المجموع : 22
قالوا جَزِعتَ فَقُلتُ إِنَّ مُصيبَةً
قالوا جَزِعتَ فَقُلتُ إِنَّ مُصيبَةً / جَلَّت رَزِيَّتُها وَضاقَ المَذهَبُ
كَيفَ العَزاءُ وَقَد مَضى لِسَبيلِهِ / عَنّا فَوَدَّعنا الأَحَمُّ الأَشهَبُ
دَبَّ الوُشاةُ فَباعَدوهُ وَرُبَّما / بَعُدَ الفَتى وَهوَ الحَبيبُ الأَقرَبُ
لِلَّهِ يَومَ غَدَوتَ عَنّي ظاعِناً / وَسُلِبتُ قُربكَ أَيَّ عِلق أسلّبُ
نَفسي مُقَسَّمَةٌ أَقامَ فَريقُها / وَغَدا لِطِيَّتِهِ فَريق يُجنِبُ
الآنَ إِذ كَمَلَت أَداتُكَ كُلُّها / وَدَعا العُيونَ إِلَيكَ لَونٌ مُعجِبُ
وَاختيرَ مِن سِرِّ الحَدايِدِ خَيرها / لَكَ خالِصاً وَمِنَ الحُلِيِّ الأَغرَبُ
وَغَدَوتَ طَنَّان اللِّجامِ كَأَنَّما / في كُلِّ عُضوٍ مِنك صنجٌ يُضرَبُ
وَكَأَنَّ سَرجَكَ إِذ عَلاكَ غَمامَةٌ / وَكَأَنَّما تَحتَ الغَمامَةِ كَوكَبُ
وَرَأى عَلَيَّ بِكَ الصَّديقُ مَهابَةً / وَغَدا العَدُوُّ وَصَدرُهُ يَتَلَهَّبُ
أَنساكَ لا بَرِحَت إِذنَ مَنسِيَّة / نَفسي وَلا زالَت بِمِثلِكَ تُنكَبُ
أَضمَرتُ مِنكَ اليَأسَ حينَ رَأَيتَني / وَقُوى حِبالِكَ مِن قوايَ تقضَّبُ
وَرَجَعتُ حينَ رَجَعت مِنك بِحَسرَةٍ / لِلَّهِ ما صَنَعَ الأَصَمُّ الأَشيَبُ
فَلتَعلَمَن أَلَّا تَزالُ عَداوَةٌ / عِندي مريَّضَةٌ وَثَأرٌ يُطلَبُ
يا صاحِبَيَّ لِمِثلِ ذا مَن أَمرهُ / صَحِبَ الفَتى في دَهرِهِ مَن يَصحَبُ
إِن تُسعدا فَصَنيعَةٌ مَشكورَةٌ / أَو تخذلا فَصَنيعَةٌ لا تَذهَبُ
عِوجا نُقَضِّ حاجَةً وَتَجَنَّبا / بَثَّ الحَديثِ فَإِنَّ ذلِكَ أَعجَبُ
لا تُشعِرا بِكُما الأَحَمَّ فَإِنَّهُ / وَأَبيكُما الصَّدعُ الَّذي لا يُرأَبُ
أَو تَطوِيا عَنهُ الحَديثَ فَإِنَّهُ / أَدنى لِأَسبابِ الرَّشادِ وَأَقرَبُ
لا تُشعِراهُ بِنا فَلَيسَ لِذي هَوى / نَشكو إلَيهِ عِنده مُستَعتَبُ
وَقِفا فَقولا مَرحَباً وَتَزَوَّدا / نَظَراً وَقَلَّ لِمَن يُحَبُّ المرحَبُ
مَنَعَ الرَّقادَ جَوى تَضَمَّنَهُ الحَشا / وَهَوى أكابِدهُ وَهَمٌ مُنصِبُ
وَصَبا إِلى الحانِ الفُؤادُ وَشاقَهُ / شَخصٌ هُناكَ إِلى الفُؤادِ مُحَبَّبُ
فَكَما بَقيتُ لِتَبقَيَنَّ لِذِكرِهِ / كَبِد مُفَرَّثَة وَعَينٌ تَسكُبُ
سَلامٌ عَلى الدّارِ الَّتي لا أَزورُها
سَلامٌ عَلى الدّارِ الَّتي لا أَزورُها / وَإِن حَلَّها شَخصٌ إِلَيَّ حَبيبُ
وَإِن حَجَبَت عَن ناظِرَيَّ سُتورُها / هَوىً تَحسُن الدُّنيا بِهِ وَتَطيبُ
هَوىً تَحسُنُ اللَّذاتُ عِندَ حُضورِهِ / وَتَسخُنُ عَينُ اللَّهوِ حِينَ يَغيبُ
تَثَنى بِهِ الأَعطافُ حَتّى كَأَنَّهُ / إِذا اِهتَزَّ مِن تَحتِ الثِّيابِ قَضيبُ
رَضيتُ بِسَعي الوَهْمِ بَيني وَبَينها / وَإِن لَم يَكُن لِلعَينِ فيهِ نَصيبُ
مَخافَةَ أَن تُغرَى بِنا أَلسُنُ العِدا / وَيَطمَعُ فينا عائِب فَيَعيبُ
كَأَنَّ مَجالَ الطَّرفِ مِن كُلِّ ناظِرٍ / عَلى حَرَكاتِ العاشِقينَ رَقيبُ
وَكانَ أَخاكَ يَرى ما رَأَي
وَكانَ أَخاكَ يَرى ما رَأَي / تَ وَمَهما دَعَوت إِلَيهِ أَجابا
فَلَمَّا أَسَأتَ وَكُنتَ اِمرءاً / إِذا ما اِقتَرَضتَ نَسيتَ الحِسابا
ثَنى قَدَما صاعِداً وَاِطمَأَنْ / نَ بِأُخرى وَقالَ لَعَلَّ العِتابا
فَلَمّا أَبيتَ إِباءَ الحرونِ / ثَنى أُختَها فَتبوا السَّحابا
فَكَيفَ رَأَيتَ أَخاكَ الَّذي / أَسَأتَ بِهِ وَوَجدتَ الثَّوابا
وَقالوا هَل رَأَيتَ أَبا دُؤاد
وَقالوا هَل رَأَيتَ أَبا دُؤاد / فَقُلتُ نَعَمْ رَأَيتُ أَبا الحُبابِ
فَقالوا لا عَلَيكَ رَأَيتَ مِنهُ / كَأَشبَه بِالغُرابِ مِنَ الغُرابِ
اشمَخ بِأَنفِكَ يا ذا العِرضِ وَالحَسَبِ
اشمَخ بِأَنفِكَ يا ذا العِرضِ وَالحَسَبِ / ما شِئتَ وَاِضرِب قَذالَ الأَرضِ بِالذَّنَبِ
ارفَع بِصَوتِكَ تَدعو مَن بِذي عَدَن / وَمَن بِقالي قَلا بِالوَيلِ وَالحَرَبِ
ما أَنتَ إِلَّا اِمرُؤٌ وَلّى خَليقَتهُ / فَضل العنان فَلَم يَربَع عَلى أَدَبِ
فَاِجمَح لَعَلَّكَ يَوماً أَن تَعَضَّ عَلى / لُجمٍ دَلاصيةٍ تَثنيكَ مِن كَثَبِ
إِنِّي اِعتَذَرتُ فَما أَحسَنتَ تَسمَعُ من / عُذري وَمن قَبل ما أَحسَنتَ في الطَّلَبِ
صَبراً أَبا دُلَف في كُلِّ مَسأَلَةٍ / كَالقِدرِ وَقفاً عَلى الجاراتِ بِالعُقَبِ
يا رَبِّ إِن كانَ ما أَنشَأتَ مِن عَرَبٍ / شَروى أَبي دُلَفٍ فَاِسخَط عَلى العَرَبِ
أَرى التَّعَصُّبَ أَبدى مِنكَ داهِيَةً / كانَت تحجبُ دونَ الوَهمِ بِالحُجُبِ
أَزرى بِكَ الغَضَبُ المُزري وَأَنتَ فَتى / لا تُصطَلى نارُهُ فَأَغضَبْ عَلى الغَضَبِ
تَأَيَّدَ وَاِدَّعى القُربا
تَأَيَّدَ وَاِدَّعى القُربا / وَأَثرى وَاِستَفادَ أَبا
لِتَهنِكَ دَولَةٌ حَدثَت / فَأَحدَثَ عِزُّها نَسَبا
صَنايعه إِلى الأَنذا / لِ تُخبِر أَنَّهُ كذَبا
دَعا شَجوى دُموعَ العَينِ مِنِّي
دَعا شَجوى دُموعَ العَينِ مِنِّي / فَبادَرتِ الدُّموعُ عَلى ثِيابي
وَقالَ القَلبُ سَمعُكَ ساقَ حَتفي / عَلى عَمدٍ وَأَغرَقَ في عَذابي
فَقالَت سَمعُكَ الجاني هَلاكي / بِأَغلَظَ ما يَكونُ مِنَ العِقابِ
وَلا تَغفَل فَتفقِدني فَأَبقى / بِلا قَلبٍ إِلى يَومِ الحِسابِ
فَإِنِّي بَينَ أَطيافِ المَنايا / مُقيمٌ بَينَ أَظفارٍ وَنابِ
فَقالَ السَّمعُ حينَ عَتَبتُ لمهُ / على حُبِّ الخدَلَّجَةِ الكعابِ
وَعَيتُ كَلامَ مُكتَحِلٍ غَريرٍ / فَأَعياني لَهُ رَجعُ الجَوابِ
فَأَدَّيتُ الكَلامَ وَلَم أجِبهُ / إِلى القَلبِ المولَّع بِالتَّصابي
فَعاقِب قَلبَكَ المِلجاجَ فيهِ / وَدَعني لا تَنطَّع في عِقابي
فَقُلتُ صَدَّقَتني وَعَذَلَت قَلبي / وَلَم أحمِل عَلى عَيني عِتابي
فَقالَ القَلبُ ثُمَّ أَقَرَّ ها قَد / عَشِقتَ أَميرَةً تَهوى اِجتِنابي
تَصَبَّر قَد سَقَينَكَ كَأسَ عِشقٍ / حُمَيَّاها تَجول على الحِجابِ
تُنَغِّصُكَ الطَّعامَ وَكُلَّ عَيشٍ / وَتَمزُج ما يَسوؤك بِالشَّرابِ
فَقُلتُ لَهُ قَطَعتَ الصُّلبَ مِنّي / وَقَد أَلصَقتَ خَدِّي بِالتُّرابِ
لَعَلَّكَ قَد كَلِفتَ بِحُبِّ قَصف / فَقالَ القَلبُ قَد قَرطَست ما بي
فَقُلتُ قَتَلتَني وَأَذَبتَ جِسمي / وَقَد آذَنتَ روحي بِالذّهابِ
كَأَنّي عَن قَليلٍ غَير شك / مُسَجَّى بَينَ أَصحابي لِما بي
وَما لي لا أَموتُ وَهَمُّ نَفسي / يُباعِدُني وَيَزهَدُ في اِقتِرابي
إِذا عاهَدتُهُ عَهدَ التَّصابي / يُصَيِّرُ عَهدَهُ لَمعَ السَّرابِ
يُريدُ بِذاكَ تَعذيبي وَغَيظي / وَتَصييرَ الوِصالِ إِلى تَبابِ
وَلَم يَرحَم مُطالَبَتي وَجَهدي / وَما لاقيتُ من طول اكتِئابِ
أَصابَ جَفاؤُهُ قَلبي بِضُرٍّ / وَأَخلَقَ ما لَبِستُ مِنَ الثِّيابِ
وَناوَلَني وَراءَ الظَّهرِ مِنِّي / بِيُسرى الكَفِّ في غِلَظ كِتابي
فَكَيفَ تَلَطُّفي لِأَغَرَّ أَحوَى / إِذا ما زُرتُ أَسرَفَ في سبابي
لَقَد كُنتُ الغَني فَلَم يُجِرني / شَقاءُ الجَدِّ مِن حُبِّ الخِلابِ
لَقَد أَخطَأتُ في حُبِّي
لَقَد أَخطَأتُ في حُبِّي / وَفي تَكرمَةِ الكَلبِ
وَقَد أَصبَحتُ فيما جِئْ / تُ مُحتاجا إِلى ضَربِ
وَلَولا أَنَّني أَذنَب / تُ ما عاقَبَني رَبِّي
وَما أَعجَبُ مِن فِعلي / وَما أَعظَمُ مِن ذَنبي
دَعاني الجَهلُ أَن أَقرَر / تُ لِلخنزيرِ بِالحُبِّ
وَلَو كُنتُ تَثَبَّتُّ / لَعوفيتُ مِنَ السَبِّ
وَلكِن كانَ ذَنبُ ال / قَلبِ لا أَفلَحَ مِن قَلبِ
فَإِن عُدتُ فَإِنّي أَح / وَجُ النَّاسِ إِلى صلبِ
ما جَبَلا طَيء بِأَمنَع مِن
ما جَبَلا طَيء بِأَمنَع مِن / زادِ عَليّ زَميلِ صِقلابِ
ذاكَ اِمرُؤ إِن أَرَدتِ كِسرَتَهُ / جادَت لَنا عَينُهُ بِتَسيابِ
النَّاسُ أَصحابُهُ فَإِن ذَكَروا ال / خُبزَ فَلَيسوا لَهُ بِأَصحابِ
مَن يَشتَري اللَّحمَ ثُمَّ يُدخِلُهُ الت / تَنورَ وَالرِفقُ باب أَبوابِ
حَتّى إِذا بَلَّ حَرفَ كِسرَتِهِ / مِن دَسَمٍ جامِدٍ وَمُنسابِ
خاصَمَ في اللَّحمِ كَي يَصِحَّ لَهُ الر / رَدّ قَنوعاً بِريح جَواذِبِ
مِن لُؤمِهِ أَنَّهُ إِذا مَنَعَ النَّا / سُ لَوى شِدقَهُ بِإِغرابِ
وَحَدَّثتُ نَفسي أَنَّني غَيرُ صابِرٍ
وَحَدَّثتُ نَفسي أَنَّني غَيرُ صابِرٍ / فَها أَنا ذا لَم أَقضِ مِن إِثرِها نَحبي
خَليلَيَّ لَم أَصدُق وَكانَ سَفاهَةً / رُجوعي بِحُسنِ الظَنِّ مِنها عَلى قَلبي
فَأُقسِمُ أَن لَو كُنتُ أَوَّلَ مَيِّت / وَآخرَ مَنشورٍ يَهُبُّ مِنَ التُّربِ
لما كانَ مِن مَوتي عَلَيها صَبابَةً / قَضاء لِما اِستَرعَيتُ مِن ذِمَّةِ الحُبِّ
دبي إِلى حَرمٍ ما كانَ أَحمَقَهُ
دبي إِلى حَرمٍ ما كانَ أَحمَقَهُ / إِذ لَم يَقُل إِنَّني مِن سادَةِ العَرَبِ
أَكانَ أَعجَزُ مِن قَومٍ رَأَيتُهُمُ / تَسَوَّروا بَعدَ ما شابوا عَلى الحَسَبِ
وَلي طَرفٌ يُنازِعُني إِلَيها
وَلي طَرفٌ يُنازِعُني إِلَيها / أُحاوِلُ صَرفَهُ عَنِّي فَيابى
أُقاتِلُهُ لأَصرِفَهُ قِتالاً / وَيَأبى نَحوَها إِلَّا ذهابا
فَطَرفي هكَذا وَإِذا أَرادَت / لِتَصرِفَ طَرفَها عَنِّي أَجابا
أَحينَ مَلَكتَ يا إِنسانُ أَمري / فَتَحتَ مِنَ العَذابِ عَلَيَّ بابا
أَدالَ اللَّهُ مِنكَ بِيَومِ صِدقٍ / يَكونُ لِما سَبَقتَ بِهِ عِقابا
أَتَعزِفُ أم تُقيمُ عَلى التَّصابي
أَتَعزِفُ أم تُقيمُ عَلى التَّصابي / فَقَد كَثُرَت مُناقَلَةُ العِتابِ
إِذا ذُكِرَ السُّلوُّ عَنِ التَّصابي / نَفَرتَ مِن اِسمِهِ نَفرَ الصِّعابِ
وَكَيفَ يُلامُ مِثلُكَ في التَّصابي / وَأَنتَ فَتى المَجانَةِ وَالشَّبابِ
سَأَعزِفُ إِن عزَفت عَنِ التَّصابي / فَأَغرَتني المَلامَةُ بِالتَّصابي
يا مَن يُمازِحُني في الهَزل بِالغَضَبِ
يا مَن يُمازِحُني في الهَزل بِالغَضَبِ / فَرِّق فَدَيتُكَ بَينَ الجِدِّ وَاللَّعِبِ
إِذا اِصطَلَحنا مُنِحنا بِالصُّدودِ فَما / تَنفَكُّ مِن غَضَب يُفضي إِلى غَضَبِ
فَدَيتُكِ قَد كَفَفتُ عَنِ العِتابِ
فَدَيتُكِ قَد كَفَفتُ عَنِ العِتابِ / لما حاذَرتُ مِن سوءِ الجَوابِ
وَلَم أَرَ حيلَةً تُجدي لِنَفعٍ / لَدَيكُم غَيرَ صَبري وَاِحتِسابي
وَأَعمَلتُ الأَماني فيكِ حَتَّى / كَأَنِّي قَد مَلَكتُكِ في الحِسابِ
أُعاتَبُ في الهَوى وَأَقَلُّ وَجدي / بِمَن أَهوى يَجل عَنِ العِتابِ
بَعُدَ القَريبُ وَأَعوَزَ المَطلوبُ
بَعُدَ القَريبُ وَأَعوَزَ المَطلوبُ / وَعَدَتكَ عَنهُ حَوادِثٌ وَخُطوبُ
وَمُنيتَ مِن بُعدِ الحَبيبِ بِعاذِلٍ / يَلحى وَيَعجَبُ أَن يَحِنَّ كَئيبُ
قالوا أَساءَ حَبيبُهُ فَأَجَبتُهُم / إِنَّ الحَبيبَ وَإِن أَساءَ حَبيبُ
إِنَّ المُحِبَّ وَإِن أَقامَ بِأَهلِهِ / ما لَم يَكُن فيمَن يُحِبُّ غَريبُ
رُبَّ لَيلٍ أَمَدَّ مِن نَفَسِ العا
رُبَّ لَيلٍ أَمَدَّ مِن نَفَسِ العا / شِقِ طولاً قطعَتهُ بِاِنتِحابِ
وَنَعيمٍ أَلَذَّ مِن وَصلِ مَعشو / قٍ تَبَدَّلتُهُ بِبُؤسِ العِتابِ
رُبَّ لَحَظٍ يَكونُ أَبين مِن
رُبَّ لَحَظٍ يَكونُ أَبين مِن / لَفظ وَأَبدى لِمُضمَراتِ القُلوبِ
أَلا لِلَّهِ ما جَنتِ الخُطوبُ
أَلا لِلَّهِ ما جَنتِ الخُطوبُ / تُخُرمَ مِن أَحبَتنا حَبيبُ
فَماتَ الشِّعرُ مِن بَعد اِبن أَوس / فَلا أَدَب يُحَسُّ وَلا أَديبُ
وَكُنتَ ضَريبَ وَحدِكَ يا اِبنَ أَوس / وَهذا الناسُ أَخلافٌ ضُروبُ
لَئِن قَطَعَتكَ قاطِعَةُ المَنايا / لَمَنكَ وَفيكَ قُطِّعَتِ القُلوبُ
لَيسَ شَيءٌ مِمّا يُدَبِّرُهُ العا
لَيسَ شَيءٌ مِمّا يُدَبِّرُهُ العا / قِلُ إِلَّا وَفيهِ شَيءٌ يُريبُه
فَأَخو العَقلِ مُمسِكٌ يَتَوَقَّى / وَيَخافُ الدُّخولَ فيما يَعيبُه
وَأَخو الجَهلِ لا يُقَدّرُ في الأَم / رِ وَإِن أَشكَلَت عَلَيهِ ضُروبُه
راكِبٌ رَدعَهُ كَحاطِبِ لَيلٍ / يُخطىءُ الأَمرَ كُلَّهُ أَو يُصيبُه
تَتَأتي لَهُ الأُمورُ عَلى الجَه / لِ إِذا ما أَرادَها وَتُجيبُه
وَأَخو العَقلِ بَعدُ يُنتِجُ الرَّأ / يَ فَيَرضى وَمَرَّةً يَستَريبُه
وَإِذا صَيَّرَ البَعيدَ قَريباً / عادَ فيهِ فَاِزدادَ بُعداً قَريبُه
فَهُوَ الدَّهرَ شاخِصُ القَلبِ فِكراً / ما تَقَضّى هُمومُهُ وَكُروبُه