القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ أبي حَصِينة الكل
المجموع : 3
طَرَقَت بَعدَ مَوهنٍ أَسماءُ
طَرَقَت بَعدَ مَوهنٍ أَسماءُ / حينَ أَرخَت سُدولَها الظلماءُ
طَرَقَتنا وَاللَيلُ أَبهَمُ وَالبَي / داءُ مِن دونِ أَهلِها يَهماءُ
كَيفَ جابَت مَخاوِفَ البيد أَم كَي / فَ اطمَأَنَّت في سَيرِها البَيداءُ
وَفَيافي النَبِيِّ مِن دونِها الغُب / رُ وَمَوماةُ أَرضِها التَيهاءُ
وَجِبالُ السراةِ مِن دُونِ مَأتا / ها فَرَيّا فَرَدَّةٌ فالجِواءُ
فَاللِوى فَالأَحِزة العُقدُ مِن خَب / تَي زَرُودٍ فَالصَمدُ فَالخَلصاءُ
فَصُوى حَرَّةٍ وَأَرعَنُ في الجَوْ / و مُنيفٌ وَقُبَّةٌ عَنقاءُ
كَيفَ كانَ الوَفاءُ وَهِيَ مَدى الأَي / يامِ لا يُرتَجى لَدَيها وَفاءُ
قَد غَشِينا دِيارَها بِلِوى النَب / ر عَلَيها بَعدَ العَفاءِ عَفاءُ
وَبَكَينا دِيارَها وَهِيَ أَطلا / لٌ بَوالٍ لَو كانَ يُغني البُكاءُ
ثُمَّ مالَت بِنا المَطايا فَعاجَت / حينَ عاجَت بِرَكبِها الأَهواءُ
مُرزِماتٍ يَحنِنَّ وَالرَكبُ باكو / نَ فَهُم في الهَوى وَهُنَّ سَواءُ
زَعَمَ الخائِنُ المَوَدَّةِ أَنَّ ال / حُبَّ داءٌ لَهُ التَنائِي دَواءُ
وَهُوَ عارٌ عَلى الفَتى وَلَهُ عَن / ه إِذا أَزمَعَ الفِراقَ اِنتِهاءُ
إِنَّما العارُ أَن يُخلّى الهَوى / المَحضُ مُضاعاً وَأَن يُخانَ الإِخاءُ
وَلَقَد أشهَدُ الكَريهَةَ وَالجَو / وُ عَلَيهِ غَيابَةٌ طَخياءُ
لا غَذِيٌّ بِها وَلَكن جيادُ الخَي / ل تُهوى كما تُؤاخَى الظِباءُ
في مَكَرٍّ تَلقى بِهِ الشِبَعَ البِي / ض فَتُروى فيهِ الرِماحُ الظِماءُ
فَتكُهُم في العِدى وَرُبَّةَ يَومٍ / أَشرَفَت قَومَنا بِهِ النَعماءُ
ثُمَّ قُمنا إِلى اللّذاذَةِ وَالصَي / دِ وَما لِلنَهارِ بَعدُ اِعتِلاءُ
حَشوُ سَرجي إِذا تَبارَت بِنا ال / خَيلُ كُمَيتٌ رِفَلَّةٌ شَوهاءُ
ذاتُ لَونٍ حَيٍّ كَما اِمتَزجَ ال / صِرفُ بِهِ وَالمُدامَةَ الصَهباءُ
جانِباً لِلقَنيصِ أَشدَقَ غِربي / بابِفيهِ مَناصِلٌ أَسواءُ
قَصُرَ الظَهرُ مِنهُ فَانحَطَّ وَاِستَع / لى عَلَيهِ قُدّامُهُ وَالوَراءُ
وَتَعالت بِهِ الشَوامِتُ لَولا / الساقُ فيها تَجَنُّبٌ وَاِنحِناءُ
طالَ هادِيهِ كَالقَناةِ وَمالَت / أُذُنٌ فَوقَ رَأسِهِ غَضفاءُ
فاضِلُ الذَيلِ يَلحَقُ الأَرضَ لَولا / عُقَفٌ في كَحالِهِ وَالتِواءُ
وَيَميني تُقِلُّ أَشغى لَهُ صَد / رٌ رَحيبٌ وَمُقلَةٌ نَجلاءُ
يَنظُرُ الكامِنَ الخَفِيَّ وَما طا / رَ إِلى الجَوِّ فَاحتَساهُ الهَواءُ
ذُو جَناحَينِ طائِحَينِ مِنَ النِي / ق كَما طاحَ في القَليبِ الرِشاءُ
بَينَما نَحنُ بِالمِتانِ وَقَرنُ / الشَمسِ فيهِ عَنِ اليَمينِ إِياءُ
عَنَّ سِربٌ لَنا يَفيضُ بِهِ الفج / ج وَيَرمي بِنا إِلَيهِ الفَضاءُ
فَشَنَنّا المُضَرَّياتِ كَما شُن / نت عَلى الحَيِّ غارَةٌ شَعواءُ
فَاِنبَرَت تَكتُبُ الدِهاسَ بِأَيديها / كَما تَكتُبُ السِجِلَّ الإِباءُ
في قِتامٍ أَتُونَهُ يَحجُبُ السِر / ب كَما يَحجُبُ الفَتاةَ الخِباءُ
وَتَلاحَمنَ فَاعتَرَكنَ كَما تَف / عَلُ يَومَ الكَريهَةِ الأَعداءُ
ساعَةً أَو جَعَلنَ رَضراضَةَ الحَز / ن عَقيقاً مِمّا عَلَتهُ الدِماءُ
كُلُّ ضارٍ عَلى نَوازٍ مِنَ السِر / ب نَجَت لَو يَكونُ أَغنى النَجاءُ
وَإِذا الحَينُ حانَ لَم يَنفَعِ المُح / تالَ حَولٌ وَلا الجريَّ جِراءُ
وَفَلاةٍ كَأَنَّها لُجّةُ اليم / م عَلَيها مِنَ السَرابِ أَياءُ
تَغرقُ الشَمسُ في أَواذِيّها الغُر / ر وَتَرمي شَرارَها الرَمضاءُ
ذاتُ جِنٍّ إِذا اِعتَكَرَ اللَي / لَ أَلِيلٌ مُرَجَّعٌ وَغِناءُ
جُبتُها وَالظَلامُ قَد كَفَرَ الصُب / ح كَما يَكفُرُ الضَريبَ السِقاءُ
بِرِكابٍ عَلى رَكائِبِها رَك / ب خِفاقٌ كَأَنَّهُم أَفياءُ
قَد بَرَتهُم كَما بَرَتها الفَيافي / وَالسُرى وَالصَباحُ وَالإِمساءُ
طَلَبوا الفَضلَ حَيثُ يُلتَمسُ الفَض / ل وَراموا السَخاءَ حَيثُ السَخاءُ
إِنَّما الجودُ وَالمُعِزُّ حَليفا / ن فَما فيهِما لِخَلقٍ مِراءُ
مَلِكٌ كُلُّ مالِكٍ خَلَقَ الخَل / لاق أَرضٌ تُداسُ وَهوَ سَماءُ
مِن صَميمِ الفَخارِ وَالكَرَمِ المَح / ض الَّذي هُجِّنَت بِهِ الكُرَماءُ
قَصَّرَ الآخِرونَ عَن بُعدِ مَسعا / هُ وَضَلّت عَن سُبلِهِ القُدَماءُ
لا اليَمانيُّ تُبَّعٌ كانَ شَروا / هُ وَلا قَيصَرٌ وَلا السَبّاءُ
يُدلِجُ الرَكبُ في الظَلامِ فَيَهدي / هم سَناً مِن جَبينِهِ وَضِياءُ
طاهِرُ الذَيلِ وَالخَلائِقِ لا يُز / رى عَلَيهِ الخَنا وَلا الكِبرِياءُ
مِثلُ صَفوِ الغَمامِ طَهَّرَهُ الل / ه فَلَم تَختَلِط بِهِ الأَقذاءُ
رُتَبٌ تَزحَمُ الكَواكِبَ العَي / يوقُ لا نِدٌّ لَها وَلا العَوّاءُ
يا ابنَ أَعلى المُلوكِ قَدراً وَيا أَك / رَمَ مَن ضَمَّ مَنكِبَيهِ الرِداءُ
كُلَّما اِستَوزَرَ الإِمامُ وَزيراً / حَمَدتَ حُسنَ رَأيُكَ الوُزَراءُ
ثُمَّ ماتُوا وَأَنتَ باقٍ عَلى الأَي / يام لا تَهتَدِي لَكَ الأَرزاءُ
فَتَمَلَّ الحَياةَ وَاخلُد فَلَولا / أَنتَ لَم يَجرِ في النَباتِ لماءُ
زارَتكَ بَعدَ الكَرى زُوراً وَتَمويها
زارَتكَ بَعدَ الكَرى زُوراً وَتَمويها / ما كانَ أَقرَبَها لَولا تَنائيها
زارَت وَجُنحُ الدُجى يَحكي ذَوائِبَها / وَوَدَّعَت وَضِياءُ الصُبحِ يَحكيها
كَيفَ اِهتَدَت وَظَلامُ اللَيلِ معتكر / لَولا سَنا وَجهِها في اللَيلِ يَهديها
تَبَرقَعَت في الدُجى تُخفي مَحاسِنَها / فَلَم تَكَد سُدَفُ الظَلماءِ تُخفيها
رُوحي فِدىً لَكَ مِن طَيفٍ نَعِمتُ بِهِ / وَلَيلَةٍ بَلَّغَت نَفسي أَمانيها
ما كانَ أَطيبَها لَولا تَصَرُّمُها / عَنّا وَأَعجَبَها لَولا تَقَضِّيها
دَع ذا وَرُبّ شَطُونِ البِيدِ نازِحةٍ / غُبرٍ مَعالِمُها طُمسٍ مَوامِيها
كَأَنَّها وَالسَرابُ الضَحلُ يَرفَعُها / بَحرٌ مِنَ الآلِ طامٍ مَوجُهُ فِيها
قَطَعتُ أَجوازَها في ظَهرِ سَلهَبَةٍ / حُمٍّ شَوامِتُها صُمٍّ خَوافِيها
طالَت سَبائِلُها وَامتَدَّ حالِبُها / وَنافَ غارِبُها وَاِنقادَ هاديها
مِثلُ العُقابِ رَأَت صيداً بِشاهِقَةٍ / مِنَ الذُرى فَتَدَلَّت مِن أَعاليها
إِلى ثِمالٍ فَتى الدُنيا الَّذي يَدُهُ / مِثلُ السَحابِ إِذا اِنهلّت عَزالِيها
المُدركيِّ الحُميديِّ الَّذي شَهِدَت / لَهُ البَرِيَّةُ قاصِيها وَدانِيها
إِذا رَأَيتُم لَنا في المَجدِ شاهِقَةً / مَبنِيَّةً فَأَبو العُلوانِ بانِيها
رُوحي وَما مَلَكَت كَفِّي فِدى مَلِكٍ / يَختالُ شِعري بِهِ في مَنطِقي تيها
فَتىً يَهُونُ عَلَيهِ حينَ يَسأَلُهُ / عافيهِ أَن يَهَبَ الدُنيا بِما فيها
لا يَكنِزُ المالَ إِلّا بِالعَطاءِ لَهُ / وَخَيرُ مَن كَنَزَ الأَموال مُعطِيها
سَقى الحَيا الرَحبَةَ الفَيحاءَ مَسكَنَهُ / فَقَصرَها فَمُصَلّاها فَضاحِيها
إِلى السُرى حَيثُ تَنقادُ الجِبالُ لَهُ / مِن دَيرِها فَالأَعالي مِن رَوابيها
إِلى المُلَيحَةَ حَيثُ العَينُ جارِيَةٌ / مِنَ الصَباحِ إِلى جَلهَاتِ وادِيها
ذادَ العِدى بَأسُهُ عَنها وَشَرَّدَهُم / حَتّى الأُسودَ العَوادي مِن نَواحيها
يا من تَبِيتُ الرَعايا وَهِيَ شارِعَةٌ / مِن فَضلِهِ بَعدَ فَضلِ اللَهِ بارِيها
تَزيدُ فَخراً بِكَ الدُنيا إِذا نَظَرَت / إِلَيكَ أَنَّكَ فيها بَعضُ أَهليها
وَما دَرَت أَنَّها وَالخَلقَ واحِدَةٌ / وَأَنتَ يا كُلَّ خَلقِ اللَهِ ثانيها
كَم مِنَّةٍ لَكَ عِندي لَستُ أَكفُرُها / وَنِعمَةٍ أَنتَ بَعدَ اللَهِ مُولِيها
وَكَم نَظَمتُ لَكَ الأَوصافَ مُحكَمَةً / كَأَنَّها الدُرُّ تَمثيلاً وَتَشبيها
تَسيرُ شَرقاً وَغَرباً وَهِيَ ثابِتَةٌ / يَفنى الزَمانُ وَتَبقى لَيسَ يُفنيها
لا زِلتَ حِلفَ سَعادَةٍ وَبَقاءِ
لا زِلتَ حِلفَ سَعادَةٍ وَبَقاءِ / مَوصُولَتَينِ بِرِفعَةٍ وَعَلاءِ
تَجني الحَياةَ حَمِيدَةَ الإِيرادِ / وَالإِصدارِ وَالإِصباحِ وَالإِمساءِ
يا أَفصَحَ الفُصَحاءِ بَل يا أَرجَحَ / الرُجَحاءِ بَل يا أَسمَحَ السُمَحاءِ
لا شَيءَ أَعشَقُ مِن حُسامِكَ لِلطُلى / إِلّا يَداكَ لِنائِلٍ وَسَخاءِ
طُلتَ الأَنامَ فَما تَرَكتَ فَضِيلَةً / إِلّا وَفُقتَ بِها عَلى الفَضلاءِ
أَنتَ السَخِيُّ فَلِم بَخِلتَ عَلى الوَرى / أَن يُشبِهُوكَ وَلَستَ في البُخَلاءِ
طَلَبُوا لَحاقَكَ في العَلاءِ فَقَصَّرُوا / وَسَبَقتَ سَبقَهُمُ إِلى العَلياءِ
قَعَدُوا وَقُمتَ بِما حَمَلتَ مِنَ العُلى / وَقَعَدتَ فَوقَ كَواكِبِ الجَوزاءِ
رُوحِي فِدا مَلِكِ لِسُنَّةِ وَجههِ / مَآءانَ ماءُ حَيّاً وَماءُ حَياءِ
ما ضَرَّ خَلقاً شامَ بارِقَ كَفِّهِ / أَن لا يَشِيمَ بَوارِقَ الأَنواءِ
يا خَيرَ مَن سَمِعَ الثَناءَ وَخَيرَ مَن / أَودَعتُ مَسمَعَهُ الكَرِيمَ نِدائِي
لا وَدَّعَتكَ المَكرُوماتُ وَلا العُلى / كَوَداعِنا لِسُلافَةِ الصهباءِ
عُمرُ الجَفاءِ لَنا قَصِيرٌ طُولُهُ / شَهرٌ كَعُمرِ طَوائِفِ الأَعداءِ
فَاشرَب هَنِيئاً لا عَدِمتَ مَسَرَّةً / أَبَداً وَلا عاداكَ يَومُ هَناءِ
في مَنزِلٍ أَلبَستَ سائِرَ أَهلِهِ / بِحُلُولِهِ حُلَلاً مِنَ النَعماءِ
لَو أَنَّهُم بَسَطُوا الخُدُودَ كَرامَةً / لَكَ ما جَزَتكَ خُدُودُهُم بِجَزاءِ
نِعمَ العَبِيدُ أَتَوا لِيَرفَعَ مِنهُمُ / مَولىً كَثِيرُ صَنائِعِ الآلآءِ
شَكَرُوا وَما اِقتَنَعُوا بِأَلسُنِ شُكرِهِم / حَتّى اِستَعارُوا أَلسُنَ الشُعَراءِ
فَشَكَرتُ أَنعُمَكَ الجَسِيمَةَ عَنهُمُ / وَعَنِ الوَرى شُكرَ الثَرى لِلماءِ
إِنّي لَأَرحَمُ مَن يَقُولُ وَقَد رَأى / ذا الفَضلَ إِنَّ الفَضلَ لِلقُدَماءِ
لَيسُوا بِأَنظارِ الأَمِيرِ وَلا الأُلى / نَطَقُوا بِحُسنِ صِفاتِهِم نُظَرائِي
تَرَكَ المُلوكَ بَنِي المُلوكِ وَراءَهُ / وَتَرَكتُ أَربابَ القَريضِ وَرائِي
أُثنِي عَلَيهِ وَمَن لِخارِقَةِ الصَبا / لَو أَنَّها سارَت مَسِيرَ ثَنائِي
هُوَ عِطرُ سُكّانِ العَمُودِ وَإِن أَتى / بَلَداً فَعِطرُ مَجالِسِ الأُدَباءِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025