المجموع : 103
ما العلم ما الفضل ما الأَذواق ما الأَدبُ
ما العلم ما الفضل ما الأَذواق ما الأَدبُ / ما الحلم ما الرُشد ما الأَوراق ما الكُتبُ
ما الكَون ما العالم الأَقصى لعالمه / ما الستر ما السر ما الإِخفاء ما الحجب
ما الكل إلا شهود قال قائلها / اللَه لا غيره إِذ غَيرُه كَذب
تكفّل الرزق بَعد الخَلق مِن عَدمٍ / فَما الرُكونُ لِغَير اللَه وَالتَعب
أَحيى أَماتَ بآجال مقدرة / وَإِن تَكُن بينها عِندَ الخفا نَسَب
أَغنى وَأَقنى فَلا ذو الجد يَنفعه / جدٌّ وَلَيسَ يَردُّ الواقعَ السَبب
طوبى لعبد رَأى عَين اليقين فَلا / يُقصيه عَن حسنها لَهوٌ وَلا لعب
رعياً لعين رَأَت ما شاقَها حكماً / دَلّت عَلَيهِ فَأَمسَت وَهي تَرتقب
سَقياً لِنفس درت مَعنى حقيقتها / فَأَخلصت حثَّها المسعى كَما يَجب
بُشرى لهَينٍ يَرى أنَّ الهَوان هَوى / فَبات تَدنو أَمانيه وَيَقترب
يا رَب كَم ليَ مِن ذَنب وَسَيئة / ملّ الكِرام وَملَّت حملَها الكُتب
نَفسي عَليّ جنت كَفي التي اِكتسبت / فَمن أَلوم وَبي مني ليَ الحَرب
جَواهر العُمر زالَت في رَجا عَرضٍ / فَما لَهُ عوضٌ يرجى فَيُكتَسب
فَما جَوابيَ إِن قيل السؤال غَدا / وَكَيفَ أَرجو الرضا إِن هالَني الغَضب
إِن المَسَرّة في الأَيام محزنة / وَفي السَلامة إِن فات التُقى عَطب
فَيا مجيباً لِمَن ناداه ملتجئاً / وَيا قريباً لِمَن أَودَت بِهِ الكرب
وَيا رَحيماً بِمَن يخشى عقوبتَه / وَيا رؤوفاً بِمَن يَبكي وَيَنتحب
أَقل عثاريَ واقبَل توبَتي فَعَسى / يَطيب عَيش غَدا بالعُمر يُنتَهب
فَما اتخذت سِواك الدَهر معتمداً / وَما دَهَت عفّتي الأَتراك وَالعرب
وَلا رَجَوت سِوى المُختار مِن مضر / لَديك يَشفَع لي إِن غالَت النوب
فاجعله رَب شَفيعي يَوم تسألني / عَما مَضى وَجحيمُ النار يَضطرب
وَصل رَبي عليه ما تلت عُصُرٌ / وَما تَعاقبت الآباد وَالحقب
باعد هواك وَنائي الغيّ وَاجتنبِ
باعد هواك وَنائي الغيّ وَاجتنبِ / داني الهُدى وتوخّ الرشدَ واقتربِ
ودع غرور شباب زال غيهبُه / فطالما طابَ وهوَ اليَوم لَم يَطب
وَدع زَمانك إِن العُمر منصرف / حَتّى مَتى شابَت الدُنيا وَلم تشب
وَاترك مُعانقة الآمال باسمةً / وَذر بواعث غيّ اللَهو وَاللعب
وَاهجر مواصلة الأَهواء إِن لَها / مصارعَ الحَتف إِثر الأنس وَالطَرب
وَلا تَكُن كامرئٍ تابت غوايته / طوع النذير وَأَهوى بعد لم يتب
وَنُح عَلى غرَّة للعمر سالفة / غابت وَحسرتها في القَلب لَم تَغب
وَلا تَطع طمعاً في عيشةٍ رَغدٍ / فَغاية العيش موت أَو إلى حَرَب
هَل تَبتغي سَبباً في الدَهر متصلاً / إِلى البَقاء وَحتمٌ منتهى السَبب
إِلَيك فالكون خافيه وَظاهرُه / محجب الكُنه بين الستر وَالحُجُب
فلا تَهِن همّةٌ إِن عُزِّزَت عَظُمت / وَلا تَرى الفَخر بِالسُلطان وَالرتب
يَكفيك عَنها قراحُ الماء في كدرٍ / إِذا اكتفيت وَنُزْلُ البائدِ الخرب
فَلستَ بِالجاه وَالأَموال معتَبراً / وَإِنما أَنتَ بِالآداب وَالحسب
فعش إِذا عشت عفَّ الذيل طاهرَه / ومت إِذا متَّ دُون الجَد وَالطَلَب
وَاجعل رجاءك بالرحمن متصلاً / لا تَغترر بغرور الجاه وَالنَسَب
فَإِنَّما أَنتَ من طين وَمن حمأٍ / فَلا تَقل ذاكَ جدّي أَو فلان أَبي
وَلذ بأعتاب خَير الخَلق سيدنا / محمدٍ سيد الأَعجام وَالعرب
قف في حماه وَسل جَدواه وَارج بِهِ / فَإِن مَن يَرتجي مَولاه لَم يَخب
عَفّر جبينك في ذاك الرحاب وَقُل / يا نَفس طيبي بِهَذا المندَل الرَطِب
وَدَع هُمومك تَتَرى في تقلبها / إِذا بلغت بهذا خَير منقلب
وَاكشف عن العَين أستاراً تُحَجِّبُها / وَانظر لَهُ بفؤاد غَير محتجب
وَاسكب دُموعك حُمراً في مواطنه / فَطالَما صين عَنها غَيرَ منسكب
وَقُل عُيوني رَأَت حبّاً فَأفرحها / حسنُ اللقا فانجلت في زي مختضب
وَسل بِهِ تَوبةً سوّفتها سَفَهاً / وَأُبْ إِليه بِنَفسٍ خَلْت لَم تؤب
فَذاك مَوطن أَرواح مطهرةٍ / فَلا تعش عيش مطرودٍ وَمغترب
هذا الرَسول الَّذي أَرجو شفاعتَه / إِذا بَدَت سيئاتٌ سوّدت كتبي
هَذا النبي الَّذي لَولاه ما رُحِمت / نَفسٌ وَلا ظَل قَلبٌ غَيرَ مضطرب
هدى إِلى النُور أَهدى الخَير حَيث أَتى / بِالبينات وَعلمِ الدين وَالأَدب
فَما أَخسَّ حَياةً لَيسَ نصرفُها / في حبه حيث يدعونا فَلم نُجب
وَما أَضلَّ عُقولاً لَيسَ يَنفعُها / رشد الرشيد وَيُغويها غرورُ غبي
لبئس مَن قلبُه صنوُ الجماد وإن / نَصحتَه كان ما قد قلتَ في رجب
يا وَيح نفسيَ كَم تهوي إِلى تلفى / وَتتقيه وَهَذا غاية العَجب
هَيهات ما هي في ودّي بصادقة / ما لم تجرّد هواها عن عناً كَذِب
مالي وَللغير أَفنيت الحَياة وَقَد / أَصبحت كهلاً وهذا في الهَوى وَصَبي
فَيا نبيّ الهُدى عفواً ومرحمةً / أَقل عثاري وَكن عَوني عَلى النُوَب
عَليك أَزكى صَلاة اللَه دائِمةً / دومَ الوُجود عَلى الآباء وَالحقب
لصَبا الحجازِ بَكى وَإِن لَم يَطربِ
لصَبا الحجازِ بَكى وَإِن لَم يَطربِ / صبٌّ تمسك من شذاه الطيِّبِ
يشكو الهَوى مما به بلسانه / وَيعيذها من قلبه المتلهب
بالله يا ريح الصبا حيي الحِمى / وَببثِّ ما يشكو إِليهِ تقرّبي
وَتردّدي بَيني وَبين أَحبتي / فَإِذا بَلغت فِنا الديار فشبّبي
وَتحملي عني السَلام تحيةً / وَلِجي إِلى تِلكَ الرُبى وَتَأدّبي
وَتبتلي وَصفي مذلة والهٍ / للأكرم الثاوي بطيبة يَثرب
وَقفي عَلى الأَعتاب ثمَّ وَسلِّمي / منّي عَلى قَبرٍ تشرّف بالنبي
قولي عُبيدُك يا رسول اللَه قَد / عرف الحقيقة بَعدَ أَيّ تَشعُّب
فَلَكَم أَطاع النَفس حينَ عَصى الهُدى / جهلاً وَكَم أَرضى الغرور بمغضب
ما قدّمت أَيديه إِلا حَسرةً / لِلنفس شيمة مسرفٍ لم يحسب
أَفنى الليالي في سِوى ما ينبغي / وَأَضاع سحبَ رضاً ببرقٍ خُلَّب
صحب الزَمانَ وَأَهلَه حتى إِذا / وَضح الرَشاد كَأَنه لَم يصحب
وَصَلَ الغرورَ وَفصَّلَ الأَوقاتَ في / غَير الحَقائق شأنَ من لم يَدأب
في الحَزم فرّطَ حيث أَفرط في الهَوى / سُلبَ الفراغَ بغير شغل موجب
ذهب المذاهبَ في انتِقا رأَيِ السوى / بشؤونه يا ليته لم يذهب
وَلَكَمْ صبا حيث الصِّبا ومع الشبا / ب مضى يُشبِّبُ بالغرير الربرب
وَلَكَم قضى الليل الطويل مفكراً / في شأن كل أَخ كمثل الكَوكَب
وَلَكَم بكى زيداً وحنّ لخالد / وَرعى هوى هندٍ وَتاه بزينب
كَم أَحرِمُ الأَجفانَ من سنة الكَرى / للغير ما رَقَبَت وَما لم ترقب
كَم أُجهِدُ النفس الأَبيةَ في هَوى / مَن لَم يَكُن بِأَخي الشَقيق وَلا أَبي
وَلَكم سَطا نَحوي الظَلامُ بِأَدهم / مِن هَمه وَدَهى الصَباح بأشهب
حجبتني الأَغيار عن دَرَكِ الهُدى / حَتّى بَدَت فَإِذا بِها لَم تحجب
شُكراً لعاقبة التجارب إِنَّها / كشفت عن الدُنيا نقابَ الغيهب
فإليك يا خير البرية حاجتي / وَجَّهتُها وَلأنتَ أَولى الناس بي
قدّمتُ نفساً قَد تؤّمن خوفَها / آمالٌ معترفٍ ذليلٍ مذنب
وَعرضتُ وجهاً سوّدَتهُ جنايةٌ / سينال نوراً منك إِن تك تجتبي
وَبسطتُ بالأعتاب خدّاً خاضعاً / سيفوز منها بالمنى وَالمطلب
وَعَلى رحابك قَد أنختُ مطيةً / إِن لَم يكرّم نُزْلُها لم تركب
يا رحمة الرَحمن بَين عباده / ارحم ذليلاً في معزتكم رَبِي
ارحمه وهو الكهل شارف شيبه / فَلَكَم رأفت بِهِ وَقد كان الصبي
يا حجة الديان ما لي حجةٌ / إلا الوقوف بذلةٍ وتأدّب
فَأَقل عثاري وَقل نجوتَ فطالما / بكَ قَد أَراح اللَه بالَ المتعب
وَلئن مدحتُ سواك وَهِيَ ضلالة / لا لاجتلاب عُلاً وَلا لتكسُّب
وَلئن شكا قلمي الدجى وَأَناملي / يا بئس ما كتبت وَما لم تكتب
فلأمحون ذنوبَها بقصائدٍ / تسعى بمدحك وَالثنا في مَوكب
غَنيتُ بالحكمة القُصوى مِن الرتبِ
غَنيتُ بالحكمة القُصوى مِن الرتبِ / وَسدتُ بالنسبة العليا مِن الأَدبِ
وَصانَني شَرفٌ مِن همتي وَعُلا / نَفسي فَما ليَ غَير الجَد من أَرَب
ضممتُ عزةَ مَجدِ الترك في شَممٍ / إِلى فَصاحة حسن المَنطق العربي
وَصُنتُ نَفساً كَنصل السَيف رائِعةً / في غمد حلمٍ وَجاشٍ غَيرِ مضطرب
فَما تلوّنتُ في صَفو وَلا كدر / وَلا تبذّلتُ بَين الجَد وَاللَعب
وَلا ترفعت عَن خِلٍّ وَذي ثقة / وَلا انحططت لذي جاه وَلا حَسَب
أَعيش حرّاً عَفيف الذيل ساحبه / مَع الفَخار وَعَبد الأُخوة النجب
وَأَتقي شمم المَولى فَأحذر أَن / أَدنو فَيبصر عِندي ذلة الطَلَب
أَخشى إِذا راقَني مِنهُ الرضا زَمناً / أن لست دافعه في ثَورة الغَضَب
وَقَد عَلمت بِأَن العز ممتنعٌ / إِلا بذلٍّ يرد الحرّ في حَرب
أَقنَعتُ نَفسي بِحال لَيس تَنزل بي / أسّ الحَضيض وَلا تَعلو إِلى الشُهب
وَما يضرك أَن تحيي عَلى شَرَف / وَلَستَ كَلّاً عَلى جاهٍ وَلا نَسَب
لا تُذهلنَّك حاجاتُ الحياة عَن ال / جدِّ الأبيّ وَمجد غَير مكتسب
فَما الحَياة سِوى شَيء ستتركه / لتاركٍ أَو لصرفٍ غَير مرتقب
أَبيتُ أَطمَح في فرح بلا حزن / أَو راحة تتجلَّى لي بلا تعب
فَما أَبيت أَهاب الدَهر مرتجفاً / أَخشى العَوادي وَأَبكي سوء منقلب
وَلا أَخاف يَداً للخطب عابسةً / إِن السَلامة باب الروع وَالعطب
فَيا زَمانيَ إِني عَنكَ في شغلٍ / وَأَنتَ مشتغل عَني بكل غَبي
هَيهات أَهجر صمصاماً وَضابحة / وَلا أَملّ من الآداب وَالكتب
وَما ثنانيَ عَن سُمرِ الطوال وَلا / سود القصار كمال العارف الدَرِب
وَما صَبَوت لذي دلٍّ وَلا سلبت / لبي ملاحات ربات البَها العُرُبِ
وَلا افتتنت عن العَليا بغانية / وَلا ذللت لساقي ابنة العنب
وَإِنَّما حببي درّ الكَلام وفي / حان المَفاخر من ضرب الثَنا طربي
وَما تَعوّدت إلا حكمة وَنُهى / إِذا صبا الغَير ردّتني عَن الوَصب
حسبي من الدَهر أن أَصبو فتحمد لي / فكاهة وَجناني إِذ يَجور أَبي
وَما عليّ إِذا لَم يَشكُني بطلٌ / حرّ السَجايا وَيَخشاني أَخو حَرب
هذبت نَفسي فَلم تحذر مصادقتي / وَلا يَخاف عدوّي إِن يَغب كذبي
قَد تبت عَن كُل ذَنب في الزَمان سِوى / عرفان نَفسي فَإِني عَنهُ لَم أَتُب
فَيا أَخا الرَأي دَعني عَن منى وَجوى / فَأَيّ عَيش إِذا ما اخترت لَم يَطب
فَادفع عَن الحَزم دَهراً غَير مكترث / وَاترك عَواديه رهواً غَير مكترب
وَلا تبت لَيلة في فكرة لغد / إِن الحَقائق دون الستر في حجب
وَلا ترجّ سِوى الديان وَارضَ بِهِ / رباً تَغيب الخَوافي وَهوَ لَم يَغب
وَاشرف بِنفسك وَاترك ما سِواك تَرى / وَجه الفَراغ انجلى بالمنظر العجب
وَكِلْ أُمورَك للمقدور وامش بِهِ / مَشي البذيخ الَّذي يَمشي عَلى صبب
وَلا تعالج معالي الدَهر إِن عقدت / كفُّ الزَمان رؤس الناس بِالذَنب
إِني أَجبتك لَو تَدعو لصالحة / إِلا المحرّم إِني عَنهُ في رَجَب
نَفسي فِداء صَديقي حينَ يُنكره / غَير وَأَعرفه في نَوبة النوب
فَما أَضعت صَديقاً ظَلَّ يَحفظني / وَلا ضحكت لَدى وَلهان مكتئب
وَلا اتخذت خَديني بَيت مطمعة / وَلم أَدان عَلى دَخل وَأَقترب
وَلا جَعَلت خَليلي طعمة لظُبَى / ختلٍ فَأَقتلَه حرصاً عَلى السَلب
وَما نَظرت إِلى العرض المَصون وَفي / قَلبي إِلَيهِ طموحُ الفاجر الرَغب
وَما نظمت قَوافي الشعر أَجعلها / وَسيلة النَفس أَو جرثومة النَسب
فَابلغ أُخَيّ بني الدُنيا وَساكنها / وَكُلَّ ذي وَطَن مِنها وَمغترب
وَاكتب عَلى الدَهر آثاراً محاسنُها / تَبقى فَتُتلى عَن الإِعصار وَالحقب
أَخ وَالدَهر يَضطرب اِضطِرابا
أَخ وَالدَهر يَضطرب اِضطِرابا / وَخلّ وَهوَ يَقتضب اِقتِضابا
سفور وَالخطوب قَد اكفهرّت / تجرّد والظُبَى تَهوى القرابا
وَجاش عَلى ركود مِن زَمان / وَأَقبل وَالقَضا يبدي اِنقِلابا
وَدافع وَهيَ تقتحم اقتحاماً / وَأَوجَب وَهيَ تستلب استلابا
وَكرّ وَكرّت الأَقدار جَهراً / فَعز جوارها وَسما جنابا
وَدار وَدارَت الأَدوار حيناً / فَداراها وَقد رابَت وَرابا
وَشدّ وَشدّت الأَيام حَرباً / فَناواها لِما نابَت وَنابا
وَأَرسل في غيوب الأَمر فدّاً / مَع الآمال يَنساب اِنسيابا
وَمارس دَهره ليناً وَشدّاً / وَباراه اِبتِعاداً وَاقترابا
فَسالمه مِن الحدثان حَرب / وَأَرضته لياليه الغضابا
وَجرّب ما يُرجّيه وَيَخشى / فَلم يَحمد عَلى كره مآبا
إِلَيكَ عني فَإِن المَجد أَصبَح لي
إِلَيكَ عني فَإِن المَجد أَصبَح لي / شُغلاً يمانع عَن كأس وَمَحبوبِ
فَلَست أَهوى كُميتاً غَير ضابحة / وَلَست أَلمس نهداً غَير سرحوب
زجّ الصَوافن في تنو
زجّ الصَوافن في تنو / ف البين من وادي الصحاب
وَاترك وَلَست بِتارك / ما بِالفُؤاد من التصاب
وَاهجر ديارك وَاجفُها / وَاشكو الجَميع إِلى الركاب
فَالسَيف يُغمد في الرقا / ب إِذا سللت من القِراب
وَالرمح يَعمل في الصدو / ر إِذا تَمادى في الضراب
فَإِلَيك عَن دار الشبا / ب وَقَد مَضى أَهل الشباب
قَد كانَ صُبحاً طالِعاً / وَاليَوم أَضحى في حجاب
خلِّ الدِيار وَأَهلها / وَدَع المَنازل وَالقباب
وَاستغن عن ظل القصو / ر بظل آجام وَغاب
وَاظمأ عن الماء الفرا / ت وَرِدْ أَجاجا من سَراب
وَارحل عَن السهل المضا / ع لصون عرضك في الصعاب
وافزع لِأَنَّة باشق / وَاطرب إِذا حجل الغراب
لَولا الحَياة وَحبها / وَاللَه ما ذلت رقاب
يا أَيُّها الرجل الَّذي / تَدري لِمَن أَعنى الخِطاب
ما بالإِقامة حَيث قَدْ / رٌ لا يُجَلُّ وَلا تهاب
وَالمَوت أَشهى للاسو / د بحدِّ أرهافٍ غضاب
مِن راحة في نعمة / تَقضي مرافقة الكلاب
كُل الدِيار إِذا صفت / دار وَأَهلوها صحاب
فَبجيرة تَعتاض جي / رانا وَلو خفي الصَواب
ما دام أَصل الناس صل / صالاً وَآخراهم تراب
أإخواننا جمعاً صِلوا لا تفرّقوا
أإخواننا جمعاً صِلوا لا تفرّقوا / وَكونوا يَداً تَسطو وَقَلباً يُقلِّبُ
فَليست سُيوفُ الهند إِلا حَديدةً / ولَيست يَد الفتاك تعطي وَتسلب
فَكلٌّ مهانُ الحَقِّ عِندَ اِنفراده / وَلَكن بِمَن والَى يَعِزُّ وَيُرْهَبُ
مَن هام بِالمَجد لَم يَقصر عَن الطَلبِ
مَن هام بِالمَجد لَم يَقصر عَن الطَلبِ / وَمَن يَرى الجد لا يَلتذ بِاللعبِ
وَإِن مَن نام وَالأَيام ساهِرةٌ / لا رَيب يوقظه الداعي مِن العجب
وَذو المَطالب مَهما خانَهُ سَببٌ / مِن الدُهور اِنبَرى يَسعى إِلى سَبب
وَإِنما رَجل الدُنيا الَّذي لعُلىً / يَسعى لسمو عَلى ناء وَمقترب
لا خاملاً يرتجي مِن غَيره أَملا / وَلَيسَ كَلّاً عَلى مال وَلا نَسَب
فَلا يَروِّعُه بُعد الدِيار وَلا / نائي المَزار وَطُول الكد وَالتَعَب
يَهوّن العَزمُ مِنهُ كُلَّ نازِلَة / يَأَبى الخمول لقاها وَهوَ في حَرب
يَخشى التفرّق مِن أَهل وَمِن وَطَن / وَيَرتضي الذل إِذ نيل الفَخار أَبي
وَيَتقي المَوت أَو تَزهى الحَياةُ لَهُ / عَلى مضاضة عَيش ثَمّ لَم يَطب
وَهَل صَفا العَيش إِلّا بعد تكدرة / وَهَل ذكا الجَمر إِلا إثر ملتهب
وَإِن أَكبر ما يَهوى الرِجال عُلاً / وَتِلكَ بِالجد أَو بِالعلم وَالأَدَب
مَزيدُ الاشتياق يزيدُ ما بي
مَزيدُ الاشتياق يزيدُ ما بي / وَفي سجن الفراق غدا عَذابي
أَبِيتُ أكفكفُ العبراتِ عَنّي / هَواملَ مثل وَكّاف الرباب
فَلولا زفرَتي لطفت محيطاً / عَلى هام المهامه وَالرَوابي
أَبِيتُ وَمُهجتي في أَسر وَجدٍ / أؤمُّ من الأَماني كلَّ باب
كَأَن النسر في الأُفق المعلّى / بقلبي طائر ذو اضطراب
أساجل طيفَكم ذكرى زَمانٍ / تَولّى في نَعيم الاقتراب
وَيطربني فمن ترداد نَوحي / أَغانٍ لي وَمن دَمعي شَرابي
وَما لي للوصال بكم سَبيل / سِوى تَعليل نَفسي بانتحاب
وَإِن زادَ الهيام همومَ قَلبي / وَذاد البُعد عَن سرّي حجابي
وَحلت عُقدة من حسن صَبري / وَحلت بي جُيوش الاكتئاب
بسطت لكم أَكفَّ الطُرس عَني / تَبثُّ لَكُم وَتَشكو بَعض ما بي
كَأَنّ جواري أَقلامي غُصونٌ / تَظللنَ الغَديرَ مِن الكِتاب
كَأَنّ رقوشها فيهِ عذارٌ / عَلى خدّ سُقي ماء الشَباب
يُبلّغ بَعضَ ما يَحوي ضَميري / وَنطقُ الصامتات من العجاب
وَيفصح عَن فُؤادي ما حَواه / وَيَشهد لي بِما يَكفي خِطابي
وَبَعدُ فَلا تَسل عَني فَإِني / مَزيد الاشتياق يَزيد ما بي
أَرى آثار ما كَتب الحَبيبُ
أَرى آثار ما كَتب الحَبيبُ / فَيَزداد الجَوى بي وَالوَجيبُ
كَأَن القَلب صاحبه فَنائي / لذلك حين أَدعو لا يُجيب
فَيا من لَيس تدركه عُيوني / وَيا مَن عَن ضَميري لا يَغيب
إِلى كَم ذا وَبَعدُك مستمرّ / وَحتام التهاجر وَالنَحيب
أَبثُّ إِلَيك وَجدي وَانتحابي / وَقَد بلغت مبالغَها الخطوب
صحاحُ المَواضي أَم لحاظُ الكَواعبِ
صحاحُ المَواضي أَم لحاظُ الكَواعبِ / تَصول عَلى قَلبي بغمز الحَواجبِ
وَوَجهٌ تَجلّى في رسيلٍ مجعَّدٍ / أَم البدر يبدو في خلال الغَياهب
وَثَغرٌ تبدّى أَم تَأَلَّق بارقٌ / خلال الحمى بَين الرُبى وَالسَحائب
وَشَمسٌ زَهَت أَم حسنُ غيداءَ طفلةٍ / تحاط بهالات الرعيل المغالب
أَهيم بِها وَالنجمُ أَقرب مَنزِلاً / وَأَسهل نَيلاً مِن لُقاها لطالب
وَيعذلني فيها العذولُ وَما دَرى / بِما قَد رَأَت عَيناي أَو مَن حَبائبي
وَلو ذاق طَعم الذوق في الحُب لَم يَمل / إِلى سَلب إِيجابٍ وَإِيجابِ سالب
وَكَم دُون ما أَرجو رَددتُ مُعظَّماً / مِن الهَول بَل دافعت صَدر النَوائب
وَكَم جبت من فيفاءَ ضلَّ هداتُها / وَخضت بحار الآلِ طامي الجَوانب
عَلى سابق لا يسبق الوَهمُ خطوَه / إِلى المَطلب الأَقصى وَطيّ السباسب
تَردّى الدُجى لَوناً سبى البَدرَ غرّةً / كَما اِنتعلت رجلاه زُهرَ الكَواكب
إِذا اِنساب خلتَ السير يحجف ماؤه / فَهل سائلاً عَنهُ نَجيع الكَتائب
تَعوّد أَن يَسقي وَتيناً عَلى غنا / أَنينٍ وَرا سترٍ مِنَ النقعِ وَاقب
جريٌّ ليمناه مِن النَصر خادمٌ / أَبيٌّ عَلى يسراه إرهابُ غاضب
فربّ ليال بت أَجلو ظلامها / وَلا مؤنس غَير الأَماني الكَواذب
وَما بي فكرٌ ساهرُ الجفن والهٌ / أَقلّب عيني في افتقاد المصاعب
فَما راقني إِلا خيالُك وَالمُنى / وَتسكينُ رَوعي بِالظُنون الذَواهب
وَإِنك أَدرى بِالَّذي أَنا واجد / لِأَنّك في قَلبي وَبَين التَرائب
وَإِنك أَولى الناس بي يا معذبي / فَهل لَكَ أَن تستبقي مهجةَ صاحب
وَإلا فسل عَني ضميرَك إنَّهُ / سيشهد لي يَوم اللقا وَالتَعاتب
كَم مشرق للبدر بعد تغرّبِ
كَم مشرق للبدر بعد تغرّبِ / كَم أَوبة للحظ بَعد تغرّبِ
كَم نعمة في نقمة كم يسرة / في عسرة وَسلامة في معطب
كَم للمهيمن مِن خَفايا حكمة / تَأَتيك ناصرةً بغير تأهُّب
كَم من شرور أَعقبت خَيراً وكم / مِن راحة ممنوحة من متعب
ما الدَهر إِلا حالةٌ وَتحوّلٌ / يختص بِالشنعاء حسن الطَيّب
كَم طالب قَد خانه ما يرتجى / كَم يائس يَحظى بغير تطلُّب
يا أَيَّها الشَهم الَّذي أَفضاله / عمت وَجدواه همت كَالصيِّب
لا تكترث مِن جور دَهر طَبعُه / أن لا يقي حرّاً وَإِن هوَ يجتبي
فجميل ذكرك بالثناء مخلدٌ / وَجليل صنعك شكرُه لم يذهب
وَحسام حزمك لَم يزل في صيقلٍ / وَجَواد عَزمك ما كبا عَن موجب
وَلَئن سُجنتَ فطالما اِحتجبَ النَدى / وَلَكَم تَوارى نيِّرٌ في غيهب
حبسوا نداك لذاك جف خصيبُهم / حجبوا ذكاءك فاغتدوا في موقب
فابشر وَثق بالله وارقب فضلَه / فَلكم تُصابُ مُنىً عَلى يأسٍ أبيّ
يا كَوكباً أَوج الكَمال وَناهجاً
يا كَوكباً أَوج الكَمال وَناهجاً / نَهجَ الجَلال وَبهجَتا الآدابِ
قَد شاقَنا لقياكُما فتكرّما / بصفا القدوم لحفلة الأَحباب
وَتفضّلا بزيارة نَزهو بِها / وَنُقيم ماتمَ ذلةِ الكذاب
الغُصنُ شابَهُ قدَّه فَتعجّبا
الغُصنُ شابَهُ قدَّه فَتعجّبا / وَالبَدرُ أَبصَر وَجهَه فَتحجّبا
وَتَعرّف الرَوضُ النَضيرُ بعَرفه / حَتّى سَرَت بِعَبيره ريحُ الصَبا
وَالوُرقُ ملَّت غصنَها لما رَأَت / قَلبي عَلى هَذا القَوام تَقلَّبا
وَالرَوض تَنثرُ زَهرَه أَكمامُه / فَوق الثَرى شكراً لهُ وَتَحبُّبا
يا حسنَ ذاكَ الوَجه تحتَ شُعوره / كَيفَ انجَلى بَدراً وَأَرسَل غَيهبا
ظَبياً أَقول وَلَيسَ يَحسنُ أُنسُهُ / بدراً أَظنّ وَلَيسَ يَسبي من سبا
لِلّه ما فعل الدلالُ وَتيهُهُ / بقلوبنا مَعَ ما استرقّ وَعَذَّبا
أَبجَنَّةٍ من خدّهِ أَو حبَّةٍ / مِن خاله شغلَ الشجيَّ وَأَوصبا
أَم باللآلئ من ثَنايا ثَغرِه / بَهرَ العُقولَ وَصانَها وَاستصعبا
أَشكو لَهُ وَلهي بِهِ تَشوُّقي / وَهوَ الَّذي أَشكو عَلى ما أَوجَبا
فَيَقول إِن لواحظي مِن دَأبها / قَتلُ النُفوس وَما عَسى أَن تطلبا
فَاردد فؤادَك ما استطعتَ وَلا تَكُن / تَهوى مَليكاً بِالجَمال تَغلّبا
فَإِلامَ أَشكو وَالزَمانُ يَردّني / وَأَراه يَبتدرُ الحَشاشةَ مَنهبا
يا رَبَّ كُلِّ مَلاحةٍ صِل رَبَّ كل / ل صَبابةٍ فيكَ العَذاب استعذبا
يَقضي اللَيالي من جَفاك بحالةٍ / فَرِحَ العَذولُ لَها وَلامَ وَأَسهبا
داوي حَشاشتَهُ فَقَد أَسقمتَهُ / وَارفق بِهِ جسماً نحيلاً كَالهَبا
أَيكلَّفُ القَلبُ التصبُّرَ بعد ما / ولي القَرارَ بحبكم وَاستصحبا
آهٍ عَلى زَمَن السلوّ وَأُنسه / ما مرّ إِلا كَالنَسيم عَلى الربى
أَأَراك تنكر ما يقرّ بِهِ الوَفا / وَتَتيه معتزاً وَتبعدُ مَطلبا
وَأَنا الَّذي وَجدي عَليك عَلمتَه / وَعَفاف نَفسي وَاحتمالي الرقبا
وَلَقَد تَواصل بَين جفني وَالبُكا / لما هَجرت وَلم أَجد لي مَذهَبا
وَلطالما رام العَواذلُ سَلوتي / لَكنهم جَهلوا فَضلّوا المَأربا
وَلطالما قالوا محبٌّ ضلّ في / حبٍّ وَمَحبوبٌ جَفا وَتجنّبا
وَلطالما زعموا وَظَنّوا ضلةً / وَدَفعت فَيصلَ لومِهم حَتّى نَبا
أَلَهُم قُلوبٌ بِالعُيون جَريحةٌ / أَم مِنهُمُ من للمحبة جرّبا
كَلا لَقَد نَقلوا الحَديثَ مَرجَّماً / وَتَوغّلوا سبلَ الضَلال تَشعُّبا
حَتّى اِهتَدوا مني بِنارِ جَوانِحي / وَاستسلموا لي حين حَقّقت النَبا
فارع الوَفا وَاحفظ حُقوقَ متيّمٍ / فلذي الهَوى من ذي الهَوى ما اِستَوجَبا
يا طفلة يُثني عَلى
يا طفلة يُثني عَلى / خَطراتها لُطف الصَّبا
وَضاحة الوَجنات مِن / ماء النَضارة وَالصِّبا
فَكأنَّها لما بَدَت / تَسبى بلحظتها الظِّبا
شَمسٌ زَهَت في أُفقِها / تَجلو الزجاجةَ كَوكَبا
وَحِبٍّ قال لي بِكَمال لُطفٍ
وَحِبٍّ قال لي بِكَمال لُطفٍ / وَقَد عانَقتُه صل يا حَبيبي
وَقُم كَي نَغتبق ظَلماً بِظُلمٍ / عَلى غَفلات واشٍ أَو رَقيب
وَبُح لي بِالَّذي تَهواه مني / كَما يَشكو العَليل إِلى الطَبيب
فَبتنا لَيلةً وَالدَهرُ عَبدٌ / وَقَد شكَت القُلوبُ إِلى القُلوب
إِلى أَن شاب فرعُ اللَيل عَنّا / وَقاه اللَه من هَذا المشيب
الغانياتُ تبسّمت لمطالبي
الغانياتُ تبسّمت لمطالبي / وَعجبنَ من قَولي هلمّ حبائِبي
وَسفرنَ عَن غررٍ صِباحٍ كَالصَبا / ح حفظنَها في لَيل شعرٍ واقب
وَتأودنّ فَقلتُ أَغصانُ النَقا / حَتّى التفتن ظَننتُ عِينَ رَبارب
وَجلونَ لي كَأساً يكاد ضياؤها / يُخفي زجاجتَها لعَين الشارب
فَطفقتُ أَحسوها رَحيقاً قَرقَفاً / وَأَفوز من رَشف اللَمى بِمآربي
حَتّى أَضعن الخَمسَ في حبّاتها / وَذَهَبنَ في دين الغَرام مَذاهبي
وَسعت بي الصَهباء حَتّى إِنَّني / لَولا الحزامة ما صحبت تَأدّبي
لِلّه أَوقات الشَباب فَإِنَّها / أَحلى زَمَان العُمر فيما نَجتبي
مَن كُنتِِ أَنتِ مَرادَه كَم يَتعبُ
مَن كُنتِِ أَنتِ مَرادَه كَم يَتعبُ / وَيُلامُ في هَذا الغَرام وَيَعتبُ
وَفَتى يرجّي الشَمسَ في أُفق السَما / يَحتاج أَن يدنيه مِنها كَوكَب
أَين اللَيالي السالفاتُ بحاجرٍ / قَد كانَ فيها للخلاعة ملعب
يا ظبيةً نفرَت وَقَد بعُدَ المَدى / كَم مرّ بي وَبَكى عليّ الربرب
هَل تذكرينَ عَلى التهاجُرِ وَصلةً / وَالرَكب حث وَالمُخالس يرقب
وَأَنا وَأَنتِ كَما أَراد لَنا الهَوى / يَشكو النَوى وَمشرِّقٌ وَمُغَرِّب
أَصابكَ سَهمٌ من لحاظ الكَواعب
أَصابكَ سَهمٌ من لحاظ الكَواعب / وَراعَك غَربٌ من سيوف الحَواجبِ
وَما لي أَرى مِنكَ الغُروبَ غَريبةً / كَأَنك تَحوي السحبَ في طرف ساكب
وَما لكَ إن تَسري الشمال عشية / تَميلُ بِها مَيلَ الحُميّا بشارب
فَهَل أَنتَ إِلا عاشقٌ ذو تبتُّلٍ / أَصاب الهَوى مِنهُ فُؤاداً كَواجب
تُساهرُ نَجمَ اللَيل وَاللَيلُ عاكفٌ / فَهَل تَرجو بَدراً بَين تِلكَ الكَواكب
وَتَهتاجك الوُرقُ الَّتي حَيث غرّدَت / بَكيتَ بَل استبكيتَ عَينَ السَحائب
فَيا وَيح وَدٍّ لَيسَ يُرجَى وَيا لَها / لَيالٍ تَقضّت بَين تِلكَ المَلاعب
وَيا قُربَ ما بَين التَودّدِ وَالجَفا / وَيا بُعدَ ما بَيني وَبينَ الحَبائب
لَقَد كانَ عَهدي لا يذمّ وَبُغيتي / تَدانى وَآمالي تلاقي مطالبي
أَظنُّ النَوى قَد غَيَّرت بَيننا الهَوى / وَغالَ مبادي الودّ حُكمُ العَواقب
وَكَم وَحشةٍ تُدني الفَتى مِن أَنيسه / وَكَم داهمٍ يَلقاه مِن خَير صاحب