المجموع : 15
ما بلَّغ اللَه حُسَّادي الذي طلبوا
ما بلَّغ اللَه حُسَّادي الذي طلبوا / زارَ الحبيبُ وزال الهَجرُ والغَضَبُ
وبتُّ أعتِبُهُ إذ كان منقطعاً / وليس يُعرف لي فيها جرَى سَبَبُ
فيا لها ليلةً ما كان أقصَرَها / لما تطاول فيها اللَّهوُ والطَّرَبُ
بِتنا وساقي الطَّلى بدرٌ براحته / شمسٌ تُنَقِّطها في وجهها الشَهُبُ
وحَثَّها خَندَرِيساً كأسُهَا فَمُهُ / وثَغرُهُ كلما ضاحكتَهُ الحَبَبُ
أبا الحُسينِ وحسبي أن يُلبيني / يومَ الرجاء إذا ناديتُكَ الحَسَبُ
إن البرامكة الماضين ما افتخُروا / إلا بأيسَرِ ما تُعطى وما تَهَبُ
والفضلُ ما زال في الدنيا له شَرَفٌ / إذ كان يُعزى إلى يحيى وينتَسِبُ
يا هاجري بلا سبب
يا هاجري بلا سبب / إلى متى هذا الغَضَب
كن كيفما شئت فما / للقلب عنك مُنقَلَب
مِثلُكَ مَن أعتَبَ في ال / خبِّ ومثلي من عَتَب
يا مُستريحاً لم أنل / من حُبِّه إلا التَّعَب
تالله لو ذُقتَ الهوى / ما كنت تَجفو من تُحب
أنكرتَ ما بي من جَوى / غالبَ صبري فانَغَلَب
يا زمني هل للوصا / ل عَودَه فيُرتَقَب
هيهات أن يرجعَ من / طيبِ الليالي ما ذَهَب
والدهرُ من عاداتِه / أن يستردَّ ما وَهَب
ضَحكَ الروضُ من بكاء السحاب
ضَحكَ الروضُ من بكاء السحاب / فاغتنم فرصةَ الصِّبا للتَّصابي
واجنِ باكورة الزمان بشُرب ال / رَّاح فالدهرُ آيلٌ للذهابِ
وأَدِرها من عَسجَدٍ في لَجُينِ ال / كأس قد رُصِّعَت بدُرٍّ الحَبابِ
أتلقَّى الشّتا بجلدي وغيري / يتلقَّاه بالفرا السِّنجَابِ
وأودُّ المُشاقَ والقطن والصو / فَ وغيري لم يَرضَ بالعَتَّابي
جُبتَّى في الأمطار جلدي ولبَّا / ديَ ثوبي وبَغلتي قُبقابي
ونهارُ الشتاء أطولُ عندي / من نهار الصيام في شهر آب
لو يراني عند الغُدُوِّ عدوى / لَرَثى لي ورقٌ مما يرى بي
إذ يرى سائر المفاصل مني / راقصاتٍ إذ صفَّقت أَنيابي
أمولايَ إنَّ اشتياقي إليك
أمولايَ إنَّ اشتياقي إليك / لأَعجزُ عن شرحه في كتابِ
وإني ليُفحِمُني وَصفُهُ / ولو كنت أُوتِيتُ فَصلَ الخطابِ
خَدٌّ هو الجنة إِلاّ
خَدٌّ هو الجنة إِلاّ / أنَّهُ ذو لَهَبِ
قلبي سليمٌ في الهوى / بصُدغه المُعَقرَبِ
يا مالكي ما شافعي / إليك إلا أدبي
حاشاك أن نحتاج للت / نبيه في المهذَّب
يا أيُّها المولى الرئيسُ ومَن لهُ
يا أيُّها المولى الرئيسُ ومَن لهُ / جودٌ يضاهي الغيثَ حَالَةَ سَكبهِ
أشكو لعَدلكَ جَورَ دَهر لم أزَل / طولَ المَدَا عَرَضاً لأَسهُم خَطبَه
وأشدُّ ما قاسيتُ منهُ أنه / عن شكر فضلك قد شغُلتُ بِعَتبهِ
فاغفر لعَبد قد أتاكَ وما له / حسناتُ أفعالٍ تَقُومُ بَذَنبهِ
باللَه يُقسِمُ والنبيِّ وآلهِ ال / أطهارِ أصحابِ العَبَا وبصَحبه
ما باتَ في ذا العيد يملك درهماً / وكفاك أنَّ الشَّعرَ أعظمُ كسبه
فَتَرَاهُ يُنشِدُ حَسرَةً وتأسُّفا / من هَمِّه لعدوِّه ومُحبِّهِ
ماذا يضرُّ الخَشكَنَانُ لو أنَّهُ / في العيدِ يُخبِرُني بما في قلبهِ
ولقد شكا لك من حوادث دَهرهِ / سُقماً وَلستُ بعاجزٍ عن طبِّهِ
لا زال بابُك للهَناء مُؤَهلا / أبدا على بُعدِ المَزَارِ وقُربِهِ
قلت فاترك فما لي سواهُ
قلت فاترك فما لي سواهُ / قال لي والمقالُ منه صوابُ
ليس لي أن أقوت عنه لأني / ناظرٌ في الزكاة وهوَ نِصَابُ
سيدي أنتَ هل أَتاكَ عن المَج
سيدي أنتَ هل أَتاكَ عن المَج / دِ لذاك الحديثِ عني جوابُ
أو تناسَى أمري وحاشا معالي / ه فَيَسري إليَّ منه عِتَابُ
أدركوني فبي من البَرد هَمٌّ / ليس يُنسى وفي حشايَ التِهَابُ
أَلبَستني الأَطماعُ وَهماً فها ج / سمي عار ولي فِرَا وثِيَابُ
كلما ازرقَّ لونُ جسمي من البَر / دِ تَخَيَّلتُ أنَّهُ سِنجَابُ
يا أيها المولى الذي لِنَدَى
يا أيها المولى الذي لِنَدَى / كَفَّيهِ كلُّ الجود منسوبُ
لا غرو أن أصبحتَ تأمُرُ بال / صَّبرِ الجميلِ فأنت يعقوب
كتبتَ لنا بذاك البُرِّ برا
كتبتَ لنا بذاك البُرِّ برا / وقَصداً في الثناء وفي الثوابِ
فكدَّر صَفوَةُ الكيَّالُ حتَّى / بَقينا منه في أمر عُجَاب
وجدناه عَتِيقاً وارتضينا / به إذ عاد وهو أبو تُراب
حَسبي حِرافاً يحرفتي حسبي
حَسبي حِرافاً يحرفتي حسبي / أصبحتُ منها مُعَذَّبَ القلبِ
مُوَسَّخَ الثوبِ والصحيفةِ من / طول اكتسابي ذَنباً بلا كَسبِ
أعمل في اللحمِ للعشاء ولا / أنالُ منه العَشا فما ذَنبي
خَلَّى فؤادي ولي فمٌ وسِخٌ / كأنَّني في جِزَارتي كلبي
لا تلمني يا سيدي شرَفَ الدِّي
لا تلمني يا سيدي شرَفَ الدِّي / نِ إذا ما رأَيتَني قَصَّاباً
كيف لا أشكرُ الجزارةَ ما عش / تُ حِفَاظاً وأَرفضُ الآدَابا
وبِها أضحَتِ الكلابُ تُرَجِّي / ني وبالشِّعرِ كنت أرجو الكِلابا
قُلتُ لمَّا سكبَ السا
قُلتُ لمَّا سكبَ السا / قي على الأرض شرَابا
غيرةً مني عليه / ليتَني كنتُ تُرابَا
استعمل العَصفَ بعد الدّبغ مَقلوُبا
استعمل العَصفَ بعد الدّبغ مَقلوُبا / لتعتدي طالباً طوراً ومطلوُبا
واسكَر من الرَّاحِ وأفهم ما اشرتُ له / فليس يحتاج لا كأساً ولا كُوبا
واحمل على القومَ واحلُم إن همو حملوا / فأنت ما زلتَ غلاباً ومغلُوبا
لك الجوادان فاركب ما تشاءُ ودَع / مالا تشاءُ مع الظلمات مجنوبا
قد أدَّبتكَ نواريزُ مفَرَّقةُ / حتى لقد صرتَ لا تحتاج تأديبا
وطالما استصلح الجزرَّاء نحركَ في / يوم الأضاحي ولم يستصلح النَبيا
أذكرتنا أرشيبراً إذ ركبتَّ وإذ / وأصبَحت بالتاج تاج الخوص مَعصُوبا
فاستوف غير ضجور بالإمارة ما / على جبينك مما قد كان مكتوبا
والق الأيادي واقبل من هديتها / ما كان من قوص أو إخميم مجنوبا
يا شاعراً لم يفقه اليومَ راوية / يروى المجون إذ لم يَرَوِ تشبباً
لو أنه قد أدرك الشيخ الصريع فتى ال / قطد صَّارِ لم يرو إلا عَنكَ أَسلُوبا
بِرُوحي نسيمٌ هَبَّ من أرضِ طَيبةٍ
بِرُوحي نسيمٌ هَبَّ من أرضِ طَيبةٍ / فيا حبَّذا ذاكَ النسيمُ الذي هبَّا
به كلُّ مُشتاق يَهيمُ صبابةً / فما هبَّ إلا شوَّقَ الهائمَ الصّبا
بعجزي وسوء الحظ أصبحتُ مبعداً / وذلك أنَّ اللَه ما قدَّرَ القُربا
بيثربَ قبر بغيتي لو رأيتُهُ / وقبل ثغري حول أرجائهِ التُّربا
به خيرُ مبعوث إلى الخَلقِ كُلِّهم / رسالَتُه قد عمَّت العُجمَ والعُربا
بهيبته أردى الأعادي فحسبُهُم / نَبيُّ على بعد المدى يبعث الرعبا
بشيرٌ نذيرٌ ما المواهبُ والسطا / إذا هو يوماً باشر السلمَ والحربا
بساحته للواردين تزاحم / لكي يردُوا من حوضه المنهَل العذبا
براهينه لم تخفَ عن ذي بصيرةٍ / فلولاهُ ما كنا عرفنا لنا ربَّا
بأوصافه فاق النبيين كلَّهم / إذا ظهرت شمسُ الضحى اخبتُ الشُّهبا