القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ دُرَيد الكل
المجموع : 8
وَأَفضَلُ قَسمِ اللَهِ لِلمَرءِ عَقلُهُ
وَأَفضَلُ قَسمِ اللَهِ لِلمَرءِ عَقلُهُ / فَلَيسَ مِنَ الخَيراتِ شَيءٌ يُقارِبُه
فَزَينُ الفَتى في الناسِ صِحَّةُ عَقلِهِ / وَإِن كانَ مَحظوراً عَلَيهِ مَكاسِبُه
يَعيشُ الفَتى بِالعَقلِ في كُلِّ بَلدَةٍ / عَلى العَقلِ يَجري عِلمُهُ وَتَجارِبُه
وَيُزري بِهِ في الناسِ قِلَّةُ عَقلِهِ / وَإِن كَرُمَت أَعراقُهُ وَمَناسِبُه
إِذا أَكمَلَ الرَحمانُ لِلمَرءِ عَقلَهُ / فَقَد كَمُلَت أَخلاقُهُ وَمَآرِبُه
لَو أَنَّ قَلباً ذابَ مِن كَمَدٍ
لَو أَنَّ قَلباً ذابَ مِن كَمَدٍ / ما كانَ بَينَ ضُلوعِهِ قَلبُ
لَو كُنتَ صَبّاً أَو تُسِرُّ هَوىً / لَعَلِمتَ ما يَتَجَرَّعُ الصَبُّ
يَهوى اِقتِرابَكَ وَهوَ قاتِلُهُ / فَشِفاؤُهُ وَسَقامُهُ القُربُ
بِقَلبِيَ لَذعٌ مِن هَواكَ مُبَرَّحٌ
بِقَلبِيَ لَذعٌ مِن هَواكَ مُبَرَّحٌ / نَعَم دامَ ذاكَ اللَذعُ ما عِشتَ لِلقَلبِ
بِكَ اِستَحسَنَت نَفسي الصَبابَةَ وَالصِبا / وَقَد كُنتُ قَبلَ اليَومِ أزري عَلى الصَبِّ
بَذَلتُ لَهُ الدَمعَ الَّذي كُنتُ صائِناً / لِأَدناهُ إِلّا في الجَليلِ مِنَ الخَطبِ
بُليتُ بِبَعضِ الحُبِّ وَالحُبُّ مَوعِدي / مُجاوَرَةً بَعدَ المَنِيَّةِ في التُربِ
جِسمُ لُجَينٍ قَميصُهُ ذَهَب
جِسمُ لُجَينٍ قَميصُهُ ذَهَب / زُرَّ عَلى لُعبَةٍ مِنَ الطيبِ
فيهِ لِمَن شَمَّهُ وَأَبصَرَهُ / لَونُ مُحِبٍّ وَريحُ مَحبوبِ
لَن تَستَطيعَ لِأَمرِ اللَهِ تَعقيبا
لَن تَستَطيعَ لِأَمرِ اللَهِ تَعقيبا / فَاِستَنجِدِ الصَبرَ أَو فَاِستَشعِرِ الحوبا
وَاِفزَع إِلى كَنَفِ التَسليمِ وَاِرضَ بِما / قَضى المُهَيمِنُ مَكروهاً وَمَحبوبا
إِنَّ العَزاءَ إِذا عَزَّتهُ جائِحَةٌ / ذَلَّت عَريكَتُهُ فَاِنقادَ مَجنوبا
فَإِن قَرَنتَ إِلَيهِ العَزمَ أَيَّدَهُ / حَتّى يَعودَ لَدَيهِ الحُزنُ مَغلوبا
فاِرمِ الأَسى بِالأُسى يُطفي مَواقِعَها / جَمراً خِلالَ ضُلوعِ الصَدرِ مَشبوبا
مَن صاحَبَ الدَهرَ لَم يَعدم مُجَلجِلَةً / يَظَلُّ مِنها طِوالَ العَيشِ مَنكوبا
إِنَّ البَلِيَّةَ لا وَفرٌ تُزَعزِعُهُ / أَيدي الحَوادِثِ تَشتيتاً وَتَشذيبا
وَلا تَفَرُّقُ أُلّافٍ يَفوتُ بِهِم / بَينٌ يُغادِرُ حَبلَ الوَصلِ مَقضوبا
لَكِنَّ فقدانَ مَن أَضحى بِمَصرَعِهِ / نورُ الهُدى وَبهاءُ العِلمِ مَسلوبا
أَودى أَبو جَعفَرٍ وَالعِلمَ فَاِصطَحَبا / أَعظِم بِذا صاحِباً إِذ ذاكَ مَصحوبا
إِنَّ المَنِيَّةَ لَم تُتلِف بِهِ رَجُلاً / بَل أَتلَفَت عَلَماً لِلدينِ مَنصوبا
أَهدى الرَدى لِلثَرى إِذ نالَ مُهجَتَهُ / نَجماً على مَن يُعادي الحَقَّ مَصبوبا
كانَ الزَمانُ بِهِ تَصفو مَشارِبُهُ / فَالآنَ أَصبَحَ بِالتَكديرِ مَقطوبا
كَلّا وَأَيامُهُ الغُرُّ الَّتي جَعَلَت / لِلعِلمِ نوراً وَلِلتَقوى مَحاريبا
لا يَنسَري الدَهرُ عَن شِبهٍ لَهُ أَبداً / ما اِستَوقَفَ الحَجُّ بِالأَنصابِ أُركوبا
أَوفى بِعَهدٍ وَأَورى عِندَ مَظلَمَةٍ / زَنداً وَآكَدُ إِبراماً وَتَأديبا
مِنهُ وَأَرصَنُ حِلماً عِندَ مَزعَجَةٍ / تُغادِرُ القُلَّبِيَّ الذِهنِ مَنخوبا
إِذا اِنتَضى الرَأيَ في إيضاحِ مُشكِلَةٍ / أَعادَ مَنهَجَها المَطموسَ مَلحوبا
لا يَعزُبُ الحِلمُ في عَتبٍ وَفي نَزَقٍ / وَلا يُجَرِّعُ ذا الزَلّاتِ تَثريبا
لا يولَجُ اللَغوُ وَالعَوراءُ مَسمَعَهُ / وَلا يُقارِفُ ما يُغشيهِ تَأنيبا
إِن قالَ قادَ زِمامَ الصِدقِ مَنطِقُهُ / أَو آثَرَ الصَمتَ أَولى النَفسَ تَهييبا
لِقَلبِهِ ناظِرا تَقوى سَما بِهِما / فَأَيقَظَ الفِكرَ تَرغيباً وَتَرهيبا
تَجلو مَواعِظُهُ رَينَ القُلوبِ كَما / يَجلو ضِياء سَنا الصُبحِ الغَياهيبا
سِيّان ظاهِرُهُ البادي وَباطِنُهُ / فَلا تَراهُ عَلى العِلّاتِ مَجدوبا
لا يَأمَنُ العَجزَ وَالتَقصيرَ مادِحُهُ / وَلا يَخافُ عَلى الإِطنابِ تَكذيبا
وَدَّت بِقاعُ بِلادِ اللَهِ لَو جُعِلَت / قَبراً لَهُ فَحَباها جِسمُهُ طيبا
كانَت حَياتُكَ لِلدُنيا وَساكِنِها / نوراً فَأَصبَحَ عَنها النورُ مَحجوبا
لَو تَعلَمُ الأَرضُ ما وارَت لَقَد خَشِعَت / أَقطارُها لَكَ إِجلالاً وَتَرحيبا
كُنتَ المُقَوِّمَ مِن زَيغٍ وَمِن ظَلَعٍ / وَفّاكَ نُصحاً وَتَسديداً وَتَأديبا
وَكُنتَ جامِعَ أَخلاقٍ مُطَهَّرَةٍ / مُهَذَّباً مِن قِرافِ الجَهلِ تَهذيبا
فَإِن تَنَلكَ مِنَ الأَقدارِ طالِبَةٌ / لَم يُثنِها العَجزُ عَمّا عَزَّ مَطلوبا
فَإِنَّ لِلمَوتِ وِرداً مُمقِراً فَظِعاً / عَلى كَراهَتِهِ لا بُدَّ مَشروبا
إِن يَندُبوكَ فَقَد ثُلَّت عُروشُهُمُ / وَأَصبَحَ العِلمُ مَرثِيّاً وَمَندوبا
وَمِن أَعاجيبِ ما جاءَ الزَمانُ بِهِ / وَقَد يُبينُ لَنا الدَهرُ الأَعاجيبا
أَن قَد طَوَتكَ غُموضُ الأَرضِ في لَحَفٍ / وَكُنتَ تَملَأُ مِنها السَهلَ وَاللوبا
حِجابُكَ صَعبٌ يُجبَهُ الحُرُّ دونَهُ
حِجابُكَ صَعبٌ يُجبَهُ الحُرُّ دونَهُ / وَقَلبي إِذا سيمَ المَذَلَّةَ أَصعَبُ
وَما أَزعَجَتني نَحوَ بابِكَ حاجَةٌ / فَأُجشِمُ نَفسي رَجعَةً حينَ أُحجَبُ
وَلي صاحِبٌ ما كُنتُ أَهوى اِقتِرابَهُ
وَلي صاحِبٌ ما كُنتُ أَهوى اِقتِرابَهُ / فَلَمّا اِلتَقَينا كانَ أَكرَمَ صاحِبِ
يَعِزُّ عَلَينا أَن يُفارقَ بَعدَما / تَمَنَّيتُ دَهراً أَن يَكونَ مُجانِبي
وَمَن تَكُ نُزهَتهُ قَينَةٌ
وَمَن تَكُ نُزهَتهُ قَينَةٌ / وَكَأسٌ تُحَثُّ وَأُخرى تُصَب
فَنُزهَتُنا وَاِستِراحَتُنا / تَلاقي العُيون وَدَرسُ الكُتُب

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025