المجموع : 24
أخا النصح دع لومي وطول عتابي
أخا النصح دع لومي وطول عتابي / فقد آن أن أُرضي النهى بمتابِ
مضى زمن أقلعتُ فيه عن الحجا / وصوبت رأياً كان غير صواب
كذا المرء في عهد الشباب أخو هوى / شديدُ نزوعٍ من هوىً وشباب
وقد يطأ المرءُ الأسنة مكرها / ويركب عند اليأس شرَّ ركاب
المجد المؤثل خففي / سهامك عن قلبي فحسبي ما بي
هلمَّ ندافع جهدنا عن بلادنا / دفاعَ كماة أو ضراغم غاب
كذلكم الرئبال تعروه سورةٌ / إذا احتُلَّ يوماً خيسه بذئاب
ومن فقد استقلاله عاش هيّنا / يسام صنوفاً من أذىً وعذاب
هلمَّ نخض غمر الصعاب إلى العلى / ونفرق من الإِقدام كل عباب
عسى يسعد الجد الذي مال نجمه / وتشرق شمس المجد بعد غياب
ألم نك كاليونان أهلاً لمجلس / يدافع عنا عند كل مصاب
ألم نك كالبلغار والصرب في الحجا / وأخصب منهم اخضرار جناب
ألم نك أرقى من ممالك لم تقم / لدأبٍ ولم تهمم لأيّ طلاب
أليست بلاد النيل أوَّل أمةٍ / أماطت عن العرفان كل نقاب
علومٌ وأخلاقٌ وفضلٌ وهمةٌ / وتذليلُ أوعارٍ ودكُّ صعاب
فحتام ذياك العميد ينوشنا / بناجذ سرحان وظفر عقاب
رمى نسوة الإسلام بالعجز عامداً / وقد ودَّ أن ينزعن كل حجاب
وفي كل يوم نُبتلى من يراعه / بأفك اذا عُدَّ العجابُ عجاب
فطوراً يعادينا بتقرير كاشح / وطوراً يناوينا بنشر كتاب
ويا ليته ردَّ الدليل بمثله / وخفَّض من طعن له وضراب
إذا عجز المقهور عن قهر خصمه / لدى البطش لم يلجأ لغير سباب
مضى شاكياً ضعفاً عراه ومهجة / على قرب توديع ووشك ذهاب
فما باله قد قام بعد مماته / يعضّ قلوب المسلمين بناب
ألا أيها الشيخ الذي شاب رأسه / فسوَّدهُ من ظلمه بخضاب
دع الافك لا تركن اليه فانما / عقاب الذي يجنيه شرُّ عقاب
قمتَ بوادي النيل حتى سقيته / مرارة صبر لا يطاق وصاب
وغادرته يشكو إلى اللَه مابه / وينزو بقلبٍ من أذاك مذاب
دعا ربه حتى أجاب دعاءَه / وقد كان قبلاً فيك غير مجاب
فسيان سخط في كتابك أو رضى / إذا كان ترحال بغير إياب
حسبناك نسراً قد هممنا بزجره / إذا بك يوم البين شرُّ غراب
خرجتَ على رغم وكان تشفياً / دعاء الورى ربِّ ارمه بشهاب
ولونك مصفرٌ ورأسك مطرقٌ / وطرفك محسورٌ ووجهك كاب
وعينك تبكي عرش ملك نُزعتهُ / وترنو لنيلٍ مترعٍ وهضاب
نآى النيل حتى صرت أشوق مولع / إلى رشفاتٍ من لماه عِذاب
وساءك نأي القصر وهو مشيد / على هضباتٍ غضةٍ وروابي
ثويت به تختال بين خمائل / وبين عراصٍ شسع ورحاب
فصار كحلم أو كآل حسبته / من الجهل ماءً أو كلمع سراب
ومرَّت ليالٍ لا تعود كأنها / سنوح شبابٍ أو مرور سحاب
تمنُّ على النيل السعيد بثروة / وهل كنت في واديه غير مراب
عذرتك إن برَّدت نارك بالذي / تلفقه من خطبةٍ وخطاب
وإن قلت لي كيف اطرحت مدائحي / أكنت تمارى عندها وتحابى
أجبتك لي دين أثار عواطفي / وهيَّج من قوم عليك غضاب
ولا خير فيمن لا يثور لدينه / ولو بين أسياف ووخز حراب
بنى مصر خلوا كل شيخ مذبذبٍ / له نحو إيقاظ الحقود تصاب
ولا تقرأوا صحف الضلال وشهروا / بها بين أخدان لكم وصحاب
وأموا حمى العباس يعطف عليكم / بقلب غيورٍ للتخاذل آب
مليك لدى أهل السياسة مصدر / لكل سؤالٍ أو لكل جواب
فان لم يناقش خصمه فلحكمة / يؤخره عمداً ليوم حساب
أيا واحد الدنيا عُلِ القوم تغتنم / أجلَّ جزاءٍ في أبرّ ثواب
ورحماك يا عباس ممن قيودهم / أحاطت بأعناق لنا ورقاب
كفاك من ابن النيل في كل شدةٍ / اذا قال من ضيمٍ اليك مآبي
أحاجيك هل كالعدل الناس مطلب
أحاجيك هل كالعدل الناس مطلب / تهش له نفس المضيم وتطربُ
اذا غاب عن قوم رأيت قلوبهم / تتوق إلى مرآه أيان يذهب
فيا عدل ما أسناك في عين ناظر / يضيء بها من وجهك الغض كوكب
حللت بأرضٍ زارها يوم زرتها / من الغيث هطالٌ به الجدب مخصب
ولولاك فيها ما تألق بدرها / ولا انجاب من ليل المظالم غيهب
ولولاك في الدنيا استباحت لحومنا / ضباع يمزقن الجسوم وأذؤب
فمن عجب أن يجحدوك وينكروا / وجودك في أرجائها وهو أعجب
وليس نكيراً أن يُرى لك جاحد / بآلائك الحسنى عليه يكذّب
هي الشمس تبدو للبصير مضيئة / ولكنها عن أرمد العين تحجب
منحت الورى يا عدل عزّاً ومنعةً / فأنت لدينا ما أقمت محبب
ولو كنت شخصاً كنت أولى بسدةٍ / وأجدر أن يحمي ركابك موكب
وما غرَّ قومَ الغرب الا صحائفٌ / لها الغيُّ والبهتان دين ومذهب
برئُ منها بعضها غير جاهل / ففيها ولم أكذب خبيث وطيب
شيخ مسن رام إشعال ثورة / يخوض لظاها والأسنة مركب
ثور كأن لم يقبل الطعن رأيه / ويرغى إذا ضلَّ السبيل ويصخب
كم خدع الأحرار حتى تبينوا / فأضحى وأمسى وهو أعزل أجنب
رفقاً به حتى يثير بسخطه / أشداء إن يركب إلى الموت يركبوا
كيف يقود الآمنين لفتنة / لها وجه مصرٍ يكفهرُّ ويقطب
صغائر فيها للغبيّ دعابة / يُسرّ بها من شاء يلهو ويلعب
ولو كان يدري ما عواقب أمرها / لبات حسير الطرف يبكي ويندب
وما الناس إلا اثنان صاحب همة / ينال الذي يبغى وعانٍ مخيب
بنى مصرَ إياكم وكيد عدوها / فما هو إلا الأرقم المتقلب
خذوا مصر من أيدي العدوّ لترتقي / ويعنو لها بالعلم شرق ومغرب
فلو حلها أهل الفساد لأصبحت / بلاداً يفيّها الفساد فتخرب
وتمسى كما كانت ربوعاً هضيمةً / عليها وفيها أبقع اللون ينعب
وسالت وهاد الارض بالدم يلتوي / كرقش لها في الارض مسرى ومسرب
وفاضت بأسراب العتاق فهيكل / على إثره مثل السحوق مشذب
هنالك نحسو المرَّ من كف ظالم / يدور بكاسات الهوان فنشرب
وفيما مضى من غابر الظلم عبرة / لقومٍ اذلتهم عصورٌ وأحقب
نكالٌ وجورٌ وانتقامُ وسخرةٌ / وهضم حقوق من يد الشعب تغصب
وقد قبلوا إما حياة بذلة / وإما مماتاً وهو في اليأس يعذب
كذلك يستمرى المنون وطعمها / إذا ركب اليأسَ المضيمُ المعذب
رويداً رجال الغرب لست بناطق / جزافا ولكني عن الحق معرب
فلا تحرجوا صدر الحليم بغيظه / ولا تكفروا الحسنى فتردوا وتنكبوا
ولا تفعموا دلو العداء فربما / تخون حبال الدلو لآو تتقضّب
أحب لقومي كل خير ونعمة / وأرجو لهم أسمى الذي يُتطلب
فان عشقوا هجوا عشقت مديحهم / ورحت ولي آيٌ من الحمد تكتب
ومن يجفني منهم جزيت جفاءه / بودٍّ وهمي قربه لا التجنب
على كل حال أحسن الله حالهم / وجاد مغانيهم من الخير صيّب
اذا قيل لي من أنت قلت أخو نهى / إلى النيل يُعزى أو إلى مصر ينسب
صدقت الغواني لست ممن يشبب
صدقت الغواني لست ممن يشبب / ولا انا مشغوف بهن فأنسبُ
خليق بمثلى أن يغوص بفكره / على أدب يحلو لمن يتأدب
رأيت بوادي النيل بالامس زينة / يروق لعيني ضوءها المتشعب
تجلت على مصر فضاء ظلامها / ولا حت فلم يلبث على الأرض غيهب
رياض أضاؤوها فانيَّ تسر بها / تجد سُرجا فيها الذبال المكهرب
ولم يك بالاسلاك نار وانما / سرى سالب للكهرباء وموجب
أنارت بها الارجاء حتى كانما / بها فَلك بالنيرات مكوكب
فمن أخضرٍ زاهٍ وأبيضَ ناصع / ومن اصفرٍ يذكو وأحمرَ يلهب
وجدول ماء لا يشاب صفاءُه / يحاكي أجش المزن أو هو أعذب
كأن النجوم الساطعات بقاعه / لآلئ لا تقني ولا هي تثقب
كأن شماع الضوء في صفحاته / سبائك بين الماء تطفو وترسب
وفي الأرض زُهر من حسان وفوقها / نظائر من زُهر اليهن تجذب
رأيت السهام الصاعدات كأنها / أفاع لها في الجو مسرى ومسرب
افاع تمج المشرقات بطونها / فتشرق حينا في الفضاء وتغرب
تخال الدجى منها دخاناً مخيماً / به شررٌ مما تناثر أصهب
اذا انتثرت حمراءَ بيضاءَ خلتها / يواقيت يغشاها الجمان المحبب
تعالت على بعض فصارت كما ترى / فريقين منها مصعر ومصوب
سهامٌ تشق الليل حمرٌ كأنها / قنا بدماء الدارعين مخضب
كأن الدياجي وهي مارقة بها / طيالس رهبان تشق وترأب
فاين بن عمران الذي يذكرونه / عساه يرى في السحر ما هو أعجب
يمينا برب البيت لو عاد لم تكن / بشيء عجاب حية تتقلب
فقر اخرجوا للناظرين أساودا / من النار تسعى في الفضاء وتصخب
فطورا لها برق من الزهر صادق / وطوراً لها برق من النور خلب
وكم من هلال لاح والليل مظلم / كما استل بين النقع عضب مشطب
وقوس بدت للناظرين كما بدا / على لبة الحسناء طوق مذهب
وكم من فضاء في الخميلة زانه / خباء لترويح النفوس مطنب
وكم من وقوف حول كل منصة / عليها رخيم الصوت يشدو فيطرب
رياض يحار الفكر في كنه وصفها / فما انا مهما أبدع الوصف مطنب
وقد حار فكري في ركاب تحفه / عتاق دقيقات القوائم شزب
جياد كاسراب النعام صوافن / اذا ما جرى منها أقب ومقرَب
تهادت تشق الليل والناس حولها / صفوف صفوف كالدبى يتألب
فخلت الدجى بحراً به الفلك موكب / وهذي البرايا لجة تتضرب
تداعت رواسي الشرق فانهال جانبه
تداعت رواسي الشرق فانهال جانبه / وما همّ حتى اقعدته نوائبه
تحاربه الاعداء من كل جانب / ولم يكفهم ان الزمان يحاربه
تحد على هاماته شفراته / وترهف فوق الناصيات قواضبه
وحسبك ان الشرق في كل أمة / مآثره مشهورة ومناقبه
تخرّج منه الفاتحون لارضه / فماجت به بطحاؤه وسباسبه
وكان عريناً لا تضام ليوثه / وكان كناسا لا تهان رباربه
وكان قديماً مهبط المجد والعلى / ومصعد غطريف ترجى مواهبه
وكان طليقاً أزهر اللون وجهه / وللغرب وجه اصفر اللون شاحبه
له النصر والتأييد في كل غارة / اذا زحفت يوم الصدام كتائبه
وكم بات مختالاً بكل مملك / تسير على هام العباد مواكبه
وكم كان للشمس المضيئة مطلعا / وأفق معال لا تغيب كواكبه
وكم صال والهيجاء قانٍ نجيعها / بكل صقيل لا تفل مضاربه
اذا ما جرى وثباً إلى مطلع السهى / فلا من يجاريه ولا من يواثبه
فيا شرق تأساءً اذا ناخ كلكل / من الغرب او مدت اليك مخالبه
تقدمك الغرب المجدّ فلم يدع / مكاناً تدانيه العلى وتقاربه
هرمت فلم تقدر على الدأب فانثنى / يشاطرك الدنيا وما طرّ شاربه
ومن عجب طفل على الثدي مرضع / يطاول شيخاً حنكته تجاربه
جنحت إلى حب الخمول ولم تسر / على سنن يرجو الهداية جائبه
صدقتك ما في الشرق الا شراذم / تخور خوار الثور آذاه ضاربه
وما فيهمُ الا مضل مموّهٌ / على القوم حتى أخطأ الراي صائبه
وفي كل يوم يبتلي بمناهض / تغير على عرش الملوك عصائبه
أعاتب قومي والعتاب تودد / اذا لم أجد بين الورى من أعاتبه
الى مَ ضياع العمر في غير عائد / بجدوى ولم يرجع من العمر ذاهبه
يصاب الفتى بالحادثات تحيطه / وأوَّل من يسعى إليها أقاربه
معائب لا تحصى اذا ما عددتها / ووصم الفتى ان لا تعد معائبه
خمول ولهو وانحطاط وذلة / وغدر ووعد لا يؤنب كاذبه
وكم ماكر ينساب أرقم مكره / وآخر مشاءٍ تدب عقاربه
يمينك فانظر نظرة المرء خلسة / تجد بائساً ملقى على الضيم غاربه
ارى ناظر الشرقيّ يرنو من الاسى / رنوّ امرئ ضاقت عليه مذاهبه
ومما يزيد النفس بؤساً وحسرة / تربصها خطباً تبيت تراقبه
وما الشرق الا موطن عبثت به / على غرة أبناؤه وأجانبه
أضاعوا حمى يجري النضار بأرضه / وتهمى عليه باللجين سحائبه
كذا الشرق في اطواره طول عمره / غرائبه ما تنقضي وعجائبه
رثيتكُ يا ارض الفراعنة الاُلى / قضوا في بلوغ المجد ما الحق واجبه
ورثت بفضل العلم عزاً ممنعاً / فما بات الا وابن غيرك غاصبه
ولا خير في عرش من الغرب ربه / ولا خير في مال من الغرب كاسبه
أفيقي فما في الجهل الا مذلة / ولا العلم الا سؤددٌ عزّ صاحبه
أنيري ظلام الشرق بعد انسداله / فعند طلوع الشمس تجلى غياهبه
ولا تقنطي من رحمة الله مرة / اذا شيم من برق انخذالك خالبه
أمثلي ترين الغرب يقظان شاخصاً / الى الشرق يرجو أن تسوء عواقبه
وددت بلادي أن تسود بنفسها / لأكتب فيها خير ما أنا كاتبه
قل للأمير أعز اللَه سدته
قل للأمير أعز اللَه سدته / حتى يعز بها العرفان والادب
ما بال قومك قد ثارت خواطرهم / وذاك تقصيه عما قلته الرِيَب
وللدعاة أحاديثٌ ملفقة / طال الجدال بها والخلف والشغب
ظنوا الليوثَ إذا أغضت بها وهَنٌ / والدهر يرجف منها حينما تثب
يا صاحب النيل إن الشعب منتظرٍ / منك الاجابة اولا ينتهي الطلب
أجاب عنك رئيس لم يكن ثقةً / في طيّ جملته الألغاز والعجب
إذا لعبنا غداة الجد من نزقٍ / لم ندر كيف يكون الجد واللعب
إحدى اثنتين لديسي في روايته / صدق الحديث وإما انه كذب
فاجهر بأيهما أصبحت معتقداً / شأن الملوك وإلا هالنا السبب
قلبٌ بحب الغانيات طروب
قلبٌ بحب الغانيات طروب / إن شفه وجدٌ يكاد يذوبُ
ما باعه يوماً حبيبٌ راحل / عن لبه الاشراه حبيب
فكأنما الغيد احتللن صميمه / وكانه واد لهن خصيب
ذاتَ القوام وحسب قدك انه / غصن كما شاء النسيم رطيب
للحسن فيك سريرة لا تنتهي / الا اذا هزم الشباب مشيب
حُجب الدجى لما سدلت شبيهه / فكأن ليلى فرعك الغربيب
كيف الفرار من الغرام وحكمهُ / بيد القضاء مسطر مكتوب
ما للحبيب عليَّ فيه من الدجى / واشٍ ومن زهر النجوم رقيب
حتى كأن الليل مثلي عاشق / وسواده مما عراه شحوب
قل للمؤنب ان يكفَّ فربما / أغرى القلوبَ على الهوى التأنيب
ما انفك ينصح لي ولستُ بمرعوٍ / ما دام نصح العاذلين يريب
عرفوا هواي فأكثروا تثريبهم / والحب ليس يقلُّه التثريب
خوض الردى من أن يكون لهم معي / في من أحب مدى الحياة نصيب
من ذاق آلام الهوى قال الهوى / نار يراد بحرِّها التعذيب
وجد كبأس الدهر روَّع مهجتي / والدهر من حنق عليّ غضوب
هي مهجة تبغي المجرة مشرعاً / لا همها المأكول والمشروب
مالي أرى الدنيا كنهر مترع / والظل معكوس به مقلوب
أنا مثل حسان يثاب بأحمد / واللَه عنه على الثناء يثيب
هدِيت اليه النفس بعد عنائها / كالروض يهدينا اليه الطيب
فنظمت تهنئة الوكيل ومعجز / نظمي لآلئ ما لهن ثقوب
فافخر أريب النيل وازهَ بمنصب / ما زانه يوماً سواك أريب
بلغت بك الآداب أبعدَ شأوها / وسما بك العرفان والتهذيب
جبت البلاد حزونها وسهولها / ما بين فكر في الغيوب يجوب
في أي أرض زرتها جثم الدجى / في ظل وجه عن ذكاءَ ينوب
فكأنه سلطان زنج أمَّهُ / خاقان تُركٍ فهو منه هيوب
خضت الخضم فكان يمّاً فوقه / متلاطم طلق اليدين وهوب
بحران بحر بالفضائل والندى / طامٍ وآخرُ زاخرٌ يعبوب
في ذاك در تبتغيه خريدة / ولديك در يرتجيه أديب
لما تبوأت السفينة خلتها / خيساً وأنت القسور المرهوب
فلك تمر كأنها عهد الصبا / أو أدهم يطوي الفلا سرحوب
أو شامخ فوق المياه مسيّر / صنع الاله وإنه لعجيب
تعلو وتهوي كالعقاب محلقاً / ينتابه التصعيد والتصويب
إن أدبرت راعت وإن هي أقبلت / راقت ومرأى المنظرين غريب
فلك إذا سبحت فكفك بحرها / وسنا علاك لواؤها المنصوب
وضياء وجنك كوكب تهدى به / أو فرقد لا يعتريه مغيب
حتى رجعت وقد عجزت عن الذي / يقضي به التأهيل والترحيب
فلو استطعت شرعت من حدق الورى / سبلا تمر بها وأنت مهيب
وجعلت أفئدة العداة كأنها / طرق تجوس خلالها ودروب
ولو امتلكت النيرات رصفتها / حصباء تغدو فوقها وتؤوب
عَودٌ أعاد لنا الحياة وطيبها / فكأننا مرضي وأنت طبيب
واخضرت الدنيا وزان جمالها / ثوب من البشر الجزيل قشيب
وتعطرت أرجاء مصر وجادها / من كفك المتهلل المسكوب
واستبشرت بك مهجة قد سرها / طيب الاياب وشخصك المحبوب
لم ألق قبل عداك قوماً أوهموا / أن العلاءَ مثالب وعيوب
دغلت صدورهمُ لما أوتيته / وبدت عليهم فترة وقطوب
شبوا حقوداً لم يطيقوا حرها / فهم الغداة وقودها المشبوب
وكأنهم قد وُسّدوا ناراً فلم / تهدأ لهم عند الهجوع جنوب
لك بينهم وثباب أغلبَ ضيغم / ولهم كاسراب النمال دبيب
هم حاولوا أن يحرجوك فكادهم / صدر كترجيم الظنون رحيب
خفي الصواب إذا استوى بك غِرُّهم / لا يستوي ليث العرين وذيب
قد أطفأ الرحمن نور حظوظهم / لما تألق حظك الموهوب
وأمال قائم أمرهم في مأزق / أودي به المهزوم والمغلوب
ولئن أردتَ نضالهم أصماهمُ / قلمٌ بكفك كالقضاء يصيب
هو كالظبا حدّاً فتلك خضيبة / بدمٍ وهذا بالمداد خضيب
شكت المقادير المسوقة خلفه / لغبا ولما يعتوِره لغوب
حتى لقد دهشت أنابيب القنا / مما يسطر ذلك الأنبوب
عُودٌ من الفردوس عند محبه / ولدى العدوّ كانه الهوب
إني لأَعجب كيف لم يورق ولم / يزهر وكفك كالغمام يصوب
يكفيك أنك في العلاء إلى السهى / وإلى النجوم وسعدها منسوب
أكبرت عَودك غير ملتفت الى / ناءٍ سواك إيابه مرقوب
فسهرت أنظم في ثناك ليالياً / وأنا بمدحي في علاك طروب
يكفيك مني في رحابك شاعراً / قد زانه التثقيف والتأديب
يبقى لك الذكرَ الجميلَ وشعرُهُ / بفم الزمان وسمعهِ منهوب
ولقد صدقتك في المديح وللورى / شعراء أكثر شعرهم مكذوب
أطريك لا أبغي النوال وانما / مرآك عندي المطمح المطلوب
لك أن تقيم بأيّ مصر شئته / ولمدحك التشريق والتغريب
مدح يرتله الزمان وأهله / ويقيم فيهم ما أقام عسيب
يا زهرة الدنيا ومن
يا زهرة الدنيا ومن / هو في المعالي كوكب
ان كان ذمك نابح / فلأنت ليث أغلب
أدبته حتى ارعوى / عن غيه المتأدب
وأتيتُ ملتمساً له / عفواً ونعم المطلب
فارفق عليه فانه / قد تاب مما يكتب
والنعل حاضرة اذا / عادت اليك العقرب
إجهر برأيك ان الحق قد غلبا
إجهر برأيك ان الحق قد غلبا / هذا يراعك يحكى السيف ما كتبا
أرى المضلين قد زاغت بصائرهم / ومن يظن الدجى صبحاً فقد كذبا
سر في طريقك لا تحفل بذمهم / ولا يهزك مغرور اذا غضبا
لا أنت ترجو افتقاراً منهم نشبا / ولا تؤمل من إحسانهم رتبا
لا زلت بالحق بين القوم تخذلهم / حتى تراهم وكل في الوغى هربا
فاهزم كتائبهم وافلل مضاربهم / واسلل يراعك واكتب عنهمُ العجبا
دع الناس تبكي على ما بها
دع الناس تبكي على ما بها / ولِلّه تشكو بمحرابها
اناخ الزمان على أمة / ستحيي بأقلام كتابها
فمن طالب ان ينال الثريا / ولم تك تدنو لطلابها
وشيخ جريدته سيفهُ / يمزق عرض البرايا بها
بدار تحاكي وجار الكلاب / اذا خرج الشيخ من بابها
كثير التذبذب في قوله / وهاجى الانام ومغتابها
يؤمل من ضعفه نصرة / يذود بها الأُسدَ عن غابها
وليس مناه سوى رتبة / يتيه علينا بألقابها
وهل غيره يستحق العلى / وقد قمصوه بجلبابها
أطلنا النداءَ ولا سامعٌ / يمنى البرايا بايجابها
وعم الخراب لهذي البلاد / ونحس البلاد بخُرّابها
وطمَّ البلاءُ ولا منجد / لأَحرارها ولأَحزابها
فيا ملك الشعب رفقاً بناس / أضرَّ الوشاة بأحسابها
وخذ بالوشاية في هوة / ولا تتمسك بأهدابها
وإن لم تسدَّ لنا بابها / أتتنا المعاطب من بابها
لقبوك ولو تدري بما صنعوا
لقبوك ولو تدري بما صنعوا / ما اخترت لاسمك الا عسكراً لقبا
فيك المهابة حتى قال ناظرها / لأنت وحدك تحكى عسكراً لجبا
لا تعجبي فنحولي ما به عجب
لا تعجبي فنحولي ما به عجب / إنَّ الغرام الذي قد شفني سبب
خذي فؤادي فقد أعطيته هبة / إن كان ينفع أو يجديك ما أهب
يشكو المعذَّب بالأيام من تعب / والقلب يشهد ما بعد الهوى تعب
نفس تجيش وما فيها سوى نفَس / يخشى عليه التلاشي فهي تضطرب
صب تعدّ على كفيكِ أضلعه / ما فيه الا فؤاد بالهوى يجب
قضى لحبكِ ما أوجبتِ من مقة / وما قضيت له بعض الذي يجب
ظن الهوى لعباً في بدء نشأته / ورُبَّ جدّ أمور جره اللعب
عريقة الجد ما تبغين من دنف / إلى غرامك لو تدرين ينتسب
اني احاجيك هل للصب مقدرة / على الفراق وفيه الشوق يلتهب
بينا يكون قريراً غير مغترب / إذا به في فضاء الأرض مغترب
وللفراق ذهول في مواقفه / كم يضحك المرء أحياناً وينتحب
إن تأمري فاديب النيل ممتثل / لم يعص أمراً ولم يقعد به طلب
كفاكِ ان الهوى بالغيّ يأمره / والفضل ينهاه والعرفان والأدب
خليفة اللَه يا خير الورى ملكا / له الظبا والوغى والجحفل اللجب
ان المنابر والعبَّاد تكنفها / تختال باسمك ما قيلت بها خطب
تتلى عليها عظات النسك مرشدة / حتى تزول بها الاحقاد والريب
مولاي ما في ملوك الشرق قاطبة / سواك بينهمُ للملك منتخب
وليس فيهم سواك الدهر ذو لجب / تعنو له الترك والاعجام والعرب
فهل يضرك غوغاء خليقتهم / في كل مأثرة يروونها الكذب
لقد عموا عن سجايا لو بها ظفروا / لنافستهم عليها الزهر والشهب
قالوا الهراء فلم ينجح هراءهم / في المسلمين بما قالوا وما كتبوا
دعهم يروا سيفك المخضوب من دمهم / فالنفس تجزع والصمصام مختضب
ومن يكن سيفه صمصامة ذكراً / لا يستخف به من سيفه خشب
هم ينتمون إلى الاحرار عن سفه / والحر لا يزدهيه المال والنشب
ويرقبون نوالا منك ينعشهم / ومعدم الحال أني راح مرتقب
اذا نظرت اليهم غاضباً وجبت / عليهمُ لعنة الرحمن والغضب
قوم خوارجُ لا جاه ولا نسب / ولا فخار ولا مجد ولا حسب
ارفق عليهم اذا جاءوا وما لهم / الا رضاك وقد عاقبتهم أرب
وأزعجتك على استقلالها زمر / باؤا وما لهم فوز ولا غلب
يحاربونك والرحمن يخذلهم / في يوم ذي رهج ماجت به الصب
هم يرقبون لمقدونيا مراقبة / تودى بعزتها واللَه مرتقب
جاؤوا على أهبة للحرب فانصدعوا / وللمهيمن في أجناده أهب
لم تغن كثرتهم شيأ فما لبثوا / حتى تولوا على الأعقاب وانقلبوا
حبل الأماني كحبل الشمس متصل / ببعضه وهو عند اللمس مقتضب
قد اعجبتهم من الدنيا مضافرة / ورُبَّ محتشد أودت به النوب
يا بارك اللَه في الاسلام ما طلعت / شمس السماء وما لاحت بها الشهب
ولى الصيام وعاد العيد مبتهلا / يهزه في ذرى سلطانه الطرب
وافى يمدّ يمينا طالما بسطت / الى نداك فعادت ملؤها الذهب
وكم يد لك بالنعماء هاطلة / كأنها في سماء المجتدى سحب
ومن يبت حافظاً آثار دولته / تاهت بدولته الأيام والحقب
لمحت ركبك بالاجلال يقترب
لمحت ركبك بالاجلال يقترب / وأنت كالبدر سارت حوله الشهب
حللت ارضاً اذا تاهت بزائرها / تيه الجلال فلا بدع ولا عجب
قد زارها الغيث فابتلت جوانحها / وقد عنت لعلاه القادة النجب
والملك يدعوك لاستجلاء غامضه / فانت من أجله تنأى وتغترب
سار الامير على يسراك محتفلا / بخير ضيف الى العلياء ينتسب
ولى السلام لشعب كان مرتقباً / هذي الزيارة والمشتاق يرتقب
فانزل على الرحب ضيفاً لا نكلفه / الا الاقامة حتى تنتهي الحقب
ابن المليك الذي عزت برايته / تلك الجموع وذاك الجحفل اللجب
اذا استغاثوه من ظلم فقولهم / يا ناشر العدل يكفى انه لقب
ما في الملوك وان كانوا ذوي عدد / سواه ذو شوس بالتاج معتصب
الفوارس في الهيجاء مقدمة / لا يستفز حجاها الجبن والرهب
وما لغير ابيك اليوم محتشد / تحيطه السمر والهندية القضب
كأنها في مصار النقع بارقة / تسورها من عجاج قاتم سحب
ناجت بفيلقه الدنيا فافزعها / كالبحر ماج وفيه الغنم والعطب
وراعها بجثيّ في بواطنها / ويل النفوس وفي مقذوفها الحرب
سود تهز الرواسي وهي قائمة / كأنها الفيل لا تثنى له ركب
كأن صوت الذي تلقيه من فمها / رعد له بين أحشاء الدجى صخب
ان كل قنبلة ترمى بذي وهج / كالشمس ان غربت حمراء تلتهب
البوارج والامواج تحملها / كأنها الشم في احضانها الكثب
نخةض ملتطماً حف الوقار به / فما له صعد فيه ولا صبب
محمولة حملت ضدين في بدن / فبين جانحتيها الماء واللهب
طوى البحار باعلام يحالفها / اقوى الضواري مراسا حينما يثب
له المآثر لا يحصي لها عدد / كأنها الصيب الثجاج ينسكب
لقد أقام منار العدل فانقشعت / غياهب الجور وانجابت به النوب
وكانت الأرض قبل اليوم قاحلة / فاصبحت وثراها ملؤه الذهب
وتلك بادية السودان قرّبها / الى الحدود فلا نهب ولا سلب
كنا نجوب الفيافي فوق ناجية / ملت من السير حتى ملها القتب
والقوم يزجون انضاءً مهجنةً / قد لاحها الضر والاعياء والوصب
فناب عنها ابننار لو جرى حقبا / في كل مرحلة ما مسه لغب
كأنه بالشباب الغض منطلق / كلاهما في براح العمر منتهب
هذي مآثره الغراء نكتبها / حتى تتيه بها الاقلام والكتب
وأعذب الشعر في الأسماع اجزله / واحسن المدح ما لا شابه الكذب
على ملعب الايام قام لعوب
على ملعب الايام قام لعوب / يمثل فصلاً والفصول ضروب
فقيه بدا بين الخصاصة والاسى / أناخت عليه للزمان خطوب
له سحنة تقذى العيون بقبحها / تلوح عليها ذلة وشحوب
وعينان للبؤسى قد ابيضتا أسى / برأس بدا في وفرتيه مشيب
فلم تزهه شمس السماء اذا بدت / ولا بدر هذا الافق حين يغيب
وفي يده اليمنى عصى كلما مشى / لها في طريق البائسين دبيب
اذا ما سرى كانت دليلاً ولم يكن / له غيرها بين العصى حبيب
يجوس بها سهلاً وحزناً وكلما / تتبعها تُطوى اليه سهوب
أراد غنى حيث الحياة ذميمة / بدهر قليل من بنيه وهوب
وقد بات في حال على الحرمضة / له زفرة تورى جوىً ولهيب
وكم ليلة باتت حشاه على الطوى / ينادي وما بين العباد مجيب
فلما رأى الفقر اصطفاه من الورى / تميز غيظاً واعتلاه قطوب
واضمر سوءاً في ضلوع تقعقعت / وفي القلب منه حسرة ووجيب
وقال دع الدنيا فقد يبلغ المنى / أخو اللؤم فيها والكريم يخيب
وهذي يميني أشهرت مدية بها / تُشق قلوب لا تشق جيوب
وعندي طريق اغفل القوم هديها / ولي في ثراها جيئةٌ وذهوب
سأقتل نفساً حرم اللَه قتلها / وما ضرني لو بعد ذاك اتوب
وعيشي غنياً طالما قد رجوته / فعيش الفتى في العسر ليس يطيب
ولو جئت للتحقيق انكرت مثلتي / ولو أنها في شرع احمد حوب
وكان له خدنٌ يقيم بداره / متى حان من شمس النهار غروب
يبيع من الحلوى بما لا يقوته / وليس له مما يبيع نصيب
فاضمر ذاك الغمر قتل صديقه / على طمع في المال حين يؤوب
فلما سجى الليل البهيم تقابلا / وباتا وكل للهجوع طلوب
ولما هفت عين الصديق الى الكرى / وقد هدأت بالنوم منه جنوب
تنحنح هذا الشيخ واستل مدية / لها في رياح الآثمين هبوب
واغمدها في صدره غير مرة / واخرجها بالروح وهي خضيب
فسال دم الاحشاء يجري على الثرى / يحاكي انحدار السيل وهو صبيب
وصاح به المقتول وهو مجندلٌ / تراوده في الروح منه شعوب
قتلت بلا شك وانت قتلتني / ولكنما ربي عليك رقيب
أليس حراماً ان تراني مضرَّجاً / ودمعي على الجفن القريح سكوب
ربينا على ودّ حنثت بعهده / فمن يا ترى انباك انك ذيب
أودّع روحاً طالما عفت ضيمها / اذا احدقت بي في الزمان كروب
ساقضي شهيداً يا خؤون وانني / مررت ولم تكتب عليّ ذنوب
وقد قرب الشُرطيّ من باب منزل / به رنة ممن قضى ونحيب
فاصغى اليه السمع والليل هادئ / وفي سمعه صوت القتيل ينوب
وقد سمع المقتول يصرخ راجياً / اغاثته ممن اليه قريب
فهمّ بفتح الدار حتى يجوسها / وفيها رأى حال المصاب تريب
فلما احس الشيخ اوجس خيفة / وقد جاءه يوم عليه عصيب
ورام هروباً ظن فيه نجاته / وصعب على الجاني الضرير هروب
فسيق الى التحقيق وهو مصفد / حياة وذكرى لو رآه لبيب
وقد حكم القاضي عليه بشنقه / جزاء وفاقاً وهو فيه مصيب
شديد الحزن من هول المصاب
شديد الحزن من هول المصاب / وما دمعي سوى قلب مذاب
وما المحيا سوى أمل ويأس / وما الدنيا سوى دار اكتئاب
وما خبر المنون لدى البرايا / سوى وقع أشدَّ من الحراب
فما للأرض مادت بالرواسي / وما للكون أصبح في اضطراب
وما للعين قد هجرت كراها / وما للنوم بالغ في اجتنابي
عهدت الدمع في عيني نقيا / فكيف أراه يجمل للخضاب
ومن يستعذب الايام حينا / تذقه المرَّ في كأس العذاب
ومن يترك عتاب الدهر يوماً / يجد أن لا مناص من العتاب
فزل يا موت عن عيني بعيداً / فما يرضي الورى لك باقتراب
وعدت الخلق يوم تزور حزنا / ووعدك جاءَ في قول صواب
وشر القول عند الناس وعد / أصاب الصدق في النوب الصعاب
حسبت الملك يحمى مالكيهِ / ولم تكن المنية في الحساب
أمرّ على الجلال فلا أراه / وما عهدي به طول الغياب
وليس من العجيب لدى المنايا / ذكاء تختفي تحت التراب
فديتك ربة الدنيا رويدا / فما لك بعد بينكِ من اياب
وما للملك غيركِ من كفيل / ولا للسيف بعدكِ من ضراب
وكنت البحر في رفد وجود / وليس لغير بحرك من عباب
وقومكُ خير قوم لم يزالوا / ليوث الحرب في قور وغاب
تمشت في جنازتكُ البرايا / بوجه لاشتداد الحزن كاب
وكلٌّ خافض عينيه حزناً / لفقدكِ من بكاء وانتحاب
على سلطانة درجت وكانت / قبيل الموت أمنع من عقاب
عليكِ صلاة ربكِ كل يوم / وما هطلت شآبيب السحاب
لقد غادرت عرشك في جلال / ونضرة ملك نجلك في شباب
فيا ملك الملوك لك التعزي / جميل بالدعاء المستجاب
فثق باللَه واستنجد بصبر / تنل من عنده حسن الثواب
رأيتك في الورى ملكاً وحيداً / وليس لها سواك بلا ارتياب
فخذ من شاعر النيل امتداحاً / يثير حفائظ القوم الغضاب
ما للملوك اضاعوا العمر في الشغب
ما للملوك اضاعوا العمر في الشغب / واوقفوا الخلق بين الخلف والشجب
ما زالت الناس حسادا لعرشهمِ / والعرش لو علموا قد حف بالنوب
دع عنك عرشاً تبيت الليل تحرسه / من فتك مغتصب او بطش منتهب
ماذا تؤمل من ملك تدبره / بفكر مكتئب او قلب مضطرب
هذي الشعوب تنادي وهي ثائرة / على ملوكهم بالويل والحرب
يستسهلون المنايا وهي جارية / على الظباة كأمواهٍ على شطب
ويسقطون بلا خوف ولا حذر / عن عرشه كل ظلام ومرتكب
لا يرفع العرش الا عدل صاحبه / ولا يقوّيه غير العدل من طنب
ما للملوك يخالون الورى خدماً / ويدَّعون العلى من غير مطلّب
وان تهادوا رأيت الناس تتبعهم / في محفل حاشد او جحفل لجب
خذ عن يمينك تلق السرب في هرج / وأرؤس القوم بين البيض والقضب
شعب رأى الموت خيراً من تحمله / عبأً من الشك او ثقلا من الريب
أعياهمُ جور ملك بات عندهمُ / من الجلالة والعلياء في حجب
لقد اتته المقادير التي خلقت / لحتفه سبباً ناهيك من سبب
رآى فحب فتاة من وصائفه / والحب من ملك يدعو الى العجب
وصيفة لم تكن للملك صالحة / أقل منه لدى العلياء في النسب
تذمر الشعب حتى صال صولته / وباتت الارض تخشى الموت من رهب
هم اجمعوا أمرهم والليل منسدل / على الكماة فلا عين لمرتقب
فكان ما كان حتى راح مالكهم / شهيد مافعلوا في مشهد الشهب
وبعده بات شعب السرب في مرح / قد رنحته شمول العجب والطرب
لِلّه در الليالي في تقلبها / كم فرجت عن ذوي البأساء من كرب
أمولاي شكر من حماك قريب
أمولاي شكر من حماك قريب / وحمد عن الفعل الجميل ينوب
اليك اجل الأكرمين قصيدة / يقدمها مدحا اليك اديب
شكرت اياديك الجسام فانها / لكالودق نحيي الارض وهي جديب
ارشت جناحي بعد طول انكساره / وقد طاش سهم للزمان مصيب
وأحييت ارواحا غدوت مسيحها / ولولاك كادت بالخطوب تذوب
وثبّت بيتا زلزل الدهر ركنه / واوشك ان تخنى عليه خطوب
فاصبح من فيض المكارم روضة / عليها رداء من جداك قشيب
ولولاك لم نحمد من الدهر فعله / وعشنا وكل للهموم نسيب
فلا زلت في مصر معينا لاهلها / وانت الى كل القلوب حبيب
فتحى تهنأ بما أوتيت من رتب
فتحى تهنأ بما أوتيت من رتب / لازلت ارقى من التعظيم في لقب
وافت إليك وفي إقبالها شغف / إلى ربيب العلى والعلم والأدب
إذا تحلى بها من كان عاطلها / ففيك حليتها بالمجد والحسب
ظن المضلون إن الحقد يخفضها / وأنت من رفعة في السبعة الشهب
ما للمضلين قد ساءَت ضمائرهم / وأصل حاضرهم في الناس لم يغب
قوم قد اجترحوا في الناس منقصة / وبدلوا الصدق بين الخلق بالكذب
وكيف يُنكرَ فتحى بعدما شهدت / له الورى بمداد الفضل في الكتب
تلك الادلة والاحكام شاهدة / غداة تنطقها بالمنطق الذرب
سر في طريق المعالي غير مضطلع / باللغو في أمة أودت من الشغب
واسلك سبيل الهدى والنفع في بلد / في حاجة لرجال سادة نجب
قد بت تسجع سجع البلبل الطرب
قد بت تسجع سجع البلبل الطرب / هل اشرق البدر بعد الغيم والسحب
أم آية اللَه في ابداعها ظهرت / فأنت تخطر بين السحر والعجب
أم ذلك السيف قد هزت مضاربه / فأنت تحدق في متن وفي شطب
ان يغمدوه فقد هزوا لنا مهجا / أمضى من السمر والهندية القضب
أو يحجبوه فما في البدر شائنة / ان كان محتجبا او غير محتجب
أو يحبسوه فما راعوا ولا حبسوا / من القلوب شعور النشأة النجب
ممن يخافون لا الهندي منصلت / ولا لنا هبوات الجحفل اللجب
كفاهم من صفوف القهر أنهم / خافوا من الشعر وارتاعوا من الخطب
عبد العزيز اليك اليوم تهنئة / تختال فيك اختيال الخرد العرب
يطري بها العربيّ البحت صاحبه / أخا البيان ورب المقول الذرب
اذا امرؤ منح الاوطان مهجته / رمى بها في غمار الحتف والعطب
تأس عن حبسك الماضي بمن سلفوا / من الغزاة وأقدم غير مضطرب
والبس وساما يروق العين زخرفه / اذا تألق من ماس ومن ذهب
أطلت ملامي في الحسان الكواعب
أطلت ملامي في الحسان الكواعب / أكان عليك اللوم ضربة لازب
رويدا فقد تاب المحب عن الهوى / وان كان عن ذكر الهوى غير تائب
سلوت التي راشت سهام لحاظها / الى خافق بين الجوانح واجب
من اللاء يبذلن الصبابة والهوى / ويشر بن كأس الحب مع كل شارب
من اليوم لا قلبي عليها بمشفق / ولا مدمعي خوف الفراق بساكب
أما إنه لولا الغرام لما سعت / الى وخزي العذال من كل جانب
ولولا غلوي في هواها لكان لي / على الرحب مثوى في صدور الحبائب
أمعهد حبي كيف اصبحت خاليا / وقد كنت ملهى الآنسات الربارب
فلا تمددي لمياء حبلا ظننته / مصونا غداة الجذب عن كل جاذب
سلوتك حتى ليس للحب صولة / على مدنف بين الحشا والترائب
واني ليصميني وقد راع مسمعي / مقالك يوما احمد كان صاحبي
وكنت اذا القاك خير سالم / فصرت اذا القاك شر محارب
اغرك ان الصب شب فؤاده / شبوب الغضا بين الصبا والجنائب
افق يا فؤادي فالصبابة زلة / رمت بك في مهوى الاماني الكواذب
قطعت قديم العمر غيّاً ولم تزل / تحنّ الى غيّ الليالي الذواهب
وماذا ترجى من غرام مبرح / رماك بهمّ طول ليلك ناصب
أقل يا ابن ابراهيم عثرة واجد / رمته يد الدنيا بنكباء حاصب
لأنت الذي يرجى اذا جازنا الحيا / وضنت علينا معصرات السحائب
فداءك نفسي من كريم سميدع / الى المجد تواق وفي المجد راغب
مهيب لسربال المحامد لابس / وسمح لاذيال المكارم ساحب
تعشق إدمان القرى فبنى لها / صوى كصوى الاسلام في كل لاحب
ملاذ اذا اخنت علينا عظيمة / من الدهر حزت في سنام وغارب
ثمال اليتامى يوماً يخلى مكانه / ابوهم وتأساء الايامي النوادب
اليك هلال السعد ازجيت شردا / تجول مع الركبان بين السباسب
تزور امرأ يهتز يوم عطائه / الينا اهتزاز البيض لدن المضارب
اذا الجود لم يعرف بحمد يذيعه / فكالقفر خلواً من منار لجائب
أجلك عن شعري اذا انا قلته / بثغر مراءٍ في ودادك كاذب
وكائن لاجلي حولوك فلم تحل / لكيد حسود أو لحقد مشاغب
بلوت وداداً صح مني صريحه / فلم تترك فيه مجالاً لعاتب
لهم مشرب لا ارتضيه وهكذا / تبين السجايا في اختلاف المشارب
أحاجيك ما يدريك ان رب نعمة / يذوب لها قلب المداجي الموارب
فداو من الحساد جرحاً سبرته / ولا تكوه الا بنار التجارب
اقاموا على خزي فان جن ليلهم / يعسون حول العار عس الثعالب
وكم أملوا ان يلحقوا بي فخيبوا / وعادوا باخفاق المقل المضارب
وخلفتهم خلفي بتيهاء مجهل / يئنون ان الرازحات اللواغب
ولو شئت ان اطغى بشعري عليهم / لاغرقتهم في لجه المتراكب
واشهد رب البيت لو رمت هجوهم / وخزتهم وخز القنا والقواضب
وعرفتهم اني الاشد شراسة / ولو فندتني أم سعد بن ناشب
ومن يغضب الليث الهصور بغابه / يضرس بانياب له ومخالب
تردوا ثياب اللؤم واتشحوا بها / سرابيل أوهى من نسيج العناكب
لهم منيَ الشهد الذي لذ طعمه / ولي من اهاجيهم سمام العقارب
وهل يستوي رب الفضائل والنهى / ورب المخازي والخنا والمثالب
لقد وجلوا لما مدحتك رهبة / ملكت فأسجح عن مروع وراهب
وان لم يثوبوا للهداية فارمهم / بيوم عصيب مثل يوم الذنائب
أعيذك بالرحمن من شر حاسد / اذا حسد النعمى ومن شر واقب
سمىّ هلال الافق لو كنت خصمه / لزاحمته في افقه بالمناكب
ولو كنت ممن يجعل البدر مأرباً / نصصت اليه العزم نص الركائب
ولكنك المرء التناهي علوه / فليس له في مجده من مآرب
فتى تملأ الاحقاب ذكراً وسيرة / وتملأ جوداً فارغات الحقائب
اذا ذهب المال الذي أنت واهب / فمدحك باق ذكره غير ذاهب
كأنك فيما أنت فيه من العلى / اشم بعيد الرعن عالي الاهاضب
يشق كبيدات السماء كأَنه / ذرى شامخ فوق المجرة راسب
لك الحسب الزاكي لك الطلعة التي / تنوب مناب النيرات الثواقب
ونفس عزوف لم تعب بدنية / وخلق عظيم لم يشب بشوائب
فاي قبيل لا تراك فخارها / وقدرك اعلى من لؤيّ بن غالب
اذا هو باهي بالذؤابة فته / بأصل هلاليّ طويل الذوائب
ألستم أجلّ العالمين ارومة / واكرم اصلاً من كرام المناسب
واي بلاد لا تراك اميرها / بربك سلها عن نداك تجاوب
فليس الذي يعطي الامارة مالكاً / اذا لم يزنها باللهى والرغائب
لك اللَه لم ابصر بغيرك سيداً / احق الموالي بارتها
ولم ار ابهى منك في كل مجلس / وأنت شبيه البدر بين الكواكب
نوالك غيث دافق غير مقلع / ووعدك برق صادق غير خالب
وان ينضب البحر الخضم بماءه / فكفك بحر ماؤه غير ناضب
تنيل الثريا لو ملكت عنانها / ولو لم تهب أشباهها كف واهب
ولكن تراها في السماء كانها / دنانير صانتها اكف الغياهب
ومالك بين المعتفين قسمته / فلم تخش من عاد عليه وسالب
تكاد ترى ما في الضمائر من منى / بفكر كما تهوى الفراسة صائب
وتدرك ما يخفى كانك قارئ / غضون جباه او خطوط رواجب
فان اعجبوا بالقطب زدت اكتشافهم / من الغيب علماً وهو جم العجائب
كأني سميّ المصطفى بابن ثابت / وقد مدح الهادي بغر غرائب
كأني بروح القدس فيك مؤيد / فان قلت مدحاً قلته غير هائب
اليك رواة الشعر تنبئك انني / اعدت لها عهد الفحول الاعارب
ولي قصبات السبق في كل حلبة / دفعت اليها بالقوافي النجائب
قواف تمنتها ملوك زمانها / لآلئ في تيجانها والعصائب
تحلق في الآفاق بين مشارق / تدل بأشعاري وبين مغارب
حسان لها مشي الهدى تخطرت / وآنا لها جري العتاق السلاهب
وطوراً لها عقل الحكيم وجده / وحينا لها مزح الخليع المداعب
ويوماً يوافيها الجبان بسمعه / فيغشي المنايا في صدور الكتائب
وما كل شعر جاز قاصية المدى / ولا كل مفتول الذراع بواثب
ولا كل وزان القريض بشاعر / ولا كل حمال اليراع بكاتب
ابا احمد بك يا ابا غير توأم / وخير فتى للحمد والشكر كاسب
تهنئك الدنيا بمولد منجب / وتزهي بمولود على المجد دائب
وما احمد الا اخي وابن سيدي / كلانا سواء في المنى والمطالب
كلانا سواء في محبة والد / يخاف علينا طارئات النوائب
وما الدهر الا خادم ابنك فارعه / بفضل كما ترعى ذمام الاقارب
ومره بامر احوزيّ يقف له / وقوف ضئيل كاسف البال شاحب
فدوما بنفس في المعالي رغيبة / وعيشا بعزم للمحامد خاطب
وسيرا بآفاق العلاء اهلة / تضيءُ مكان الآفلات الغوارب
محمد أقصر من نوالك أسترح / من النظم ان الفكر بعض المتاعب
اذا رمت ان اجزيك لم اقض برهة / بلا قدح فكر وهو احدى المصاعب
اطلت القوافي فيك وهي قصيرة / ولو شئت كانت لا تعد لحاسب
تغاير فيك الشعر حتى اطلته / ولما أقم يا ابن الكرام بواجب
ولي كل عام في رحابك وقفة / اهز بها عطفي جليل المناقب
فلو ذاقت الايام فيك مدائحي / لكان فم الايام حلو المراضب
لا تعجبن اذا مالوا الى النشب
لا تعجبن اذا مالوا الى النشب / ما في الدناءة ما يدعو الى العجب
لم ألق غيرهم في كل ناحية / قوماً يظنون ان الرأس كالذنب
غرتهم كعقود الغيد اوسمة / وراق ابصارهم وشي من الصب
وزادهم شغفاً في كل مخزية / فقر الى المال او فقر الى الرتب
باعوا البلاد اناساً لا عهود لهم / وودعوها وداع الدارس الخرب
كانها سلعة بيعت بلا ثمنٍ / أو انها امة بيعت بلا سبب
يا ويل قوم جروا في شوط خستهم / جري المذاكي او الوخادة النجب
لسوف يدرون عقباهم اذا فشلوا / ويعلم الاولى ظلمونا أي منقلب
واللَه لو انصفوا في الحكم ما سجنوا / الا الزنيم دعى الجاه والحسب
ذاك اللئيم الذي باتت خلائقه / اعدى الى القوم من سل ومن حرب
لقد اشاعوا بان الشيخ وجهته / ارض الحجاز يناجي اللَه عن كثب
ردوه يا قوم حتى لا يدنسها / بذلك الذيل ذيل الفحش والريب
ردوه فالشيخ لم تؤمن مكايده / في امة الترك او في امة العرب
ردوه فالشيخ لم يقصد بحجته / الا ارتداد ذوي طه الى الصلب
باللَه سموه تأمن سم نفثته / فالموت تحت لعاب النابح الكلب
كأن طينته في بدءها عجنت / بماء الأم أمّ معقب وأب
مهما أعد ليت اللَه من حجج / فلن يبوء بغير السخط والغضب
يطوف بالبيت والرحمن يلعنه / لعن المياسر والازلام والنصب
يدعو بمكة ان اللَه ينصره / والركن يدعو له بالويل والحرب
يدعو عليه بلا كانت سلالته / ولا بها حملت حمالة الحطب
تاللَه ما حج الا موقظا فتنا / إن تاب إبليس عنها فهو لم يتب
يخفى على اللَه ما تنوي سرائره / حتى على اللَه لا يخلو من الكذب
ما اندس في معشر باهوا بسؤددهم / الا ولطخ منهم كل ذي حسب
لسوف يبقى هجائي فيه ما بقيت / هذي القوافي الى آت من الحقب
وسوف يعلم ما خطت لنا يده / اذا دهته غدا حفازة النوب
يجثو على الارض من ذل ومن ضعة / كأنه صنم جاث على الركب
ونحن نرهقه ذلا ونسمعه / مر الكلام فلم ينبث ولم يجب
حتى اذا قطعت يوما غلاصمه / وخضب الارض صبغ القانيء السرب
مضى الى مالك في النار يصهره / شيّ الذبيح على ذاك من اللهب
ان الاجنة في الارحام تبغضه / وكل ما جن في صلب وفي عصب
ماذا اقول وفي كفى له قلم / مل الكتابةمن هجو ومن تعب
ألهانيَ الوغد عما كنت انظمه / في الخندريس ووصف الكاس والحبب
وعن نسيب اذا رقت سلاسته / تهفو العجوز له من شدة الطرب
وعن تحية مليا وهي خادرة / بمنزل هو مثل المعقل الأشب
تلك التي ما انحنت يوما اضالعها / على فؤاد بحر الوجد ملتهب
حسناء تخطر في اثواب عفتها / ما بين صفين من دلّ ومن ادب
قد عاتبتني على سخط معاتبة / الذّ عنديَ من ماء على سغب
قالت عزمت على هجوي فقلت لها / استغفر اللَه ورد الحب لم يشب
أبعد حبك يا مليا اقابله / بالهجو تاللَه ليس الجد كاللعب
قالت بذلك بعض الناس أنبأني / فقلت هم معشر مالوا الى الشغب
قد بلغوك ليقضوا بيننا اربا / لا بلغ اللَه هذا البعض من ارب
دعى العواذل ترمي سهم فريتها / فللعواذل لغو غير محتسب
وقبل توديعها بشت بمبتسم / تزهى ثناياه زهو اللؤلؤ الرطب
ابي رأيت الهوى يمشي فيتبعها / مصغر الخد من ذل ومن رهب
فالحب في الشام ان حلت أباطحه / وان بغت حلبا فالحب في حلب