المجموع : 10
أرى عمري مؤذِناً بالذهابِ
أرى عمري مؤذِناً بالذهابِ / تَمُرُّ لياليه مَرَّ السحابِ
وتفجأني بيض أيامه / فتسلخ مني سواد الشباب
فمن لي إذا حان منّي الحمام / ولم أستطع منه دفعاً لما بي
ومن لي إذا قلَّبتني الأكفُّ / وجردني غاسلي من ثيابي
ومن لي إذا صرت فوق السري / رِ وشيل سريري فوق الرقاب
ومن لي إذا ما هجرت الديا / رَ واعتضت عنها بدار الخراب
ومن لي إذا آبَ أهل الودا / دِ عنِّي وقد يئسوا من إيابي
ومن لي إذا ما غشاني الظلا / مُ وأمسيت في وحشة واغتراب
ومن لي إذا منكرٌ جدَّ في / سؤالي فأذهلني عن جوابي
ومن لي إذا قام يوم النشو / رِ وقمت بلا حجةٍ للحساب
ومن لي إذا ناولوني الكتا / بَ ولم أدرِ ماذا أرى في كتابي
ومن لي إذا امتازت الفرقتا / نِ أهل النعيم وأهل العذاب
وكيف يعاملني ذو الجلال / فأعرف كيف يكون انقلابي
أباللطف وهو الغفور الرحيم / أم العدل وهو شديد العقاب
ويا ليت شعري إذا سامني / بذنبي وواخذني باكتسابي
فهل تحرق النار عيناً بكت / لرزء القتيل بسيف الضبابي
وهل تحرق النار رجلاً مشت / إلى حرمٍ منه سامي القباب
وهل تحرق النار قلباً أذيب / بلوعة نيران ذاك المصاب
أوَ بعدما ابيضَّ القذال وشابا
أوَ بعدما ابيضَّ القذال وشابا / أصبو لوصل الغيد أو أتصابي
هبني صبوت فمن يعيد غوانياً / يحسبن بازيَّ المشيب غرابا
قد كان يهديهنّ ليل شبيبتي / فضللن حين رأين فيه شهابا
لا يبعدنَّ وإن تغيَّر مألف / بالجمع كان يؤلف الأحبابا
ولقد وقفت فما وقفن مدامعي / في دار زينب بل وقفن ربابا
فسجمت فيها من دموعي ديمة / وسجرت من حرّ الزفير شهابا
واحمرَّ فيها الدمع حتى أوشكت / تلك المعاهد تنبت العنابا
وذكرت حين رأيتها مهجورة / فيها الغراب يردد التنعابا
أبيات آل محمد لما سرى / عنها ابن فاطمة فعدن يبابا
ونحا العراق بفتية من غالب / كل تراه المدرك الغلابا
صِيدٌ إذا شبَّ الهياج وشابت ال / أرض الدما والطفل رعباً شابا
ركزوا قناهم في صدور عداتهم / ولبيضهم دعلوا الرقاب قرابا
تجلو وجوههم دجى النقع الذي / يكسو بظلمته ذكاء نقابا
وتنادبت للذبِّ عنه عصبة / ورثوا المعالي أشيباً وشبابا
من ينتدبهم للكريهة ينتدب / منهم ضراغمة الأسود غضابا
خفوا لداعي الحرب حين دعاهم / ورسوا بعرصة كربلاء هضابا
أُسدٌ قد اتخذوا الصوارم حلية / وتسربلوا حلق الدروع ثيابا
تخذت عيونهمُ القساطل كحلها / وأكفهم فيضَ النحور خضابا
يتمايلون كأنّما غنّى لهم / وقع الظُبى وسقاهم أكوابا
برقت سيوفهم فأمطرت الطُلى / بدمائها والنقع ثار سحابا
وكأنّهم مستقبلون كواعباً / مستقلبلين أسنَّة وكعابا
وجدوا الردى من دون آل محمد / عذباً وبعدهم الحياة عذابا
ودعاهم داعي القضاء وكلهم / ندب إذا الداعي دعاه أجابا
فهووا على عفر التراب وإنّما / ضموا هناك الخُرَّدَ الأترابا
ونأوا عن الأعداء وارتحلوا الى / دار النعيم وجاوروا الأحبابا
فأقام عين المجد فيهم مفرداً / عقدت عليه سهامهم أهدابا
أحصاهم عدداً وهم عدد الحصى / وأبادهم وهم الرمال حسابا
يومي إليهم سيفه بذبابه / فتراهم يتطايرون ذبابا
لم أنسه إذ قام فيهم خاطباً / فإذا همُ لا يملكون خطابا
يدعو ألستُ أنا ابن بنت نبيّكم / وملاذكم إن صرف دهر نابا
هل جئت في دين النبيّ ببدعة / أم كنت في أحكامه مرتابا
أم لم يوصِّ بنا النبيُّ وأودع ال / ثقلين فيكم عترة وكتابا
إن لم تدينوا بالمعاد فراجعوا / أحسابكم إن كنتم أعرابا
فغدوا حيارى لا يرون لوعظه / إلا الأسنَّة والسهام جوابا
حتى إذا أسفت علوج أمية / أن لا ترى قلب النبيّ مصابا
صلَّت على جسم الحسين سيوفهم / فغدا لساجدة الظبى محرابا
ومضى لهيفاً لم يجد غير القنا / ظلاً ولا غير النجيع شرابا
ظمآن ذاب فؤاده من غلة / لو مسَّت الصخر الأصمّ لذابا
لهفي لجسمك في الصعيد مجرداً / عريان تكسوه الدماء ثيابا
تَرِبَ الجبين وعين كل موحد / ودَّت لجسمك لو تكون ترابا
لهفي لرأسك فوق مسلوب القنا / يكسوه من أنواره جلبابا
يتلو الكتاب على السنان وإنما / رفعوا به فوق السنان كتابا
ليَنُح كتابُ الله مما نابَهُ / ولينثن الإسلام يقرع نابا
وليبك دين محمد من أمَّةٍ / عزلوا الرؤوس بوأَمَّروا الأذنابا
هذا ابن هند وهو شرٌّ أميةٍ / من آل أحمد يستذلّ رقابا
ويصون نسوته ويبدي زينباً / من خدرها وسكينة وربابا
لهفي عليها حين تأسرها العدى / ذلاًّ وتُركبها النياق صعابا
وتبيح نهب رحالها وتنيبها / عنها رحال النيب والأقتابا
سلبت مقانعها وما أبقت لها / حاشة المهابة والجلال حجابا
هي شمس زفَّها بدر الحسان
هي شمس زفَّها بدر الحسان / وبها شَعَّت لئالي الحبب
سعد الطالع في هذا القران / فلك البشرى بنيل الأرب
قام يجلوها وفي مقلته / فترة يحسبها الرائي نعاس
كلما استمسك في مشيته / عبث الدلُّ بعطفيه فماس
ذقت غير الخمر من ريقته / ولي السكر على غير قياس
من مجيري والهوى فيه الهوان / من شتيت الثغر حلو الشنب
إن حكته الريم في لحظ فما / هي تحكيه بثغر وفمِ
فعلت عيناه في القلب كما / فعلت في الحرب أسياف الكمي
ليت شعري ما على عذب اللمى / لو شفى برد لماه ألمي
وسقاه بين منظوم الجمان / بَرَداً يمزجه بالضرب
أترى ألثم عينيه وفاه / وأشمُّ الآس من تلك الجعود
أم تراه مسعداً لي بوفاه / فأقضِّي منه ممطول الوعود
أم ترى إن نطق اللاحي وفاه / يذهب العشق أم الصبر يعود
كيف والشوق جموح والعنان / في يَدَي طفل كثير اللعب
يا غزالاً ملأ الجسم ألَم / وأذاب القلب منِّي وصَبَا
طال عهد بتلاقيك ألم / يأنِ أن ترحم صبّاً متعبا
كم أقاسي حرق الوجد وكم / أسهر الليل أَعدُّ الشهبا
وعلى العشاق في حبك هان / سهر الليل وعدُّ الشهب
أبداً قلبي أسير في يديك / وبه المكثر في اللوم يجور
أوما تنظر ما في شفتيك / إن تشأ يحيى به من في القبور
وترى الناس بداجي وفريتك / آية الثعبان في سود الشعور
إن هاتين لعمري آيتان / شهدا أنك في الحسن نبي
سحر عينيك أرى الناس العجاب / من ضعيفين يصيدان الأسود
وبخديك جرى ماء الشباب / فذكت في موجه ذات الوقود
وذررت المسك في التبر المذاب / وهو الخال على ورد الخدود
وتَثَنَّيت فماس الخيزران / فوق مرتجٍّ كدعص الكثب
جذوة الحسن غدت برداً عليك / وسناها في القلوب اتَّقَدا
مذ بدا لاهبها في وجنتيك / وجد القلب على النار هدى
لا ألوم الفرس فالقصد إليك / حين للنيران خرُّوا سجدا
لورأتها الحور فارقن الجنان / وسكنَّ النار ذات اللهب
كيف يسلو القلب من بين الصِبَاح / من جرى في خدِّه ماء الصبا
يرسل الشعر على مثل الصباح / لو رآه قمر التَمِّ صبا
حَسُنَ الجورُ لديه فأباح / طولَ هجري وعن الوصل أبى
وبه الشوق وفى والصبر خان / وجرت عيني كفيض السحب
كتبت ومن دهشة الاشتيا
كتبت ومن دهشة الاشتيا / قِ حرتُ فلم أدرِ ما أكتب
لأني أكابد ما لا يبين / عنه اليراع ولا يعرب
أكاد إذا عَنَّ تذكاركم / لسمعي أغصُّ بما أشرب
يقلبني الهمُّ فوق الفرا / ش كمن بات تلسعه العقرب
فلا أبعد الله عهدي بكم / فأقصى رجائي أن تقربوا
ساق حادي الصبا عشار السحاب
ساق حادي الصبا عشار السحاب / فسقى دار زينب والرباب
وتمشَّى بها النسيم عليلاً / ساحباً ذيله بتلك الروابي
أصبحت للظبا كناساً وكانت / ملعباً للكواعب الأتراب
كل غيداء غضة الجسم تحكي / فضة أُشربت بتبرٍ مذاب
جنة إن نظرتها بات طرفي / في نعيم ومهجتي في عذاب
أسهرتني بأعين ناعسات / نمن عن ليلتي وبتُّ لما بي
لم تدع لي إلا حشى مستطار ال / لبِّ ما بين صبوة وتصابي
لا على الابتعاد يسلو فينسا / ها ولا يستريح بالاقتراب
هو في بعدها يجنُّ وعند القر / ب يخشى تفرَّق الأحباب
ما لقلبي يأبى له الشوق والوج / دُ شفاء من هذه الأوصاب
أنا في البعد مستهام فإن حا / نَ وصال قضيته بالعتاب
لست أنسى لما التقينا وحال ال / وجدُ بين القلوب والألباب
فأتتني تكفكف الدمع عن نب / لِ جفون يراش بالأهداب
لا تلحني إن ذاب قلبي اسىً
لا تلحني إن ذاب قلبي اسىً / أو سال دمعي كالحيا صيِّبا
إن افتقاد الصبر تاريخه / عند افتقاد الحسن المجتبى
إذا كان فتح الباب للضيف سُبَّةً
إذا كان فتح الباب للضيف سُبَّةً / وعاراً فإنا منه سوف نتوب
وإن ناب عنا بالإقامة ضيفنا / فلا بُدَّ أنّا بالرحيل ننوب
ودعه يقم ما شاء فالبيت بيته / ونحن إذا اشتقنا إليه نؤوب
لعلّ اللقا يرتجى علَّه يرتجى
لعلّ اللقا يرتجى علَّه يرتجى / وللصبر نيل المنى ينتسب
ومن يتّق الله يجعل له مخرجا / ويرزقه من حيث لا يحتسب
ما اسم رباعي وحرفان به
ما اسم رباعي وحرفان به / قد ساويا جملته إذ تحسب
ما في الحروف منه غير واحد / فما الذي منه غدا يركب
أوله تراه في آخره / ولم يكرر منه حرف فاعجبوا
يوصف فيه بلد مقدس / أو مرسل أو ملك مقرب
ينام إن حرفته وإن أكن / نظيره معنى فإني أكذب
طوراً تراه اسماً وفعلاً تارة / وهو بكلتا حالتيه معرب
وجوه الاعراب عليه اعتورت / لو أنصفوا ما كان إلا ينصب
أوله يزيد عن ثالثه / وهو له عشر إذا ما ينسب
آخر كل اسم له ثان وعن / أوله الثالث منه يعرب
يا من يريد حلَّه أبانه / أولُ بيتي ذا فأين تذهب
لو كنت يا قلمي تطي
لو كنت يا قلمي تطي / ق الوصف عن حالي وتنبي
عما اقاسيه بكي / ت لما الاقيه وحسبي
من موجع آلام أن / تجري مع الأيام صحبي
وأقاربي ومباعدي / ومقاربي فالكل حربي
من بعد سلم هل فؤا / دي طود حلم أم لقلبي
صبر على هجر الرضا / وجفاه بعد زوال كربي
بوفاه لا أدري تنا / سي عهده ليكون عتبي
إياه ينجز وعده / أم مال عن عهد المحب
فيضيع فيه العتب كي / ف ودأبه في الحب دأبي
فيه أليس يحول عما / يصطفيه فإن حبي
إياه لو لم يقترن / بوفاه كنت قضيت نحبي
هماً وذابت مهجتي / غما وها قد جئت انبي
رب المعالي مجملا / من شرح أحوالي وربي
بالحل أعلم وهو أر / حم وهو اكرم وهو حسبي