المجموع : 28
وردت أماني البشر بالأحباب
وردت أماني البشر بالأحباب / فشدت بلابل ألسن الترحاب
وأدارها الساقي على ندمائه / كاسات أنس لا كؤوس شراب
بجمال طلعة كوكب بقدومه / صبح السرور محادجي الأوصاب
شرف حماة الشام فيه شرفت / فرحابها أضحت أجل رحاب
أعني الشهير محمد الحسن أبا / سر الكماة السادة الأنجاب
المبتني للمجد بيتاً دونه / للنجم حكمة مطلع وغياب
للَه بارودي عزم صادر / عن بحر حلم بالوفا عباب
حكم لديه تنوعت نقماً على / أعدائه نعماً على الأصحاب
حق وصدق قوله بنعم ولا / فسواه بعد اللَه مين سراب
أرض خلت من شخصه محل كما / أرض حلت فيه محل خضاب
غوث إذا استنجدته لملمه / غيث إذا استجديته لثواب
سبحان من أولاه ما هو أهله / وحباه أرفع رتبة وجناب
متحدث أبداً بنعمة ربه / متواضع لمواهب الوهاب
يا كعبة الجود الذي من جلق / لبلادنا سارت مسير سحاب
وادي الحما من بعد حمص كفيته / من وكفك الحسنى بغير حساب
هيهات أن أكفي علاك مدائحاً / هيهات ما دام النجوم طلابي
هذا اعترافي بالقصور مقدم / عذري وأنك سيدي أولى بي
وعن امتداحك أعربت عربية / بك شرفت وسمت على الأتراب
والشعر بالممدوح لا بمجيده / يزهو ولو غنى به الفارابي
من بورد الرياض خدك شبه
من بورد الرياض خدك شبه / وهو جمر هواك في القلب شبه
بل ومن ذا الذي أباحك إن تس / لب منا ما حرم اللَه سلبه
يا غزالاً غزا القلوب بطرف / جرد السحر منه للفتك عضبه
قدك السمهري ما ماس إلا / راح مستخدماً من البان قضبه
مالكي مالكي بعدل قوام / صير الجور في رعاياك دأبه
جد بوصل لمغرم فيك قد وا / صل أشجانه وقاطع صحبه
وتعطف على محب هواه / في قليب الهوان قلب قلبه
وخف اللَه لا عدمتك واغنم / بأساراك أجر من خان ربه
يا أخلاي من لصب غدا مستهلاً / من هول الصبابة صعبه
ألف الذل بعد عز وأضحى / بين أهليه ذا انفراد وغربه
وعصى نصح ناصحيه ولبى / طائعاً عند ما دعا الحب لبه
آمري بالسلو هيهات يصغي / من قضى منه لاعج الشوق نحبه
لا ومحيي العظام وهي رفاة / وحياة النبي ساكن طيبه
لست أسلو الهوى ولو بهجير / الهجر بعد الوفا سلتني الأحبه
هم مرامي بهم هيامي وإن ذقت / عذاب الغرام فيهم وعذبه
آه من لي برد سالف عهد / غاب نجم السرور والأنس غبه
وليال مرت فما كان أحلا / لو يجود الزمان منها بأوبه
يا رعى اللَه من حمى البان ظبياً / لم يزل يحمي في ظبا اللحظ سربه
وسقى وابل الحيا حي أتراب / وحيت نوافج المسك تربه
ذلك المنزل الذي ليس إلا / نسمات الصبا تزور مهبه
لأتم السعد حاز الرتبا
لأتم السعد حاز الرتبا / قمر يمحو سناه الغيهبا
يا له قبلة إقبال لقد / سجد الحظ له واقتربا
وشهابي ذكا أفكاره / من سماء الرأي ترمي الشهبا
علم جل عن التنكير إذ / عنه تعريف علاه أعربا
حبذا مصباح فضل صبحه / نور المشرق حتى المغربا
ولمعنى صيته صون به / رقص الكون وغنى طربا
من سراة زهرة الدنيا بهم / أشرقت حسناً ورقت مشربا
وميامين كرام ورثوا / شيم الأبرار أماً وأبا
الكماة الأمراء الأصفيا / الثقاة الأمناء النجبا
حبذا الصيد الصناديد الأولى / في بني مخزوم سادوا نسبا
كلهم نجب كرام سيما / بدرهم أعني السليم المجتبي
يا رعاه الله من بدر به / أفق المجد تسامى كوكبا
وعلى ما قد حوى من شرف / وهب المولى له ما وهبا
رتبة ثانية ممتازة / حيث عزت عن سواه مطلبا
وعن الأولى أتت ناقلة / راية البشرى بما قد وجبا
فهنيئاً والهنا مشترك / بين من لاذ به واحتسبا
زاده اللَه كمالاً وارتقى / وافتخاراً فوق ما قد رغبا
ما الهلالي قال في تاريخه / لأتم السعد حاز الرتبا
يا ابن المسرة ما لكشف كروبي
يا ابن المسرة ما لكشف كروبي / إلا النديم على صفا المشروب
ما شادن غض النوادر منشد / عذب الرواية كيس الأسلوب
قمر يدير الراح في غسق الدجى / شمساً مشعشةً بكوكب كوب
لدن القوام إذا انثنى تيهاً فما / غصن النقا يهتز فوق كثيب
عبل الروادف عنتري اللحظ لا / ينفك غضباناً بفتك غضوب
حسبي انتسابي بالنحول لخصره / وكفى بسقمي من جفون طبيبي
لا تعجبوا من سحر لفظي رقة / إذ بالغزال تغزلي ونسيبي
والفجر مع تلك الليالي العشر من / جيد وشعر حالك غربيب
ما الصبح إلا من مجالي معجب / بصبيح وجه بالجمال عجيب
من لي به من مطمع متمنع / بي شمت الأعداء وهو حبيبي
يسطو علي بأبيض من أسود / وبرمح قدٍّ لا بذات كعوب
ملك غدا في صورة بشرية / ملك الملاح بصنجق منصوب
يقصي ويدني من يشاء إذا قضى / ببواعث الترغيب والترهيب
وعزيز حسن يوسفي مذ نأى / عني ذللت بحزني اليعقوبي
هذا الهوى يا لائمي سبحان من / أعماك عما ليس بالمحجوب
حتى متى تهدي بلومك صه فما / لمعنفي عندي جواب مجيب
دعني فإني لست أو مغرم / مغرى محباً جن بالمحبوب
للعشق عيش لا أذاقكه الذي / للعاشقين اختار خير قلوب
قوم سقاهم من طهور شرابه / ساقي الرضا في حضرة التقريب
وأباحهم كشف الغطا عن مظهر / هو غاية المأمول والمطلوب
يا بدر حسن كم سهرت أراقبه
يا بدر حسن كم سهرت أراقبه / والليل مالت للغروب كواكبه
ما من كليم الوجد أنت مخاطبه / إلا ومغناطيس حسنك جاذبه
للحان والألحان / هم يا أخا الأشجان
في الحور والولدان /
فالحب دين والجمال مذاهبه /
ما ألطف الخصر النحيل وشاله / كم حط قلبي بالسقام وشاله
غصن إذا الواشي عليه وشى له / تثنيه عن ميل الوشاة مشاربه
من خمرة العرفان /
مرت فما أحلى الوفاء بوعدها / هيفاء تخشى الأسد بانة قدها
حمر المنايا دون وردة خدها / والصدر يحكي الجلنار ملاهبه
والفرع كالثعبان /
يمم حمى جيلان صاح لتشهدا / مجلى مصابيح السيادة والهدى
واستجل من شمس النقابة سيدا / نوري فضل في الوجود مناقبه
تعنو له الأعيان /
ماس تيهاً ودلالا
ماس تيهاً ودلالا / وعجبي
آه يا حسن رد الوسن / عقلي افتتن عقلي ولبي
قلت واصل ظبي أنس / وسربي
آيا يا حسن رد الوسن / عقلي افتتن عقلي ولبي
وارحم المضني فعقلي / مسبي
آه يا حسن رد الوسن / عقلي افتتن عقلي ولبي
من رأى شمس الضحى في الغيهب
من رأى شمس الضحى في الغيهب / طلعت فوق جبين الكوكب
لي حبيب قد غزاني طرفه / وسباني بالتثني عطفه
وبراح الكأس ساق لطفه / راح يدعونا لأهنا مشرب
كيف أصحو من هواه أو أفيق / لا ومن في ثغره أجرى الرحيق
كم به غار صديق من صديق / وصبا شيخ كبير مع صبي
بشر لي زار أم بدر تمام / لاح لي يا بشراي أم هذا غلام
يا غصون البان إن هز القوام / فاسجدي طوعاً له واقتربي
كفى بالدمع عذراً عن جوابي
كفى بالدمع عذراً عن جوابي / لها إن لا تصبر والجرى بي
فتاة فتنة الملكين قامت / بجفنيها لسلبي واغتصابي
غرور لم يزل مضنى هواها / بها مستعذبا مر العذاب
تسالمني فاطمع ثم ادنو / فاظمأ وهي أخدع من سراب
وأبكي وهي تبسم عن ضريب / به حر احتراقي والتهاب
مولعة بصيد الصيد تسطو / بسود دونها بيض العضاب
تجادلني فلم أشعر لديها / طريق الغي من طرق الصواب
تراني جامداً وجبال وجدي / تمر كأدمعي مر السحاب
دلائلها على كل دلال / فما البرهان ما فصل الخطاب
وحجتها النهار إذا أزاحت / لنا عن وجهها ليل النقاب
مسائي الصبح ان سفرت وصبحي ال / مساء إذا توارت في الحجاب
بروحي طفلة خود وقور / يرنح عطفها مرح الشباب
رعاها الله من غيداء ترعى / حشاشات القلوب بلا ارتياب
وحيا حبها صوت الحيا با / نهمال وانهمار وانسكاب
ودام خصاب ذياك اللوى من / حمى سلمى وزينب والرباب
مغان عن جنان الخلد تغني / بمنظرها الشهي المستطاب
منازل من مطالعها شموس / تبرج في بروج من قباب
معاهد عهدتي لرضى صحابي / ومربى مأربي وقضى طلاب
ومأمن خيفتي كانت فمنت / بتبعيدي وضنت باقترابي
فيا ذات الخبا هل من تدان / ويا عهد الصبا هل من غياب
مضى وقضي البياض فعدت منه / أرى صفر اليدين بلا خضاب
زمان السلم كان فعاد حربا / فعاداني واقبل بالحراب
وأيام بها قد كنت أجني / ثمار اللهو من غصن التصابي
وساقي الكاس كان يعاطنيه / بجامد جامة الذهب المذاب
وبدر الحسن يسعى والحميا / ترصع شمسها شهب الحباب
ليال كاللألي فاستحالت / لتفريطي ترابا في تراب
حداة كالحمام البيض أضحت / غرابا في غراب في غراب
ألا يا صاحبي أما وفي / يساعد ذا اكتئاب وانتخاب
قفا بي نبك من ذكرى حبيب / إلا يا صاحبي ألا قفا بي
وسيرا واشكوا بثي وحزني / إلى سامي الذرى الشهم الشهابي
إلى مولى بروحي افتديه / وجيه الوجه مرجو الجناب
سليم القلب من لوم ولؤم / حليم دأبه حسن التغابي
تبارك من كساه ثياب عز / وثوب العز من أبهى الثياب
وزين خلقه بحلى كمال / على الخلق العظيم المستطاب
شهابي شمائله نسيم ال / صبا ووقاره شم الهضاب
همام دون همته الثريا / إذا دنت الركاب من الركاب
هزبر كفه والسيف فيه / غمام صب صاعقة العذاب
نخال حصانه حصنا مشيدا / ولكن بالحديد لدى الضراب
سري من سراة انجبتهم / غيوث مكارم وليوث غاب
من الغر الصباح بني شهاب / أولي الأنساب من خير الشعاب
فروع قد زكوا ونموا أصولا / إلى مخزوم في أعلى انتساب
فهم من كل راق في المعالي / ومنتخب لها أي انتخاب
وشمس في سماء الفضل ما إن / لطلعته المنيرة من غياب
أعد نظراً بهم مدحا وورداً / على من ضل عن نهج الصواب
وسل عن شأنهم أهل المعاني / وأرباب اللبابة واللباب
لقد وضح الصباح ولاح لكن / لذي عينين أبصر من عقاب
أذل اللَه ابتر شانهم عن / نواظر حشوها عين الخراب
ولكن ليس من حرج عليه / كما قد جاء في نص الكتاب
وأقمار المعالي لم يشنها / وليس يضرها نبح الكلاب
فيا روحي وريحاني وراحي / من الدنيا وزخري واكتسابي
الستم من قريش خير بيت / وارفع منزل وأجل باب
أما أنتم فروع من أصول / أولي النسب الشريف بني شهاب
رياض الفضل أنتم في البرايا / وأرواح المكارم والخصاب
وبلبل ذلك الأدواح مني / طروب ذو هيام واضطراب
أروح بطيب مدحيكم وأغدوا / حميما للحمائم في الروابي
واستغني إذا غنى المغني / به عن صرف أقداح الشراب
بكم طب الورى حتى عداكم / كذي كلب يداوي بالسداب
وبعد البعد لولا الوعد كانت / حياتي غاية العجب العجاب
أبيت وبالرجا تعليل نفسي / وليس سوى عسى ولعل دأبي
فآها ثم آهاً ثم آها / على تلك المناهل والرحاب
تركت ربوعكم وأتيت ربعي / فوا شوقاه وأطول اغترابي
وواندماه حيث اعنضت منه / عن السحب الهوامع بالضباب
أعاتب ما أعاتب من ملام / وليس على سوى حظي عتابي
وحسبي يا شهابيون حسبي / على إحسانكم حسن احتسابي
ويا سحبا بهم كم راح عاف / غريقا في خضم ندى عباب
فلا زالت سيوفكم المواضي / على الأعداء تغمد في الرقاب
ولا برحت صباح وجوهكم في / وجيه الجاه والشأن المهاب
ودمتم في صفا الأيام مادا / مت الدنيا إلى يوم الحساب
وتلك قصيدة قصدت حماكم / ترى بقبولها حسن الثواب
لقد شرفت بمدحيكم فطابت / ختاما بالدعاء المستجاب
من بورد الرياض خدك شبه
من بورد الرياض خدك شبه / وهو جمر هواك في القلب شبه
بل ومن ذا الذي أباحك أن تس / لب منا ما حرم اللَه سلبه
يا غزالا غزا القلوب بطرف / جرد السحر منه للفتك عضبه
قدك السمهري ما ماس إلا / راح مستخدما من البان قضبه
مالكي مالكي بعدل قوام / سير الجور في رعاياك دابه
جد بوصل لمغرم فيك قد وا / صل أشجانه وقاطع صحبه
وتعطف على محب هواه / في قليب الهوان قلب قلبه
وخف اللَه لا عدمتك واغنم / بأساراك أجر من خاف ربه
يا خلاي من لصب غدا مس / تسهلا من هول الصبابة صعبه
ألف الذل بعد عز وأضحى / بين أهليه ذا انفراد وغربه
وعصى نصح ناصحيه ولبى / طائعا عندما دعا الحب إليه
آمري بالسلو هيهات يصغى / من قضى منه لاعج الشوق نحبه
لا ومحيي العظام وهي رفاة / وحياة النبي ساكن طيبه
لست أسلو الهوى ولو بهجيرا ال / هجر بعد الوفا سلتني الأحبه
هم مرامي بهم هيامي وان ذق / ت عذاب الغرام فيهم وعذبه
آه من لي برد سالف عهد / غاب نجم السرور والإنس غبه
وليال مرت فما كان أحلا / لو يجود الزمان منها باو به
يا رعى اللَه من حمى البان ظبيا / لم يزل يحمي في ظبى اللحظ سربه
وسقى وابل الحيا حي أترا / ب وحيت نوافح المسك تربه
ذلك المنزل الذي ليس إلا / نسمات الصبا تزور مهبه
جنة ماؤها اللجين حصاها / لؤلؤ زانت اليواقيت رطبه
حيث طيارة الأماني لها الأط / يار تدعوك نوبة بعد نوبه
حيث كنز الوقار حيث مجالي / حضرة تنجلي بأعظم هيبه
حيث بيت عليه أيدي المعالي / ضربت من سرادق المجد قبه
بيت آل النبي من أنزل الل / ه بتطهيرهم من الرجس كتبه
من بهم يطلب الرخاء ويس / تسقى إذا المحل جرني الأرض جدبه
آل بيت الذي به ربنا قد تا / ب على أدم وشرف صلبه
من كمالات جدهم إن منهم / أنبل الكاملين وصفا وأنبه
حسن الخلق أريحي السجايا / أحسن الخلق للنقابة رتبه
نخبة الطاهر الأغر ابن عبد الل / ه أكرم به حفيدا ونخبه
حبذا حبة وسنبلة تعزى / إلى أشرف السنابل حبه
عربي الأصول إذ هو فرع / فيه عجم الأصول تحسد عربه
وشبيه بجده الحسن الأح / سن اسمية تسامت بنسبه
بل ولو صح للتناسخ وجه / كان فيه الشبيه عين المشبه
يا له سيدا وأعظم به مو / لى شفاه السراة تلثم عتبه
الفته الأنام طبعا كما ان / طباع السقيم تالف طبه
قد صبونا إليه حتى رأينا / بعده النار والتنعم قربه
أيها المستظل منه بظل الأ / من والمبتغي من العيش خصبه
طبت نفساه به فدونك بحراً / ربح الطيبات من أم رحبه
صاح ذر حيه فما زاره ذو الك / رب إلا وفرج اللَه كربه
خاب مستمطر سوى وكف كف / هو حسب الراجي من الجود سحبه
ما سوى سيفه القضاء ولا الد / هر سوى حربه لمن رام حربه
لا ولا الغيث غير جدواه لولا / أنه يمطر النضار وذوبه
قوله الحق في القضايا كان الل / ه أوحى له من العلم غيبه
همة أحكمت بصارم عزم / حكم اللَه في أعاديه ضربه
منه يقصيك عنه أحجام رهبه / وإليه يدنيك أقدام رغبه
يتوارى وصبح أفضاله قد / عم شرق الوجود فضلا وغرفه
ظاهر الفضل ليس يخفى ولو با / لغ في كتمه وحاول حجبه
كيف يخفى مطالع الشمس أم كي / ف يساع المحب ستر المحبه
يا بني المصطفى ويا آل باز الل / ه يا أوصياء يا خير عصبه
السما قبلة الدعاء ولكن / قبلة للدعاء أنتم وكعبه
جل من أوجب الثناء عليكم / وعلى الغير سنة مستحبه
وصلاتي مع السلام على من / أبد للَه بالملائك حزبه
وعلى آله وأصحابه ما / أم مشتاق الحجاز وركبه
تاود رمحا فاستمال النهى سلبا
تاود رمحا فاستمال النهى سلبا / وسل على أهل الهوى جفنه عضبا
رشا قد أراش السهم عمدا لمهجتي / وأرسله من قوس حاجبه هدبا
وقلد بالجوزاء من جيده الضحى / وزر على الأفلاك من خصره الشهبا
واطلع بدر التم وجها أقله / مهفهف قد قد في ميله القضبا
مذكر لحظ قد سبى الترك مذ رنا / مؤنس لفظ أعجز العجم والعربا
نبي جمال مرسل الفرع جل من / زلان له صخر القلوب به حبا
وانزل في خديه آي عذاره / بسورة نمل فوق صحف للصفا دبا
مليح له رب الجمال قد اصطفى / حبيبا وفي حجر الدلال له ربا
بروحي صغير السن قبل فطامه / على لبن الأداب في مهده شبا
نديم روت عن طيب أخلاقه الصبا / فيا حبذا ذاك الشذا كلما هبا
ترى الناس إذ يسعى سكارى كأنما / أدار عليهم من شمائله الصهبا
مجالس عود في مجالي سودها / كؤس الهنا راقت وساقي الطلاصبا
فقم يا نديمي للعتيق مجدداً / سرورك وانهب طيب أوقاتها نهبا
وبادر بلا أمر عليك لشربها / فما أجهل الناهين عنها وما أغبا
وإياك والتأخير إن كنت حازما / فمدرك نقد الآن لم يرضه غبا
وسلم إلى الساقي ذمامك واغتنم / مسالمة الأيام واطرح الحربا
ولذ بكرام الحي تحي مكرما / ولا تدع يوما للكرامة من يابا
هنالك تلقى منبع الجود والوفا / لتروي الظما يا وازدا منهلا عذبا
ومقعد صدق ضم مقتدرا له / على الدهر سلطان أباد العدى رعبا
فما البحر إن أهدى وما البدران بدا / وما الدهر إن أردى وما الزهران أربا
هو العلم الزاهي بمفرد نسبة / إلي علم الشرق الذي نور الغربا
إلى الطاهر بن الطاهرين نزاهة / من الرجس إذ كانوا والخير الورى حربا
رياحين زهراء النبي وآله / فتبا لمن آذى النبي بهم تبا
ولم يسأل المختار أجراً من الورى / على نصحه إلا المودة في القربا
وجدك يا ابن الطيبين وإنها / إلية ذي صدق بكم قد غدا صبا
عتبت وما أجلى العتاب وهكذا / معاتبة الأحباب محمودة العقبا
إلا قاتل اللَه الوشاة بما وشوا / لقد جعلوا سحر الفساد لهم دأبا
وهب أنهم قالوا وخاضوا وبدلوا / عقود الدراري بالجنادل والحصبا
تبين إذا بالافك جاءك فاسق / وحاشاك ان تصغى إذا فاسق انبا
فهذا اعتذاري فاقض ما أنت أهله / فحسبي جميل منك إذ لم أجد حسبا
كما جدك الهادي الته قصيدة / فاتحف بعد الهدر بردته كعبا
عليه صلاة اللَه ئم سلامه / صلاة تعم الال لاسيما الصحبا
وافى الصيام مبشرا بإيابه
وافى الصيام مبشرا بإيابه / لذوي الوفا والصدق في آدابه
أعظم به شهرا شهير الفضل إذ / فيه من الباري نزول كتابه
يا طالبا منه الرضى بادر فقد / عادت عوائده على طلابه
صم عن سوى حب الإله به ولا / تذكر ولا تشكر سوى أحبابه
مستمنحا إحسان آل محمد / مترضيا عنهم وعن أصحابه
مستجديا بحر الندى مستمطراً / من أولياء اللَه سح سحابه
واسلك طريق الشاذلية إنه / باب النبي فلا تحد عن بابه
وانزل رحاب حمى أبي الحسن الذي / حاشا يضام نزيل كهف رحابه
حيث الفيوضات اللدنيات حي / ث الحق منكشف نقاب حجابه
في حضرة هي حانة ساقي الصفا / منها أباح لنا طهور شرابه
قمر يدير الراح في غسق الدجى / شمسا مرصعة بشهب حبابه
في مجلس هو والسقاة كأنه / فلك كواكبه سنا أكوابه
ساق يسوق لنا محياه حميا / ه على نقل الرضى برضابه
بشراك يا حدقي فهاك حديقة / منه تبيح لك الجنى بجنابه
من لي به من قائل لي لن ترى / تيها فكان بي الجوي بجوابه
ورأيته في كل جارحة وعت / من كل ناحية لذيذ خطابه
فاندك طور العقل حين بدا له / من فوقه ما لم يكن بحسابه
مشكاة مصباح صفاء زجاجة / للكوكب الدري جل مشابه
نور على نور فكن مستجليا / مستحديا منه جدى وهابه
فاللَه يهدي من يشاء لنوره / وأولو الولاء الأوليا أولى به
الراشدون المرشدون مريدهم / جذبا إلى سبل الهدى وصوابه
السائرون المرتقون على ذرى / جبل أعالي العرش دون هضابه
روحي الفداء لسادة أرواحهم / عرجت إلى قوس الكمال وقابه
قوم بهم سر الهوية قائم / إذ عندهم عذب الهوى كعذابه
جذيتهم الأنفاس حيث نفوسهم / رضيت بأوصاب الغرام وصابه
أنفاس روح الشاذلية سيدي / غوث الزمان الفرد من أقطابه
شيخي علي الشأن داعينا إلى ال / مولى بمقبول الدعا ومجابه
للَه لا هوتي سر وهو في / ناسوته كمهند بقرابه
يا صاح بادر بحر امداد تفز / بندى المكارم من مديد عبابه
وبمجتباه أسعد السعداء لذ / تسعد بنيل البر من أربابه
سر السراة ابن النسيب وحبذا / شرف إلى طه علا أنسابه
من آل بيت سماء مجد للورى / فوق السهى سطعت شموس قبابه
بيت حبال الفرقدين تود لو / كانت على الجوزاء من أطنابه
من معشر من كل رجس طهروا / ومن العفاف تجملوا بثيابه
أبناء حضرة حيدر نوابه / والسر منه سرى إلى نوابه
أبناء باب مدينه العلم الذي / نشأت فصول الكون من أبوابه
لاشك آدم من تراب أصله / لكن حيدرة أب لترابه
وكفى بقالع باب قلعة خيبر / كفوا لفطامة البتول كفى به
يا آل حمزة يا بني الزهراء يا / حصن الأمان ويا لشاوس غابه
فنم زوايا الفرق كعبة جمعه / أنتم وأسعدكم سراج شهابه
أنتم مصابيح السعود سماؤكم / شرف وأسعدكم سراج شهابه
ذاك الذي شرف الطريق بسيره / فيه المذهب جده وذهابه
وبسعيه لمجدد قد جد في / تعمير بيت الحق بعد خرابه
ماذا أقول بمدح من هو من بني / أبناء خير الرسل من أنجابه
الأسعد الشهم الوفي المسعد ال / ظمأن سرويه بصوب ربابه
قل للذي من غيره يبغي الندى / الغير غي موهم بسرابه
فانهض إلى عرفات عرفان وزر / بيتا مسيل الجود من ميزابه
مولاي يا شمس الكرام نارة / لدجى هلال غم في أوصابه
لا زلت بلطاعات أبهج رافل / من أحسن الرضوان في جلبابه
ولكل عام دم وصم رمضانه / ما دام للإسلام حسن مأبه
أو ما الهلالي قد في تاريخه / صوموا تصحوا والمنى بثوابه
يا ابن المسرة ما لكشف كروبي
يا ابن المسرة ما لكشف كروبي / الا النديم على صفا المشروب
مع شادن غض النوادر منشد / عذب الرواية كيس الأسلوب
قمر يدير الراح في غسق الدجى / شمسا مشعشعة بكوكب كوب
لدن القوام إذا انثنى تيها فما / غصن النقا يهتز فوق كثيب
حسبي انتسابي بالنحول لخصره / وكفى بسقمي من جفون طبيبي
لا تعجبوا من سحر نظمي رقة / إذ بالغزال تغزلي ونسيبي
والفجر مع تلك الليالي العشر من / جيد وشعر حالك غربيب
ما الصبح إلا من مجالي معجب / بصبيح وجه بالجمال عجيب
من لي به من معطمع متمنع / بي شمت الأعداء وهو حبيبي
يسطو علي بأبيض من لود / وبرمح قد لابذات كعوب
ملك غدا في صورة بشرية / ملك الملاح بسنجق منصوب
يقصي ويدني من يشأ إذا قضى / ببواعث الترهيب والترغيب
وعزيز حسن يوسفي مذ نأى / عني ظللت بحزني اليعقوبي
هذا الهوى يا لائمي سبحان من / أعماك عما ليس بالمحجوب
حتى متى تهذي بلومك صه فما / لمعنفي عندي جواب مجيب
دعني فإني لست أول مغرم / مفري محب جن بالمحبوب
للعشق عيش لا أذاقكه الذي / للعاشقين اختار خير قلوب
قوم سقاهم من طهور شرابه / ساقي الرضى في حضرة التقريب
وأباحهم كشف الغطا عن مظهر / هو غاية المأمول والمطلوب
عن طلعة تسبي البدور فإن بدت / يوما تواري يا شموس وغيبي
هم بالجمال المطلق الأجلى وكن / يا صاحبي خدنا لكل طروب
واسكر بذكر الطيبن فإنه / راح اللبيب وروح أطيب طيب
وصف ابن أيوب النسيب وقل به / ما شئت من مدح ومن تشبيب
فهو العلي محمد الشان بلس / مى محسنا ذو المحتد المنسوب
والمنتمي لأجل بيت طاهر / بادي الجمال وبالجلال مهيب
ندب على إحسانه شكري له ال / فرض الموكد ليس بالمندوب
مني الثناء عليه من حسناته / فإذا دعوت به محوت ذنوبي
شهد اليقين لنا بهمته فما / أغنى الظنون به عن التجريب
خلق على الخلق العظيم جبلة / ووراثة عن انجب ونجيب
من معشر عرفت حقايقهم بهم / لصفاء أعراق وطيب حليب
سيماهم البشرى إذا هم اسفروا / عن طلع لا عن شموس غروب
فلو أن ما بوجوههم في البدر لم / ينعت بنقصان ولا بمغيب
ما الناس غير بني أبي أيوب في / تقديمهم رتبا لدى الترتيب
لم لاوجدهم الذي في يثرب / آوى النبي ببهجة الترحيب
وافى رسولا راكبا مأمورة / إذ كان منه الأمر للمركوب
بأبي وبي منهم همام ماجد / شهم عزيز الجار والمحسوب
أعني علي الجاه والمقصود من / معنى روي قصائدي وضروبي
للَه محض ندا وجدوى محسن / إحسانه بالمن غير مشوب
وافى حماة فمرحبا يا مرحبا / بمشرف بسعوده مصحوب
فغدت به حسنا تعرب عن سنا / أبهى عروس بالجلاء عروب
حق الهناء لها به إذ أصبحت / الذي مقام بالكرام خصيب
وجب الدعاء على العموم لمدع / عدل أياسي الذكاء لبيب
بلد كان اللَه شاء لأهلها / عيش الصفا من بعد مس لغوب
حتى الهلالي اجتلى تاريخها / ضاءت بأوحد كوكب أيوبي
وردت أماني البشر بالأحباب
وردت أماني البشر بالأحباب / فشدت بلابل السن الترحاب
وأدارها الساقي على ندمائه / كاسات أنس لاكؤس شراب
بجمال طلعة كوكب بقدومه / صبح السرور محادجي الأوصاب
شرف حماة الشام فيه تشرفت / فرحاً بها أضحت أجل رحاب
أعني الشهير محمد الحسني أبا / سر الكماة السادة الإنجاب
المبتني للمجد ببتا دونه / للنجم حكمة مطلع وغياب
للَه بارودي عزم صادر / عن بحر حلم بالوفاء عباب
حكم لديه تنوعت نقما على / أعدائه نعما على الأصحاب
حق وصدق قوله بنعم ولا / فسواه بعد اللَه مين سراب
أرض خات من شخصه محل كما / أرض حلت فيه محل خصاب
غوث إذا استنجدته لملمة / غيث إذا استجديته لثواب
سبحان من أولاه ما هو أهله / وحباه ارفع همة وجناب
متحدث أبدا بنعمة ربه / متواضع لمواهب الوهاب
يا كعبة الجود التي من جلق / لبلادنا سارت مسير سحاب
وادي الحما من بعد حمص كفيته / من وكفك الحسنى بغير حساب
هيهات ان اكفي علاك مدائحا / هيهات ما دام النجوم طلابي
هذا اعترافي بالقصور مقدم / عذري وإنك سيدي أولى بي
وعن امتداحك اعربت عربية / بك شرفت وسمت على الأتراب
والشعر بالممدوح لا بمجيده / يزهو ولو غنى به الفارابي
عطفاً عليها بالقبول لشاعر / غلبت عليه حرفة الآداب
يا من دمشق توالهت شوقا له / حتى يئوب لها بحسن مآب
فاسلم لنا ولها ودم ما اشرقت / شمس النهار على رؤس هضاب
وصلاة ربي باتصال سلامه / تهدى لخاثم رسله الإنجاب
والآل والأصحاب ما هبت صبا / سحرا وما غت حمام روابي
أو ما الهلالي قال في تاريخه / وردت أماني البشر بالأحباب
الحمد للَه مع فرض الثناء على
الحمد للَه مع فرض الثناء على / مليك دولة عدل شكرها يجب
طوعا لأمر أمير المؤمنين عسى / بجنب طاعته للَه نقترب
خليفة اللَه في دنيا خليقته / كل السلاطين كالأبناء وهواب
الملك للَه يوتيه بحكمته / لمن يشافلا استفهام ما السبب
كفى بآية إن الأرض وارثها / عبادي الصالحون السادة النجب
سماء سلطنة فوق البسيطة لا / زالت بها تستظل العجم والعرب
فشيد الدين والدنيا بعبد يا / حميد يا من إليه الملك ينتسب
وبالملائكة اللَهم من ملكا / على المنابر تهفو باسمه الخطب
من الغزاة بني عثمان حاق بمن / بهم أراد الأذى التنكيل والعطب
الدائمون بأرضا اللَه سلطنة / ما دام في الملوين الوعظ والعجب
والطائرون إلى القصوى بأجنحة / أمضى من البرق لا أين ولا تعب
أولئك الآصفيون الذين بهم / طب البلاد إذا ما شفها الوصب
المستمدون سر الفيض من ملك / كالشمس من نورها الأقمار تكتتب
لاسيما كوكب الإسلام مشيخة / بحر العلوم فما الأنهار ما السحب
مفتى الأنام على الإطلاق من شهدت / بفضله العلماء النجب والكتب
أعنى سمى خليل اللَه أجود من / إلى الجدال دعاه الدرس والطلب
شهم له الحق سيف والحجى فرس / والصدق حصن حصين والتقى يلب
أنعم به منعما عمت مواهبه / كالقطر في كل قطر راح ينسكب
بين البلاد حماة الشام حق لها ال / هناء والبشر والأفراح والطرب
شكرا لوارث علم الأنبياءُ على / نعماء دوما لها الإقبال يصطحب
أعظم بها رتبة قاضي القضاة سما / منه بها الإسم والأوصاف واللقب
أبت لرفعتها إلا السيادة في / تاريخ مولى به قد سادت الرتب
محمد الذات نوري الصفات فتى / هو ابن باز وباز اللَه نعم أب
نقيب أقمار كيلان الذين بهم / منهم عليهم إليهم أشرف النسب
صبح السيادة مصباح السعادة في / سماء أعلى المعالي الطيب الأرب
إذ المدايح قيست بالكرام فمن / بيت القصيد هو المقصود والأرب
بربشم جبال الحلم متئد / بحر بأمواج فيض العلم مطرب
كالأسم أعرابه للَه منخفض / لديه مرتفع للفضل منتصب
روحي الفداء لفرع طيب محتده / من خير ذرية الزهراء منتخب
كفى ابن احمد أن لا كفؤ يكفؤه / وحسبه النسب الوضاح والحسب
المستحق كمال الشكر تهنئة / برتبة لم يزل تعظميها يجب
أغنى الورى عن بني الدنيا وضرتها / لانها عنده من بعض ما يهب
مجلى جمال أعاذ للَه طلعته / من كل عين له بالسوء ترتقب
كم من فتى راح منا فيه مفتثنا / فالطرف منبهت والقلب منجذب
من الذين إله العرش طهرهم / ليذهب الرجس عنهم إيما ذهبوا
تاللَه لاشك في قل لست اسئلكم / إلا المودة في القربى ولا ريب
قوم على كرم الأخلاف قد جبلوا / للَه باللَه أني رضوا وأن غضبوا
بهم حماة على جيرانها افتخرت / ما جلق الجنة الفيحاء ما حلب
قولوا لذي شطط بالجد قلدهم / الجد جاء وزال المزح واللعب
معه يا ثرى ما الثريا أنت منزلة / واقصر فما أنت بالفولاذ يا خشب
في غير موضعها الحسناء ضائعة / آها عليك لدى الأموات يا ذهب
والدر في التاج لا في النعل رونقه / وبالقلائد يزهو العنق لا الذنب
يا أوصياء رسول الَله شانؤكم / نعم هو الابتر المستهجن الخرب
ويا لسوداً إذا كلب غوى وعوى / لدى حماكم علاه الخزي والجرب
بجدكم بيتكم فوق السماك سما / منه علا الفرقدين النؤي والطنب
لي فيكم الكوكب النوري مستندي / ومنقذي من بحار موجها نوب
حصن حصين مجير الجار كافله / إذا المت به اللئواء والسغب
يا ابن السراة جب عبد أتشرف إذ / غدا إلى مدح آل البيت ينتسب
سمعا لداع فخير القول أصدقه / والحق صبح كليل عنده الكذب
إني لا علم من نفسي القصور فهل / للعفو ندب سوى ابن الباز ينتدب
مولاي منا بشهد الفصل منك لكي / أقول من سيدي ما فاتني الشنب
لا زلت تبسم عن مثل الجمان مع ال / صفا وضدك بالأكدار ينتحب
ولا برحت لافلاك العلى قمراً / تزهو بطلعتك الأيام والحقب
وصل صلاتك ربي بالسلام على / من عن سنا وجهك انشقت له الحجب
حتى رآك بعين لم تزغ بصراً / هذا هو القرب هذا الحب ولرغب
والآل والصحب من فازوا بصحبته / لاسيما الصادق المولى العتيق أبو
ما هام باللَه قوم عارفون وما / فض الختام أناس كلما شربوا
لاح الصباح لمحر رسم الغيهب
لاح الصباح لمحر رسم الغيهب / بشرى بحسن ظهور اشرف كوكب
وبواعث الأفراح وافت والمنى / للطالبين دعا بنيل المطلب
والحي اشرق والمطالع اعربت / عن يمن اقبال الغلام الانجب
يا حبذا مولود اسعاداتي / للطيب ابن الطيب ابن الطيب
للشهم زين العابدين المنتمي / شرفا إلى النسب الرفيع الانسب
شبل الفتى الباشا الأمير محمد / والابن معتبر به سر الأب
وحفيد عبد القادر الغازي الذي / للغرب كان أجل باز أشهب
السيد الحسني جدا سيما / والام زهراء الرسول اليثربي
مولاي زين العابدين لك الهنا / بالنجل أحمد في الورى ابهى صبي
فاسلم له حتى تشيم حفيده / جدا وحزمك عزم ليث أغلب
أحسن ببدر مذبدا تاريخه / تم الهنا في شهر ميلاد النبي
وافى ولي منه وفي بتقرب
وافى ولي منه وفي بتقرب / قمر له طول الزمان ترقبي
ودنا تدلى مقبلا فدهشت في / مجلى جمال بالجلال محجب
لو شمته والشعر منسدل فما / شمس النهار إذا بدت في الغيهب
رقش ذوائبه وفي فيه شفا ال / ملسوع من أصداغه بالعقر
لا تعجوا من فتنتي بفتى فكم / فتن الهوى من ناسك متعصب
مالي وللأحي العذول أما درى / إني أرى عذبا عذاب معذبي
حتى متى يدعو ولا أصغى ومن / يعتب على من ليس يصغى يتعب
نا ذلك الشيخ الذي لم يعنه / إلا معانات الصبابة بالصبي
ذلي لمن أهواه عز والشقا / وبحبه عين النعيم الأطيب
يجنتي ويلزمني الجناية فاتك / أبدا له مني اعتذار المذنب
من لي بأن يرضى بروحي من يرى / سؤلي جميل رضاه أعظم مغضب
ما شاء فليصنع بمهجة عبده / مولى إليه وإن تجنى مهربي
وأما لولهان أقاربه لقد / فجعوا به حتى بكاه الأجنبي
من طرفه دخل البلاء لقلبه / عن نظرة بتأمل وتقلب
ما مال قط إلى الملالة لا ولا / لام القضا بندامة المتسبب
باك بصيب مدمع شوقا إلى / متبسم عن لمع برق خلب
سكران أشجان له قد أرهقت / أيدي النوى اقداح مر المشرب
كالطير في الأقفاص قص جناحه / مقراض دهر خائن لم يعتب
وبجلق غلبت عليه حرفة ال / أدب المنفذ حكمه بالأغلب
مع أنها البلد التي ما مثلها / في مشرق كلا ولا في مغرب
بلد المشارق والحدايق والندا / للمجتلي والمجتني والمجتني
لا كان ابتر شان يوما شانها / ولها رمى باذي مرام مخرب
دار لموسمها تقا قلوبنا / فتباع أنفسنا بأنفس مكسب
ولسوقها مهج تساق فتشتري / أسد الشرى أما مهاة وظبي
هي جنة فاقت على زهر السما / ء بزهرها من مدنها والسبسب
وحياة أعينها الجواري الماء لي / من بعد كوثر نهرها لم يعذب
نعم القصور وحورها نعم كما / ولدانها أعجوبة المتعجب
مثوى الكرام الأنبيا والأولياء / مأوى الضعيف الخائف المترقب
من صالحيتها إلى ميدانها / كم صالح بطل نجيب أنجب
كيف السبيل إلى الإقامة وانقضا / باقي حياتي في حمى يحي النبي
أملي وإن طال المطال بأوبة / منها إلى الأوطان غير مخيب
يا حبذا سكني بها لولا على / وادي حماة تلهفي وتلهبي
وادحكي الوادي المقدس من طوى / جفني عليه كليم دمع صيب
حيا الحيا أحياء ربع لي به / أطوارا وطاري ومر بي ماربي
حسبي الرجاء بسادة وكفى بهم / عونا على قلقي لطول تغربي
إذ ليس لي مأوى الوذ به سوى / أبناء من أوى النبي بيثرب
قوم ن الجد الوفاء بهم سرى / ولابن ما بين الورى سر الأب
للَه جد جد في طلب الرضى / من ربه فحباه حسن المطلب
أكرم بمكرم حق مثوى المصطفى / بتعطف وتلطف وتأدب
بشرى لأنصار النبي بأن أتا / هم راكبا وجناء أبرك مركب
يدعو دعوها إنها مأمورة / فاللَه يهدي من يشاء ويجتبي
ما منهل مرت به إلا ابت / ه وهو يدعوا شرفيني واشربي
حتى بأمر اللَه كان وقوفها / في باب بيت المنهل المستعذب
أعني أبا أيوب خالد سيد ال / أنصار أكمل صاحب مستصحب
أصل الفروع المثمرين بجلق / ثمر الهبات العز للمستوهب
فهم الحمى للمستظل بظلهم / كي يتقي حر السموم المكرب
تعريفهم ان كنت تجهلهم ففي / معروفهم لافي الطراز المذهب
ورثت أواخرهم أوائلهم فيا / بشرى لامة قائل الخير بي
من كل وضاح الأسرة مشرق / كالبدر إلا أنه لم يغرب
مز مل عف المأزر طاهر / زاكي المغارس طيب من طيب
لاسيما المهدي أحمد مستح / ق للمحامد والثنا مستوحب
شمس السعادة في سماء سيادة / حرست بشهب سنا مهيب أهيب
ذو همة فوق الثريا والسهى / أضحت له مقرونة بالمنصب
شهم لقد ألف الفتوة والوفا / ألف الفوارس للحسام الأحدب
عشق الندا وصبا إليه من الصبا / عشق الفتى ذات الخبا والمضرب
وعلى رياض الفضل أصبح ساحبا / ذيلا على غير العلا لم يسحب
ولشانه خطب العلاء ومن غدا / للغادة الحسناء كفؤا يخطب
ندب إذا الداعي دعاه لنجدة / أغناه عن شدو المغنى المطرب
تعنو النام له إذا خطت أنا / مله الطروس ولو بخط مجرب
سحب إذا سحت على القرطاس نا / دي يا براعات اليراعات اسكبي
ترجى وتخشى أن جرت فكأنما / خير القضاء وشره فيها خبي
كم من أحاديث روت وروت ظما / من وكف كف بالمكارم مخضب
سحر حلال جاء فيه كاتب / وافي الدراية بالنظام مهذب
في بابل الملكان إن سحرا ففي / سورية المهدي أتى بالأعجب
ذاك الذي يرمي باسهم فكرة / عن قوس رأي صائب اللاصوب
ما شئت قل مدحا بمن هو أهله / وأطل وبالغ ما استطعت وأطنب
ولجامع الأشعار بادر واتخذ / لك منبراً واصعد عليه واخطب
واحضر دروس مديح حضرة أحمد / تحمد ورتل ما حفظت ورتب
أعذب بشعر رايق بالصدق إذ / في غير أحمد عذبه بإلا كذب
لم أدر لما عاد بالإقبال هل / إشراق بدر عن سعود معرب
أم بالبها ملك كريم لاح أم / ملك تبدي راكبا في موكب
يا كعبة القصاد والمقصود من / بيت القصيدة بالنسيب الأنسب
بقدومك الزاهي دمشق تباشرت / وترنمت ذات الربى واليرب
ما غبت إلا اشتاق ناديها لنا / دي قطر خصبك شوق قطر مجدب
أهلا وسهلا مرحبا يا صاح قم / ندعو الثواب على دعاء مثوب
خل العدا عنا وبالخلان صح / وادع الفصيح إلى الصفا ودع الغبي
ومن العناء أهرب إلى حان الهنا / وعن الصحاة بطلعة الساقي أرغب
واستجل جلق حيث في تاريخها / قد شرفت بقدوم ابهى كوكب
وصلاة ربي باتصال سلامه / تهدى إلى الهادي لا وضح مذهب
كنز الإله أمين حضرته على / أسرار كل مشاهد ومغيب
والآل والأصحاب والاتباع ما / ختمت صلاة بالصلاة على النبي
أو ما الهلالي راح يشدو قائلا / وافى ولي منه وفي بتقرب
ما ابن الهلال وأنت أشرق كوكب
ما ابن الهلال وأنت أشرق كوكب / قد لاح من بيت النبي المنتخب
يا قبلة الأدباء حقا ود لو / سجد الهلال لشمس فضلك واقترب
من أين لي قلم عظيم سحره الم / كان عنه يرويان إذا كتب
لا تم السعد حاز الرتبا
لا تم السعد حاز الرتبا / قمر يمحو سناه الغيهبا
يا له قبلة غقبال لقد / سجد الحظ له واقتربا
وشهابي زكا أفكاره / من سماء الراي ترمي شها
علم جل عن التنكير إذ / عنه تعريف علاه أعربا
حبذا مصباح فضل صبحه / نور المشرق حتى المغربا
ولمعنى صيته صوت به / رقص الكون وغنى طربا
من سراة زهرة الدنيا بهم / أشرقت حسنا ورقت مشربا
وميامين كرام ورثوا / شيم الإبرار أما وأبا
الكرام الأمراء الأصفيا / التقاة الأمناء النجبا
حبذا الصيد الصناد يد الأولى / في بني مخزوم سادوا نسبا
وبروحي خير خلق لم تزل / عن صفا أخلاقهم تروي الصبا
هم رياض الفضل في الشام التي / فاخر الزهر بها زهر الربى
كلهم نجب كرام سيما / بدرهم أعني السليم المجتبي
يا رعاه اللَه من بدر به / أفق المجد تسامي كوكبا
وعلى ما قد حوى من شرف / وهب المولى له ما وهبا
رتبة ثانية ممتازة / حيث عزت عن سواه مطلبا
وعن الأولى أتت ناقلة / راية البشر بما قد وجبا
فهنيئا والهنا مشترك / بين من لاذبه واحتسبا
زاده اللَه كمالا وارتقا / وافتخارا فوق ما قد رغبا
ما الهلالي قال في تاريخه / لا ثم السعد حاز الرتبا
وسافرة كالبدر عن صبح غرة
وسافرة كالبدر عن صبح غرة / دعتني لمرآها على حين غرة
فيا حسنها من جنة ذات نضرة / نظرت إليها فاستحلت بنظرة
دمي ودمي غال فأرخصه الحب /
بها ركن صبري لم يزل بالمهدم / غنية حسن لا تجود لمعدم
بذلت لها كنزا من الدمع عندمي / وغاليت في حبي لها فرأت دمي
رخيصا فمن هذين داخلها العجب /
طبت يا رمسا عليه لم تزل
طبت يا رمسا عليه لم تزل / رحمة الرحمة فضلا تسكب
وبروحي تربة اللحد الذي / فيه عبد اللَه أمسى يحجب
قمر عنا توارى بعد ما / كان يمحي بسنان الغيهب
فارق الدنيا طلابا للبقا / حيث للمأوى دعاه المأرب
حيث داعي الحين نادى أرخوا / غاب من أوج الجمال الكوكب