المجموع : 4
طَرَقَت أُسَيماءُ الرِحالَ وَدونَنا
طَرَقَت أُسَيماءُ الرِحالَ وَدونَنا / مِن فَيدِ غَيقَةَ ساعِدٌ فَكَثيبُ
فَالطَودُ فَالمَلَكاتُ أَصبَحَ دونَها / فَفِراعُ قُدسَ فَعُمقُها فَحُسوبُ
فَلَئِن صَرمتِ الحَبلَ يا اِبنَةَ مالِكٍ / وَالرَأيُ فيهِ مُخطِىءٌ وَمُصيبُ
فَتَعَلَّمي أَنّي اِمرِأٌ ذو مِرَّةٍ / فيما اَلَمَّ مِنَ الخُطوبِ صَليبُ
أَدعُ الدَناءَةَ لا أُلابِسُ أَهلَها / وَلَدَيَّ مِن كَيسِ الزَمانِ نَصيبُ
وَمُعَبَّدٍ بَيضُ القَطا بِجُنوبِهِ / وِمِنَ النَواعِجِ رِمَّةٌ وَصَليبُ
نَفَّرتُ آمِنَ طَيرِهِ وَسِباعِهِ / بِبُغامِ مِجذامِ الرَواحِ خَبوبُ
أَجُدٍ كَأَنَّ الرَحلَ فوقَ مُقَلَّصٍ / عاري النَواهِقِ لاحَهُ التَقريبُ
عَدَلَ النُهاقُ لِسانَهُ فَكَأَنَّهُ / إِمّا تَخَمَّطَ لِلشُحاجِ نَقيبُ
وَلَقَد هَبَطت الغَيثَ يَدفَعُ مَنكَبي / طِرفٌ كَسافِلَةِ القَناةِ ذَنوبُ
نَمِلٌ إِذا ضُفِرَ اللِجامَ كَأَنَّهُ / رَجُلٌ يُنَوِّهُ بِاليَدَينِ سَليبُ
حامٍ عَلى دُبُرِ الشِياهِ كَأَنَّهُ / إِذا جَدَّ سَجلٌ نَزُّهُ مَصبوبُ
بَرِدٌ تُقَحِّمُهُ الدَبورُ مَراتِباً / مُلقى ضَواحي بَينِهِنَّ لُهوبُ
مُتَطَلِّعٌ بِالكَفِّ يَنهَضُ مُقدِماً / مُتَتابِعٌ في جَريِهِ يَعبوبُ
رَبِذُ الخِلافِ إِذا اِتلَأَبَّ وَرِجلُهُ / في وَقعِها وَلَحاقِها تَحنيبُ
إِذا أَنا وافاني حِمامي وَمَضجَعي
إِذا أَنا وافاني حِمامي وَمَضجَعي / وَسُوّي عَلَيَّ جَندَلٌ وَكَثيبُ
فَكُلُّ وَفاءٍ عِندَ ذَلِكَ مَيِّت / وَكُلُّ رَجاءٍ عِندَ ذاكَ يَخيبُ
وَكُلُّ سِنانٍ في الأَنامِ وَلَهذَمٍ / وَمَسرودَةٍ وَجداً عَلَيَّ تَذوبُ
يا دارَ أَسماءَ بَينَ السَفحِ فَالرُحب
يا دارَ أَسماءَ بَينَ السَفحِ فَالرُحب / أَقوى وَعَفّى عَلَيها ذاهِبُ الحقبِ
فَما تَبَيَّنَ مِنا غَيرُ مُنتَضِدٍ / وَراسِياتٍ ثَلاثٍ حَولَ مُنتَصِبِ
وَعَرصَةِ الدارِ تَستَنُّ الرِياحُ بِها / تَحِنُّ فيها حَنينَ الوالِهِ السُلُبِ
دارٌ لا سماءَ إِذ قَلبي بِها كَلِفٌ / وَإِذ أُقَرِّبُ مِنها غَيرَ مُقتَرِبِ
إِنَّ الحَبيبَ الَّذي أَمسَيتُ أَهجُرُهُ / عَن غَيرِ مَقلِيَّةٍ مِنّي وَلا غَضِبِ
أَصُدُّ عَنهُ اِرتِقاباً أَن أُلِمَّ بِهِ / وَمَن يَخَف قالَةَ الواشينَ يَرتَقِبِ
إِنّي حَوَيتُ عَلى الأَقوامِ مَكرَمَةً / قدماً وَحَذَّرَني ما يَتَّقونَ أَبى
فَقالَ لي قَولَ ذي رَأَيٍ وَمَقدِرَةِ / مُجَرِّبٍ عاقِلِ نزهَ عَنِ الريبِ
قَد نِلتُ مَجداً فَحاذِر أَن تُدنّسَهُ / أَبٌ كَريمٌ وَجَدٌ غَيرُ مَؤتَشِبِ
أَمرتُكَ الرُشدَ فَاِفعَل ما أُمِرتَ بِهِ / فَقَد تَركتُكُ ذا مالٍ وذَا نَشَبِ
وَاِترُك خَلائِقَ قَومٍ لا خَلاقَ لَهُم / وَاِعمد لأخَلاق أَهل الفَضلِ وَالأَدَبِ
وَإِن دُعيتَ لَغَدرٍ أَو أُمِرتَ بِهِ / فَاِهرب بِنَفسِكَ عَنهُ أَيِّدِ الهَرَبِ
لا تَبخَلَنَّ بِمالٍ عَن مَذاهِبِهِ / مِن غَيرِ ذِلَّةِ إِسرافٍ وَلا ثَغَبِ
فَإِنَّ وُرّاثَهُ لَن يَحمَدوكَ لَهُ / إِذا أَجنوكَ بَينَ اللَبنِ وَالخَشَبِ
وَلَولا جَنانُ اللَيلِ أَدرَكَ رَكضُنا
وَلَولا جَنانُ اللَيلِ أَدرَكَ رَكضُنا / بِذي الرَمثِ وَالأَرطى عَياضُ بنُ ناشِبِ
قَتَلنا بِعَبدِ اللَهِ خَير لِداتِهِ / ذُؤاب بنِ أَسماء بنِ بَدرٍ بنِ قارِبِ