القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ دُنَينِير الكل
المجموع : 10
دعا عذلي لم يبق عقلا ولا لبّا
دعا عذلي لم يبق عقلا ولا لبّا / مبيب دعاه البين فارتقت إذ لبى
وولى فولّت نضرة العيش بعده / وأضحى فؤادي مستهاما به صبا
يموت اشتياقا كلما عن ذكركم / فيحييه خقاق النسيم إذا هبا
فيا عين ما أبكى ويا قلب ما أشجى / ويا صبر ما أفنى ويا نفس ما أصبا
أأسي بموسى مستهاما معذّباً / أرى مرما ألقاه في حبّه عذبا
ويكثر عذلي في هواه عصابة / جعلت لرأسي من خلافهم عصبا
وقد ظهرت آياته في جماله / فيا حسنها من معجزات ويا عجبا
لئن ظهرت آي ابن عمران في العصا / فآيات هذا في عذار له دبا
إذا ضرب الخالين من سورة الهوى / يفجّر من حبّ القلوب له حبّا
وإن هو ألقاه لسال عن الهوى / تلقّف منه العقل والقلب والليا
إذا ما بدا في صفحة الخد مرسلا / تبيّن أن الحسن كان له ربا
فيا هاجري من غير ذنب جنتيه / أيجمل أن أرضاك خبا وأن تأبى
أيها الصاحب المعظّمُ إني
أيها الصاحب المعظّمُ إني / أتشكّى اليك من أوصابي
أعقبتني الصهباء أمسِ خمارا / راح في القلب مثل وخزِ الحرابِ
وسؤالي من حسن رأيك أن تن / في خماري بلعقة من شراب
وإذا لم يكن لديك شراب / فانف عنّي الخمار بالجلاب
تبسّم برقُ الحيا فانتحب
تبسّم برقُ الحيا فانتحب / فأبدى الربيع فنون الطرب
ودارت عليه حميّا السحاب / فشقّ من السكر حبيب العشب
فبادر إلى صرف همّ الفؤاد / بصرف مدام تحاكي اللهب
إذا أنكحوها بصفو الزلال / تولّد إذ ذاك منها الحبَب
وقد خلقت قبل خلق الزمان / فجاءت لذاك تعُدّ الحقَب
إذا قطبَ الكأس فاجعل له / يمينيك لما يدورُ القطب
وحسبك من أعجم ناطقٍ / تطيش العقول إذا ما اصطخب
إذا حركته يدا حاذقٍ / تحرك وافى النهى واضطرب
إذا ما أجدّ بأوتارهِ / أجبا الهوى منه داعي اللعب
ويا بأبي دمية حلّلت / دمي فاغتدى للنوى منسكب
نأت ونأت دارُها فاغتدى / فؤادي للبعد صبا وصب
ولم أنس ليلتنا بالكثب / إذ شملنا معها في كثب
وقد عقد الول لي باللوى / لواء وعيشتنا تنتهب
ونحن نصوك بجيش الوصال / ونسطو على حادثات النوب
فاجني من الوجنة الجلنار / وأرشف من تحت درّ ضرب
فويلاه إذ صاح فيدارنا / غراب على غصن من غرب
ففرق من شملنا جامعا / وبعد من ربعنا ما اقترب
ألا يا لقومي من مدنفٍ / نصبن له شركا من نصب
ويا قاتل الله جند الهوى / تذِلّ العزيز وتوهي الحسب
وإنا سلالة ماء السماء / فرعنا عُلا باذخات الرتب
فخرنا الملوك وطلنا الورى / وسدنا على عجمهم والعرَب
وأيا منا مثك ما قد عل / ت بؤس ويوم نعيم يحب
فأموا النافرقت في الورى / وأفعالنا جمعت في الكتب
وفينا العلوم وفينا الحكوم / تليد وطار فيها المكتسب
ولحم لها شرف باذخ / وأبوابها مستقر الطلب
أصول زكت وفروع نمت / فمدّت من الفخر أقوى سبَب
وركب تساقوا بكاس السرى / وكاسِ الكرى والندامى النجُب
يؤمون بحراً من المكرماتِ / فقلتُ طلابكمُ في حلب
قفوا بيني زهرة الأكرمين / فجودُ يديهم قصارى الأرب
وأموا النقيب فإن الحيا / إذا راؤه بالحباء انتقب
رحيب الفنا ومفيد الغنى / ومعطي المنى ومزيل الكرب
هو الشمس لكنّه دون من / يؤمّلهُ ليس بالمحتجب
حمى عرضه وأباح اللها / فأعراضهُ بالندى تنتهب
غدا المال محتقراً عنده / وعند الأنام غدا محتقب
يشيد شريعة آبائه / بعلم ونسك يزينُ الأدب
اقلّ فضائله إذ يعد / دبين الأنام علوم الأدب
لقد خصّهُ اللّه بالمكرمات / على من بقي وعلى من ذهب
مناقب يعجز عن حصرها / بنظم المديح ونثر الخطب
فيابن العطايا إذا ما احتبى / ويا ابن النبي إذا ما انتسب
تستهل اخلاقك الباهرا / ت نظم القريض إذا ما صعُب
ومن يستطيع مديحا لكم / وقد أنزل الله فيه الكتب
فيا ابن الحواميم في مدحكم / جفاني أخ وابن عمّ وأب
وإني أرى الدين لا يستتم / إلا بحبّكم إذ وجب
نزلت بربعك الفيتة / رحيب الغناء لذيذ الترب
فأكرمتني إذ جفاني الصديقُ / وباعدني الصاحب المقترب
طب اعل ارق زدعد مر انه احمم صب / جد انعم خذ اسلم عش آزه اسرجب
فلست أهنّيك بالعيد إذ / له بك أسنى التهاني نجب
فدمت له ولأمثاله / بمرتبةٍ من أجلّ الرتَب
ولا عدمَ الناس منك أمرأً / يصوب إذا أخلفتنا السحُب
سلام عليكم والتحية تكتبُ
سلام عليكم والتحية تكتبُ / إذا عزّ ممن نرتجيهِ التقرّبُ
وتهدي واهداء السلام بحاجبٍ / يكون وذو رد السلام محجّبُ
وما زال عندي الشوق نحوكَ دائماً / أغالبه والشوقُ لا شك أغلب
وفضلك يحدوني إليك وإنني / لذو كلف بالفضل والفضل معجب
فشرق حتى ما خلا منه مشرق / وغرب حتى ما انزوى عنه مغرب
ولا فخر في الدنيا بغير فضائل / يمدّ رواقُ المجد منها ويضربُ
وما الملك إلا حلية مستعارة / تجيء الفتى في عمره ثم تذهب
وإبقاء مجد م ثناء مخلد / ألذّ شذاً من مندلجا وأطيبُ
ترجى وذا فخز المرجّى وإنّما / فخار الفتى من حيث يرجو ويطيب
وكل امرء يولي الجميل محبّب / وكل مكان ينبت العز طبب
ولم أك إذ يممت ربعك منشدا / ولست بمستبق وأنت المهذب
فإن شملتني منك أدنى عناية / فما بين قصدي والغنى متطلب
فواللّه قد أصبحتُ في الناس مملقا / وقلبي لأملاقي من المال قلّبُ
وأنت سماء المكرماتِ وإنما / يرجّي السماء الناسُ حين تحجّبُ
أضرّ بي إذا جدّ في كعبه
أضرّ بي إذا جدّ في كعبه / ظبي غدا والفؤاد من سلبه
صبّ حبا بالبعاد مجتهداً / فيه وصبّ صبا إلى وصبه
مستعذب في الهوى العذابَ ولا / يلغى أريب والصد من أربه
يا من لدامي الجفون ساهرها / أم من لصبّ الفؤاد مكتبه
رماه رام قد رام قتلتهُ / فأقصدته سهام مستلبه
حكى رقادي جفان مجتنبا / والقلب يحكي خدّيه في لهبه
فز فرتي من هواه في صعد / والدمع من منتآه في صبَبه
كم صدّ عنّي ودارهُ صدد / منّي فراحَ الفؤادُ في كربِه
فمن مجيري من الصدود فكم / أخلصُ من حربه إلى حزبه
يا ليلةً لذّ لي العتاب بها / فيه ويا طيبه لمجتذ به
وباللّوى ما لوى الحبيبُ لنا / دينا وهضب الكثيب في كثبه
أسوف مسكا ما بين أترابنا / فيه ونشر العبير من تربه
واليوم من كنت فيه آلفهُ / نيتابه الدهر من ردى نوبه
يا رقدة لم يزل يزورّها / لي أملي فالحياة من كذبه
أروم فيها زور الخيال وهل / محتقب للمنى مدى حقبه
لو زال بؤسي حظيت منه بما / أملّ قلبي من منتهى طلبه
أو كان بهرام شاه يلحظني / بعين حبّ تدني إلى قربه
ملك إذا ما الأنام عادله / فالفخر في عجمه وفي عربه
علا يا دارك كل مكرمة / فراح في إسمه وفي لقبه
ما زلت أحدو إلى زبارنهِ / تجائب العزم غير مضطربه
حتى أنيخَ السرى قرأت لها / بيت حبيب وكان أجدر به
ترمي بأشباحنا إلى ملكٍ / تأخذ من ماله ومن أدبه
الملك الأمجد الهمام ومن / في مدحه راح منتشى طربه
فاق جميع الملوك في علمه ال / جمّ وفي جوده وفي نسبه
مشترك في ذرى فواضله ال / قاصي وحظ الداني على صغبه
والجود ما سار في البلاد مسي / ر الغيث تروي الأنام من سحبه
أغنى جميع العفاة من رغبه / وكفّ جمع الطغاة من رهبه
علم لو أن الخليل يسمعه / هجّن ما قد حواه في كتبه
والعلماء الماضون ما انتخبوا / من غرر الفضل منتخبه
مولى ملوك الأنام قاطبةً / فيمم البحر وامض عن قلبِه
فالعلم والحلم والفصاحة وال / سؤدد والمكرمات من رتبه
والطعن والضرب والمواهب من / رماحهِ أو يديه أو قضبه
حياة هذا الورى رضاه كما / مماتهم في اليسير من غضبه
قد عرف الدهر حقّ معرفةٍ / فالحمد والشرك جدّ مكتسبه
فقد تعرّى مما يشينُ كما / قد اكتسى ما يزين من رغبه
يا ملكا ربعه ربيع ندى / نيل الأماني لديه من عشبه
عذراً فمن كان جدّ يغيته / حصر معاليك ظلّ في تعبه
لا يبلغ اللفظ وصفكم لفتىً / بجهد في شعره وفي خطبه
جزتم وقد حزتم المكارم عن / كل مقال بروقُ من عجبِه
ما بعد رامة للمشتاق من إرب
ما بعد رامة للمشتاق من إرب / فاحبس بها فإليها منتهى طلبي
وقف بها وقفة تشفي الفؤاد بها / مما يعانيه من داء ومن وصبِ
واحلل عرى دمعك المقصود في دمق / قد أقفرت بعد بين الخرّد العرُبِ
يا دار لا زال درّ الغيث منهمراً / في عرصيتك بفيض غير منقضب
وإن جفتك غوادي المزن هامية / سقاك دمع جفون جدّ منسكب
حلّاك إذ حلّ في مغناك منه حلىً / يروقُ منظرُها بالزهر والعُشُبِ
حلّلتها بعد شمل كاف مقترباً / في ربعها ببعاد غير مقترب
وشملنا في اجتماعٍ والزمان لنا / مساعف ومحلّ الدار في صقب
ولم ترعنا من التفريق حادثة / ولا تعدّى إلينا قادح النوبِ
وودّ لمياء لا شيء يدنّسهُ / كذاك وذّي لها عار من الريب
وليلة بتّ أجني من مراشفها / رضاب ثغر حكى ضربا من الضرَبِ
إذ غادرت حندس الظلماء وهو ضحى / من نور وجه بريك الشمس لم تغبِ
عاطيتُها خمرة حمراء صدافية / تخال في كاسها جمرا من اللهب
كأنّ في اليد منها بعدما مزجت / يا قوتة رصّعت من لؤلؤ الحبَبِ
لم يخلق الدهر إلّا وهيَ كائنة / في دنّها قبل خلق الكرم والعنبِ
حتى بدا الصبحُ يحكى في تبلّجهِ / وجه المليك عماد الدين ذي الرتب
ملك له بأسُ من لا يرتجى أبداً / وجود من كفّه توفي على السحُبِ
نعمى أبى الفتح من أغنت فواضلهُ / ذوي المقاصد من فاء ومقترب
ملك إذا ما البحار السبع قست بها / جدوى أياديه عادت منه كالقلبِ
إذا تناسب هذا الناس وافتخروا / كانت مناقبه أعلى منَ النسب
تجيي عطاياه ميتَ المكرمات كما / تنسي سجاياهُ ما قد خطّ في الكتبِ
فارقب رضاه وكن منه على ثقةٍ / وخف سطاه إذاً في ساعة الغضَبِ
لم يعتقل سمهريا يوم معركةٍ / إلّا وقام مقام الجحفل اللجب
نابت مهابتهُ عن سيفهِ وقفت / نفوسُ أعدائهِ من شدّةِ الرعُبِ
فاسأل أعاديه عن افعاله فلكم / كساهم الذلّ بعد الويل والحرَبِ
لم ينج منهم سوى من كان عصمتهُ / من خيفة القتل ما أعياه من هربِ
ملك الورى دعوةً منّي على مضضٍ / من الزمان الذي أخنى بلا سببِ
أودى تلادي وولى بعده تبعا / حتا طريفي وما جمعت من نشَبِ
وكان قد غفلت عني حوادثهُ / في بغلة كنت أقضي فوقها أربي
حتى ألمّ بها منه الردى فغدا / قلبي قتيل الأسى والهمّ والنصَبِ
ولم أجد سبباً يخني الزمان به / على ذوي الفضل إلا حرفة الأدب
فألبت عداي بأخرى مثلها فلقد / قصّرت عن كلّ ما أهوى من التعب
أولا فأدهم تغري الليل غرّتهُ / نهدُ القصيري شديد العظم والعصب
سامي التليل عريض المتن مرتفع / عالي النواهق وافي الرسغ والذنب
صافي الأديم كأن البرق غرّتهُ / رحب اللبان أسمّ الأنف والقصبِ
كاس من الليل بالظلماء ملتحف / لكنما زانهُ التحجيل بالجبَبِ
هقل إذا ما تولى مدبرا فإذا / أتى فظبي كناس ريع من كثَبِ
يكاد يسبق لحظ العين كيف جرى / فما يدانيه مرّ الريح في الخبَبش
ولو يباريه زاد الركب عن عرضٍ / في حلبةٍ لكبا منه على الركبِ
فذاك بغية مثلي من نداكَ وأن / وأعود من جودكم بالمنظر العجب
ملك البرايا لقد أملت صفاتك لي / ما ليس يحصر في شعر ولا خطب
تراك تشفع لي عند الوزير عسى / يخطّ وزري وعيب قد حوت عيبي
أفروتي هي والمقيار ألبيتها / في الصيف أم كفن ينضمّ في الترب
تحلّم البرد في جسمي فغادرهُ / لقا بغير لقاء السمر والقضب
إذا أتى القرّ لم اسطع مدافعةً / عني بسمر الموالي لا ولا اليلَبِ
وصال غيري نقد حاضر أبداً / والوصل لي موعد من غير مكتسبِ
كذاك حظّي من الأيام أعرفهُ / قد فاتني العمر والآمال تلعب بي
حاشا جنابك إني أستطلّ به / والحال ما حال من فقري ومن سقبي
ما لي سواكم فلا الحدباء أدخلها / يوما ولا حلبي قد درّ من حلَبِ
من لي إذا لم تكن لي يا أجل فنى / فاق البرية من عجم ومن عرب
لا تستمع في أقوالاً مزخرفةً / من غير ذي حسب كلا ولا نسب
ولا تصدّق عدوا ما يفوه به / عنّي ويشبهُ ما قال من كذب
وفي البريّةِ قوم عمّ جهلهمُ / حقّا فيا عوابه درّا بمخشلب
يبغون أن يبلغوا شأوي ومن لهمُ / به وكم بين صمّ الصخر زالذهب
سعر إلا دراكه من غير منقبةٍ / كلا ولا رتبةٍ في الدين والأدب
فقصّروا فرموني بالقبيح ولم / أكن الأرضاه في جدّ ولا لعب
ما زلتُ بالعلم طول الدهر في صعد / ولم يزالوا بفرط الجهل في صبَبِ
باللّه أقسم إني لا أزال لكم / موالياً مددَ الأيام والحقَبش
لما رأيت أنّي الجود قد غَرقت / فيه الأماني بمال جد منتهب
كنت الحقيق به من كل زي أمل / علما وفضلا وما أسلفت من قربِ
دم هذكا بغم تولى ومنقبة / تبنى فتسموا على الأفلاك والشهبِ
فالرزقُ والأجل المحتوم قد كفلت / كفاك إعطاءها بالمال والقضب
لم يلحتق شأوكم كسرى ولا تبعت / أخلاق تبّع أو مسعى أبي كربِ
فؤاد عصاه صبره وهو طالبُه
فؤاد عصاه صبره وهو طالبُه / وقلب أبت إلا التهابا جوانبه
وجفن تداعت للفراق شؤونهُ / فسالت دما لما تناءت حيايبه
فللّه قلبي حين زاد خفوقهُ / ولله جفني حين سحت سحائبه
وليل كيوم الحشر طولا سهرتهُ / قتيل الأسى حتى تجلّت غياهِبُه
تساورني الأحزان فيه ولم أزل / أراقبه كيما تغور كواكبه
فمن لكئيبٍ ساء في الحب حاله / وقد رنّقَت بعد الفراق مشاربه
وأصبح لا يلوي على ذي ملامةٍ / يعنّفهُ يوم النوى ويعاتِبُه
ففي كل يوم ناصح تتكلّف / يفنّدُني إذا ليس تقضى مآربه
ولست بمن يصغي إلى قول عاذل / ولا لرقيب بعد بين أراقبه
فما بعد بعد المالكية حادث / أحاذره إذ تعتريني نوائبه
سقى السفح من أعلام منيج هاطل / من الغيث كل تروي ثراه سواكبه
معالم لهو لا يملّ فناؤُها / ومنزل عيش مشرقات جوانبه
فكم لي بها من ليلة بتّ أجتلي / بها الشمس والإظلام سود ذوائبه
فما زلت منها في نهار ولم أزل / من العيش في ظل صفت لي جلابيه
وما كان إلا الدهر فرّق ما غدا / من الشمل مجموعا فضلّت مذاهبُه
وما خلتُ أن الدهر تخني صروفهُ / ولكن دهري ليس تقضى عجائبه
وما فرقي من حادث ظلت جازعا / له وشهاب الدين بالجود غالبُه
فتى نصر الدين الحنيف بعزمةٍ / إذا الخطب لاقاها تهدم جانبه
هو الراهب المال الذي ليس غيرهُ / من الناس يعطي بعض ما هو واهبه
فلا جود إلا ما أفادت يمينهُ / ولا نصر إلا ما أفاءت كتائبُه
وما انفك سكريا على من ينيلهُ / نوالاً ومصبوما على من يحاربه
ولو لم يكن للجود عاف وطالب / عذت نفسه بالجود منه تطالبه
فإن كان حرب فالرؤوسُ نثاره / وإن حان سلم فالنفوس مواهبه
فيا ناصر الإسلام بعد اهتضامه / ويا ناشر الإنعام أكدت مطالبه
شددت عرى الدين الحنيف وقد وهت / وألبسته نصرا أو غيرك سالبه
شحذت له من حد رأيك منصلا / يردّ الرزايا لا تفلّ مضاربه
وأثبتّ من جدوى يديك مناقا / هي المجد لا ما يبتغي منه كاسبه
وأرغمت حُسّاوي بوعد وإنما / تلافهم أن ينجز الوعد صاحبه
فلا صبر إنّ الصبر محّت رسومهُ / ولا مهل قد غصّ بالماء شاربه
ومن عجب إني دعوتك للندى / وجودك مثل البحر جاشت غواربه
بأوهم محبوك الذراعين والقرى / هضيم الحشى مستشرفات مناكبه
كأنّ به من حندس الليل ظلمة / تقمّصَها إذ تمّ فيه تناسبُه
إذا رمقتهُ مقلة العين معجبا / وأثنَت عليه قيل إنّ وراكبُه
فذلك ما أمّلتهُ ووعدتني / به وهو دين ليس يسقط واجبه
فما لي من أرجو سواك نوالَهُ / ولا بفنا الحدباء سمح أجاذبه
وإني لمن قوم تكاد نفوسهم / جلالا تعاف العيش إذ لا تصاحبه
هم القوم من لا قيت منه رأيته / رفيع العلا ليست تنال مناقبه
بماذا أهنئ الشهر منك وأيما / خلالك أثنى إذ مدى لا أقاربه
فلا سوف للآداب إلا بأن ترى / مليّا بعز ليس يقلع راتبه
مدحت الوزير بما ليس فيه
مدحت الوزير بما ليس فيه / وكنت بمدحيه عين المريب
فقابلني منه منع الثواب / ومنع الثواب جزاء الكذوب
نسيت إلى الحدباء زورا وإنما
نسيت إلى الحدباء زورا وإنما / إلى بعلبك أنت تعزى وتنسب
وقلت ابن موسى أي موسى ادعيته / لامك بعلاء أنت فيه مكذب
وإنك لم تعلم أباك من الورى / فتعزى له يا خزي من ماله أب
طويت لكم سر الضمير على وفى
طويت لكم سر الضمير على وفى / يواظبه قلبي بغير تقلّب
فقولي وفعلي صادر عن مودّة / وليس على من ودكم من تعتب

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025