذِبُهُ أَردافُهُ وَالمَناكِبُ
ضَنَيتُ بِهِ حتّى رَثَت لي عَواذِلي / وَرَقَّ لِما أَلقى العَدوُّ المُناصِبُ
وَما كُنتُ مِمَّن يَستَكينُ لِحادِثٍ / وَلكِنَّ سُلطانَ الهَوى لا يُغالَبُ
سَحائِبُ أَجفانٍ سِوارٍ سَوارِبُ / وَأَعباءُ أَشواقٍ رَواسٍ رَواسِبُ
فَهَل لِيَ مِن داءِ الصَبابَةِ مَخلصٌ / لَعَمري لَقَد ضاقَت عَلَيَّ المَذاهِبُ
حَلَبتُ شُطورَ الدَهرِ يُسراً وَعُسرَةً / وَجَرَّبتُ حَتّى حَنكَتني التَجارِبُ
فَكَم لَيلَةٍ قَد بتُ لا البَدرُ مُشرِقٌ / يُضيءُ لِرائيهِ وَلا النَجمُ غارِبُ
شَقَقتُ دُجاها لا أَرى غَيرَ هِمَّتي / أَنيساً وَلا لي غَيرُ عَزمِيَ صاحِبُ
بِمَمغوطَةِ الأَنساعِ قَودٍ كَأَنَّها / عَلى الرَملِ مِن إِثرِ الأَفاعي مَساحِبُ
وَبَحرٍ تَبَطَّنت الجَواري بِظَهرِهِ / فَجُبنَ وَهُنَّ المُقرِباتُ المَناجِبُ
إِلى بَحرِ جودٍ يُخجلُ البَحرَ كَفُّهُ / فَقُل عَن أَياديهِ فَهُنَّ العَجائِبُ
إِلى مَلكٍ ما جادَ إِلّا وَأَقلَعَت / حَياءً وَخَوفاً مِن يَدَيهِ السَحائِبُ
إِلى أَبلَجٍ كَالبَدرِ يُشرِقُ وَجهُهُ / سَناءً إِذا اِلتَفَّت عَلَيهِ المَواكِبُ
تَسَنَّمَ مِن أَعلى المَراتِبِ رُتبَةً / تَقاصَرُ عَن أَدنى مَداها الكَواكِبُ
لَنا مِن نَداهُ كُلَّ يَومٍ رَغائِبٌ / وَمِن فِعلِهِ في كُلِّ مَدحٍ غَرائِبُ
فَتىً حِصنُهُ ظَهرُ الحِصانِ وَنَثرَةٌ / تَكلُّ لَدَيها المُرهَفاتُ القَواضِبُ
مُضاعَفَةٌ حَتّى كَأَنَّ قَتيرَها / حُبابٌ حَبتهُ بِالعُيونِ الجَنادِبُ
يُريه دَقيقُ الفِكرِ في كُلِّ مُشكِلٍ / مِنَ الأَمرِ ما تُفضي إِلَيهِ العَواقِبُ
أَتَيتُ إِلَيهِ وَالزَمانُ عِنادُهُ / عِنادي وَقَد سُدَّت عَلَيَّ المَذاهِبُ
لِيَرفَعَ مِن قَدري وَيَجزِمَ حاسِدي / وَأُصبِحَ في خَفضٍ فَكَم أَنا ناصِبُ
فَلَم أَرَ كَفاً عارِضاً غَيرَ كَفِّهِ / بِوَجهٍ وَلَم يَزوَرَّ لِلسخطِ حاجِبُ
قَطَعنا نِياطَ العيسِ نَحوَ ابنِ حُرَّةٍ / صَفَت عِندَهُ لِلمُعتَفينَ المَشارِبُ
إِلى طاهِرِ الأَنسابِ ما قَعَدَت بِهِ / عَنِ المَجدِ مِن بَعضِ الجُدودِ المَناسِبُ
دَعا كَوكَباناً وَالنُجومُ كَأَنَّها / نِطاقٌ عَلَيهِ نَظَّمَتهُ الثَواقِبُ
فَرامَ اِمتِناعاً عَنهُ وَهوَ مُرادهُ / كَما اِمتَنَعَت عَن خُلوَة البَعلِ كاعِبُ
وَلَيسَ بِراشٌ مِنهُ أَقوى قَواعِداً / وَإِن غَرَّ مَن فيهِ الظُنونُ الكَواذِبُ
تَقِلُّ عَلى كُثرِ العَديدِ عُداتُهُ / وَتَكثُرُ مِنهُم في النَوادي النَوادِبُ
وَنُصحي لَهُم أَن يَهرُبوا مِن عِقابِهِ / إِلَيهِ فَإِنَّ النُصحَ في الدينِ واجِبُ
بَقيتَ فَكَم شَرَّفتَ بِاِسمِكَ مِنبِراً / وَكَم نالَ مِن فَخرٍ بِذِكرِكَ خاطِبُ
يا ظالِماً جَعل القَطيعَةَ مَذهَبا
يا ظالِماً جَعل القَطيعَةَ مَذهَبا / ظُلماً وَلَم أَرَ عَن هَواهُ مَذهَبا
وَأَضاعَ عَهداً لَم أُضِعهُ حافِظاً / ذِمَمَ الوَفاءِ وَحالَ عَن صَبٍّ صَبا
غادَرتَ داعِيَةَ البِعادِ مَحَبَّتي / فَبِأَيِّ حالاتي أَرى مُتَقَرِّبا
ظَبيٌ مِنَ الأَتراكِ تَثني قَدَّهُ / ريحُ الصَبا وَيُعيدُهُ لينُ الصِبى
ما بالُهُ في عارِضَيهِ مِسكُهُ / وَلَقَد عَهِدتُ المِسكَ في سُرَرِ الظِبا
غَضبانُ لا يَرضى فَما قابَلتُهُ / مُتَبَسِّماً إِلّا اِستَحالَ مُقَطَّبا
اللَهُ يَعلَمُ ما طَلَبتُ لَهُ الرِضا / إِلّا تَجَنَّى ظالِماً وَتَجَنَّبا
كَم قَد جَنى وَلَقيتُهُ مُتَعَذِّراً / فَكَأَنَّني كُنتُ المُسيءَ المُذنِبا
فَيَزيدُهُ طولُ التَذَلُّلِ عِزَّةً / أَبَداً وَفرطُ الإِعتِذارِ تَعَتُّبا
عَجَباً لَهُ اِتَّخَذَ الوُشاةَ وَقَولَهُم / صِدقاً وَعايَنَ ما لَقيتُ وَكَذَّبا
وَرَأى جُيوشَ الصَبرِ وَهيَ ضَعيفَةٌ / فَأَغارَ في خَيلِ الصُدودِ وَأَجلَبا
يا بَدرُ عَمَّكَ بِالملاحَةِ خالُكَ الد / اجي فَخَصَّكَ بِالملاحَةِ وَاِجتَبى
سُبحانَ مَن أَذكى بِخَدِّكَ لِلصِبى / لَهَباً تَزيدُ بِهِ القُلوبُ تَلَهُّبا
أَو ما اِكتَفى مِن عارِضَيكَ بِأَرقُمٍ / حَتّى لَوى مِن فَضلِ صُدغِكَ عَقرَبا
مَلكٌ إِذا ما الوَفدُ حَلَّ بِبابِهِ
مَلكٌ إِذا ما الوَفدُ حَلَّ بِبابِهِ / قالَت شَمائِلُهُ الكَريمَةُ مَرحَبا
أَندى المُلوكِ نَدىً وَأَطولُهُم يَداً / وَأَعَزُّهُم خالاً وَأَكرَمُهُم أَبا
ثَبتُ الجَنانِ إِذا الجِبالُ تَزَعزَعَت / حامي الحَقيقَةِ حامِلٌ ما أَتعَبا
وَمُقَصِّرٌ عَن بَعضِ ما أَولَيتُهُ / شُكري وَإِن كُنتُ الفَصيحَ المُسهَبا
وَلَو اَنَّني نَظَّمتُ فيكَ قَلائِدَ ال / جَوزاءِ كُنتَ أَجَلَّ مِنها مَنصِبا
ما قامَ لَولا هَواكَ المُدنَفُ الوَصِبُ
ما قامَ لَولا هَواكَ المُدنَفُ الوَصِبُ / يَبكي الطلولَ وَأَهلُ المُنحَنى غَيَبُ
وَيَسأَلُ الربعَ عَن سُكّانِهِ سَفَهاً / وَقَد مَحَت آيَه الأَرواحُ تعتَقبُ
يُكَفكفُ الدَمعَ أَحياناً وَتَبعَثُهُ / لَواعِجُ الشَوقِ أَحياناً فَيَنسَكِبُ
صَبٌّ إِذا نامَ أَهلُ الحَيِّ أَزعَجَهُ / ذِكرٌ يُعاوِدُهُ مِن عيدِهِ طَربُ
تَدعو هَواجِسُهُ طَيفَ الخَيالِ وَسُل / طانُ الكَرى عَنهُ بِالأَشواقِ مُحتَجبُ
يَهيمُ شَوقاً بِأَقمارٍ عَلى قُضُبٍ / مُلدٍ تَجاذَبُها ظُلماً لَها الكُثُبُ
مِن كُلِّ واضِحَةِ اللَبّاتِ تَبسِمُ عَن / مُرَتَّلٍ زانَهُ التَأشيرُ وَالشَنَبُ
تُريكَ مِن وَجهِها الوَضّاحِ إِن سَفَرَت / بَدراً وَتَبدو هِلالاً حينَ تَنتَقِبُ
يا ضَرَّةَ الشَمسِ إِنَّ الحُبَّ أَبعَدَني / فَلَيتَ شِعري بِماذا مِنكِ أَقتَرِبُ
إِن كانَ لِلحُسنِ في العِشرينَ عِندَكُم / حَقُّ الزَكاةِ فَإِنّي البائِسُ الجُنُبُ
وَمَهمَهٍ طامِسِ الأَعلامِ مُتَّصِلٍ / تَواهَقَت بِيَ في أَجوازِهِ النُجُبُ
في لَيلَةٍ مِثلِ عَرضِ البَحرِ حالِكَةِ ال / جلباتِ قامَت بِها لا تَهتَدي الشُهُبُ
فَأَسفَرَ الصُبحُ لي عَن رايَةٍ بَلَغَت / أَقصى المَدى وَتَناهَت دونَها الرُتَبُ
المَورِدُ العَذبُ وَالنادي الرَحيبُ وَإِد / راكُ المُنى وَالقِرى وَالمَربعُ الخصِبُ
في ظِلِّ أَبلَجَ يُستَسقى الغَمامُ بِهِ / فَيَستَهِلُّ وَيُستَشفى بِهِ الكلَبُ
المُستَقِلُّ بِما أَعيا المُلوكُ بِهِ / وَالمُستَقِلُّ لَنا الدُنيا إِذا يَهَبُ
ثَبتُ الجَنانِ لَهُ حُلمٌ يَوَقِّرُهُ / إِذا هَفا بِحَلومِ السادَةِ الغَضَبُ
مَعَشَّقٌ لِلمَعالي لا يَزالُ لَهُ / في كُلِّ مَرتَبَةٍ عَذراءُ تُختَطَبُ
صافي الضَمائِرِ مَرضِيُّ السَرائِرِ مَح / مودُ المَآثِرِ تُزهى بِاِسمِهِ الخُطَبُ
لَهُ أَيادٍ مُقيماتٌ مُسافِرَةٌ / لَم يَخلُ مِن بِرها عُجمٌ وَلا عَربُ
مَولىً إِذا اِفتَخَرَ الساداتُ في مَلَأٍ / سَما بِهِ الأَشرَفانِ العِلمُ وَالحَسَبُ
وَإِن دَجا لَيلُ خَطبٍ عَمَّ فادِحُهُ / ذَكا لَهُ النَيِّرانِ الفَضلُ وَالأَدَبُ
وَإِن سَقَت رَوضَةَ القِرطاسِ راحَتُهُ / رَأَيتَ سَيفيَّ وادٍ مِنهُ تَعتَجِبُ
كَأَنَّما صَدرُهُ البَحرُ المُحيطُ وَمِن / أَقلامِهِ غاصَةٌ لِلدُّرِ تَنتَخِبُ
إِذا اِحتَبى لِلفَتاوى فَهوَ مالِكُها / وَإِن حَبا خَجِلَت مِن جودِهِ السُحُبُ
فَما رَأَينا إِماماً قَبلَ رُؤيَتِهِ / يَرى النَوافِلَ فَرضاً فِعلُها يَجِبُ
وَالحوبُ أَن يَسبِقَ السُؤّالُ نائِلَهُ / وَأَعظَمُ الذَنبِ أَن يَبقى لَهُ نَشَبُ
يَنأى بِعِطفَيهِ إِعظامٌ وَيَجذِبُهُ / طَبعٌ كَريمٌ إِلى الحسنى فَيَنجَذِبُ
يَقظانُ لِلمَجدِ يَحمي ما تَوارَثَهُ / آباؤُهُ الصيدُ مِن فَخرٍ أَبٌ فَأَبُ
مِن أُسرَةٍ حازَ شيبانُ الفخارَ بِهِم / فَهم لَهُ شَرَفٌ باقٍ إِذا اِنتَسَبوا
قَومٌ تَرى المَجدَ في أَبياتِهِم زُمَراً / فَالمَجدُ يُخزَنُ وَالأَموالُ تُنتَهَبُ
صيدٌ إِذا اِنتَسَبوا سُحبٌ إِذا وَهَبوا / أُسدٌ إِذا وَثَبوا حَتفٌ إِذا غَضِبوا
لَو أَزمَعوا أَمرَهُم يَوماً عَلى أَجَأٍ / رَأَيتَ أَركانَ سَلمى خيفَةً تَجِبُ
يا أَيُّها الصاحِبُ المَولى الوَزيرَ وَمَن / إِلى مَفاخِرِهِ العَلياءُ تنتَسبُ
دُعيتَ في الدَولَةِ الغَرّاءِ صاحِبَها / حَقاً وَظَنَّ جَهولٌ أَنَّهُ لَقَبُ
أَلبَستَها مَجدَكَ الضافي فَباتَ لَها / ذَيلٌ عَلى مَنكِبِ الجَوزاءِ يَنسَحِبُ
وَكَم رَدَدتَ العِدى عَنها بِغَيظِهِمُ / وَأَكبُدُ القَومِ لِلأَحقادِ تَلتَهِبُ
إِذا كَتائِبُها عَن نَصرِها قَعَدَت / في حادِثٍ جَلَلٍ قامَت بِهِ الكُتُبُ
كَثَرتَهُم في دِمَشقٍ وَهيَ خالِيَةٌ / وَقَد أَناخَ عَلَيها الجَحفَلُ اللَجِبُ
كَتائِبٌ أَضحَتِ البَيداءُ مُتأَقَةً / مِنها وَضاقَت بِها البُطنانُ وَالحَدَبُ
يَقودُهُم مِن بَني أَيّوبَ كُلُّ فَتىً / ماضي العَزائِمِ لا نِكسٌ وَلا نَخِبُ
أُسدٌ مَخالِبُها بيضُ الظُبى وَلَها / مِنَ الذَوابِلِ غيلٌ نَبتُهُ أَشِبُ
حَتّى إِذا أَشرَفَت مِنهُم دِمَشقُ عَلى / حَربٍ لَها الوَيلُ مِن عُقباهُ وَالحربُ
مَنَحتَها مِنكَ عَزماً صادِقاً خَضَعَت / لَهُ ظُبى الهِندِ وَالخَطِيَّةُ السُلُبُ
فَكانَ رَأيُكَ فيها رايَةً طَلَعَت / بِالنَصرِ فَاِنجابَتِ اللأواءُ وَالكُرَبُ
وَباتَ أَثبَتُهُم جَأشاً وَأَحزَمُهُم / رَأياً وَأَمضى سِلاحاً عَزمُهُ الهَرَبُ
وَكانَ ظَنُّهُم أَن تَلتَقي بِهِم / مِصرُ البَوارَ وَتَغشى النُوبَةَ النُوَبُ
فَأَجفَلوا وَزَعيمُ القَومِ غايَةُ ما / يَرجو مِنَ اللَهِ أَن تَبقى لَهُ حَلَبُ
تَدبيرُ أَروَعَ لا يَعيا بِنازِلَةٍ / وَلا يَبيتُ لِخَطبٍ قَلبُهُ يَجِبُ
إِذا شَياطينُ بغيٍ خيفَ سورَتُها / فَإِنَّ آراءَهُ في رَجمِها شُهُبُ
عَزمٌ بِهِ أَخمَدَ اللَهُ الشِقاقَ وَلا / هُزَّت رِماحٌ وَلا سُلَّت لَهُ قُضُبُ
وَلَو سَعى غَيرُهُ فيها لِيَرأَبَها / أَنامَهُ المُقعِدانِ العَجزُ وَالتَعَبُ
ضَفَت مَلابِسُ نُعماهُ عَلَيَّ فَقَد / رُدَّت بِهاليَ أَثوابُ الصِبى القُشُبُ
وَبِتُّ خِلواً مِنَ الآمالِ وَاِتَّصَلَت / بَيني وَبَينَ العُلى مِن بابِهِ نَسَبُ
هذا المَديحُ الَّذي ما شانَهُ خَلَلٌ / كَلّا وَلا شابَهُ في مَجدِكُم كَذِبُ
مَعنىً بَديعٌ وَأَلفاظٌ مُنَقَّحَةٌ / غَريبَةٌ وَقَوافٍ كُلُّها نَخَبُ
ما كُلُّ عودٍ بِنَبعٍ حينَ تَعجُمُهُ / يَخورُ تَحتَ ثَنايا العاجِمِ الغَرَبُ
قَد يَشهَدُ الحَربَ بِالزَغفِ المُضاعَفِ أَق / وامٌ وَيَشهَدُها مَن لِبسُهُ اليَلَبُ
فَاِسلَم وَلا زالَتِ الآلاءُ سابِغَةً / عَلَيكَ ما عادَتِ الأَيّامُ وَالحُقُبُ
أَبعدَ مُقامي في دَباوَندِ أَبتَغي
أَبعدَ مُقامي في دَباوَندِ أَبتَغي / دِمَشقَ لَقَد حاوَلتُ عَنقاءَ مُغرِبِ
وَما قَبَضَت كَفُّ الخَضيبِ عَلى يَدي / وَلا حَطَّ فَوقَ الطائِرِ النسرِ مَركبي
فَيا حَبَّذا قَومٌ هُناكَ وَحَبَّذا / مِنَ الأَرضِ غَربِيُّ الحَدالى وَغُرَّبِ
لَئِن أَشرَفَت بي في الشَآمِ ثَنيَةٌ / أَرى كَوكَباً مِن فَوقِها مِثل كَوكَبِ
وَلاحَ سَنيرٌ عَن يَميني كَأَنَّهُ / سَنامٌ رَعيبٌ فَوقَ غارِبِ مُصعَبِ
وَلاحَت جِبالُ الثَلجِ زُهراً كَأَنَّها / ضِياءُ صَباحٍ أَو مَفارِقُ أَشيَبِ
وَشامَت قَلوصي مِن حِمى تل راهِطٍ / رِياضاً حَكَت وَشيَ اليَماني المُعَصَّبِ
وَسَرَّحتُها في ظِلِّ أَحوى تَدَفَّقَت / بِأَرجائِهِ الأَمواهُ مِن كُلِّ مَشرَبِ
إِذا ضاعَ رَيّاهُ أَذاعَت طُيورُهُ ال / حَديثَ فَتَغني عَن قِيانٍ وَمشحبِ
لِعزَّةَ دَفرٌ حينَ توقَدُ نارُها / لَدَيهِ وَمِتفالٌ بِهِ أُم جُندَبِ
غَفَرتُ لِدَهري ما جَنى مِن ذُنوبِهِ / وَأَصبَحتُ راضي القَلبِ عَن كُلِّ مُذنِبِ
أَحِنُّ إِلى قَومٍ هُناكَ أَعِزَّةٍ / عَلَيَّ وَقَومٍ في عِراصِ المُقَطَّبِ
أَأَرجو وَقَد حاوَلتُ في الهِندِ عَودَةً / إِلَيهِم لَقَد حاوَلتُ أَطماعَ أَشعَبِ
إِذا لَقيتَ الأَعادي يَومَ مَعرَكَةٍ
إِذا لَقيتَ الأَعادي يَومَ مَعرَكَةٍ / فَإِنَّ جَمعَهُم المَغرورَ مُنتَهبُ
لَكَ النُفوسُ وَلِلطَيرِ اللَحومُ وَلِل / وَحشِ العِظامُ وَلِلخَيّالَةِ السَلَبُ
يَعدو الرِياضَ الحَيا وَالأَرضُ مُجدِبَةٌ
يَعدو الرِياضَ الحَيا وَالأَرضُ مُجدِبَةٌ / رِزقاً وَفي البَحرِ ذَيلُ السُحبِ مَسحوبُ
فَلا لِعَجزٍ تَعَدّى تِلكَ نائِلُهُ / وَلا لِحِرصٍ سَقَت تِلكَ الشَآبيبُ
وَالرِزقُ يَأتي وَإِن لَم يَسعَ صاحِبُهُ / حَتماً وَلكِن شَقاءُ المَرءِ مَكتوبُ
سَرى وَاللَيلُ مُزوَرُّ الجُنوبِ
سَرى وَاللَيلُ مُزوَرُّ الجُنوبِ / وَقَد دَنتِ الثُرَيّا لِلغُروبِ
وَمَدَّت كَفَّها الجَذما قَليلاً / كَمَن يَرجو مُصافَحَةَ الحَبيبِ
كَأَنَّ النسرَ حينَ رَأَى وُرودَ ال / نَعائِمِ طارَ عَن كَفِّ الخَضيبِ
وَيَتلو أَرنَبَ الجَبّارِ كَلبٌ / تَراهُ قَد تَهَيَّأَ لِلوُثوبِ
شَحافاهُ عَنِ الِشعرى فَلاحَت / كَمِصباحٍ تَأَلَّقَ في قَليبِ
وَلِلعُلجومِ في الأُفقِ اِرتِعادُ ال / جبانِ مَخافَةَ الحوتِ الجَنوبي
وَأَبدَت فَنطَساً في النَهرِ يَطفو / يَمين الشَرقِ في شَكلٍ عَجيبِ
وَباتَ الذِئبُ وَالظبياتُ تَرعى / مَعَ الدبينِ في رَوضٍ خَصيبِ
أَتَيتُ فَما حَظيتُ لِسوءِ بَختي
أَتَيتُ فَما حَظيتُ لِسوءِ بَختي / بِخِدمَةِ سَيِّدي وَرَجعتُ خائِب
إِمامٌ ما تَيَمَّمناهُ إِلّا / رَجعنا بِالرَغائِبِ وَالغَرائِب
اللَهُ يَعلَمُ ما سَخنتَ لِعِلَّةِ
اللَهُ يَعلَمُ ما سَخنتَ لِعِلَّةِ / عَرَصَت مِنَ المَأكولِ وَالمَشروبِ
لَكِنَّ نَفسَكَ إِذ رَأَت لَكَ صاحِباً / قَد عابَ وَهوَ إِلَيكَ جِدُّ قَريبِ
فَكَأَنَّها أَنفَت لِذاكَ فَنالَها / أَلَمُ الكَريمِ لِصُحبَةِ المَعيوبِ
مَنَنتَ عَلَيَّ بِالنُعماءَ حَتّى
مَنَنتَ عَلَيَّ بِالنُعماءَ حَتّى / رَدَدتَ عَلَيَّ أَيّامَ الشَبابِ
وَأَرجو أَن تُعيدَ بَياضَ خَدّي
وَأَرجو أَن تُعيدَ بَياضَ خَدّي / إِلَيَّ فَأَستَريحَ مِنَ الخِضابِ
لِيَ الشَرَفُ الأَعلى الَّذي عَزَّ جانِبُه
لِيَ الشَرَفُ الأَعلى الَّذي عَزَّ جانِبُه / فَلا أَحَدٌ إِلّا وَمَجدِيَ غالِبُه
وَإِنّي الَّذي لَولا صَنائِعُ جَدِّهِ / لَما رُفِعَت يَوماً لِمُلكٍ مَضارِبُه
فَتىً يَتَقاضى صُنعَهُ الناسُ دائِماً / فَلَم يَخلُ يَوماً مِن غَريمٍ يُطالِبُه
لَهُ قَصباتُ السَبقِ في كُل مَوطِنٍ / يُطيلُ إِذا أَسدى لِمَن لا يُناسِبُه
وَيَسقي إِذا الأَنواءُ في العامِ أَخلَفَت / فَهَل مِثلُ آبائي تُعَدُّ مَناقِبُه
وَكَم قَد كَسَونا مِن يَتيمٍ وَمَيِّتٍ / سَتَرنا وَلَولانا لَبانَت مَعايِبُه
وَكَم قَد سَعى جَدّي لِمَدِّ صَنيعَةٍ / تُهَزُّ لَها أَعطافُهُ وَمَناكِبُه
وَكَم راضَ صَعباً جامِحاً مُتَمَنِّعاً / يُلايِنُهُ طَوراً وَطَوراً يُصاعِبُه
فَأَصحَبَ مِن بَعدِ الجِماحِ وَأَسمَحَت / قَرونتُهُ حَتّى تَوَلّاهُ راكِبُه
وَإِنّي لَمِقدامٌ إِذا ما تَأَخَّرَت / بِغَيرِيَ في يَومِ الطِعانِ مَراكِبُه
وَلَستُ كَمَن وَلّى فِراراً مِنَ الوَغى / يُطيلُ سُؤالاً عَن رَفيقٍ يُصاحِبُه
لَمّا رَأى الجامِعُ أَموالَهُ
لَمّا رَأى الجامِعُ أَموالَهُ / مَأكولَةً ما بَينَ نُوّابِهِ
جُنَّ فَمِن خَوفٍ عَلَيهِ غَدا / مُسلسلاً مِن كُلِّ أَبوابِهِ
وَكَيفَ لا تَعتادُهُ جِنَّةٌ / وَقَد رَأى المَسخَ لِأَربابِهِ
القِردُ في شُبّاكِهِ حاكِمٌ / وَالتَيسُ في قبَّةِ محرابِهِ
وَما مُسبَطِرٌّ ماؤُهُ مُتَدَفِّقٌ
وَما مُسبَطِرٌّ ماؤُهُ مُتَدَفِّقٌ / مِنَ الظَهرِ يَأتي غَيرَ زورٍ وَلا كَذِب
يَمُجُّ بِما مِنهُ الخَليقَةُ كُلُّها / وَلا روحَ فيهِ إِنَّ هذا هوَ العَجَب
ما اِسمٌ إِذا قَطَّعوهُ كانَ أَربَعَةً
ما اِسمٌ إِذا قَطَّعوهُ كانَ أَربَعَةً / وَعَدُّهُ سِتَّةٌ مَعروفَةُ السَبَبِ
نِصفٌ ثَلاثَةُ أَرباعٍ يَكونُ لَهُ / وَنِصفُهُ ربعهُ هذا مِنَ العَجَبِ
وَحَرفُ ثانيهِ مَعجومٌ بِواحِدَةٍ / وَعجم آخِرِهِ ثنتانِ في الكُتُبِ
وَلِاِسمِهِ نَسَبٌ لَو كَنتَ تَعرِفُهُ / ما إِن يَؤولُ إِلى عُجمٍ وَلا عرَبِ
هذا اِسمُ ذي غُنُجٍ ما إِن يُفَسِّرُهُ / إِلّا اِمرُؤٌ بارِعٌ في العِلمِ وَالأَدَبِ
إِنَّ الَّذي أَلغَزتَهُ
إِنَّ الَّذي أَلغَزتَهُ / في خَطِّ كُل كاتِبِ
مُشَبَّهٌ بِالصُدغِ أَو / بِالفَمِ أَو بِالحاجِبِ
أَضالِعٌ تَنطَوي عَلى كَربِ
أَضالِعٌ تَنطَوي عَلى كَربِ / وَمُقلَةٌ مُستَهِلَّةُ الغَربِ
شَوقاً إِلى ساكِني دِمَشقَ فَلا / عَدَت رُباها مَواطِرُ السُحبِ
مَنازِلٌ ما دَعا تَذَكُّرُها / إِلّا وَلَبّى عَلى النَوى لُبّي
مَتى أَرى سَيِّدي المُوَفَّقَ يَختا / لُ ضُحىً في عِراصِها الرُحبِ
يَمشي الهُوَينى وَخَلفَهُ عُمَرٌ / يَختالُ مِثلَ المَهاةِ في السِربِ
وَسيدي كُلَّما تَأَمَّلَهُ / تاهَ وَأَبدى غَرائِبَ العُجبِ
تَجَعمُسٌ قَلَّ مَن يُناظِرُهُ / في الناسِ إِلّا تَعَنفُقُ الرَحبي
المُدَّعي أَنَّهُ بِحِكمَتِهِ / عَلَّمَ بقراطَ صَنعَةَ الطِبِّ
وَهوَ لَعَمري أَخَسُّ مَن وَطيءَ التُر / بَ وَأَولى بِاللعنِ وَالسَبِّ
وَلَو رَأَيتَ المِطواعَ يَنظُرُ في ال / تَشريحِ كَيفَ الفَقارُ في الصُلبِ
وَكَيفَ مَجرى الأَنوارِ في عَصَبِ ال / عَينِ إِذا ما اِنحَدَرنَ في الثُقبِ
وَإِنَّ في لُكنَةِ اِبنِ عَونٍ لَما / يَشغَلُهُ عَن فَصاحَةِ العُربِ
وَلِاِبنِ نَجلِ الدَجاجِ طولُ يَدٍ / تَجمَعُ بَينَ الفُراتِ وَالضَبِّ
يَقودُ رَضوى إِلى عَسيب وَلا / يُعجِزُهُ ما اِرتَقى مِنَ الهَضبِ
ثُمَّ أَبو الفَضلِ مَع حَماقَتِهِ / يَقطَعُ عُمرَ النَهارِ بِالضَربِ
وَالمغزلُ الحَنبَلِيُّ مُجتَهِداً / يفتلُ في لِستِ الثقَّالَةِ الكتبي
هذا وَكَم غادَرَ المُؤَيَّدُ ذا ال / خَليطَ بِالدِبسِ لاثمَ التُربِ
وَلَو أَشا قُلتُ في المُخَلَّعِ ما / فيهِ وَما عفتُ ذاكَ مِن رُعبِ
لَكِن أَيادٍ لِعِرسِهِ سَلَفَت / عِندي وَحَسبي بِذِكرِها حَسبي
كَم عاثَ بِاللَيلِ في الفِراشِ عَلى / كرومِ بُستانِ شُفرِها
عَلى اِستِها خِرقَةٌ مُعلَّقَةٌ / كَطَيلَسانِ اِبنِ مُكتَعِ الحَربي
وَأَسمَرٍ كَالهِلالِ رُكّبَ في / غُصنِ أَراكٍ مُهَفهَفٍ رَطبِ
صَبا إِلَيهِ عَبدُ اللَطيفِ وَلا / غَروَ لِذاكَ القَوامِ أَن يُصبي
وَفي حَديثِ اِبنِ راشِدٍ زَبَدٌ / عَلى لِحى سامِعيهِ كَالشَبِّ
وَاِبنُ هِلالٍ إِذا تَنَحنَحَ لِل / غِناءِ يَعوي مُشابِهَ الكَلبِ
حَلقٌ وَضَربٌ يَستَوجِبانِ لَهُ / مُعَجَّلَ الحَلقِ مِنهُ وَالضَربِ
وَلِلنَفيسِ الصوفيِّ عَنفَقَةٌ / مَحلوقَةٌ لِلمِحالِ وَالكِذبِ
كَلِحيَةِ المُرِّ كُلَّما حُلِقَت / نَمَت نُمُوَّ الزُروعِ وَالعُشبِ
مَعايِبٌ حجبُهُنَّ يَهتِكُها / هتكَ بَناتِ الرَقِّيِّ في الحُجبِ
ما إِن رَأَينا مِن قَبلِهِ مَلِكاً / يَسيرُ في مَوكِبٍ مِنَ القحبِ
يَثِبنَ نَحوَ الزُناةِ مِن شَبَقٍ / كَاِبنِ زُهَير البَرغوثِ في الوَثبِ
وَلَو تَرَدّى النَزيهُ مِن حَبلٍ / قَباً لَأَضحى مُمَزَّقَ القَبِّ
وَالعِزُّ عَبدُ الرَحيمِ سَيِّدُنا / مُطَيلَسٌ لِلقَضاءِ بِالشربِ
يَظُنُّ رائيهِ أَنَّهُ جُرَذٌ / مُطَلّعٌ رَأسَهُ مِنَ الثَقبِ
وَخُطبَةُ الدَولَعِيِّ كَم جَلَبَت / لِلنّاسِ مِن فادِحٍ وَمِن خَطبِ
يَؤُمُّهُم إِذ يَؤُمُّهُم جُنُباً / فَلَيتَهُ أَمَّهُم عَلى جَنبِ
تَخَشُّعٌ ما وَراءَهُ نُسُكٌ / يَصدُرُ عَن نِيَّةٍ وَلا قَلبِ
وَلِلمُسَمّى بِأُمِّهِ لَقَبٌ / مِثلُ أَبيهِ المَنعوتِ مِن كَذِبِ
سوءٌ كَسوءِ الفاعوسِ ذي القرنِ وَال / مَعروفِ بِاِبنِ البَرادِعي المُربي
كَأَنَّهُ ضامِنٌ وَمَنزِلهُ الحا / نَةُ لَو كانَ ظاهِرَ الشَربِ
وَعَن أَبي الدُرِّ إِن سَأَلتَ فَسَل / لِاِبنِ سَليمٍ يُنبِئُكَ بِالخَطبِ
لَهُ عَلى البابِ خادِمٌ وَوَرا ال / بابِ قِحابٌ تَلقاهُ بِالرُحبِ
تَسحَقُ هَذي لِهَذِهِ فَتَرى / شَهيقَ هَذي مِن شَهوَةِ
وَعِلَّةٌ لِلبِغا مُحَلّلَةٌ / مَعاقِدَ الأُزرِ مِن وَرا النُقبِ
حَمَينَ بِالنُقبِ عَلوَهُنَّ وَما / حَمَينَ أَسفالَهُنَّ مِن نَقبِ
وَالعَسقَلانِيُّ في عَمامَتِهِ / دَلائِلٌ عَن سَخافَةٍ تُنبي
كَأَنَّها فَوقَ رَأسِ قِمَّتِهِ / دَوّارَةَ الحَلِّ رخوَةَ الهُدبِ
يُخادِعُ اللَهَ في الزَكاةِ بِأَل / فاظِ مِحالٍ لَم تَأتِ في الكُتبِ
ذو طَرفَينِ إِذا نَسَبتَهُما / يَحارُ في ذاكَ كُلُّ ذي لُبِّ
فَالأُختُ وَالأُمُّ مِن بَني شَبقٍ / وَالأَبُ وَالإِبنُ مِن بَني كَلبِ
وَحينَ أَبصَرتُ دَولَةَ الأَحدَبِ الفا / ضِلِ أَربَت عَلى عُلا الشُهبِ
فَقُلتُ لِلمُفلِسينَ وَيحَكُمُ / تَحادَبوا فَهيَ دَولَةُ الحُدبِ
تَعَجَّبَ قَومٌ لِصَفعِ الرَشيدِ
تَعَجَّبَ قَومٌ لِصَفعِ الرَشيدِ / وَذلِكَ مازالَ مِن دابِهِ
رَحِمتُ اِنكِسارَ قُلوبِ النعالِ / وَقَد دَنَّسوها بِأَثوابِهِ
فَوَاللَهِ ما صَفَعوهُ بِها / وَلكِنَّهُم صَفَعوها بِهِ