القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو بكر الصولي الكل
المجموع : 2
سَيِّدِي أَنْتَ إِنَّني بِكَ صَبٌّ
سَيِّدِي أَنْتَ إِنَّني بِكَ صَبٌّ / بَيْنَ أَيدِي الْهُمُوم والشَّوْق نَهْبُ
وشَفِيعِي إِلَيْكَ أَنِّي مُحبٌ / وقَدِيماً أَحِبُّ مَنْ لاَ يُحِبُّ
بَعَثَ الحُبُّ لي سَقاماً فَأَعْدَى / بِيَ حُزْناً مداوماً ما يَغِبُّ
لَيْس لي نَيَّةٌ أُسَلِّي بها النَّفْ / س لِمَا قَدْ رَأَى وَلاَ لِيَ قَلْبُ
ضَاعَ صَبْرِي وَأَخْلَفَتْنِي ظُنُونٌ / كاذِباتٌ يَلَذُّها مَنْ يَصَبُّ
غَيْرَ أنِّي أُرِحْتُ مِنْ قَوْلِ لاَحِ / هُوَ هَمٌّ عَلَى الفُؤادِ وكَرْبُ
عَذَلَ العَاذِلُونَ فِيكَ وقالُوا / ما عَلَى منْ أَحَبَّ مثلَكَ عَتْبُ
لكَ خَدٌّ مُوَرَّدُ اللَّوْن سَهْلٌ / وَفَمٌ طَيِّبُ الْمُجَاجَةِ عَذْبُ
وجَبينٌ تَلأَلأَ الحُسْنُ فيه / كهِلالٍ تكَشَّفَتْ عَنْهُ حُجْبِ
وجَفونٌ مُفَتَّراتٌ مِرَاضٌ / وحديثُ الْمُؤَنَّثِ اللَّفْظِ رَطْبُ
وقَوامٌ للرِّيح فيهِ احْتِكَارٌ / يَتَثَنَّى الغُصْنِ شَطْبُ
أَخْصَبَ الحُسْنُ في جميعكَ إلاَّ / أَنَّ حظِّي منْ كُلِّ ذَلكَ جَدْبُ
لَهْفَ نفسي عَلَيْكَ لو أَنْصَفَ الْح / ب لَذَلَّ الغَداةَ لي منْكَ صَعْبُ
لا أُسَمِّيك خَيفَةً بلْ أَعدِّي / عنك طَرْفاً دُمُوعُهُ فيكَ سَكْبُ
وعَدَدْتَ الْهَوَى عَلَيَّ ذُنوباً / إِنْ يَكُنْ ذَا فَحُسْنُ وجهك ذَنْبُ
أيمر الزمان صَفْحاً عَلَيْنا / لَمْ يُنَلْ طائلٌ ولم يُقْضَ نَحْبُ
ظَلَمَتْنِي كظُلْمِكَ السِّنُّ حَتَّى / شَابَ رَأْسِي ودَعْوَةُ الشَّيْبِ سَبُّ
سَلَبَتْني ثَوْبَ الشَّباب الثَّلاَثُو / نَ وللشَّيْب بَعْدَ ذَلِكَ سَلْبُ
وأحالَتْ دُهْمَاً عَلَى الرَّأْسِ شُهْباً / لَيْسَ يَجِزي بِخَيْلِهِ اللَّهْوِ شُهْب
إِنْ يَكُنْ سَارَ عَامداً لِدِمَشْقٍ / وطَوانِي كَمَا طَوَى الشَّمْسَ غَرْب
فهوَ للْقَلْب حيثُ ما مال ذِكْرٌ / وهُوَ للطَّرْف حيثُ ما دار نُصْبُ
حُسْنُ رَأْيِ الْوَزِيرِ عَوَّض فيه / فَهُو للْجُودِ الْمَكارمِ رَبُّ
قُل لِلْخَلِيفةِ تِرْبِ الْعِلْمِ والأدَبِ
قُل لِلْخَلِيفةِ تِرْبِ الْعِلْمِ والأدَبِ / وأَفْضَلِ النَّاسِ مِنْ عُجْمٍ وَمِنْ عَرَبِ
ومَنْ أَجَلَّ إلهُ النَّاسِ رُتْبَتَهُ / حتَّى علاَ وهَوَى الأملاكُ في صَبَبِ
قَدْ كان لِي مَوْعِدٌ في النَّسْخِ لَمْ أَرَهُ / وفاتَنِي القَدَحُ الْمَحْفُوفُ بِالطَّرَبِ
وحازَ صَحْبِي دُنِي طِيبَ مَعِرقَةٍ / لِباسُها أَفْخَرُ الأنْسابِ والحَسَبِ
وليْلَةُ الفِطْرِ أَبْقَتْ لِي حزازَتُها / ناراً تَرامى عَلَى الأحشاءِ باللَّهَبِ
فَجازَنِي بِرُّ مَوْلىً كان يَبْدَأُنِي / كأَنَّنِي ناقِصٌ فِي رُتْبَةِ الأدَبِ
أَلَمَّ بِي طَيْفُ حِرْمَانٍ فَأَرَّقَنِي / فَبِتُّ مُعْتَنِقاً للْهَمِّ والكُرَبِ
هذَا عَلى خِدمَةٍ مَا ذُمَّ سالِفُهَا / ودَوْلَةٍ لِي فِيها أَوْكَدُ السَّبَبِ
وأنَّنا نُقَباءٌ شاعَ نَصْرُهُمُ / نُلْقِي أَعادِيكُمُ في الحَرْبِ بِالحَرَبِ
ويَوْمَ مَرْوانَ أُفرِدْنا بِمَشْهَدِهِ / والفَخْرِ فِيهِ بِنَصْرِ السَّادَةِ النُّجَبِ
مقالَةٌ تُوردُ الأخْبارُ صِحَّتَها / مَوْجُودَةٌ فِي رِواياتٍ وفِي كُتُبِ
إن كانَ ذلِكَ مَزْحاً مِنْ إمَامِ هدىً / فَحَبَّذا هُوَ مِنْ مَزْحٍ وَمِنْ لَعِبِ
وَسَوْفَ يأْتِي سَرِيعاً مِنْهُ لِي عِوَضٌ / كَمَا أَتاهُمْ بِلا كَدٍّ وَلاَ تَعَبِ
فَالْعَيْشُ إن كانَ هذَا عَنْ خَبِيٍّ رِضاً / والمَوْتُ إن كانَ كُلُّ الْمَوْتِ عَنْ غَضَبِ
رَأَيْتُ وَجْهَ الرِّضَا أَعْلَى لطَالِبِهِ / مِنَ الصِّلاتِ إذَا تُوبِعْنَ وَالرُّتَبِ
لا تَجْعَلَنِّيَ نَهْباً للْهُمُومِ فَقَدْ / تَرَدَّدَ الظَّنُّ بَيْنَ الرَّغْبِ والرَّهَبِ
أَقُولُ قَوْلَ امْرِئٍ صَحَّتْ قَرِيحَتُهُ / مَا زَالَ فِي الدَّهْرِ ذا كَدْحٍ وذَا دَأَبِ
سُبْحَانَ مَنْ جَعَلَ الآدَابَ في عُصَبٍ / حَظَّاً وصَيَّرَها غَيْظاً عَلَى عُصَبِ
ومِثْلُ شَكْوَى حَكِيمٍ عَضَّهُ زَمَنٌ / كما اشْتَكَى غَارِبٌ مِنْ عَضَّة القِتْبِ
أَفْضِلْ عِنانَكَ لاَ تَجْمَحْ بِهِ طلَباً / فلا وعَيْشِكَ مَا الأرْزاقُ بِالطَّلَبِ
قَدْ يُرْزَقُ المَرْءُ لَمْ تَتْعَبْ رَواحِلُهُ / ويُحْرَمُ الرِّزْقَ مَنْ لَمْ يُؤْتَ مِنْ تَعَبِ
مَا أَصْعَبَ الفَقْدَ لِلْعَادَاتِ مِنْ مَلِكٍ / تَقْدِيمُهُ فِي الْعَطَايَا أَشْرَفُ الرُّتَبِ
لَوْ كُنْتُ أَمْلِكُ صَبْراً عَنْ مَحاسِنِهِ / ونَشْرِهَا فِي الْوَرَى أمْعنْتُ فِي الْهَرَبِ
ما لِي إذا لَمْ أَفُزْ مِنْهُ بِمَنْزِلَةٍ / وَعَوْدِهِ بِالرِّضَا في الْعَيْشِ مِنْ أَرَبِ
إنِّي لآمُلُ مِنْهُ حُسْنَ عَطْفَتِهِ / فالحَظُّ مُقْتَسِمٌ وَالدَّهْرُ ذُو عُقَبِ
حَتَّى يُبَيِّضَ وَجْهِي مُذْهباً حَزَنِي / بِالبَذْلِ لِلْفِضَّةِ الْبَيْضاء والذَّهَبِ
كعادَةِ الدَّهْرِ فِي تَقْدِيمِهِ أبداً / رَضَعْتُ مِنْهُ بَدَرٍّ طَيِّبِ الحلَبِ
فَقَدْ سَبَقْتُ بِمَدْحٍ فِيهِ فُزْتُ بِهِ / صِدْقٍ إذَا مُدِحَ الأمْلاكُ بِالْكَذِبِ
فَاسْمَعَ لِمَدْحٍ يَلَذُّ السَّمْعَ مُنْشِدُهُ / لا تَجْعَل الرَّأْسَ فِي الأَشْعَارِ كَالذَّنَبِ
مُشَبَّهٌ لَفْظُهُ فِي حُسْنِ مَذْهَبِهِ / بِلَفْظِ شِعْرٍ بِنَارِ الحُسْنِ مُلْتَهِبِ
يا مَنْ يُحَمِّلُ ذَنْبَ الرَّاحِ شَارِبَهَا / أَقْبِلْ بوَجْهِ الرِّضَا فِي ساعة الغَضَبِ
لا وَالَّذي أَنْتَ مِنْهُ نِعْمَةٌ مَلأَتْ / عُرْضَ البِلادِ وحَلَّتْ حَبُوةَ النُّوَبِ
ما فِي عَبِيدِكَ إِنْ فَتَّشْتَ أَمْرَهُمُ / أَقَلُّ مِنِّيَ فِي رِزْقِي وَفِي نَشَبِي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025