المجموع : 9
وَلَقَد قُلتُ لِاِبنَتي وَهيَ تَكوي
وَلَقَد قُلتُ لِاِبنَتي وَهيَ تَكوي / بِاِنسِكابِ الدُموعِ قَلباً كَئيبا
اِسكُتي قَد حَزَزتُ بِالدَمعِ قَلبي / طالَما حَزَّ دَمعَكُنَّ القُلوبا
وَدَعي أَن تُقَطِّعي الآنَ قَلبي / وَتُريني في رِحلَتي تَعذيبا
فَعَسى اللَهُ أَن يُدافِعَ عَنّي / رَيبَ ما تَحذَرينَ حَتّى أَؤوبا
لَيسَ شَيءٌ يَشاؤُهُ ذو المَعالي / بِعَزيزٍ عَلَيهِ فَاِدعي المُجيبا
أَنا في قَبضَةِ الإِلهِ إِذا كُن / تُ بَعيداً أَو كُنتُ مِنكِ قَريبا
إِنَّ قَلبي قَد تَصابى
إِنَّ قَلبي قَد تَصابى / بَعدَ ما كانَ أَنابا
وَرَماهُ الحُبُّ مِنهُ / بِسِهامٍ فَأَصابا
قَد دَهاهُ شادِنُ يَلـ / ـبسُ في الجيدِ سِخابا
فَهُوَ بَدرٌ في نِقابٍ / فَإِذا أَلقى النِقابا
قُلتَ شَمسٌ يَومَ دَجنٍ / حَسَرَت عَنها السَحابا
لَيتَني مِنهُ عَلى كَش / حَينِ قَد لانا وَطابا
أَحضَرُ الناسِ بِما أَك / رَهُهُ مِنهُ جَوابا
فَإِذا قُلتُ أَنِلني / قُبلَةً قالَ تُرابا
طَربَةً ما طَرِبتُ في ديرِ كَعبِ
طَربَةً ما طَرِبتُ في ديرِ كَعبِ / كِدتُ أَقضي مِن طَربَتي فيهِ نَحبي
وَتَذَكَّرتُ إِخوَتي وَنَداما / يَ فَهاجَ البُكاءُ تَذكارُ صَحبي
حينَ غابوا شَتّى وَأَصبَحتُ فَرداً / وَنَأَوا بَينَ شَرقِ أَرضٍ وَغَربِ
وَهُمُ ما هُمُ فَحَسبِيَ لا أَب / غي بَديلاً بِهِم لَعَمرُكَ حَسبي
طَلحَةُ الخَيرِ مِنهُمُ وَأَبو المُن / ذِرِ خِلّي وَمالِكٌ ذاكَ تِربي
أَيُّها الداخِلُ الثَقيلُ عَلَينا / حينَ طابَ الحَديثُ لي وَلِصَحبي
خِفَّ عَنّا فَأَنتَ أَثقَلُ وَاللَ / هِ عَلَينا مِن فَرسَخَي دَيرِ كَعبِ
وَمِنَ الناسِ مَن يَخِفُّ وَمِنهُم / كَرَحى البَزرِ رُكِّبَت فَوقَ قَلبي
إِنّي لَباكٍ عَلى الشَبابِ وَما
إِنّي لَباكٍ عَلى الشَبابِ وَما / أَعرِفُ مِن شِرَّتي وَمِن طَرَبي
وَمِن تَصابِيَّ إِن صَبَوتُ وَمِن / ناري إِذا ما اِستَعَرتُ في لَهَبي
أَبكي خَليلاً وَلّى بِبَهجَتِهِ / بانَ بِأَثوابِ جِدَّةٍ قُشُبِ
عَلى الأَحَمِّ الأَثيثِ مُنسَدِلاً / عَلى جَبيني تَهَدُّلَ العِنَبِ
كانَ صَفِيّي دونَ الصَفِيِّ وَذا ال / أُلفَةِ مِنّي في الوُدِّ وَالحَدَبِ
كانَ خَليلي عَلى الزَمانِ فَإِن / رابَ بِرَيبٍ أَبي فَلَم يَرِبِ
كانَ إِذا نِمتُ قالَ قُم فَإِذا / قُمتُ سَما بي لِأَعظَمَ الرُتَبِ
وَكانَ أَنسي إِذا فَزِعتُ لَهُ / وَكانَ حِصني في شِدَّةِ الكُرَبِ
وَا بِأَبي أَنتَ مِن أَخي ثِقَةٍ / لَو كانَ تُغني مَقالَتي بِأَبي
إِنّي لَباكٍ عَلَيهِ أَعوِلَهُ / بِواكِفٍ إِن أَجلِهُ يَنسَكِبِ
كُلُّ خَليلٍ مَضى فَفارَقَني / كانَ شَوى لَو ثَوى فَلَم يَغَبِ
قارَعَهُ عَنِّيَ الزَمانُ فَقَد / صِرتُ لَهُ في الأَذى وَفي التَعَبِ
وَيحَكَ يا دَهرُ كَيفَ جِئتَ بِما / أَكرَهُ جَهراً عَلَيَّ مِن كَثَبِ
شَوَّهتَني بَعدَ مَنظَرٍ حَسَنٍ / كَأَنَّ فيهِ سَبائِكَ الذَهَبِ
قَلَبتَ لَوني إِلى السَوادِ وَقَد / بَيَّضتَ رَأَسي فَصارَ كَالعُطُبِ
ما زِلتَ تَرمي مُخّي فَتُرهِقَهُ / وَتَنتَحي بِالفُتورِ في عَصَبي
حَتّى كَأَنّي وَلَم أَقُم لَغِبٌ / وَكُنتُ أَعلو الذُرى بِلا لَغَبِ
وَيَومٍ بِبَغدادٍ نَعِمنا صَباحَهُ
وَيَومٍ بِبَغدادٍ نَعِمنا صَباحَهُ / عَلى وَجهِ حَوراءِ المَدامِعِ تُطرِبُ
بِبَيتٍ تَرى فيهِ الزُجاجَ كَأَنَّهُ / نُجومُ الدُجى بَينَ النَدامى تَقَلَّبُ
يُصَرِّفُ ساقينا وَيَقطِبُ تارَةً / فَيا طَيبَها مَقطوبَةً حينَ يَقطِبُ
عَلَينا سَحيقُ الزَعفَرانِ وَفَوقَنا / أَكاليلُ فيها الياسَمينُ المُذَهَّبُ
فَما زِلتُ أُسقى بَينَ صنجٍ وَمِزهَرٍ / مِنَ الراحِ حَتّى كادَتِ الشَمسُ تَغرُبُ
يا لَهفَ نَفسي عَلى الشَبابِ
يا لَهفَ نَفسي عَلى الشَبابِ / إِنّي عَلَيهِ لَذو اِكتِئابِ
أَصبَحتُ أَبكي عَلى شَبابي / بُكاءَ صَبٍّ عَلى التَصابي
وَأَصبَحَ الشَيبُ قَد عَلاني / يَدعو حَثيثاً إِلى الخِضابِ
أَهلاً وَسَهلاً بِسَيِّدِ العَربِ
أَهلاً وَسَهلاً بِسَيِّدِ العَربِ / ذي الغُرَرِ الواضِحاتِ وَالنُجُبِ
فَتى نِزارٍ وَكَهلَها وَأَخي ال / جودِ حَوى غايَتَيهِ مِن كَثَبِ
قيلَ أَتاكُم أَبو الوَليدِ فَقا / لَ الناسُ طُرّاً في السَهلِ وَالرَحَبِ
أَبو العُفاةِ الَّذي يَلوذُ بِهِ / مِن كانَ ذا رَغبَةٍ وَذا رَهَبِ
جاءَ الَّذي تُفرَجُ الهُمومُ بِهِ / حينَ يُلِزُّ الوَضينَ بِالحَقَبِ
جاءَ وَجاءَ المَضاءُ يَقدُمُهُ / رَأيٌ إِذا هَمَّ غَيرُ مُؤتَشَبِ
شَهمٌ إِذا الحَربُ شَبَّ دائِرُها / أَعادَهُ عَودَةً عَلى القُطُبِ
يُطفِىءُ نيرانَها وَيوقِدُها / إِذا خَبَت نارُه بِلا حَطَبِ
إَلا بِوَقعِ المُذَكَّراتِ يُشَبَّ / هنَ إِذا ما اِنتُضينَ بِالشُهُبِ
لَم أَرَ قِرناً لَهُ يُبارِزُهُ / إِلّا أَراهُ كَالصَقرِ وَالخَرَبِ
لَيثٌ بِخُفّانُ قَد حَمى اِجَماً / فَصارَ مِنها في مَنزِلٍ أَشِبِ
شَبلاهُ قَد أُدِّبا بِهِ فِهما / شَبهاهُ في جِدِّهِ وَفي لَعِبِ
قَد وِمقا شَكلَهٌ وَسيرَتَهُ / وَأَحكَما مِنهُ أَكرَمُ الأَدَبِ
نِعمَ الفَتى تُقرَنُ الصِعابُ بِهِ / عِندَ تَجاثي الخُصومِ لِلرُّكَبِ
وَنِعمَ ما لَيلَةُ الشِتاءِ إِذا اِس / تُنبِحَ كَلبُ القِرى فَلَم يُجِبِ
ما لَنَعَم عِندَهُ مَخالَفَةٌ / مِثلَ اِختِلافِ الصُعودِ وَالصَبَبِ
تُحضِرُهُ لا فَلا يَهُمُّ بِها / وَمِنهُ تَضحي نَعَم عَلى أَرَبِ
تَرى لَهُ الحِلمَ وَالنُهى خُلُقاً / في صَولَةٍ مِثلِ جاحِمِ اللَهَبِ
سَيفُ الإِمامَينِ ذا وَذاكَ إِذا / قَلَّ بُناهُ الوَفاءِ وَالحَسَبِ
ذا هَودَةَ لا يُخافُ نَبوَتُها / وَدينُهُ لا يُشابُ بِالريبِ
إِنَّ لي حاجَةً فَرَأيَكَ فيها
إِنَّ لي حاجَةً فَرَأيَكَ فيها / لَكَ نَفسي فِداً مِنَ الأَوصابِ
وَهِيَ لَيسَت مِمّا يُبَلِّغُها غَي / ري وَلا يَستَطيعُها في كِتابِ
غَيرَ أَنّي أَقولُها حينَ أَلقا / كَ رُوَيداً أُسِرُّها في حِجابِ
إِنَّني عاشِقٌ لِجُبَّتِكَ الدَك / ناءِ عِشقاً قَد حالَ دونَ الشَرابِ
فَاِكسُنيها فَدتْكَ نَفسي وَأَهلي / أَتَباهى بِها عَلى الأَصحابِ
وَلَكَ اللَهُ وَالأَمانَةُ أَن أَجْـ / ـعَلَها عُمرَها أَميرَ ثِيابي
وَيُنادونَهُ وَقَد صَمَّ عَنهُم
وَيُنادونَهُ وَقَد صَمَّ عَنهُم / ثُمَّ قالوا وَلِلنِّساءِ نَحيبُ
ما الَّذي غالَ أَن تُحيرَ جَوابا / أَيُّها المِصقَعُ الخَطيبُ الأَديبُ
فَلَئِن كُنتَ لا تُحيرُ جَوابا / رُبَّما قَد تُرى وَأَنتَ خَطيبُ
في مَقالٍ وَما وَعَظتَ بِشَيءٍ / مِثلَ وَعظٍ بِالصَمتِ إِذ لا تُجيبُ