القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : البُرَعي الكل
المجموع : 11
أَغيب وَذو اللطائف لا يَغيب
أَغيب وَذو اللطائف لا يَغيب / وَأَرجوه رجاء لا يخيب
واسأله السَلامة من زَمان / بليت به نوائبه تشيب
وأنزل حاجَتي في كل حال / الى من تطمئن به القلوب
وَلا أَرجو سواه اذا دهاني / زَمان الجور وَالجار المريب
فَكَم لِلَّه من تَدبير أَمر / طوته عَن المشاهدة الغيوب
وَكَم في الغَيب مِن تَيسير عسر / وَمن تفريج نائية تنوب
وَمن كرم ومن لطف خفي / وَمن فرج تزول به الكروب
وَمالي غير باب اللَه باب / وَلا مولى سواه وَلا حَبيب
كَريم منعم برّ لَطيف / جَميل الستر للداعي مجيب
حَليم لا يعاجل بالخَطايا / رَحيم غيم رحمته يصوب
فَيا مَلِك المُلوك أَقل عثارى / فانى عنك أنأتني الذنوب
وأمرضنى الهوى لهوان حظي / وَلكن لَيسَ غيرك لي طَبيب
وَعاندني الزَمان وقل صبري / وَضاق بعبدك البلد الرَحيب
فآمن روعَتي واكبت حسودى / يعاملني الصَداقة وَهوَ ذيب
وَعد النائبات الى عدوى / فان النائبات لها نيوب
وآنسنى باولادي وَأَهلي / فَقَد يَستَوحش الرجل الغَريب
وَلي شجن باطفال صغار / أَكادَ اذا ذكرتهم أذوب
وَلكني نبذت زمام أَمري / لمن تدبيره فيه عَجيب
هُوَ الرَحمن حولى واِعتصامي / به واليه مبتهلا أَنيب
الهى أَنتَ تَعلَم كَيفَ حالي / فَهَل يا سَيدي فرج قَريب
وَكَم متملق يَخفى عنادا / وَأَنتَ عَلى سريرته رَقيب
وَحافر حفرة لي هار فيها / وَسهم البغى يدرك من يصيب
وَممتنع القوى مستضعف بي / قصمت قواه عني يا حسيب
وَذي عصبية بالمكر يَسعى / الى سعى به يوم عصيب
فَيا ديات يوم الدين فرج / هموما في الفؤاد لها دَبيب
وَصل حبلي بحبل رضاك وانظر / إِلى وتب عَلى عسى أَتوب
وَراع حمايتي وَتول نصري / وَشد عراى ان عرت الخطوب
وافن عداي واقرن نجم حظي / بسعد ما لطالعه غروب
والهمني لذكرك طول عمري / فان بذكرك الدنيا تطيب
وَقل عبد الرَحيم ومن يَليه / لهم في ريف رأفتنا نصيب
فَظَني فيك يا سندى جَميل / وَمَرعى ذود آمالي خصيب
وَصل عَلى النَبي وآله ما / ترنم في الاراك العَندَليب
يا صاحِب القبر المُقيم بيثرب
يا صاحِب القبر المُقيم بيثرب / يا مُنتَهى أَملي وَغايَة مطلبي
يا مَن به في النائِبات توسلي / واليه من كل الحَوادِث مهربي
يا من نرجيه لكشف عظيمة / ولحل عقد ملتوِ متصعب
يا من يجود عَلى الوجود بانعم / خضر تعم عموم صوب الصيب
يا غوث من في الخافقين وَغيثهم / وَرَبيعهم في كل عام مجدب
يا رَحمة الدنيا وَعصمة أَهلها / وَأَمان كل مشرق وَمغرب
يا من نؤمل من كل كَرامة / وَنَلوذ في حرم الجِناب الاغلب
يا من نُناديه فَبِسَمعنا عَلى / بعد المَسافة سمع أَقرب أَقرَب
يا من هُوَ البر التقى المنتقى / سر السرارة طيب من طيب
يا من سرى من مكة للمسجد ال / أَقصى عَلى ظهر البُراق المنجب
يا من تلقته مَلائكة السَما / بخطاب أَهلا بالحَبيب وَمرحب
يا من تَباهى فوق سدرة مُنتَهى / لعناية سبقت وَحق موجب
يا من يَحنِ العَرش وَالكُرسي اذ / نودى لقرب فاق كل مقرب
ان كانَ رؤيتك الرَفيعة في العلا / منصوبة فالفعل فعل تعجب
الحجب ترفع وَالجهات انيسة / وَالمجتَبي يَغشاه نور المُجتَبي
وَلِسان حال الوَصف يهتف قائِلا / يا نازِلا بجنابنا كالاجنبي
سل يا مُحَمَّد تعط وادع تجب وَقل / تَسمَع غداة الحشر وادن تقرب
وَلَكَ الوَسيلة وَالفَضيلَة فافتَخِر / بشفاعة لخلاص كل معذب
وَالرسل تحت لواء عزك في مقا / م الحمد ذي الحوض الهنىء المشرب
وَلَقَد بعثت لامة أُمية / نورا عَلى الاكوان غير محجب
رأت الفَضائِل منك في حمل وَفي / طفل وَمقتبل الشباب وأَشيب
لما تلوت الوحى معجزة لهم / سمعوا فبين مصدق وَمُكَذِب
وأقمت فيهم منذرا وَمبشرا / بتعطف وَتَلَطف وتأدب
وَعموا وَصموا واعتَدوا فوعظتهم / بالسَيف يرعف وَالعتاق الشرب
فاجاب دعوتك الَّذي في سمعه / وَقر اجابة خائف مترقب
وانقاد مُمتَنِع القياد مذللا / من بعد عز قاهر متغلب
فَعَلى منا الدين حين منعته / وَرفعته وَقرنته بالكوكب
فالحَمد لِلَّه القُرآن شَريعَة / وَاللَه رب وابن آمنة نَبي
وَالحَق متضح السَبيل بأَحمَد / وَلِمَذهَب الاسلام أَشرف مذهب
يا سَيدي اني رَجوتك ناصِرا / من جور دهر خائن متقلب
وَجَعلت مَدحي فيك يا علم الهُدى / سببا وأَنتَ وَسيلة المتسبب
فأقل عثار عَبيدك الداعي الَّذي / يَرجوك اذراجيك غير مخيب
واكتب له وَلوالديه بَراءة / من حرنار جهنم المتلهب
واقمع بحولك مبغضيه وكل من / يؤذيه من متمرد متعصب
وأَجز بها عَبد الرَحيم كَرامة / الدارين خير جَزاء نظم معرب
واشفَع له ولِمَن يَليه وَقم بهم / في كل حال يا شَفيع المذنب
وَعَلَيكَ صَلى ذو الجَلال أَتم ما / صَلى وَسلم يا رَفيع المنصب
وَعَلى صَحابتك الكِرام وآلك ال / أَعلام أَهل الفضل كل مهذب
ما غردت وَرق الحَمام وَما اِنثَنَت / عذب البشام ضحى بروح الارنب
يا رب صل عَلى النَبي المجتبى
يا رب صل عَلى النَبي المجتبى / ما غردت في الايك ساجعة الربا
يا رب صل عَلى النبي وآله / ما اِهتَزَت الاثلاث من نفس الصبا
يا رب صل عَلى النَبي وآله / ما لاحَ برق في الاباطح أَو حبا
يا رب صل عَلى النَبي وآله / ما أَمت الزوّار نحوك يثربا
يا رب صل عَلى النَبي وآله / ما قالَ ذو كرم لضيف مرحبا
يا رب صل عَلى النَبي وآله / ما كوكب في الجوّ قابل كوكبا
يا رب صل عَلى الَّذي أدنيته / من قاب قَوسين الجناب الاقربا
باللَه يا متلذذين بذكره / صلوا عليه فما أَحق وأَوجبا
صلوا عَلى المختار فهو شفيعكم / في يوم يبعث كل طفل أَشيَبا
صلوا عَلى من ظللته غمامة / وَالجزع حن له وأَفصحَت الظبا
صلوا عَلى مَن تدخلون بجاهه / دار السَلام وَتبلغون المطلبا
صلوا عليه وَسَلموا وَتَرحموا / وَردوايه حوض الكَرامة مشربا
صلى وَسلم ذو الجَلال عليك يا / من نور طلعته يشق الغيهبا
صلى وَسلم ذو الجَلال عليك يا / أَحلاك ذكرا في القلوب وأَعذَبا
صلى وَسلم ذو الجَلال عليك يا / أَوفاك للمتذممين وأَحسبا
صلى وَسلم ذو الجَلال عليك يا / أَزكاك في الرسل الكِرام وَأَطيَبا
صَلي وَسلم ذو الجلال عليك من / عبدالرَحيم توسلا وَتَقربا
أَتحب مسئلة بغير جَواب
أَتحب مسئلة بغير جَواب / فاذا دَعَوت دعوت غير جاب
قضت الصَبابَة أَن تَكون متيما / فاصبر تنل بالصبر اجر مصاب
فدع الاقامة دون مطلبك الَّذي / تَرجوه وارحل قعدة التجواب
دَعها من النيابَتين تحثها / نغمات حادى العيس بالاطراب
غلبا اذا رحلت تخال كانها / فلك تَرامى في خضم سراب
وَجناء لم يَبقَ السرى منها سوى / رمق يَسير بجيئة وذهاب
وَبقية من أَعظم مَهزولة / طفقت تغلغل في أرق اهاب
أَفلا تحن إِلى الاراك وَقَد رأت / حلل الرَبيع كست جسوم روابى
وأذابها عبق النَسيم وانما / كَيفَ الهَوى وَالجسم غير مذاب
يا نازلين بذي الاراكة أَو بذا / ت الجزع رسمى عزة وَرَباب
هَل عندكم علم عَن العلمين أَو / عَن معهد بالرقمتين خراب
أَنى أحن إِلى العذيب وأهله / والى مياه بالعذيب عذاب
وَيشوقني من نحو طيبه نسمة / تنبي المشوق بطيب الاطياب
للعب ما أَبقى فراق أَحِبتي / مني وَما لَم يَبقَ للأحباب
يَخفى الغَرام تجلدى فَتذيعه / عبرات جفن عَن صبابة صابى
ما زالَت الايام تقرع مروتي / حَتّى التجأت إِلى اعز جناب
وَنزلت من حرم الحجاز بما جد / من آل غالب قاهر غلاب
العاقِب الماحي الضَلالة بالهدى / ومدمر الازلام والانصاب
قمر تشعشع من ذوابة هاشم / في الارض نور هداية وَصَواب
وَغدا نَبيا حيث كانَ وآدم / سَيَكون من ماء وطن تراب
فَمَضى الزَمان وَنعته وَصِفاته / من قبل مبعثه بكل كتاب
اخباره مَع سائر الاحبار وَالرُهبان / وَالكهان وَالحساب
عرفوه قبل ظهور بدلائل / عنوانهن مناصب الانساب
وَرأوه بدرا ساطِعا متنقلا / بالنور في الارحام والاصلاب
حَتّى نضاه اللَه سَيفا مصلتا / بالحق يدحض حج المرتاب
كَم عاندته قريش أَول وَهلة / سفهاء كم نبزوه بالالقاب
وَسموه مَع صفة الجنون بكاهِن / وَبشاعر وَبساحر كذاب
فَهُنالِك اِرتَفع الحجاب وأشرقت / شمس النبوة فوق كل حجاب
عَبد المُهيمن وحده سبحانه / بالسَيف بعد تعدد الارباب
وَغدا منار الدين متضح الهدى / وَالشرك منتكض عَلى الاعقاب
رفعت لك الرايات يا قمر العلا / وَنهاية التَمكين قرب القاب
فغدوت بالقدمين أَشرف من مشى / في الأَرض من عجم ومن اعراب
وَلك العلا وَالفخر غير مدافع / بين الوَرى يا واضح الاحساب
في ملة نكحتك كفأ بعدما / عدمت وجود الكفء في الخطاب
ولأنت أَسمى المرسلين مكانة / بجلال قدرا وعلو ركاب
يا سَيدي أَنا من علمت أذابَني / حمل الذنوب وجور دهر نابى
لَو لَم يَكن لي اذ حججت وَلَم أزر / الا غناؤك وحده لكفى بي
ماذا تَقول لآمل متعرض / لعريض فضلك واقف بالباب
وافاك لا علم وَلا عمل وَلا / قلب سَليم لائذ بمآب
فاِعطف عَلى عَبد الرَحيم برحمة / واشفع له من هول كل عذاب
وانهض به وَبمن يَليه فانه / مستعتب في موضع الاعتاب
واقمع بحولك باغضيه وكل من / يؤذيه من متمرد مرتاب
وَبجامع النيابَتين صو يحب / واهى القوى متقطع الاسباب
ان قمت بي وبه بلغنا كل ما / نَرجوه من خير وحسن مآب
وَعليك صَلى اللَه يا علم الهُدى / وَعَلى جَميع الآل والاصحاب
أَرياح نجد تممي الهابا
أَرياح نجد تممي الهابا / وَتقطعي طرق الحجاز ذهابا
وَصلي مسيرك بالاصائل وَالضحى / لتعود روح العطف منك ايابا
فَعَساكَ ان تصلى بلاد محمد / تجدى رياضا بالوفود رحابا
حيث المظلل بالغَمامة وَالَّذي / ملأ الزَمان هداية وَصوابا
لمى به وقفي قبالة وجهه / واستأذنيه وبلغيه خطابا
من عبده عبد الرَحيم فانه / من أم ملدم قد أذيق عذابا
نفخت عليه بحر نار جهنم / وأذابَت الجسم الضَعيف فذابا
حَتّى اذا لم تَبقَ من أَعضائه / الا عظاما قد وهت واهابا
ناداك مرتجيا بجاهك عطفة / يا خير من سمع الندا فأجابا
يا صاحب الجاه العَظيم لمثلها / أَحسنت ظني في الزَمان فحابا
قم بي وَبالمرضى فجودك عارض / ما زالَت المَرضى اليه عيابا
فَلَقَد جَعلتك في الخطوب وَسيلَتي / ان نابَني زمن قرعت البابا
قل أَنتَ في الدارين منا لا تَخف / من بعدها يا صاحب النيابا
أَنتَ الَّذي جو الجنان بجاهه / وَنجاور الولدان والاترابا
مني السَلام عَلى المقيم بطيبة / من طاب من خبث العيوب فَطابا
وَحمى حمى الاسلام واتبع الهدى / وَتجنب الازلام والانصابا
وَدَعا الى الدين الحَنيف بسيفه / فغدت رؤس المشركين جوابا
من بعد ما جحَدوا جلالة قدره / سفها وَقالوا ساحرا كَذابا
فسل المشاهد وَالثغور من الَّذي / هزم الجيوش وَشتت الاحزابا
ومن الَّذي طمس الضلال بسيفه / وأعاد عامره المنيع خرابا
يا أَكرم الكرماء يا أَعلى الورى / شرفا وأمنع ذروة وَجنابا
أَنا عبدك الجاني حججت وَلَم أَزر / ولئن عتبت فَما أُطيق عتابا
وَلئن صفحت فشيمة نبوية / شملت عَلى عبد أَساء فَتابا
لَم ألف غيرك من أَلوذُ به اذا / مكر الزَمان وَقطع الاسبابا
فاخفض جناحك لي وَكن يد نصرتي / ولمن يَليني نسبة وَصحابا
وَعليك صَلى اللَه يا علم الهُدى / ما ارفض منسجم الغمام وَصابا
وَعَلى صَحابتك الَّذين تشرفوا / وَسموا عَلى شهب السما احسابا
أَنسمة طيب أَم صبا طيبة هبا
أَنسمة طيب أَم صبا طيبة هبا / سحيرا دَعا قَلبي فأسرع مالبى
وَطَلعَة نور التم أَم نور أَحمَد / تشعشع حَتّى شق ساطعه التربا
فذانك زاداني سروار وَفرجا / همومي وَحلا من عرا كبدي كربا
وَهَيهات ما كل النَسيم حجازيا / وَلا كل نور يبهج الشرق وَالغربا
لسكان تلك الأَرض عهد مؤكد / لدى وَخبر العهد ما أَنصب الحبا
وَما زلت أَستَسري النَسيم لا رضهم / عَلى بعد دارينا وأستمطر السحبا
تذكرني الاشواق من لست ناسيا / فَتَجري دُموعي في محاجرها صبا
فَيا لي من الذكرى وَيالي من الهَوى / وَيا دَمع ما أَجرى وَيا قَلب ما أَصبي
خَليلي من حبي كأن لَم يَرعَكما / رَحيل فَريق فارَقوا الهائم الصبا
فاصبح لا عهد قَريب بهم وَلا / طَليعَة علم عنهم تشرح القَلبا
دَعَته حمامات الحمى للبكا فَلَم / تدع اذ تَداعَت في الاراك له لبا
وأثمله مر النَسيم فَما دَرى / أنسمة طيب أَم ضيا طيبة هبا
وَما ذاكَ الا روح روضة جنة / ثَرى في ثراها سيد العرب العربا
نَبي هدى من ضل منا بهديه / وأدرك بالتَوحيد من يعبد النصبا
رجونا به من ظلمة الظلم رحمة / فمد علينا ظل ملته الغلبا
وَما زالَ يَدعونا إِلى اللَه وحدهِ / إِلى أَن رضينا اللَه سبحانه رَبا
وَلَولاه ما كانَ الوجود بموجد / وَلا أرسل الرحمن رسلا وَلا نبا
فما اشتملت أَرض عَلى مثل أَحمد / وَلا استودع الرحمن رحما وَلا صلبا
تَظاهَرَت الاخبار من قبل بعثه / بأن يظهر الرحمن أَعلا الوَرى كعبا
وَبشرنا موسى وَعيسى بن مَريَم / به ومن الاحبار من قرأ الكُتبا
فَلما اِستقلت أمه حمله رأت / به بَركات من عَديد الحصى أربى
وأهبطت الاملاك لَيلة وضعه / وَناداه من في الكَون رحبا به رحبا
ونكست الاصنام في كل وجهة / وَغلت يد الشَيطان تبا له تبا
وأخمدت النيرات في أَرض فارِس / وَكل يَهود الشام قد عدموا خبا
وَلاحَ شعاع النور في شعب مكة / فَقامَت رِجال الحق تَستَبقِ الشُعَبا
فَلما رأوه أَكبروه وَفاخرت / بطلعته البَطحاء أفق السما عجبا
رأوا منه ملء العين طفلا مُباركا / يَناسب غرا من بَني غالب غلبا
وَلَم ينكروا من آل وهب بن زهرة / خؤلتهم اذ كان أَكرَمهم وهبا
فَلاقَت قُرَيش منه ايمن طائر / واسعد فأل واِنثَنى جدبها خصبا
وَجلل أَهل الشرق وَالغَرب انعما / يقل مداد البحر عَن حصرها كتبا
وَعلم اهل الرشد ذكرا مُباركا / حوى الزجر والاحكام وَالفرض وَالندبا
وَبالغ في الانذار حَتّى اذا عتت / عليه رجال الشرك خاطبهم حربا
وَما زالَ حَتّى فل شوكة بأسهم / وابد لهم بالسَيف من امرهم رعبا
وَحل بلطف اللَه عقدة عزهم / وَذَلك حين اِستَعمل الطعن وَالضربا
وَلَم يَبقَ للكفار حصنا ممنعا / وَلا مَسلكا وَعرا وَلا مرتقى صعبا
فَكانَ فنا الطاغين في كل بلدة / وَمنتجع الراجين في السنة الشهبا
يبارى هبوب الريح جود يَمينه / اذا ما شمال الشام ناوحت النكبا
لئن كانَ ابراهيم خص بخلة / فَهَذا نبي أَوتى القرب والحبا
وان كان فوق الطور موسى مكلما / فأَحمد جاز السبع وأخترق الحجبا
وان فجر اليَنبوع موسى من الصفا / فأحمد أَروى من أَنامله الركبا
وان كلم الاموات عيسى بن مَريَم / فأحمد في عَيناه سجت الحصبا
لَقَد فضل الاملاك والرسل رفعة / عليهم وَساد الجن وَالعجم وَالعربا
أَلَم تَرَ أَن الانبياء جَميعهم / عليه يَحيلون الشَفاعة في العقبى
فَما أَحد منهم يَقول انا لها / سواه واى يَنتَهي مثله قربا
غداه نَرى من تحت ظل لوائه / حَبيبا وَحوضا طيبا بارِدا عذبا
عَلَيك سَلام اللَه عد بِكَرامة / لمن لا يَرى غير الذنوب له كسبا
وَقل أَنتَ يا عَبد الرَحيم غدامعي / بحضرة قدس عند من يغفر الذَنبا
وَكن من اذى الدارين حصتي فانني / اعدك لي من كل نائبة حسبا
وَمَهما تَناءَت عنك داري فانني / لا صبح يا شمس الهدى جارك الجنبا
فَما كانَ عودى ان حججت وَلَم أعد / اليك جفاء لا ومن فلق الحبا
وَلكن تَصاريف الزَمان عجيبة / وانت اذا اِستَعتَبت اجدر بالعتبى
فصل حبل مَدحي فيك واقبل وَسيلَتي / لادرك حسانا بفضلك اوكعبا
واكرم مَعي نسلي واهلي وَحيرَتي / وَسالف آبائي وَصَحبي وَذا القربى
وَصلى عليك اللَه ما ذر شارق / وَما اِبتَهجت في اللَيل افق السما شهبا
صَلاة وَتَسليما عَليك وَرَحمَة / مُباركة تَنمو فَتَستَغرِق الحصبا
تخصك يا مَولاي حيا وَميتا / وَتشمل في تَعميمها الآل وَالصحبا
مثل لعينك خدرا في الحمى ضربا
مثل لعينك خدرا في الحمى ضربا / وانشد فؤادا مَع الاحباب مغتربا
وابك المَنازِل بعد الظاعنين دما / ان لم تر الدمع يَقضي عنك ما وجبا
وَلا تَلم في الهوى العذرى ذا شجن / في الغور هب له ريح الصبا فصبا
ان حدث الركب عَن نجد بكى شجنا / وان رأى النار في نجد بكى طربا
وَالورق ساجعة تغرى الغرام به / وَالبرق يلهبه وجدا اذا التهبا
يود لو أَنَّ أَيام الحمى رجعت / وَقلما رد شيء بعد ما ذهبا
فَيا حويدي المَطايا ذا الكَثيب وَذا ال / مرغي الخَصيب فدعها ترعى العذبا
في روضة ظل نجدى النَسيم بها / نشوان بنثر من حب الندى حببا
وان وردت بها ماء العَذيب فقل / سَقى العذيب من الامواه ما عذبا
وَخل عنها اذا اِرتاحت لرائحة / من طيب طيبة أوريا رياض قبا
وان وصلت بها باب السلام فقل / مني السَلام عَلى أَوفى الورى حسبا
محمد خير منزول بساحته / كهف الارامل والايتام وَالغربا
أَغر أَرسله الرحمن مرحمة / للخلق بالحق يهدي العجم وَالعربا
نور الوجود تمام الجود ان نزلت / به الوفود بسوح ضيق رحبا
ملاذ كل صَريخ ما صدمت به / خطبا فكلّ وَلا اِستَعطيته فأبى
تندى الغمام اذا اِستَمطرتها مطرا / وابن العواتك تندى كفه ذهبا
وَتسلب الشمس ثوب النور آفلة / وَنور أَحمد شق الترب واِشتَهيا
ان ابن عبد مناف شمس اِبتَهَجَت / لما رآها سَنا أَهل الضلال خبا
كَم عاندته قريش في نبوّته / وَكم أَضافوا اليه السحر وَالكَذِبا
وَضلة نبزوه بالجنون وَلَم / يَبقوا لأسمائه من ضدها لقبا
حَتّى رَماهم بجيش لا كفاء له / يَهدي إِلى الهدين الحرب وَالحربا
بيض المفارق وَالهَيجاء مظلمة / كانهم في ظهور الخَيل نبت ربا
فيهم عتيق وَفاروق وَصنوهما / عثمان وَالحيدري الضاري اذا وثبا
أئمة شرف الله الوجود بهم / ساموا العلا فسموا فوق العلا رتبا
وهن نزار وَفرعى تغلب عرب / أَرباب سمر وَبيض تلتظى لهبا
الخَائضي غمرات الموت متخذي / هام الكماة عَلى أَرماحهم عذبا
الشاربي الموت صرفا في الهياج فَما / يَدرون طعنا وَضَربا كان أَم ضربا
محبة لنبي بين اظهرهم / اختاره واِجتَباه اللَه واِنتخبا
مؤيدا بكتاب اللَه معتصما / بِاللَه منتصرا لِلَّه محتسبا
يا أَشرف الخلق من حاف وَمنتعل / وَمنتقى من مشي منهم ومن ركبا
كان ابن مسلم جار الجنب من برع / فكنت من بعد جاري جارك الجنبا
أَهدى اليك من النيابَتين عَلى / شوقي اليك حروفا تشبه الشهبا
فصل بمرحمة عَبد الرَحيم ومن / يَليه أَهلا وأرحاما وَمُصطَحَبا
وان دعا فأجبه واحم جانبه / وَصله ما قطعت أَيامه السَبيل
لا نلت قوة ضعفي ان نبازمني / وَفي يَدي منك سيف ما هَوى فَنَبا
وَلا عدمتك في الدارين معتمدا / بجاه وَجهك مِثلي يَتقي التربا
فقم بحالي وَحال المُسلمين اذا / ضاق الخناق ورض لي كل ما صعبا
مني عليك صَلاة اللَه دائمة / تنمى فَتَستَغرق الاعصار وَالحقبا
نزيد قدرك يا سر الوجود علا / والآل وَالصحب نعم السادة النجبا
ما حن رعد وَما غنت مطوقة / وَما تغنت حمامات الحمى طَرَبا
أَتأمرني بالصبر وَالطبع أَغلب
أَتأمرني بالصبر وَالطبع أَغلب / وَتَعجَب من حالي وَحالك أَعجَب
وَتَطلب مني سلوة عَن رَبائِب / وَراهن أَرواح المحبين تطلب
فَما قَرّ لي دمع وَلا كف مدمع / وَلا طابَ لي عيش وَلا لذ مشرب
زَماني أَشكو منك عتبك دائما / فَلا أَنا مشكوّ وَلا أَنتَ معتب
تَروم ذهولي عَن فَريق مفارق / وَركب باكناف الاباطح طنبوا
وَتسألني عَن زينَب بنت مالِك / وَما سألت عني وَلا عنك زينَب
مروّعتي بالبين هَل من زيارة / تَعيش بها الارواح من قبل تَذهَب
فَلَم يَبقَ شيء غير فضله مهجة / وَقلب عَلى جمر الغضى يَتَقَلب
أَورّى بذكر الركب وَهو مشرق / وأَبكي فَيَبكيني الفَريق المغرب
الى الجيرة الغادين شوقي وانني / عَلى وَلَهي أَبكي الرسوم وأندب
اذا وَصلوا طاب الزَمان بوصلهم / وان هجَروا فالهَجر عِندي أَطيَب
تحن لترداد الحَنين حشاشَتي / وَيَستَعذب التَعذيب قَلبي المعذب
وَطيف خيال زارَني بعد هجعة / لَدى وطن ينأون عنه وَبقرب
يعللني ذكرى ليال تقدمت / وَلكنه من حيث يصدق يكذب
وَساجعة تَبكي فأبكي وانها / لتعجم شَكواها وأَشكو فأعرب
أَلا لَيتَ شعري عَن ربا الاثل هل غَدا / وَراحَ عَلى العلات فيهن صبب
وَدر فراد يس العقيقين هيدب / عَلى كل شعب منه يَرفض هيدب
وَهل روّع البرق الرياض بضاحك / يفضض أَزهار الرياض وَيَذهَب
يظل يناغى الشمس لؤلؤ ظله / وَيصبح دار النور بالنور يلهب
وَهل عذبات البان رنحها الصبا / فَعانقها ثم اِنثَنى وَهي تَلعَب
أَحساب قَلبي فرّق الدهر بَينَنا / فَلَم يَبقَ شيء بعد كم فيه أَرغَب
سوى الكرم الفَياض وَالصفح وَالرضا / أَرجيه بالظن الَّذي لا يخيب
من الهاشمي الطيب الطاهر الَّذي / اليه العلا وَالفَضل وَالفَخر ينسب
أَعز الوَرى أَصلا وَفِعلا وَمنشأ / وَأَعلى وأسما في الفخار وأحسب
وأحسن خلق اللَه خلقا وَخلقة / وأطولهم في الجود باعا وأرحب
وأكرم بيت من لؤى بن غالب / ومن غيرهم وابن الاطايب أَطيَب
تسلسل من أَعلى ذؤابة هاشم / أَشم رَحيب الباع أَروع أَغلب
سَرى لَيلَة المِعراج يقصد حضرة / بها الكاس من راح المحبين تشرب
وَحفت به الاملاك منهم مبشر / بِما نال من فضل ومنهم مرحب
وأَدناه رب العرش منه عَلى العلا / فَكانَ كَقاب القوس أَو هو أَقرَب
وآتاه في الحشر الشَفاعَة وَاللوا / عَلى الرسل وَالحوض الَّذي لا ينضب
فآياته بالمعجزات نواطق / وَراياته بالفتح وَالنصر تنصب
صلوه بما شئتم فَواللَه ما اِنطَوى / عَلى مثله في الكون أَم وَلا أَب
أَينبي الصَفا المَكي عَن جيرة الحمى / ومن ضمه البيت العَتيق المحجب
وَعَن عَرفات وَالمحصب من منى / فأمنيتي خَيفا مني وَالمحصب
وَمن لي بأَهل الدار من أَهل طيبة / فَوَجدي موجود وَقَلبي مقلب
الى روضة ما بين قبر وَمَنبَر / عَلَيها رباح الخلد تَصبو وَتجنب
شذاها من الفَردوس مسك وَعَنبَر / عَلى غاية الوصفين أَذ فر أَشهَب
أَلا بلغوا عني المحبين انهم / وان سَكَنوا قَلبي عَن العين غيب
أَحن اليهم من ديار بَعيدَة / وأسأل عنهم من يجىء وَيَذهَب
غَرامي بهم فَوقَ الغَرام وَمُهجَتي / تَذوب وَدَمعي في المَحاجِر يسكب
وَمن كل مشغوفا بحب محمد / وَحب أَبي بكر فَكَيفَ يعذب
سَلام عَلى الصديق اذ هو لَم يزل / لخير البَرايا في الحياتَين يَصحب
فَثانيه في الغار الخَليفة بعده / لامته نعم الحَبيب المقرب
أَجاب وَقَد صموا وأبصر اذ عموا / وَصدق بالحق المبين وَكَذبوا
وَصاحبه الفاروق ذاكَ المبارك ال / اغر أَمير المؤمنين المهذب
ضَجيع رَسول اللَه مظهر دينه / غضنفره في اللَه يَرضى وَيَغضَب
به اتسع الاسلام واتضح الهدى / وَلَم يَبقَ غير الحق للخلق مذهب
وَعثمان ذو النورين من سبح الحصى / بكفيه وارى الزند وَالبرق خلب
كَثير البكا وَالذكر منفق ماله / وَجهز جيش العسر وَالعام مجدب
لَدى الحشر يَلقى اللَه وَهوَ مطهر / برىء شَهيد بالدماء مخضب
وَمن كَعَلي كَرَمَّ اللَه وَجهه / كَريم به الامثال في الجود تضرب
أَخو الحلم بحر العلم حيدرة الرضا / أَمام به صدع الهداية يشعب
هَزبر وَلكن صده الصيد في الوَغى / وَمخلبه الرمح الاصم المكعب
وَعمى رَسول اللَه وَالحسنين من / بهم شَرفات المجد تَزهو وَتعجب
وَمن قومه قوم الى اللَه هاجَروا / وَخلوا مَغاني دورهم وَتغربوا
وَراضوا عَلى حب الحَبيب نفوسهم / فَكانَ لوجه اللَه ذاكَ التقرب
وآواه قوم آخرون وَناصَروا / وَذبوا العدا واِستمنعوا وَتغلبوا
أولئكم الانصار وَالسادة الاولى / نشا منهم فرع طَويل وَمنصب
سَلام عَلى ذاكَ النَبي وآله / وأزواجه وَالصحب ماجن غيهب
غداة للقا منهم أسود ضراغم / بسرد سَرابيل الحدائد تجلببوا
يَخوضون بحرا دونه البحر من دم / وأمواجه بيض وَسمر وَشذب
فكل طَويل الباع مقتحكم الوَغى / أَغر طريل العمر لاقيه يعطب
يَجود عَلى شوك الرماح بنفسه / وَيردى به في غمرة المَوت مقرب
وَسرباله في الروع درع درية / وأَبيض من ماء الحَديد مشطب
عليهم سَلام اللَه اذ مهدوا الهدى / ودان لهم بالسيف شرق وَمغرب
عَلى حب من هانَت لسطوة باسه / وَهيبته العظمى نزار وَيعرب
نبيّ حجازي رضىّ مكرم / كَريم جواد صادِق الوعد منجب
إِلى صاحب الجاه العَريض رمت بنا / هموم لَها في ابن العَواتك مطلب
من الحبر وَالنيابَتين تَراسَلَت / الى مقصد من دونه الهول يَركب
فَقامَت عَلى باب النَبي محمد / مَقام ذَليل خائف يترقب
وَحَطَت ببحبوح المَكارِم وَالرضا / لَدى سيد منه المَكارِم توهب
عَلى الساحَة الخَضراء وَالمشهد الَّذي / يَكاد بزوار النَبي يرحب
سَلام عَلى ذاكَ الحَبيب فانني / اليه عَلى بعدي أحن وأطرب
عَسى يا رَسول اللَه نظرة رحمة / الينا وَالا دعوة ليس تحجب
فأَنتَ حمانا مِن زَمان معاند / به ينكر المَعروف والدين يسلب
سميك يا مَولاي طال عكوفيه / عَلى كعبة العصيان وَالرأس أَشيَب
فَخَد بيد المقرى واشفع له وَلي / فَو اللَه اني مذنب وَهوَ مذنب
وَقم يا رَسول اللَه بي وَبصاحبي / وَقل ذا كَهَذا الاخلاف مرتب
فَقَد عظمت أَوزارنا وَذنوبنا / وَلَم نأت شيأ لِلكَرامة يوجب
وَقطعت الايام أَسباب بيننا / وَلكن اليكم يَلجأ المتسبب
أَحاط بنا طوفان زلاتنا وَما / لنا فيه الا فلك صفك مركب
اذا ما هممنا بالزِيارة عاقنا / بعادك عنا لا الجفا وَالتجنب
اليك توسلنا بك اصفح وجد وعد / فَما منك بدّلا وَلا منك مهرب
وَقل انقامني وَلي وَمَعي وَبي / وَعندي فاهوال القيامة تصعب
نَلوذ وَنَدعو المسلمين لظلكم / اذا أخذ الجاني بما كان يكسب
فَما منكم الا نفحة هاشمية / علينا وَالا رحمة تتشعب
وَصلى عليك اللَه ما در عارض / وَما لاحَ في السبع الطَرائِق كوكب
صَلاة تعم الآل وَالصحب دائما / بلاغا به ما دامَت الصحف تكتب
أهاب سحيرا بالفراق مهيب
أهاب سحيرا بالفراق مهيب / فَلَباه وجد في الحشا وَلَهيب
وَحقق ظَنى بالرَحيل مودع / مَدامعه في وَجنَتيه تصوب
فَما كذبتَني رمزة معنوية / أَشار بها رى البنان خَضيب
يرد بطرفيه السَلام وَحَوله / رَقيب ومن حول الرَقيب رَقيب
حمته عَن التَوديع زرق اسنة / تَكاد تذيب الصخر وَهو صَليب
فمن أَينَ يَصفو العيش بعد احبة / رَكائبهم بين الشعاب شعوب
وَهَل سلوة بعد الفراق لهائم / شج قلبه قبل الفراق كَئيب
وَبين الخيام البيض من أَيمن الحمى / قلوب دعتها لِلرَحيل قلوب
اذا لَم أذب بعد الفَريق صبابة / فمن أَي شيء بعد ذاك أَذوب
يشوقني روح النَسيم فَلَوعَتي / لَها كلما هب النَسيم هبوب
اظل عَلى اظلالهم وَربوعهم / أَحن كاني في الحَنين رقوب
وأندب سفح البان ايام صبوتي / اليه وَبرد اللهو فيه قَشيب
دعَتني اضاليل المنى غير مرة / فَما كدت بعد الظاعنين أجيب
وأطعمني حكم الهَوى ان يعيدلي / طلوع شموس لم يشبه غروب
فَما عاضني بالابلق الفرد عائض / وَلا شاقَني بعد الكَثيب كَثيب
وَهَيهات ما كل المنازل رامة / وَلا كل بَيضاء الجَبين عروب
وَكَم من سمىّ لَيسَ مثل سميه / وان كان يدعى باسمه فَيجيب
فَياذا كرا عن ذي الاراك اعد لنا / حَديثك عَن أَهل الاراك يطيب
سمعتكم تحكى عن خيمات عالج / عَسى لك عهد بالخيام قَريب
صف الاثل وَالمرعى الخَصيب لحاجر / هَل الاثل وَالمَرعى الخَصيب خَصيب
وَما فعل الرمل العَقيقي هَل ذرت / عليه شمال أَم صبا وَجنوب
وَهَل سمرت بعدي لغوب عَلى اللَوى / فأين اللَوى مني وأين لغوب
أَما وَمَريضات الجفون ألية / لمن لم يكد عن حبهن يَتوب
ليَدري شهاب الدين أَحمد أَنَّني / لداعية في كل الامور مجيب
هُوَ الطيب ابن الطيبين وَعمدتي / عليه وَظبي فيه لَيسَ يخيب
لَقَد نابَ عني كل أَمر أَخافه / فَلَم أَخشَ أَمرا لِلزَمان يَنوب
كَفاني صروف الدهر من بعد ما سطت / عَلى مَخاليب لَها وَيَنوب
وَذاد الخطوب السود عني بجوده / فَما ساورتني للخطوب خطوب
فَلِلَّه بر اريحى مهذب / عَن الرجس أوّاه اغر منيب
حفىّ وَفىّ مشفق متعطف / عزيز منيع الجانبين مهيب
كَريم من الغر الكِرام وَسيد / من النجباء الصالحين نجيب
يَطول يدا بالجود للوفد انما / هو البحر جودا وَالكرام قليب
لنا منه خلق اَريحى وَمنظر / بهى وصدر بالنوال رَحيب
أَمَولاي جاني منك بعد اِفتراقنا / كَلام يَكاد الطفل منه يشيب
أَطلت مَلامي في أمور كَثيرة / فَلَم أَدر من أَي الذنوب أَتوب
وأمرضني منك العتاب وَلَيسَ لي / سواك اذا عز الطَبيب طَبيب
اذا غرني ضَيفان صَبري غدرتني / أَلَيسَ لنا بعد الحضور مغيب
أَراكَ عَلى بعد الطَريق تَلومني / اذا قيل لي تلك الطَريق قَريب
فَقَد كنت في ذابان اعثر مرة / وأسقط أخرى كل ذاك لغوب
الى أَن دهتني في جَوانب أَرضه / مَصائب تذوى الغصن وَهو رَطيب
فَحينئذ أَقسمت لا عجت موطئا / عَوانى ذئب أَو عداني ذيب
وَطلقت ذابان الثلات وَلَم أعد / اليه وَمالي فيه وَهو شغوب
وَكَيفَ قفو لي نحو بيت نويرة / وَقَد ساءَني يوم هناك عصيب
ذكرت كَلام الغشمري وَصنوه / وَما فعلاه وَالغَريب غَريب
سمعتهاما حين ابن عمك لم يقم / يَقولان ذياك الغَلام مريب
وَسل عليه ابن الفَواجِر خنجَرا / صقيلا يَرى للنمل فيه دَبيب
فذبيت عَن أعراضنا بصوارم / من الشعر ما فلت لهن غروب
وَلَولاك بل لَولا أَبوك عليكما / تزاح هموم أَو تزال كروب
فخذ بيدي يا آل شمس عمارة / وَلَو أن ذنبي يذبل وَعَسيب
وَكن عصمَتي من جور دهر معاند / به الحر عبدو الصدوق كَذوب
فَما أَنتَ الاسيد وابن سيد / وَبر كَما غيم عَلى سكوب
أَبوك حَبيبي قدس اللَه روحه / وَأَنتَ ابنه وابن الحَبيب حَبيب
تداركني باللطف وَالدهر عابس / واخصبت ربعى وَالزَمان جَديب
وَكَم لك عِندي من يَدلو وزنتها / لما وزناها منوح وَشعيب
سأطلب منك الصفح حَتّى يَكون لي / لديك منالصفح الجَميل نصيب
اذا كنت أَهل العفو عَن كل مذنب / وَلَم تعف عني ان ذا العَجيب
فَهاك من الدر النضد غَريبة / تَروق اعاريضها لهن ضروب
من اللاء لَم يسبق اليهن شاعر / سواي وَلَم ينطق بهن اديب
عَليك سَلام سرمدي مبارك / روائحه مسك يَفوح وَطيب
إِلى صارم الدين الفَتى ابن محمد
إِلى صارم الدين الفَتى ابن محمد / رمت بي مقادير وحرب وَخطوب
وَحطت بي الآمال في خير منزل / لَدى خير من يأوى اليه اديب
فَوافَيت اعلى الناس نفسا وَمنصبا / واخصت ربعا وَالزَمان جَديب
فَتى سر تَوحيد الاله وَسيفه / به العيش يَحلو وَالزَمان يَطيب
هُوَ الكوثر الفياض في آل فارح / اغر يُنادي للندى فَيجيب
غمام يعم الخلق ظلا وَنائلا / لكل من الراجين فيه نَصيب
عليك سَلام اللَه جئتك زائرا / وَشأني وَقيت الشانئين عَجيب
اؤمل منك البر وَالبر واسع / وارجو نداك الجم وَبو قَريب
فقم بي وَعاملني بما أَنتَ أَهله / فان رَجائي فيك ليس يخب
وَصن ماء وَجهي عَن زَمان معاند / وصل حبل انسى فالغَريب غَريب
وَدمت منار الدين ما لاح بارق / وَما اِهتز غصن في الاراك رطيب
وَلازلت مأمولي وَغوثي وبصرتي / عَلى نائبات الدهر حي تَنوب
مَضى زمن الصبا فدع التَصابي
مَضى زمن الصبا فدع التَصابي / قبح منك شبت وأَنتَ صابي
تظل تغازل الغزلان لهوا / وَتكثر ذكر زينب وَالرباب
وَتَلبس للبطالة كل ثوب / وَتنسى ما يسوّد في الكتاب
وَقَد بدلت معد قواك ضعفا / وَدل الشيب منك عَلى التباب
فخذ زادا يَكون به بَلاغ / وَتب فَلَعَل فوزك في المتاب
وأجمع لِلرَحيل وَلا تعول / عَلى دار اِغترار واغتراب
فَخير الناس عبد قال صدقا / وَقدم صالحا قبل الذهاب
وَراقب ربه وَعصى هواه / وحاسب نفسه قبل الحساب
خَليليّ اربعا بربوع نجد / تجدد عهد معهدها الخراب
وَننزل منزل الخلان منها / وَنَروي من مناهلها العذاب
مآثر خيرتي وَديار أنسى / وَمألف كل عيش مستطاب
سقى شعب الاراك وَما يَليه / من الاقطار منسجم السحاب
وَروّى روضة العلمين حَتّى / تناهى الري مخضر الروابي
يناغى الشمس منها در طلى / بربك النور بسفر بالتهاب
كأن فَواتح الازهار منها / خَلائق سيدي عمر العرابي
أَما نوره ملأ النواحي / وأوضح هديه سبل الصواب
بعز مكانة وَيجل قَدرا / برفعة منصب زاكي النصاب
وَيكبر أَن يخاطب أَو يسمى / بسر السر أولب اللباب
كَرامات له وَمكاشفات / فشت في الكون بالعجب العجاب
فراسة مؤمن بحضور قَلب / يشاهد في اِبتعاد واقتراب
وَغوث يُستَغاث به وَسيف / يَصول عَلى النوائب غير نابي
وَبدر يستضاء به وَبحر / من الخَيرات ملتطم العباب
وأمة امة عملا وَعلما / نَقي العرض عَن عار وَعاب
نَلوذ به إِلى جمل منيف / جوانبه محصنة الهضاب
وَنَستَسقي الغمام اذا جدبنا / بَدعوته وَنفتح كل باب
وَنستعدي به وَبتابعيه / عَلى الاعداء في النوب الصعاب
فان لسره خضعت وَذلت / رقاب العجم وَالعرب الصلاب
ومن شرف الولاية أَن هَذا / لسان اولى الحقائق في الخطاب
يخاطب خصمها وَيجيب عنها / اذا اِفتقر السؤال إِلى جواب
وَيَكسو المذهب السنى حسنا / وَينشر ظل رايته العقاب
وَيبنى دون دين اللَه سورا / بيوت علا مسامية القباب
لَقَد شرف الزَمان به واضحت / وجوه الخير سافرة النقاب
توافيه الوفود بحسن ظن / فَترجع غير خائبة الركاب
وَتَرعى ريف رأفته البرايا / فتنعم في خلائقه الرحاب
وَعز حماه ملجأ كل راج / وَشعب نداه مجتمع الشعاب
فَيا مَولاي قربني نجيا / وأكرمني بأنعمك الرغاب
فَلَم أَسألك ديناراً ودارا / وَلا ثوبا سوى ثوب الثواب
فقد وافيت بحرك وَهو طام / وَغيري غره لمع السراب
وَجئتك زائرا بغريب مدح / حواشيه أرق من العتاب
وأشهى من فكاهة بنت عشر / وَتَقبيل المعسلة الرضاب
تغادر أنفس الاحبار سكرى / بكاس المدح لا كاس الشَراب
فصل حَبلي بحبلك واِصطَنعني / فَكَم لك من صَنائِع في الرقاب
وَقل عَبد الرَحيم ومن يَليه / مَعي يَرجو غدا كرم المآب
وَقض حَوائجي فَعَساك تَجزي / بمغفرة واجر واِحتساب
لا درك منك في الدنيا والاخرى / نَصيبي من دعاء مستجاب
بقيت لملة الاسلام نورا / وَجيه الوجه محترم الجناب
وَدمت مكرّما بعلو قدر / وَبورك في صحابك من صحاب
وَصلى اللَه لمحه كل طرف / تخص الدر من صدف التراب
محمدا الَّذي فضل البَرايا / وفاق المرسلين بقرب قاب
وآل الهاشمي وَتابعيه / غوث رغائب وَليوث غاب

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025