القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الحلّاج الكل
المجموع : 11
الصُبُّ رَبِّ مُحِبُّ
الصُبُّ رَبِّ مُحِبُّ / نَوالُهُ مِنكَ عُجبُ
عَذابُهُ عِندي عَذبٌ / وَبُعدُهُ عَنكَ قُربُ
وَأَنتَ عِندي كَروحي / بَل أَنتَ مِنها أَحَبُّ
وَأَنت لِلعَينِ عِينٌ / وَأَنتَ لِلقَلبِ قَلبُ
حَسبي مِنَ الحُبِّ أَنّي / لَما تُحِبّ أَحِبُّ
سُبحانَ مَن أَظهَرَ ناسوتُهُ
سُبحانَ مَن أَظهَرَ ناسوتُهُ / سِرَّ سَنا لا هَوَتهِ الثاقِبِ
ثُمَّ بَدا في خَلقِهِ ظاهِراً / في صورَةِ الآكِلِ وَالشارِبِ
حَتّى لَقَد عايَنَهُ خَلقُهُ / كَلَحظَةِ الحاجِبِ بِالحاجِبِ
كَتَبتُ وَلَم أَكتُب إِلَيكَ وَإِنَّما
كَتَبتُ وَلَم أَكتُب إِلَيكَ وَإِنَّما / كَتَبتُ إِلى روحي بِغَيرِ كِتابِ
وَذَلِكَ أَنَّ الروحَ لا فَرقَ بَينَها / وَبَينَ مُحَبّيها بِفَصلِ خِطابِ
وَكُلُّ كِتابٍ صادِرٍ مِنكَ وارِدٌ / إِلَيكَ بِلا رَدِّ الجَوابِ جَوابي
لِلعِلمِ أَهلٌ وَلِلإيمانِ تَرتيبُ
لِلعِلمِ أَهلٌ وَلِلإيمانِ تَرتيبُ / وَلِلعُلومِ وَأَهليها تَجاريبُ
وَالعِلمُ عِلمانِ مَطبوعٌ وَمُكتَسَبُ / وَالبَحرُ بِحرانِ مَركوبٌ وَمَرهوبُ
وَالدَهرُ يَومانِ مَذمومٌ وَمُمتَدَحٌ / وَالناسُ اِثنانِ مَمنوحٌ وَمَسلوبُ
فَاِسمَع بِقَلبِكَ ما يَأتيكَ عَن ثقَةٍ / وَاِنظُر بِفَهمِكَ فَالتَمييزُ مَوهوبُ
إِنّي اِرتَقَيتُ إِلى طَودٍ بِلا قَدَمٍ / لَهُ مراقٍ عَلى غَيري مَصاعيبُ
وَخُضتُ بَحراً وَلَم يَرسُب بِهِ قَدَمي / خاضَتهُ روحي وَقَلبي مِنهُ مَرعوبُ
حَصباؤُهُ جَوهَرٌ لَم تَدنُ مِنهُ يَدٌ / لَكَنَّهُ بِيَدِ الأَفهامِ مَنهوبُ
شَرِبتُ مِن مائِهِ رِيّاً بِغَيرِ فَمٍ / وَالماءُ قَد كانَ بِالأَفواهِ مَشروبُ
لِأَنَّ روحي قَديماً فيه قَد عَطِشَت / وَالجِسمُ ما مَسَّهُ مِن قَبلُ تَركيبُ
إِنّي يَتيمٌ وَلي آب أَلوذُ بِهِ / قَلبي لِغَيبَتِهِ ما عِشتُ مَكروبُ
أَعمى بَصيرٌ وَإِني أَبلَهٌ فَطِنٌ / وَلي كَلامٌ إِذا ما شِئتُ مَقلوبُ
وَفِتيَةٍ عَرَفوا ما قَد عَرَفتُ فَهُم / صَحب وَمَن يَحظَ بِالخَيراتِ مَصحوبُ
تَعارَفَت في قَديمِ الذَرِّ أَنفُسُهُم / فَأَشرَقَت شَمسُهُم وَالدَهرُ غَريبُ
طَلَعَت شَمسُ مَن أُحِبُّ بِلَيلٍ
طَلَعَت شَمسُ مَن أُحِبُّ بِلَيلٍ / فَاِستَنارَت فَما لَها مِن غُروبِ
إِنَّ شَمسَ النَهارِ تَغرُبُ بِاللَي / لِ وَشَمسُ القُلوبِ لَيسَ تَغيبُ
مَن أَحَبَّ الحَبيب طارَ إِلَيهِ / اِشتِياقاً إِلى لِقاءِ الحَبيبِ
كَفى حَزناً أَنّي أُناديكَ دائِباً
كَفى حَزناً أَنّي أُناديكَ دائِباً / كَأَنّي بَعيدٌ أَو كَأَنَّكَ غائِبُ
وَأَطلُبُ مِنكَ الفَضلَ مِن غَيرِ رَغبَةٍ / فَلَم أَرَ قَلبي زاهِداً وَهوَ راغِبُ
سَكِرتُ مِنَ المَعنى الَّذي هُوَ طَيِّبُ
سَكِرتُ مِنَ المَعنى الَّذي هُوَ طَيِّبُ / وَلَكِن سُكري بِالمَحَبَّةِ أَعجَبُ
وَما كُلُّ سَكرانٍ يُحَدُّ بِواجِبٍ / فَفي الحُبِّ سَكرانٌ وَلا يَتَأَدَّبُ
تَقومُ السُكارى عَن ثَمانينَ جَلدَةً / صَحاةَ وَسَكرانُ المَحَبَّةِ يُصلَبُ
حنينُ المَريدِ لِشَوقٍ يَزيدُ
حنينُ المَريدِ لِشَوقٍ يَزيدُ / أَنينُ المَريضِ لَفَقدِ الطَبيبِ
قَد اِشتَدَّ حالُ المُريدينَ فيهِ / لَفَقدِ الوِصالِ وَبُعدِ الحَبيبِ
فَلَيتَكَ تَحلو وَالحَياةُ مَريرَةٌ
فَلَيتَكَ تَحلو وَالحَياةُ مَريرَةٌ / وَلَيتَكَ تَرضى وَالأَنامُ غِضابُ
وَلَيتَ الَّذي بَيني وَبَينَكَ عامِرٌ / وَبَيني وَبَينَ العالَمينَ خَرابُ
إِذا نِلتُ مِنكَ الوُدَّ فَالكُلُّ هَيِّنٌ / وَكُلُّ الَّذي فَوقَ التُرابِ تُرابِ
فَيا لَيتَ شُربي مِن وِدادِكَ صافِياً / وَشُربِيَ مِن ماءِ الفُراتِ سَرابُ
أُريدُكَ لا أُريدُكَ لِلثَوابِ
أُريدُكَ لا أُريدُكَ لِلثَوابِ / وَلَكِن أُريدُكَ لِلعِقابِ
فَكُلُّ مَآرِبي قَد نِلتُ مِنها / سِوى مَلذوذِ وَجدي بِالعَذابِ
نِسمَةٌ مِن جَنابِهِ
نِسمَةٌ مِن جَنابِهِ / أَوقَفَتني بِبابِهِ
جَذَبتَني لِوَصلِهِ / أَبَداً وَاِقتِرابِهِ
وَاِستَراحَ الفُؤادُ مِن / هَجرِهِ وَاِحتِجابِهِ
طابَ لي ما سَمِعتُهُ / في الدُجى مِن عِتابِهِ
وَعَلى كُلِّ حالَةٍ / سَكرَتي مِن شَرابِهِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025