المجموع : 5
حدائقُ روضاتِ النعيمِ وطيبُها
حدائقُ روضاتِ النعيمِ وطيبُها / تضيقُ على نفسٍ يجورُ حبيبُها
فيالَيتَ شعري أيّ أرضٍ ترَحّلوا / وبيني وبينَ الحيِّ بيدٌ أجوبُها
ذكَرتُ ليال الوصلِ واشتاقَ باطِني / فيا حبّذا تلك الليالي وطيبُها
ومجلِسُنا يحكى منازِلَ جنَّةٍ / وفي يدِ حوراءِ المحلَّةِ كوبُها
بقَلبيَ هوىً كالنَملِ يا صاحِ لم يزَل / تُقَرِّضُ أحشائي ويخفى دبيبُها
فلا تحسبنّ البُعدَ يورِثُ سلوَةً / فنارُ غرامي ليسَ يطفى لهيبُها
وجلبابُ عهدي لا يرِثُّ جديدُهُ / وروضَةُ حبّي لا يجِفُّ رطيبُها
سقى سحبُ الوسميّ غيطانَ أرضِكُم / وإن لم يكُن طوفانُ عيني ينوبُها
منازِلُ سلمى شوّقتني كآبَةٍ / وما ضرَّ سلمى أن يحِنَّ كئيبُها
بكت مقلةُ السعديّ ما ذكِرَ الحمى / وأطيبُ ما يبكى الديارَ غريبُها
على ظاهري صبرٌ كنَسجِ العناكِبِ
على ظاهري صبرٌ كنَسجِ العناكِبِ / وفي باطنى همٌّ كلَدغِ العقاربِ
ومغتَمِضُ الأجفانِ لم يدرِ ما الذي / يكابِدُ سهرانُ الليالي الغياهبِ
وإن غمَدوا سيفَ اللواحظِ في الكرَى / أليسَ لهُم في القلبِ ضربةُ لازبِ
أقِرُّ بأنّ الصبرَ ألزَمُ مؤنسٍ / بلى في مضيق الحبّ أغدرُ صاحبِ
وعيّبَني في حبّهِم من بهِ عمىً / وبى صمَمٌ عما يحَدِّثُ عائبي
ومن هوسى بعد المسافةِ بيننَا / يخايِلُني ما بينَ جفنى وحاجبي
خليلَيَّ ما في العشقِ مأمَنُ داخلٍ / ومطَعُ محتالٍ ومخلَصُ هارِبِ
وليسَ لمغصوبِ الفؤادِ شكايَةٌ / وإن هلَك المغصوبُ في يدِ غاصبِ
طريتُ وبعدُ القولَ في فمِ منشدٍ / سكِرتُ وبعدُ الخمرُ في يدِ ساكبِ
أيتلِفُني نبلٌ ولَم أدرِ من رمى / أيقتُلُني سيفٌ ولم أر ضاربي
ترى الناس سكرى في مجالِ شربهِم / وها أنا سكرانُ ولستُ بشاربِ
أخلّاي لا ترثوا لمَوتي صبابَةً / فموتُ الفتى في الحبّ أعلى المناصبِ
لعَمرُك إن خوطِبتُ ميتاً تراضياً / سيبعَثُني حيّاً حديثُ مخاطبي
لقد مقَتَ السعديُّ خلّاً يلومُهُ / على حبِّكُم مقتَ العدُوِّ المُحاربِ
وإن عتَبوا ذرهُم يخوضووا ويعلَبوا / فلى بكَ شغُلٌ عن ملامَةِ عاتبِ
متى جمعُ شملي بالحبيبِ المغاضِبِ
متى جمعُ شملي بالحبيبِ المغاضِبِ / وكيفَ خلاصُ القلبِ من يدِ سالبِ
أظُنُّ الذي لم يرحَمِ الصبّ إذ بَكى / يقايِسُ مسلوبَ الفُؤادِ بِلاعبِ
فقَدت زمانَ الوصلِ والمرءُ جاهِلُ / بقَدرِ لذيذ العيش قبلَ المصائبِ
تجانبَ خلّى والودادُ ملازِمي / وفارقَ إلفى والخيالُ مواظبي
ولم أر بعد اليوم خلّاً يلومُني / على حبّكُم إلا نأيتُ بجانبي
إليك بتعنيفِ اللوائمِ عن فتىً / سَبَتهُ لحاظٌ الغانياتِ الكواعبِ
لقد هلَكَت نفسي بتدليةِ الهوى / وكم قلتُ فيما قبلُ يا نفسُ راقبي
أشبّهُ ما ألقى بيوم قيامه / وسبلَ دموعي بانتثار الكواكبِ
وإن سجعَ القمريّ صبحاً أهمّني / لفقدِ أحبّائي كصرخةِ ناعبِ
أرى سحُباً في الجوّ تمطِرُ لؤلُؤاً / على الروضِ لكنّا علَيَّ كحاصبِ
إلامَ رجائي فيه والبعدُ مانِعي / وكيفَ اصطباري عنهُ والشوقُ جاذِبي
ومن ذا الذي يشتاقُ دونكَ جنّةً / دعِ النارَ مثوايَ وأنتَ معاقبي
عزيزٌ على السعدي فرقةُ صاحبِ / وطوبى لمن يختارُ عزلةً راهِبِ
وهذا كتابٌ لا رسالةَ بعدَهُ / لقد ضجَّ من شرحِ الموَدَّةِ كاتِبي
عليكَ سلامُ اللَهِ ما لاح كوكبُ
عليكَ سلامُ اللَهِ ما لاح كوكبُ / وما طلعَت زهرُ النجومِ وتغرُبُ
وكلُ بليغٍ بالغَ السعي في دمي
وكلُ بليغٍ بالغَ السعي في دمي / إذا كان في حيّ الحبيبِ حبيب