القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد زكي أبو شادي الكل
المجموع : 7
كنتَ طير الصباحِ والحلم في الَرا
كنتَ طير الصباحِ والحلم في الَرا / ح وعطراً مرنحا يا شبابي
كنتَ طيفِ الغرامِ بل سحرَره الها / مي يلبىَ تضرعي في عذابي
كنتَ رمز الحُبورِ والشدو والنو / ر تشُّق الظلام مثل الشهاب
كنتَ شعرَ الورود والناي والعو / دِ وفي خفةٍ كوثبِ الحبابِ
كنتَ عبدَ الجمالِ دون ابتذالٍ / حتى مضى فعفتَ التصابي
كنتَ كنزَ الحياة بل رغم آها / تي وحياتي من الأماني العذاب
كنتَ هذا وفوق هذا فماذا / قد تبقى سوى الندى والترابِ
أين ابتسامُكَ يا حبيبي
أين ابتسامُكَ يا حبيبي / فالثلج أقسى من مَشيبي
في غُربتي لهفانُ أس / ألُ عنك كل هوىً غريبِ
هيمانُ أنظر للسما / ءِ فلا ترد على وجيبي
ماتت أشعتها كمو / ت الثلج في كَفنٍ رهيبِ
وغدت مناحتها مناح / حةَ كلُ مغتربٍ كئيبِ
ما لي وقد خُلقَ التف / اؤل من حناني كالمريبِ
ما لي أُرجِّعُ آهتي / سهمانَ كالروض الجديبِ
ما لي ظمئتُ وكُّل ما / حولي مناهلُ للقلوبِ
من كلّ فنٍ عبقر / يٍ للمحِّب وللحبيبِ
خلقته آلهةُ الجما / لِ لكلّ ذى وترٍ عجيبِ
وَحَبت فؤادي فوقَ مر / جِّو المؤصَّل والجنيبِ
مالي أُعُّب ولا أَبُ / ل ظَماءَ روحي يا حبيبي
وَعَلامَ تَسآلي وحو / لي في الطبيعةِ من نحيبي
ومنَ الأَسى لَفراقِ آ / ياتِ الربيع المستجيبِ
ومنَ العذابِ بكل جا / رحةِ لصمت العندليب
ومن التجهم للغيو / م بَدَت كأسرارِ الغيوبِ
رضوانُ ناداني لجن / تك الزكيةِ يا حبيبي
حاشاهُ أن يَنسى عَذا / بي من عنائِكَ أو لهيبي
وَدَمي على شعري الجري / حِ دميِ على الشَّفق الخضيبِ
ما قيمةُ الجنَّاتِ في / داجٍ من البطِش العصيبِ
ليست وإن نُسبت إلي / ك بها لسحرك غيرُ طيبِ
ذكى بقايا من جلا / لٍ غابَ في المجدِ السليبِ
يا قلما ألقى المدَا / فِع عنه في وجه الخطوب
يا قلما يَأسَى وذا / كَ أساىَ جبَّاراً مُذيبي
يا قلما ضَحَّى وقد حُمَ / ملتُ من رُزئي صليبي
كمَ من تَمسَّح في الوفا / ءِ ممثلاً زُهد الخطيب
ووفاؤهم هو للحطا / م الدّونِ والصَّلفِ الخلوبِ
وطنيةٌ ملءُ اللسا / نِ تُشامُ أو ملءُ الجيوب
غَلبت منافعهم علي / هم والنِّفاقُ على ضروبِ
متهالكينَ على التظا / هُرِ وهو كالفجرِ الكذُوبِ
متآمرينَ على المواه / بِ عُوقبت مِثلَ الذنوب
فاستهزوَؤا بالشعرِ وا / لأدب اللبُّابِ واللبيبِ
وتفننوا في كلّ تز / ويرٍ على حق الأريب
وكأنمَّا التاريخُ والأح / داثُ نَدَّت عن حسيبِ
وكأنّما الوطنُ الغبي / نُ مراتعُ العبث الجليبش
وكأنّما الَّدخلاءُ أه / لُ البيتِ من كلّ الشعوبِ
عابوا علىَّ تغربّي / وأنا ببعدي كالتريب
لكن غناىَ غنىً لرو / حس لا تُفاخِرُ بالعيوبِ
صَلواتُها للموطنِ ال / عانيً بأنواع الكروبِ
ما كنتُ نَاسيهث ولا المق / دامُ بالثَّلبِ المعيبِ
مَن لا يضحىّ بالمبا / دىءِ وهو في بؤسِ الحريب
بل يَحسبُ الخسرانَ إج / لالاً على رغمِ الحسيبِ
يا ليتني ذاكَ الخبي / رُ بكلِّ آياتِ الطبيب
يا ليتني من يستطي / عُ اعادةَ المجدِ المهيبِ
قد ضاعَ بين الهازل / ين من الحسيب إلى النسيبِ
قد ذاقَ من نفيي وشا / خَ ودبَّ في نفىٍ دبيبي
أكرم بنبلكَ يا أد / يبٌ تاقَ للحرِّ الأديبِ
وَأبى لمثلى الاغترا / بَ فباتُ يشغلهُ أبيبي
هَون عليكَ فكُّل أر / ضٍ أو سماءٍ من نَصيبي
هيهاتَ يسجنني نطا / قٌ للغريب أو القريبِ
ولقد أعيشُ بعالَمٍ / هو من خيالي أو نسيبي
مُستصغراً ذاك التنا / حُرَ للزَّعيمِ وللنقيبِ
فَرضاَ على الأدباءِ / اذلال المبايِعِ والمنيب
وتمرَّغا في حمأ / ةٍ مفضوحةٍ للمستريبِ
مالي وهذا الخبثَ شُ / غلاً لابن آوى أوِ لذِيبِ
مالي وساعاتي أَج / لٌ من التطاحُن والحروبِ
ومنَ الحياةِ وإن بَدت / حيناً كفاتنةٍ لعوبِ
رُوحي بإيحائي وما عُم / رِي سوى لحنىِ وطيبي
إن سَاءَني قومي فُهم / قومي تعالوا عن ضريبِ
نقدىٍ لعَّزِتهم كَصو / نِ التُبرِ من شَوبِ الغريب
أَخلصتهم جُهدى فَصُّ / وني بإرهاقٍ رتيبِ
وكأنّما سُخفُ الدَّعىِ / ى أَجلِ من فكرِ المصيبِ
وطني حبيبي هل تَظُّ / ن تَعمُّى هَجرِ حبيبي
حاشاكَ يَا من شع / رُهُ مَجنىً من الشَّهد الصبيب
أنا ما نَزَحتُ لغيره / ما دامض في البؤسِ الرتيبِ
وكأنَّ مَدحَ الحاكمي / نَ لصبره جودُ المثيبِ
وكأنّما عهدُ الفراعي / نِ استطالَ بلا رقيبِ
يَرضَى الفتاتَ جوائزاً / والموتَ كالعيشِ القشيبِ
وأظلُ عمري مَن يناِ / فحُ دون عونٍ أو مُجيبِ
حَسبيِ ندائي للشبا / بِ إذا تَثاقَلَ خطوُ شيبِ
سيصونُه سمعُ الزما / نِ وجائلُ النسَّمِ الرَّطيبِ
وَلئن يُزفَّ لىَ الجحو / د فليس بالحظِّ العجيبِ
ولئن توسَّدتُ الترا / بَ فليس موتى كالمغيبِ
ستظل أحلامي تُطوَ / وفُ كالأشعة والطيوبِ
ويظلِ شعري بعد أن / فاسيِ كإلهامِ الغروب
أجارَتنا إن المزار قريبُ
أجارَتنا إن المزار قريبُ / وإنيّ مقيم ما أقام عَسيب
أجارتنا إنا غريبان ها هنا / وكل غريب للغريب نسيب
آهٍ وآه وما حُرقتيِ / شكوى لكنها غضبةٌ للأسد
يا قسوةَ الدنيا ويا غِدرَها / لم تظلما مثليَ يوماً أحد
أتذكر لما كنت تبكى محاولاً / نكوصى فهل بالدهر قد كنت أخبرا
ولكنني لم أرض إلاّ تَوَثبُّيِ / دليلاً وجابهتُ الشدائدَ قَسوراَ
بكى صاحبي لما رأى الدربَ دونه / وأيقن أنَّا لاحقانِ بقيصرَا
فقلتُ له لا تبك عينك إنما / نحاول مُلكاً أو نموتَ فَنعذَرَا
يا قروُحي أما شبعتِ / فجسمي يتلظَّى ولم يَعد بعدُ غَضَّا
ساقطاً كالنثير من قطعِ النج / مِ وقد ذاب ساقطُ النجم ومضا
ليس لحماً ولا دماً بل ضياءَ / ورجاءً طرحتهِ اليوم أرضا
يا قُروحي لا ترحمي يا قُروحي / إن أَعِيش كالتراب ضَيماً وخفضا
ليس روحي ليس جسمي من الدنيا / ومنها وَدَدتُ لو كنتُ أُنضىَ
تُرَى هذه الانغامُ ألحانَ ساحرٍ / طوى حِقبَ الأدهار براً بآمالي
وهل ذلك الطيرُ المغِّردُ شيعةٌ / تمُّت إليه لحنها بعضُ إعوالِ
أهذا شُعوري أم وساوسُ ميتٍ / وهذا عِياني أم هواجُس بلبالي
ولو أنني أسعى لأدنى معيشةٍ / كفاني ولم اطلب قليلٌ من المال
ولكنما أسعى لمجد مؤثلٍ / وقد يُدرك المجدَ المؤثَّلَ أمثالي
عَفا اللاتُ عن طيرٍ أحُّب نشيَدها / ولو كان سُحراً بي لعجزي وإهمالي
ويا ما أُحيلاَها على أي حالةٍ / وما حَفلت يوما بملكٍ وأوجال
كأنَّ قلوبَ الطير رطباً ويابساً / لدى وكرِها العناب والحشفُ البالي
ونادمتُ قيصرَ في مُلكه / فأوجهني وركبتُ البريدَا
اذا ما ازدحمنا على سكةٍ / سبقتُ الفرَانِقَ سبقاً بعيدَا
وقد طَّوفتُ في الآفاق حتى / رضيتُ من الغنيمةِ بالايابِ
فيا شمس النهار ألا سبيلٌ / لما تدرين من حيلِ الظلامِ
لكم حاربتهِ حرباً عَوَاناً / وكان يفُّر منكِ بلا احتشامِ
فهل سيغولني إن غبت عني / أنا النجمُ المحطمُ في الرغام
أجيبني أجيبيني فإنيِّ / أُعاني من قُروحي ما أُعاني
وان شمخت على الآلامِ نفسيِ / وِملءُ شموخها أبقىَ المعاني
أُعانيها واكتمها كأني / أمينٌ حافظٌ سِرَّ الزمان
ويا هذي النوافحُ من شُعاعٍ / ويا هذى الرواقصُ من دَوالي
ويا هذي الأزاهُر من بناتٍ / مُنعَّمةٍ منوّعةِ الجمالِ
ويا هذي النسائمُ باسماتٍ / طَبعنَ ثغورهَّن على خيالي
أَأَنتن الشفاءُ أتى حبيباً / يُعزِّيني وقد سمع ابتهاليِ
أَمضَى النهارُ وفاتني من شمسة / ذاك العلُّو على السماءِ تَلالا
وكذاك عمري ما رأى إصباحَه / أضفي وِمن وَهَجِ الظهيرةِ نالا
تَبعَ الأصيلُ هَوَى الصباح ولم أَنَل / مجداً تألقَ في السماءِ وطالا
إضحكي يا قُروحي / وَلتعضِّى أَديمي
اضحكي من نُزوجي / في غرور النسيم
ضاع عمري هباءَ / مثلما ضاعَ مُلكي
ما دَرَى من أساءَ / لو دَرَى كان يبكي
وَهَجُ الظهيرةِ لم أره / وكذاكَ مجدي لم أره
كل الذي حولي مما / تٌ باسمٌ في مقبره
ما أحقرَ الدنيا لمن / رفع الحياةَ عن الشَّرَه
فآهِ آه يا قلبي جحيمٌ / جحيمٌ كل جسمي لا يخفَ
وحولي للربيع من المجاني / مَشارِعُ لا تضُّن ولا تجفَ
وأين يدٌ لتطفئَ بي ظمائي / وأينَ الغانياتُ له تَرِف
أيها الأضواء فوق ال / عشبِ يا صفو الرحيق
أنعشين أنا كالمخمو / ر غُّر لا أفيق
أسكرتني سوَرةُ ال / حمَّى فأضُللتُ الطريق
يا ليت شعري أسقمى / عن غدر قيصرَ يُنبي
أذاكَ سُمُّ دفينٌ / يُحسُّه خَفقُ قلبي
ماذا أُحلتَّكَ التي أهديتها / كانت ملوَّثةً بسم قاهر
يا بئسَ قيصرَ إن يكن إعجازُهُ / تدويخَ مُعتربٍ وقتلةَ شاعر
إنّا بنو الافلاك ليس يحُّدنَا / وَهمُ الزمانِ ولا الوجودِ العاثرِ
نبني الشرائع بالعواطفِ وحدَها / ونعافُ أحكامَ القضاءِ الدائرِ
يا حياتي آذَانَ اللي / لُ بإطفاء سِراجي
ها هي الشمسُ تُحي / يني وقدحانَ زَمَاعِى
ها هي الآلامُ قد خَّفت / وإن كانت تُدَاجى
ها هي الأرضُ بَدَت / تَبتل من نثرِ الدَّماعِ
قد بكت لي وبُكاءُ ال / أرضِ أُمي كابتهاجي
فإليها أنا ماضٍ / وتباريحي وَدَاعي
من تُرَى ذلك الذي شَطَّ في النَّقش / ونفضِ الأصباغ فوقَ السماء
هل دمائي هذى نعم بل دمائي / أهرقت في قروحي الرمضاء
ولكنَ الظلامَ أراه يعدو / إلىَّ فهلَ تَخَّوف من ذهابي
تَمهَّل أيَّها الجاني تمهَّل / فللحمَّى سلاسلُ لا تُحابي
وضَعفي مُرغمي وَعثارُ قلبي / كما عَثرَ الصغيرُ على انتحابِ
وأنتِ يا نجوم / نوافذُ الغيوب
ما سِرُّكِ المكتوم / أنكبه القلوب
تَبدينَ كالعيون / لكاسرِ الغيلان
وخاطري المجنون / يرنو لها سكران
وأنتِ يا نجوم /
يا أيها الموتى ويا من خُلدوا
يا أيها الموتى ويا من خُلدوا / في الموت حين الحُّى رهنُ تبابهِ
لم يبلغ الغدرُ المشينُ منالهُ / منكم ولكن نالَ من أربابه
هي قصَّةُ الوحشِ الضرير وما دَرَى / بطشَ الزَّمانِ بِظفرهِ وبنابه
دوَّى وزمجرَ وهو غيرُ محاذرٍ / يقظٍ فهيأ كهفهُ لخرابه
يُحيى الضحايا الذكرياتِ وإنها / لأجل من ذكرٍ ومن أنصابِه
لأجل من معنىً نُمجِّدُ يومَه / وأَعُّز من حُبٍّ لدى أحبابِه
اليومَ قدَّسهُ الألى رزئوا به / من قَبلُ واحتشدوا لدى محرابه
وَرَنت له أممٌ بدمعةِ حائرٍ / وِجلٍ تُحسُّ مصابها بمصابِه
فالغدرُ ما برحَ المسيطرَ ضارباً / بالعدلِ لا يُعنى بغيرِ طلابِهِ
مُتبختراً متشدقاً بجميعِ ما / جَعل السلامِ خُرافَةً للنابهِ
فليحذر الأحرارُ وليتكاتفوا / فالعدلُ غيرَ الظلم رغمَ خضابه
والناسُ مهما خُودعوا لن يرضخوا / للعسفِ والجبروت يومَ حِسابِه
خادم آمر كفيل بكتبي
خادم آمر كفيل بكتبي / ما له موطن وإن عاش قربي
بيع كالعبد حين يختمه / البائع بالضرب وهو طوعا يلبي
بتزيا بما تعدد في / الأزياء والروايات عن كل صوب
يمتطي البحر والهواء / كما يركب طرق الحديد بل كل ركب
حرسته الجنود أنفس ما تحرس / رمزا لسيد مستتب
ومئات الأتباع في كل صقع / من يخنه يوصم بأقبح ذنب
كم مرار قد قبلته ثغور / جاءها راقصا بقبلات حب
كم مرار جرت لعيه دموع / من شجون طفحن من ذوب قلب
كم مرار أهين لعنا وتمزيقا / كما جوزي المسيح بصلب
وهو ذاك العفيف لا شيء يرضاه / سوى نفع غيره دون كسب
جاب كل الأقطار لا يشتكي / الأين وما زال بين سلم وحرب
ويلاقي الأهوال غير هيوب / وبه أرخت عظائم شعب
وهو في الحجم أصغر الناس / طرا وهو في الشأن شامخ مثل رب
يتبارى والمال في قهره الخلق / وإن كان لم يلوث بعيب
وهو إن عيب صار أعظم / في القدر وأغلى في عين كل محب
وإذا مات لم يمت وتعالى / شانه واستحال كنزا لصحب
نعم الرصاص جزاء خادم شعبه
نعم الرصاص جزاء خادم شعبه / ما دام يوقظ من ونوا عن دأبه
أحسين سابقك الحسين مماته / هو قدوة الأبطال لو شغلوا به
الفاطمي غذيت أنت بنبله / والألمعي شغفت أنت بحبه
ما كان خطب فيك إلا خطبه / طهران ساوت كربلا في كربه
قتلوك رميا بالرصاص ولو دروا / نثروا عليك الورد نثر محبه
يا ابن الشهيد أو الحفيد لمجده / طوباك هذا الشاه شاه برعبه
الشاة أكرم منه في نفع لها / وهي الضحية وهو ذلة شعبه
عصر الملوك مضى بكل عيوبه / فعلام نبقي من يتيه يعيبه
هي فترة ستمرّ يخصب مصلحا / دمك الزكي قوى تحن لخصبه
فتثور كالسيل العرمرم صاخبا / متمردا لا ينتهي لمصبّه
حتى تصاب به ديار جمة / يتبختر الطاغوت ثمّ بخبّه
فيطهر الأرض التي دنست به / وبحزبه وبنهبه وبسلبه
كم في ربوع الشرق من متجبر / ذخرت له الأيام طعنة قلبه
ما ضاع عمرك في تجاربه سدى / يوم الفداء ولا انتهى من رأبه
هيهات ليس الرأي وهما فانيا / حتى ولو حرقوا بعالم كتبه
الرأي أخلد من خلود زعيمه / والرأي أعظم من عظائم ربه
هيهات ما الحرية الشماء ما / يمحى وإن يطغ الغشوم بحربه
يمضي ولا يمضي الشهيد لحبها / بل يستعاد لقتله أو صلبه
هي أم هذي الأرض فاشرب نخبها / أنى هتفنا للشهيد ونخبه
يا ندوبي تصبّري يا ندوبي
يا ندوبي تصبّري يا ندوبي / وتناسي هموم أمسي العصيب
يا بنات الجراح أهلوك أعدائي / وقد خلفوك رغم المشيب
في فؤادي عبثن ثم بذهني / قد تزاحمن في غمار الحروب
تركتك الجراح مثلي ضحايا / كاللظى في السماء بعد المغيب
إن هذا اللظى ندوب جراح / من حبيب فالشمس سر الحبيب
وأنا والسماء شخصان قد با / تا غريمين بعد طعن الغروب
قد أغني وما غنائي سوى دم / عي وحينا دمي سرى في نسبي
وكأنيَ المصدور أنفث في شع / ري حياتي بكل لحن خضيب
وجراح الأجسام تشفى وما تش / فى جراح سكنّ طيّ القلوب

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025