القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : القاضي الجُرجاني الكل
المجموع : 19
إذا استشرفت عيانك جانب تَلعةٍ
إذا استشرفت عيانك جانب تَلعةٍ / جَلَت لك أُخرى من رُبَاها جوانبا
يُضَاحِكُنا نَوَّارها فكأنَّما / نُغَازل بين الرَّوض منها حَبَائبا
تبَسَّم فيها الأُقحوَان فخِلتُهُ / تلَقَّاكَ مرتاحاً إِليكَ مُدَاعِبا
وَحَلَّ نقاب الوَردِ فاهتزَّ يَدَّعى / بواديه في وَردِ الخدود مَنَاسبا
أقولُ وما في الأرضِ غيرُ قرارةٍ / تُصافحُ رَوضاً حَولها متقارباً
أباتت يَدُ الأستاذِ بين رياضها / تَدفَّقُ أم أهدَت إليها سَحَائبا
أألبسَها أَخلاقَه الغُرَّ فاغتدَت / كواكبها تَجلُو علينا كَوكَبا
أَوشَّت حواشيها خَوَاطرُ فكرِهِ / فأبدَت من الزهر الأَنيق غَرائبا
أَهَزَّ الصَّبا قُضبَانَهَا كاهتزازه / إذا لَمَست كفَّيه كَفَّك طالبا
أَخالته يصبُو نحوها فتزيَّنَت / تؤمِّل أن يختارَ منها مَلاعبا
وما الشِّعرُ إلا ما استَفَزَّ ممدَّحاً
وما الشِّعرُ إلا ما استَفَزَّ ممدَّحاً / وأَطربَ مُشتَاقاً وأَرضى مُغاضبا
أطاع فلم تُوجّد قوافيه نُفَّراً / ولم تأتهِ الألفاظُ حَسرَى لَواغَبَا
وفي الناس أَتبَاعُ القَوَافِي تراهُمُ / يبثُّونَ في آثارهن الَمقَانبَا
إذا لَحَظُوا حرفَ الرَّوي تَبَادَرُوا / وقد تركوا الَمعنى مع اللفظ جَانِبا
وإن مُنِعُوا حُرَّ الكَلامِ تَطَرَّقوا / حَوَاشيها فاجتَاحوا الضَّيعفَ الُمقَاربَا
ولكنني أرمي بكلِّ بديعةٍ / تَبتنَ بأَلباب الرجالِ لَوَاعِبَا
تسير ولم تَرحل وتدنو وقد نَأَت / وتكسب حُفَّاظَ الرِّجال المراتبا
ترى النَّاس إمَّا مُستَهَاماً بِذِكرِهَا / وَلُوعاً وإمَّا مُستَعيراً وغاصِباً
أَذودُ لَئام الناسِ عنها وأتقي / على حَسَبي إن لم أَصُنهَا الَمعَايبا
وأعضُلُها حتى إذا جاء كُفؤُها / سمحتُ بها مستشرفات كواعبا
وَأَيُّ غيورٍ لا يجيبُ وقد رأى / مكارمَك اللاتي أَتَينَ خواطِبا
ألم تَرَ أنواءَ الربيع كأنما
ألم تَرَ أنواءَ الربيع كأنما / نَشَرنَ على الآفا وَشيَاً مُذهّبا
فمن شجرٍ أظهرنَ فيه طَلاقَةً / وكان عَبُوسا قبلَهُن مُقَطَّبا
ومن روضَى قَضَّى الشتاء حِدَادهَا / فَوشَّحنَ عطفَيهَا مُلاءً مُطَيَّبا
سقاها سُلافُ الغيثِ رَيَّاً فأصبَحت / تَمايَلُ سُكراً كلما هَبَّت الصبَّا
كأنَّ سجَايا شيرزاد تَمدُّها / فقد أمنت من أن تُحولَ وتَشحُبا
أعلى المطالبِ أدناها إلى العَطَب
أعلى المطالبِ أدناها إلى العَطَب / وأمجدُ السُّبل أقصاها عن الأدبِ
ولا أرى في الورى شيئين بينهما / كبُعد ما بين هذا العلم والنَّشَبِ
وربما أشرفَ المجدودُ في دَعةٍ / على مراتبَ قد أعيَت على الطَّلَب
ولما تداعَت للغروب شُمُوسُهُم
ولما تداعَت للغروب شُمُوسُهُم / وَقُمنَا لتَوديعِ الفريقِ الُمغَربِ
تلقَّينَ أطرافَ السُّجُوفِ بمشرقٍ / لُهنَّ وأَعطافَ الخدور بمغربِ
فما سرنَ إلا بين دَمعٍ مُصَبَّغٍ / ولا قُمنَ إلا فوق قَلب معذَّب
كأن فؤادي قرنُ قابوسَ رَاعَهُ / تَلاعُبُهُ بالفَيلَقِ الُمتأَشِب
لَقيتُ أبا يحيى عشيَّةَ جِئتُه
لَقيتُ أبا يحيى عشيَّةَ جِئتُه / كَرِيمَ الُمحيَّا ظَاهرَ البشرِ واقلب
كريمٌ كَنَصلِ السَّيفِ يهتزُّ للنَّدى / كما اهتزَّ ماضٍ للضريبةِ واقلب
حِمارٍ دَاخِلٌ في / ولا تقلبَنَّ هذا فليسَ بواقلب
أحبُّ اسمه من أجله وسَميَّهُ
أحبُّ اسمه من أجله وسَميَّهُ / وَيَتبعُهُ في كلِّ أَخلاقه قَلبي
ويَجتازُ بالقوم العِدا فَأُحبُّهُم / وكلهم طاوِي الضَّميرِ على حربي
إلى الله أشكو ما اُلاقي لعلهَّ / يَمُنُّ بحال يجمعُ الشَّمل عن قُربِ
إذا قلت لم تبلُغ بيَ السِّنُّ مَبلَغاً / وُعِظتُ بطفلٍ صار قبلي إلى التُّربِ
إذا انحازَ عنك الغوثُ واحتفلَ العدا
إذا انحازَ عنك الغوثُ واحتفلَ العدا / عليك فَصَرِّح باسمِهِ الفرد واغلبِ
فلو طُبعت بيضُ السيوفِ على اسمه / مَضت وهي في الأغماد في كلِّ مَضربِ
وما خَلَعت للمرءِ مَسعاهُ والدٍ / إذا لم تقابله بحالٍ مُهذَّبِ
وما بَالُ هذا الدهرِ يَطوي جَوَانحي
وما بَالُ هذا الدهرِ يَطوي جَوَانحي / على نَفسٍ محزونٍ وقلب كئيبِ
تُقسمُني الأيامُ قسمةَ جائر / على نَضرةٍ من حولها وشُحُوبِ
كأَنِّي في كفِّ الوزير رَغِيبَةٌ / تُقَسَّمُ في جَدوى أَغَرَّ وهُوبِ
فإن يكُ قد سَلا وثَنَاهُ عَنِّي
فإن يكُ قد سَلا وثَنَاهُ عَنِّي / رَضاعُ الكأس أو ظبيٌ ربيبُ
تُسَلِّطُه النفوسُ على هَواها / وتُعطِيه أزمَّتَها القلوبُ
بأعطافٍ تُباحُ لها المعاصي / وألحاظٍ تَحِلُّ لها الذُّنوبُ
فلي كَبِدٌ به حَرَّى وقَلبٌ / على ما فيه من كَمَدٍ طَرُوبُ
الدَّهرُ مُستَعجِل يَخُبُّ
الدَّهرُ مُستَعجِل يَخُبُّ / فاختِم وطينُ الكتابِ رَطبُ
إن الذي أنتَ فيه حُلمٌ / وسوف تنساه إذ تَهُبُّ
تَوَقَّ مكرَ الزَّمانِ واحذَر / ولا تثق فالزَّمانُ خِبُّ
جميعُ أحوالِه غُرُورٌ / وَجلُّ ما نحن فيهِ لعبُ
وَلَيسَ يبقى عليه شيء / يكرهُهُ الَمرءُ أو يُحبُّ
بك الدهر يَندَى ظلُّه وَيَطيبُ
بك الدهر يَندَى ظلُّه وَيَطيبُ / ويُقلعُ عما ساءنا وَيَتُوبُ
ونَحمَدُ آثارَ الزمان وَرُبَّما / ظللنا وَأَوقاتُ الزَّمان ذُنُوبُ
أفي كلِّ يومٍ للمكارمِ روعةٌ / لها في قلوبِ الَمكرُماتِ وَجيبُ
تَقَسَّمتِ العلياءُ جسمَك كُلَّه / فمن أين فيه للسَّقام نصيبُ
إذا أَلمَت نَفسُ الوزيرِ تألَّمت / لها أَنفسٌ تحيا بها وقلوب
والله لاحظتُ وجهاً أُحبُّهُ / حياتي وفي وجه الوزير شُحُوبُ
وليس شُحُوباً ما أراه بوجههِ / ولكنَّهُ في الَمكرُماتِ نُدُوبُ
فلا تَجز عَن تلك السماءُ تَغَيَّمَت / فَعَمَّا قليل تَبتَدِي فَتَصُوبُ
وقد تَنجلي الشمس بعد استتارها / وَينقُصُ ضَوءُ البدرِ ثم يَثوبُ
تهلل وجهُ المجدِ وابتسم النَّدى / وأصبح غُصنُ الفضلِ وهو رَطيبُ
فلا زَالت الدُّنيا بملكك طلقَةً / ولا زال فيها من ظلاِلك طيبُ
ويا شمس لا تجري على غير مخلص / بطاعته يدعو بها ويُجيبُ
ويا دهر لا تهجم بمن لا تودَّه / على ساعةٍ يصفو له ويطيبُ
فإنَّ دعائي مُستجابٌ لأنَّهُ / سُلالةُ قلبي والقلوب ضُرُوبُ
وشكرتُ ما أوليتني ونشرتُه
وشكرتُ ما أوليتني ونشرتُه / في الناسِ فهو مُشَرِّقٌ ومُغَرِّبُ
من أين للعارِضِ السَّاري تلهُّبُه
من أين للعارِضِ السَّاري تلهُّبُه / وكيفَ طَبَّق وَجهَ الأَرضِ صَيِّبُه
هل استعانَ جُفُوني فهيَ تُنجِدُهُ / أم استعارَ فُؤادي فهو يُلهبُهُ
بجانب الكرخ من بغدادَ لي سَكَنٌ / لولا التَجَمُّلُ ما أَنفَكُّ أَندبُهُ
وصاحبٍ ما صَحِبتُ الصَّبرَ مذ بَعُدت / ديارُهُ وأرِاني لستُ أَصحبُهُ
في كل يومٍ لعَيني ما يؤرِّقُها / من ذِكرِه ولقلَبي ما يُعَذِّبُه
ما زال يُبِعدُني عنه وأُتبِعُهُ / ويستمرُّ على ظُلمي وأعتبُهُ
حتى لَوَت لي النوى من طولِ جَفوِتهِ / وَسَهَّلت لي سبيلاً كنت أَرهبُهُ
وما البعادُ دَهَاني بل خَلائقُه / ولا الفراقُ شَجاني بل تجنُّبهُ
لو أن قلبي على ما فيه من جَزَعٍ / يَومَ النَّوَى بيدي ما ضاق مهرَبُه
إذاً لَجُدتُ به طوعاً بينهم / كي لا أكون برغمي حين أَسلبهُ
ما فائت بذَلَتهُ النَّفسُ طائعةً / كما تُمانع عنه ثم تُغلبُه
فتىً يَستَمدُّ البدرُ من فضلِ نورِه
فتىً يَستَمدُّ البدرُ من فضلِ نورِه / ويُقسمُ أن يَرنُو إليه كواكبُهُ
فَحامت على هامِ العِداةِ سيوفُه / سوحَّت على أيدي العُفاةِ سحائبُه
يا مَن إذا نظر الزما
يا مَن إذا نظر الزما / ن إليه أَكثرَ عُجبَهُ
رحَلَ المصيفُ فلا تَزَل / أبداً تُوَدِّعُ رَكبَهُ
وبدا الخَريفُ فحيِّ خا / لصةَ الزمانِ ولُبَّهُ
زمنٌ كَخَلقك ناضِرٌ / إن كان خَلقُكَ يُشَبَّه
رقَّ الهواءُ فما تَرَى / نَفَساً يعالجُ كَربَهُ
وَصَفا وإن لاحَظتَ أب / عَدَهُ ظننتُكَ قُربَهُ
فلو استحالَ مُدامَةً / ما كنتُ أحظُرُ شُربَهُ
فتهنَّهُ يا فَردَه / وتملَّه يا قُطبَهُ
وأَغَنَّ من أربابِه أُرزى به
وأَغَنَّ من أربابِه أُرزى به / قلبي إلى أَوصابه أَوصَى به
ذي شافعٍ يوم النَّوى أضحى به / شُكرُ الهَوَى العُذرِيِّ من أَصحَابِه
أسلى به عن كلِّ مَن أحبَبتُه / وأَظلُّ دون الخلقِ من أَسلابِه
ويُغيرُني في الحُبِّ ما ألقى بهِ / فأَوَدُّ لو وُرِّيتُ عن ألقابه
كم مَنزلٍ بالأَبرقين ثَوى بهِ / لم يَقضِ فيه الصَّبُّ حقَّ ثوابهِ
أَتُرى به الحبيب نخوة قادرٍ / فيَسُومني للعزِّ لثمَ تُرابه
فرحا به الطللان حين رآهما / ما بين رَملَةِ عالج فرحابه
ووَشى به خَطُّ العذارِ بخدِّه / مالا أعارت لحظه فوشَى به
وَجَوَى به قلبٌ تَضاعَفَ حُبُّه / وبِردِّ جوَّاه لرد جوابه
إن كنتَ تطمعُ في هواه فغابه / فالليثُ لا يُسطَى عليه بغابه
بَصَري وسمعي في الهوى طلابه / عَبثاً كما طلت دماء طُلاَبه
وشرى به قلبي غداةَ فراقه / صبرٌ مرير بين كأسِ شَرَابهِ
وجنى به ثَمَرَ الصَّبَابة يانعاً / صب ألم بدارِه وَجَنابِهِ
ومن العجائبِ مَنزِلٌ أَزوي به / وأذوبُ من ظمأ فلا أَزوي بِهِ
لو نُفضَت أَشعارُهُ نَفضَةً
لو نُفضَت أَشعارُهُ نَفضَةً / لانتشرت تَطلُبُ أَصحَابَها
قَصيرُ الثِّيابِ فَاحشٌ عِندَ بَيتِه
قَصيرُ الثِّيابِ فَاحشٌ عِندَ بَيتِه / وشَرُّ قُرَيشٍ في قُريشٍ مُركبا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025