القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : القَطامي التَّغْلِبي الكل
المجموع : 4
نأَتكَ بليلى نِيَّةٌ لم تُقاربِ
نأَتكَ بليلى نِيَّةٌ لم تُقاربِ / وما حُبُّ ليلى مِن فؤادي بذاهِبِ
مُنَعَّمةٌ تجلو بعودِ أراكةٍ / ذَرى بَرَدٍ عَذبٍ شَنيبِ المناصبِ
كأنَّ فضيضاً من غريضِ غمامةٍ / على ظمأٍ جادَت به أُمُّ غالِبِ
لمستهلكٍ قد كان من شِدَّةِ الهوى / يموتُ ومن طولِ العِداتِ الكواذبِ
صريعُ غوانٍ راقَهُنَّ ورُقنَه / لَدُن شبَّ حتى شابَ سودُ الذوائبِ
وثنتينِ مما قد يَلَذُّهما الفتى / جمعتُهما راحٍ وبيضاءَ كاعبِ
قُديديمةٍ التجريبِ والحلمِ أنني / أرى غفلاتِ العَيشِ قَبل التجارِبِ
وما ريحُ رَوضٍ ذي أَقاحٍ وَحَنوَةٍ / وذي نَفَلٍ من قُلَّةِ الحَزنِ عازِبِ
سَقَتهُ سماءٌ ذاتُ ظلٍّ فنقّعت / نطافاً ولمّا سَيلُ المذانِبِ
بأطيبَ مِن ليلى إذا ما تمايلت / من الليلِ وسنى جانِباً بَعدَ جانِبِ
تُلاعِبُ أتراباً من الحي مَوهناً / فصارَ الخُطا مُستَرخياتِ المناكبِ
تلاهَينًَ واستَنعَت بهن خريدة / إلى مَلعبٍ ناءٍ من الحَيِّ ناضِبِ
وبِيضِ حِسانٍ يتَّبِعنَ إِلى الصَّبا / رسولاً كميعادِ العِتاقِ النجائبِ
فأَقبَلنَ ما يمشينَ إِلا تأوّداً / حِسانُ الوجوه ضافياتُ الذوائبِ
فلما التقينا قامَ للعاجِ رَنَّةٌ / وكُنَّ صريعاً من سَليبٍ وسالبِ
وإني وإن كان المُسافِرُ نازِلاً / وإن كان ذا حق على الناس واجبِ
ولا بُدَّ أنَّ الضَّيفَ مخبرُ ما رأى / مخبّرُ أهلٍ أو مخبرُ صاخبِ
لمُخبرُكَ الانباءَ عن أمٍّ منزلٍ / تَضيّفتها بين العُذيبِ فراسِبِ
تلفَّعتُ في طَلٍّ وريحٍ تلُفُّني / وفي طِرمِساء غيرِ ذاتِ كواكبِ
إِلى حيزبونٍ تُوقِدُ النَّارَ كلَّما / تَلَفَّعت الظلماءُ من كُلِّ جانبِ
تصلّى بها بَردَ العِشاءِ ولم تكُن / تخالُ وَبِيصَ النارِ يبدو لراكِبِ
فما راعَها إِلا بُغامُ مطيتي / تُريح بمحسورٍ من الصَوتِ لاغبِ
تقول وقد قَربتُ كوري وناقتي / اليكَ فلا تَذعَر عليَّ ركائبي
فجنَّت جنوناً من دلالاتٍِ منيخةٍ / ومن رَجُلٍ عاري الأشاجِعِ شاحِبِ
سرى في جليدِ الليل حتى كأنما / تَخَزَّم بالاطرافِ شَوكَ العقاربِ
فَسلَّمتُ والتسليمُ ليس يَسُرُّها / ولكنّه حَقٌ على كُلِّ جانِبِ
فَرَدَّت سلاماً كارِهاً ثُمَّ اعرَضت / كما انحازتِ الافعى مخافةَ ضارِبِ
فقُلتُ لها لا تَفعلي ذا براكبِ / أتاكِ مصيبٍ ما أصابَ فذاهِبِ
فلما تَنازَعنا الحديث سأَلتُها / مَن الحيُّ قالت مَعشَرٌ مِن مُحاربِ
من المُشتَوينَ القَدَّ مما تراهم / جياعاً وريفُ الناسِ ليس بناضبِ
فلما بدا حِرمانُها الضيفَ لم يكُن / عليّ مُناخُ السوءِ ضَربَةَ لازِبِ
فَقُمت إِلى مُهريّةٍ قد تعوَّدَت / يداها ورجلاها خيببَ المواكبِ
تُفرّي قميصَ الليل عنها وتنتحي / كانّ بذفرَاها بُزاقَ الجنادِبِ
ترى كلَّ ميلٍ جاوزته غنيمةً / سُحيراً وقد صارَ القُميرُ بحاجبِ
تخوّدُ تخويدَ النَّعامةِ بعدما / تصوّبت الجوزاءُ قصدَ المغاربِ
كأني ورَحلي من نجاءِ مُواشِكِ / على قارحٍ بالمنصليةِ قاربِ
حدا إننا من ذي حَماسِ وعَرعَرٍ / لقاحاً يغشيها رؤوسُ الصياهبِ
مفدحةٍ قُبّاً خِفافاً بطونُها / وقد وازنتُ جِحشانها بالحوالبِ
تَمُرُّ كَمَرِّ الطَيرِ في كُلِّ غَمرَةٍ / ويكتحِلُ التالي بمورٍ وحاصبِ
إلا إنما نيرانُ قَيس إذا اشتَوَوا / لطارقِِ ليلٍ مثلُ نارِ الحباحبِ
إذا مُتُّ فانعيني بما كُنتُ اهله / لتغلبَ إنَّ الحَقَّ لا بُدَّ غالي
إذا الحيُّ حَلّوا فرط حَولٍ بغائطِ / جديبٍ مُنَدّاهُ انيقٍ لحاطبِ
ألا أيُّها اللاَّحي كفاك عِتابا
ألا أيُّها اللاَّحي كفاك عِتابا / ونَفسَك وفِّق ما استطعتَ صوابا
فإنَّ رعاةَ الحلمِ قد رَجَعوا به / عليّ وآذَنتُ السفاهَ فآبا
خلا أَنَّه لَيسَت تغنّي حمامَةٌ / على أَيكَةٍ الاَّ ذَكَرتُ رَبابا
وما مَتَّعتنا والركابُ مناخةٌ / على عَجَلٍ خفَّ المتاعُ وَطابا
تناوَلتُ منها مُسفِراً اقبلت به / عليَّ وهفّافَ الغَروبِ عذابا
كأن ثناياها ذرى اقحوانةٍ / علاها ندى الشؤبوبِ ساعةَ صابا
وسِربُ عذارى بينَ حَيِّين موهناً / من الليلِ قد نازَعتُهُنَّ ثِيابا
وقلن لنا أهلٌ قريبٌ فنتَّقي / عيونَ يقاظى مِنهُمُ وكلابا
دبيبُ القطا حتى اجتعلن نحيزةً / من الليلِ دُونض الكاشحينَ حِجابا
وَهُنَّ كَريعانِ المخَاضِ سبقتَها / بأوَّلها لا بل اخفُّ جنابا
تلاَهينَ عني واستنَعتُ بأربعٍ / كهِمةِ نفسٍ شارةً وشبابا
تلاَهين واستهلكتُ حتى تجهَّمت / قلوبٌ وهاماتٌ وَرَدنَ لهابا
اذا المعصمُ الرّيانُ باشرتُ بردَهُ / بكفيّ لاعَبتُ الوقوفَ لعابا
وما انطلقَ التيميُّ يطلبُ حاجةً / ولا كان اكرى بالعراقِ رِكابا
ولكن ما كان القطاميُّ يبتغي / نواعمَ خلاَّها العريبُ عرابا
ليس الوكاءُ بأهلٍ أَن يسودَ ولا
ليس الوكاءُ بأهلٍ أَن يسودَ ولا / عمرو بأوَّلِ مسؤولٍ به ذَهَبا
قد هَجَّنوا الأوسَ حتى ما يُصابَ له / في الخيل جريُ جَوادٍ يأخُذُ القَصَبا
سادَ ابنُ قيسٍ بيوتَ النَمر واعترفت / له اتمُّ ذراعٍ فوقَها غَرَبا
مَدَّ اليدينِ فلم تقصُر أنامِلُهُ / وأدرَكَ السورةَ العُليا التي طلَبا
أيّوب أنتَ امامُ النَمرِ اذ نُسِبت / اذا المخبّرُ عن مجهولِها نُسِبا
أنتَ الموطِّىءُ اكنافَ الرجالِ اذا / هَزَّ القناةَ وَرَدَّ القولَ وانتصبا
تخاذَلَ جَفرانا ولو قَد تعاوَنا
تخاذَلَ جَفرانا ولو قَد تعاوَنا / رَوينا ومن يُخذَل عنِ الحَقِّ يُغلَبِ
قَبيلانِ لَم يَجعَل سواءً جباهما / لأهلٍ ولا جارٍ على حينَ مَرغَبِ
تداعى ولم تَظلم لقاحي على الملا / على حين لوحُ الراكبِ المتعصبِ
وحنَّت الى ذي الهَضبِ حتى كأنها / حنيٌّ وما حامَت عليه لِمشرَبِ
فلما رَأَت أَنّ الخطوبَ اضطررنها / الى ذائدٍ عما يلي الحوضَ مرهبِ
سَمَت فوقَها أعناقُها فتجاوَبَت / تجاوبنَ رجّافِ الضحى المتحلّبِ
فباتَ يباري النيبَ من بكراتِها / رعيلٌ كأسرابِ القطا المتَسَرِّبِ
اذا عارَضَت من عالجٍ مكفهِرّةٍ / زبونش الذُّرى من ظَهرِها المتقبِّبِ
تَفَرَّعنَ منها رأسَها فاتخذنَها / طريقاً فنالتها على مِثلِ مثقبِ
لها ساطِعٌ سامٍ حوالَي عمودِها / كثيفانِ منها مَن ذلولٍ وصعّبِ
وَمَرَّت بمعتمٍّ الجبالِ كأنَّها / عصائبُ فُرسانٍ على إثرِ مَطلَبِ
فَصَبَّحنَ قَبلَ الصُّبحِ أو بعدما بدا / زلالاً كماءِ العارضِ المتحلّبِ
ألارُبَّ يَومٍ صائفٍ قد رأيتها / تراعي بخبتٍ عازبٍ أم ربربِ
اذا ما أهابَ الراعيان تراجعت / الى رزِ محبوكِ البضيعةِ منجبِ
صِلَخدٌ عظيمُ المنكبينِ كأنما / عليه خميلٌ جيبَ لما يُهذّبِ
ترى الشّولَ تأوى جانِبَيهِ كانَّها / عذارى تهادى بينَ أهلٍ ومَلعَبِ
طوالُ الذُرى اعناقُها مُشمَخِرَّةٌ / كنخلِ القرى عِيدانُها لم تُشذَّبِ
ترى كُلَّ حرجوجٍ دلاثٍ ضليعةٍ / رفودٍ توفى محلباً بعد محلبِ
ذوارفُ عينيها من الحفلِ بالضحى / سجومٌ كتنضاحِ الشّنانِ المشرّبِ
وأخرى على عَسنٍ بنى الصَّيفُ نيَّها / عَرورٌ بها لولا الغِنى لم تحلّبِ
رَشوفٌ وراءَ الخورِ لو تندرىء لها / صبا وشمالٌ حَرجَفٌ لم تقلَّبِ
تَلوذُ الحواشي ليلةَ القَرِّ تحتها / لزوقَ القطا بالنيقِ من رأسِ غربِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025