القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحمّد بنُ داوُد الظّاهِري الكل
المجموع : 20
زعمت بنفسي أنت أنك مغرم
زعمت بنفسي أنت أنك مغرم / بذكري وإني عن وصالك مضرب
أعد نظراً فيما ادعيت ولا تحد / لتعلم من منا الشقي المعذب
أمن يتجنى ثم ينكر ما جنى / على إلفه أم من يقر ويعتب
ولو كنت تجزي بالذي نستحقه / غضبت ولكني من الهجر أهرب
فأغضي على جمر الغضا خشية القلى / ولولا الهوى ما ضاق عني مهرب
فحتام لا أنفك شوقاً إلى الرضا / أصدق من صدقي لديه مكذب
وما لي من ذنبٍ إليك تعده / علي سوى أن ليس لي عنك مذهب
وكنت أرى أن قد تناهي بي الهوى
وكنت أرى أن قد تناهي بي الهوى / إلى غايةٍ ما بعدها لي مذهب
فلما تفرقنا تذكرت ما مضى / فأيقنت أني إنما كنت ألعب
فقد والذي لو شاء لم يخلق النوى / عرضت فما أدري إلى أين أذهب
لا تلزمني في رعي الهوى سرفاً
لا تلزمني في رعي الهوى سرفاً / وما أوفيه إلا دون ما يجب
لو كنت شاهداً والدار جامعة / والشمل ملتئم والود مقترب
لا بل مساواة ودي وده بهوىً / كأنه نسب بل دونه النسب
مستأنسين بما تخفي ضمائرنا / على العفاف ورعي الود نصطحب
فإن محا الشوق فرط الأنس أو حشنا / أنس العواذل أن جدوا وأن لعبوا
فما ندافع بالهجران فهو على / أن لا يزول هوانا مشفق حدب
عاينت منزلةً في الظرف عاليةً / ورتبةً قصرت عن شأوها الرتب
في عفةٍ نتحامى أن يلم بها / سوء الظنون وأن تغتالها الريب
العذر يلحقه التحريف والكذب
العذر يلحقه التحريف والكذب / وليس في غير ما يرضيك لي أرب
وقد أسأت فبالنعمى التي سلفت / لما مننت بعفوٍ ما له سبب
من كان يشجي بحبٍ ما له سبب
من كان يشجي بحبٍ ما له سبب / فإن عندي لما أشجى به سبب
حبيه طبعٌ لنفسي لا يغيره / كر الليالي ولا تودي به الحقب
إن كان لا بد للعشاق من عطبٍ / ففي هوى مثله يستغنم العطب
لعمرك ما قرب الديار بنافعٍ
لعمرك ما قرب الديار بنافعٍ / إذا لم يصل حبل الحبيب حبيب
وليس غريباً من تناءت دياره / ولكن من يجفى فذاك غريب
ومن يغترب والألف راعٍ لعهده / وإن جاوز السدين فهو قريب
أرى كل مرتاب يخاف خياله
أرى كل مرتاب يخاف خياله / كأن عيون العالمين تراقبه
يكاد لفرط الخوف يبدي ضميره / لكل امرئٍ تخشى عليه عواقبه
على بوادٍ من يخاف اغتيابه / تبت لديها في الأنام مناقبه
فإياكما يا صاحبي ومشهداً / تنسيكما ما سر منه عواقبه
وإياكما والذنب ترتكبانه / وإن كان في الأحيان يعذر راكبه
فما كل معذورٍ حقيقاً بعذره / ولا كل معذولٍ تعيب معايبه
رعى اللَه دهراً فات لم أقض حقه
رعى اللَه دهراً فات لم أقض حقه / وقد كنت طباً بالأمور مجربا
ليالي ما كانت رياحك شمالاً / علي ولا كانت بروقك خلبا
ليالي وفيت الهوى فوق حقه / وفاءً وظرفاً صادقاً وتأدبا
فلم أر وداً عاد ذنباً وقد مضت / له حقب يشجي بذكراه من صبا
ولم أر سهماً هتك الدرع وانتهى / إلى القلب قدماً ثم قصر أو نبا
ولا عذر للصمصام أن بلغ الحشا / وكل ولم يثلم له العظم مضربا
ولا لجوادٍ سابق الريح سالماً / وقام فأعيا بل تقطر أو كبا
فأني بعذرٍ في أطراحي وجفوتي / ونقض عهودٍ أكدت زمن الصبا
إذا عوقب الجاني على قدر جرمه / فتعنيفه بعد العقاب من الربا
أبت غلبات الشوق ألا تقربا
أبت غلبات الشوق ألا تقربا / إليك ونأي العذل ألا تجنبا
علي رقيب منك خالٍ بمهجتي / إذا أنا سلهت اطراحك صعبا
فهاءنذا وقف عليه مجرب / إذا ما نبا بي مركب رمت مركبا
وما كان صدي عنك صد ملالةٍ / ولا كان إقبالي عليك تطربا
ولا كان ذاك العذل إلا نصيحةً / ولا ذلك الأغضاء إلا تهيبا
ولا الهجر إلا فرط من ولا الرضى / بلا سبب إلا اشتياقاً معذبا
ومن يمنع العذب الزلال ويمتنع / من الشرب من سؤر الكلاب تغضبا
خليق إذا لم يستطع شرب غيره / وخاف المنايا أن يذل فيشربا
إذا المرء لم يقدر له ما يريده / أراد الذي يقضي له شاء أم أبى
قصرت عليك النفس حتى توهمت
قصرت عليك النفس حتى توهمت / بل استيقنت أن ليس غيرك مطلبا
فرامت بديلاً منك لما جفوتها / فحارت كأن لم يخلق اللَه منجبا
فإن تتفكر في انصرافي خائباً / وغدرك تعلم أينا عاد أخيبا
كسبت ملاماً واكتسبت بصيرة / بأمرك فانظر أينا عاد مكسبا
سأشكر ذنب الدهر فيك ولم أكن / على غير الأيام أشكر مذنبا
قسمك عليك الدهر نصفاً تعتبا
قسمك عليك الدهر نصفاً تعتبا / لفعلك في الماضي ونصفاً ترقبا
إذا استيقنت نفسي بأن لست عاذراً / لي الظن والإشفاق ألا تريبا
فقد والذي لو شاء غلب واحداً / فروح قلباً آمناً متهيبا
شككت فلا أدري لفرط مودتي / يبريك أم ظني يرينيك مذنبا
ولو كان قصدي منك وصلاً أناله / لقد كنت لي أندى جناباً وأخصبا
لو أدنو لأقللت العتاب ولم أزد / على أن تراني في امتداحك مطنبا
ولكن بي ظناً أبى أن يقيمني / لديك بما لا أرتضيه مصوبا
لئن رقد الواشي سروراً بما رأى
لئن رقد الواشي سروراً بما رأى / وهان عليه أن يقر وأنصبا
لقد أسهر العينيين مني صبابةً / وغادر قلبي مستهاماً معذبا
عدمت الهوى أن كنت عاشرت وافياً / سواك وقد طوفت شرقاً ومغربا
فإن لم تدع ما لا أحب تظرفاً / ولا راعياً عهدي فدعه تحوبا
سأكفيك نفسي لا كفاية غادرٍ
سأكفيك نفسي لا كفاية غادرٍ / ولا سامعاً عذلاً ولا متعتبا
ولكن يأساً لم ير الناس مثله / وصبراً على مر المقادير منصبا
وفي دون ما بلغته بل رأيته / بلاغ ولكن لا أرى عنك مذهبا
يا عالماً بالذي ألقى من الكرب
يا عالماً بالذي ألقى من الكرب / أرفق بعينك لا تعطب فداك أبي
لا تغتنم صفح مطويٍّ على كبدٍ / حرى وقلبٍ بنار الشوق ملتهب
لو كنت مثلي لم تصبر على كمدي / أو كنت مثلك لم أفعل كفعلك بي
إن كان ذا الهجر تأديباً فحسبك ما / قدمت منه فقد بالغت في أدبي
مباشرة النسيم لشخص الفي
مباشرة النسيم لشخص الفي / أشد علي من فقد الحبيب
نأى عني الحبيب فصار قلبي / يغار على الصبا وعلى الجنوب
ولو يسطيع ما درجت دبورٌ / إذن ونهى الشمال عن الجنوب
خليلي من نواك أخذت حظي / فهل لي في نوالك من نصيب
نفيت من الهوى إن كان قلبي / دعا وداً كودك في المغيب
أمرٌ على المنازل كالغريب
أمرٌ على المنازل كالغريب / أسائل من لقيت عن الحبيب
وما يغني الوقوف على الأثافي / ونؤي الدار عن دنفٍ كثيب
حبست بها المطي فلم تجبني / ولم ترحم بلا شك نحيبي
شكوت إلى الديار فما شفتني / بلى شاقت إلى وجه الحبيب
فمن ينجي العليل من المنايا / إذا كان البلاء من الطيب
لئن كان الرقيب بلاء قومٍ
لئن كان الرقيب بلاء قومٍ / فما عندي أجل من الرقيب
حجاب الألف أيسر من نواه / وهجر الخل خير للأديب
ولا وأبيك ما عاينت شيئاً / أشد من الفرق على القلوب
ألا من لقلبٍ قد دعاه تجاسره
ألا من لقلبٍ قد دعاه تجاسره / وضاقت به بعد الورود مصادره
تغافل عنه الدهر فاغتر بالمنى / فلما أضاع الحزم كرت عساكره
فأصبح كالمأسور طالت عداته / عليه وذلت بعد عزٍّ عشائره
تجرت عليه النائبات فأصبحت / بكل الردى غير الحمام تبادره
وقد كان صرف الدهر يقبل نحوه / إذا جال في بحرٍ من الفكر خاطره
هبني أطيع ملام الكاشحين ولا
هبني أطيع ملام الكاشحين ولا / أعصى الوشاة ولا أرعى الذي يجب
أكنت أصغي لشعر وزنه خطأ / وقد ترادف فيه اللحن والكذب
فالوزن منكسرٌ والخفض منتصب / واللفظ غث ومعنى اللفظ منقلب
لو كنت تسطيع أخطاء بخامسة / أخطأت لكن عليك الجهد والطلب
هذه المعاني الكتبخي ارتضاك لها / قل شعرت وكانت قبل تحتلب
هب العروض تساهلنا عليك به / فأي نحوٍ بهذا العقل يحتجب
تطهر الآن من ذا الشعر مغتسلاً / كما تطهر من أدرانه الجنب
سقى اللَه أياماً لنا وليالياً
سقى اللَه أياماً لنا وليالياً / لهن بأكفاف الشباب ملاعب
إذ العيش غض والزمان بعزة / وشاهد أوقات المحبين غائب

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025