المجموع : 11
لا تعتبنّ على النوائبْ
لا تعتبنّ على النوائبْ / فالدهر يرغم كل عاتبْ
واصبر على حدثانه / إن الأمور لها عواقب
فلكلِّ صافية قذىً / ولكلّ خالصةٍ شوائبْ
والدهر أولى ما صبر / ت له على رنق المشارب
كم نعمة مطوية / لك تحت أنياب النوائب
ومسرّة قد أقبلت / من حيث تنتظر المصائب
زارك زور على ارتقابِ
زارك زور على ارتقابِ / مغتنما غفلة البوابِ
مستتراً بالنقاب يبدو / ضياء خدَّيهِ في النقاب
كالشمس تبدو وقد طواها / دونك سترٌ من السحاب
قد كان في النفس منك عتب / يدعو إلى شدة اجتناب
فملت بالعتب عن حبيب / يضعف عن موقف العتاب
والذنب منه وأنت تخشى / في هجره صولةَ العقاب
بأي يد أسطو على الدهر بعد ما
بأي يد أسطو على الدهر بعد ما / أبان يدي عضب الذبابين قاضبُ
وهاض جناحي حادث جلّ خطبه / وسدّت عن الصبر الجميل المذاهب
ومن عادة الأيام أن صروفها / إذا سرّ منها جانبٌ ساء جانب
لعمري لقد غال التجلد أنّنا / فقدناك فقد الغيث والعام جادب
فما أعرف الأيام إلا ذميمةً / ولا الدهر إلا وهو بالثأر طالب
ولا لي من الإخوان إلا مكاشرٌ / فوجه له راض ووجه مغاضب
فقدت فتى قد كان للأرض زينة / كما زينت وجهَ السماء الكواكب
لعمري لئن كان الردى بك فاتني / وكل امرِئٍ يوما إلى اللّه ذاهب
لقد أخذت مني النوائب حكمها / فما تركت حقا عليّ النوائب
ولا تركتني أرهب الدهر بعده / لقد كلّ عني نابه والمخالب
سقى جدثا أمسى الكريم ابن صالح / يحل به دانٍ من المزن ساكب
إذا بشر الرواد بالغيث برقه / مرته الصبا واستحلبته الجنائب
فغادر باقي الدهر تأثيرُ صَوْبِه / ربيعا زهت منه الرُّبا والمذانب
أخ لي كأيام الحياة إخاؤه
أخ لي كأيام الحياة إخاؤه / تلوَّنُ ألواناً كثيراً خطوبُها
إذا عبت منه خِلّةً فمجَجْتُها / تذكرت منه خِلّة لا أعيبُها
لقد ساءني أن ليس لي عنك مذهبُ
لقد ساءني أن ليس لي عنك مذهبُ / ولا لك عن سوء الخليقة مرغبُ
أفكر في ود تقادم بيننا / وفي دونه قربى لمن يتقرب
وأنت سقيم الود رث حباله / وخير من الود السقيم التجنب
تُسيء وتَأبى أن تعقب بعده / بحسنى وتلقاني كأني مذنب
وأحذرُ إن جازيتُ بالسوء والقلى / مقالة أقوام هُمُ منك أنجب
أساء اختياراً أو عَرَتْهُ ملالَةٌ / فعاد يسيء الظنّ أو يتعَتَّبُ
فخبت من الود الذي كان بيننا / كما خاب راجي البرق والبرق خُلَّبُ
الدهرُ أقصرُ مدةً
الدهرُ أقصرُ مدةً / من أن يُقطَّعَ بالعتابِ
أو أن يكَدَّرَ ما صفا / منه بِهجرٍ واجتنابِ
فتغنَّمِ الساعاتِ إنّ / ممرَّها مرُّ السَّحابِ
رُبَّ بِشْرٍ يُصَيِّرُ الحُرَّ عَبداً
رُبَّ بِشْرٍ يُصَيِّرُ الحُرَّ عَبداً / لك غالَتْهُ جَفوةٌ في الحِجابِ
وفتىً ذي خَلائقٍ مُعجِباتٍ / أَفسدَتْها خَلائقُ البَوّابِ
وكريمٍ قد قصَّرتْ بأيادِيـ / ـه عبيدٌ تُسيءُ للآدابِ
لا أرى للكريمِ أن يَشتري الد / نيا جميعاً بوَقْفَةٍ بالبابِ
إِن تَركتَ العبيدَ والحُكمَ فينا / صارَ فضلُ الرؤوسِ للأَذنابِ
فأحلّوا أشكالَهم رُتَبَ الفَضـ / ـلِ وحَظَّ الأحرارِ عَفرَ التُّرابِ
يومٌ عليك مباركٌ
يومٌ عليك مباركٌ / ما شئت من فرج وطيبِ
عاد الحبيب لوصله / وحجبت عن عين الرقيب
وكذا الزمان يدور بالـ / أفراح من بعد الكروب
فاشرب شرابا نقله / تقبيل سالفة الحبيب
ودع الهموم فإنها / تنأى عن الصدر الرحيب
لابدّ من فرجٍ قريبٍ / يأتي بالعجب العجيب
الكأس حرمتها أولى من النسب
الكأس حرمتها أولى من النسب /
طلعت أوائل للرياض فبشرت
طلعت أوائل للرياض فبشرت / نَورَ الرَّبيع بِجِدَّةٍ وشَبابِ
وغدا السحاب يكاد يسحب في الرُّبا / أذيالَ أسحمَ حالكِ الجِلبابِ
وترى السماء إذا أسفَّ ربابُها / وكأنها كسيتْ جَناحَ غُرابِ
وترى الغصون إذا الرياح تنفست / ملتفة كتعانق الأحباب
تبكي لتضحك نورهنّ فياله / ضحكا تكشف عن بكاء سحاب
ظبيك هذا حسنٌ وجهه
ظبيك هذا حسنٌ وجهه / وما سوى ذاك فمنه يُعابْ
وافهم كلامي يا أبا عامرٍ / لا يشبه العنوانَ ما في الكِتابْ