المجموع : 20
زعمت بنفسي أنت أنك مغرم
زعمت بنفسي أنت أنك مغرم / بذكري وإني عن وصالك مضرب
أعد نظراً فيما ادعيت ولا تحد / لتعلم من منا الشقي المعذب
أمن يتجنى ثم ينكر ما جنى / على إلفه أم من يقر ويعتب
ولو كنت تجزي بالذي نستحقه / غضبت ولكني من الهجر أهرب
فأغضي على جمر الغضا خشية القلى / ولولا الهوى ما ضاق عني مهرب
فحتام لا أنفك شوقاً إلى الرضا / أصدق من صدقي لديه مكذب
وما لي من ذنبٍ إليك تعده / علي سوى أن ليس لي عنك مذهب
وكنت أرى أن قد تناهي بي الهوى
وكنت أرى أن قد تناهي بي الهوى / إلى غايةٍ ما بعدها لي مذهب
فلما تفرقنا تذكرت ما مضى / فأيقنت أني إنما كنت ألعب
فقد والذي لو شاء لم يخلق النوى / عرضت فما أدري إلى أين أذهب
لا تلزمني في رعي الهوى سرفاً
لا تلزمني في رعي الهوى سرفاً / وما أوفيه إلا دون ما يجب
لو كنت شاهداً والدار جامعة / والشمل ملتئم والود مقترب
لا بل مساواة ودي وده بهوىً / كأنه نسب بل دونه النسب
مستأنسين بما تخفي ضمائرنا / على العفاف ورعي الود نصطحب
فإن محا الشوق فرط الأنس أو حشنا / أنس العواذل أن جدوا وأن لعبوا
فما ندافع بالهجران فهو على / أن لا يزول هوانا مشفق حدب
عاينت منزلةً في الظرف عاليةً / ورتبةً قصرت عن شأوها الرتب
في عفةٍ نتحامى أن يلم بها / سوء الظنون وأن تغتالها الريب
العذر يلحقه التحريف والكذب
العذر يلحقه التحريف والكذب / وليس في غير ما يرضيك لي أرب
وقد أسأت فبالنعمى التي سلفت / لما مننت بعفوٍ ما له سبب
من كان يشجي بحبٍ ما له سبب
من كان يشجي بحبٍ ما له سبب / فإن عندي لما أشجى به سبب
حبيه طبعٌ لنفسي لا يغيره / كر الليالي ولا تودي به الحقب
إن كان لا بد للعشاق من عطبٍ / ففي هوى مثله يستغنم العطب
لعمرك ما قرب الديار بنافعٍ
لعمرك ما قرب الديار بنافعٍ / إذا لم يصل حبل الحبيب حبيب
وليس غريباً من تناءت دياره / ولكن من يجفى فذاك غريب
ومن يغترب والألف راعٍ لعهده / وإن جاوز السدين فهو قريب
أرى كل مرتاب يخاف خياله
أرى كل مرتاب يخاف خياله / كأن عيون العالمين تراقبه
يكاد لفرط الخوف يبدي ضميره / لكل امرئٍ تخشى عليه عواقبه
على بوادٍ من يخاف اغتيابه / تبت لديها في الأنام مناقبه
فإياكما يا صاحبي ومشهداً / تنسيكما ما سر منه عواقبه
وإياكما والذنب ترتكبانه / وإن كان في الأحيان يعذر راكبه
فما كل معذورٍ حقيقاً بعذره / ولا كل معذولٍ تعيب معايبه
رعى اللَه دهراً فات لم أقض حقه
رعى اللَه دهراً فات لم أقض حقه / وقد كنت طباً بالأمور مجربا
ليالي ما كانت رياحك شمالاً / علي ولا كانت بروقك خلبا
ليالي وفيت الهوى فوق حقه / وفاءً وظرفاً صادقاً وتأدبا
فلم أر وداً عاد ذنباً وقد مضت / له حقب يشجي بذكراه من صبا
ولم أر سهماً هتك الدرع وانتهى / إلى القلب قدماً ثم قصر أو نبا
ولا عذر للصمصام أن بلغ الحشا / وكل ولم يثلم له العظم مضربا
ولا لجوادٍ سابق الريح سالماً / وقام فأعيا بل تقطر أو كبا
فأني بعذرٍ في أطراحي وجفوتي / ونقض عهودٍ أكدت زمن الصبا
إذا عوقب الجاني على قدر جرمه / فتعنيفه بعد العقاب من الربا
أبت غلبات الشوق ألا تقربا
أبت غلبات الشوق ألا تقربا / إليك ونأي العذل ألا تجنبا
علي رقيب منك خالٍ بمهجتي / إذا أنا سلهت اطراحك صعبا
فهاءنذا وقف عليه مجرب / إذا ما نبا بي مركب رمت مركبا
وما كان صدي عنك صد ملالةٍ / ولا كان إقبالي عليك تطربا
ولا كان ذاك العذل إلا نصيحةً / ولا ذلك الأغضاء إلا تهيبا
ولا الهجر إلا فرط من ولا الرضى / بلا سبب إلا اشتياقاً معذبا
ومن يمنع العذب الزلال ويمتنع / من الشرب من سؤر الكلاب تغضبا
خليق إذا لم يستطع شرب غيره / وخاف المنايا أن يذل فيشربا
إذا المرء لم يقدر له ما يريده / أراد الذي يقضي له شاء أم أبى
قصرت عليك النفس حتى توهمت
قصرت عليك النفس حتى توهمت / بل استيقنت أن ليس غيرك مطلبا
فرامت بديلاً منك لما جفوتها / فحارت كأن لم يخلق اللَه منجبا
فإن تتفكر في انصرافي خائباً / وغدرك تعلم أينا عاد أخيبا
كسبت ملاماً واكتسبت بصيرة / بأمرك فانظر أينا عاد مكسبا
سأشكر ذنب الدهر فيك ولم أكن / على غير الأيام أشكر مذنبا
قسمك عليك الدهر نصفاً تعتبا
قسمك عليك الدهر نصفاً تعتبا / لفعلك في الماضي ونصفاً ترقبا
إذا استيقنت نفسي بأن لست عاذراً / لي الظن والإشفاق ألا تريبا
فقد والذي لو شاء غلب واحداً / فروح قلباً آمناً متهيبا
شككت فلا أدري لفرط مودتي / يبريك أم ظني يرينيك مذنبا
ولو كان قصدي منك وصلاً أناله / لقد كنت لي أندى جناباً وأخصبا
لو أدنو لأقللت العتاب ولم أزد / على أن تراني في امتداحك مطنبا
ولكن بي ظناً أبى أن يقيمني / لديك بما لا أرتضيه مصوبا
لئن رقد الواشي سروراً بما رأى
لئن رقد الواشي سروراً بما رأى / وهان عليه أن يقر وأنصبا
لقد أسهر العينيين مني صبابةً / وغادر قلبي مستهاماً معذبا
عدمت الهوى أن كنت عاشرت وافياً / سواك وقد طوفت شرقاً ومغربا
فإن لم تدع ما لا أحب تظرفاً / ولا راعياً عهدي فدعه تحوبا
سأكفيك نفسي لا كفاية غادرٍ
سأكفيك نفسي لا كفاية غادرٍ / ولا سامعاً عذلاً ولا متعتبا
ولكن يأساً لم ير الناس مثله / وصبراً على مر المقادير منصبا
وفي دون ما بلغته بل رأيته / بلاغ ولكن لا أرى عنك مذهبا
يا عالماً بالذي ألقى من الكرب
يا عالماً بالذي ألقى من الكرب / أرفق بعينك لا تعطب فداك أبي
لا تغتنم صفح مطويٍّ على كبدٍ / حرى وقلبٍ بنار الشوق ملتهب
لو كنت مثلي لم تصبر على كمدي / أو كنت مثلك لم أفعل كفعلك بي
إن كان ذا الهجر تأديباً فحسبك ما / قدمت منه فقد بالغت في أدبي
مباشرة النسيم لشخص الفي
مباشرة النسيم لشخص الفي / أشد علي من فقد الحبيب
نأى عني الحبيب فصار قلبي / يغار على الصبا وعلى الجنوب
ولو يسطيع ما درجت دبورٌ / إذن ونهى الشمال عن الجنوب
خليلي من نواك أخذت حظي / فهل لي في نوالك من نصيب
نفيت من الهوى إن كان قلبي / دعا وداً كودك في المغيب
أمرٌ على المنازل كالغريب
أمرٌ على المنازل كالغريب / أسائل من لقيت عن الحبيب
وما يغني الوقوف على الأثافي / ونؤي الدار عن دنفٍ كثيب
حبست بها المطي فلم تجبني / ولم ترحم بلا شك نحيبي
شكوت إلى الديار فما شفتني / بلى شاقت إلى وجه الحبيب
فمن ينجي العليل من المنايا / إذا كان البلاء من الطيب
لئن كان الرقيب بلاء قومٍ
لئن كان الرقيب بلاء قومٍ / فما عندي أجل من الرقيب
حجاب الألف أيسر من نواه / وهجر الخل خير للأديب
ولا وأبيك ما عاينت شيئاً / أشد من الفرق على القلوب
ألا من لقلبٍ قد دعاه تجاسره
ألا من لقلبٍ قد دعاه تجاسره / وضاقت به بعد الورود مصادره
تغافل عنه الدهر فاغتر بالمنى / فلما أضاع الحزم كرت عساكره
فأصبح كالمأسور طالت عداته / عليه وذلت بعد عزٍّ عشائره
تجرت عليه النائبات فأصبحت / بكل الردى غير الحمام تبادره
وقد كان صرف الدهر يقبل نحوه / إذا جال في بحرٍ من الفكر خاطره
هبني أطيع ملام الكاشحين ولا
هبني أطيع ملام الكاشحين ولا / أعصى الوشاة ولا أرعى الذي يجب
أكنت أصغي لشعر وزنه خطأ / وقد ترادف فيه اللحن والكذب
فالوزن منكسرٌ والخفض منتصب / واللفظ غث ومعنى اللفظ منقلب
لو كنت تسطيع أخطاء بخامسة / أخطأت لكن عليك الجهد والطلب
هذه المعاني الكتبخي ارتضاك لها / قل شعرت وكانت قبل تحتلب
هب العروض تساهلنا عليك به / فأي نحوٍ بهذا العقل يحتجب
تطهر الآن من ذا الشعر مغتسلاً / كما تطهر من أدرانه الجنب
سقى اللَه أياماً لنا وليالياً
سقى اللَه أياماً لنا وليالياً / لهن بأكفاف الشباب ملاعب
إذ العيش غض والزمان بعزة / وشاهد أوقات المحبين غائب