المجموع : 13
أُخَيَّ هذا هو القاموس مختَصَرا
أُخَيَّ هذا هو القاموس مختَصَرا / ضَمَّت صحائِفه في طَيِّها عَجَبا
يجاوِرُ اللَفظُ فيه اللَفظَ يَنفحُه / معنىً يكون له إِن ينتَسِب نَسَبا
يا مُطرِيَ المَولى الرَفيعِ الذُرا
يا مُطرِيَ المَولى الرَفيعِ الذُرا / نِلتَ المُنى فَاِنزِل بِوادٍ خَصيب
يا واقِفاً بَين مغاني اللِوى / فَتَحتَ بِالأَغزالِ بابَ الحَبيب
يا ساقيَ النَدمانِ حَسبى الذي / يُرَدِّدُ الشاعرُ ساقي الأَريب
يا شعراءَ العَصر جوزيتُمُ / خيراً عن الإِحسانِ قُل يا خَطيب
كَم تَهيمُ كم تَجِبُ
كَم تَهيمُ كم تَجِبُ / كم تَهي وَتَضطَرِبُ
كُلما أَقولُ سَلا / جَدَّ ذلك اللَعِبُ
كُلَّما أَقولُ خَبا / شَبَّ ذلك اللَهَبُ
أَيُّها الفُؤادُ تما / ديكَ في الهَوى عَجبُ
ما نِفارُ فاتِنَتي / يا تُرى لهُ سَبَبُ
غيرَ أَنَّني كَلِفٌ / في الهَوى بها تَعِبُ
ذاكِرٌ إِذا نَسيَت / قائِمٌ بما يجِبُ
فِتنَتي الجَمالُ وَعُذ / رى الجمالُ وَالأَدَبُ
هَل دَرَت بِمَن حَمَلَت / في المَهامهِ النُجُبُ
هَل دَرَت مَكانةَ عَبّا / سَ بينَ مَن رَكِبوا
فَهيَ لَم يُلِمَّ بها / في طريقِها لَغَبُ
بل عَدَت وَلَذَّ لها / في المَفاوِزِ الخَبَبُ
هل رَأت وجوهَهُمُ / في سَمائِها الشُهُب
فَهيَ في مَنازِلها / ساهرٌ وَمُرتَقِب
هَل رَأَيتَ من ذَهَبوا / قافِلينَ لا ذَهبوا
لا عَدِمتَ رَكبَهُمُ / في الصَباح إِذ رَكِبوا
وَالحِجازُ قِبلَتُهُم / وَالفُروضُ وَالقُرَب
وَالنَبِيُّ يَطلُبُهم / وَالمُحِبُّ يَقتَربُ
وَالحَنينُ يَجذُبُهُم / وَالمَشوقُ يَنجَذِب
وَالجَلال يُؤنِسُهم / وَالنجارُ وَالحَسَبُ
هاتِ يا بَشيرُ أَدِر / ذِكرَهُم أَلا اِقتَرَبوا
ما الذي تُرَدِّدُه / في بِلادِها العَرَبُ
سالَ في رُبوعِهِمُ / مِن نَداهُمُ الذَهَبُ
وَاِنبَرَت تُقَلِّدُهُم / مِن سمائِها السُحُبُ
فَالفَقيرُ جاءَ لهُ / في ديارهِ النَشبُ
وَالسُهولُ واصَلَها / بَعدَ هَجرِهِ العُشُب
إيهِ يا بَشيرُ أَفِض / ما تَقولُ مُقتَضَبُ
إِن تَزِد فَذو كرمٍ / لِلكِرامِ يَنتَسِبُ
أَو تُرِد فَمَوعِدُنا / ما سَتَشرَحُ الخُطَبُ
وَالنَدِيُّ تَمرَحُ في / هِ القَصائِدُ القُشُبُ
وَالذي سَتَحفَظهُ / في صُدورِها الكُتُبُ
زَكِيُّ يا صَفوةَ أَبناءِ العَرَب
زَكِيُّ يا صَفوةَ أَبناءِ العَرَب / وَخيرَ من أَلَّفَ فينا وَكَتَب
نِلتَ المعالي وَتَسَنَّمتَ الرُتَب / تَسعى إِلى بابِك من غيرِ طَلب
لو لم تكن باشا لأَغناك الأَدَب / وَالعِلمُ وَالفَضلُ وَذَيّاكَ اللَقَب
لو أَنَّ كلَّ مُعجَبٍ بما كَتَب / هنَأَكَ اليَومَ بِسَطرٍ من ذَهَب
لما أَتى إِلّا بِبَعضِ ما وَجَب /
إِذا كُنتَ يا زَينُ زَينَ الأَدَب
إِذا كُنتَ يا زَينُ زَينَ الأَدَب / فَإنَّ كتابكَ زَينُ الكُتُب
قَلائِدُ حَلَّيتَ صدرَ البيان / بهنَّ وَطوَّفت جيدَ العرَب
خلائِقُ تُزرى بنَفحِ الرِياض / إِذا ضحكَت من بكاءِ السُحُب
وَما المَرءُ إِلّا بخُلقٍ كريم / وَليسَ بما قد حَوى من نَشَب
يا صَريعَ الأَكُف صُدغُكَ أَمسى
يا صَريعَ الأَكُف صُدغُكَ أَمسى / خَلقاً مِثلَ طَيلَسانِ ابنِ حربِ
أَنتَ في الحانِ في أمانٍ وَسلمٍ / وهوَ في مَعمَعانِ حربٍ وَضربِ
قَفاكَ محمدُ نِعمَ السِلاح / إذا التَفَّ بِالعَسكرِ العَسكَر
وَصُدغُكَ إن نَقَرَ الناقِرون / عَليهِ يَرِنُّ وَلا يُكسَرُ
ولمّا التَقَينا قَرَّبَ الشَوقُ جُهدهُ
ولمّا التَقَينا قَرَّبَ الشَوقُ جُهدهُ / شَجِيَّينِ فاضا لَوعَة وَعِتابا
كَأنَّ حَبيباً في خِلالِ حَبيبهِ / تَسَرَّبَ أثناءَ العِناقِ وَغابا
أَبُثُّكِ مابي فَإن تَرحَمي
أَبُثُّكِ مابي فَإن تَرحَمي / رَحِمتِ أَخا لَوعَةٍ ماتَ حُبّا
وَأَشكو النَوى ما أَمَرَّ النَوى / على هائِمٍ إِن دَعا الشَوقُ لَبّى
وَاِخشى عَلَيكِ هبوبَ النَسيم / وَإن هُوَ من جانِبِ الرَوضِ هبا
وَأَستَغفِرُ اللَه من بُرهَةٍ / منَ العُمرِ لم تَلقَني فيكِ صَبّا
تعالَي نُجَدِّد زمانَ الهناءِ / وَنَنهَب لياليَهُ الغُرَّ نَهبا
تعالي أَذُق بكِ طعمَ السَلام / وَحسبي وَحسبُكِ ما كان حربا
لَم يَدرِ طَعمَ العَيشِ شُب
لَم يَدرِ طَعمَ العَيشِ شُب / بانٌ ولم يُدرِكه شيبُ
جهلٌ يُضِلُّ قوى الفَتى / فَتَطيشُ وَالمَرمى قريبُ
وَقُوىً تَخورُ إذا تَشَب / بَث بِالقُوى الشَيخُ الأَريبُ
بَينا يُقالُ كبا المُغَف / فل إذ يُقالُ خبا اللَبيبُ
أوّاهُ لو عَلِمَ الشَبا / بُ وَآهِ لو قدرَ المَشيبُ
أَلا فاِعذِروني إِن قَنِعتُ من الوَرى
أَلا فاِعذِروني إِن قَنِعتُ من الوَرى / بِما حُزتُ من فخرٍ وما نِلتُ من رُتَب
فَما عَن قَلىً فارَقتُ سعداً وَإِنَّما / تَفَرَّغتُ بينَ الناسِ لِلعِلمِ وَالأَدَب
إِن سَئِمتَ الحياةَ فَاِرجِع إلى الأَر
إِن سَئِمتَ الحياةَ فَاِرجِع إلى الأَر / ضِ تَنَم آمِناً منَ الأَوصابِ
تلكَ أُمٌّ أَحنى عَليكَ من الأُم / مِ التي خَلَّفَتكَ لِلأَتعابِ
لا تَخَف فَالمَماتُ ليسَ بماحٍ / منكَ إلّا ما تَشتَكي من عَذابِ
كلُّ مَيتٍ باقٍ وَإن خالَفَ العُن / وانُ ما نُصَّ في غُضونِ الكِتابِ
وَحياةُ المرءِ اِغتِرابٌ فَإن ما / تَ فقد عادَ سالماً لِلتُرابِ
إِذا كان وِردُ الموتِ ضَربَةَ لازِبِ
إِذا كان وِردُ الموتِ ضَربَةَ لازِبِ / فَطولُ سُرورِ المَرءِ موعِدُ كاذِبِ
فَلا تَغتَرِر بِالعَيشِ واحذَر فَإنما / صَفاءُ اللَيالي هُدنَةٌ من مُحارِبِ
يَبيتُ الفتى خِلوَ الفؤادِ كَأنَّه / رَأى بَينَهُ سدّاً وبين النوائِب
بِرَغمِيَ أن يُدعى تُرابا وَأَعظُماً / فتىً كان يُدعى قبلُ أَكتبَ كاتِب
فتىً كانت الأَقلامُ تَشهَدُ أنَّهُ / يُجلُّ مقامَ الكُتبِ فوق الكتائِب
هوَى كَوكَباً ما البَدرُ ليلَة تمَّهِ / بِأَفتَكَ من لألائهِ بِالغَياهِبِ
فتىً طَبعُه قد كانَ كالماءِ رِقَّةً / فَلو صُبَّ في كَأسٍ لَساغَ لِشارِبِ
فَيا راحلا قد غاب عنّا ومن تَكُن / كَذِكراكَ ذِكراهُ فَلَيسَ بِغائِب
سَلَبتَ النُهى حَيّاً بِباهرِ حكمةٍ / وَعاطرِ أخلاقٍ وَرِقَّةِ جانِبِ
عليكَ منَ الفَضل السَلامُ فإنَّه / بِفَقدِكَ أمسى فاقِداً خيرَ صاحب
وَلا زالَ مُنهَلُّ الدموعِ مُلازِماً / ثَراكَ يُجاري فيه فَيضَ السَحائِب
وَهَبتُكَ يا دَهرُ من تَطلُبُ
وَهَبتُكَ يا دَهرُ من تَطلُبُ / أَبعدَ أَمينٍ أخٌ يُصحَبُ
طَوَيتَ المودَّةَ في شَخصِهِ / فَأيَّ وِدادِ امرىءٍ أخطُبُ
وَأيَّ بَديلٍ له أَرتَضى / وَأَيَّ شَمائِلهِ أندُبُ
أمينُ اتَّئِد في النَوى وَارعَني / فَبَيني وَبَينكَ ما يوجِبُ
أَتَذكُرُ إذ أنتَ منّي النِياطُ / من القلب أو أنت لي أَقربُ
وإذ نحن هذا لهذا أخٌ / وهذا لذا ابنٌ وهذا أبُ
ومن قال عَنّا من الناظِرين / نديما جَذيمةَ لا يَكذِب
حَسبتُ بِأنَّكَ لي خالدٌ / فكانَ الذي لم أكن أحسَبُ
أَفي ذا الشَبابِ وهذا الإِهاب / يَموتُ الفتى الطاهرُ الطَيِّبُ
وَيودي الذَكاءُ وَيقضى الوَفاء / وَتَردى الفَضيلَةُ أو تَعطَبُ
عَجيبٌ منَ المَوتِ أَفعالُه / وَعَتبى على فعلِهِ أعجَبُ
بِذا حكمَ اللَهُ في خَلقهِ / لكلِّ امرىءٍ أجَلٌ يُكتَبُ
وَجَدتُ الحياةَ طريقَ المماتِ / وكلٌّ إلى حَتفهِ يَسرُبُ
وَيَعثُرُ فيها الفتى بالشَباب / وَيَدلِفُ بِالعِلَّةِ الأَشيَبُ
وَيَتعَبُ بِالزادِ فيها الفِقير / وَأهلُ الغنى بِالغِنى أتعَبُ
وَيَشقى أخو الجهل في جهلِهِ / وَيحرجُ بالعالِمِ المَذهَبُ
مَوارِدُ مَشروعَةٌ لِلحَياةِ / فَأيُّ موارِدِها الأَعذَب
أَتَعلَمُ عَينُ الرَدى مَن تُصيبُ / وَتَدري يَدُ المَوتَ مِن تَضرِبُ
أَلَمّا تَكامَلَ نورُ الأَمين / وَتاهَ به الشَرقُ وَالمَغرِب
وَأَوفى المَكارمَ ما أَمَّلَت / وَأَعطى الفَضائِلَ ما تَطلُبُ
وَدانَ لهُ أملٌ في الحياةِ / وَتمَّ لهُ في العُلا مَأرَبُ
طواهُ الرَدى عَلماً فَانطَوى / بهِ أملٌ مُقبِلٌ نَرقُبُ
فَيا نائِيا وَالهوى ما نَأى / وَذِكراهُ في البالِ لا تَعزُب
هنيئا لدارٍ تَيَمَّمتَها / لَقد زارَها المَلكُ الأَطيَبُ
وَجاوَرَها كَوثَرٌ من خلالِ / كَ حُلوٌ من الخُلدِ مُستَعذَبُ
تَنَعَّمتَ فيها وَخَلَّفتَني / لَدى منزِلٍ بَرقهُ خُلَّبُ
وِدادُ الصديقِ به حُوَّلٌ / وَقَلبُ الصَديقِ به قُلَّبُ
وَصعبٌ على الحُرِّ فيه المُقام / وَلكنَّ هِجرانهُ أَصعبُ
وَيا تُربةً حلَّ فيها الأَمينُ / لأَنتِ الفَراديسُ أَو أَخصَبُ
حُبِستِ على رحماتِ الرَحيم / وَجادَكِ رِضوانهُ الصَيِّب
وَلا زالَت السُحبُ مُنهَلَّةً / وَأنتَ لأَذيالها تَسحبُ
وَرَوَّتكَ مِنّي دُموعٌ تَسيل / تُخامِرُها مُهجٌ تُسكَبُ