أما أصبحت عن ليل التصابي
أما أصبحت عن ليل التصابي / وقد أصبحت عن ليل الشباب
تنفس في عذارك صبح شيب / وعسعس ليله فكم التصابي
شبابك كان شيطاناً مريدا / فرجّم من مشيبك بالشهاب
واشهب من بزاة الدهر خوّى / على فودى فألمأ بالغراب
عفا رسم الشباب ورسم دار / لهم عهدى به مغنى رباب
فذاك ابيضّ من قطرات دمعى / وذاك اخضّر من قطر السحاب
وذا ينعى إليك النفس نعيا / وذلكم نشور للروابي
كذا دنياك ترأب لانصداع / مغايظة وتبنى للخراب
ويعلق مشمئز النفس عنها / باشراك تعوق عن اضطراب
ولولاها لعجّلت انسلاخى / عن الدنيا وإن كانت إهابي
عرفت عقوقها فسلوت عنها / فلما عفتها اغربتها بى
بليت بعالم يعلو أذاه / سوى صبري ويسفل عن عتابي
وشب لي الصواب خلاط قوم / وكم كان الصواب سوى الصواب
أخالطهم ونفسي في مكان / من العلياء عنهم في حجاب
ولست بمن يلطخه خلاط / متى اغبّرت اياة عن تراب
إذا ما لحت للأبصار نالت / خيالا واسمدرّت عن لبابي