القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الفَرَج البَبْغاء الكل
المجموع : 16
ورد الدُمستُقُ دونَ مَنظَره
ورد الدُمستُقُ دونَ مَنظَره / خَبرٌ تَضيقُ بِشَرحِهِ الكُتُبُ
ناجَتهُ عَنكَ البيضُ مِن بُعُدٍ / نُصحاً وَأَنقذ جَيشَه الرُعُبُ
ولّى وَلَو أَحبَبتَ حينَ نَجا / إِدراكَهُ لَم يُنجِهِ الهَرَبُ
يا كالئ الإِسلام يَحرُسُهُ / مِن أَن يُخالِجَ حَقَّهُ الريبُ
إِن كُنتَ تَرضى أَن يُطيعَكَ ما / سَجَدوا لَهُ سَجَدَت لَك الصَلُبُ
أَفادَت بِكَ الأَيّامُ فَرطَ تَجارِبٍ
أَفادَت بِكَ الأَيّامُ فَرطَ تَجارِبٍ / كَأَنَّكَ في فَرقِ الزَمانِ مَشيبُ
وُكُلُّ بَعيدٍ قَرَّبَ الحَينَ نَحوُهُ / سَلاهِبُكَ الجُردُ الجِيادُ قَريبُ
تَباشَرُ أَقطارَ البِلادِ كَأَنَّها / رِياحٌ لَها في الخافِقينَ هُبوبُ
تَماشى بِفِتيانٍ كَأَنَّ جُسومَهُم / لِخِفَّتِها فَوقَ السُروجِ قُلوبُ
وَتَملَأُ ما بَينَ الفَضائينَ عِثيراً / مُثاراً بِوَجهِ الشَمسِ مِنهُ شَحوبُ
وَما يُدرِكُ العَلياءَ إِلّا مُهَذَّبٌ / يُصابُ عَلى مِقدارِهِ وَيُصيبُ
فَلا تَصطَفِ الإِخوانَ قَبلَ اِختِبارِهم / فَما كُلُّ خِلٍّ تَصطَفيهِ نَجيبُ
أَكُلُّ وَميضٍ بارِقَةٍ كَذوبُ
أَكُلُّ وَميضٍ بارِقَةٍ كَذوبُ / أَما في الدَهرِ شَيءٌ لا يَريبُ
أَبى لي أَن أَقولَ الهَجرَ قَدرٌ / بَعيدٌ أَن تُجاوِرَهُ العُيوبُ
تَشابَهَت الطِباعُ فَلا دَنىءٌ / يَحِنُّ إِلى الثَناءِ وَلا حَسيبُ
وَشاعَ البُخلُ في الأَشياءِ حَتّى / يَكادَ يَشُحُّ بِالريحِ الهبوبُ
فَكَيفَ أَخُصُّ بِاِسمِ العَيبِ شَيئاً / وَأَكثَرُ ما تُشاهِدُهُ معيبُ
بِالقَفصِ لِلقَصفِ مَنزِل كَثَبُ
بِالقَفصِ لِلقَصفِ مَنزِل كَثَبُ / ما لِلتَصابى في غَيرِهِ أَرَبُ
جادَت بِهِ ديمَةُ السُرورِ وَحَل / ل اللَهو فيهِ وَعَرَّسَ الطَربُ
دارَت نُجومُ السُرورِ في فَلَكٍ / منه لَهُ مِن فُتُوَّتي قَطَبُ
مِن كُلِّ جِسمٍ كَأَنَّهُ عَرَضٌ / يَكادُ لُطفاً بِاللَحظِ يُنتَهبُ
نورٌ وَإِن لَم يَغِب وَوَهمٌ وَإِن / صَحَّ وَماءٌ لَو كانَ يَنسَكِبُ
لا عَيب فيهِ سِوى إِذاعَتهُ السْ / سِرَّ الَّذي في حَشاهُ يُحتَجِبُ
كَأَنَّما صاغَهُ النِفاقُ فَما / يُخلِصُ مِنهُ صِدقٌ وَلا كَذِبُ
فَهُوَ إِلى لَون ما يُجاوِرُهُ / عَلى اِختِلافِ الطِباعِ يَنتَسِبُ
إِذا اِدَّعاهُ اللَجينُ أَكذَبَهُ / بِالراحِ في صَبغِ جِسمِهِ الذَهَبُ
جَلَت عَروسُ المَدامِ حالِيَةً / فيهِ عَلَينا الأَوتارُ وَالنَخبُ
فَالراحُ بَدرٌ وَالجامُ هالَتُهُ / وَالأُفُقُ كَفي وَالأَنجمُ الحَبَبُ
حالَ بِهِ الماءُ عَن طَبيعَتِهِ / بِالمَزجِ حَتّى خلناهُ يَلتَهِبُ
وَنَحنُ في مَجلِسٍ تُديرُ بِهِ ال / خَمرَ عَلَينا الأَقداحُ لا العُلَبُ
يَنسى بِأَوطانِهِ الحَنينَ إِلى ال / أَوطانِ مَن بِالسُرورِ يَغتَرِبُ
لَولا حِفاظي المَشهورما أَمِنت / مِن بُعدِ بغدادَ سَلوَتى حَلَبُ
وَأَحدَقنا بِأَزهَرَ خا
وَأَحدَقنا بِأَزهَرَ خا / فِقاتٍ حَولَهُ العَذَبُ
فَما يَنفَكُّ عَن سَبَجٍ / يَعودُ كَأَنَّهُ ذَهَبُ
دَعَوتُهُ فَأَجابَتني مَكارِمُهُ
دَعَوتُهُ فَأَجابَتني مَكارِمُهُ / وَلَو دَعَوتُ سِوى نُعماهُ لَم تُجِبِ
وَجَدتُهُ الغَيثَ مَشغوفاً بِعادَتِهِ / وَالرَوضُ يَجني بِما في عادَةِ السُحُبِ
لَو فاتَهُ النَسَبُ الوَضّاحُ كانَ لَهُ / مِن فَضلِهِ نَسَبٌ يُغني عَن النَسَبِ
إِذا دَعَتهُ مُلوكُ الأَرضِ سَيِّدَها / طُرّاً دَعَتهُ المَعالي سَيِّدَ العَرَبِ
وَمَوشِيَّةٍ بِالبيضِ وَالزُغفِ وَالقَنا
وَمَوشِيَّةٍ بِالبيضِ وَالزُغفِ وَالقَنا / مُحَبِّرَةِ الأَعطافِ بِالضُمَّرِ القُبِّ
بَعيدَةِ ما بَينَ الجَناحَينِ في السُرى / قَريبَةِ ما بَينَ الكَميينِ بِالضَربِ
مِنَ السالِباتِ الشَمسَ ثَوبَ ضِيائِها / بِثوبٍ تَوَلّى نَسجَهُ عِثيَرُ التُربِ
يُعاتِبُ نَشوان القَنا صادِح الظُبا / إِذا التَقَيا فيها عَلى قلَّةَ الشُربِ
أَعادَت عَلَينا اللَيلَ بِالنَقعِ في الضُحى / وَرَدَّت إِلَينا الصُبحَ في اللَيلِ بِالشُهُبِ
تَبَلَّجُ عَن شَمسَي نِزارٍ وَيَعرُب / وَتَفتَرُّ عَن طَودَي عُلا تَغلِبُ الغُلبِ
مُوَقَّرَةٌ يَقتادُ ثِني زِمامِها / بَصيرٌ بِأَدواءِ الكَريهَةِ وَالحَربِ
أَصَحَّ اِعتِزاماً مِن خَؤونٍ عَلى قِلىً / وَأَنفذ حُكماً مِن غَرامٍ عَلى صَبِّ
سُرورُنا بِكَ فَوقَ الهَمِّ بِالنُوَبِ
سُرورُنا بِكَ فَوقَ الهَمِّ بِالنُوَبِ / فَما يُغالِبُنا حُزنٌ عَلى طَرَبِ
إِذا تَجاوَزَت الأَقدارُ عَنكَ فَهَل / مِن واجِبِ الشُكرِ أَن يُرتاعُ مَن سَبَبِ
حَتّام تَخدَعنا الدُنيا بِزُفِها / وَلا تحصلنا مِنها عَلى أَرَبِ
نُسَرُّ مِنها بِما تُجنى عَواقِبهُ / هَمّاً وَنَهرُبُ وَالآجالُ في الطَلَبِ
لا تَستَكِن لِطَوارِقِ النُوَبِ
لا تَستَكِن لِطَوارِقِ النُوَبِ / وَاِلقَ الخُطوبَ بِوَجهِ مُحتَسِبٍ
فَدُنُو ما ترجوهُ مِن فَرَجٍ / يَأتي بِحَسبِ تَكاثُفِ الكَرَبِ
كَم خائِفٍ مِن هَلكَة سَبَباً / نالَ النَجاةَ بِذلِكَ السَبَبِ
وَالتَهَبَت نارُنا فَمَنظَرُها
وَالتَهَبَت نارُنا فَمَنظَرُها / يُغنيكَ عَن كُلِّ مَنظَرٍ عَجَبِ
إِذا رَمَت بِالشَرارِ وَاِضطَرَمَت / عَلى ذُراها مَطارِفُ اللَهَبِ
رَأَيتَ ياقوتَةً مُشبَكَةٍ / تَطيرُ مِنها فُراضَةُ الذَهَبِ
وَمارِقٍ مُعتَدِلِ الكُعوبِ
وَمارِقٍ مُعتَدِلِ الكُعوبِ /
يَقِلُّ أَفعى مُعَدَّةَ التَركيبِ /
تَدُبُّ في الجَوِّ بِلا دَبيبِ /
بِأَبي الغائِبِ الَّذي لَم يَغِب عَنْ
بِأَبي الغائِبِ الَّذي لَم يَغِب عَنْ / ني فَأَشكو إِلَيهِ هَمَّ المَغيبِ
باشَرَتهُ كَفُّ الطَبيبِ فَلَو نِل / تُ الأَماني قَبَّلتُ كَفَّ الطَبيبِ
فَعَلَت في ذِراعه ظِبةُ المَب / ضَعِ أَفعال لَحظِهِ بِالقُلوبِ
فَأَسالَت دَماً كَأَنَّ جُفوني / عَصفَرَتهُ بِدَمعِها المَسكوبِ
طابَ جِداً فَلَو بِهِ سَمحُ الدَه / ر لأَمسي عِطري وَأَصبَحَ طيبي
قَد بَلَونا الذَكاءَ في كُلِّ نابِ
قَد بَلَونا الذَكاءَ في كُلِّ نابِ / فَوَجدناهُ صَنعَةَ السِنجابِ
حَرَكاتٌ تَأبى السُكونَ وَأَلحا / ظٌ حِدادٌ كَالنارِ في الإِلتِهابِ
خَفَّ جِدّاً عَلى النُفوسِ فَلَو شا / ءَ تَرامى مُجاوِراً لِلتَصابى
وَاِشتَهَت قُربهُ العُيونُ إِلى أَن / خِلتُهُ عِندَها أَخاً لِلشَبابِ
لابِسٌ جِلدَةً إِذا لاحَ خَلنا / هُ بِها في مُزَرَّةٍ مِن سَحابِ
لَو غَدا كُلُّ ذي ذَكاءٍ نَطوقاً / رَدَّ في ساعَةِ الخِطابِ جَوابي
ما كُلُّ ذاتِ مِخلَبٍ وَنابِ
ما كُلُّ ذاتِ مِخلَبٍ وَنابِ / مِن سائِرِ الجارِحِ وَالكِلابِ
بِمُدرِكٍ في الجِدِّ وَالطِلابِ / أَيسَرَ ما يُدرِكُ بِالعِقابِ
شَريفَةُ الصِبغَةِ وَالأَنسابِ / تَطيرُ مِن جَناحِها في غابِ
وَتَستُرُ الأَرضَ عَنِ السَحابِ / وَتَحجُبُ الشَمسَ بِلا حِجابِ
يَظَلُّ مِنها الجَوُّ في اِغتِرابِ / مُستَوحِشاً لِلطَيرِ كَالمُرتابِ
ذَكِيَّةٌ تَنظُرُ مِن شَهابِ / ذاتُ جِرانٍ واسِعِ الجِلبابِ
وَمَنكِبٍ ضَخمٍ أَثيثٍ راى / وَمَنسِرٍ مُوَثِّقِ النِصابِ
وَراحَتي لَيثِ شَرىً غَلّابِ / نيطَت إِلى بَرائِنٍ صِلابِ
مُرهَفَةٍ أَمضى مِن الحِرابِ / وَكُلُّ ما حَلَّقَ في الضَبابِ
لِمُلكِها خاضِعَةُ الرِقابِ /
وَمعصِرَةٍ أَنَختُ بِها
وَمعصِرَةٍ أَنَختُ بِها / وَقَرنُ الشَمسِ لَم يَغِبِ
فَخِلتُ قِزازَها بِالرا / حِ بَعضَ مَعادِنِ الذَهَبِ
وَقَد ذَرَفَت لِفَقدِ الكَر / مِ فيها أَعيُنُ العِنَبِ
وَجاشَ عُبابُ واديها / بِمُنهَلٍّ وَمُنسَكِبِ
وَياقوتُ العَصيرِ بِها / يلاعِبُ لُؤلُؤَ الحَبيبِ
فَيا عَجباً لِعاصِرِها / وَما يُغنى بِهِ عَجَبي
وَكَيفَ يَعيشُ وَهُوَ يَخو / ضُ في بَحرٍ مِنَ اللَهَبِ
مَن مُنصِفي مِن مُحكِمِ الكِتابِ
مَن مُنصِفي مِن مُحكِمِ الكِتابِ / شَمسُ العُلومِ قَمَرُ الآدابِ
أَضحى لِأَوصافِ الكَلامِ مُحرِزا / وَسامَ أَن يَلحَقَ لَمّا بَرَزا
وَهل يُجارى السابِقُ المُقَصِّرُ / أَم هَل يُساوي المُدرِكُ المُعذرُ
ما زالَ بي عَن غَرضٍ مُعرِضاً / وَلي بِما يُصدِرُهُ مُستَنهِضا
فَتارَةً يَعتَمِدُ الخَطافا / بِبِدَعٍ تَستَغرِقُ الأَوصافا
وَتارَةً يعني بِنَعتِ القَبجِ / مِن مَنطِقي لِفَضلِهِ مُحتَجِّ
يَحومُ حَولَ غَرضٍ مَعلوم / وَمَقصَدٍ في شِعرِهِ مَفهومِ
حَتّى تَجَلَّت رَغوَةَ الصَريحِ / وَسَلَم التَلويحُ لِلتَصريحِ
وَصَحَّ أَنَّ البَبَّغاءَ مَقصِدُهُ / بِكُلِّ ما كانَ قَديماً يُوردُهُ
فَلَم يَدَع لِقائِلٍ مَقالا / فيها وَلا لِخاطِرٍ مَجالا
أَهدي لَها مِن كُلِّ نَعتٍ أَحسَنَهُ / وَصاغَ مِن حُلى المَعاني أَزيَنَهُ
أَحالَ بِالريشِ الأَشيَبِ الأَخضَرِ / وَبِاِحمرارٍ طَوقَها وَالمُنسِرِ
عَلى اِختِلاطِ الرَوضِ بِالشَقيقِ / وَأَخضَرَ الميناءِ بِالعقيقِ
تَزهى بِدَوّاجٍ مِنَ الزُمُرُدِ / وَمُقلَةٍ كَسَبجٍ في عَسجَدِ
وَحُسنُ مِنقارٍ أَشَمَّ قاني / كَأَنَّما صيغَ مِنَ المُرجانِ
صَيَّرَها اِنفِرادُها في الحَبسِ / بِنُطقِها مِن فُصَحاءِ الإِنسِ
تَمَيَّزَت في الطَيرِ بِالبَيانِ / عَن كُلِّ مَخلوقٍ سِوى الإِنسانِ
تَحكي الَّذي تَسمَعهُ بِلا كَذِبِ / مِن غَيرِ تَغييرٍ لِجَدٍّ أَو لَعِبِ
غِذاؤُها أَزكى طَعام رَغَدا / لا تَشرَبُ الماءَ وَلا تَخشى الصَدا
ذاتُ شُغىً تَحسَبُهُ ياقوتا / لا تَرتَضي غَيرَ الأَرُزُّ قوتا
كَأَنَّما الحبَةُ في مِنقارِها / حَبابَةٌ تَطفو عَلى عُقارِها
إِقدامها بِبَأسِها الشَديدِ / أَسكَنَها في قَفَصِ الحَديدِ
فَهِيَ كَخودٍ في لِباسٍ أَخضَرِ / تَأوي إِلى خَركاهَةِ لَم تستَتِر
وَوَصفها المُعجِزُ مالا يُدرَكُ / وَمِثلُهُ في غَيرِها لا يُملَكُ
لَو لَم تَكُن لي لَقَباً لَم أَختَصِر / لَكن خَشيتُ أَن يُقالَ مُنتَصِر
وَإِنَّما تُنعتُ بِاِستِحقاقِ / لِوَصفِها حذقُ أَبي إِسحاقِ
شَرَّفها وَزادَ في تَشريفِها / بِحكمٍ أَبدَعَ في تَفويفِها
فَكَيفَ أَجزي بِالثَناءِ المُنتَخِبِ / مَن صَرفَ المَدحَ إِلى اِسمي وَاللَقَبِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025