المجموع : 5
هُبّوا بني مضرَ الحمرا على النجبِ
هُبّوا بني مضرَ الحمرا على النجبِ / قد جُذّ عِرنينُكم في صارِم الغَلَبِ
سَلّتْ أُمَيُّ حِداداً من مَغامدها / قادت بها الصعب مِنكم بل وكلَّ أبي
ألقوا الذوابل نضو البيض صادِيَةً / أولا فهُبّوا بسُمْرِ الفتح والقُضُبِ
هذي بنو حَرَبٍ حَرْبِ ابن فاطمة / قامت على ساقها فاجثَوا على الرُّكَبِ
غابت مضرجةً منكم بدور دجى / في كربلا وهوت كالأنجم الشهب
غارت على ظمأ منكم بحور ندى / في بقعة الطف يا للناس للعجب
في موقف أوتمت فيه بنو مضر / فالكل من بعده أضحى بغير أب
ومعرك غادر ابن المصطفى غرضاً / لأسهم غير قلب الدين لم تصب
للَه أعباء صبرٍ قد تحملها / لم يحتملها نبي أو وصي نبي
والكل راموا مواساة ابن فاطمة / فما رأو بعض ما لاقى من النوب
فإن تكن آل إسرائيل قد حملت / كريم يحيى على طشت من الذهب
فآل سفيان يوم الطف قد حملت / رأس ابن فاطمة فوق القنا السلب
وهل حملن ليحيى في السبا حرم / كزينب ويتاماها على القتب
هل سيروا الرأس فوق الرمح هل شربوا / عليه هل قرعوه الثغر بالقضب
هل قنعت آل الأسواط هل سلبوا / منها المقانع بعد الخدر والحجب
كل تنادي ولا غاوت يجيب ندا / أين السرايا سرايا إخوتي وأبي
وإن يكن يونس آساه مذ نبذت / جثمانه الحوت في قفر الفضا الرحب
فإن النبي عن اليقطين ظلله / نبت الأسنة في جثمانه القرب
وإن يكن يفد بالكبش الذبيح فقد / أبى ابن أحمد إلا أشرف الرتب
حتى فدى الخلق حرصاً في نجاتهم / بالنفس والأهل والأبناء والصحب
ونار نمرودٍ إن كانت حرارتها / على الخليل سلاماً من أذى اللهب
ففي الطفوف رأى ابن المرتضى حرقاً / إن تلق كل الورواسي بعضها تذب
حر الحديد هجير الشمس حر ظماً / أودى بأحشاه حر السمر والقضب
وأعظم الكل وفداً حال صبيته / ما بين ظامٍ ومطوي الحشا سغب
ونصب عينيه من أبنائه جثث / كأنها هضب سالت على الهضب
مضرجين على البوغاء جلببهم / فيض المناحر من إبراده القشب
يا نفس ذوبي أسى يا قلب مت كمداً / يا عين سحي دماً يا أدمع انسكبي
هذي المصائب لا ما كان في قدمٍ / لآل يعقوب من حزن ومن كرب
أنى يضاهي ابن طه أو يماثله / في الحزن يعقوب في بدء وفي عقب
إن حدبت ظهره الأحزان أو ذهبت / عيناه في مدامع والرأس إن يشب
فإن يوسف في الأحياء كان سوى / إن الفراق دهى أحشاء بالعطب
هذا ويحضره من ولده فئةٌ / وإنه لنبي كان وابن نبي
فكيف حال ابن بنت الوحي حين رأى / شبيه أحمدٍ في خلق وفي خطب
مقطعاً جسمه بالبيض منفلقاً / بضربة رأسه ملقى على الكثب
هناك نادى على الدنيا العفا وغدا / يكفكف الدمع إذ ينهمل كل السحب
مهلاً أمي فلا هون ولا وهن / على حدود مواضي غالب الغلب
فإن للثأر بتاراً به كمنت / لنفخة الصور نيران من اللهب
ما الدمعي يحكي السحاب انسكابا
ما الدمعي يحكي السحاب انسكابا / يوم ركب الأحباب حثوا الركابا
نزلوا بالغميم بعد فؤادي / ليتني بالغميم كنت ترابا
ما تذكرتهم على البعد إلا / أسبلت مقلتي فؤاداً مذابا
حملوني بعد البعاد خطوباً / لا يطيق الخطيب منها خطابا
كنت ألقى الصروف في شامخات / الصبر قبلاً وبعد أضحت سرابا
فكأن الربوع تدعو وحالي / ناشد عنهم يباباً يبابا
أين أقمارك الذين أقاموا / في ذرى المجد والمعالي قبابا
أقفروا أربعاً وحلوا بأخرى / فسقوها عذباً وتلك عذابا
عجب بعدهم بقائي وما قد / حل بي لو عرا الأصم لذابا
كدت أفنى لولا تذكر يوم / هد للمكرومات حصناً وبابا
يوم حامى فيه أبو الفضل عمن / سبب اللَه فيهم الأسباب
ذاك يوم قل المقال به لو / قلت أن هوله أشاب الشبابا
لست أنسى لشبل حيدرٍ يوماً / فيه قد ذكر العدا الأحزابا
ما انتضى صارم المنية إلا / وحباه من الرقاب قرابا
حامياً حوزة الهداة بيوم / آل حربٍ للحرب سدوا الرحابا
ذب عن آل أحمد بكعوب / نال فيها كواعباً أترابا
ينظر الوالهات عترة طه / من ظماً تندب الشراب الشرابا
فتراه العقاب لاقى حماماً / فأذيقت منه الحمام عقابا
وترى لحن غضبه في صليل / منشئاً في رؤوسهم إعرابا
خطب الحرب فالرؤوس نثار / وحباها من الدماء خضابا
أولدت منه للمنية قرماً / قارعاً من عداة ناباً فنابا
قمرٌ أخجل النجوم برجمٍ / فحباها شمس النهار نقابا
كسر الجمع صمم السمع ضرباً / أضرم الحرب فرق الأحزابا
وانثنى للفرات يحمل ماء / كي من الظامئات يطفي التهابا
فأبى ورده وقلب ابن بنت / المصطفى للأوام أضحى نهابا
ونحا بالمزاد نحو بنات ال / وحي يحمي لها حمى وجنابا
فأحاطت به عصائب حربٍ / ورمته أسنةٌ وحرابا
فأعانت يد الفضا حساماً / حاسماً من يديه بحراً عبابا
وهو للثرى لآل علي / قمر داعي الأله أجابا
فدعا صنوه عليه سلامي / فلقد خيب القضا الطلابا
قسطاً في الصفوف شبل على / فتراها الحمام لاقت عقابا
فرآه مضمخاً بدماه / فدعا يا مهاد سيخي انقلابا
هذا ركني تصدعي يا رواسي / واسقطي يا نجوم فالبدر غابا
واجسامي يوم الوغى ويميني / من لرجم العداة كان شهابا
يا أبا الفضل قم ألست الذي قد / كنت لي مسعداً إذا الدهر نابا
أو لست الذي إذا ما مهيب / هب للحرب لم تكن هيابا
كسر اليوم بافتقادك ظهري / وقناتي فلت وظني خابا
يا بني هاشمٍ وآل نزارٍ / بدركم قد هوى فقوموا غضابا
فل جدي وثل مجدي فقوموا / وأزيلوا عن الرؤوس الترابا
فرأته مخدرات بني الوحي / فشقت من الخدور حجابا
نادبات بالندب أين حمانا / أين من كان في الخطوب المآبا
فدعا يا بنات أحمد صبراً / عظم اللَه أجركم والثوابا
إن دهري على فوق سهماً / ورمى كف عزمتي فأصابا
فدعت والعيون تذرف دمعاً / يخجل السيل صوبه والسحابا
أحمى الضائعات من لو دعاه / فوق هام السهى مروع أجابا
أوحش الحرب فقده في نهارٍ / وبليل قد أوحش المحرابا
يا أبا الفضل قد رقيت مقاماً / في ذرى المجد حير الألبابا
لك مد الفخار يوم نصرت / السبط في هامة السهى إطنابا
فجزاك الإله خير جزاءٍ / كان من عنده عطاء حسابا
منك لا غرو إن نصرت حسيناً / طبت أصلاً فالفرع إذ ذاك طابا
أثر نقعها واستفز العرابا
أثر نقعها واستفز العرابا / وزلزل بها يا ابن طه الهضابا
وحي على الحرب مشحوذةً / لآل نزارٍ حداداً حرابا
وجعجع سلاهبها سزباً / تقل عليها أسوداً غضابا
لهم قصب السبق إن سابقوا / وسلوا حداداً وهزوا كعابا
وزانوا ظهوراً لقب البطون / وخاضوا من الموت بحراً عبابا
متى أفرغوها دلاصاً ترى / الجسوم نضين النفوس إضرابا
فبار بهم موقظاً عزمة / لبسن المقادير منها إهابا
وجرد لإدراك ثاراتكم / حساماً به اتخذ الموت غابا
لكم لا لغيركم ذو العلا / يرى بيضها والجياد العرابا
أتغمض طرفاً وقد أنشبت / أمي بهاشم ظفراً ونابا
كست هاشماً في عراص الطفوف / رزايا ملأن الصدور الرحابا
فتلك جسوم بني فاطمٍ / نسجن المواضي عليها ثيابا
وتلك رؤوسهم في القنا / تخاطب وعظاً وتتلو كتابا
فيا لشموس تزين الرحاب / ويا لبدور تزين الحرابا
وأعظم خطبٍ أذاب الحشا / وأجج بين الضلوع التهابا
ركوب الفواطم فوق الهزال / وهل تعرف المحصنات الركبا
متى نظرت في العوالي الرؤوس / أسالت مع الدمع قلباً مذابا
تنقبها الأدمع المعصرات / متى تحرق الزفرات النقابا
وتهتف تدعو بشجو فلو / وعاها أشم الرواسي لذابا
ايا مدلجاً حرةً قد طوت / قوائمها بالسهول الهضابا
إذا ما تراءت ربى يثرب / وشمت لآل نزارٍ قبابا
فنادبنا ديهم المستجار / ملاذ المخوف إذا الدهر نابا
ونبه أسود الشرى يعرباً / ومن مضرٍ شيبها والشبابا
كماة متى جردوا البارقات / حبوها رقاب الأعادي قرابا
وإن ظمئت أوردوها الدما / فتورد عذباً وتردي عذابا
وإن زلزلت جردها أرضها / كسون السما من قتام نقابا
بني شيبة الحمد ماذا القعود / وقد ربقوا من نساكم رقابا
إذا انتحبت قرعت بالرماح / فتبدي دموعاً وتخفي انتحابا
ذهتكم رزاياً تشيب الرضيع / فقوموا املأوها طعناً ضرابا
وعرج فعز نبي الهدى / ومن جاز فخراً لقوسين قابا
فعظم إذا شمت رسل الإله / صفوفاً تعظم ذاك الجنابا
وقل عظم اللَه بابن البتول / لك الأجر في قتله والثوابا
حسين غدا موطئاً للجياد / تجول عليه ذهاباً إيابا
ومختلفاً للقنا والظبي / فتلك طعاناً وتلك ضرابا
فهلا نهضت مع المرسلين / وجئت بآل نزار غضابا
ليستنقذوا من وثاق القيود / نساكم معاصمها الخطابا
بني الوحي صبراً على قدحٍ / به أبيض فود الرضيع شابا
فسوف يثور لثاراتكم / هزبر قد اتخذ الغيب غابا
إمام بنو الوحي حجابه / عليه الجلالة أرخت حجابا
يدك الهضاب يسد الرحاب / بيوم عصيبٍ يذل العصابا
وتغدو الرؤوس كؤوس الظبي / وفيض النجيع لهن الشرابا
بقية آل اللَه سوم عرا بها
بقية آل اللَه سوم عرا بها / فقد سلبت حرب نزاراً إهابها
وتر مستفزاً آل فهر لثارها / وجرد مواضيها وقم كعابها
فقد قوضت أبناء حربٍ قبابكم / وفي حيكم بالرغم أرست قبابها
وشرعة طه غودرت نهب رأيها / وقد أنزل الباري عليكم كتابها
وأشياعكم ضاعت فحيت بوجهتٍ / رأت حرب قد سدت عليها رحابها
عرانينها جذت غلاباً وهذه / مفارقها فيكم رأت ما أشابها
إلى م مواليكم طعام صوارم / رقابهم بالرغم أضحت قرابها
فما لنزار لا تسل حدادها / وما للوي لا تهز كعابها
أتغمض طرفاً عن أمي وأنها / دماً حلبت من آل طه رقابها
أثر نقعها واستنهض للغلب غالباً / وتر مستفزاً خيلها وركابها
فتلك بنو حربٍ على الرغم بوجتٍ / برأس حسين في الطفوف حرابها
وقوس أمي قد أصابت سهامها / ذرى العرش أوشقت لقوسين قابها
وتلك جسوم الهاشميين غودرت / طعام ظبي كانت دماهم شرابها
وتلك سرايا شيبة الحمد هشمت / عوادي الأعادي شيبها وشبابها
أتسطيع صبراً أن يقال أميةً / أجالتن على جسم الحسين عرابها
وإن يرغم الغلب أبناء غالبٍ / كريمته أضحى الدماء خضابها
تخاطب شجواً حامليه نساؤه / وقد شب في أحشائها ما أذابها
أيا حاملاً بالرمح راساً بحمله / لوت ذلة ابنا لويٍ رقابها
أتعلم ماذا قد حملت على الفنا / وأين بني وحيٍ تقل كتابها
وأي مذاب القلب عاطته بعد ما / قضى ظمأ شمس الهجير رضابها
أنتسى وهل ينسى مصاب حرائر / أصابك ما يوم الطفوف أصابها
أتنسى وهل ينسى وقوف نسائكم / ندى ابن زيادٍ إذ أماط حجابها
فما زينبت ذات الحجال ومجلس / به اسمع الطاغي عداها خطابها
أتسطيع صبراً أن يقال نساؤكم / سبايا قد ابتز العدو نقابها
لها اللَه من مسلوبةً ثوب عزها / كستها سياط المارقين ثيابها
وعمتك الحوراء أنى توجهت / رأت نائبات الدهر تقرع بابها
تعاتب آساداً فنوا دون خدرها / تخوض المنايا لو يعون عتابها
بني هاشم هتكم منكم حرائر / حميتم ببيض المرهفات قبابها
هتكن وأنى تعرف الهتك والسبا / حرائر قد ألبسنها الأسد غابها
أذيبت برمضاء الهجير قلوبها / فأسبلن من آماقهن مذابها
وإن اللواتي ما عرفن مهانةً / ركبن من النوق الهزار صعابها
وأرياقها تشكو النضوب من الظما / فتوردها شمس الهجير لعابها
فلا بل أجداثاً لآل أمية / سقيط ولا صوب الغمام أصابها
لئن أنشبت يوماً من الدهر ظفرها / بأحشاء أبناء النبي ونابها
فإن بغمد الغيب للثار صارماً / يد اللَه قدماً أودعته قرابها
لكف إمام يورد البيض عذبها / وسود قلوب المارقين عذابها
وليث إذا ما استل صارم بأسه / له مدت الأعناق طوعاً رقابها
حتى متى لم تصخ سمعاً لمن ندبا
حتى متى لم تصخ سمعاً لمن ندبا / وأنت أعظم من كل الأنام إبا
يا ابن الغطارفة الأمجاد من ضربوا / على جباه العلى دون الورى قببا
ومن هم الآية الكبرى وعندهم / علم الكتاب وما في اللوح قد كتبا
مصادر الفيض صفاهم إلاههم / لما اصضفاهم لأيجاد الورى سببا
حتى م نجرع من أعدائكم غصصاً / حاشاك تغضي وأس الدين قد ذهبا
تبدد الدين فانهض موقداً عجلا / عزماً تحك به الأفلك والشهبا
يا من عليه رحى الأكوان دائرةً / حيث أجنباه لها رب العلى قطبا
وويا مليك الورى طراً وغيثهم / وغوثهم إن هم لم يأمنوا النوبا
عجل فديناك الأحشاء في شعل / لعلنا من عداكم نبلغ الأربا
وننظر العدل مبسوطاً ومنتشراً / وفي الأعادي غراب البين قد نعبا
عطفاً وعفواً وإن كنا العصاة فمن / يعفو سواك عن العاصي إذا غضبا
ضاق الفضا بنا يا خير مدخر / والجور أوقد في أحشائنا لهبا
فقم تلاف الهدى وانقذ بقيته / وشيد الدين يا بن السادة النجبا
واستنهض النصر في ثار ابن فاطمةٍ / من قد قضى بين أرجاس العدى سغبا
سبط النبي وشبل الطهر حيدرةٌ / وابن البتول من فاق الورى نسبا
لم أنسه مذهوى لما دعاه إلى / جواره الملك الجبار محتسبا
فهد ركن الهدى لما هوى وهوى / نجم الفخار وبدر السعد قد غربا
وكورت حزناً شمس الوجود له / والكون أصبح داجي اللون مكتئبا
والمكرمات غدت تبكي دماً حزناً / إذ كان دون الورى أماً لها وأبا
للَه من فادح أبكى السماء دماً / وزلزل العرش بل قد هتك الحجبا
وإن نسيت فلا أنسى عقائله / مستعبراتٍ لها جيش الضلال سبى
حرائراً سلب الأعداء برقعها / وخدرها قد غدا للشرك منتهبا
تدعو أباها بقلبٍ واجدٍ وله / وأدمع العين منها تخجل السحبا
يا غوث كل الورى ماذا الصدود فقم / وانظر بنات المعالي قد علت قتبا
عج بالغري رعاك اللَه محتملا / شكواي واقصد على القدر منتدبا
وقل له ودموع العين جاريةٌ / والوجد يسعر في الأحشاء ملتهبا
قم فالحسين على وجه الصعيد لقى / وشيبه من دم الأوداج قد خضبا
الجسم منه على الرمضاء ومنعفرٌ / والرأس فوق القنا قد أخجل الشهبا
ماذا القعود وقد ساروا بنسوتكم / أسرى كأن لم يروا طه لهن أبا
إذا رأت بالقنا رأس الكفيل وهي / منها الفؤاد وقاني دمعها انسكبا