القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : العَرْجيّ الكل
المجموع : 9
قَد رابَهُ وَلِمثل ذَلِكَ رابَهُ
قَد رابَهُ وَلِمثل ذَلِكَ رابَهُ / وَقَعَ البَياضُ عَلى السَوادِ فَشابَهُ
لَونٌ حَسِبتُ إِلى النِساءِ مُبَغَّضٌ / عِندَ النُصُولِ إِذا يَحِينُ خِضابُهُ
إِنَّ الشَباب عَسا وَأَدبَرَ خَيرُهُ / فَمَتى تَقُولُ وَلاتَ حِينَ إِيابُهُ
أَفَبَعدَ ذاكَ وَبَعدَ ما ذَهَبَ الَّذي / يَزَعُ الفُؤادَ عَن أَن يُصَبَّ ذَهابُهُ
أَذرى الدُموعَ فَلامَهُ أَصحابُهُ / إِذ صاحَ بِالبَينِ المُشِتِّ غَرابُهُ
مِن آلِ عَمرَةَ وَالمُحِبُّ مُشَوَّقٌ / سَرِبُ الدُمُوعِ إِذا نَأى أَحبابُهُ
ذَهَبَ النَهارُ وَلا يَبُوخُ عِتابُهُم / صَبّاً يَقِلُّ لَدى العِتابِ عِتابُهُ
وَاللَهُ يَعلَمُ ما تَرَكتُ مِراءَهُم / أَلّا يَكُونُ مَعي لِذاكَ جَوابُهُ
إِلّا مَخافَةَ أَن أُصارِمَ صاحِباً / وَالصرمُ فاعلَم وَالمِرا أَسبابُهُ
وَيَرى اللَئيمُ غَنيمَةً في مالِهِ / سَبَّ الكَريمِ إِذا الكَريمُ أَجابَهُ
فَسَكَتُّ إِضرابَ الحَليمِ وَإِنَّما / يُنجى الحَليمَ عَن الخَنا إِضرابُهُ
وَأَفَضتُ عَبرَةَ مَعوِلٍ هاجَت لَهُ / ذِكرَ الحَبيب فَهاجَهُ إِطرابُهُ
عَزَمُوا الفِراقَ وَقَرَّبُوا لِرَحيلِهِم / كَالهَضبِ في يَومٍ يَظَلُّ سَرابُهُ
يَجري عَلى جُدبِ المِتانِ كَأَنَّهُ / ماءٌ أَغاثَ بِهِ البِلادَ سَحابُهُ
يَوماً يَظَلُّ الرِيمُ فيهِ لازِماً / قعرَ الكِناس وَلا يُحَسُّ ضَبابُهُ
يَكتَنُّ مِن وَهجِ السُمُومِ كَأَنَّما / جُدُدُ المَلاءِ مِنَ البَياضِ ثِيابُهُ
مِن كُلِّ مُنتَفِخٍ كَأَنَّ تَلِيلَهُ / جِذعٌ بَراهُ جائِزاً خَشّابُهُ
تَستَنفِدُ النِسعَ الطَويلَ ضُلُوعُهُ / نابى المَعِدِّ نَبيلَةٌ آرابُهُ
مُغضٍ إِذا غَضَّ الزِمامَ خِشاشُهُ / يَفتَرُّ عَن أَنَفٍ فَيَبدُو نابُهُ
عَن مِثلِ زافِرَةِ الرِتاجِ أَجافَهُ / مِن بَعدِ أَوَّلِ فَتحِهِ بَوّابُهُ
حَتّى إِذا قُضِيَ الرَحيلُ وَقَد سَطا / نَقعٌ يَثُورُ إِلى السَماءِ ضَبابُهُ
نَبَّعتُ ذِفراهُ عَلى قَصَراتِهِ / كَالمُهلِ يَتَّبِعُ المَقَدَّ حَبابُهُ
مِن حَيثُ تَنتَكِتُ المَرافِقُ أَو يَقَع / أَثَرُ المَرافِقِ حَيثُ عادَ تِرابُهُ
دَقّاً يُراوِجُ دَقَّهُ ثَفَناتِهِ / سَحقَ التَخَلّصِ إِذ يَصِيحُ جَنابُهُ
خَرَجَت تَأَطَّرُ في أَوانِسَ كَالدُمى / وَالمُزنُ يَبرُقُ بِالعَشِيِّ رَبابُهُ
يَمشِينَ مَشيَ العِين في مُتَأَنِّقٍ / مِن نَبتِهِ غَرِدِ الضَحاءِ ذُبابُهُ
في زاهِرٍ مِثل النُجُومِ أَمالَهُ / ظَلَمٌ فَتَمَّ وَلَم يَهِج إِعشابُهُ
فَبَدا وَما عَمِدَت بِذاكَ تَبَرُّماً / جِيدٌ يمُجُّ عَلى اللُبانِ سَخابُهُ
مِسكاً وَجادِيَّ العَبير فَأَشرَقا / حَتّى كَأَنَّ دَماً يُقالُ أَصابَهُ
تُدنى عَلى اللِيتَينِ أَسحَمَ وارِداً / رَجِلاً يَشِفُّ لناظِرٍ جِلبابُهُ
وَكَأَنَّ أَحوَرَ مِن ظِباءِ تَبالَةٍ / يَقرُو الخَمائِلَ حِينَ تَمَّ شَبابُهُ
أَهدى لِعَمرةَ مُقلَتَيهِ إِذ رَمَت / نَحوي بِما لا يُستَطاعُ ثَوابُهُ
مِن طَرفِها إِني رَأَيتُ مُكَثِّراً / نَما عَلَيها لا يَريمُ إِهابُهُ
وَتَبَسَّمَت لِيَ عَن أَغَرَّ مُؤَشَّرٍ / ظَلمِ تَحَيَّرَ بارِدٍ أَنيابُهُ
كَغَريضِ مَوهِبَةٍ أَطافَ بِمائِها / طَودٌ تَمَنَّعَ أَن تُنالَ لِصابُهُ
بَيضاءَ تَنسُجُها الصَبا في مُشرِفٍ / حَلَّ القُلُوبَ الصادِياتِ حِجابُهُ
فَعَلَونَ أَوطِئَةَ الخُدورِ كَما عَلَت / رُقبُ المَها كُثُباً تَحِفُّ هِضابُهُ
أَنقاءَ وَحشِيِّ الأَلا أَسكانُهُ / فِيها يَقيلُ وَرَعيُها إِخصابُهُ
فَتَبِعتُهُنَّ لِنِيَّةٍ شَحَطَت بِهِم / كَالنخلِ حانَ لِمُجتَنٍ أَرطابُهُ
وَأَنَختُ مُنعَقِدَ الحِبالِ وَفَوقَهُ / رَحلٌ تَغَشَّت بَزَّهُ أَجلابُهُ
مِن خَلفِهِ لَدنُ المَهَّزةِ قاطِعٌ / ضافٍ تَضَمَّنَهُ لِذاكَ قِرابُهُ
فَتَبِعتُهُم وَلَنِعمَ صاحِبُ واحِدٍ / في الوَحشِ يَبدُرُ قَبلَهُ أَصحابُهُ
حَتّى إِذا اِختَلَطَ الظَلامُ وَقارَبُوا / زُرقاً وَأَسهَلَ لِلمُنيخِ جَنابُهُ
نَزَلُوا كَما نَزَلَ الحَجيجُ بِأَبطَحٍ / ضَمَّتهُمُ عِندَ الجِمارِ حِصابُهُ
قَولُها أَحسَنُ شَيءٍ
قَولُها أَحسَنُ شَيءٍ / بَلَدٌ لَفَّ حَبيبا
وَشِفاءُ القَلبِ مِنها / إِذ تَواعَدنا الكَثِيبا
نَأَيُّها سُقمٌ وَأَش / تاقُ إِذا أَمسَت قَرِيبا
لَيتَ هَذا اللَيلَ شَهرٌ / لا نَرى فيهِ غَريبا
مُقمِرٌ غَيَّبَ عَنّا / مَن أَرَدنا أَن يَغيبا
غَيرَ أَسماءَ وَجُملٍ / ثُمَّ لا نَخشى رَقيبا
جَلَسَت مَجلسَ صِدقٍ / جَمَعَت حُسناً وَطِيبا
دَمِثَ المَقعَدِ وَالمَو / طِئِ رَيّانَ خَصِيبا
أَفرَغَت فيهِ الثُرَيّا / مَن ذَرى الدَلوِ سُكُوبا
عاصِباً بِالنَبتِ زُرعاً / وَمَعَ الزَرعِ قُضُوبا
قَولَها لِي وَهِيَ تُذرى / دَمعَ عَينَيها غُرُوبا
إِنَّنا كُنا كَهَذا / أَنصَحَ الناسِ جُيُوبا
وَحَبَوناهُ بِوُدٍّ / لَم يَكُن مِنّا مَشُوبا
فَجَزانا أَن حَمَدنا / وُدَّهُ أَن لا يَغيبا
وَجَزانا اليَومَ عاراً / حِينَ يُنثا وَعُيُوبا
يا صاحِ هذا العَجَبُ
يا صاحِ هذا العَجَبُ / لِكُلِّ أَمرٍ سَبَبُ
أَهلُ سُلَيمى غَضِبُوا / فِيمَ تَراهُم عَتَبُوا
لَم نَأتِ سُخطاً لَهُمُ / وَلا لَدَينا قُصِبُوا
قَد بَعَثُوا رَسُولُهم / فَنَقَّبُوا وَطَلَبُوا
كَي يَجِدُوا ذَنباً لَنا / وَكُلَّ أَرضٍ ضَرَبُوا
ما تَسكُنُ العُجمُ وَما / تَسكُنُ فيهِ العَرَبُ
وَإِنَّما صرمي لِغَي / ظِي وَبُعادِي قَرَّبُوا
إِذ رَكِبُوا فيما أُرى / مِن حالِهِم ما رَكِبُوا
ما زالَ واشٍ مَعَهُم / يَكذِبُ حَتّى اِنشَعَبُوا
عُلَيُّ قَد يَشعَبُ ذا / الوَجدِ المُحِبِّ الكَذِبُ
يا لَيتَ أَهلِينا طَرِي / قاً لَم يَكُونوا اِصطَحَبُوا
إِذ وَرَّثُوني كَمَداً / فَالقَلبُ مِنّي يَضرِبُ
بَل لَيتَ شِعري وَالفَتى / لِحينِهِ مُجتَلَبُ
هَل يَقتُلُ المَرءَ رَخِي / مٌ دَلُّهُ مُختَضِبُ
رَحصٌ غَضِيضُ الطَرفِ لا / تُكشَفُ عَنهُ الحُجُبُ
كَالغُصنِ أَعلاهُ وَرا / بٍ ما تُوارى النُقُبُ
يُديرُ عَيني جُؤذَرٍ / يَحنُو عَلَيهِ رَبرَبُ
جِيدُ غَزالٍ جِيدُهُ / وَالثَغرُ مِنهُ أَشنَبُ
كَأَنَّما رِيقَتُهُ / مِسكٌ عَلَيهِ ضَرَبُ
شِيبَ بِهِ مِن قُنَّةٍ / ماءٌ زلالٌ قَعِبُ
أَسجَرُ قَد باتَ عَلَي / هِ مِن سَحابٍ ضَرِبُ
لَم تَرَهُ الشَمسُ وَلَم / يَعتِك عَلَيهِ الطُحلَبُ
لَهُ مَعَ النَعتِ الَّذي / أَنعَتُ لَونٌ مُشرَبُ
كَوَرَقِ المَصحَفِ قَد / أُجرى عَلَيهِ الذَهَبُ
تِلكَ عِرسِي تَلُومُني في التَصابي
تِلكَ عِرسِي تَلُومُني في التَصابي / مَلَّ سَمعي وَما تَمَلُّ عِتابي
أَهجَرَت في المَلامِ تَزعمُ أَنّي / لاحَ شَيبي وَقَد تَوَلّى شَبابي
أَن رَأَت رَوعَةً مِنَ الشَيبِ صارَت / في قذالي مُبِينَةً كِالشِهابِ
تَحتَ لَيلٍ بِكَفٍّ قابِسِ نارٍ / إِعتَشاها بِعارِضٍ مِن سَحابِ
قُلتُ مَهلاً فَقَد عَلِمتِ إِبائِي / مِنكِ هَذا وَقَد عَلِمت جَوابي
لَيسَ ناهِيَّ عَن طِلابِ الغَواني / وَخطُ شَيبٍ بَدا وَدِرسُ خِضابِ
وَرُكُوبٌ إِذا الجَبانُ تَطَوّى / فَرَقاً عِندَ عِرسِهِ في الثِيابِ
أَحمِلُ السَيفَ فَوقَ أَقرَح وَردٍ / ذي حُجُولٍ كَأَنَّهُ سِيدُ غابِ
أَجشَمُ الهَولَ في الكَعابِ وَقِدماً / جَشِمَ الهَولَ ذُو الهَوى في الكَعابِ
أَيُّها القَصرُ ذُو الأَواسِيِّ وَالبُس / تانِ بَينَ القُصُورِ فَوقَ الظِرابِ
خَصَّكَ اللَهُ بِالعِمارَةِ مِنهُ / وَوَقاكَ المَليكُ وَشكَ الخَرابِ
إِنَّني وَالمُجَمِّرِينَ بِجَمعٍ / وَالمُنيخِينَ خَلفَهُم بِالحِصابِ
لَم أَحُل عَنكَ ما حَيِيتُ بِوُدّي / أَبَداً أَو يَحُولَ لَونُ الغُرابِ
دَونَها الحارِسُ الشَفِيقُ عَلَيها / قَد تَولّى مَفاتِحَ الأَبوابِ
بِمُنيفٍ كَأَنَّهُ رُكنُ طَودٍ / ذي أَواسٍ مُطَمَّرِ المِحرابِ
وَتَرَقَّيتُ بِالحِبالِ إِلَيها / بَعدَ هَدءٍ وَغَفلَةِ البَوّابِ
فَجَزَتني بِما عَمِلتُ ثَواباً / حَسَناً كُنتُ أَهلَ ذاكَ الثَوابِ
إِعتِناقاً عَلى مَخافَةِ عَينٍ / قَد رُمِقنا بِها وَقَومٍ غِضابِ
هاجَ الفُؤادُ وَأَمسى الحِلمُ قَد عَزَبا
هاجَ الفُؤادُ وَأَمسى الحِلمُ قَد عَزَبا / بَعدَ العَزاءِ وَبَعدَ الصَبرِ قَد غُلِبا
وَهاجَهُ ذِكرُ قُربى بَعد سَلوَتِهِ / وَراجَعَ القَلبَ ما يَلقى فَقَد نَصَبا
وَجَشَّمَتهُ السُرى قُربى وَما جَشِمَت / قُربى سُرى لَيلَةٍ فيهِ وَلا تَعَبا
أَقُولُ لَمّا اِلتَقَينا وَهيَ مُعرِضَةٌ / لِقيلِ واشٍ عَلَينا يَقرِضُ الكَذِبا
فَقُلتُ لا تُعرِضِي نَفسي الفِداءُ لَكُم / في غَير شَيءٍ وَما نَأتي لَكُم غَضَبا
اللَهُ يَعلَمُ ما أَحبَبتُ حُبَّكُمُ / يا قُربَ مِن خَلقِهِ عُجماً وَلا عَرَبا
قَد كُنت أَحسَب وَجدي يا قَريب لَكُم / حَتّى أَتَحتِ لَنا بِالخَيفِ قَد ذَهَبا
لَمّا مَدَدتُ بِحَبل القَلبِ نَحوَكُمُ / خَفَّ الفُؤادُ لِما تَهوَينَ فَانجَذَبا
وَاللَهِ ما قَرُبَت قُربى وَلا نَزَحَت / إِلّا اِستَخَفَّ إِلَيها قَلبُهُ طَرَبا
وَلا دَعَت شَجوَها يَوماً مُطَوَّقَةٌ / إِلّا تَرَقرَقَ ماءُ العَينِ فَاِنسَكَبا
فَإِن كَلِفتَ بِقُربى أَو كَمِدتَ فَقَد / عَنَّتكَ قُربى وَأَترابٌ حِقبا
خَلِيلَيَّ عُوجا حَيِّيا اليَومَ زَينَبا
خَلِيلَيَّ عُوجا حَيِّيا اليَومَ زَينَبا / وَلا تَترُكاني صاحِبَيَّ وَتَذهَبا
إِذا ما قَضَينا ذاتَ نَفسٍ مَريضَةٍ / إِلَيها وَقَرَّت بشالهَوى العَينُ فَاِركَبا
فَإِنَّكُما إِن تَدعُواني لِمثلِها / إِلى حاجَةٍ فَاستَيقِنا لا تُؤَنَّبا
أَقُولُ لِواشٍ سالَني وَهوَ شامِتٌ / سَعى بَينَنّا بِالصَرمِ حيناً وَأَجلَبا
سُؤال امرئٍ يُبدى لَنا النُصحَ ظاهِراً / يَجُنُّ خِلالَ النُصحِ غِشّاً مُغَيَّبا
عَلى العَهد لَيلى كَالبَريِّ وَقَد بَدا / لَنا لاهَداهُ اللَهُ ما كانَ سَبَّبا
بَغاني لَدَيها بَعدَ ما خِلتُ أَنَّهُ / لَهُ الوَيلُ عَن بَغيٍ عَلَينا قَد اَضرَبا
فَإِن تَكُ لَيلى قَد جَفَتني وَطاوَعَت / بِعاقِبَةٍ بِيَ مَن وَشى وَتَكَذَّبا
فَقَد باعَدَت نَفساً عَلَيها شَفِيقَةً / وَقَلباً عَصى فيها الحَبيبَ المُقَرَّبا
فَلَستُ وَإِن لَيلى تَوَلَّت بِوُدِّها / وَأَصبَحَ باقي الوَصلِ مِنها تَقَضَّبا
بِمُثنٍ سِوى عُرفٍ عَلَيها وَمُشمِتٍ / وَشاةً بِها حَولي شُهُوداً وَغُيَّبا
عَلى أَنَّني لا بُدَّ أَنّي لَقائِلٌ / وَذُو البَثِّ قَوّالٌ إِذا ما تَعَتَّبا
فَلا مَرحَباً بِالشامِتينَ بِهَجرِها / وَلا زَمَنٍ أَمسى بِها قَد تَقَلَّبا
فَما زالَ بي ما ضَمَّنتِني مِنَ الجَوى / وَسُقمٍ بِهِ أَعيا عَلى مَن تَطَبَّبا
وَكَثرَةِ دَمعِ العَينِ حَتّى لَو أَنَّني / يَراني عَدُوٌّ كاشِحٌ لَتَحَوَّبا
فَذا العَرش أَنس القَلب ما عشت ذِكرها / فَفَد طالَما أَمسي إِلَيها تَحَبَّبا
فَكَم مِن مُشِتٍّ قَد جَمَعتَ بِقُدرَةٍ / وَمُجتَمِعٍ شَعَّبَتهُ فَتَشَعَّبا
تَأَوَّبني طَيفٌ بَعِيدُ التَأَوُّبِ
تَأَوَّبني طَيفٌ بَعِيدُ التَأَوُّبِ / هُدُوّاً وَلَم يَشعُر بِذَلِكَ صاحِبي
تَذَكُّرُ لَيلى إِنَّني خِلتُ ذِكرَها / يَؤُوبُ فُؤادي اللَيلَ مِن كُلِّ جانِبِ
فَقُلتُ أَقعُدَا قَد عِيلَ صَبرُ أَخيكُما / وَكَفكَفتُ دَمعَ العَينِ وَالدَمعُ غالِبي
وَقَد كُنتُ أَرجُو أَن أَييتَ بِراحَةٍ / وَلَم أَدرِ أَنَّ الطَيفَ إِن بِتُّ طالِبي
وَوَاللَهِ لا يُنكا مُحِبُّ بِمثلِها / وَإِن كانَ مَكرُوهاً فِراقُ الحَبائِبِ
وَأُشِربَ جِلدي حُبُّها وَمَشى بِهِ / تَمَشّي حُمَيّا الكَأسِ في جِلدِ شارِبِ
يَدِبُّ هَواها في عِظامي وَحُبُّها / كَما دَبَّ في المَلدُوغِ سَمُّ العَقارِبِ
تَبَدَّت لَنا يَومَ الرَحيلِ كَأَنَّها / أَحَمُّ المَآقي في نِعاجٍ الرَبائِبِ
تَكَفّا وَيَمشينَ الهُوَينا تَأَوُّداً / كَما أَنآدَ غُصنٌ بَلَّهُ ضَربُ هاضِبِ
يا لَقَومي لِطُولِ هَذا العِتاب
يا لَقَومي لِطُولِ هَذا العِتاب / وَلِصَبري عَلى الهَوى وَاِجتِنابي
مَن لَو انَّ الفُؤادَ خُيِّرَ يَوماً / بَينَهُ صادِياً وَبَينَ الشَرابِ
في سُمُومٍ يَهِمُّ مِن حَرِّها الثَو / بُ عُلى جِلدِ رَبِّهِ بِالتِهابِ
كانَ أَهوى إِلى الفُؤادِ وَأَشهى / مِن جَني النَحلِ شِيبَ صَوبَ السَحابِ
نَسَجَتهُ صَباً وَصَوبُ شَمالٍ / لَيسَ فيهِ قَذىً بِرُوسِ اللِصابِ
حالَ مِن دُونِ مُلتَقاهُ مُنِيفٌ / عارِمُ المُلتَقى أَزَلُّ الحِجابِ
وَلَقَد قُلتُ إِذ وَقَفتُ حَزِيناً / وَدُمُوعي حَثيثَةُ الإِنسِكابِ
أَيُّها القَصرُ ذُو الأَواسي وَذُو البُس / تانِ أَعلى القُصُورِ بَينَ الظِرابِ
زانَكَ اللَهُ بِالعِمارَةِ مِنهُ / وَوَقاكَ المَليكُ وَشَكَ الخَرابِ
أَعلى العَهدِ أَنتَ أَم حُلتَ بَعدي / كُلُّ شَيءٍ مَصِيرُهُ لِذَهابِ
قَد نَراهُ وَأَهلَهُ لَم يَحُلُّوا / آهِلاً مِنهُمُ خَصِيبَ الجَنابِ
لا وَرَبِّ المُكَبِّرينَ بِجَمعٍ / وَالمُنيخينَ بَعدَهُم بِالحِصابِ
لا يَحُولُ الفُؤادُ عَنكَ بِوُدٍّ / أَبَداً أَو يَحُولَ لَونُ الغُرابِ
ما ثَوى الصالِفُ الجَمُوحُ وَكانَت / بِنِطافِ العَرجَينِ حُمرُ القُبابِ
أَتانا فَلَم نَشعُر بِهِ غَيرَ أَنَّهُ
أَتانا فَلَم نَشعُر بِهِ غَيرَ أَنَّهُ / لَهُ لِحيَةٌ طالَت عَلى حُمُقِ القَلبِ
كَرايَةِ بَيطارٍ بِأَعلى حَدِيدَةٍ / إِذا نُصِبَت لَم تَكسِبِ الحَمدَ بِالنَصبِ
أَتانا عَلى سَغبٍ يَعَرِّضُ بِالقِرى / وَهَل فَوقَ قُرصٍ مِن قِرى صاحِبِ السَغبِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025