المجموع : 3
يا عينِ لو أغضيتِ يومَ النوى
يا عينِ لو أغضيتِ يومَ النوى / ما كان يوما حَسَناً أن يُرَى
كلَّفتِ أجفانَكِ ما لو جرى / برمل يَبْرينَ شكا أو جرى
جنايةً عرَّضتِ قلبي لها / فأحتملي أَولَي بها مَنْ جنى
سَلْ ظبياتٍ بالحِمى رُتَّعاً / خُضِّرَ منهنّ بياضُ الحِمى
نَشَدتكنّ اللهَ ما حيلةٌ / صاد بها الأُسْدَ عيونُ المها
إن تك سِحْرا أو لها فعلهُ / فالسحر يشفِي منه طِبُّ الرُّقَى
فيكنّ مَن حشوُ جلابيبه / أهيفُ راوي الرِّدف ظامي الحشا
قلبي له مَرْعًى وصدري كلاً / ليت كلاً ظبيُ الحِمى ما رعى
يا بأبي غضبانَ لو أنه / يرضى بغير القتل نال الرضا
أَغَصُّ بالماء حِفاظا لِما / فارقُته فى فمه من لَمَى
ما لدماء الحبِّ مطلولةً / أهكذا فيهنّ دِين الدُّمى
إن كانت الأعراضُ مَجزيَّةً / فعاقَبَ اللهُ الهوى بالهوى
لله قلبٌ حَسَنٌ صبُره / ما سُئل الذِّلّة إلا أبَى
وصاحب كالسيف ما صادفت / ضَرْبتُهُ غَرْبَاهُ إلا مضى
يركب في الحاجات أخطارَها / إما خَساً فيها وإما زَكَا
يَقِيل إن هَجَّر في ظلِّه / ويحسب الليلَ البهيمَ الضُّحى
كأنه في الخطب بالحظِّ أو / بدرِ بني عبد الرحيم أهتدى
فداء من يُحْسِن أن يوسع الْ / إحسانَ قومٌ خُلِقوا للفِدى
جاد على الأملاك وأستظهروا / بالمنع بُخْلا فى زمان الغنى
تبعث أحشاؤهم غيظَه / إلى حلوقٍ حسبتْه الشَّجَا
أراهُمُ عجزَهُمُ ناهضٌ / بالثقل ما أستُضوِئ إلا وَرَى
من معشرٍ تَضْمنُ تيجانُهم / صُوعَ المعالي وعِيابَ النُّهى
تُرفَع منهم عن جباهٍ بها / أبّهةُ الملْكِ عفا أو سطا
للعزِّ حَشْدٌ دون أبوابهم / يُشعِرك الخوفَ ولمَّا يُرَى
إذا أحبّوا غايةً حَرَّموا / دون مداها أن تُحَلَّ الحُبَى
قل للحسين بن عليّ وما / نماك أصل الخير حتى نما
أدّيت عنهم فاحتبت روضةٌ / تنبت بالنضرة فضلَ الحيا
مناقبٌ يجمعنا مجدها / جمعَ العُرَى في عُقَدات الرِّشا
لذاك ما ظُلِّل لي واسعٌ / أرتُع منه آمناً في حِمَى
كأنني في دُوركم منكمُ / في غير ما يُحْظَر أو يُحْتَمى
في نعمةٍ منكم إذا أستُكْثَرِتْ / منها الفُرادَى أعقبتها الثِّنَى
يحسدني الناسُ عليها ولو / قطَّعنى حاسُدها ما أعتدى
نشرتُها شكرا ولو أنني / طويتُها نَّمتْ نميمَ الصَّبا
فلتبقَ لي أنت فحّقاً إذا / وجدت قولي لا عدمتُ المنَى
في نعمةٍ ليست بعاريَّةٍ / تُضْمَن أو مقروضةٍ تُقْتَضَى
يَعضُد فيها العامُ ما قبلَهُ / ويفضُل اليومَ أخوه غدا
في كلّ يومٍ لك عيدٌ فما / يغرب في عينيك عيدٌ أتى
وخذ من الأضحى بسهميك من / حظَّيْن في آخرة أو دُنَى
أجرك مذخورٌ لِهَاذَاكَ وال / نَّيروزُ موفورٌ على حفظِ ذا
ما طِيفَ بالأستار في مثلِهِ / ودامتِ المَروةُ أختَ الصَّفا
مالكُمُ لا تغضبون للهوى
مالكُمُ لا تغضبون للهوى / وتعرفون الغدرَ فيه والوفا
إن كنتُمُ من أهله فانتصروا / من ظالمي أو فاخرجوا منه بُراَ
أما تَرَوْن كيف نام وحَمَى / عيني الكرى فلم ينم ظبيُ الحِمى
وكيف خلاَّني بطيئا قَدَمِي / عنه ومرّ سابقا مع الوَنَى
غضبانُ يا لَهْفِيَ كم أرضيتُه / لو كان يَرضَي المتجنِّي بالرِّضا
ما لدليلٍ نَصَلَتْ ركابُهُ / من الدجى حاملةً شمسَ الضحى
ضلَّ ولو كان له قلبي أهتدَى / بناره أو شام جفنيَّ سَقى
قالوا الغضا ثم تنفّستُ لهم / فهم يدوسون الحصا جَمْرَ الغضا
بين الحُدوج مُترَفٌ يُزعِجُهُ / لينُ مِهادٍ ورفيقاتُ الخُطَا
عارضني يُذْكِرُني الغصنَ به / وأين منه ما أستقام وأنثنى
حيِّ وقَرِّبْ بالكثيب طارقا / من طيف حسناءَ على الخوفِ سرى
عاتَبَ عنها واصفاً مودّةً / ما أسأرتْ إلا عُلالاتِ الكرى
أضمُّ جفنيَّ عليه فَرَقاً / من الصباح وعلى ذاك أنجلى
كأنني عُجْباً به وشَعَفاً / محبةُ العمدة في حُبِّ العلا
شَمَّرَ للمجدِ وما تشمَّرتْ / له السنونَ يافعٌ كهلُ الحجا
وقام بالرأي فكان أوّلٌ / من رأيه وآخرُ الحزمِ سَوَا
سما إلى الغاية حتى بَلَغَتْ / همّتُهُ به السماءَ وسما
فابن الملوك بالملوك يَقْتدِي / وأبن البحار بالبحار يُبْتَغَى
سكنتموها فاضحين جُودَها / مُبَخِّليها بالسماحِ والنَّدَى
نشلتم المُلكَ وقد تهجَّمتْ / سائلةٌ بَلَّغَت الماءَ الزُّبى
وأعترضت وجهَ الطريق حَيَّةٌ / صَمّاءُ لا تُصغي لِخدْعاتِ الرُّقَى
أنكر فيها المَلْكُ مجرى تاجِهِ / وقام عن سريره وقد نبا
لفَّتْ على العراق شطراً وأنثنت / لفارسِ فدبَّ سمٌّ وسرى
لم تدرِ أنَّ بعُمان حاوياً / ما خَرَزاتُ سحرِهِ إلاَ الظُّبا
يتركها تَفْحَصُ عن نيوبها / درداءَ تستافُ الترابَ باللَّها
سَبْقاً أتتك وحَمَتك حُسَّرا / عن هذه الدولة هاذاك العَشَا
مهلا بني مُكْرَمَ من سماحِكم / قد أثمر المصفرُّ وأخضرّ الثرى
إن كنتم الغيثَ تبارون به / فحسبكم ما يفعل الغيثُ كذا
يا نجمُ كانت مقلتي تنظرُهُ / حتى أستنار بدرَ تِمٍّ وأستوى
صحبتُهُ ريحانةً فلم يزل / دُعايَ حتى طال غصنا ونما
اُذْكُرْ ذَكَرتَ الخيرَ ما لم تنسَهُ / من صحبتي ذِكرَكَ أيامَ الصِّبا
وحُرمةً شروطُها مكتوبةٌ / على جبين المجدِ راعوا حقِّ ذا
ما نعمةٌ تَقِسمُها إلا أنا / بها أحقُّ من جميع مَنْ تَرى
أيُّ جمالٍ زِنتني اليومَ به / زانك بين الناس من مدحي غدا
لا تعدَم الأيامُ أو عبيدُكم / نعماءَ منكم تُحْتَذَى وتُجْتَدَى
ولا تزل أنتَ مدَى الدهر لنا / كهفا إلى أن لا ترى الدهرَ مَدَى
كلُّ صباحٍ واجهتْك شمسُهُ / عيدٌ وكلُّ ليلةٍ ليلُ مِنَي
إن نحروا فَرْضاً فقم نافلة / فأنحر عداك حَسَداً بلا مُدَى
وأبقَ على ما قد أحلَّ مُحرِمٌ / وما دعا عند الطوافِ وسعى
ساهرةُ الليلِ نؤومُ الضُّحَى
ساهرةُ الليلِ نؤومُ الضُّحَى / ريَّانةٌ والأرضُ تشكو الظَّما
رائحةٌ في السِّربِ لم تُقْتَنَصْ / ظباؤه إلا بأمر الدُّجَى
مُلتئمٌ فوها وإن لم يكن / في شفتيها ما لها من لَمَى
مَحَّيةُ ماءٍ ناقعٌ سَمُّها / وناقعٌ سمُّ أفاعي الصَّفا
تعطيك منها أَلْسُناً عِدَّةً / مجتمعاتٍ كلَّها في لَهَا