المجموع : 16
ورد الدُمستُقُ دونَ مَنظَره
ورد الدُمستُقُ دونَ مَنظَره / خَبرٌ تَضيقُ بِشَرحِهِ الكُتُبُ
ناجَتهُ عَنكَ البيضُ مِن بُعُدٍ / نُصحاً وَأَنقذ جَيشَه الرُعُبُ
ولّى وَلَو أَحبَبتَ حينَ نَجا / إِدراكَهُ لَم يُنجِهِ الهَرَبُ
يا كالئ الإِسلام يَحرُسُهُ / مِن أَن يُخالِجَ حَقَّهُ الريبُ
إِن كُنتَ تَرضى أَن يُطيعَكَ ما / سَجَدوا لَهُ سَجَدَت لَك الصَلُبُ
أَفادَت بِكَ الأَيّامُ فَرطَ تَجارِبٍ
أَفادَت بِكَ الأَيّامُ فَرطَ تَجارِبٍ / كَأَنَّكَ في فَرقِ الزَمانِ مَشيبُ
وُكُلُّ بَعيدٍ قَرَّبَ الحَينَ نَحوُهُ / سَلاهِبُكَ الجُردُ الجِيادُ قَريبُ
تَباشَرُ أَقطارَ البِلادِ كَأَنَّها / رِياحٌ لَها في الخافِقينَ هُبوبُ
تَماشى بِفِتيانٍ كَأَنَّ جُسومَهُم / لِخِفَّتِها فَوقَ السُروجِ قُلوبُ
وَتَملَأُ ما بَينَ الفَضائينَ عِثيراً / مُثاراً بِوَجهِ الشَمسِ مِنهُ شَحوبُ
وَما يُدرِكُ العَلياءَ إِلّا مُهَذَّبٌ / يُصابُ عَلى مِقدارِهِ وَيُصيبُ
فَلا تَصطَفِ الإِخوانَ قَبلَ اِختِبارِهم / فَما كُلُّ خِلٍّ تَصطَفيهِ نَجيبُ
أَكُلُّ وَميضٍ بارِقَةٍ كَذوبُ
أَكُلُّ وَميضٍ بارِقَةٍ كَذوبُ / أَما في الدَهرِ شَيءٌ لا يَريبُ
أَبى لي أَن أَقولَ الهَجرَ قَدرٌ / بَعيدٌ أَن تُجاوِرَهُ العُيوبُ
تَشابَهَت الطِباعُ فَلا دَنىءٌ / يَحِنُّ إِلى الثَناءِ وَلا حَسيبُ
وَشاعَ البُخلُ في الأَشياءِ حَتّى / يَكادَ يَشُحُّ بِالريحِ الهبوبُ
فَكَيفَ أَخُصُّ بِاِسمِ العَيبِ شَيئاً / وَأَكثَرُ ما تُشاهِدُهُ معيبُ
بِالقَفصِ لِلقَصفِ مَنزِل كَثَبُ
بِالقَفصِ لِلقَصفِ مَنزِل كَثَبُ / ما لِلتَصابى في غَيرِهِ أَرَبُ
جادَت بِهِ ديمَةُ السُرورِ وَحَل / ل اللَهو فيهِ وَعَرَّسَ الطَربُ
دارَت نُجومُ السُرورِ في فَلَكٍ / منه لَهُ مِن فُتُوَّتي قَطَبُ
مِن كُلِّ جِسمٍ كَأَنَّهُ عَرَضٌ / يَكادُ لُطفاً بِاللَحظِ يُنتَهبُ
نورٌ وَإِن لَم يَغِب وَوَهمٌ وَإِن / صَحَّ وَماءٌ لَو كانَ يَنسَكِبُ
لا عَيب فيهِ سِوى إِذاعَتهُ السْ / سِرَّ الَّذي في حَشاهُ يُحتَجِبُ
كَأَنَّما صاغَهُ النِفاقُ فَما / يُخلِصُ مِنهُ صِدقٌ وَلا كَذِبُ
فَهُوَ إِلى لَون ما يُجاوِرُهُ / عَلى اِختِلافِ الطِباعِ يَنتَسِبُ
إِذا اِدَّعاهُ اللَجينُ أَكذَبَهُ / بِالراحِ في صَبغِ جِسمِهِ الذَهَبُ
جَلَت عَروسُ المَدامِ حالِيَةً / فيهِ عَلَينا الأَوتارُ وَالنَخبُ
فَالراحُ بَدرٌ وَالجامُ هالَتُهُ / وَالأُفُقُ كَفي وَالأَنجمُ الحَبَبُ
حالَ بِهِ الماءُ عَن طَبيعَتِهِ / بِالمَزجِ حَتّى خلناهُ يَلتَهِبُ
وَنَحنُ في مَجلِسٍ تُديرُ بِهِ ال / خَمرَ عَلَينا الأَقداحُ لا العُلَبُ
يَنسى بِأَوطانِهِ الحَنينَ إِلى ال / أَوطانِ مَن بِالسُرورِ يَغتَرِبُ
لَولا حِفاظي المَشهورما أَمِنت / مِن بُعدِ بغدادَ سَلوَتى حَلَبُ
وَأَحدَقنا بِأَزهَرَ خا
وَأَحدَقنا بِأَزهَرَ خا / فِقاتٍ حَولَهُ العَذَبُ
فَما يَنفَكُّ عَن سَبَجٍ / يَعودُ كَأَنَّهُ ذَهَبُ
دَعَوتُهُ فَأَجابَتني مَكارِمُهُ
دَعَوتُهُ فَأَجابَتني مَكارِمُهُ / وَلَو دَعَوتُ سِوى نُعماهُ لَم تُجِبِ
وَجَدتُهُ الغَيثَ مَشغوفاً بِعادَتِهِ / وَالرَوضُ يَجني بِما في عادَةِ السُحُبِ
لَو فاتَهُ النَسَبُ الوَضّاحُ كانَ لَهُ / مِن فَضلِهِ نَسَبٌ يُغني عَن النَسَبِ
إِذا دَعَتهُ مُلوكُ الأَرضِ سَيِّدَها / طُرّاً دَعَتهُ المَعالي سَيِّدَ العَرَبِ
وَمَوشِيَّةٍ بِالبيضِ وَالزُغفِ وَالقَنا
وَمَوشِيَّةٍ بِالبيضِ وَالزُغفِ وَالقَنا / مُحَبِّرَةِ الأَعطافِ بِالضُمَّرِ القُبِّ
بَعيدَةِ ما بَينَ الجَناحَينِ في السُرى / قَريبَةِ ما بَينَ الكَميينِ بِالضَربِ
مِنَ السالِباتِ الشَمسَ ثَوبَ ضِيائِها / بِثوبٍ تَوَلّى نَسجَهُ عِثيَرُ التُربِ
يُعاتِبُ نَشوان القَنا صادِح الظُبا / إِذا التَقَيا فيها عَلى قلَّةَ الشُربِ
أَعادَت عَلَينا اللَيلَ بِالنَقعِ في الضُحى / وَرَدَّت إِلَينا الصُبحَ في اللَيلِ بِالشُهُبِ
تَبَلَّجُ عَن شَمسَي نِزارٍ وَيَعرُب / وَتَفتَرُّ عَن طَودَي عُلا تَغلِبُ الغُلبِ
مُوَقَّرَةٌ يَقتادُ ثِني زِمامِها / بَصيرٌ بِأَدواءِ الكَريهَةِ وَالحَربِ
أَصَحَّ اِعتِزاماً مِن خَؤونٍ عَلى قِلىً / وَأَنفذ حُكماً مِن غَرامٍ عَلى صَبِّ
سُرورُنا بِكَ فَوقَ الهَمِّ بِالنُوَبِ
سُرورُنا بِكَ فَوقَ الهَمِّ بِالنُوَبِ / فَما يُغالِبُنا حُزنٌ عَلى طَرَبِ
إِذا تَجاوَزَت الأَقدارُ عَنكَ فَهَل / مِن واجِبِ الشُكرِ أَن يُرتاعُ مَن سَبَبِ
حَتّام تَخدَعنا الدُنيا بِزُفِها / وَلا تحصلنا مِنها عَلى أَرَبِ
نُسَرُّ مِنها بِما تُجنى عَواقِبهُ / هَمّاً وَنَهرُبُ وَالآجالُ في الطَلَبِ
لا تَستَكِن لِطَوارِقِ النُوَبِ
لا تَستَكِن لِطَوارِقِ النُوَبِ / وَاِلقَ الخُطوبَ بِوَجهِ مُحتَسِبٍ
فَدُنُو ما ترجوهُ مِن فَرَجٍ / يَأتي بِحَسبِ تَكاثُفِ الكَرَبِ
كَم خائِفٍ مِن هَلكَة سَبَباً / نالَ النَجاةَ بِذلِكَ السَبَبِ
وَالتَهَبَت نارُنا فَمَنظَرُها
وَالتَهَبَت نارُنا فَمَنظَرُها / يُغنيكَ عَن كُلِّ مَنظَرٍ عَجَبِ
إِذا رَمَت بِالشَرارِ وَاِضطَرَمَت / عَلى ذُراها مَطارِفُ اللَهَبِ
رَأَيتَ ياقوتَةً مُشبَكَةٍ / تَطيرُ مِنها فُراضَةُ الذَهَبِ
وَمارِقٍ مُعتَدِلِ الكُعوبِ
وَمارِقٍ مُعتَدِلِ الكُعوبِ /
يَقِلُّ أَفعى مُعَدَّةَ التَركيبِ /
تَدُبُّ في الجَوِّ بِلا دَبيبِ /
بِأَبي الغائِبِ الَّذي لَم يَغِب عَنْ
بِأَبي الغائِبِ الَّذي لَم يَغِب عَنْ / ني فَأَشكو إِلَيهِ هَمَّ المَغيبِ
باشَرَتهُ كَفُّ الطَبيبِ فَلَو نِل / تُ الأَماني قَبَّلتُ كَفَّ الطَبيبِ
فَعَلَت في ذِراعه ظِبةُ المَب / ضَعِ أَفعال لَحظِهِ بِالقُلوبِ
فَأَسالَت دَماً كَأَنَّ جُفوني / عَصفَرَتهُ بِدَمعِها المَسكوبِ
طابَ جِداً فَلَو بِهِ سَمحُ الدَه / ر لأَمسي عِطري وَأَصبَحَ طيبي
قَد بَلَونا الذَكاءَ في كُلِّ نابِ
قَد بَلَونا الذَكاءَ في كُلِّ نابِ / فَوَجدناهُ صَنعَةَ السِنجابِ
حَرَكاتٌ تَأبى السُكونَ وَأَلحا / ظٌ حِدادٌ كَالنارِ في الإِلتِهابِ
خَفَّ جِدّاً عَلى النُفوسِ فَلَو شا / ءَ تَرامى مُجاوِراً لِلتَصابى
وَاِشتَهَت قُربهُ العُيونُ إِلى أَن / خِلتُهُ عِندَها أَخاً لِلشَبابِ
لابِسٌ جِلدَةً إِذا لاحَ خَلنا / هُ بِها في مُزَرَّةٍ مِن سَحابِ
لَو غَدا كُلُّ ذي ذَكاءٍ نَطوقاً / رَدَّ في ساعَةِ الخِطابِ جَوابي
ما كُلُّ ذاتِ مِخلَبٍ وَنابِ
ما كُلُّ ذاتِ مِخلَبٍ وَنابِ / مِن سائِرِ الجارِحِ وَالكِلابِ
بِمُدرِكٍ في الجِدِّ وَالطِلابِ / أَيسَرَ ما يُدرِكُ بِالعِقابِ
شَريفَةُ الصِبغَةِ وَالأَنسابِ / تَطيرُ مِن جَناحِها في غابِ
وَتَستُرُ الأَرضَ عَنِ السَحابِ / وَتَحجُبُ الشَمسَ بِلا حِجابِ
يَظَلُّ مِنها الجَوُّ في اِغتِرابِ / مُستَوحِشاً لِلطَيرِ كَالمُرتابِ
ذَكِيَّةٌ تَنظُرُ مِن شَهابِ / ذاتُ جِرانٍ واسِعِ الجِلبابِ
وَمَنكِبٍ ضَخمٍ أَثيثٍ راى / وَمَنسِرٍ مُوَثِّقِ النِصابِ
وَراحَتي لَيثِ شَرىً غَلّابِ / نيطَت إِلى بَرائِنٍ صِلابِ
مُرهَفَةٍ أَمضى مِن الحِرابِ / وَكُلُّ ما حَلَّقَ في الضَبابِ
لِمُلكِها خاضِعَةُ الرِقابِ /
وَمعصِرَةٍ أَنَختُ بِها
وَمعصِرَةٍ أَنَختُ بِها / وَقَرنُ الشَمسِ لَم يَغِبِ
فَخِلتُ قِزازَها بِالرا / حِ بَعضَ مَعادِنِ الذَهَبِ
وَقَد ذَرَفَت لِفَقدِ الكَر / مِ فيها أَعيُنُ العِنَبِ
وَجاشَ عُبابُ واديها / بِمُنهَلٍّ وَمُنسَكِبِ
وَياقوتُ العَصيرِ بِها / يلاعِبُ لُؤلُؤَ الحَبيبِ
فَيا عَجباً لِعاصِرِها / وَما يُغنى بِهِ عَجَبي
وَكَيفَ يَعيشُ وَهُوَ يَخو / ضُ في بَحرٍ مِنَ اللَهَبِ
مَن مُنصِفي مِن مُحكِمِ الكِتابِ
مَن مُنصِفي مِن مُحكِمِ الكِتابِ / شَمسُ العُلومِ قَمَرُ الآدابِ
أَضحى لِأَوصافِ الكَلامِ مُحرِزا / وَسامَ أَن يَلحَقَ لَمّا بَرَزا
وَهل يُجارى السابِقُ المُقَصِّرُ / أَم هَل يُساوي المُدرِكُ المُعذرُ
ما زالَ بي عَن غَرضٍ مُعرِضاً / وَلي بِما يُصدِرُهُ مُستَنهِضا
فَتارَةً يَعتَمِدُ الخَطافا / بِبِدَعٍ تَستَغرِقُ الأَوصافا
وَتارَةً يعني بِنَعتِ القَبجِ / مِن مَنطِقي لِفَضلِهِ مُحتَجِّ
يَحومُ حَولَ غَرضٍ مَعلوم / وَمَقصَدٍ في شِعرِهِ مَفهومِ
حَتّى تَجَلَّت رَغوَةَ الصَريحِ / وَسَلَم التَلويحُ لِلتَصريحِ
وَصَحَّ أَنَّ البَبَّغاءَ مَقصِدُهُ / بِكُلِّ ما كانَ قَديماً يُوردُهُ
فَلَم يَدَع لِقائِلٍ مَقالا / فيها وَلا لِخاطِرٍ مَجالا
أَهدي لَها مِن كُلِّ نَعتٍ أَحسَنَهُ / وَصاغَ مِن حُلى المَعاني أَزيَنَهُ
أَحالَ بِالريشِ الأَشيَبِ الأَخضَرِ / وَبِاِحمرارٍ طَوقَها وَالمُنسِرِ
عَلى اِختِلاطِ الرَوضِ بِالشَقيقِ / وَأَخضَرَ الميناءِ بِالعقيقِ
تَزهى بِدَوّاجٍ مِنَ الزُمُرُدِ / وَمُقلَةٍ كَسَبجٍ في عَسجَدِ
وَحُسنُ مِنقارٍ أَشَمَّ قاني / كَأَنَّما صيغَ مِنَ المُرجانِ
صَيَّرَها اِنفِرادُها في الحَبسِ / بِنُطقِها مِن فُصَحاءِ الإِنسِ
تَمَيَّزَت في الطَيرِ بِالبَيانِ / عَن كُلِّ مَخلوقٍ سِوى الإِنسانِ
تَحكي الَّذي تَسمَعهُ بِلا كَذِبِ / مِن غَيرِ تَغييرٍ لِجَدٍّ أَو لَعِبِ
غِذاؤُها أَزكى طَعام رَغَدا / لا تَشرَبُ الماءَ وَلا تَخشى الصَدا
ذاتُ شُغىً تَحسَبُهُ ياقوتا / لا تَرتَضي غَيرَ الأَرُزُّ قوتا
كَأَنَّما الحبَةُ في مِنقارِها / حَبابَةٌ تَطفو عَلى عُقارِها
إِقدامها بِبَأسِها الشَديدِ / أَسكَنَها في قَفَصِ الحَديدِ
فَهِيَ كَخودٍ في لِباسٍ أَخضَرِ / تَأوي إِلى خَركاهَةِ لَم تستَتِر
وَوَصفها المُعجِزُ مالا يُدرَكُ / وَمِثلُهُ في غَيرِها لا يُملَكُ
لَو لَم تَكُن لي لَقَباً لَم أَختَصِر / لَكن خَشيتُ أَن يُقالَ مُنتَصِر
وَإِنَّما تُنعتُ بِاِستِحقاقِ / لِوَصفِها حذقُ أَبي إِسحاقِ
شَرَّفها وَزادَ في تَشريفِها / بِحكمٍ أَبدَعَ في تَفويفِها
فَكَيفَ أَجزي بِالثَناءِ المُنتَخِبِ / مَن صَرفَ المَدحَ إِلى اِسمي وَاللَقَبِ