القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الدُّمَيْنَة الكل
المجموع : 17
دَعتَك دَواعِي حُبِّ سَلمَى كما دَعَا
دَعتَك دَواعِي حُبِّ سَلمَى كما دَعَا / عَلَى النَّشزِ أُخرَى التّاليات مُهِيبُ
فَلَبَّيكَ مِن دَاعٍ دَعا وَلَوَ أَنَّنِى / صَدىً بَينَ أَحجارٍ لَظَلَّ يُجِيبُ
وَدَاعِي الهَوَى يَغشَى المَنِيَّةَ بِالفَتَى / وَيَعثُرُ عَقلُ المَرءِ وَهوَ لَبِيبُ
فلِلّهِ دَرِّي يَومَ صحراءِ عالجٍ / وَدَرُّ الهَوَى إِنِّى لَهُ لَحَبِيبُ
وَدَرُّ بَلائِى مِن هَواكِ فإنَّهُ / لِعَلّي وَإِن غالَبتُهُ لَغَلُوبُ
أَمِنكِ أُمَيمُ الدّارُ غَيَّرَها البِلى
أَمِنكِ أُمَيمُ الدّارُ غَيَّرَها البِلى / وَهَيفٌ بِجَولاَنِ التُّرَابِ لَعُوبُ
بَسَابِسُ لَم يُصبِح وَلَم يُمسِ ثاوِياً / بِها بَعدَ جِدِّ البَينِ مِنكِ عَرِيبُ
سِوَى عَازفاتٍ يَنتَحِبنَ معَ الصَّدَى / كَما رَجَّعَت جُوفٌ لهُنَّ ثُقُوبُ
ظَلِلتُ بها أُذرِى الدُّمُوعَ كَما صَرَى / بِغَر بَينِ مِن خَرزِ العَراقِ شَعِيبُ
دِيارُ الّتى هاجَرتُ عَصراً ولِلهَوَى / بلُبِّى إِلَيها قائدٌ ومُهِيبُ
أَذُودُ ارتداعُ الوُدِّ لا خَشيةَ الرّدَى / صَدَى هامَتِى عَمّا إِلَيهِ تَلُوبُ
لِيَغلِبَ حُبِّها عَزائى وَإِنَّنِي / لِصَبرِى إِذا غالَبتُهُ لَغَلُوبُ
وَتَسلَمَ مِن قَولِ الوُشاةِ وإِنَّنِى / لَهُم حِينَ يَغتَابُونَها لَذَبُوبُ
أُمَيمَ لِقَلبِي مِن هَوَاكِ ضَمانَةٌ / وَأَنتِ لَها لَو تَعلَمِينَ طَبيبُ
أُمَيمَ لَقَد عَنَّيتِنى وَأَرَيتِنِى / بَدَائعَ أَخلاَقٍ لهُنَّ ضُرُوبُ
فَارتَاحُ أَحياناً وَحِيناً كأَنَّمَا / عَلَى كَبِدِى ماضِى الشَّباةِ ذَرِيبُ
فَقُلتُ خَيَالٌ مِن أُمَيمَةَ هَاجَنى / وَذُو الشَّوقِ للطَّيفِ المُلِمِّ طَرُوبُ
فَقالُوا تَجَلَّد إِنَّ ذَاكَ عَرَامَةٌ / وَمَا فِى البُكا لِلوَاجِدينَ نَصِيبُ
وَمَا مَاءُ مُزنٍ فى حُجَيلاَءَ دُونَها / مَنَاكِبُ مِن ثُمِّ الذُّرَا وَلُهُوبُ
صَفَا فِى ظِلاَلٍ بَارِد وَتَطَلَّعَت / بِهِ فُرُطٌ يَقتَادُهُنَّ جَنُوبُ
مُعَسكَرُ دَلاّحٍ مَرَت وَدَقَاتِهِ / صَباً بَعدَ مَا هَبَّت لَهُنَّ جَنُوبُ
بِأَطيبَ مِن فِيها مَذَاقاً وإِنَّى / بِشَيمِى إذا أَبصَرتُهُ لَطَبِيبُ
هَنِيئاً لِعُودِ الضَّروِ شَهدٌ يَنالُهُ / عَلَى خَصِراتٍ رِيقُهنَّ عَذُوبُ
وَمَنصِبُها حَمشٌ أَحَمُّ يَزِينُهُ / عَوارضُ فِيها شُنبَةٌ وغُرُوبُ
بما قَد تَسَقَّى مِن سُلافٍ وَضَمَّهُ / بَنانٌ كَهُدّابِ الدِّقسِ خَضِيبُ
أُحِبُّ هُبوطَ الوادِيَينِ وإِنَّنى / لَمُستَهتَرٌ بِالوادِيَينِ غَرِيبُ
وقالت أما واللهِ لَولاَ اشتِهارُكُم / وَجَنيِ عليكَ الذَّنبَ حِينَ تَغِيبُ
لَمَا شَمِلَ الأَحشاءُ مِنكَ عَلاقَةً / ولا زُرتَنا إِلاّ وأَنتَ تَطِيبُ
أَحقّاً عِبادَ اللهِ أَن لَستُ صادِراً / وَلا وارداً إِلاَّ عَلَىَّ رَقِيبُ
ولا ناظراً إِلاّ وَطَرفِىَ دُونَهُ / بَعيدُ المَراقِى فِى السَّماءِ مَهِيبُ
وَلاَ مَاشِياً وَحدِى وَلاَ فِى جَمَاعةٍ / مِنَ النَّاسِ إِلاّ قِيلَ أنتَ مُرِيبُ
وهَل رِيبةٌ فِى أَن تَحِنَّ نَجِيبةٌ / إِلَى إِلفِهَا أَو أَن يَحِنَّ نَجِيبُ
لَكِ اللهُ إِنّى وَاصِلٌ ما وَصَلتِنِى / وَمُثنٍ بمَا أَولَيتنِى وَمثِيبُ
وآخُذُ ما اَعطَيتِ عَفواً وَإِنَّنِى / لأَزوَرُ عَمَا تَكرَهِينَ هَيُوبُ
فَلاَ تَترُكِي نَفسِي شَعَاعاً فإِنَّها / مِنَ الوَجدِ قَد كادَت عَلَيكِ تَذُوبُ
أُحِبُّكِ أَطرَافَ النَّهَارِ بَشَاشَةً / وَفِى اللَّيلِ يَدعُونِى الهَوَى فَأجِيبُ
وَلَمَّا رأَيتُ الهَجرَ أَبقَى مَوَدَّةً / وَطَارَت لأَضغَانٍ عَلَىَّ قُلُوبُ
هَجَرتُ اجِتنَاباً غَيرَ بِغضِ وَلاَقِلىً / اُمَيمَةُ مَهجُورٌ إِليَّ حَبِيبُ
وَنُبِّئتُهَا قَالَت وَبَينِي وَبَينَهَا / مَهَامِهُ غُبرٌ ما بِهِنَّ غَرِيبُ
عَذرتُكَ مِن هَذَا الَّذِى مَرّ لَم يَعُج / عَلَينا فَيجزِينَا وَنَحنُ قَرِيبُ
فَقُلتُ لهُ لاَ تَألُ هَلاَّ عَذَرتَنِى / إِلَيهَا فَقَد حَلَّت عَلَىَّ ذُنُوبُ
أُمَيمُ أَهُونٌ بى عَلَيكِ وَقَد بَدَا / بِجِسمىَ مَمَّا تَزدَرينَ شُحُوبُ
فَقالَ لَهَا يَا أَملَحَ النّاسِ رَاكِبٌ / بِهِ شَعَثٌ بَادٍ بِهِ وَشُحُوبُ
صُدُوداً وإعرَاضاً كأنّىً مُذنِبٌ / وَمَا كانَ لِي إِلاّ هَوَاكِ ذُنُوبُ
لَعَمرِى لَئِن أَولَيتِنى مِنكِ جَفوَةً / وَشَبَّ هَوَى قَلبِى إِلَيكِ شَبُوبُ
وَطَاوَعتِ بى قوماً عِدَىً أن تَظاهَرُوا / عَلَىَّ بقَولِ السُّوءِ حِينَ أَغِيبُ
لَبِئسَ إِذَن عَونُ الخَلِيلِ أَعَنتِني / عَلَى نَائِبَاتِ الدَّهرِ حِينَ تَنُوبُ
فإِن لَم تَرَى مِنّى عَليكِ فَتَحمَدِى / وَفِى اللهِ قَاضٍ بَينَنَا وَحَسِيبُ
ذِمَاماً إِذا طَاوعتِ بى قَولَ كاشِحٍ / مِنَ الغَيظِ يَفرِى كِذبَهُ وَيَعِيبُ
وإِنّى لأَستَحِييكِ حَتّى كأَنَّمَا / عَلَىَّ بِظَهرِ الغَيبِ مِنكِ رَقِيبُ
حِذَارَ القِلَى وَالصَّرمِ مِنكِ فَإنَّنى / عَلَى العَهدِ مَادَاومَتِنى لَصَلِيبُ
فَيَا حَسَرَاتِ النَّفسِ مِن غُربَةِ الهَوَى / إِذَا اقتَسَمَتنَا نِيّةٌ وَشَعُوبُ
وَمِن خَطَرَاتٍ تَعتَرِينِى وَزَفرَةٍ / لَها بَينَ لَحمِى وَالعِظَامِ دَبِيبُ
أَصُدُّ وَبِى مِثلُ الجُنُونِ مِنَ الهَوَى / وَأَهجُرُ لَيلَى العَصرَ ثُمَّ أُنِيبُ
إِذا أَكثَرَ الكُرهَ المُحَبُّ وَلَم يَكُن / لَهُ عِلَلٌ كادَ المُحَبُّ يَريبُ
وَقَد جَعَلَت رَيّا الجَنُوبِ إِذَا جَرَت / عَلَى طِيبِهَا تَندَى لَنَا وَتَطِيبُ
جَنُوبٌ بِرَيّا مِن أُمَيمَةَ تَغتَدِى / حِجَازِيَّةً عُلوِيَّةً وَتَؤُوبُ
تَهِيجُ عَلَىَّ الشَوقَ بَعدَ اندِمالِهِ / يَمَانِيَةٌ عُلوِيَّةٌ وَجَنُوبُ
أَحِنُّ إِلَى الرَّملِ اليَمانِى صَبَابَةً / وَهَذَا لَعَمرِى لَو رَضِيتُ كَثِيبُ
فأَينَ الأَرَاكُ الدَّوحُ وَالسِّدرُ وَالغَضَى / ومُستَخبَرٌ مِمَّن تُحِبُّ قَرِيبُ
وإِنَّ النَّسِيمَ العَذبَ مِن نَحوِ أَرضِهَا / يَجِىءُ مَرِيضاً صَوبُهُ فَيَطِيبُ
وإِنّى لأَرعَى النَّجمَ حَتّى كأَنَّنِى / عَلَى كُلِّ نَجمٍ فِى السَّماءِ رَقِيبُ
وأشتَاقُ لِلبَرقِ اليَمانِى إِذَا غَدَا / وَأَزدَادُ شَوقاً أَن تَهُبَّ جَنُوبُ
وَبالحَقلِ مِن صَنعَاءَ كانَ مَطافُهَأ / كَذُوباً وَأَهوَالُ المَنَامِ كَذُوبُ
أَلَمَّت وَايدِى النَّجمِ خُوصٌ عَلَى الشَّفَا / وَقَد كانَ مِن سُلاّفِهنَّ غُرُوبُ
وَرَيدَةُ ذَاتِ الحَقلِ بَينِى وَبَينَهَأ / سَرَى لَيلةً سَارٍ إِلىَّ حَبِيبُ
فَنَبَّهتُ مِطوَىَّ اللَّذينِ كِلاهُما / يُلَبِّينِ عِندَ المُفظِعاتِ مُجِيبُ
جَفَتهُ الفَوَالِى بَعدَ حِينٍ وَلاَحَهُ / شُموسٌ لأَلوَانِ الرِّجَالِ صَهُوبُ
وَطُولُ احتِضانِ السَّيفِ حَتَّى بِمَنكِبى / أَخادِيدُ مِن آثَارِهِ وَنُدُوبُ
وإرجَافُ جَمعٍ بَعدَ جَمع وَغَابَةٍ / صَبَاحَ مَسَاءَ لِلجَنَانِ رَعُوب
وَقَد جَعَلَ الوَاشُونَ عَمداً لَيَعلَمُوا / أَلِي مِنكِ أَم لاَ ياأُمَيمَ نَصِيبُ
أُمَيمَ انصِبى عَينَيكِ نَحوِى تَبَيَّنِى / بِجِسمِىَ مِمَّا تَفعَلِينَ شُحُوبُ
أَذَاهِبةٌ نَبلِى شَعاعاً وَلَم يَكن / لَها مِن ظِباءِ الوَادِيَينِ نَصِيبُ
فإِنَّ الكثِيبَ الفَردَ مِن جَانِبِ الحِمَى / إِلىَّ وَإِن لَم آتِهِ لَحَبِيبُ
وَإِنّى عَلَى رَغمِ العُدَاةِ بِأَنقُعٍ / شِفَاءً لِحَومَاتِ الصَّدَى لَشَرُوبُ
عَلُولٌ بها مِنهَا نَهُولٌ وَإنَّنِى / بِنَفسِىَ عَن مَطرُوقِهَا لَرغُوبُ
مَجِيبٌ لِدَاعٍ مِن أُمَيمَةَ إِن دَعَا / سِوَاهَا بِقَولِ السَّائِلينَ ذَهُوبُ
تَلِجّينَ حَتّى يُزرِىَ الهَجرُ بالهَوَى / وحَتّى تَكادَ النَّفسُ عَنكِ تَطِيبُ
يَحُمنَ حِيامَ الهِيمِ لَم تَلقَ شَافِياً / أَثَابَ النُّفُوسَ الحائماتِ مُثِيبُ
وَلَو أَنَّ ما بى بالحَصَى قَلِقَ الحَصَى / وَبالرّيحِ لم يُسمَع لَهُنَّ هُبُوبُ
وَلَو أَنّنِى أَستَغفِرُ اللهَ كُلَّمَا / ذَكَرتُكِ لَم تُكتَب عَلَىَّ ذُنُوبُ
أَمُستَكبَرٌ مَمشَاىَ إِن جِئتُ زَائراً / إِلَيكُم وَمَعقُودٌ عَلَىَّ ذُنوبُ
دَعُونِى أَرِد حِسىَ ابنِ زَيدٍ فإِنَّهُ / هُوَ العَذبُ يَحلَو لِى لَنَا وَيَطِيبُ
أُمَيمَ احذَرِى نَقضَ القُوَى لاَ يَزَل لَنَا / عَلى النَّاىِ والهِجرَانِ مِنكِ نَصِيبُ
وَكُونِى عَلَى الوَاشِينَ لَدّاءَ شَغبةً / كما أَنَا لِلوَاشِى أَلَدُّ شَغُوبُ
أَلاَ يا أُمِيمَ القَلبِ دَامَ لَكِ الغِنَى / فَما ساعَةٌ إِلاّ عَلَىَّ رقِيبُ
أَسِيرٌ صَغِيرٌ أَو كَبِيرٌ مُجَرِّبٌ / اَم آخَر يَرمِى بالظَّنُونِ مُرِيبُ
فَلاَ تَمنَحِينى البُخلِ مِنكِ وتَعجَلِى / عَلَىَّ بِأمرٍ لَم يَكُن بِذُنُوبِ
أَمَا والّذِى يَبلُو السَّرَائرَ كُلَّهَا / فَيَعلَم ما يَبدُو لَه وَيَغِيبُ
لَقَد كُنتِ مِمَّن تَصطَفِى النَّفسُ خُلَّةً / لَهَا دُونَ خُلاّتِ الصَّفاءِ نَصِيبُ
وَلَكن تَجَنَّيتِ الذُّنُوبَ وَمَن يُرِد / يَجُذُّ القُوَى تُقدَر عَلَيهِ ذُنُوبُ
بِنَفسِى وَأَهلِى مَن إِذا عَرَضُوا لَهُ / بِبَعضِ الأَذَى لَم يَدرِ كَيفَ يُجِيبُ
ولم يَعتَذِر عُذرَ البَرىءِ وَلَم يَزَل / بِهِ صَعقَةٌ حتّى يُقالَ مُريبُ
لَقَد ظَلَمُوا ذاتَ الوِشاحِ وَلَم يَكُن / لَنا فى هَوَى ذاتِ الوِشاحِ نَصِيبُ
يَقُولون لا يُمسي الغَرِيبُ بأَرضِنا / وَأيدِى الهَدَايا إِنَّنِى لَغَرِيبُ
غَرِيبٌ دَعَاهُ الشَّوقُ فاقتَادَهُ الهَوَى / كَما قِيدَ عَودٌ بِالزِّمامِ أَدِيبُ
فأَنتِ التى ذَلَّلتِ لِلنَّاسِ صَعبَتِى / وقَرَّبتِ لِى ما لَم يَكُن بِقَرِيبِ
وإن أَسمَعَتنِى دَعوَةً لأَجبُتها / أُلبِّى سُلَيمَى قَبلَ كُلِّ مُجِيبِ
أَلاَ لا أُبالِى ما أجَنَّت صُدُورُهُم / إِذا نَصَحت مِمَّن أَوَدُّ جُيُوبُ
فإن تَحمِلوا حِقدا عَلَىَّ فإِنَّنِى / لَعَذبِ المِياهِ نَحوَكُم لَشَرُوبُ
يُثَابُ ذَوو الأَهواءِ غَيرِى وَلاَ أَرَى / اُمَيمَةٌ مِمَّا قَد لَقِيتُ تُثيِبُ
يَقُولونَ أَقصِر عَن هَوَاها فَقَد وَعَت / ضَغائنَ شُبّانٌ عَلَيكَ وَشِيبُ
أَلَهفِى لِما ضَيَّعتُ وُدِّى وَما هَفا / فُؤادِى لِمَن لَم يَدرِ كَيفَ يُثِيبُ
وإِنَّ طَبِيباً يَشعَبُ القَلبَ بَعدَما / تَصَدَّعَ مِن وَجدٍ بِهَا لَكَذوبُ
رَأيتُ لها ناراً وَبَينِى وَبَينَها / مِنَ العِرضِ أَو وادِى المِياهِ سُهُوبُ
إِذا جِئتُهَا وَهناً مِنَ اللَّيلِ شَبَّهَا / مِنَ المَندَلِىِّ المُستَجَادِ ثَقُوبُ
وَقَد وَعَدَت لَيلَى وَمَنّت وَلَم يَكُن / لِرَاجِى المُنَى مِن وُدِّهِنَّ نَصِيبُ
مُحِبًّا أَكَنَّ الوَجدَ حَتّى كأَنَّهُ / مِنَ الأَهلِ وَالمَالِ التِّلاَدِ تَطِيبُ
أَلاَ لاَ أَرَى وَادِى المِياهِ يُثِيبُ / وَلاَ النَّفسُ عَمَّا لاَ تَنَالُ تَطِيبُ
يَقَرُّ بِعَينِى أَن أَرَى ضَوءَ مُزنَةٍ / يَمانِيةٍ أَو أَن تَهُبَّ جَنُوبُ
فإِن خِفتِ أَلاّ تُحكِمِى مِرَّةَ الهَوَى / فَرُدِّى فُؤَادِى وَالمَزَارُ قَرِيبُ
أَكُن أَحوَذِىَّ الصَّرمِ إِمّا لِخُلَّةٍ / سِوَاكِ وَإِمّا أَرعَوِى فَأتُوبُ
تَبِعتُكِ عَاماً ثُمَّ عَامَينِ بَعدَهُ / كما تَبِعَ المُستَضعَفِينَ جَنِيبُ
فَأبلَستِ إِبلاَسَ الدَّنىءِ وَمَا عَدَت / لكِ النَّفسُ حاجاتٍ وَهُنَّ قَرِيبُ
رَجاةَ نَوالٍ مِن أُمَيمَةَ إِنَّها / إذا وَعَدَتنا نائلاً لَكَذُوبُ
وَقَد قُلتُ يَوماً لاِبنِ عَمروٍ وَقَد عَلَت / فُوَيقَ التَّراقِى أَنفُسٌ وقُلُوبُ
وَأَيدِ الأَعادِى مُشرَعاتٌ فَطَرفُنا / إِلَى طَرفِهِم نَرمِى بِهِ فَنُصِيبُ
تَمَتَّعتُ مِن أَهلِ الكثِيبِ بنَظَرَةٍ / وقَد قِيلَ ما بَعدض الكثِيبِ كَثِيبُ
أَلاَ لَيتَ شِعرِى عَنكِ هَل تَذكُرِينَنِى / فذِكرُكِ فى الدُّنيا إِلىَّ حبيب
وَهَل لِي نَصِيبٌ فى فُؤادِكِ ثابتٌ / كَمالكِ عِندِى فى الفُؤادِ نَصِيبُ
فَلَستُ بِمَتروكٍ فَأَشرَبَ شَربَةٌ / ولا النَّفسُ عَمَّا لا تَنالُ تَطِيبُ
رَأيتُ نُفُوساً تُبتَلَى طالَ حَبسُهَا / عَلَى غَيرِ جُرمٍ ما لَهُنَّ ذُنُوبُ
فلا خَيرَ فِى الدُّنيا إِذا أَنتَ لم تَزُر / حَبِيباً وَلَم يَطرَب إِلَيك حَبيبُ
سُقِيتُ دَمَ الحَيّاتِ إِن لُمتُ بَعدَها / مُحِبّاً ولا عَنَّفتُ حِينَ يَحُوبُ
وَإِنَّى لَتَعرُونِي وَقَد نَامَ صُحبَتِى / رَوَائعُ حتَّى لِلفُؤادِ وَجِيبُ
أَيا رَبِّ أَدعُوكَ العَشِيَّةَ مُخلِصاً
أَيا رَبِّ أَدعُوكَ العَشِيَّةَ مُخلِصاً / لِتَعفوَ عَن نَفسٍ كَثِيرٍ ذُنُوبُهَا
قَضَيتَ لَها بِالبُخلِ ثُمَّ ابتَلَيتَها / بِحُبِّ الغَوَانِى ثُمَّ أَنتَ حَسِيبُها
خَلِيلىَّ ما مِن حَوبَةٍ تَعلَمانِها / بِجِسمِيَ إِلاّ أُمُّ عَمرٍو طَبيبُهَا
أَهُمُّ بِجَذِّ الحَبلِ ثُمَّ يَرُدُّنِى / تَذَكُّرُ رَيّا أُمِّ عَمرٍو وَطِيبُها
وَبَردُ ثَناياها إِذا ماتَغَوَّرَت / نُجُومٌ يَشِفُّ الواجِدِينَ غُيُوبُهَا
وَقَد زَعَمَوا أَنَّ الرِّياحَ إِذا جَرَت / يَمانِيةً يَشفِي المُحِبَّ دَبِيبُهَا
وَقَد كَذَبُوا لا بَل تَزِيدُ صَبَابَةً / إِذا كانَ مِن نَحوِ الحَبِيبِ هُبُوبُهَا
فَيَا حَبَّذَا الأَعراضُ طابَ مَقِيلُها / إِذا مَسَّها قَطرٌ وهَبَّت جَنُوبُهَا
مِنَ البِيضِ حَوراءُ المَدامِعِ طَفلَةٌ
مِنَ البِيضِ حَوراءُ المَدامِعِ طَفلَةٌ / يَشُوبُ بَياضَ الكفِّ مِنها خِضابُها
تَبَدَّت لَنا مِن بَينِ أَستارِ قُبَّةٍ / كَشَمس تَبَدَّت حِينَ زَالَ سَحابُهَا
فَخِلتُ وَمِيضَ البَرقِ عِندَ ابتِسامِها / وَقَد حالَ دُونَ الثَّغرِ مِنها نِقابُهَا
بأهلي ومالي مَن جَلَبتُ لَهُ أذى
بأهلي ومالي مَن جَلَبتُ لَهُ أذى / وَمَن حَمَلت ضِغناً عَلَىَّ أقَاربُه
وَمَن هُوَ أهوَى كُلِّ مَن وَطِىءَ الحَصى / إِلىَّ وَيَجفونى ويَغلُظُ جانبُه
وَمَن لَو جَرى الشَّحناءُ بَينِي وَبَينَهُ / وَحارَبَني لَم أَدرِ كَيفَ أُحارِبُه
وَإِنّى لَيَثنينى الحَياء وَانثَنى / عَلَى مِثلِ حَدِّ السَّيفِ وَجداً أُغالبُه
مَخافَةَ أن تَلقى أذى مِن مَليكها / بأمرٍ يَرَى الواشونَ أنّىَ جَالبُه
أكرّ تقاضيهِ لأيَّةِ عِلَّةٍ / إِذا خَانَنى وَالِيكِ وَازورَّ جانبُه
عَفا اللهُ عَن لَيلَى وَإِن سَفَكَت دَمِى
عَفا اللهُ عَن لَيلَى وَإِن سَفَكَت دَمِى / فَإِنِّى وَإِن لَم تَجزِنِى غيرُ عاتِبِ
عَلَيها ولا مُبدٍ لِلَيلَى شَكِيَّةً / وَقَد يَشتكِى المُشكَى إِلَى كُلِّ صَاحِبِ
يَقُولُونَ تُب مِن حُبِّ لَيلَى وَوُدِّها / وَما أَنا مِن حُبى لِلَيلَى بِتائِبِ
يَمانِيَةٌ هَبَّت بِلَيلٍ فَأَرَّقَت
يَمانِيَةٌ هَبَّت بِلَيلٍ فَأَرَّقَت / حُشَاشَةَ نَفسٍ قَد تَمَنَّى طَبِيبُهَا
أَبِينِى إِذا استُخبِرتِ هَل تَحفظُ الهَوَى / أُمَيمَةُ أَم هَل عادَ بَعدِى رَقِيبُهَا
حَلَفتُ لَها أَن قَد وَجَدتُ مِنَ الهَوَى
حَلَفتُ لَها أَن قَد وَجَدتُ مِنَ الهَوَى / أَخا المَوتِ لا بِدعاً وَلا مُتَأشِّبَا
وَقَد زَعمَت لي ما فَعَلتُ فَكَيفَ لِي / إِذا كُنتُ مَردُودَ الكَلامِ مُكَذَّبَا
متى الدَّينُ يا أُمَّ العَلاءِ فقد أَنَى
متى الدَّينُ يا أُمَّ العَلاءِ فقد أَنَى / أَنَاهُ مُؤَدَّىً للغَرِيمِ المُطالبِ
لقد طالما استَنسَأتِ إِمّا لِتَظلمِى / وإِمّا لتُرضِى بالقَليلِ المُقاربِ
لقد زَعَم الواشونَ أَنِّى صَرَمتُهَا / وكلُّ الذى عدُّوا مَقالةُ كاذبِ
وكيفَ عَزاءُ النَّفسِ عنها وحبُّهَا / يزيدُ إِذَا ما رثَّ وَصلُ الكَواعِبِ
ذَكَرتُكِ وَالحَدَّادُ يَضرِبُ قَيدَهُ
ذَكَرتُكِ وَالحَدَّادُ يَضرِبُ قَيدَهُ / عَلَى السّاقِ مِن عَوجاءَ بادٍ كُعوبُهَا
فَقُلتُ لِرَاعِى السِّجنِ وَالسِّجنُ جامِعٌ / قَبَائِلَ مِن شَتَّى وشَتَّى ذُنُوبُهَا
أَلاَ لَيتَ شِعرِى هَل أَزُورَنَّ نِسوَةً / مُضَرَّجَةً بِالزَّعفَرانِ جُيُوبُهَا
وَهَل أَلقَيَن بِالسِّدرِ مِن أَيمَنِ الحِمَى / مُصَحَّحَةَ الأَجسامِ مَرضَى قُلُوبُهَا
بِهِنَّ مِنَ الدَّاءِ الّذِى أنا عارفٌ / وَلا يَعرِفُ الأَدواءَ إِلاّ طَبِيبُهَا
عَلَيهِنَّ ماتَ القَلبُ مَوتاً وجانَبَت / بِهِنَّ نَوَى غِبٍّ أَشَتَّ شَعُوبُهَا
أَلاَ هَل لأَيَّامٍ تَوَلَّينَ مَطلَبُ
أَلاَ هَل لأَيَّامٍ تَوَلَّينَ مَطلَبُ / وَهَل عاتِبٌ زارٍ عَلَى الدَّهرِ مُعتَبُ
أَرَى غِيرَ الأَيّامِ أَزرَى بِلِينِها / وَمَعروفِها دَهرٌ بِنَا يَتَقَلَّبُ
فَلِلنَّفسِ مِن ذِكرٍ لَما زالَ فانقَضَى / عَوَائدُ أَحزانٍ تَشُفَّ وَتُنصِبُ
غَلَبنَ اعتِزامَ الصَّبرِ فالقَلبُ تابِعٌ / لِداعِى الهَوَى مِن ذِى المَوَدَّةِ مُصحِبُ
فَمالَت بِكَ الأَيّامُ وَازدادَ هَفوَةً / لِذِكرِ الغَوانِى لُبُّكَ المُتَشَعِّبُ
عَلَى حِينَ لَم تُعذَر بِجَهلٍ وأَشرَفَت / عَلَيكَ أُمُورٌ لَم تَكُن لَكَ تُغضِبُ
ورَوَّحتِ الآياتُ والدِّينُ وَالنُّهَى / علَيكَ مِنَ الحِلمِ الّذِى كادَ يَعزُبُ
وكَيفَ معَ الحَبلِ الَّذِى بَقِيتَ لَهُ / قُوىً مُحكَماتٌ عَقدُهُنَّ مُؤَرَّبُ
يَزِيدُ فَناءُ الدَّهرِ فِيهِنَّ جِدَّةً / وَتَقلِيبُ أَشطانِ الهَوَى حَيثُ يَضرِبُ
تَرُومُ عَزاءً أَو تَرُومُ صَرِيمَةً / وَفى ذَاكَ عَن بَعضِ الأَذَى مُتَنَكَّبُ
عَنِ المُشِكلِ المُزجِى المَوَدَّةَ وَالّذى / يَبِينُ فَينأَى أَو يُدَانِى فَيَقرُبُ
مَعَ الطَّمَعِ اللّذ لا يَزَالُ يَرُدُّهُ / جَميلُ النَّثا والمَنظَرُ المُتَحَبَّبُ
وَقَد جُزِيَت بالوُدِّ سَلمضى وَمَا الهَوَى / بِمُستَجمِعٍ إِلاّ لمَن يَتَحَبَّبُ
وَقالت لَقَد أَعلَنتَ باسمِى وَأَيقَنَت / بِذَاكَ شُهُودٌ حَاضِرُونَ وغُيَّبُ
فَقُلتُ وإِنِّى حِينَ تَبغِى صَرِيمَتى / لَسَمحٌ إِذا ضَنَّ الهَيُوبُ المُلزّبُ
أَتَقرِبَةً لِلصَّرمِ أَم دَفعَ حاجةٍ / أَرَادَت بِهِ أَم ذاتَ بَينِكَ تَقرُبُ
وَأُقسِمُ ما اَدرِى إِذا المَوتُ زَارَنِى / أَسلمَى بِقَلبِى أَم أُمَيمةُ أَصقَبُ
فَما مِنهُمَا إِلاّ التِّى لَيسَ لِلهَوَى / سِوَاهَا عِنِ الأُخرَى مِنَ الأَرضِ مَذهَبُ
هُمَا اقتَادَتَا لُبِّى جَنِيباً وَلَم يَكُن / لِمَن لاَ يُجازِى بِالمَوَدَّةِ يَجنُبُ
فَلاَ القَلبُ يَنسَى ذِكرَ سَلمَى إِذا نَأَت / وَلاَ الصَّبرُ إِن بانَت أُمَيمةًُ يُعقِبُ
وَكَم دُونَ سَلمَى مِن جِبالٍ وسَبسَبٍ / إِذا قَطَعَتهُ العِيسُ أَعرَضَ سَبسَبُ
مَلِيعٍ تَرَى غِربانَ مَنزِلِ رَكبِهِ / عَلَى مُعجَلٍ لَم يَحىَ أَو يَتَطَرَّبِ
لِجِنّانِهِ وَاللَّيلُ دَاجٍ ظَلامُهُ / دَوِىٌّ كَما حَنَّ اليَرَاعُ المُثَقَّبُ
قَطَعتُ وَلَولاَ حُبُّهَا مَا تَعَسَّفَت / بِنا عَرضَهُ خُوصٌ تَخِبُّ وَتَتعَبُ
وَما نُطفَةٌ صَهباءُ خالصةُ القَذَى
وَما نُطفَةٌ صَهباءُ خالصةُ القَذَى / بِحَجلاءَ يَجرِى تحتَ نِيقٍ حَبابُهَا
سَقَاها مِنَ الأَشراطِ ساقٍ فأَصبَحَت / تَسِيلُ مَجارِى سَيلِها وِشعابُها
يَحُومُ بها صادٍ يَرَى دُونَها الرّدَى / مُحيطاً فَيهوَى ورِدَها ويَهابُها
بِأَطيبَ مشن فيها ولا قَرقَفِيَّةٌ / يُشابُ بماءِ الزَّنجَبيلِ رُضابُها
رِدَا ماءَ حُزوَى فَانشَحَا نِضوَتَيكُما
رِدَا ماءَ حُزوَى فَانشَحَا نِضوَتَيكُما / عَلَى حِينَ يخلِى ماءَ حُزوَى رَقِيبُهَا
وَسُوفَا الثَّرَى حَتّى يُحَلِّىءَ عَنكُما / غَلِيلَ الصَّدَى بَردُ الحِياضِ وَطِيبُهَا
فَإِنَّ على الماء الّذِى تَرِدانِهِ / مُفَلَّجَةَ الأَنيابِ دُرمٌ كُعُوبُها
فَما مُزنَةٌ بَينَ السِّماكَينِ أَومَضَت / مِنَ الغَورِ ثُمَّ استَعرَضَتها جَنُوبُها
بِأَحسَنَ مِنها يَومَ قَالَت وَحَولَنا / مِنَ النَّاسِ أَو شابٌ يُخافُ شَغُوبُهَا
تَغَانَيتَ وَاستَغنَيتَ عَنّا بِغَيرِنا / هَنِيئَا لِمَن فِى السِّر أَنتَ حَبِيبُهَا
فَقُلتُ لَها اَنتِ الحَبِيبةُ فَاعلَمِى / إِلَى يَومِ يَلقَى كُلَّ نَفسٍ حَسِيبُهَا
وَدِدتُ بِلا مَقتٍ مِنَ اللهِ أَنَّهَأ / نَصِيبِى مِنَ الدُّنيا وَأَنِّى نَصِيبُهَا
إِلَى أَىِّ حِينٍ أَنتَ ضَارِبُ غَمرَةٍ
إِلَى أَىِّ حِينٍ أَنتَ ضَارِبُ غَمرَةٍ / مِنَ الجَهلِ لاَ يُسلِيكَ نَأيٌ وَلاَ قُربُ
تَهِيمُ بِلَيلَى لاَ نَوَالٌ تُنِيلُهُ / وَلاَ رَاحَةٌ مِمّن تَذُكُّرُهُ نَصبُ
هَوَاها هَوىً قَد عَادَ مَكنُونُهُ جَوىً / ومَرعىً لِبَاغِى الخَيرِ مِن وَصلِهَا جَدبُ
وهَجرُ سُلَيمَى مُستَبِينٌ طرِيقُهُ / وَمَسلَكُهُ وَعرٌ إِذا رُمتَهُ صَعبُ
لَوَ أَنَّ سُلَيمَى يُعقِبُ البُخلَ جُودُها / كَما لِسُلَيمَى مِن مَوَدَّتِهَا عَقبُ
وَعَائِبَةٍ سَلمَى إِلَينا وَمَالَنَا / إِلَيها سِوَى الوَصلِ الَّذِى بَينَنا ذَنبُ
وَمَا تَستَوِى سَلمَى وَلاَ مَن يَعِيبُهَا / إِلَينا كَما لاَ يسَتَوِى المِلحُ وَالعَذبُ
طَرَقَتكَ زَينَبُ وَالرِّكابُ مُناخَةٌ
طَرَقَتكَ زَينَبُ وَالرِّكابُ مُناخَةٌ / بَينَ المَخارمِ وَالنَّدَى يَتَصَبّبُ
بِثَنِيَّةِ العَلَمَينِ وَهناً بَعدَ مَا / خَفَقَ السِّماكُ وَعَأرضَتهُ العَقرَبُ
وَتَحِيَّةٌ وكَرَامةٌ لِخَيالِها / وَمَعَ التَّحيَّةِ وَالكَرَامَةِ مَرحَبُ
أنِّى اهتَدَيتِ وَمَن هَداكِ ودُونَنا / حَمَلٌ فَقُلَّةُ عالِجٍ فالمَرقَبُ
وَزَعَمتِ أَهلَكِ يَمنَعُونَكِ رَغبَةً / عَنّى فَقَومِى بى أَضَنُّ وأَرغَبُ
أَوَ لَيسَ لِى قُرَبَاءُ إِن أَقصَيتِنى / حَدَبُوا عَلَىَّ وَعِندِىَ المُستَعتَبُ
فَلَئِن دَنَوتِ لأََدنُوَنَّ بِعِفَّةٍ / وَلَئِن نأَيتِ لَمَا وَرَائى أَرحَبُ
يَأبَى وَجَدِّكِ أَن أَكونَ مُقَصِّراً / عَقلٌ أَعِيشُ بِهِ وَرَأيٌ قُلَّبُ
حَىِّ المَنَازِلَ مِن حَمَّاءَ قَد دَرَسَت
حَىِّ المَنَازِلَ مِن حَمَّاءَ قَد دَرَسَت / إِلاّ ثَلاثاً عَلَى مُستَوقَدٍ رُكُبَا
وماثِلاً مِن مَغَانِى الدّارِ قَد لعِبَت / هُوجُ الرِّياحِ بباقِى رَسمِهِ حِقَبَا
عُجنا عَلَى دَارِها نبكِى وَنسأَلُهَا / عَنها ونُخبِرُها عَن بَينِنا خُطُبا
دارٌ لأَسمَاءَ إِذ جُنَّ الفُؤادُ بها / وَلاَ تنَوِّلُ إِلاّ الشَّوَ وَالطَّرَبا
مُستَشرِفاً مَا بهِ قَد كادَ يَخبِلُهُ / وَجدٌ بِهَا مُستَهَامَ القَلبِ مُختَلَبَا
لَم يُنسِهِ ذِكرَهَا بَيضاءُ آنِسَةٌ / وَلاَ تضناءٍ نَأَتهُ دارُها حِقَبَا
بَيضَاءُ تُسفِرُ عَن صَلتٍ مَدامِعُهُ / لاتَستَبِينُ بِهِ خَالاً وَلاَ نَدَبَا
ثُمَّ ابتِسَامَتُهَا كَالبَرقِ عَن أُشرٍ / حَمشِ اللِّثاتِ تَرَى فِى ثَغرِها شَنَبَا
بَيضاءُ مِثلُ مَهَاةِ الرَّملِ أَخذَلّها / عَنِ المَهَا جؤذُرٌ قَد رادَ وَكَربَا
تَرعَى رُبولاً مِنَ الوَسمىِّ عَازِبةً / جَرَّت بِهضا المُزنُ سَحَّ فَانسَكَبَا
فَتِلكَ شِبهٌ لَها إِلاّ مُخَدَّمَهَا / مِنَ الشَّوضى لاَ تَرَى فِى خَلقِها عَتَبَا
كانُوا لنا جِيرَةً وَالشَّملُ يَجمَعُهُ / مُستَخلَفٌ مِن ثِمادِ الصَّيفِ قَد شُرِبَا
حتّى إِذا الهَيفُ ساقَ النّاسَ وانسَفَرَت / مِن وَغرَةِ القَيظِ فَيحٌ لَم تَدَع رَطِبا
فَاستَبدَلَ الفَحلُ أَجمَالاً فَألَّفَها / مِن بَعدِ ما اشتَمَلَ الأَشوالَ وَالسُّلُبَا
بَانُوا فَما رَاعَنا إِلاّ حَمولَتُهم / وهاتفٌ بِفراقِ الحَىِّ قَد نَعَبَا
كأَنَّهُم بالضُّحَى والآلُ يَرفَعُهُم / لَمّا تَرَفَّعَ آلُ الشَّمسِ فالتَهبَا
سِدرٌ نَواعِمُ مشن هِرجابَ أَو دُلُجٌ / بالمُستَطِيلِ عَلَى أَفيائِهِ العُشُبا
خَدَّرنَ مَكتُوبَةً شُدَّت مآسِرُها / مُلساً يُخَيَّلنَ مِن سِدرَاتِها قُضُبَا
أَلبَسنَها الرَّقمَ وَالدِّيباجَ عارفَةً / لها جِمَالٌ أخَذنَ الذِّلَّ والأَدُبَا
رَيطاً بَهِيًّا ودِيباجاً كأنَّ عَلَى / أَلياطِها الفِضَّةَ البَيضاءَ والذَّهَبا
ثُمَّ اتَّبَعنَ غَيُوراً ذا مُعاسَرَةٍ / غِن هُنَّ شاوَرنَهُ فِى نِيَّةٍ غَضِبَا
حتى إِذا غَرَّدَ الحادِى وَأَتبَعَهُم / ذَمّاً بِهِم ليسَ تَقتِيراً ولا تَعَبَا
أَتبَعتُهُم طَرفَ عَينٍ جالُها غَرِقٌ / هَاجَ احتمِالُهُم من دَمعِها سَرَبا
أَتبَعتُهُم دَوسَراً رَحبَ الفُرُوجِ تَرَى / فى حَدِّ مِرفَقِهِ عَن زَورِهِ حَنَبَا
مُؤَيَّدَ الصُّلبِ رَحبَ الجَوفِ مُطَّرِداً / كالسِّيدِ لا جَنَباً كَزّاً وَلاَ طَنَبَا
فَعمَ المَناكِبِ نَهّاضاً إِذا حُشِيَت / مِنهُ البَراذِعُ جَوزاً مارِناً سَلِباَ
يُصغِى لراكِبهِ فِى المَيسِ مُنتَحِياً / حتّى إِذا ما انتَحَى فى غَرزِهِ وَثَبا
شَدَّ الظَّلِيمِ مِراحاً ثُمَّ كَفكَفَهُ / حتَّى استَمَرَّ بِهِ التَبغِيلَ وَالخَبَبا
كأنَّ رِجلَيهِ رِجلا ناشطٍ مَرِحٍ / مِنَ النَّعامِ أَرحِّ الخَطوِ قَد خَضَبَا
كأَنَّ أَوبَ يَدَيهِ حِينَ تَرعَبُهُ / بِالصَّوتِ وَهو يُبارِى الضُمَّرَ النُّجُبَا
أَمامَهُنَّ يَدَا ساقٍ بماتِحَةٍ / لَمّا تُبُودِرَ جَمُّ الماءِ فَانتُهِبَا
كأنَّ غارِبَهُ مُستَشرِفاً إِرمٌ / يُوفِي اليَوافِعَ مِن أَعلاهُ مُرتقِبَا
كأنَّ هَاديَهُ والعِيسُ تَطلبُهُ / جِذعٌ بِخَيبَرَ مِن جَبّارةٍ شُذِبَا
كأنَّ عَينَيهِ والأَنضاءُ ساهِمَةٌ / وَقبانِ فِى صَخرةٍ صَمّاء قد نَضَبا
فِى سَلهَبِ الخَدِّ تَستَرخِى مَشافِرُهُ / إِذا اللُّغام عَلَى عِرنِينِهِ عَصَبَا
حتّى لَحِقتُ حُمُولَ الحَىِّ أَقرَعُهُ / لَولا تَراغُبُ شِعبَى رَحلِهِ انشَعَبَا
كانت لِماحاً وتَومِيّاً مُحَافَظَةً / عَلَى الّذِى بينَنا أَن يُظهِرَ الرِّيبَا
مِن عِلمِ أَنّا مَتَى يَظهَر مُكَتَّمُنا / فَيُخبِرِ القَومَ عَن أَسرارِنا الغُيُبَا
تَعدُ العَوادِى مُحِباً عَن إِبَانَتِهِ / وَتَبلُغِ الحَربُ قَومَينا فَيَحتَرِبَا
وَفِى الجِيرةِ الغادِينَ مِن بَطنِ وَجرَةٍ
وَفِى الجِيرةِ الغادِينَ مِن بَطنِ وَجرَةٍ / غَزالٌ أَحَمُّ المُقَلَتينِ رَبيبُ
فَلاَ تَحسَبِى أَنَّ الغَرِيبَ الذِى نَأى / وَلكِنَّ مَن تَنأَينَ عَنهُ غَرِيبُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025