المجموع : 7
كنتَ طير الصباحِ والحلم في الَرا
كنتَ طير الصباحِ والحلم في الَرا / ح وعطراً مرنحا يا شبابي
كنتَ طيفِ الغرامِ بل سحرَره الها / مي يلبىَ تضرعي في عذابي
كنتَ رمز الحُبورِ والشدو والنو / ر تشُّق الظلام مثل الشهاب
كنتَ شعرَ الورود والناي والعو / دِ وفي خفةٍ كوثبِ الحبابِ
كنتَ عبدَ الجمالِ دون ابتذالٍ / حتى مضى فعفتَ التصابي
كنتَ كنزَ الحياة بل رغم آها / تي وحياتي من الأماني العذاب
كنتَ هذا وفوق هذا فماذا / قد تبقى سوى الندى والترابِ
أين ابتسامُكَ يا حبيبي
أين ابتسامُكَ يا حبيبي / فالثلج أقسى من مَشيبي
في غُربتي لهفانُ أس / ألُ عنك كل هوىً غريبِ
هيمانُ أنظر للسما / ءِ فلا ترد على وجيبي
ماتت أشعتها كمو / ت الثلج في كَفنٍ رهيبِ
وغدت مناحتها مناح / حةَ كلُ مغتربٍ كئيبِ
ما لي وقد خُلقَ التف / اؤل من حناني كالمريبِ
ما لي أُرجِّعُ آهتي / سهمانَ كالروض الجديبِ
ما لي ظمئتُ وكُّل ما / حولي مناهلُ للقلوبِ
من كلّ فنٍ عبقر / يٍ للمحِّب وللحبيبِ
خلقته آلهةُ الجما / لِ لكلّ ذى وترٍ عجيبِ
وَحَبت فؤادي فوقَ مر / جِّو المؤصَّل والجنيبِ
مالي أُعُّب ولا أَبُ / ل ظَماءَ روحي يا حبيبي
وَعَلامَ تَسآلي وحو / لي في الطبيعةِ من نحيبي
ومنَ الأَسى لَفراقِ آ / ياتِ الربيع المستجيبِ
ومنَ العذابِ بكل جا / رحةِ لصمت العندليب
ومن التجهم للغيو / م بَدَت كأسرارِ الغيوبِ
رضوانُ ناداني لجن / تك الزكيةِ يا حبيبي
حاشاهُ أن يَنسى عَذا / بي من عنائِكَ أو لهيبي
وَدَمي على شعري الجري / حِ دميِ على الشَّفق الخضيبِ
ما قيمةُ الجنَّاتِ في / داجٍ من البطِش العصيبِ
ليست وإن نُسبت إلي / ك بها لسحرك غيرُ طيبِ
ذكى بقايا من جلا / لٍ غابَ في المجدِ السليبِ
يا قلما ألقى المدَا / فِع عنه في وجه الخطوب
يا قلما يَأسَى وذا / كَ أساىَ جبَّاراً مُذيبي
يا قلما ضَحَّى وقد حُمَ / ملتُ من رُزئي صليبي
كمَ من تَمسَّح في الوفا / ءِ ممثلاً زُهد الخطيب
ووفاؤهم هو للحطا / م الدّونِ والصَّلفِ الخلوبِ
وطنيةٌ ملءُ اللسا / نِ تُشامُ أو ملءُ الجيوب
غَلبت منافعهم علي / هم والنِّفاقُ على ضروبِ
متهالكينَ على التظا / هُرِ وهو كالفجرِ الكذُوبِ
متآمرينَ على المواه / بِ عُوقبت مِثلَ الذنوب
فاستهزوَؤا بالشعرِ وا / لأدب اللبُّابِ واللبيبِ
وتفننوا في كلّ تز / ويرٍ على حق الأريب
وكأنمَّا التاريخُ والأح / داثُ نَدَّت عن حسيبِ
وكأنّما الوطنُ الغبي / نُ مراتعُ العبث الجليبش
وكأنّما الَّدخلاءُ أه / لُ البيتِ من كلّ الشعوبِ
عابوا علىَّ تغربّي / وأنا ببعدي كالتريب
لكن غناىَ غنىً لرو / حس لا تُفاخِرُ بالعيوبِ
صَلواتُها للموطنِ ال / عانيً بأنواع الكروبِ
ما كنتُ نَاسيهث ولا المق / دامُ بالثَّلبِ المعيبِ
مَن لا يضحىّ بالمبا / دىءِ وهو في بؤسِ الحريب
بل يَحسبُ الخسرانَ إج / لالاً على رغمِ الحسيبِ
يا ليتني ذاكَ الخبي / رُ بكلِّ آياتِ الطبيب
يا ليتني من يستطي / عُ اعادةَ المجدِ المهيبِ
قد ضاعَ بين الهازل / ين من الحسيب إلى النسيبِ
قد ذاقَ من نفيي وشا / خَ ودبَّ في نفىٍ دبيبي
أكرم بنبلكَ يا أد / يبٌ تاقَ للحرِّ الأديبِ
وَأبى لمثلى الاغترا / بَ فباتُ يشغلهُ أبيبي
هَون عليكَ فكُّل أر / ضٍ أو سماءٍ من نَصيبي
هيهاتَ يسجنني نطا / قٌ للغريب أو القريبِ
ولقد أعيشُ بعالَمٍ / هو من خيالي أو نسيبي
مُستصغراً ذاك التنا / حُرَ للزَّعيمِ وللنقيبِ
فَرضاَ على الأدباءِ / اذلال المبايِعِ والمنيب
وتمرَّغا في حمأ / ةٍ مفضوحةٍ للمستريبِ
مالي وهذا الخبثَ شُ / غلاً لابن آوى أوِ لذِيبِ
مالي وساعاتي أَج / لٌ من التطاحُن والحروبِ
ومنَ الحياةِ وإن بَدت / حيناً كفاتنةٍ لعوبِ
رُوحي بإيحائي وما عُم / رِي سوى لحنىِ وطيبي
إن سَاءَني قومي فُهم / قومي تعالوا عن ضريبِ
نقدىٍ لعَّزِتهم كَصو / نِ التُبرِ من شَوبِ الغريب
أَخلصتهم جُهدى فَصُّ / وني بإرهاقٍ رتيبِ
وكأنّما سُخفُ الدَّعىِ / ى أَجلِ من فكرِ المصيبِ
وطني حبيبي هل تَظُّ / ن تَعمُّى هَجرِ حبيبي
حاشاكَ يَا من شع / رُهُ مَجنىً من الشَّهد الصبيب
أنا ما نَزَحتُ لغيره / ما دامض في البؤسِ الرتيبِ
وكأنَّ مَدحَ الحاكمي / نَ لصبره جودُ المثيبِ
وكأنّما عهدُ الفراعي / نِ استطالَ بلا رقيبِ
يَرضَى الفتاتَ جوائزاً / والموتَ كالعيشِ القشيبِ
وأظلُ عمري مَن يناِ / فحُ دون عونٍ أو مُجيبِ
حَسبيِ ندائي للشبا / بِ إذا تَثاقَلَ خطوُ شيبِ
سيصونُه سمعُ الزما / نِ وجائلُ النسَّمِ الرَّطيبِ
وَلئن يُزفَّ لىَ الجحو / د فليس بالحظِّ العجيبِ
ولئن توسَّدتُ الترا / بَ فليس موتى كالمغيبِ
ستظل أحلامي تُطوَ / وفُ كالأشعة والطيوبِ
ويظلِ شعري بعد أن / فاسيِ كإلهامِ الغروب
أجارَتنا إن المزار قريبُ
أجارَتنا إن المزار قريبُ / وإنيّ مقيم ما أقام عَسيب
أجارتنا إنا غريبان ها هنا / وكل غريب للغريب نسيب
آهٍ وآه وما حُرقتيِ / شكوى لكنها غضبةٌ للأسد
يا قسوةَ الدنيا ويا غِدرَها / لم تظلما مثليَ يوماً أحد
أتذكر لما كنت تبكى محاولاً / نكوصى فهل بالدهر قد كنت أخبرا
ولكنني لم أرض إلاّ تَوَثبُّيِ / دليلاً وجابهتُ الشدائدَ قَسوراَ
بكى صاحبي لما رأى الدربَ دونه / وأيقن أنَّا لاحقانِ بقيصرَا
فقلتُ له لا تبك عينك إنما / نحاول مُلكاً أو نموتَ فَنعذَرَا
يا قروُحي أما شبعتِ / فجسمي يتلظَّى ولم يَعد بعدُ غَضَّا
ساقطاً كالنثير من قطعِ النج / مِ وقد ذاب ساقطُ النجم ومضا
ليس لحماً ولا دماً بل ضياءَ / ورجاءً طرحتهِ اليوم أرضا
يا قُروحي لا ترحمي يا قُروحي / إن أَعِيش كالتراب ضَيماً وخفضا
ليس روحي ليس جسمي من الدنيا / ومنها وَدَدتُ لو كنتُ أُنضىَ
تُرَى هذه الانغامُ ألحانَ ساحرٍ / طوى حِقبَ الأدهار براً بآمالي
وهل ذلك الطيرُ المغِّردُ شيعةٌ / تمُّت إليه لحنها بعضُ إعوالِ
أهذا شُعوري أم وساوسُ ميتٍ / وهذا عِياني أم هواجُس بلبالي
ولو أنني أسعى لأدنى معيشةٍ / كفاني ولم اطلب قليلٌ من المال
ولكنما أسعى لمجد مؤثلٍ / وقد يُدرك المجدَ المؤثَّلَ أمثالي
عَفا اللاتُ عن طيرٍ أحُّب نشيَدها / ولو كان سُحراً بي لعجزي وإهمالي
ويا ما أُحيلاَها على أي حالةٍ / وما حَفلت يوما بملكٍ وأوجال
كأنَّ قلوبَ الطير رطباً ويابساً / لدى وكرِها العناب والحشفُ البالي
ونادمتُ قيصرَ في مُلكه / فأوجهني وركبتُ البريدَا
اذا ما ازدحمنا على سكةٍ / سبقتُ الفرَانِقَ سبقاً بعيدَا
وقد طَّوفتُ في الآفاق حتى / رضيتُ من الغنيمةِ بالايابِ
فيا شمس النهار ألا سبيلٌ / لما تدرين من حيلِ الظلامِ
لكم حاربتهِ حرباً عَوَاناً / وكان يفُّر منكِ بلا احتشامِ
فهل سيغولني إن غبت عني / أنا النجمُ المحطمُ في الرغام
أجيبني أجيبيني فإنيِّ / أُعاني من قُروحي ما أُعاني
وان شمخت على الآلامِ نفسيِ / وِملءُ شموخها أبقىَ المعاني
أُعانيها واكتمها كأني / أمينٌ حافظٌ سِرَّ الزمان
ويا هذي النوافحُ من شُعاعٍ / ويا هذى الرواقصُ من دَوالي
ويا هذي الأزاهُر من بناتٍ / مُنعَّمةٍ منوّعةِ الجمالِ
ويا هذي النسائمُ باسماتٍ / طَبعنَ ثغورهَّن على خيالي
أَأَنتن الشفاءُ أتى حبيباً / يُعزِّيني وقد سمع ابتهاليِ
أَمضَى النهارُ وفاتني من شمسة / ذاك العلُّو على السماءِ تَلالا
وكذاك عمري ما رأى إصباحَه / أضفي وِمن وَهَجِ الظهيرةِ نالا
تَبعَ الأصيلُ هَوَى الصباح ولم أَنَل / مجداً تألقَ في السماءِ وطالا
إضحكي يا قُروحي / وَلتعضِّى أَديمي
اضحكي من نُزوجي / في غرور النسيم
ضاع عمري هباءَ / مثلما ضاعَ مُلكي
ما دَرَى من أساءَ / لو دَرَى كان يبكي
وَهَجُ الظهيرةِ لم أره / وكذاكَ مجدي لم أره
كل الذي حولي مما / تٌ باسمٌ في مقبره
ما أحقرَ الدنيا لمن / رفع الحياةَ عن الشَّرَه
فآهِ آه يا قلبي جحيمٌ / جحيمٌ كل جسمي لا يخفَ
وحولي للربيع من المجاني / مَشارِعُ لا تضُّن ولا تجفَ
وأين يدٌ لتطفئَ بي ظمائي / وأينَ الغانياتُ له تَرِف
أيها الأضواء فوق ال / عشبِ يا صفو الرحيق
أنعشين أنا كالمخمو / ر غُّر لا أفيق
أسكرتني سوَرةُ ال / حمَّى فأضُللتُ الطريق
يا ليت شعري أسقمى / عن غدر قيصرَ يُنبي
أذاكَ سُمُّ دفينٌ / يُحسُّه خَفقُ قلبي
ماذا أُحلتَّكَ التي أهديتها / كانت ملوَّثةً بسم قاهر
يا بئسَ قيصرَ إن يكن إعجازُهُ / تدويخَ مُعتربٍ وقتلةَ شاعر
إنّا بنو الافلاك ليس يحُّدنَا / وَهمُ الزمانِ ولا الوجودِ العاثرِ
نبني الشرائع بالعواطفِ وحدَها / ونعافُ أحكامَ القضاءِ الدائرِ
يا حياتي آذَانَ اللي / لُ بإطفاء سِراجي
ها هي الشمسُ تُحي / يني وقدحانَ زَمَاعِى
ها هي الآلامُ قد خَّفت / وإن كانت تُدَاجى
ها هي الأرضُ بَدَت / تَبتل من نثرِ الدَّماعِ
قد بكت لي وبُكاءُ ال / أرضِ أُمي كابتهاجي
فإليها أنا ماضٍ / وتباريحي وَدَاعي
من تُرَى ذلك الذي شَطَّ في النَّقش / ونفضِ الأصباغ فوقَ السماء
هل دمائي هذى نعم بل دمائي / أهرقت في قروحي الرمضاء
ولكنَ الظلامَ أراه يعدو / إلىَّ فهلَ تَخَّوف من ذهابي
تَمهَّل أيَّها الجاني تمهَّل / فللحمَّى سلاسلُ لا تُحابي
وضَعفي مُرغمي وَعثارُ قلبي / كما عَثرَ الصغيرُ على انتحابِ
وأنتِ يا نجوم / نوافذُ الغيوب
ما سِرُّكِ المكتوم / أنكبه القلوب
تَبدينَ كالعيون / لكاسرِ الغيلان
وخاطري المجنون / يرنو لها سكران
وأنتِ يا نجوم /
يا أيها الموتى ويا من خُلدوا
يا أيها الموتى ويا من خُلدوا / في الموت حين الحُّى رهنُ تبابهِ
لم يبلغ الغدرُ المشينُ منالهُ / منكم ولكن نالَ من أربابه
هي قصَّةُ الوحشِ الضرير وما دَرَى / بطشَ الزَّمانِ بِظفرهِ وبنابه
دوَّى وزمجرَ وهو غيرُ محاذرٍ / يقظٍ فهيأ كهفهُ لخرابه
يُحيى الضحايا الذكرياتِ وإنها / لأجل من ذكرٍ ومن أنصابِه
لأجل من معنىً نُمجِّدُ يومَه / وأَعُّز من حُبٍّ لدى أحبابِه
اليومَ قدَّسهُ الألى رزئوا به / من قَبلُ واحتشدوا لدى محرابه
وَرَنت له أممٌ بدمعةِ حائرٍ / وِجلٍ تُحسُّ مصابها بمصابِه
فالغدرُ ما برحَ المسيطرَ ضارباً / بالعدلِ لا يُعنى بغيرِ طلابِهِ
مُتبختراً متشدقاً بجميعِ ما / جَعل السلامِ خُرافَةً للنابهِ
فليحذر الأحرارُ وليتكاتفوا / فالعدلُ غيرَ الظلم رغمَ خضابه
والناسُ مهما خُودعوا لن يرضخوا / للعسفِ والجبروت يومَ حِسابِه
خادم آمر كفيل بكتبي
خادم آمر كفيل بكتبي / ما له موطن وإن عاش قربي
بيع كالعبد حين يختمه / البائع بالضرب وهو طوعا يلبي
بتزيا بما تعدد في / الأزياء والروايات عن كل صوب
يمتطي البحر والهواء / كما يركب طرق الحديد بل كل ركب
حرسته الجنود أنفس ما تحرس / رمزا لسيد مستتب
ومئات الأتباع في كل صقع / من يخنه يوصم بأقبح ذنب
كم مرار قد قبلته ثغور / جاءها راقصا بقبلات حب
كم مرار جرت لعيه دموع / من شجون طفحن من ذوب قلب
كم مرار أهين لعنا وتمزيقا / كما جوزي المسيح بصلب
وهو ذاك العفيف لا شيء يرضاه / سوى نفع غيره دون كسب
جاب كل الأقطار لا يشتكي / الأين وما زال بين سلم وحرب
ويلاقي الأهوال غير هيوب / وبه أرخت عظائم شعب
وهو في الحجم أصغر الناس / طرا وهو في الشأن شامخ مثل رب
يتبارى والمال في قهره الخلق / وإن كان لم يلوث بعيب
وهو إن عيب صار أعظم / في القدر وأغلى في عين كل محب
وإذا مات لم يمت وتعالى / شانه واستحال كنزا لصحب
نعم الرصاص جزاء خادم شعبه
نعم الرصاص جزاء خادم شعبه / ما دام يوقظ من ونوا عن دأبه
أحسين سابقك الحسين مماته / هو قدوة الأبطال لو شغلوا به
الفاطمي غذيت أنت بنبله / والألمعي شغفت أنت بحبه
ما كان خطب فيك إلا خطبه / طهران ساوت كربلا في كربه
قتلوك رميا بالرصاص ولو دروا / نثروا عليك الورد نثر محبه
يا ابن الشهيد أو الحفيد لمجده / طوباك هذا الشاه شاه برعبه
الشاة أكرم منه في نفع لها / وهي الضحية وهو ذلة شعبه
عصر الملوك مضى بكل عيوبه / فعلام نبقي من يتيه يعيبه
هي فترة ستمرّ يخصب مصلحا / دمك الزكي قوى تحن لخصبه
فتثور كالسيل العرمرم صاخبا / متمردا لا ينتهي لمصبّه
حتى تصاب به ديار جمة / يتبختر الطاغوت ثمّ بخبّه
فيطهر الأرض التي دنست به / وبحزبه وبنهبه وبسلبه
كم في ربوع الشرق من متجبر / ذخرت له الأيام طعنة قلبه
ما ضاع عمرك في تجاربه سدى / يوم الفداء ولا انتهى من رأبه
هيهات ليس الرأي وهما فانيا / حتى ولو حرقوا بعالم كتبه
الرأي أخلد من خلود زعيمه / والرأي أعظم من عظائم ربه
هيهات ما الحرية الشماء ما / يمحى وإن يطغ الغشوم بحربه
يمضي ولا يمضي الشهيد لحبها / بل يستعاد لقتله أو صلبه
هي أم هذي الأرض فاشرب نخبها / أنى هتفنا للشهيد ونخبه
يا ندوبي تصبّري يا ندوبي
يا ندوبي تصبّري يا ندوبي / وتناسي هموم أمسي العصيب
يا بنات الجراح أهلوك أعدائي / وقد خلفوك رغم المشيب
في فؤادي عبثن ثم بذهني / قد تزاحمن في غمار الحروب
تركتك الجراح مثلي ضحايا / كاللظى في السماء بعد المغيب
إن هذا اللظى ندوب جراح / من حبيب فالشمس سر الحبيب
وأنا والسماء شخصان قد با / تا غريمين بعد طعن الغروب
قد أغني وما غنائي سوى دم / عي وحينا دمي سرى في نسبي
وكأنيَ المصدور أنفث في شع / ري حياتي بكل لحن خضيب
وجراح الأجسام تشفى وما تش / فى جراح سكنّ طيّ القلوب