القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : محمّد سَعيد الحَبّوبي الكل
المجموع : 8
أعربت لي بك ألحان الغنا
أعربت لي بك ألحان الغنا / السن البشري بنيل الأرب
وغدت تحلب لي كف المنى / بكؤوس الأنس ضرع الطرب
حيث برق السعد بالأفق بدا / وبه انهل سحاب الفرح
فكسا الروض من اليمن ردا / أخضراً وشته بيض المنح
وبه ناتج آمالي غدا / قطفه دان به لم يبرح
كلما فاح شذىً عرفنا / عرفه أفراح كل الحقب
في ليال عدن بالوقت السعيد / وبها شمل الهنا قد جمعا
فهي أيام غدت أيام عيد / ناهجاً للإنس نهجاً مهيعا
قد صفا فيهن لي عيش رغيد / مذ غدا روض الملاهي ممرعا
إذ تلا يهزج في روض العنا / بلبل الأنس بنادي الطرب
رشأ يختال في أبهى البرود / فسباني جيده لما سنح
نرجسي اللحظ وردي الخدود / يمنع الريق ويسخو بالقدح
أبيض المنظر مسود الجعود / كلما استمسك يثنيه المرح
ما حكاه كل من قد حسنا / كيف يحكى وهو بالحسن نبي
قام يجلو راحة في راحتيه / خلتها شمساً لها البدر مدير
وزهت شهب الدجى بين يديه / فترى الآفاق فيها تستنير
لاح في مرآتها من وجنتيه / إذ جلاها وهي في نشر العبير
حمرة الياقوت بل أبهى سنا / وبها شعت لئالي الحبب
أشرقت في كفه مشكاة نور / بالتهاب من حباب كالنجوم
قام فيها ناشراً من في القبور / فهي الروح أعيدت للجسوم
إنها أقوى براهين الثغور / لك فيما تدعيه وتروم
كيف أسقاها ومشروع القنا / حكمت منه بمنع الطلب
ولبيض القضب من سود المقل / برق استمطر منه العطبا
أترى إن جئت في صادي الغلل / كيف من ثغرك أسقي الضربا
وبها عنون محتوم الأجل / لم أجل لي عن شباها مهربا
آه من ذي صبوة قد فتنا / فيك لا يحظى بغير العطب
وبك أنهل دماً دمعي وقد / صبغت حمراً به مني الثياب
وبقلبي قبس الشوق وقد / فلك النور ولي منه الشهاب
يا رشيقاً قلبه للقلب قد / أفلا ترحم صباً فيك شاب
ولماذا لم أنل منك المنى / أفلا تغفر ذنب المذنب
من لصب كلما رام لماك / رغبة فيه عن الكأس الدهاق
أو بخلاً فيه قد حرمت فاك / أم دلالاً منك يا واهي النطاق
لم يزل فيك وإن قل وفاك / شغفاً مورىً بنار الاشيتاق
أنا في حبك قاسيت العنا / لم أجد غيرك في من مذهب
لم أزل أطوي الليالي في قلق / حين أبدلت عن الوصل الصدود
وأسأل الوجد دمعي في الحرق / لا هباً ينهل من فوق الخدود
يا بديع الحسن يا ساهي الحدق / أتراك اليوم موفٍ بالعهود
وترى ينتظم الشمل لنا / بعد ما ولى كعنقا مغرب
حبذا طيب وصل لا يعود / بك في مغنى الغنا آنسه
كان لي فيك به مخضر عود / والنوى ما بيننا أيبسه
أترى الدهر بما فات يجود / يأخذ اليوم ويعطي أمسه
فلقد كان به منهجنا / مهيعاً للكاعبات العرب
عربٌ تسطع ما بين السجوف / فتحاكي بسناها النيرين
ولها من فاحم الشعر صفوف / قد حكى لسعاً أفاعي الواديين
تتلوى فأرى فيها الحتوف / ترصد الصب بأعلى المنكبين
أو بها أرسلن نحوي شطنا / فمنحن الدمع من ذا الوصب
قال رائيها بأكناف المراح / كمصابيح انجلت في خندس
أصباح لاح أم بيضٌ صباح / أسفرت تجلو دياجي الغلس
بيض أوراكٍ صقيلات الصفاح / لم تزل مولعة بالميس
بدرياتٌ لها البدر عنا / وغدت تخجل زهر الشهب
نشرت أنفاسها عرف الخليط / بشذا قيصومها أو شيحها
وطوت أيدي مطاياها البسيط / تترامى في مرامي فيحها
فغدا بحر دموعي كالمحيط / حيث أشجاني صدى تطويحها
وبه أجرى دموعي سننا / من هيامي للحسان الكعب
فلها لا زلت خوار العنان / وعن الحب لها صعب القياد
ليت تجب العيس قد كان بطان / كورها لما سرت مني الفؤاد
أو فجنبي لطلاح البزل كان / مطرحاً تمرح فيه بالوهاد
أو فعيني بوأتها مسكنا / من جفاها ورفيع الطنب
لست أنفك على طول الدهور / لهجاً في ذكر أقمار حسان
سرحت عاقدة تاج الشعور / حائزات الحسن في سبق الرهان
ولوت في جيدها أطواق نور / كالتواء السعد في جيد الزمان
إذ تغنت لي في لحن الهنا / ألسن البشرى بنيل الأرب
أعار الحسن وجنته لهيبا
أعار الحسن وجنته لهيبا / ليمنع نمل عارضه دبيبا
وأفرغه الصبا قمراً فلما / تلظت نار وجنته أذيبا
إذا استرشفت من برد الثنايا / أخاف عليه من نفسي لهيبا
إذا ما افتر شمت وميض برق / وإن سميته الثغر الشنيبا
تغنى حجله فحسبت غصنا / ثنته صبا فأوقع عندليبا
إذا هضم الصبا كشحيه أوفى / بردف ماج مرتجاً كثيبا
فها أنا منثنٍ أدنو إليه / إذا ما اهتز معتدلاً رطيبا
وهل أنا راجع بعناق ظبي / رشا قد تيم الرشأ الربيبا
فأنعم من على الغبراء عيشا / محب باب معتنقاً حبيبا
سفرت لناظري زهراً مندى / فدع لي طيب نشرك أن يطيبا
إذا منه أنست غريب حسن / أتاك بغيره حسناً غريبا
وتحسب وجهه قمراً فيرنو / فتحسب لحظه سيفاً قشيبا
إذا رمت السلو اشتد وجدي / وزاد على الوجيب به وجيبا
وعيشك أيها الرشأ المفدى / لعيشي دون وصلك لن يطيبا
ولست أمد لي أمداً بعيدا / إذا ما كنت لي فيه قريبا
فذات الطوق لو نظرت إليه / لأصبح جيدها منه سليبا
وصور قرطه صنما فخرت / له الأصداغ تعبده صليبا
متى ما كافر الظلماء يدعى / لمرسل شعره لبى مجيبا
فإما لاح حير كل لب / فلم تر عند مرآه لبيبا
رشا تعشو النواظر منه نورا / فلا أخشى بنظرته الرقيبا
أغار الشمس لما واجهته / بمطلعها فودت أن تغيبا
وأخجل قرصها فاحمر حتى / حسبت شعاعها الكف الخضيبا
ولاح لها بمطلعها اضطراب / اتنحو الأفق أم تنحو المغيبا
هوى قد ضاق صدر الصب فيه / ولازمه فعاد به رحيبا
أقام بعينه فغدا سهادا / وحل بقلبه فغدا وجيبا
ووإني قد قرضت الشعر حبا / لذكرك لا لأن أدعى أديبا
فلست ترى به لفظاً غريباً / ولا معنى به إلا غريبا
ولست كسائر الشعراء شعري / تعود أن يثاب ولا يثيبا
ولست أقول هذا العشر إلا / فخاراً أو عتاباً أو نسيبا
لقد سفرت به الظلماء حتى / غدا وضح الصباح به قشيبا
فعرسنا بأروع هاشمي / يريض بسيبه البلد الجديبا
لو الغيث استعار نداه مجرى / لما عرف الورى بلداً جديبا
وأمطر ثم عن برد وتبر / وأسبل برقه غيثاً صبيبا
فتى قد عرقت عدنان فيه / وذاك العرق أحرى أن يطيبا
رأته الباسم العباس يوماً / ويوماً مستماحاً أو مهيبا
فتى ما شب عن طوق علاه / ولكن ساد شبانا وشيبا
لقد ضمت مخايله مزايا / له أبت النقيبة أن يخيبا
فقم هن به الحسن المفدى / زعيم المجد والروض الخصيبا
فتى شرع المكارم للبرايا / فكان هناك أوفرهم نصيبا
ترف عليه ألوية المعالي / إذا ما سار يملكها جنيبا
ألم يعلم مقبل راحتيه / بأيهما حياً يهمي صبيبا
سائق العيس هل تريح الركابا
سائق العيس هل تريح الركابا / حيث ربعي أميمة وربابا
فلتلك الرسوم تحكي خطوطاً / ولتلك الديار تحكي الكتابا
علنا أن نبل حر غليل / زاد بالبين حرقة والتهابا
حيث تغدو مرامعي كقطار / وجفوني تروح تحكي السحابا
سائلاً والمجيب سائل دمعي / هل ترى ويك سائلاً قد أجابا
من عذيري من العذول سحيراً / إذا رأى الدمع ليس يفنى انصبابا
كيف أصغي لعاذل لست أدري / خطأً قال في الهوى أم صوابا
ليس يرجو بذاك قرب حبيب / كيف ترجو من الحبيب اقترابا
سلب القلب طرفه إذ رماني / سهم عشق مسدداً فأصابا
لا تلوماه سالباً ولتلوما / أظلعي حيث أمكنته استلابا
قد أصيب الفؤاد بالعشق لما / خفت للعين إذ رنت إن تصابا
أين تلك القباب من أرض نجد / أترى البين حل تلك القبابا
لك في الحي نظرة لمهاة / راهب الدير لو رآها تصابى
لو رأى الغصن قدها ما تثنى / حين تهتز نشوة وشبابا
ما لفودي ينكران المشيبا
ما لفودي ينكران المشيبا / أحسن الشهب طالع لن يغيبا
وسواد الدخان يسحم حتى / نضع النار فيه شب لهيبا
ما رعى ذمتي المشيب ولكن / من ترعه الأيام يلق المشيبا
هل اراك الزمان بالشيب مرداً / وأراني الزمان بالمرد شيبا
كان لي لو يعودا مسود شعر / يفضح الليل لو يرى عنه نيبا
هيجتني إليه طرة مهر / فتمنيت جزها والسبيبا
أسلمتني يد الصبا ولعمري / لا يسر الزمان مني كئيبا
ما تعيفت أزجر الطير إلا / ووجدت السرور مرمى شطيبا
كل طير يهدي لقلبي حزناً / واكتئاباً وإن يكن عندليبا
ولعندي كأسحم الريش ورق / قلبت بالأراك كفا خضيبا
وكأن الحمام أغربه البين / أخال الهديل منها نعيبا
ضيق الدهر في مجالي حتى / بالأماني لم يكن لي مثيبا
لا يصد الزمان بيني فإني / ممتط غارب النوائب نيبا
أنا لو لم يكن بقربي إلا / صدر رمحي لكان عندي رحيبا
هصرتني الأرزاء عوداً يبيسا / ولقد كنت قبل غصناً رطيبا
هي حال الزمان تعقب حالا / بعد حال فلا تري ذا عجيبا
قد قضيت الصبا ولم أقض فيه / إرباً لا ولا صحبت أريبا
أيها الحاملون نعش جواد / منعش جوده المحل الجديبا
أجهشت خلفك النواظر عبرى / فاضحاً دمعها الحيا المسكوبا
ما همي الغيث فوق قبرك جوداً / إنما صار أدمعاً كي يصوبا
قل لمن أنب البواكي رويداً / أغرقت زجرة البكا التأنيبا
ما قضت نحبها عليه فدعها / كي تطيل البكا له والنحيبا
أنت من راقب الإله فأرضى / بتقىً لم يزل عليه رقيبا
ومحضت الأعمال لله حسبا / لم تراع الترغيب والترهيبا
وألفت الردى أدكارا فلما / حل ناديك لم تجده غريبا
فبعين الورى أغر جواد / ما عقدنا المصاب تى أصيبا
إن نعاك التقى فليس ببدع / قد نعى قبله الربيب ربيبا
أو بكتك العلى بشجو فكم قد / بكت العين نورها المحجوبا
إن تكن غائباً فكم لك نور / رصد اللَه نوره إن يغيبا
فلنسل الجواد ملجىً بطه / خير من تقتفي كهولاً وشيبا
لم تسمك الخطوب خسفاً ولكن / غمزت من قناك عوداً صليبا
يصبر المرء في النكائب علما / إن في الصبر ما يسلي الكئيبا
يا خصم العلوم لم نر يوماً / لعباب أتحفت فيه نضوبا
ملك أنت شاطر الناس منه / ملكاً هادياً ورأياً مصيبا
لست من فرعهم وإن عم لفظ / إنما هادياً ورأياً مصيبا
وبعبد الحسين حق التعزي / إن أراك الزمان يوماً عصيبا
صيغ من معدنين بشرٍ ونشر / واكتسى للبهاء برداً قشيبا
فبعين الزمان يبهج حسناً / وبعين الزمان يأرج طيبا
حاز رهن السباق في المجد ملكا / حازه المجد وارتضاه ربيبا
قد دعته والكل أوجم لكناً / مقصر عنه فوت المطلوبا
أترى خالق الورى لم يقدر / لسواه من المعالي نصيبا
لا ترى بعدها كما قدر رأوها / فتناولت ما رأيت قريبا
أيها المصطفى اصطفتك المعالي / من ذويها كما اجتبتك حبيبا
أنت كالغيث لا يحل بأرض / دون أرض ألا استهل صبيبا
تزهر الأرض من أياديك جودا / إن أردت التشريق والتغريبا
حاك من جودك الربيع مزايا / كست الملس والأراك السليبا
طاب عرق طويت فيه وعرق / مته المجد حقه أن يطيبا
ورعت لحظة الإله كريماً / قد رعى المجد معسراً وخصيبا
سرت بحجاب من منعي حجاب
سرت بحجاب من منعي حجاب / إلى حجب من جندل وتراب
ضفت عزة في عفة وتمنع / لتسكن منها في ثلاث قباب
محجبة كفُّ الردى لا تمسها / لتقبض إلا من وراء حجاب
فلولا تجلي شأنها في سموها / لما لاح معناها بلفظ خطاب
عليٌّ أبوها والبتولة أمها / ومولدها من مكة بشعاب
لعمرك ما قول الوليد بمثلها / وفي مثلها تنزيل آي كتاب
بنا أنت من مجفوة قد عتبتها / وهاجرة لم تنعطف بعتاب
وذاهبة ما أنكرت من طباعها / سوى أنها ما استأذنت لذهاب
أقامت بجنب المرتضى وهي جنبه / وآبت إلى زلفى وحسن مآب
رويداً أبا الهادي فما جل فادح / وإن جل إذ أصبحت عز جناب
فرزء الفتى لا رزؤها بمصابها / إذا عدت الأرزاء فعل صواب
فما تقدح العلياء من ذي مصيبة / كما تقدح العلياء لبوة غاب
إليك تشد العيس إما مناخة / لعلم وإما لاكتساب ثواب
وتعطي فما أدري سحاباً كراحة / لعمر أبي راحة كسحاب
رقيق حواشي الطبع والبيض خيرها / رقاق الشبا إن جردت لضراب
فلا زلت معمور الجناب لطالب / فلم يك إلا فيك نجح طلاب
لمحمد أبكي أم الأصحاب
لمحمد أبكي أم الأصحاب / قد مات فانقلبوا على الأعقاب
غنى النديم فأرقص الحبا
غنى النديم فأرقص الحبا / وتصفقت أكوابه طربا
عصرت زبيباً ثم ما زجها / سر الغرام فأرجت عنبا
ومن الكروم العصر جاء بها / فغدا النديم يديرها ذهبا
نار ولكن في يدي انسكبت / وطلاً ولكن مائها التهبا
دب من صدغه على الخد عقرب
دب من صدغه على الخد عقرب / كلما رامه المتيم يلسب
فبنفسي أفدي بديع جمال / مستهام الفؤاد المعذب
مترف تقطف اللواحظ منه / ورد خدين بالجمال مشرب
أرسل الجعد خيفة من رقيب / فهو شمس في جنح ليل تحجب
حاول الستر بالنقاب ولكن / أحرقته أنواره فتلهب
فهو ما انفك مسفراً لعيون / أن بدا مسفراً لنا أو تنقب
لو سرى في الشراة يوم كقاح / لاختشت حربه سراة المهلب
أنت يا قائد الجمال جموحا / كيف يدنو إليك قائد مقنب

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025