المجموع : 9
حدث عن السعد لا نكر ولا عجب
حدث عن السعد لا نكر ولا عجب / فالسعد بحر من الأقدار منسكب
ولا تظن القنا تجدي بمفردها / السعد رأس وأطراف القناذنب
لولا ملاحظة الأفلاك من صعد / ما كان قلب الحديد الصلد ينجذب
كم فتية لحظ التأييد قلتهم / وغالبوا العدد الأوفى فما غلبوا
والحظ يمنح لأجود ابن منجبة / فربما لم تجد بالقطرة السحب
لولا الحظوظ لما ألفيت ذا بله / يجني النضار وشهم القوم يحتطب
تا للَه كم قاعد يؤتى خزائنها / وربما لا ينال القوت مكتسب
أما ترى كيف قاد الحظ موكبه / إلى سليمان حتى انقادت الرتب
يا أيها العدل والجود ارقصا طربا / فما يعاب على مثليكما الطرب
وأفاكما العادل البر الذي انشعبت / به المظالم والتأمت به الأرب
وافى المؤدب فالدنيا وإن جهلت / فاليوم يقطر من أطرافها الأدب
أبدت قوارعها الغضبى بشاشتها / من بعد ما كان يفري درعها الغضب
وافى أخو نهز باتت تسالمه / خيل الليالي التي من شأنها الحرب
شديد عزم كأن الحزم قال له / لا يصدق النيل حتى يصدق الطلب
فضائل حملتهن الثرى عجبا / وفعل هذي الليالي كلها عجب
كأنه وملوك الأرض في همم / خزر العواسل يوم الطعن والقضب
لا يقبل الفتح إلا حكم صارمه / تلك الرحى ما لها من غيره قطب
فتح يدور على حدي مخذمه / كما يدور على مشمولة حبب
له يد ليس يصلى نارها رجل / وكأن من طرفيها الماء ينسكب
وحسب جحفله المرعي جانبه / جياد نصر متى هموا بها ركبوا
من كل ذي شطب في متنه اسد / تنقد من لحظه الماذية اليلب
تلاعبوا بالمنايا عابثين بها / كأن جد المنايا عندهم لعب
يؤمهم علم الإسلام معلمه / لولاه لم تصب الأوثان والصلب
موكل بحجاب الغيب يخرقه / فما عليه بحمد اللَه يحتجب
إذا رمى عن قسي الرأي اسهمه / مضت تميط له ما وارت الحجب
يا فارس الخيل مقريها اسود وغى / أدنى فرائسها الأيام والنوب
أتعبت حزمك فارتاحت عواقبها / من الأماني وعقبى الراحة التعب
إن المناصب لم تدرك بلا تعب / كأنما أبواها الجد والنصب
ورب عادية أخمدت جذوتها / ببارق المتن لم يخمد له لهب
حطمتها حطمة تهني الوغى وكفى / لنار سيفك من آجالها حطب
تركتهم إذ شطرت الخيل شطرهم / كاليم تضربه ريح فيضطرب
حسرى على الأمن قد شالت نعامته / منها وعرس في أبياتها الرعب
نهضت بالجد لم تعمد على حسب / والجد ينهض بالإنسان لا الحسب
أنت المقدم في أولى طلائعها / وهي السحائب خلف الريح تنسحب
تا للَه لو مطرت بالموت ديمتها / لا صبحوا مرتعا ترعى به القضب
رأت خزاعة من عطفيك ذا لبد / له الفتوة أم والآباء أب
وفي أناملك الآمال لامعة / كأنهن بروج حشوها الشهب
وفي جبينك من رقمي ظبى وقنا / حروف مجد خلت من مثلها الكتب
فأيقنوا أنك الأوفى إذا وزنوا / وأنك الكاتب الماحي لما كتبوا
قادوا نفوسا إلى ناديك سامية / لم ترضها من سماوياتها رتب
وأرغموا لك إجلالا أنوفهم / لما رأوا بك أنف الدهر يقتضب
ولو أتوك على رأر بلا قدم / لما قضوا لك إلا بعض ما يجب
لم تنجهم خرزات الطعن من تلف / لكن نجوا هربا فليحمد الهرب
ظنوا الظنون وراحوا يخبطون بها / عشواء يركض فيها الغي والريب
أظماهم العجز فاستسقوا خداعهم / ولم أخل لبن الشولاء يحتلب
تابوا ولكنهم من بعد ما عطبوا / ما استنبط الراح حتى عذب العنب
لم يسلموا رغبة بل عاينوا همما / بجلبها بيضة البيضاء تجتلب
وجحفلا يتهادى في أكفهم / من المنى والمنايا جحفل لجب
شروا بذاك الفدا أمنا لأنفسهم / والأمن طورا ببذل المال يكتسب
ونازلونا بأرماح مثقفة / من السؤال فنالوا كل ما طلبوا
فإن طلبت الفدا صونا لعرضهم / فإن صون العذارى بعض ما تهب
تاللَه ما حكموا إلا أخا كرم / يرضى يتحكيمه العرفان والأدب
أشف من جوهر الأكسير نائله / هذا ومطلبه للناس مقترب
له من اللَه أسباب تؤديه / مهما بدا سبب منها بدأ سبب
ألقى عصا أمره في الماء مندفقا / فقام بين يديه وهو منتصب
يبين عن معجم العلياء معربها / لا العجم تدرك معناه ولا العرب
سد سددت ثغور المفسدين به / فصار للمجد شعبا ليس ينشعب
هي الهجائن والقب السراحيب
هي الهجائن والقب السراحيب / فاطلب بها المجد إن المجد مطلوب
وأقدم بها غير هياب ولا وكل / فكل أمر جرى في اللوح مكتوب
وخلها في سبيل المجد مرقلة / فكل سعد بغير السعي مكذوب
ولا ترم مطلبا إلا بقائمه / فما وعود المنى إلا أكاذيب
واصحب صروف الليالي في تقلبها / ففيالي تصاريف وتقليب
واشرف الملك ما أرست قواعده / بيض المباتير والسمر اليماسيب
وخض بها غمرات الموت مقتحما / فالدر تحت عباب اليم محجوب
وانزل على طاعة الأقدار محتسبا / فإن من غالب الأقدار مغلوب
وما لأم العلى كفؤ سوى رجل / بنانه بدم الأقران مخضوب
وأعلم الناس بالعلياء مطلبة / من حنكته بها منه التجاريب
وإن تكن جاهلا في نهج مطلبها / فذاك نهج يعبد اللَه ملحوب
القائد الفيلق الشهباء يقدمها / منه طويل نجاد السيف يعسوب
كتائب مثل موج اليم ذي لجج / تسري به ولخيل النصر تسريب
ورب دهياء غشى الدهر غيهبها / به انجلت عن دياجيها الجلابيب
مجد سما الذرى العيوق ممتطيا / فللمنى فيه تصعيد وتصويب
فقل لمن بالعلى أمسى يطاوله / لا تستوي الأكم والشم الأخاشيب
تلك العلى بسواه قلما اجتمعت / مراتب زانها جمع وترتيب
وإن تجد عجبا منه فلا عجب / وما ببدع من البحر الأعاجيب
فليهنه من سماء المجد منزلة / لها على النسر تأييد وتطنيب
من أصيد خفقت راياته وسمت / فاهتز منها الصاصي والأهاضيب
فساق من ماردين الماردين وقد / ولى رجوما عليها ساقها الحوب
وحلها بعدما عاد الخلاف بها / واليوم يسرح فيها الشاء والذيب
وطبق الغرب بعد الشرق نائله / وللسحائب تشريق وتغريب
فجرد القرم منه حد ذي شطب / ظام لفيض دم الأعداء شريب
والسعد مقترن والرفد مقترب / والجيش والعدل منصور ومنصوب
وكل قافية في المجد قد بهرت / له الموازين منها والتراكيب
مكارم نظمت في الشعر فابتهجت / تلك القواليب منه والأساليب
ولي الألى عقولها في معاقلها / ضحى تظلهم الغيم الأنابيب
فمن لقلبي بجمع الشمل شملهم / فيرتوي بزلال الماء ملهوب
وهل تبلغني عنهم مغلغلة / وأطيب الريح ما يهدى به الطيب
بمن وممن وفيمن بعدهم ولمن / نبت بأهل العلى المهرية النيب
ورب سيف برى أوداج صيقله / وحافر لقليب فيه مقلوب
فلا يهمك غيظ الحاسدين إذا / ما أبرموا أمرهم فالأمر ترتيب
هل المجد إلا مرهف الحد أحدب
هل المجد إلا مرهف الحد أحدب / وأتلع موار العنان مكوكب
ومن يدعي العلياء فيما سواهما / تجنبه العلى جدعا لانفك تكذب
وليس يسوس الملك إلا سميذع / طويل الشوى شئن البرائن أغلب
ومن يعشق العلياء لم يمقت الردى / ومر الأسى في المالكية يعذب
ورب هوان يسهل الموت عنده / وينسيك صعب الموت ما هو أصعب
وفي كل شيء لو تقسمت آية / وأعجب ما في الدهر من ليس يعجب
ولم يرصفو العيش من فاته الصبا / فإن القذى في آخر الكأس يرسب
وكم معرب أهواءه وهو معجم / وكم معجم خشناءه وهو معرب
ورب ثناء عند آخر سبة / وأبعد من شانيك من هو أقرب
ولا يصطلي الهيجاء إلا ابن أمها / فما مربض الآساد للعين ملعب
وصمم إذا ما أمكنتك مضارب / الأرب خير كان بالشر يجلب
ولا تحسمن حبل الوداد على النوى / فرب بعيد بالمودة يقرب
ولازم ذوي الاحساب في كل حاجة / إلا كل ما يبدو من الطيب طيب
وما الفضل إلا فضل أحمد عصره / وإن رغمت آناف قوم وكذبوا
وراعت فؤاد الدهر منه بأروع / تناشد غسان فتسمع تغلب
حليم تجلي أوجه الغيب دونما / يراه وهل يبقى مع الشمس غيهب
ويفخر بالطولى من الكوم عرعر / وانجبها لوعد في البدن انخب
ويهتز للعرف اهتزازا كأنه / من البيض سيال الفرند مشطب
فتى طبق الآفاق فضلا ونائلا / فأضحى على الحالين يرجى ويرهب
من القوم جلى فعلهم عن نجارهم / وفعل الفتى عن مضمر الأصل يعرب
ومن عجب في الحال تجني رضاءه / ويوشك تجني السم إن بات يغضب
وخافقة الإعلام تلهب نارها / بدا كوكب منها إذا شال كوكب
رميت بصدر ابن الوجيه فؤادها / فآبت على أعقابها تتكبكب
وجئت بقود يلمع النصر فوقه / ومن خلفه غلب الرقاب تنقب
وكم غارة أردفتها إثر غارة / مواقف فيها رابط الجاش مرعب
إليك أبا الهيجا حثثت أيانقا / بذكرك تحدوها الحداة فتطرب
نجوز بها أجواز كل تنوفة / تظل بها الحرباء للشمس ترهب
وما برح الشوق الملح يزجها / إلى أن ربى للمجد بيت مطنب
ونار قرى للافق تعلو كأنها / بثار من الشوس العميصاء تطلب
فثمت القيت العصا في فنائها / وهل بعد عذب الماء للهيم مطلب
ورحت على رغم ليوم أجرها / مطرزة فوق السماكين تسحب
وغير عجيب إن بلغت بها السها / فبالقرب حكم الشيء للشيء ينسب
وبي نفر قد ادلجوها عشية / فأضحت ببحر الال تطفو وترسب
أجل قوضت بالرغم مني قبابهم / فشرقت والأحداث شيء تغرب
تعلمت أسباب الرضا خوف سخطها / وعلمها حبي لها كيف تغضب
أرى القرب منها وهي تنآى بجانب / وما كنت لولا الحب تنآي واقرب
ويا عز قد عز التواصل بيننا / وطارت بذاك العيش عنقاء مغرب
وإني على ما بي من العزم والنوى / أغالب فيك الشوق والشوق أغلب
فمن لي لو يجدي التمني بزورة / فيأمن مرتاع ويرتاح متعب
سلام على تلك المغاني التي بها / نعمنا وحياها من المزن صيب
إذ الكرخ داري والأحبة جيرتي / وقومي ترضى إن رضيت وتغضب
ليالي أعطتني مقاليدها المنى / وساقية الأقداح تملا وأشرب
فلا تيأسن من نجدة بعد شدة / فلم تر ليلا ليس بالفجر يعقب
قم للدنان فقدم بهجة الطرب
قم للدنان فقدم بهجة الطرب / وشنف الكأس في مرعى من اللعب
للَه لطف نديم بات ينعشني / بنهلة من لعاب الكأس والشنب
أيام مطربنا كأس وراحتنا / حان سلافته من جوهر الطرب
راح إذا المزج حياها بصوب ندى / رأيت في بحرها فلكا من الحبب
كأس تطوف بها في كل آونة / بكر تروح آمالي من النصب
رود سلا اليوم عن أهوائها جلدي / في مدح بدر حدى من أشرف النسب
علي مجد تأمله تجد علما / لا زال يصقل خد العلم والحسب
ما لاح للدهر رأس من سياسته / إلا وعاد جميع الناس كالذنب
جلت به حلية الأيام عن ملك / زهت بورد نداه دوحة الأدب
قرم الأكارم فرد الدهر واحده / في مكرمات يديه منزل الأرب
ندب تبسمت الدنيا لنايله / كالخصب لاح بوجه المربع الجدب
ليث يسيل الردى من سيفه وله / كفا منيل لطبع الجود منجذب
ما عيب بالباس بدر من تكرمه / أنى يعاب قوام البيض بالحدب
أكرم به من سخي كله منح / لو حرم البر يوما عنه لم يتب
من مخبر لليالي أن نائله / شبه اللجين بدا في وجهها الترب
كم رد بالمجد عنا راحتي زمن / ان تدعه لسوى اللاواء لم تنجب
ودك طود خطوب لم تزل أبدا / حال الأنام بها كالمنزل الخرب
نمت بإجلالها علياؤه فطوت / مفازة بسوى الإجلال لم تجنب
له عوايد من بر قد اندرجت / بطيها مكرمات العجم والعرب
وكم تلا ملأ عنه كتاب ندى / باتت فوائده من أعجب العجب
ولو سحاب عطاياه التي وكفت / دارت على دول الدنيا رحى القطب
لو رامت الشمس أدنى حسنه أفلت / وأصبحت أعين الحرباء في حرب
وإن جنى من نداه الخلق كل منى / ما زال بالسحب يستجنى جنى العشب
للَه قرم من الأنواء منشؤه / والمجد ساق إليه أنور الرتب
تهدي لنا كل مأمول سماحته / كأنها النخل أهدى يانع الرطب
للَه أسعد موجود وأفضله / سحت ثدي سماه أطيب الحلب
أشم لم تدرك الألباب سؤدده / هيهات يدرك وادي الشمس بالطلب
بل كيف يعصي العلى من بات يسعفه / جليل جد يذل النار للحطب
ندب محاسنه كالشمس طالعة / وهل بمطلع نور الشمس من ريب
وكم ثنى طبعه العلوي ركب منى / يجثو لنجم معاليه على الركب
ما حل فيض اياديه على ملأ / إلا وجاء بمرعى للندى خصب
خطيب بر عزيز الدهر واحده / يمسي لسان نداه مفصح الخطب
لو كان للشمس ما تولي أنامله / لم يحتجب قط عين الشمس بالحجب
باد على المجد كم باحت سماحته / بسر جود من الأفكار محتجب
ساق تدار لأهل الدهر من يده / كأس من الباس أو كأس من الذهب
إن تحو همة كفيه عطا وسطا / فالماء مجتمع بالنار في السحب
الجود من كفه تهمي سحائبه / والموت من كفها يمسي على رعب
طاب الزمان بمسك البذل من أسد / لولا نسيم نداه العذب لم يطب
ومذ بدا في قباب المجد منه هدى / عادت بوادي السها ممدودة الطنب
وإن تقيس بضوء الشمس جوهره / سعدا وكيف يقاس النجم بالترب
قاس الورى بعطاياك الحيا خطأ / هيهات أين الحصى من لامع الشهب
يا واحدا كل عضو من عزائمه / ملك له دانت الدنيا بلا تعب
في قدس معناك أعلام مقدسة / شمس الكمال بها لم تبد عن جنب
كأن علمك إذ يهدي جواهره / أنامل السحب تجري بالحيا السرب
لله حيك حي الفضل أجمعه / من شم عطر ندى واديه لم يشب
لما أدرت على الوفاد راح ندى / أمسى فؤاد العلى في منتهى الطرب
يكفيك يا فارس الدنيا بنان فتى / جياد جدواه فاتت سبق السحب
تاللَه إن بني اللأواء قد حييت / ببر ندب لروح العدم مستلب
إن هم يحكي أجل المجد مفخره / فأين شكل الدجى من جوهر الشهب
حوى من المجد أنماه وأفخره / والتام بالبأس منه كل منشعب
وافى بأوفى ثمار السعد سؤدده / يحكي مباسم تجنى من جنى الشنب
ليهن برد معال قد تقمصه / تقمص النجم جلباب الدجى الشحب
أفدي أبا البر مذ أبدى عجائبه / كم شاهدوا من نداه كاشف الكرب
أحسن بليث ردى ما زال بحر جدى / لولاه وابل نوء الخير لم يصب
ملك إليه جواد العلم مفتقر / والفقر بالفئة الإنجاب لم يعب
للَه هم امرىء وافت صوارمه / بجازر عنق الأوثان والصلب
أمام فضل بدا للجود من يده / هادي البرايا إلى الأسنى من الرتب
شهم لجود يديه في خزاينه / شعب من العدل أمسى أي منشعب
محيي المكارم لولا وبل رأفته / لم يبق للمجد من أثر ولا سبب
دهر أبي العدو في أعدائه وسرت / جياد علياه سير العدو لا الخبب
أعدت وجه المنى واليسر في صعد / بسهم جود يرد البخل في صبب
صاحبت كل ندى لولا أصابته / بصوبه حجر الأيام لم يذب
لولا جداك لاضحى الناس كلهم / شبيه قفر بلا ماء ولا عشب
يا برق وجرة هل فطنت لما بي
يا برق وجرة هل فطنت لما بي / فأتيت تخبرني عن الأحباب
يا برق لولا المنجدون عشية / ما بل وكاف الدموع ثيابي
إن الألى حجبتهم كلل النوى / ضربوا على اللذات كل حجاب
أي المعالم لم اسلها بعدهم / وبأي واد ما حبست ركابي
وبحي رامة معرك نصرت به / عفر الكناس على أسود الغاب
من آخذ بدم القتيل أراقه / في الترب بيض كواعب أتراب
لا تطلبوا مني الهدوء فإنه / سلب الهدوء غداة يوم رباب
وبمهجتي الغادون يوم محجر / والركب بين تعانق وعتاب
حتى طويت بغيرهم عن ذكرهم / كالقشر يطوي فيه كل لباب
يا للعجيبة كيف يخفر عندهم / عهدي وهم حي من الأعراب
ساروا الغداة فسار أثرهم الصبا / فالعيش مثل وساوس المرتاب
بأبي الشباب بليت فيه بغائب / قد ضمه سفر بغير إياب
وتولت البيض الحسان لشأنها / يزهدن في صلتي وفي استصحابي
أنكرن لون البازحين رأينه / في لمتي وبكين فقد غراب
قل يا شباب متى تمن بأوبة / أم لا يحل عليك حال مآب
كن يا فؤاد كما عهدتك آنفا / من ذا يلام على هوى وتصاب
دم في ملازمة الغرام فإنما / سبب الدخول دوام قرع الباب
أنسيت أياما خلون كأنها / حور الجنان تطوف بالأكواب
وبذي الثوية نسمة نجدية / تهدي من النشوات كل عجاب
جاءت ممسكة كأن ذيولها / مغمورة بلطائم الأطراب
جاءتك تحمل نشر كل غديرة / سوداء تسبح في غدير شباب
ومن البلية إن علقت بناعم / قيد النواظر شعة الألباب
يا مسكري بشراب كأس لحاظه / ما خلت في الألحاظ كأس شراب
هيهات إن يصحو فؤاد معربد / ذهبت به عيناك أي ذهاب
عاهدتني وأخال عهدك صادقا / ما في خلال الروض لمع سراب
لم أنس ليلة حط عنه لثامه / كالصبح جرد عنه كل نقاب
وسكرت من فيه بجام أحمر / مرت الثنايا فيه در رضاب
لم يشجني إلا نواه وإنما / فقد الأحبة فوق كل مصاب
وأرى الحياة لذيذة لكنها / ربما تمل لفرقة الأحباب
ذهبوا بواعية القلوب كأنما / طارت ركاب القوم بالألباب
اشكو كما تشكو الكواكب من دجى / ليل أطال عذابها وعذابي
دأبي مسامرة النجوم وإنها / نعم المسامر لو وعت لخطابي
يا سعد ذرني من إعادة ما خلا / وتناس ذكر شبيبة وتصاب
قم ننهب الساعات في طلب العلى / وتناس ذكر سوالف الأحقاب
ذرني وبادرة المسير فقد شكا / طول الإقامة في الجفير ذبابي
ذرني أنل سبب السعود فإنما / دارت رحى الأشياء بالأسباب
وأكلف الوجناء زورة باسل / خضل البنان مقدس الأحساب
هذا سليمان الذي فتحت به / زرق الأسنة مقفل الأبواب
يرد الوغى فترى الرجال هزيمة / والخيل ناكصة على الأعقاب
مستودع في سيفه ويراعه / تنميق كل كتيبة وكتاب
ملئت كنانته سهام عزائم / باتت تراش بحكمة وصواب
فالعز منعقد بيمن يمينه / كالكأس منتظم بكأس حباب
وتحن أعطاف الزمان لحكمه / كحنين هاجرة لوصل رباب
وترى وجوه الصيد نحو قبابه / شعثا لطول ترشف الأعتاب
وكأنما رسل المنايا نبله / تمضي فلم تقنع بغير جواب
علم العلوم يكاد سر يراعه / يستل تبرأ من حقير تراب
نشوان لم يعبث بكأس مدامة / إلا مدامة حانة الآداب
مغض على ضرب الطلى لكنه / متململ كتململ الأواب
فلك يموج الدهر من حركاته / ما بين طعن مارق وضراب
بطل يفض ختام كل كريهة / فيعود من دمها بغير خضاب
وترى صروف الدهر تصرف باسمه / كالجن تدحر بانقضاض شهاب
وسمت له الأيام في جبهاتها / موشية الأحساب والأنساب
لم يبق فضل قط إلا ناله / سبحان من يعطي بغير حساب
لم يتخذ إلا الجياد سرادقا / وكفى بتلك القب سجف قباب
أسد تملك وجه كل جميلة / أعيت مذاهبها على الخطاب
متلاطم العزمات غير مدافع / كاليم ماج بزخرة وعباب
يلقى أنابيب القنا فيعيدها / من بعد حدتها لديه بناب
فلك على الدنيا تدير يمينه / فلكين من ذهب ومن أذهاب
وأتى الزمان حذار سيفك تائبا / مما جنته سوالف الأحقاب
إن رمت توطئة المرام الأصعب
إن رمت توطئة المرام الأصعب / فاركب من الأقدام أخشن مركب
أربا بنفسك أن تذودك شهوة / دون انتصابك فوق اشرف منصب
لا تكثرن من الشباب وذكره / أنت ابن يومك لا ابن ماضي الأحقب
وتلاف من قبل الفوات فربما / أعياك غمز العود بعد تصلب
مالي وللنفر الطلاح تنافروا / عني كما نفر الغنى عن مترب
لا تنكري حالا تغير منهم / فالكل تحت مكوكب متقلب
أيروم غيرهم بقلبي مسكنا / يا سرب ما هذا كناسك فاسرب
كم من أخ لك غير أمك أمه / تنسيك سيرته أخاء المنسب
دارت بشملهم الليالي دورها / فتنقبوا كهلالها المتنقب
أقمرت يا ليل الحجون بأوجه / كانت إذا حجب الضحى لم تحجب
لم أنس ظعنهم المجد كأنه / يسعى به السلوان سعى القطرب
قف باجهام على ديارهم ونب / عن دمع صبهم بأوطف صيب
واحفظ مغيب القوم حفظ حضورهم / أنعم بهم من حاضرين وغيب
سحروا الشجي وهم رقاه فمن لنا / بالسحر يقرأ من عيون الربرب
بعثوا الخيال ندية نفحاته / كالريح لم تعثر بدو مجدب
لم أنس يوم خلت بها روادها / تجني أسارير السرور وتجتبي
وأدت بشاشته بنات همومها / فالتام شعب القوم بعد تشعب
أيام زاد نتاجها عقم النوى / ومن الغنيمة عقم من لم تنجب
إن اخلقت ديباجتي بسراهم / فمن التثبت بعدهم لم أسلب
لم يسلني بعد الديار ولم أصخ / اذنا لهينمة الغراب الأنعب
يا ساقيي بم التعلل بعدهم / هل في الإناء بقية لم تشرب
غادين لم يدعوا سهولة مغنم / بل اعقبوا نزوان يوم أصعب
تلك الوجوه خلت بكل ملاحة / أعزز بهاتيك الوجوه واحبب
كانوا إذا الآفاق قطب نوؤها / نوءا يهلل وجه كل مقطب
يا غلوة البيت التي نزحت بهم / لو طاش سهمك لم يفتني مأربي
أفكلما فطن الزمان لجيرة / طارت نعامته بذاك الموكب
أهذيم لا تنكر بمثل شرابهم / طربي ومن يشرب يلذ ويطرب
فاقدح لمحو الصحو أقداح الطلا / فالزند لولا قدحه لم يثقب
سفها لرأيك أي ترتيب على / من كان بغيته الغلام الشيرب كذا
ممنوع أطراف المراشف عذبها / لولاه مضمضة اللها لم تعذب
أتلومني والنفس مولعة به / أبعد خطاك بلومه أو قرب
واسلك من الأشياء واضح سبلها / ودع الأخير إلى الطريق المتعب
أيها فإن لكل ضيق فرجة / والغيث تلو البارق المتلهب
لم يثنني لاح ألح بذكركم / ومن الغباوة أن تميل إلى الغبى
أقلقتم كبدي فسامرني النوى / وصممت عن سمر النديم المطرب
من لم تؤدبه خلائق طبعه / الفيته بالسيف غير مؤدب
ورأيت الحي من لحاني صاحبي / يا نفس آن أوان أن لا تصحبي
وذري العتاب فما هنالك سامع / شرع عليك عتبت أم لم تعتبي
وبدا التساوي في المساوي للورى / شبه الأراقم ما خلت من معطب
معه يا خلي عن الشجي ولا تسل / عن موقع الأشياء غير مجرب
ضاق الخناق بهم ولكن الهوى / يرضي المحب بمثل جحر الأرنب
يا لاحيي ألم يقل لكما الهوى / إن اكتساب اللوم الأم مكسب
هل فيكما ان تنشدا لي ساعة / عقلا أضلته عقائل تغلب
أو تبردا لي مهجة حرانة / ألهبتها بشموس آل مهلب
يا سلم ما سلمت سهامك من دمي / فالسهم إن يك ذا نفوذ ينشب
هذي الديار بمقلتيك مطاحة / إن رمت تخضيب البنان فخضبي
لا تحسبي ليلى وليلك واحدا / شتان بين منعم ومعذب
بات الكرى أهدى إليك من القطا / وظلتت منه ولا كخابط غيهب
أنسيت يوم شجتك وعوعة الوغى / فأجبت داعيها بقلب قلب
والسمر ترسب في الكبود كعوبها / والخيل تطفح في الغدير الأصهب
والنفس مهما عوفيت من نكبة / نسيت مرارتها كأن لم تنكب
والدهر أتاء بكل عجيبة / من يعرف الأيام لم يتعجب
لم يبق للأكياس ضرس في فم / إلا وأورده مرير المشرب
لا تعجبا لفساد كل صحيحة / فالناس في زمن كجلد الأجرب
ليس الهوى مني ولست من الهوى / لولا اعتراض السرب يوم محصب
هي لحظة بين الحدوج أدرتها / يا نظرة كانت خلاف الأصوب
عثر الجواد وكان مأمون الخطى / ونبا الحسام وكان صلت المضرب
أزف الرحيل فهل صديق صادق / يلقى الخليل بخلة لم تكذب
والراقصات بذي الأراك كأنها / حبب المدام تراقصت في الأكوب
لا روّعن الصحصحان بسهلب / في كل عضو منه همة سلهب
أي المرام يفوتني وقعيدتي / ريح يقال لها بقية شزب
لا تحسبن الأمر مزحة عابث / لاحت طلايعها فيا خيل اركبي
ما ضاقت الأرض الوساع على امرىء / هيهات ما في فجها من مذهب
ما للمعالي حاجة في عاجز / يأبى المعرس في هجير السبسب
والحزم حيزوم الأبى فخذ به / لا ترع شاءك في المكان المذئب
واحد عداوات الرجال ودارها / إن لم تكن جدة لديك فرحب
وافطن لادوية الأمور فإنما / سم الأفاعي غير سم العقرب
وإذا تنكه من مكان ريحه / فتخط منه إلى المكان الأطيب
نعم المعين على نيوب نوائب / بحديد ناب للشفار ومخلب
إني وإن أمسيت صفر أنامل / فمعظم الأفلاك غير مكوكب
يا ناق ان حمى سليمان الندى / مرعى الخصيب فيمميه لتخصبي
هذي منازله فراديس المنى / ومنابع الكرم التي لم تنضب
هبي له تصلي إلى حرم الغنى / لا بد من سبب لكل مسبب
أقليدس الحكماء إلا أنه / ترمى العدى منه بداء الثعلب
متسنم من كل مجد صهوة / إن تركب الشهب السواري يركب
طلعت بأبهة العجائب شمسه / باللَه يا شمس انظري وتعجبي
حلال عقد الدهر عاقد حله / بالماضيين مثقف ومشطب
صرام ما وصل الملوك من العرى / وصال ما صرم الزمان المستبي
متلبب بالحزم مدرع به / هناك سجف الدارع المتلبب
مختالة بدم الفوارس خيله / كالخود ترفل بالطراز المذهب
إن المعالي في سواه معارة / فكأنهن خضاب فود الأشيب
وعلى الملوك له ديون جمة / بضمان معتدل الشطاط وأحدب
لبس الخلاعة في الندى لا يرعوي / لطنين واش أو هرير مؤنب
يسخو بما لم يسخ ذو كرم به / ابداً ويعتذر اعتذار المذنب
وإذا تمردت الفوارس راعها / بطروق أروع كانقضاض الكوكب
يفني الألوف بواحد متنمر / لم يخش بائقة ولم يتهيب
ذيال سابغة يجر ذيولها / بين الأشاوس كالمدل المعجب
بأبي كسوب بالقنا لا ينثني / عن جيش أبرهة إذا لم يكسب
شرس المراس يقوم دون محله / كسرى مقام الخائف المتهيب
ملك ترعرع في المحامد ناشئا / وعلى رضاع العز والتقوى ربي
ومهذب لا طعن فيه لطاعن / وكذاك فليك طبع كل مهذب
قاد المعالي آخذا بخطامها / أخذا يدين خشونة المستصعب
مه يا مقل فقد ظفرت بواهب / من منفسات المال ما لم يوهب
وخذ الأمان من الزمان بخادر / ذي مخلب في كل جلد منشب
متورك فوق الحوادث راكب / من مصعبات الدهر ما لم يركب
أخذ الرئاسة عن أنابيب القنا / عما تدبره أنامل قعضب
وقف على أقدامه ونواله / شكر الوشيج ومشكلات المأرب
صفر من الشيم الدنايا مفعم / من كل صالحة وعز مؤشب
ثاني الأعنة من حوادث دهره / سيان ما صعبت وما لم تصعب
قرم تفرست القروم برأيه / كابن تورث ما تورث عن أب
والعز طورا بالحسام وتارة / بمهند من رأي كل مهذب
لا يمتطي إلا العويص قيادها / إن الأبية مركب الطبع الأبي
بأبي الذي يلقى الكتائب باسما / والحرب تكثر عن نواجذ مغضب
والخيل راقصة على نغم القنا / والبيض معجمة لصورة معرب
وله على أهل البسيطة كلها / فضل النجوم على سواد الغيهب
وإذا نشرت ذؤابة من علمه / عطرت نواحي شرقها والمغرب
فهو النهاية بالمعارف كلها / شرف به دون العوالم قد حبي
أمطوح الآراء بالحكم التي / كتبت على الإلهام ما لم يكتب
عجبا لخيلك كيف تحمل فارسا / قد زاحم الفلك المحيط بمنكب
كم صارم جردت منه صوارما / تفنى الشعوب بضربها المتشعب
وكتيبة شهباء رعت بها العدى / كالصبح غار على الظلام بأشهب
يأبيك كم تلهو سيوفك بالطلى / ملهى أصيبية بدارة ملهب
نهنه ظباك عن العدى مترفعا / فالرفق شنشنة السري المنجب
وإذا الأمور هفت وضل دليلها / كنت الهدوء لقلبها المتقلب
أنت الغياث إذا النفوس تحشرجت / بمصعد من كربها ومصوب
ومتى تعذر لابن انثى مطلب / ألفاك مغناطيس ذاك المطلب
يا سرحة المعروف إن قلائصي / هربت إليك من الزمان المجدب
حطت على رغم المحول رحالها / بأبل ناد للمكارم مخصب
أسانح برق من روابي الربائب
أسانح برق من روابي الربائب / بدالك وهنا أم مصابيح راهب
وما هو إلا السيف سل ذبابه / فعادت به الآفاق حمر الذوائب
تصدى لأجفان المحبين سحرة / فشمر عن زندين كاس وسالب
عرضت له امتار ري جوانحي / واي سراب بل غلة شارب
لعمر الهوى لو لم تجانب مودتي / عزيزة ذاك الحي ما ذل جانبي
ولائمة لم تدر فيم تقلبي / وأي نجيب تنتجه نجائبي
تقول انخها واسترح من ركوبها / فجز النواصي دون جز السباسب
هي النفس لا تحمل عليها فإنها / أدق نحولا من خصور الكواعب
ولست لا يماض الأماني بشائم / كما لمعت في الليل نار الحباحب
وما المال إلا قسمة لا تفوتها / ولو أنها نيطت بناب النوائب
ولا تتقاذفك الأماني فإنها / مصاعب لا تعطي العنان لراكب
فقلت أقلي العتب يا أم مالك / فليس المعنى للخلي بصاحب
ذريني أقدها تمضغ اللجم شزبا / محدقة أحداقها للمآرب
ألم تعلمي أني امرؤ غير صابر / لضيم ولا راض بادني المراتب
أكافح خيل الدهر لا متقهقرا / لخطب ولا مستسلما لمحارب
إذا قلدتني سيف حمير أينقي / نحرت به سرح الأماني الكواذب
وسوف لعمري تعلمين بأنني / خفضت من الأيام أعلى المناصب
فتى الخيل يقربها الملوك بصارم / به كتب التأييد محو الكتائب
قضى اللَه أن يأتي بكل عجيبة / لما راق فيه من فرند العجائب
متى أمه العافون حطت رحالهم / بملتطم أمواجه ذي غوارب
إذا اختلفت للماردين طوارق / رمى اللَه منه بالنجوم الثواقب
مجربة في كل حال فعاله / وما الناس إلا تحت طي التجارب
ومن كان من عاداته بذل نفسه / لدى الروع لم يبخل ببذل الرغائب
فتى ترد الفتيان من فتكاته / ورود السواري من حياض المغارب
فتى تلقح الآمال باسم رجائه / لقاح بنات الأكم بابن السحائب
أبو الهندونيات استاذها الذي / يعلمها كيف انفلال المواكب
إذا رنح العود الملوك فإنما / يرنح عطفيه صرير القواضب
من القوم لم تجمح عليهم رئاسة / أولئك أكفاء لتلك المطالب
إذا أزور بأس أو تنمر حادث / فإنك رام كل جزع بثاقب
تظن ملوك الأرض إنك كفؤها / ومن قال إن الشمس كفؤ الكواكب
قرعتهم حتى تركت سيوفهم / مضاربها مفلولة كالضرائب
طلبت العلى حتى اطمأنت نواشز / قضى في هواها طالب بعد طالب
إذا العرب العرباء طالت مناسبا / فإنك منها في صميم المناسب
لعمرك كم أوردتها سورة القنا / وللطعن كاس لا تلذ لشارب
فأطربها ذاك الورود وما درت / أكانت وطيسا أم ندي ملاعب
لقد صلت في سعد السعود بذابح / هو السيف لا ينفل في كف ضارب
إذا انجذبت شوقا إلى قربك العلى / فإنك مغناطيس طبع المناقب
وما طيبات الفعل إلا لأهلها / وأنت بحمد اللَه طيب الأطايب
إذا نحن أوردنا حياضك عيسنا / فلا بد أن يصدرن بجر الحقائب
أرى الدهر خفاق الجوانح كلما / اشرت بذي حدين ماضي المضارب
وكم حجب للملك أو سعت خرقها / بعين سداد لم تكفكف بحاجب
حنانيك بالعيد الذي أنت عيده / ومورده الكاس اللذيذ لشارب
تحييه باليمن الذي يلد المنى / ويقبل بالإقبال من كل جانب
تناهت بك الدنيا سرورا فأرخوا / حوى منك هذا العيد أسنى المطالب
أبي الشعر إلا أن يحل بساحتي
أبي الشعر إلا أن يحل بساحتي / فيأكل من زادي ويشرب من شربي
إذا أنا لم أعبأ به عمر ساعة / توهم هجراني فلاذ إلى جنبي
ولكنني لما رأيت مضاءه / ذمضاء العوالي والمهندة القضب
غزوت به بعض الأعادي فأصبحوا / من الطعن قتلى لا من الطعن والضرب
ومن عادة الأيام إضمار حرها / كما سترت بالقشر جوهرة اللب
وذي مرقد شمس العلى كقبابه
وذي مرقد شمس العلى كقبابه / وجبهة دار الملك دون ترابه
ألم تره مع عظم وسع رحابه / تزاحم تيجان الملوك ببابه
و يكثُرُ في يومِ السلامِ ازدحامها /
بباطنه آيات وحي تنزلت / ورسل وأملاك به قد توسلت
لذاك سلاطين لديه تذللت / إذا ما رأته من بعيد ترجلّت
وإن هي لم تفعل ترجّل هامها /