المجموع : 8
وابلائي من طول هذا الكتاب
وابلائي من طول هذا الكتاب / أسعدوني عليه يا أصحابي
أسعدوني على قراة كتابٍ / طوله مثل طول يوم الحساب
إن فيه مني البلاء ملقًى / ولغيري فيه الهوى والتصابي
وله الود والهوى وعلينا / فيه للكاتبين رد الجواب
ثم ممن يا سيدي وإلى من / منهضيم الحشا لعوب كعاب
وإلى من إن قلت فيه بعيب / لم أحط في مقالتي بالصواب
لا يساوي على التأمل والتف / تيش يوماً في الناس كف تراب
إذا اشتملت على اليأس القلوب
إذا اشتملت على اليأس القلوب / وضاق لما به الصدر الرحيب
أقبلْتُ أهرُب لا آلو مُباعدةً
أقبلْتُ أهرُب لا آلو مُباعدةً / في الأَرض منهمْ فَلم يُحْصِنِّيَ الهربُ
بقصر أوسٍ فَما والت خنادِقُه / ولا النواويسُ فالماخورُ فالخَرب
فأَيُّما موئِلٍ منها اعتصمتُ به / فِمن ورائي حثيثاً منهمُ الطلبُ
لمَّا رأيتُ بأني لستُ معجزَهم / فوتاً ولا هَرَباً قرَّبت أحتجِبُ
فصرتُ في البيت مسروراً بهم جَذِلاً / جَارَ البراءة لا شكوَى ولاشَغَبُ
فرداً يحدِّثني الموتى وتنطِقُ لي / عن علمِ ما غاب عنِّي منهمُ الكتبُ
هم مُؤْنِسون وأُلاَّف غَنِيتُ بهمْ / فليس لي في أنيسٍ غيرهم أَرَبُ
لِلّهِ من جُلَسَاءٍ لا جَليسهمُ / ولا عشيرهُمُ للسُّوءِ مرتَقِبُ
لا بادراتِ الأَذَى يخشى رفيقُهمُ / ولا يُلاقِيه منهمْ مَنْطِقٌ ذَربُ
أبقَوا لنَا حِكماً تبقى منافِعُهَا / أُخْرَى الليالي على الأيَّام وانشعبوا
فأيّما آدبٍ منهم مددتُ يدي / إليه فهو قريبٌ من يَدِي كَثَبُ
إن شئتُ من مُحكَم الآثارِ يرفعُها / إلى النبيِّ ثِقَاتٌ خِيرةٌ نُجُبُ
أو شئتُ من عَرَبٍ علماً بأوَّلِهم / في الجاهليَّة أنبتْني به العرب
أو شئتُ مِنْ سِيَرِ الأَملاكِ مِنْ عَجَمٍ / تُنْبي وتُخْبرُ كيف الرأيُ والأَدبُ
حتَّى كأنِّيَ قد شاهدتُ عصرَهُمُ / وقد مضَتْ دونهم من دَهِرِهم حِقَبُ
يا قائلاً قصُرَت في العلم نُهْيَتُهُ / أمسى إلى الجهل فيما قال ينتسِبُ
إنَّ الأوائل قد بانوا بعلمهم / خلافَ قولِك قد بانوا وقدْ ذهبوا
ما ماتَ منا امرؤ أبقَى لنا أدباً / نكون منه إذا ما مات نَكتِسبُ
يا باسطاً كفه نحوي يطيبني
يا باسطاً كفه نحوي يطيبني / كفاك أطيب يا حبي من الطيب
كفاك يجري مكان الطيب طيبهما / فلا تزدني عليها عند تطييبي
يا لائمي في هواها أنت لم ترها / فأنت مغرًى بتأنيبي وتعذيبي
انظر إلى وجهها هل مثل صورتها / في الناس وجهٌ مجلًى غير محجوب
إذا ما جاوَزَ النُّدَمَاءُ خَمْساً
إذا ما جاوَزَ النُّدَمَاءُ خَمْساً / بربِّ البيت والسّاقي اللَّبيبِ
فأيرٌ في حِرِ امِّ فتىً دَعَانا / وأيرٌ في حِرِ امِّ فتىً مجيبِ
إذا ما غدا الطلاّب للعلم ما لهم
إذا ما غدا الطلاّب للعلم ما لهم / من الحظّ إلاّ ما يدوّن في الكتب
غدوت بتشمير وجدّ عليهم / فمحبرتي أذني ودفترها قلبي
شَمِّرْ نَهاراً في طِلاَبِ العُلَى
شَمِّرْ نَهاراً في طِلاَبِ العُلَى / واصْبِرْ على هَجْرِ الحَبِيبِ القَرِيبْ
حَتَّى إِذا اللَّيْلُ أَتَى مُقْبِلاً / واسْتَتَرَتْ فيه عُيُونُ الرَّقِيبْ
فاسْتَقْبِلِ اللَّيْلَ بما تَشْتَهِى / فإِنَّما اللَّيْلُ نَهارُ الأَرِيبْ
كَمْ من فَتًى تَحْسِبُهُ ناسِكاً / يَسْتَقْبِلُ اللَّيْلَ بأَمْرٍ عَجِيبْ
غَطَّى عليه اللَّيْلُ أَسْتَارَهُ / فبات في خَفْض وعَيْشٍ خَصِيبْ
ولَذةُ المَأْفُون مَكْشُوفَةٌ / يَسْعَى بها كُلُّ عَدُوٍّ رَقِيبْ
فبالجَدّ طوراً ثم بالجِدّ تارةً
فبالجَدّ طوراً ثم بالجِدّ تارةً / كذاك جميعُ الناس في الجَدِّ والطَّلَبْ