المجموع : 27
ألا رُبَّ يومٍ بجرجانَ أرعنٍ
ألا رُبَّ يومٍ بجرجانَ أرعنٍ / ضحِكْتُ له من خَرْقِهِ أتعجَّبُ
وأخشى على نفسي اختلافَ هوائِهِ / وما للفتى ممَّا قضَى مهرَبُ
وما خيرُ يومٍ أخرقٍ متلوِّنٍ / ببردٍ وحرٍّ بعدَهُ يتلهَّبُ
فأوَّلُهُ للفَرْوِ والجمرِ مِثْقَبُ / وآخِرُهُ للثلجِ والخَيْشِ يُضْرَبُ
الليلُ أسهَرُهُ فَهَمِّي راتبُ
الليلُ أسهَرُهُ فَهَمِّي راتبُ / والصُّبْحُ أكرهُهُ ففيهِ نوائبُ
فكأنَّ ذاكَ قَذًى لطرفي مُسْهِرٌ / وكأنَّ هذا فيه سيفٌ قاضبُ
شيئان واللهِ ما أمَلُّهما
شيئان واللهِ ما أمَلُّهما / وليسَ لي في سواهُما أَرَبُ
فإنْ تَقُلْ ما هُما أُجِبْ وأَقُلْ / بابُ خوارِزْمِشَاهَ والأَدَبُ
فَدَيْتُكَ يا أَتمَّ الناسِ حُسْناً
فَدَيْتُكَ يا أَتمَّ الناسِ حُسْناً / وأصلَحَهم لمتَّخِذٍ حبيبا
فوجهُكَ نزهةُ الأبصارِ حُسْناً / وصوتُكَ مُتْعَةُ الأسماعِ طيبا
وسائلةٍ تسائِلُ عنكَ قُلْنا / لها في وصفِكَ العَجَبَ العَجيبا
دَنا ظبياً وغَنَّى عندَلِيبا / ولاحَ شقائِقاً ومشى قَضِيبا
قالوا تَشَوَّكَ خدَّاهُ وشاربُهُ
قالوا تَشَوَّكَ خدَّاهُ وشاربُهُ / فقلتُ لا تُنْكِروا ما ليسَ بالعَجَبِ
الشَّوكُ في شجراتِ الوردِ مُحْتَمَلٌ / والشَّوكُ لا عَجَبٌ في مُجْتَنى الرُّطَبِ
ريقُ الحبيبِ كريقِ المُزْنِ والعِنَبِ
ريقُ الحبيبِ كريقِ المُزْنِ والعِنَبِ / أَذَاقَني ثمراتِ اللَّهْوِ والطَّرَبِ
وقد سَبَتْ منِّيَ الأيَّامُ صفوتَها / فكيفَ أَهربُ منها وهيَ في طَلَبي
وقصرِ مُلْكٍ ترى كلَّ الجمالِ بهِ
وقصرِ مُلْكٍ ترى كلَّ الجمالِ بهِ / وأَسْعُدُ الدَّهْرِ تبدو من جوانِبِه
كأنَّما جنَّةُ الفِرْدَوْسِ قد نَزَلَتْ / إلى خَوَارِزْمَ تعجيلاً لصاحِبِه
أقولُ والقلبُ منِّي في تلفُّتِهِ
أقولُ والقلبُ منِّي في تلفُّتِهِ / يا بدرُ يا غائباً في أُفقِ مغربِهِ
نَذَرتُ لله صوماً إن رجعتُ وما / كفَّارةُ النَّذْرِ إلا بالوفاءِ بهِ
لما بعثتُ فلم تُسْعِفْ مطالَبتي
لما بعثتُ فلم تُسْعِفْ مطالَبتي / وأمْعَنَتْ نارُ شوقي في تلهُّبِها
ولم أجِدْ حيلةً تُبْقي على رَمَقي / قبَّلتُ عينَ رسولي إذ رآك بها
لقد طَرِبَ المحبُّ إلى الحبيبِ
لقد طَرِبَ المحبُّ إلى الحبيبِ / كما طَرِبَ المريضُ إلى الطبيبِ
وأذعنَ للهوى القلبُ المعنَّى / كإذعانِ الشبيبةِ للمشيبِ
ألا يا حبَّذا مَسْرى نسيمٍ / نسيبِ الروحِ يا لكَ من نسيبِ
كأنَّ الروحَ منهُ طيبُ ذكرِ ال / عميدِ السيِّدِ الفردِ الأديبِ
أبي نصرِ بن مشكان الذي قد / غدا بينَ الأنامِ بلا ضريبِ
أتمَّ اللهُ نعمتَهُ عليهِ / ولا أخلاهُ من طربٍ وطيبِ
وليلٍ بتُّه رهنَ اكتئابِ
وليلٍ بتُّه رهنَ اكتئابِ / أقاسي فيه أنواعُ العذابِ
إذا شرِبَ البعوضُ دمي وغنَّى / فللبرغوثِ رقصٌ في ثيابي
إليكَ المشتكى لا منكَ ربِّي
إليكَ المشتكى لا منكَ ربِّي / وأنتَ لحادِثاتِ الدهرِ حسبي
تُروِّي غلَّتي وتَرمُّ حالي / وتُؤْمِنُ رَوْعَتي وتُزِيلُ كَرْبي
يا ليلةً طالتْ كأنَّ نجومَها
يا ليلةً طالتْ كأنَّ نجومَها / غُرَماءُ أرقبَهُم لِدَيْنٍ واجبِ
والبَدْرُ كالشَّيْخِ الأجَلِّ تَمَنْطَقَتْ / قُدَّامَهُ الجَوْزاءُ مثلَ الحاجِبِ
يا دهرُ حسبُكَ قد أطَلْتَ نحيبي
يا دهرُ حسبُكَ قد أطَلْتَ نحيبي / وَتَرَكْتَني في موطِني كغريبِ
وسَلَبْتَني ثوبَ السُّرورِ بجامعٍ / ما بينَ وَصْفَيْ خادمٍ وأديبِ
فالشِّعْرُ منِّي والدموعُ لآلئٌ / من نظمِ طَبْعَيْ عاشِقٍ وأديبِ
قد غابَ عن رَبْعي هلالٌ مُقْمِرٌ / في أُفْقِ تربِيَتي وفي تأدِيبي
فالآنَ يطلعُ في سِوى دارِي ولا / ينفكُّ فيهِ القلبُ رَهْنَ نحيبِ
نَدٌّ نفيسٌ عندَ غيري فائحٌ / وأراهُ من عَجْني ومن تركِيبي
وثمينُ عِقْدٍ عند غيري لائحٌ / وأراهُ من نَظْمي ومن تَرْتيبي
لي سيِّدٌ مَلِكٌ غَدا
لي سيِّدٌ مَلِكٌ غَدا / في بردَتَيْ مَلِكٍ وَهُوبِ
لا بالجهولِ ولا المَلُو / لِ ولا القَطُوبِ ولا الغَضُوبِ
قد جادَ لي بأَغَرَّ أُن / عِلَ بالشَّمالِ وبالجَنوبِ
لا بالشَّمُوسِ ولا العمو / صِ ولا القَطوفِ ولا الشبوبِ
كتبتُ وشيناتُ حالي غَلَبْن
كتبتُ وشيناتُ حالي غَلَبْن / عليَّ بمَنْ جَلَّ عن مُشْبِهِ
فشوقي إليهِ وشُكْري له / وشعريَ فيهِ وشُغْلي بهِ
من كان ينفعُهُ الأدَبْ
من كان ينفعُهُ الأدَبْ / ويُحِلُّهُ أعلى الرُّتَبْ
فلقد خَسِرْتُ عليهِ ما / وُرِّثْتُ من أُمٍّ وأَبْ
كم ضيعةٍ كانتْ تصو / نُ الوَجْهَ عن ذُلِّ الطَّلَبْ
أتلَفْتُها لا في القِيا / نِ ولا هوَى بِنْتِ العِنَبْ
بل في الحوادِثِ والحوا / ئجِ والنوائبِ والنُّوَبْ
كم قُلْتُ لمَّا بِعْتُها / وحَصَلْتُ في أَسْرِ الكَرَبْ
ذَهَبَتْ دجاجَتُنا التي / كانَتْ تبيضُ لنا الذَّهَبْ
وشادنٍ أصبحَ عُذْرَ الذُّنُوبْ
وشادنٍ أصبحَ عُذْرَ الذُّنُوبْ / لقاؤُه يهزِمُ جيشَ الكروبْ
بغُرَّةٍ غرَّارَةٍ للوَرَى / وطُرَّةٍ طَرَّارَةٍ للقُلُوبْ
غناؤكَ يهزِمُ جيشَ الكُرُوبْ
غناؤكَ يهزِمُ جيشَ الكُرُوبْ / وعيناكَ للناسِ عذرُ الذُّنوبْ
فويلَ القلوبِ إذا ما رَنَوْتَ / وإمَّا شَدَوْتَ فويلَ الجُيوبْ
لقد قلب الدهر الخئون مجنه
لقد قلب الدهر الخئون مجنه / فقلبي على جمر الغضى يتقلب
وأصبحت في ظفر الزمان ونابه / وما فيه الا دون ما أترقب