القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الأبلَه البغداديّ الكل
المجموع : 19
علاء الدين صب كرما فاني
علاء الدين صب كرما فاني / عهدتك ذا يد بالجود صبه
تفرح بالسماحة كل هم / عن العافي وتكشف كل كربه
وبذلك للرغائب غير بدع / كما لك في اقتناء الحمد رغبه
حلفت لأنت أزكى الناس أصلا / وأوضح من ضياء الصبح نشيه
أيحسن أن أجيء بكل بكر ال / معاني سهلة إلا لفانا صعبه
فتحسبها لديك وما تساوى / وقد جابت لك الآفاق جبه
ولولا أن لي طمعا قويا / يحاشي الله مجدك قلت جبه
ورب مر الهجر حلو العتاب
ورب مر الهجر حلو العتاب / معتدل يثنيه سكر الشباب
عاطيته صهباء ممزوجة / بدمعة الصب ودمع السحاب
فانتقبت وجنته حمرة / يا حسنها من وردة في نقاب
وسمته في سكره قولة / ودونها في الصحو شيب الغراب
فما الذي أعتب من هاجر / أدّبته معتمدا فاستراب
إن أعرض اليوم فكم دعوة / أجابها في عرضه المستجاب
حيث مغاني اللهو مأهولة / منه وأغصان التصابي رطاب
فما الأقاحي خضل نبته / أغب في حاشيتيه الرباتِ
ينساب في أثنائه جدول / منفتل مثل انسياب الحباب
مفضض طوراً وطورا يرى / مذهب المتن ببرق الذهاب
يحيا بأحلى منه لما بدا / يبسم عن تلك الثنايا العذاب
تلك لتقبيل فمي صورت / وكف يحي للندى والضراب
المانح المانع عن جاره / والماجد الثبت اللبيب اللباب
أغر مصقول حواشي الندى / وأرى زناد المجد رحب الجناب
لدن إذا هز لمسترفد / صعب على الحساد سهل الحجاب
أشم سامي تلعات العلى / موطا العز فسيح القباب
ذو عزة قعساء عادية / وغرة لائحةٍ كالشهاب
إن صال أبصرت غمود الظبي / عداه أو قال سمعت الصواب
محارب تغنيه أراؤه / عن المواضي والفنا والحراب
إذا سما طالب شأو شأى / وإن رمى مفصل غاو أصاب
سماحة في طرفيها حجى / ورحمة في طرفيها عقاب
إن سئل المعروف أسنى وإن / جاد على العافي ابتداء أطاب
يا راكبا في كل ملومة / جرد المذاكي وظهور العصاب
وطود حلم لي من كفه / بحر سفيه الموج طامي العباب
وواهب الأبكار مثل الدمى / والهجمة الرتع مثل الهضاب
عندك للأعداء يا حتفهم / عقبان فوقها أسد غاب
وليس يحلو غمرات الردى / غير عراب في متون العِراب
في كل يوم للغدا منهم / وقعة ذي قار ويوم الكلاب
عتادهم في الروع مسرودة / زغف وجرد عمل كالذئاب
وكل رجاف الأعالي حكى / لون سليمي ووام الرباب
فداء عون الدين من عرضه / عند التسامي عرضة للنباب
تخوضه العين ولكنها / تخوض منه معمعان السراب
رفقا بما توليه رفقا فقد / سارت بشعري ونداك الركاب
فاجتل من لفظي مشمولة / ترقص بالألباب رقص الحبابِ
حرمتها عمداً على باخل / بمهرها وهي حلال الشراب
واستقبل السعد فقد أقبلت / أنجمه تطلع من كل باك
أدعص في الملاءة أم كثيب
أدعص في الملاءة أم كثيب / وذا ضربت بثغرك أم ضريب
سفرت ومست ختلا واختيالا / فغاب البدر وارتاب القضيب
لقد غطَى لثامك سمط در / يخجل ما تقلده التريبُ
حليك حين زرت عليك واش / ووشيك والشذا كل رقيبُ
وفي الأظغان أن شمس توارت / شموس في البراقع ما تغيبُ
كأن قدودها أغصان بأن / مقوّمة أمالتها جنوبُ
حمت بردا وبرد لمى عليه / من العفاف أفئد ة قلوب
إذا ما أو منت منه غروب / جرح من سحب أدمعنا غروب
رعى الله الحمى فيه رعينا / خصيب العيش إذ فقد الجديب
وجاد أبيرق الحنان جود / لموع البرق حنان سكوبًُ
عشية موردي صاف برود / وبرد شبيتي خاف قشيب
إذا عن الملام نفرت عنه / ويدعوني الغرام فأستجيب
كما لبى العفاة وقد دعوه / بنائله أبو الفرح اللبيب
أحب مديحه علما بأني / وام أفرط فيبه لا أحوب
واستنئي الندى ممن سوا / وأعلم أنه منه قريب
مريب عند مشتجر العوالي / ويوم السلم متلاف وفوب
بقيت ابن الدوامي المرجى / فضرب أنت ليس له ضريبُ
وأنت إذا دجا خطب شهاب / وحين تكون مسمعة خطيبُ
وإن وثب الزمان على فقير / قصرت خطاه عنه بما تثيبُ
تمن ولا تمن ببذل رفد / فعذر ضيق وندى رحيبُ
ومال لا يتم له نصاب / لكل مؤمل فيه نصيبُ
فما كدراء ملمعة النواحي / تؤلف من شتائتها الجنوبُ
إذا ابتسمت ثغور البرق فيها / بدا في وجه زنتها قطوبُ
تلاع الأرض منها في رياض / وكل قرار سائلة قليبُ
بأندى منك أخلاقا ووجها / وصوب يد أياديها تصوبُ
وأقسم لو أجرت على الليالي / شبابا ما تحيفه مشيبُ
فلا نظر الزمان اليك شزرا / ولا خطبت معاليك الخطوبُ
قل لسديد الدين المرجَّى
قل لسديد الدين المرجَّى / لا زلت ترجي جودا وترهب
يا من ثنائي على علاه / كالمسك بين الملا وأطيبُ
عشت الذي عاشه شعيب / فما مرجّي نداك أشعب
لي يا طيف السماح رسم / على بني عامر مرتب
والرسم نعروهم كرام / لكنني في الطريق أتعب
فخذه لي هاهنا وإلا / احتاج أن أقصد المسيب
أولا فنفذ بما عليه / إليهم إن خرجت أركب
عج بنجد نحيِّي دار الرباب
عج بنجد نحيِّي دار الرباب / جادها واكف ملثُّ الربابِ
وسقى عهدنا بها فلقد كا / ن سريع الذَّباب هامي الذِّهابِ
مع خود تثني نبحسن التثني / عزم صبري عن سلوة وإجتنابِ
ذات طرف ساج وخصر نحيل / وأثيث داج وردف رابي
شب في خدها المضرج نار ال / حسن للناظرين ماء الشبابِ
مثمر غصنها المهفهف في كل / ل أوانٍ بالورد والعنّابِ
حجبوها ضنا ولو أبرزها / لغدت من عفافها في حجاب
كمهاة الصريم لولا التثني / خالها اللحظ دمية المحراب
غدرت بي وأعربت عن ملال / وكذا الغدر شيمة الألأعرابِ
يا عذاب الثغور رفقا بصب / سمتموه حمل العذاب المذابِ
عجبي منكم لعين ظباء / ليس ينفك صيدها أسد غابِ
غربت حين أطلع الشيب في فو / دي نجوما شموس تلك القبابِ
وسأسلو عن حبها بشمول / تجتلى في قلادة من حباب
رضت من صعبها خلال رياض / سحبت فوقها ذيول السحابِ
فهن بشرا كوجه مؤتمن الدي / ن ونشرا كذكره المستطابِ
اللبب الأريب والمخلف المت / الف والماجد الكريم النصابِ
العليُّ المنار والضيِّق الأع / ذارِ للوفدِ والفسيحُ الجنابِ
واهب البدَّنِ الرعابيب كالآ / رام والبدنِ رتَّعاً كالهِضاب
ذو يد صبية ببذل الأيادي / وفؤاد إلى المكارم صاب
لذت منه ولا ملاذ لعاف / بمهاب معذل وهابِ
بسريع الثواب داني ندى الكف / ف بعيد المدى بطىء العقابِ
علم عالم مصيب إذا ما / لجلج القوم قائل للصوابِ
فهو غيث نداه في كل ناد / وهو ليث في كل ضِرابِ
وهو مغرى بصون عرض وجارٍ / ظل يحميه طبيذل الرِّغابِ
ذم حليا بالجود يا ابن الدوامي / كفيلا بالنجع للطلابِ
رب راى لولا زنادك لم يو / ر وخطبٍ فصله بخطابِ
أنت أحسَبتَني بسيب عطاء / منك ما كان بعضه في حسابي
أنت أورثتني المعين من الرغ / د ولم تَجعَل السرابَ شرابي
طال عتبي على الزمان ونعما / ك تناهت بنا إلى الأعتابِ
طفرَّتني بالنائبات وقد بت / تُ لقًى بين ظفرها والنَّابِ
فتملّ العيد الجديد فقد جا / ء بشيرا بالسعد من كل بابِ
واستمعها عذراء لم ترض إلا / بك كقوا مع كثرة الخطابِ
كالتفات الحبيب نحو محب / ونسيم الصبا وعهد التصابي
تتناسى لها إذا ذكروها / ما على الركب من وقوف الركابِ
قل لسديد الدين يا ماجدا
قل لسديد الدين يا ماجدا / ليس له في جوده من ضريب
ظلك ضافٍ والندى منك لي / صاف ومرعاك مريع خصيب
يا مطلق العاني ويا موئل ال / جاني ويا كنز المقل الغريب
عودك يا مبيض وجه الندى / للوفد مخضرّ الحواشي رطيب
يا من له رأي به يُهتدى / في كل خطب ورواء عجيب
يا بحر جود ما له ساحل / لكل عاف في لهاه نصيب
ورسمان لي لا بد لي منهما / عليك لا زلت لداع مجيب
أحداهما مالك وهو المنى / وآخر جاهك عند الربيب
فانعم فلا زلت أخا نعمة / ترفل في برد الثناء القشيب
بثُّ معاليكَ في الورى دأبي
بثُّ معاليكَ في الورى دأبي / وأنت دون الكرام أولى بي
يا غيث جدب العفاة إن قنطوا / وليث حرب الكماة لا الغابِ
غلبت فقري لما تجهمني / بجحفل من نداك غلابِ
كم لك عندي من نعمة سلفت / بدَّلت جدبي منها باخصابِ
حلفت بِرا بالبيت يقصده / كل حليف للبر جوابِ
إن يمين الرَّبيب ما برحت / بمن عفاةٍ ويسر طلابِ
ركنت منه إلى سحاب ندى / هام لذيل الفخار سَحَّابِ
معاد سيب الجدوى مكرَّره / معوَّد بالحروب محرابِ
ضَربِ جواد أضحى فريد على / في كل مجدٍ بغير إضرابِ
وخير من زيد فضل مرتبة / من لست في جوده بمرتابِ
فيا قريش القريب جود يد / من المرجى البعيد عن عابِ
كالشهد في الطعم للصديق ترى / وتارة للعدو كالصَّبابِ
الصوم والحر يشفعان معا / إليك يا ذا السَّماحِ في بابِ
فانعم برسمي فإنني رجل / أأبي خروجي إليك في آبِ
لا سيما والطريق قد عرفت / بقطع رجّالة وأعرابِ
وذاك غارَ عليك إن اخذت / خفاجة عدتي وأثوابي
لا زلتَ تحجوي من الثّناء على ال / أحقابِ شكرا يبقى لأعقابِ
قل لبهاء الدين خدنِ العلى
قل لبهاء الدين خدنِ العلى / وقاتل المحلِ ومحيي الأدب
يا أحفظَ الناس لعهد ومن / أضيع ما في راحتيه الذهبُ
يا من له بشر بشير لمن / يؤم مغناه بنجح الطَلَب
ما صفر عند امرىء معسر / يطمع في جدواك إلا رجب
ما نظرت عيني ولا شاهدت / في الخلق يا أزكى البرايا نسب
أحسن من وجهك راض ولا / آمن من عفوك عند الغضب
يا من نرجيه لدفع الأذى / عنا وندعوه لكشف الكُرَب
تأخير إنعامك لا فاتني / في ليلة الميلاد عني عجب
لأنني من يعتيريه إذا / أبصر أطباقك مثل الطرب
هذا ولا حاطِب ليل أنا / في العشر حتى لا يجىء الحطب
فدم على مر الليالي فقد / قضيت من حق الندى ما وجب
واسعد بمليت من نعمة / وأبعث بسعد عاجلا عن كثب
وإن تأخرت لعذر فقد / أعرب عن شكري مجدُ العرب
يمينك إن طرا جدب سحاب
يمينك إن طرا جدب سحاب / وعزمك إن دجى خطب شهابُ
وحلمك إن هفت أحلام قوم / رزين لا توازنه الهضابُ
لقد أضحت مغرِّبة وطورا / مشرقة عطاياك الرغابُ
لك الخلقان ذا شهد وهذا / إذا صابت سماء الحرب صابُ
وهبت تكرما وقتلت حزما / فما يرجى سواك ولا يهابُ
بجود ابن المظفر المرجى / تسهلت المنى وحلا الطلابُ
رفيلي المناسب كسروي / عتاداه الصوارم والعرابُ
هو الملك الذي بندي يديه / ومدحي فيه قد سرت الركابُ
ومشغوف ببذل الرفد صب / فليس لقلبه عنه إنقلابُ
إذا احتقب البخيل الغمر وفرا / فليس له سوى الحمد احتقابُ
وردت بحاره والظمْ ملق / علي جرانه فطمى عبابُ
وشمت بروقه فهمي غمام / أرب على العفاة له ربابُ
له عزم طرير الحد ماض / تلين لبأسه النوب الصعابُ
وجار لا تقاربه الرزايا / وفعل لا يفارقه الصوابُ
ومال لا يرد له مرج / أتاه ولا يرد عليه بابُ
فما مثعنجر بالودق هام / له سح ملث وانسكابُ
صدوق الوعد للبرق ابتسام / بحضنيه وللرعد اصطخابُ
بأندى منه أندية ووجها / وصوب يد لديمتها إنصبابُ
أيا عضد الهدى والدين يا من / يجد ثوابه وبني العقابُ
بربعك تغمر العافي نوالا / وعندك يعمر الأمل الخرابُ
لقد هز الخليفة منك عضبا / نفوس الخالعين له قرابُ
تفل كتائب الاعداء منه / مراسلة تزعزع أو كتابُ
وما هو عنك معتاض بشخص / وهل يغني عن الماء السرابُ
فنصحك لا يخالطه ارتياب / وودك ود صدق لا يشابُ
فدام ودمت للعلياء حتى / يؤوب القارظان ولا إيابُ
وعاد عليك عيدك ما توارى / جبين الشمس وأنهل السحابُ
ولا ضاقت على القصاد يوما / من الدنيا مغانيك الرحابُ
يا دار جد ثراك كل سحاب
يا دار جد ثراك كل سحاب / دان عليك لذيله سحاب
وحبيت ربك من حبي باكر / زجل الرواعد ضاحك صخاب
فلقد قسمت العيش فيك معدلا / قسمين بين صبابة وتصابي
أيام أوقفني الهوى بك وقفة / أفضي العتاب بها إلى الأعتابِ
أيام فودي فأحم يصبي الدمى / جون وبازي ما أطار غرابي
أيام لا طرف المشيب مردد / نحوي ولا طرف الشبيبة كأبي
أيام زرت الخمر في حاناتها / وغدوت زير كواعب أترابِ
من كل من لولا عذوبة ثغرها / لم أستطب فيها أَليم عذابي
محجوبة لم تنتقب وجناتها / إذ هن من ورد الحيا بنقابِ
كالظبية الجيداء لولا ما بها / من صمت خلخال ونطق حقابِ
جمعت لنا من خدها وبنانها / بين الشقيق الغض والعنابِ
لله سرب مها شجاني بعده / فبكيته بمدامع أسرابِ
لما سللن ظبي اللحاظ ظباؤه / وقصدن قتلي كن غير نوابي
فكأنهن صاء رأي محمد / مجد الملوك الماجد الوهابِ
المستضاء برايه وروائِهِ / في كل خطب حالك الجلبابِ
أثرى الورى في الفخر تربة منصب / زاك وأجرى الناس سيل شعابِ
غيث تقهقه للعفاة رعوده / ليت تقمهقر عنه ليث الغابِ
طلق اليدين سلاحه وسماحه / هلك البغاة وبغية الطلابِ
ندب فريد السخط مشفوع الرضا / عاري أديم العرض من أندابِ
في الحرب فتاك فإن سكن الوغى / لاحت عليه سكينة الأوابِ
ولاح أندية المكارم والندى / فراج خطب فادح بخطابِ
لا سر به يوم الحفاظ مروع / كلا ولا جدواه لمع سرابِ
هذا ورب كتيبة ملومة / شعواء فرق شملها بكتابِ
يقظان تلحقه بآجال العدا / قب البطون لواحق الأقرالبِ
ومبيدهم قسرا بكل مهند / يعري فيغمد في طلي ورقابِ
آيات من يقني ويفني دائما / ما بين عفو لا يني وعقابِ
ما الروض مطلول أربَّ بنوره / واهي الكلى ذو هيدب وربابِ
رقم النسيم الرطب ماء غديره / فأراك بُرد الأرقم المنسابِ
وافتر ثغر الأقحوان بجوه / فذكرت مبسم زينب وربابِ
يوما بأطيب منك يا عضد الهدى / والدين فرع أرومة ونصابِ
يا ابن المظفر دم كذا مستعدا / بالشهر بل بالسهر والأحقابِ
واسلم على رغم الحسود مخلدا / جم الندى ضربا بلا إضرابِ
في مثل جود الوزير يرغب
في مثل جود الوزير يرغب / ومن سطاه في الروع يرهب
الباسم الثغر للمرجي / بشرا إذا ما البخيل قطب
أبيض جود له أثاف / ما زلن سودا والعام أشهب
لبغضه ما له تراه / إلى قلوب الورى محبب
غزير علم رزين حلم / يخف عنه حِرا
متشح بالعفافِ عار / من كل عار خرق مهذب
قد جربت كل يوم حرب / عداه من سيفه المجرب
سيف معد لكل باغ / شغب أو خالع توثب
مؤمل دهره مرجى / معذل عمره مؤنب
يخال في ليل كل نقع / بدرا غدا طاعنا بكوكب
طود على شامخ وبحر / سماحه العد ليس ينضب
أجدب ربعي فشمت برقا / من بشره صادقا فاخصب
وطال عتب الزمان حتى / أتيته مادحا فاعتب
كم من سماح له ورفد / أبدع في بذله وأغرب
يسمح للمجتدي وحلما / يصفح عمن أسا وأذنب
أقسم ما السحب هاطلات / تجم أذيالها وتسحب
غمامها الجون مستهل / عن كل ثغر للبرق أشنب
يوما بأندي من راحتيه / على فتى معدم وأرطَب
كلا ولا مخدر هصور / شر دل الساعدين أغلب
مصغٍ فإما أحس حسا / أبرز نابا له وخلب
يهاب ما لاح في إهاب / كأنه بالنجيع مذهب
يوما باجرا منه جنانا / واليوم يوم بالنقع أكهب
يا عضد الدين يا كريما / نداه للطالبين مطلب
كم أسد قد تركت ملقى / للوجه من طعنة بثعلب
وكم وفي خضتها بنهد / عبل كسيد الفلاة سلهب
هيهات ما للطغاة منجًى / منك ولا للعداة مهرب
تلحقهم والمدى بعيد / بلا حقات الأقراب شزب
عشت الذي عاشه شعيب / فإن راجي مداك أشعب
تهنَّ بالعثر وابق واخلد / تحت رواق العز المطنب
في دولة ما لها انتهاء / عدوها لا استراح متعب
غادرني صبّا حليف الوصب
غادرني صبّا حليف الوصب / نصيبي الهمّ وطول النصب
غض الصبا معتدل قده / كالحصن هزته صبا فاضطرب
كأنما في فيه غب الكرى / خمر لها در الثنايا حبب
لم أنسه إذ زارني سالبا / لبي وعقد الأفق لم يستلب
والليل لم يطو بنود الدجى / والفجر ما لشر بيض العذب
بدر إذا قابلني سافرا / حسبته بالجلنار انتقب
يمزج لي بالصفو من ريقه / عذبا وبابن المزن بنت العنب
في روضة راض ثراها الحيا / فأضحك الزهر بها وانتحب
سلت على الفضة من مائها / أنامل البرق ظبي من ذهب
كأنما جدولها أرقم / أذعر في رملته فانسرب
فناظر النرجس ساه إلى / ثغر أقاح راق منه الشنب
والمورق المخضر قد هزه / إذ غنت الورق عليه طر ب
والورد يحكي نشره ضائعا / نشر أبي الفضل المضاع النشب
الصاحب الساحب ذيل العلى / والواهب الخرق الكريم الحسب
فارس بيض الهند مذروبة / والخيل قبّا والقنا واليلب
اعلب مشحوذ غرارا النهى / والعزم ما غالب الا غلب
رواؤه يكسف شمس الضحى / ورأيه يكشف داجي الكرب
طامي بحار الجود هامي الندى / عالي منار المجد زاكي الحسب
مبيض وجه الرفد يوم الرضا / محمر متن السيف يوم الغضب
قد فاز من سالمه بالمنى / وباء من حاربه بالحر ب
تلقاه قيس الرأي إما عرا / خطب وقص القول إما خطب
إن فضل الأجواد طرا فلا / مرية إن يفضل نبع غرب
محتقب للشكر لا للهمى / والشكر من أنفس ما يحتقب
مؤيد الإسلام يا منعما / سمت معالي مجده والرتب
يا من نرى أخلاقه حلوة / كأنها مخلوقة من ضرب
لله بشراك قبل الندى / يبشر الوفد بنجح الطلب
وعزمة كالنار وقادة / لو رمي الماء بها لالتهب
أصبحت كالليث حمى غيله / بأسا وكالغيث همى وانسكب
ما بعد الرزق على مقتر / ناداك إلا ودنا واقترب
يا راكبا شبت غداة السرى / برحله ذعلبة كالشّبب
يحاول الري لدى معشر / ورد الندى بينهم قد نضب
خذ جانبا عنهم ومل بالمنى / إلى جناب قط لم يجتنب
جناب مجد الدين خدن العلى / وقاتل المحل ومحبي الأدب
فما السحاب الجون مس الثرى / هيد به معتنقا وانسحبِ
فبرقه مبتسم ضاحك / ورعده وتجز في صخبِ
يوما بأندى منك للمجتدي / صوب بنان سيله في صبب
فلا نبا حد لرأي ترى / ولا تمشت في حماك النوب
دمت مجد الدين يا من
دمت مجد الدين يا من / نفسه بالجود صبه
لك أخلاق كرام / وسجايا مستحبه
ويد تخجل فينا ال / غيث بل تفضل سحبه
ثرة في يبس العا / م فما تبرح رطبه
ولك الآراء أضحت / بأمور الملك طبه
والمقام الثبت والعز / مه مثل العضب عضبه
يا جوادا سهل النا / ئل والأزمة صعبه
يخضب السيف ويقري الض / ضيف والشّهباء جدبه
أنت من يرجى ويخشى / فمع الرغبة رهبه
حبذا يا ضيق العذ / رباع لك رحبه
الوفد رواء / سرية من بعد سرية
لك وجه مستنير / كضياء الصبح نقبه
ويدا صار لها أح / سانها المألوف دربه
هي باللثم حطيم / مدة العام وكعبه
يا صبيحا وفصيحا / صبحتي خطب وخطبه
رجحت منك حلوم / خففت قدس وهنبه
يا وهوب الأجرد المق / رب والجب داء شطبه
يا رغيب الجود حقا / لي في مدحك رغبه
عش فكم فرحت مهمر / ما وكم فرجت كربه
وإذا جفن الردى الرا / قد في حرب تنّبه
نحرت بيضك للذم / ربه نحرا ولَبَّه
رب عاف كدر مش / ربه صفّأت شربه
وطريد مستجير / خائف آمنت سربه
هبة الله ولائي / لك عند الله قربه
لك في كل فؤاد / ذا نعماك محبه
ليس في قلب مداجي / ك من الإيمان حبه
إن من يجحد معرو / فك ما يعرف ربه
يا جوادا تعتريه / من سماع الحمد طربه
دم كذا خل خلال / حلوة كالشهد عذبه
مسرف الجود وهوبا / ما سرت ريح مهبه
يا رب مسِّ الصاحب بن الصاحب
يا رب مسِّ الصاحب بن الصاحب / بعلو مرتبة وسعد راتب
واحفظه ما حدر الصباح لثامه / لملثم بالقر أغبر شاحبِ
وصل السرى بسرى ليصبح قاطعا / أسباب فاقته بقطع صسباسبِ
ولكل مجدود ينال مراده / منا وكل أخي رجاء خائبِ
فهو الذي ما زال نائل كفه / مرتاد مرتاد وطالب طالبِ
ملك له في ليل كل ملمة / ليلاء عزم كالشهاب الثاقبِ
ورع له في الملك عفة زاهد / وعقاب جبار وسطوة غالبِ
فتراه يمزج في العقوبة والتقى / بنهاره المرهوب ليل الراهبِ
يا رب هب هِبة الإله فإنه / ليث وطود حجي وغيث مواهبِ
حلو الضرائب وهو في يوم الوغى / بالبيض مرهفة أمر مضاربِ
ذمر يبرح بأسه بمقانب / ويقوم مدرج كتبه بكتائبِ
بعدت مسافة مجده من حاسد / ودنت رغائب كفه من راغبِ
ويهاب في يوم الهياج ولا يرى / للموت في يوم الهياج بهائبِ
فلحوزة الإسلام أحمى ناصر / ولنائب الرحمن أنصح نائبِ
يمسي ويصبح وهو سلم مسالم / وإلى خلافته وحرب محاربِ
بالوافر استنفدت معظم وفره / لما قربت إليه والمتقاربِ
مهلا أبا الفضل الذي فضل الورى / طرا بحق ندى يديه الواجبِ
عرفت يمينك العوارف والندى / فهما عليك الدهر ضربة لازبِ
ما روضة مطلولة أرجاؤها / ضحكت ضحاء من بكاء سحائبِ
محمرة مخضرة فكأنها / من حسن منظرها خدود كواعبِ
أضحى نثير الطل فوق ترابها / يحكي العقود نظمن فوق ترائبِ
وكأنما الغدران بين مروجها / مصقولة بيضا متون قواضبِ
مثل اللجين فإِن تراءت فوقها / شمس رأيت نضار تبر ذائبِ
يوما بأحسن منك زهر خلائق / هي في سماء المجد زهر كواكبِ
فبقيت محد الدين من متطول / سامي العلى خرق مهبب واهب
صبا ببذل المكرمات متيما / ترمي العدو بسهم راي صائبِ
بشرك عن نيل المنى معرب
بشرك عن نيل المنى معرب / وأنت في بذل الندى مغربُ
يا قمرا راحته مزنة / وخلقه حمى معشبُ
أنت الحيي الأريحي الذي / بحر يديه العدّ لا ينضبُ
أنت المطاع الماجد المجتبي / أنت الشجاع البطل المحربُ
أنت الهمام اليقظ المجتدي / والمستماح الحوّل القلّب
أنت الذي أفعاله أنجم / في أفق العلياء ما تغربُ
أنت ربيع ربعه دائما / للوفد مجاج الثرى مخصبُ
أنت الذي يحلو لسؤاله / سماح كنيه ويستعذبُ
أنت الذي يسهل منك الذي / قد كان من غيرك يستصعبُ
أنت الذي ترغب في حمدنا / أضعاف ما في جوده نرغبُ
أنت إذا اسود الدجى راهب / وأنت ما أبيض الضحى مرهبُ
أنت شهاب ثاقب نوره / في ظلمة الخطب فمن مصعبُ
ما أنت بالجهم المحيّا ولا / غيم جهام برقة خلبُ
يا مزنة الجود الذيب سيفه / على العدا صاعقة تلهبُ
كم أسد أرداه في مأزق / بطعنة من رمحك الثعلبُ
هذا وكم من مقنب رعته / بحملة فانهزم المقنبُ
يا خير من تجري به في الوغى / جرد كسيدان الغنا شربُ
يا من يناديه يشام الندى / ويا من الخائف والمذنبُ
بضائع الشعر وإجلابه / يوما إلى غيرك لا تجلبُ
فيا أبا الفضل البعيد المدى / أنت لطلاب الندى مطلبُ
تاهت بك الدولة يا شمسها / فدمت ما لاح دجى كوكبُ
كم أسلفتني منة منة / عذراء بكرا يدك الثيّبُ
كأنما عصرك من حسنه / لا ذهبت أيامه مذهبُ
عشت الذي عاش شعيب فمن / رام مدى أحرزته أشعبُ
ودمت في عزوفي منعةٍ / ما تطلع الشمس وما تغربُ
له يد يابسة في الندى
له يد يابسة في الندى / ومقلة لا نظرت رطبَه
لا يأكل اللقمة مع عرسه / في الدار حتى تدخل القبّه
يقول إني هاشميّ وهل / يصدق من ليست له نسبَه
وما له إن رمت تعريفه / أب ولا أم سوى الرحبَه
علمت في هجوي له أنه / إلى النبي المصطفى قربَه
يا شريف الرحبة النذ
يا شريف الرحبة النذ / ل ويا كلب الكلاب
قد تنقصت وقد صر / ت ببوأب وباب
أو ما أنت المربى / في المخازي والمرابي
لست من بِيض بني ها / شم يا بيض الترابِ
أنت ما فرجت كربا / قطيا نورَ الكرابِ
أنت لا تصلح للحر / ب ولكن للحرابِ
يا زعيم الدين لا تن
يا زعيم الدين لا تن / سى من الطهر نصيبي
عقربي في الهجو ان شو / ور زَهمان نصيبي
ما لفتى الصاحب لا الصاحب
ما لفتى الصاحب لا الصاحب / يشقصه وتظهر العجائبُ
بلحيةٍ يضرط منها الشارب / ونكهةِ بنتنِها يعاقِبُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025