المجموع : 13
إِنّي لَيَهجُرُني الصَّديقُ تَجَنِّياً
إِنّي لَيَهجُرُني الصَّديقُ تَجَنِّياً / فَأُريهِ أَنَّ لِهَجْرِهِ أَسْبابا
وَأَخافُ إِنْ عاتَبتُهُ أَغْرَيتُهُ / فَأَرى لَهُ تَرْكَ العِتابِ عِتابا
وإِذا بُليتُ بِجاهِلٍ مُتَغافِلٍ / يَدْعو المُحالَ مِنَ الأُمورِ صَوابا
أَولَيْتُهُ مِنّي السُّكوتَ وَرُبّما / كانَ السُّكوتُ عَنِ الجَوابِ جَوابا
يا خَليلي وَصاحِبي
يا خَليلي وَصاحِبي / مِنْ لُؤَيِّ بنِ غالِبِ
حاكِمُ الحُبِّ جائِرٌ / مُوجِبٌ غَيْرَ واجِبِ
لَكَ صُدْغٌ كأَنّما / نونُهُ نونُ كاتِبِ
يَلذَعُ النّاسَ إِذْ تَعَقْـ / ـرَبَ لَذْعَ العَقارِبِ
إذا لم تنَلْ هِمَمَ الأكرمينَ
إذا لم تنَلْ هِمَمَ الأكرمينَ / وَسعيَهُمُ وادِعاً فَاغتَرِبْ
فَكَم دِعَةٍ أَتعَبَتْ أَهلَها / وكَمَ راحةٍ نَتَجَتْ مِن تَعَبْ
بآلِ مُحَمَّدٍ عُرِفَ الصَّوابُ
بآلِ مُحَمَّدٍ عُرِفَ الصَّوابُ / وفي أَبْياتِهِمْ نَزَلَ الكِتابُ
همُ الكَلماتُ للأسماءِ لاحتْ / لآدمَ حينَ عَنَّ لهُ المتابُ
وهُم حُجَجُ الإلهِ على البَرايا / بِهِم وبِحُكمِهِم لا يُسْتَرابُ
بَقيَّةُ ذي العُلى وفُروعُ أصْلٍ / لِحُسْنِ بَيانِهم وَضَحَ الخِطابُ
وأَنوارٌ يُرى في كلِّ عَصْرٍ / لإِرْشادِ الوَرى مِنهُمْ شِهابُ
ذَراري أَحْمَدٍ وَبَنو عَلِيٍّ / خَليفَتِهِ فَهُم لُبٌّ لُبابُ
تناهَوْا في نِهايةِ كُلِّ مَجْدٍ / فَطُهِّرَ خَلقُهُم وزَكَوْا وَطابوا
إذا ما أَعْوَزَ الطُّلّابَ عِلمٌ / وَلمْ يوجَدْ فَعِندَهُمُ يُصابُ
مَحَبَّتُهُمْ صِراطٌ مُستَقيمٌ / ولكِنْ في مَسالِكِها عِقابُ
ولا سِيما أبو حَسَنٍ عَلِيٌّ / لَه في الحَرْبِ مَرتَبَةٌ تُهابُ
كَأَنَّ سِنانَ ذابِلِهِ ضَميرٌ / فَلَيسَ عَنِ القُلوبِ لهُ ذَهابُ
وصارِمَهُ كَبَيْعَتِهِ بِخُمٍّ / مَعاقِدُها من القَوْمِ الرِّقابُ
إذا نادَت صَوارمُهُ نُفوسًا / فَلَيسَ لها سِوى نَعَمٍ جَوابُ
فَبَينَ سِنانِه والدِّرْعِ سِلمٌ / وَبَينِ البِيضِ والبَيْضِ اصْطِحابُ
هُوَ البكّاءُ في المِحرابِ ليْلًا / هُوَ الضَّرّابُ إِنْ وَصَلَ الضِّرابُ
ومَنْ في خُفِّه طَرَحَ الأَعادي / حُبابًا كَي يُلبِّسُهُ الحُبابُ
فَحينَ أَرادَ لبْسَ الخُفِّ وافى / يُمانِعُهُ عَنِ الخُفِّ الغُرابُ
وطارَ بِهِ فَأَكفاهُ وفيهِ / حُبابٌ في الصَّعِيد لهُ انسِيابُ
ومنْ ناجاهُ ثُعبانٌ عَظيمٌ / بِبابِ الطُّهرِ ألقَتهُ السَّحابُ
رآهُ النّاسُ فانْجَفَلوا بِرُعبٍ / وَأُغلِقَتِ المَسالِكُ وَالرِّحابُ
فَلمّا أَنْ دَنا مِنهُ عَلِيٌّ / تدانى النّاسُ واسْتَولى العُجابُ
فكَلَّمَهُ علِيٌّ مُستطيلًا / وَاَقبَلَ لا يُخافُ ولا يُهابُ
وَرَنَّ لِحاجِزٍ وانسابَ فيهِ / وقالَ وَقَدْ تَغَيَّبَهُ التُّرابُ
أَنا مَلَكٌ مُسِختُ وَأَنتَ مَوْلىً / دُعاؤُكَ إِنْ مَنَنْتَ بِهِ يُجابُ
أَتَيْتُكَ تائِبًا فاشْفَعْ إِلى مِن / إلَيْهِ في مُهاجَرَتي الإِيابُ
فَأقْبَلَ داعِياً وِأَتى أَخوهُ / يُؤَمِّنُ وَالعُيونُ لِها انْسِكابُ
فَلَمّا أِنْ أُجيبا ظَلَّ يَعلو / كَما تَعلو لَدى الجَوِّ العُقابُ
وِأَنبَتَ ريشَ طاووسٍ عَلَيهِ / جَواهِرُ زانِها التِّبْرُ المُذابُ
يَقولُ لَقَدْ نَجَوْتُ بِأَهلِ بَيتٍ / بِهِمْ يُصْلى لَظىً وَبِهِمْ يُثابُ
هُمُ النَّبَأُ العَظيمُ وَفُلْكُ نوحٍ / وَبابُ اللهِ وانْقَطَعَ الخِطابُ
رجائي بعيدٌ والمماتُ قَريبُ
رجائي بعيدٌ والمماتُ قَريبُ / ويُخطِئُ ظنّي والمَنونُ تُصيبُ
مَتى تَأْخُذونَ الثَّأْرَ مِمَّنْ تأَلّبوا / عَليكُمْ وشَبّوا الحَربَ وَهْيَ ضروبُ
فَذلكَ قَد أَدمى ابنُ مُلْجَمَ شَيبَهُ / فَخرَّ عَلى المِحرابِ وَهْوَ خَضيبُ
وذاكَ تَوَلّى السُّمُّ مِنهُ حُشاشَةً / وَأَنْشَبْنَ أَظفارٌ بِها وَنُيوبُ
وَهذا تَوزَّعْنَ الصَّوارِمُ جِسمَهُ / فَخرَّ على البَيداءِ وَهْوَ تَريبُ
قَتيلٌ عَلى نَهرِ الفُراتِ عَلى ظماً / تَطوفُ بِهِ الأَعداءِ وَهْوَ غَريبُ
كَاَنْ لمْ يَكُنْ رَيحانَةً لِمُحمّدٍ / وَما هُوَ نَجْلٌ لِلوَصِيِّ حَبيبُ
وَلمْ يكُ مِنْ أَهلِ الكِساءِ الأُولى بِهِمْ / يُعاقِبُ جَبّارُ السَّما وَيَتوبُ
أُناسٌ عَلَوْا أَعلى المَعالي منَ العُلى / فَليسَ لهُمْ في العالَمينَ ضَريبُ
إِذا انْتَسَبوا جازوا التَّناهي بِجَدِّهِمْ / فما لهُمُ في الأَكْرَمينَ نَسيبُ
هُمُ البَحرُ أَضحى دُرُّهُ وَعُبابُهُ / فَلَيسَ لهُ مِنْ مُبتَغيهِ رُسوبُ
تَسيرُ بهِ فُلكُ النَّجاةِ وَماؤهُ / لِشُرّابِهِ عَذبُ المَذاقِ شَروبُ
هُمُ البَحرُ يُغني مَنْ غَدا في جِوارِهِ / وِساحِلُهُ سَهلُ المَجالِ رَحيبُ
يَمُدُّ بِلا جَزرٍ عُلومًا وَنائِلًا / إِذا جاءَ مِنهُ المَرْءُ وَهْوَ كَسوبُ
هُمُ سَبَبٌ بينَ العِبادِ وَرَبِّهِم / فَراجيهُمُ في الحَشرِ ليسَ يَخيبُ
حَوَوْا عِلمَ ما قَدْ كانَ أَوْ هُوَ كائِنٌ / وَكُلَّ رَشادٍ يَبتَغيهِ طَلوبُ
هُمُ حَسَناتُ العالَمينَ بِفَضلِهِم / وَهُمْ لِلأَعادي في المَعادِ ذُنوبُ
وَقَدْ حَفِظَتْ غَيبَ العُلومِ صُدورُهُمْ / فَما الغَيبُ عَن تِلكَ الصُّدورِ يَغيبُ
فَإِنْ ظُلِمَتْ أَو قُتِّلَتْ أَوْ تُهُضِّمَتْ / فَما ذاكَ مِن شَأْنِ الزَّمانِ عَجيبُ
وَسَوفَ يُديلُ اللهُ فيهِمْ بِأَوبةٍ / وَكُلٌّ إِلى ذاكَ الزَّمانِ يَؤوبُ
وليلٍ تَوارى النجمُ من طُولِ مُكثهِ
وليلٍ تَوارى النجمُ من طُولِ مُكثهِ / كما ازْوَرَ محبوبٌ لخوف رقيبهِ
كأنّ الثُّرَيا فيه باقةُ نَرجِسٍ / يُحيّى بها ذُو صبوةٍ لحبيبهِ
رَوى لنا أَنَسٌ فيما روى أَنَسٌ
رَوى لنا أَنَسٌ فيما روى أَنَسٌ / وَكانَ يَروي حَديثًا في الهُدى عَجَبا
وافى عَلِيٌّ وَعَمْرٌو في وَقائِعِهِ / حتّى إِذا ما رآهُ حارَ واضطَرَبا
واسْتَعْمَلَ الصَّمتَ حتّى مالُ في جِهَةٍ / فَقالَ يُومي إِليهِ وَهْوَ قَدْ رَعبا
هذا الذي تَرَكَ الأَلبابَ حائِرةً / وأَبْلَسَ العُجْمَ بالإِقْدامِ وَالعَرَبا
هذا الذي ما رأى قَرْمٌ بَسالَتَهُ / إِلاّ رأَى خَيْرَ ما يَنجو بِهِ الهَرَبا
هذا أَحاديثُهُ مِنْ عِظمِها أَكلَتْ / كُلَّ الأَحاديثِ حتّى قَد تُرِكنَ هَبا
في كَفِّهِ كُنتُ مَأَسورًا فَأَطْلَقَني / فَقَدْ غَدَوْتُ عَلى شُكري لَهُ حَدِبا
وَقى النَّبِيَّ بِنَفْسٍ كانَ يَبْذُلُها / دونَ النَّبِيِّ قَريرَ العَينِ مُحتَسِبا
حَتّى إِذا ما أَتاهُ القَوْمُ عاجَلَهُمْ / بِقَلبِ لَيْثٍ يَعافُ الرُّشْدَ ما وَجَبا
فَساءلوهُ عَنِ الهادي فَشاجَرَهُمْ / وَخَوَّفوهُ فَلمّا خافَهُم وَثَبا
كَأَنَّهُ أَسَدٌ دِيسَتْ عَرينَتُهُ / فَهَبَّ لا يَدَّري خَوفًا ولا رَهَبا
فَعِندَما أَبْصَروا ما أَنكَروا ذَهَبوا / وَبَعْدَما ذَهَبوا عَنْ وَجْهِهِ ذَهَبا
أَقولُ وَما بي فَوقَ ما أَنا قائِلٌ
أَقولُ وَما بي فَوقَ ما أَنا قائِلٌ / وَلكِنْ لِأَمْرٍ ما تُقادُ النَّجائِبُ
أَفيقوا مِنَ السُّكرِ الذي قَدْ طحا بِكُمْ / فَكَمْ قَدْ صحا مِنْ سَكرَةِ الخَمْرِ شارِبُ
لَئِنْ كايَدَتْ نَصْبًا أُمَيَّةُ هاشِمًا / فَكُلُّهُمُ مِنْ سالِفِ الدَّهْرِ ناصِبُ
فآباؤُهُمْ كادوا بِحَربِ مُحَمَّدٍ / أَبناؤُهُمْ للدّينِ كُلٌّ مُحارِبُ
وَلكِنْ بَني الأَعْمامِ ما بالُهُمْ بَغَوْا / عَلَيهِمْ وَهُمْ في الواشِجاتِ أَقارِبُ
إِلَيكُمْ بَني العبّاسِ عَنّي فَإِنّني / إِلى اللهِ مِنْ مَيْلٍ إِلَيكُمْ لَتائِبُ
تَرَكتُمْ طَريقَ الحَقِّ بَعدَ اتِّضاحِهِ / وَأَقْصَتْكُمُ عَنهُ ظُنونٌ كَواذِبُ
أَتَرْضَونَ أَنْ تُطْوى صَحائِفُ عُصْبَةٍ / كِرامٍ لَهُمْ في السابِقينَ مَناقِبُ
أَلمْ تَعلَموا أَنَّ التُّراثَ تُراثُهُمْ / وَأَنْتُمْ لِذاكَ الإِرثِ مِنْ بَعْدُ غاصِبُ
هُمُ أَظْهَروا الإِسْلامَ بِالسَّيْفِ وَالقَنا / وَهُمْ طُهِّروا فَالرِّجْسُ والإِثمُ ذاهِبُ
سَيَظهَرُ أَهْلُ الحَقِّ بِالحَقِّ عاجِلاً / وَتَمْحَقُكُمْ سُمْرُ القَنا وَالقَواضِبُ
فَلا تَذْكُروا فيهِمْ مَثالِبَ إِنّما / مَناقِبُهُمْ عِندَ العَدُوِّ مَثالِبُ
كَأَنَّ مَشيبي إِذْ يَلوحُ عَقاربٌ
كَأَنَّ مَشيبي إِذْ يَلوحُ عَقاربٌ / وأَقتَلُ ما أَبْصَرْتَ بِيضَ العَقارِبِ
كَأَنَّ الثُّرَيّا عَوْذَةٌ في تَميمَةٍ / وَقَدْ حَلِيَتْ واسْتُودِعَتْ حِرْزَ كاعِبِ
وَأَكْلُهُ قَطْفَ العِنَبْ
وَأَكْلُهُ قَطْفَ العِنَبْ / مَعَ النَّبِيِّ المُنْتَخَبْ
مِنَ السَّماءِ المُقْتَرِبْ /
وَهذِهِ دَلائِلُ /
الدَّهرُ أَيامُهُ ماضٍ وَمُرتَقَبُ
الدَّهرُ أَيامُهُ ماضٍ وَمُرتَقَبُ /
فَارْحَلْ إِلى حَلَبٍ فَالخَيرُ مُنْجَلِبٌ
فَارْحَلْ إِلى حَلَبٍ فَالخَيرُ مُنْجَلِبٌ / مِنْ نَيْلِ كَفِّكَ إِنْ لاحَتْ لَنا حَلَبُ
هذا نَبِيٌّ وَهذا خَيرُ أَمَّتِهِ
هذا نَبِيٌّ وَهذا خَيرُ أَمَّتِهِ / دِنًا وَأَعلى البَرايا كُلِّهِمْ نَسَبا