المجموع : 14
الرجل إنْ جاريته في فعله
الرجل إنْ جاريته في فعله / أربى على حدّ السُّوى والمستوى
فاقبض عنان الطرف عن إسرائه / فالعجز علم محقق أخذ اللوى
من عنده في موقف تاهت به / ظلم الغيوبِ فما يحس وما يرى
إن قلبي إلى الذي آب عنه
إن قلبي إلى الذي آب عنه / فهو فر وما سواه مثنى
كلُّ قلب يراك يا من تعالى / فحقيق عليه أن يتجنَّى
فإذا ما دنا إليك تعزى / وإذا ما دنوت منه تهنى
نطحَ النَّثر غَفره
نطحَ النَّثر غَفره / فانظرِ الأمر يا فتى
بطن الطرف في الزبا / ني فقلنا إلى متى
والثريّا بزَبرةٍ / كَللتْ وجه من أتى
دبران بصرفة / قلبه منه قد عَتا
هقعة قد عوتْ لها / شَولةٌ جسمُها نتا
هَنعة في سماكها / والنعائم صوَّّتا
ذرعَ الغفر بلدةً / إذ رأى الصيفَ مُصلتا
نثرت في زبانه / ذبحها فاستوى الشتا
طرف إكليل بالع / ما أراه مُعِنتا
جبهةُ القلب في السعو / دِ تراه مُسمِتا
زمرةٌ عند شَولةٍ / في خِباءٍ قد أفلتا
صرفة في نعائم / مقدم الفرغ عنتا
وعوتْ بلدةٌ على / مؤخّر الفرغِ يا فتى
وسماك بذابحٍ / في رشاءٍ قد أسمتا
وحقِّ الهوى إنَّ الهوى سببُ الهوى
وحقِّ الهوى إنَّ الهوى سببُ الهوى / ولولا الهوى في القلب ما عُبد الهوى
فررتُ إلى الرحمن أبغي التصرّفا
فررتُ إلى الرحمن أبغي التصرّفا / بسطوةِ جبارٍ ورحمة مصطفى
فأنوارٌ تلوح على وليِّ
فأنوارٌ تلوح على وليِّ / ظهورَ الوشي في الثوب الموشَّى
ألبستُ بنتي دنيا
ألبستُ بنتي دنيا / لباسَ دينٍ وتقوى
عسى أراها على ما / قد كلَّف الله تقوى
فإن دارَك هذي / دارُ اختبارٍ وبلوى
إذا شربتَ بنفس / ماءَ الحياةِ لتروى
إنّ التنفس فيه / أهنى وأمرى وأروى
إن قلبي وخاطري
إن قلبي وخاطري / صيّراني كما ترى
أقطعُ الليلَ ساهراً / أهجرُ النومَ والكرى
وأنيسي مَن يعمر الس / يِّد لا يعمر القُرى
مذ تجلى لناظري / في سماءٍ وفي الثرى
ما أرى غير سيدي / دونَ شكٍّ ولا أمترا
أعظم الناسِ فِريةً / مَن على ربِّه افترى
أحضروه في كلِّ ما / يعلم الخلقُ أو يرى
واحذروه فإنه / عينُ مَن عينَه يرى
لما حللت مقامَ القلبِ إدريساً
لما حللت مقامَ القلبِ إدريساً / ولم أجد فيه تخييلاً وتلبيسا
حللت من مشكلاتِ العلمِ ما انعقدت / فكلُّ ذي علَّةٍ بشرحها يوصى
ورثت منه النبيّ المصطفى وكذا / مع الذي عندنا من روحه عيسى
وآدم ثم إبراهيم والدنا / وداود والكليم المجتبى موسى
تعجبت من أنثى يقاوم مكرها
تعجبت من أنثى يقاوم مكرها / بخير عباد الله ناصره الأعلى
وجبريلُ أيضاً ناصر ثم بعده / ملائكة بالعون من عنده تترى
ومن صلحاء المؤمنين عصابةٌ / سمعناه قرآنا بآذاننا يُتلى
وما ذاك إلا عن وجود تحققت / به المرأةُ الدنيا ومرتبة عليا
وقد صحَّ عند الناس أن وجودها / من النفس في القرآن والضلع العوجا
فإن رمتَ تقويماً لها قد كسرتها / وما كسرها إلاّ طلاقٌ به تُبلى
وإنْ شئتَ أن تبقى بها متمتعاً / فمعوجها يبقى وراحتكم تفنى
فما أمها إلا الطبيعةُ وحدها / فكانت كعيسى حين أحيى بها الموتى
لقد أيَّد الرحمن بالروح روحَه / وهذي تولاها الإله وما ثنى
فإن كنتَ تدري ما أشرت به فقد / أبنت لكم عنها وعن سرّها الأخفى
/
متيم بالجمال قد شغفا /
قد امتطى السهد فيه والأسفا /
حتى إذا ما انتهى له وقفا /
يشكو الجوى والسهاد والخبلا / ودمعه فوق خدِّه انهملا سالا
يا حسنّه والظلامُ قد نزلا /
يتلو كتابَ الحبيبِ مبتهلا /
ودمعه لا يزال منهملا /
حتى إذا ما صباحه اتصلا / بليله والظلامُ قد رحلا مالا
لا عذر لي في غداي يا كبدي /
إذا لقيتُ الحبيبَ في الخلد /
وأنت تشكو صبابَة الكمد /
ولم تذوبي شوقاً إليه ولا / وكلُّ من ذابَ فيه إذ وصلا غالا
عجبتُ من لوعتي ومن كمدي /
ومن عنائي ومن قوى جَلدي /
/
فصل به يا فؤاد إن وصلا / فكلُّ من بالمهيمن اتصلا صالا
إن كان لا بد بين المحتوم /
حسبي اتصال العلومِ بالمعلومِ /
فاستمعوا جيرتي شدا المحروم /
أودعني يوم بينه خبلاً / لا صبر لي بعده وقد رحلا لا لا
فررتُ إلى ربي كموسى ولم يكن
فررتُ إلى ربي كموسى ولم يكن / فِراري عن خوفِ عنايةِ مصطفى
فنوديتُ من تبغي فقلت وصالَ من / دعاني إليه قبل والرسم قد عفا
فما هو مطموسٌ وما هو واضحٌ / وطالبه بالنفسِ منه على شَفا
فلو كان معلوماً لكان مميَّزاً / ولو كان مجهولاً لما كان مُنصفا
فيل ليتَ شِعري هل أراه كما أرى / وجودي ومَن يرجو غنيّاً قد أنصفا
فقال لسانُ الحالِ يخبر أنني / غلطتُ ولا والله جئتُ معنفا
فبادرني في الحال من غير مقصدي / أيا حادبي عندي ببابي توقفا
فإني بحكمِ العينِ لستُ مخيرا / ولو كنتُ مختاراً لما سمعوا قفا
فنيتُ به عني فأدركَ ناظري / وجودي وغيري لو يكون تأسفا
فما ثَمَّ إلا ما رأيتُ ومن يرم / سوى ما رأينا فهو شخصٌ تعسفا
فرام أموراً عقلُه حاكمٌ بها / وما أثبت البرهانُ فالكشف قد نفى
إني نظرتُ إلى نفسي بعين رضى
إني نظرتُ إلى نفسي بعين رضى / فقهقهتُ عجباً مني لجهلي بها
وأقبلتْ نحو عقلي كي تعاتبه / أعاقلا نفسه يرضى بمذهبها
كيفَ الرضى وهو ذو مكر وذو خدعٍ / دليلنا ما بدا لي من تعجبا
ليس يدري الغير ما طعم الهوى
ليس يدري الغير ما طعم الهوى / إنما يدريه من ذاق الهوى
والهوى لولا الهوى ما هويت / نفسُ من ذاق الهوى غير الهوى
ما هوى نجمٌ إذا النجم هوى / في هوى إلا من آثارِ الهوى
أوَّل الحبِّ هوى نعلمه / عندنا فالعشقُ من حكمِ الهوى
لا تذمنّ الهوى يا عاذلي / إنما للمرء فيه ما نوى
فيه كوَّن كوني فبدا / وبه قد فلق الحبُّ النوى
فيرى صاحبه في مّوصل / ويرى عائده في نينوى
فيرى الصاحب في وصلته / ويرى العائد يشكو بالنوى
وقف الحبُّ على القلبِ إذا / ذاقه عند مقاماتِ السوى
وإذا خاطبه من ذاته / ما يرى خاطبه منه سوى
ليس للقلبِ اهتمامٌ بالذي / ناله عند المناجاةِ سوى
قولِ من قالَ له في حكمه / أنا في الحكمِ وإيّاك سوا
ما له من خبر في علمه / غير ما قد قاله ثم لوى
عنه وجها لم يزل وجهته / يطلب الوجه بها وأودى اللوى