القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : سَعْدي الشِّيرازيّ الكل
المجموع : 5
حدائقُ روضاتِ النعيمِ وطيبُها
حدائقُ روضاتِ النعيمِ وطيبُها / تضيقُ على نفسٍ يجورُ حبيبُها
فيالَيتَ شعري أيّ أرضٍ ترَحّلوا / وبيني وبينَ الحيِّ بيدٌ أجوبُها
ذكَرتُ ليال الوصلِ واشتاقَ باطِني / فيا حبّذا تلك الليالي وطيبُها
ومجلِسُنا يحكى منازِلَ جنَّةٍ / وفي يدِ حوراءِ المحلَّةِ كوبُها
بقَلبيَ هوىً كالنَملِ يا صاحِ لم يزَل / تُقَرِّضُ أحشائي ويخفى دبيبُها
فلا تحسبنّ البُعدَ يورِثُ سلوَةً / فنارُ غرامي ليسَ يطفى لهيبُها
وجلبابُ عهدي لا يرِثُّ جديدُهُ / وروضَةُ حبّي لا يجِفُّ رطيبُها
سقى سحبُ الوسميّ غيطانَ أرضِكُم / وإن لم يكُن طوفانُ عيني ينوبُها
منازِلُ سلمى شوّقتني كآبَةٍ / وما ضرَّ سلمى أن يحِنَّ كئيبُها
بكت مقلةُ السعديّ ما ذكِرَ الحمى / وأطيبُ ما يبكى الديارَ غريبُها
على ظاهري صبرٌ كنَسجِ العناكِبِ
على ظاهري صبرٌ كنَسجِ العناكِبِ / وفي باطنى همٌّ كلَدغِ العقاربِ
ومغتَمِضُ الأجفانِ لم يدرِ ما الذي / يكابِدُ سهرانُ الليالي الغياهبِ
وإن غمَدوا سيفَ اللواحظِ في الكرَى / أليسَ لهُم في القلبِ ضربةُ لازبِ
أقِرُّ بأنّ الصبرَ ألزَمُ مؤنسٍ / بلى في مضيق الحبّ أغدرُ صاحبِ
وعيّبَني في حبّهِم من بهِ عمىً / وبى صمَمٌ عما يحَدِّثُ عائبي
ومن هوسى بعد المسافةِ بيننَا / يخايِلُني ما بينَ جفنى وحاجبي
خليلَيَّ ما في العشقِ مأمَنُ داخلٍ / ومطَعُ محتالٍ ومخلَصُ هارِبِ
وليسَ لمغصوبِ الفؤادِ شكايَةٌ / وإن هلَك المغصوبُ في يدِ غاصبِ
طريتُ وبعدُ القولَ في فمِ منشدٍ / سكِرتُ وبعدُ الخمرُ في يدِ ساكبِ
أيتلِفُني نبلٌ ولَم أدرِ من رمى / أيقتُلُني سيفٌ ولم أر ضاربي
ترى الناس سكرى في مجالِ شربهِم / وها أنا سكرانُ ولستُ بشاربِ
أخلّاي لا ترثوا لمَوتي صبابَةً / فموتُ الفتى في الحبّ أعلى المناصبِ
لعَمرُك إن خوطِبتُ ميتاً تراضياً / سيبعَثُني حيّاً حديثُ مخاطبي
لقد مقَتَ السعديُّ خلّاً يلومُهُ / على حبِّكُم مقتَ العدُوِّ المُحاربِ
وإن عتَبوا ذرهُم يخوضووا ويعلَبوا / فلى بكَ شغُلٌ عن ملامَةِ عاتبِ
متى جمعُ شملي بالحبيبِ المغاضِبِ
متى جمعُ شملي بالحبيبِ المغاضِبِ / وكيفَ خلاصُ القلبِ من يدِ سالبِ
أظُنُّ الذي لم يرحَمِ الصبّ إذ بَكى / يقايِسُ مسلوبَ الفُؤادِ بِلاعبِ
فقَدت زمانَ الوصلِ والمرءُ جاهِلُ / بقَدرِ لذيذ العيش قبلَ المصائبِ
تجانبَ خلّى والودادُ ملازِمي / وفارقَ إلفى والخيالُ مواظبي
ولم أر بعد اليوم خلّاً يلومُني / على حبّكُم إلا نأيتُ بجانبي
إليك بتعنيفِ اللوائمِ عن فتىً / سَبَتهُ لحاظٌ الغانياتِ الكواعبِ
لقد هلَكَت نفسي بتدليةِ الهوى / وكم قلتُ فيما قبلُ يا نفسُ راقبي
أشبّهُ ما ألقى بيوم قيامه / وسبلَ دموعي بانتثار الكواكبِ
وإن سجعَ القمريّ صبحاً أهمّني / لفقدِ أحبّائي كصرخةِ ناعبِ
أرى سحُباً في الجوّ تمطِرُ لؤلُؤاً / على الروضِ لكنّا علَيَّ كحاصبِ
إلامَ رجائي فيه والبعدُ مانِعي / وكيفَ اصطباري عنهُ والشوقُ جاذِبي
ومن ذا الذي يشتاقُ دونكَ جنّةً / دعِ النارَ مثوايَ وأنتَ معاقبي
عزيزٌ على السعدي فرقةُ صاحبِ / وطوبى لمن يختارُ عزلةً راهِبِ
وهذا كتابٌ لا رسالةَ بعدَهُ / لقد ضجَّ من شرحِ الموَدَّةِ كاتِبي
عليكَ سلامُ اللَهِ ما لاح كوكبُ
عليكَ سلامُ اللَهِ ما لاح كوكبُ / وما طلعَت زهرُ النجومِ وتغرُبُ
وكلُ بليغٍ بالغَ السعي في دمي
وكلُ بليغٍ بالغَ السعي في دمي / إذا كان في حيّ الحبيبِ حبيب

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025