المجموع : 4
مَنَعَتْهَا الصِّفَاتُ والأَسْمَاءُ
مَنَعَتْهَا الصِّفَاتُ والأَسْمَاءُ / أَنْ تُرَى دُونَ بُرْقُعٍ أَسْمَاءُ
قَدْ ضَلَلْنَا بِشَعْرِهَا وَهْوَ منْهَا / وَهَدَتْنَا بِهَا لَهَا الأضْوَاءُ
كَيْفَ بتْنَا مِنَ الظَّمَأ نَتَشَاكَى / يَا لِقَوْمِي وَفى الرِّحَالِ المَاءُ
كَمْ بَكَيْنَا حُزْنَاً بمَنْ لَوْ عَرَفْنَا / كَانَ مِنْ شِدَّةِ السُّرُورِ البُكَاءُ
نحْنُ قَوْمٌ مِتْنَا وّذَلِكَ شَرطٌ / فِي هَوَاهَا فَلْيَيْئَسِ الأحْيَاءُ
وَأَقَامَتْ نُفوسَنَا فِي حِمَاهَا / لاَ بِنَا بَلْ بِهَا لِيَصْفُو الصَّفَاءُ
فَالمُلَبِّي إِذَا دَعَتْ هِي مِنْا / وَمُحِيبُونَهَا بِهَا الأَصْدَاءُ
يَا أَبَا الخَيْرِ قُمْ لَكَ الخَيْرُ فَاطْرِبْ / مَسْمَعَ الفَقْرِ مِنْكَ ذَاكَ الغِنَاءُ
لاَ تَفُتْ كَاسَكَ التَّي مِنْ لَمَاهَا / هِي فِيهَا تَنَافَسَ النُّدَمَاءُ
لَمْ أَقُلْ قَدْ عَدَتْكَ كَأْسُكَ لَكِنْ / رُبَّمَا طَوَّحَتْ بِكَ الصَّهْبَاءُ
إنَّما يَشْرَبُ التي تَسْلُبُ العَقْلَ / نَدَامَى هُمُ لَهَا أَكْفَاءُ
أَسْكَروُهَا بِهِمْ كَمَا أَسْكَرَتْهُمْ / فِي ابْتِدَاهُمْ بِهَا فَتَمَّ الوَفَاءُ
فَجَزَاءُ مِنْهَا وَمِنْهُمْ وِفَاقٌ / وَ وِفَاقٌ مِنْهَا وَمِنْهُمْ جَزَاءُ
قَدْ تَسَمَّتْ بِهِمْ وَليسُوا سِوَاهُا / فَالمُسَمَّى أُولِئكَ الأَسْمَاءُ
شَهِدْتَ نَفْسَكَ فِينَا وهي وَاحِدَةٌ
شَهِدْتَ نَفْسَكَ فِينَا وهي وَاحِدَةٌ / كَثِيرةٌ ذَاتُ أَوْصَافٍ وَأَسْمَاءِ
وَنَحْنُ فِيكَ شَهِدْنَا بَعْدَ كَثْرَتِنَا / عَينْاً بِهَا اتَّحَدَ المَرْئيُّ والرَّائي
فَأًَوَّلٌ أَنْتَ مِنْ قَبْلِ الظُّهُورِ لَنَا / وَأَخِرٌ أَنْتَ عِنْدَ النَّازِحِ النَّائِي
وَبَاطِنٌ فِي شُهُودِ العَيْنِ وَاحِدُهُ / وَظَاهِرٌ لاِمْتَيِازَاتٍ بأَسْمَاءِ
أَنْتَ المُلَقِّنُ سِرّاً لاَ أَفُوهُ بِهِ / وأَنْتَ نُطْقِيَ وَالمُصْغِى لِنَجْوَائي
خُذْ لِوَجْدِي مِنْ ذِمَّةِ البُرَحَاءِ
خُذْ لِوَجْدِي مِنْ ذِمَّةِ البُرَحَاءِ / وَأَجِرْنِي مِنْ لَوْعَتِي وَعَنَائِي
يَا أَمِيراً عَلى المِلاَحِ وَقَلْبِي / أَبَداً خَافِقٌ لَهُ كاللِّوَاءِ
وَبِنَجْدٍ عُرْبٌ نُزُولٌ أَضَاعُوا / للمُحبينَ ذِمَّةَ النُّزَلاَءِ
ضَرَبُوا خَيْمَةَ المَلِيحَةِ في الرَّوضِ / وَأَجْرُوا أَنْهَارَها مِنْ بُكَائِي
وَدَعُوا لِلعَقِيقِ دَمْعِي وَمِنْ أَيْنَ / لِدَمْعِي العَقِيقَ لَوْلاَ دِمَائِي
فَهُمُ لأَعَدِمْتَهُمْ أَطْلَقُوا الدَّمْعَ / وَقَلْبِي فِيهِمْ مِنَ الأسَرَاءِ
فِي العُيونِ المَرِيضَةِ الجَفْنِ سُقْمِي / يا لِقَوْمِي وَعِنْدَهُنَّ شِفَائِي
وَلِظَبْي الحِمَى إشَارَةُ وَجْدِي / حِينَ أُكْنى عَنْ ظَبْيةِ الوَعْسَاءِ
أَلَمْ يَأْنِ أَنْ تَرْوِي قُلَيْبَ مُتَيَّمٍ
أَلَمْ يَأْنِ أَنْ تَرْوِي قُلَيْبَ مُتَيَّمٍ / تَفِيضُ أَمَاقِي جَفْنِهِ وَهْوَ يَظْمَأُ
أَصَابَتْهُ عَيْنٌ أَغْمَدَتْ نَصْلَ فَصْلِهِ / وَقَلْبُ الهَوى مَنْ كَانَ قَلْبٌ مُرَزَّأُ
أُحِبُّ حَبِيباً لاَ أُسَمِّيهِ هَيْبَةً / وَكَتْمُ الهَوَى لِلقَلْبِ أَنْكَى وَأَنْكَأُ
أَخَافَ عَلَيْهِ مِنْ هَوَاىَ فَكَيْفَ لاَ / أَغَارُ عَلَيْهِ مِنْ سِوَاىَ وَأَبْرَأُ
أَبِيتُ أُعَانِي فِيهِ حَرَّ جَوَانِحِي / وَبَيْنَ جُفُوني مَدْمَعٌ لَيْسَ يَرْقَأُ
أَرَاهُ بِقَلبِي كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ / وَإنْ كُنتُ عَنْ وِرْدِ الوِصالِ أُحَلأُ
أَتاني كِتَابُ مِنْهُ قُمْتُ بِحَقِّهِ / فَهَا أَنَا أبْكي مَا اسْتَطَعْتُ وأَقْرَأُ
أَتَانيِ هَوَاهُ مِلءُ سَمْعِي وَنَاظِرِي / وَقَلْبي فَمَالِي مِنْهُ مَلْجاً وَمَنْجَأُ
أَغِثْني بِيَوْمٍ مِنْ لِقَائِكَ وَاحِدٍ / فَإني بِيَوْمٍ مِنْ لِقَائِكَ أُجْزَأُ
أُغَالِطُ نَفْسِي مِنْكَ بِالوَصْلِ وَالرِّضَى / وَمَنْ لي بِهِ وَهْوَ النَّعِيمُ المُهَنَّأُ