القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الحدّاد الأَندَلُسي الكل
المجموع : 5
أَرَبْرَبٌ بالكثيبِ الفَرْدِ أم نَشَأُ
أَرَبْرَبٌ بالكثيبِ الفَرْدِ أم نَشَأُ / ومُعْصِرٌ في اللِّثام الوَرْدِ أم رَشَأُ
وباعثُ الوَجْدِ سِحْرٌ منكِ أم حَوَرٌ / وقاتِلُ الصّبِّ عَمْدٌ منكِ أَم خَطَأُ
وقد هَوَتْ بهوَى نَفْسِي مَهَا سَبَأٍ / فهل دَرَتْ مُضَرٌ مَنْ تَيَّمَتْ سبَأُ
كأنَّ قلبِي سليمانُ وهُدْهُدُه / لَحْظِي وبِلْقِيسُ لُبْنَى والهَوَى النَّبَأُ
فأعجَبْ لهمْ وَتَرُوا نَفْسِي وما شَعَرُوا / ولا دَرَوْا مَنْ بِعَيْنَيْ رِيمِهِمْ وجَأُوْا
إِذا تجلَّى إِلى أبصارِهِمْ صَعِقُوْا / وإِن تَغَلْغَلَ في أفكارِهِمْ هَمَأُوْا
لو أَغْلَظَ المَلْكُ أَمْراً فيهِمُ ائتَمروا / لو اقتضى الجيشُ رَدّاً منهُمُ رَدَأَوْا
وكلُّ ما شاءَ مِنْ حُكْمٍ ومُحْتَكَمٍ / يمضي على ما أحبُّوا منه أو نَدَأُوْا
أَغَرُّ في مجده الأعلى وغُرَّتِهِ / للُّبِّ مُنْحَسِنٌ واللَّحْظُ مُنْخَسَأُ
وفي سَناهُ ومَسْناهُ ونائِلِهِ / للشُّهْبِ والسُّحْبِ مُسْتَحْياً ومُنْضَنَأُ
جَلالةٌ لسليمانَ ومُلْتَمَحٌ / ليوسفٍ يومَ للنِّسْوانِ مُتَّكَأُ
وللملوكِ اختفاءٌ أنْ تُشابِهَهُ / وليس تَشْتَبِهُ العِيْدانُ والحَفَأُ
والكلُّ مُعْتَرِفٌ بالسابقاتِ له / ومَنْ زَكَا فله بالحقِّ مُنْزَكَأُ
مُمَلَّكٌ هو من سَمْتِ الهُدَى مَلْكٌ / وواحدٌ هو في شَيْد العُلى مَلأُ
يَقِلُّ أنْ يَطَأَ العَيُّوْقُ أَخْمَصَهُ / وكلُّ مَلْكٍ على أعقابِه يَطَأُ
حَوَى المحاسنَ في قولٍ وفي عَمَلٍ / فَمِثْلَ مَهْنَئِهِ الأَملاكُ ما هَنَأوا
وللثُّغُورِ بذكرى عَدْلِهِ وَلَعٌ / وللقلوبِ لِمَثْوَى حُبِّه لَطَأُ
والمالكون سِواهُ مِثْلُ عَصْرِهِمُ / فكلما دَنَأَتْ أحداثُهُ دَنَأُوا
والعَدْلُ أَلْزَمُ ما تُعْنَى الملوكُ به / فَلْيُزْجَرُوا عن سبيلِ الحَيْفِ ولْيَزَأُوا
وكيف يَلْقَى قناةَ الدَّهْرِ قائمةً / وفَوْقَنَا لِقِسيِّ الشُّهْبِ مُنْحَنأُ
وما الزَّمانُ على حالٍ بمُعْتَدِلٍ / كأَنَّما أَهْلُهُ في شَخْصِهِ دَنَأُوا
فالدهرُ ظَلْماءُ والمعصومُ نورُ هُدىً / يُضِيءُ والشمسُ في أنوارها تَضَأُ
فَخَلِّ ما قيل عن كَعْبٍ وعن هَرِمٍ / فلِلأَقاويلِ مُنْهارٌ ومُنْهَرَأُ
وتلك أنباءُ غَيْبٍ لا يقينَ لها / وقلَّما في التَّنائي يَصْدُق النَّبَأُ
وما اختبارٌ كأخبارٍ وما مَلِكٌ / إلاَّ ابنُ مَعْنٍ وَذَرْ قوماً وما ذَرَأوا
تُغْني أياديه ما تُغْني صوارِمُهُ / وللْغِناءِ هو الإِقلالُ والفَنَأُ
سِيّانِ منه فُتُوْحٌ في العِدَى طرأتْ / ومُعْتَفُون على إنعامه طرأوا
فكم أناسٍ أَقاصٍ عنده نَبَهُوا / كأنهمْ قُرْبَةٌ في حِجْره نَشَأوا
وكيف تُحْصَى عَوَافي مَرْتَعٍ مَرِعٍ / للهائمينَ به مَرْويً ومُحْتَصَأُ
ومَنْ نَبَا وَطَنٌ مِنه كمثلِهِمُ / مَضَى به مُنْتَأىً عنه ومُنْتَبَأُ
وللظُّبَى والطُّلَى لَثْمٌ ومُعْتَنَقٌ / وللقَنَا والكُلَى ضَمٌّ ومُرْتَشَأُ
وحيثُ ما أَزْمَعَتْ عُلْياكَ واعْتزمَتْ / حَدَا جَحافِلَكَ التأييدُ والحَدأُ
فلا تَضَعْ مَرْبَأً للجيشِ تَنْهَدُهُ / فالنصرُ مُرْتَبِئٌ والسَّعْدُ مُرْتَبَأُ
تَحِيْدُ عن أُفْقِكَ الأملاكُ مُجْفِلَةٌ / ولا تُحَوِّمُ حيثُ اللَّقْوَةُ الحِدَأُ
فَوَيْحَهُمْ يومَ للأعلامِ مُلْتَطَمٌ / عليهِمُ وبِهِمْ للجُرْدِ مُلْتَطَأُ
وَوَيْلَهُمْ إِنْ شآبيبُ القَنَا هَمَأَتْ / وحاقَ باللامِ والأجسام مُنْهَمَأُ
والحَيْنُ يظهر في وادي سوالِفِهِمْ / كما به في ثغور البِيْضِ مُنْكَمَأُ
وقد بَدَا عن عَرانين الظُّبَى شَمَمٌ / وفي أنوفِهِمُ الإِرغامُ والفَطَأُ
وللقَنا مُنْهَوىً فيهمْ ومُنْسَرَبٌ / وللظُّبى مُنْبَرى فيهمْ ومُنْبَرَأُ
كأنَّ سُمْرَكَ والإِقبال يَعْطِفُها / بَنانُ قومٍ إليهمْ بالرَّدَى وَمَأُ
وقد غَدُوا قُضُباً بالهامِ مُثْمِرَةً / ومُجْتَنِيْها من الصَّمْصَامِ مُجْتَنَأُ
وصالَ مُطَّعِنٌ فيهمْ ومُمْتَصِعٌ / فسال مُنْهَزِمٌ منهمْ ومُنْهَزَأُ
وقال حَوْضُهُمْ والسَّيْلُ يَغْمُرُهُ / قَطْنِيْ فقد هَدَمَ الأَرْجاءَ مُمْتَلأُ
هناك يَبْغُون لو يَلْقَوْنَهُ لَجَأً / وما لِخَلْقٍ عن المقدورِ مُلْتَجَأُ
وكم لِبَاسِكَ فيهمْ من مَصالِ وَغىً / لِلَّيْثِ من سَمْعِهِ رَوْعٌ ومُجْتَبأُ
وكان في ذَأْلِهِمْ وُدٌّ ومُتَّعَظٌ / لوْ صَحَّ من مِثْلِهِمْ وَعْظٌ ومُتَّدَأُ
هاجُوا ظُباكَ التي بالسِّلْمِ قد هَجِئَتْ / فَسَوْفَ يَسْكُنُ منها الظِّمْءُ والهَجَأُ
راعَيْتَ تَقْواكَ حتى في جَزائِهمُ / وما رَعَوْا ما تُراعيه ولا كَلأُوا
والآن قد آنَ من شُهْب الصِّفاح لهمْ / دَرْءٌ ومن صافناتِ الخيلِ مُنْدَرَاُ
تَهْوي لقلبِ أعاديه مَكائدُهُ / كأنها قُتَرٌ للأُسْدِ أو بُرَأُ
مُذَهَّبُ الشمسِ ما في نُورِها كَلَفٌ / ورايةُ الشُّهْبِ ما في سَيْرِها خَطَأُ
وهِمَّةٌ فَوْقَ ما ظَنَّ الغُواةُ بِهِ / والقَوْمُ آمِنَةٌ إِنْ أَمْكَنَ الغَوَأُ
وبالمعاقل لِلأَمْلاكِ مُقْتَنَعٌ / وما له بِسِوَى الأفْلاكِ مُجْتَرَأُ
ولو يَرُوْمُ نِزالَ الطَّوْدِ يَبْلُغُهُ / أو يَنْزِلوا من صَياصيْه كما زَنَأُوا
وبَرْدُ أيامِهِمْ مَرْفُوُّ سِلْمِهِمُ / والحرْبُ تَخْرِقُ منهُمْ كلَّما رَفَأُوا
مَلْكٌ له العِزُّ من ذاتٍ ومن سَلَفٍ / فَحَسْبُ كلِّ الملوكِ الهُوْنُ والجَزَأُ
نَمَتْهُ بَدْراً نجومُ السَّرْوِ من يَمَنٍ / وما كَمِثْلِ النُّجُومِ النَّقْع والحَيَأُ
تَكَسَّبَا عَصْرُهُ فَخْراً وعُنْصُرُهُ / فقد عَلاَ الفَلَكَ الأعلى به سَبَأُ
إِذا صُمادِحَهُ أَبْدَى وعامِرَهُ / فَلِلْمُبِيْرِيْنَ مُسْتَخْفىً ومُنْضَنَأُ
مِنَ الأُلَى مَلَكُوا الدنيا وما بَرِحُوا / يَبْنُوْنَ أَسْمِيَةَ العُلْيَا وما فَتَأُوا
فالحُسْنُ في سِيَرٍ منهمْ وفي صُوَرٍ / إِنْ مُوْجِدُوا مجدوا أو رُوْضِئوا رَضَأوا
وأبدعوا في صنيع الجُوْد وابتدعوا / فكلَّما سُئِلوا من مُعْوِزٍ سَلأُوا
لولاهُمُ ما يَصُوبُ المُزْنُ مُسْتَهِماً / متى رَوَى سُيَّباً من وَبْلِهِ مَتَأَوا
وبَيْتُ وَفرِهِمُ إيمانُ وَفْدِهِمُ / فَهُمْ مياسيرُ من حَمْدِ الوَرَى تُكَأُ
أقمارُ مُلْتَئِمٍ آسادُ مُلْتَحَمٍ / يَرُوْعُنا مُجْتَلىً منهمْ ومُخْتَلأ
وما صوارِمُهُمْ إِبلاً وقد سَرَحُوا / وليس إِفْرِنْدُها عُرَى وقد هَنَأوا
ولا عوامِلُهُمْ غِيْداً وقد وَمَقُوا / ولا أَسِنَّتُها شَيْباً وقد حَنَأوا
ومِنْ مُناهُمْ مناياهُمْ إِذا حَمَلُوا / وليس بالجالِهِ الهَيّابةِ الخُبَأ
إنْ قَوَّضوا خِلْتَ أنَّ الهُوْجَ ما رَكِبُوا / أو خَيَّموا خِلْتَ أنَّ الشُّهْبَ ما خَبَأُوا
لا يَعْبَأُوْنَ بمَكْرٍ في مُقَاوِمِهِمْ / وليس للأُسْدِ بالسِّيْدانِ مُعْتَبَاُ
إِذا خَطُوْا وَتَروا في الأَرض شانِئَهُمْ / وللخطوبِ بها مَسْرىً ومُنْسَرَأُ
فإنْ رَمَيْتَ بهمْ أقصى النَّدَى بلغوا / وإن مَنَيْتَ بهمْ شُوسَ العِدَى نَكَأُوا
والخَلْقُ من مَلَكَاتِ الظُّلْمِ في ظُلَمٍ / وقد مَضَتْ هِنأُ مِنْ بَعْدِها هِنَأُ
ومُخْلِبٍ منه للأهواءِ مُخْتَلِبٌ / ومُرْتَمٍ فيه للعَلْيَاءِ مُرْتَمَأُ
إذا جَلاَ النَّصْرَ مِنْ خِرْصانِهِ وَضَحٌ / عَلاَ الغزالةَ من قَسْطاله صَدَأُ
مِنْ كلِّ أَحْوَسَ نَثْرُ النَثْرِ دَيْدَنُهُ / إذا يَرَى لُدْنَهُ مُسْتَلْئِماً يُرَأُ
يجيءُ كالهَصِرِ الفَضْفاضِ مقتتلاً / أَصَمُ كالأرقم النَضْناض إذْ يَجَأُ
وللمَنُوْنِ بِيُمْنَاهُ عُيُونُ دِمَا / في جدولٍ يتحامَى وِرْدَهُ الظَّمَأ
فراح نحو دَمِ الأبطال تَحْسِبُهُ / راحاً لها بالقَنا العَسّالِ مُسْتَبَأُ
في مَوْقِفٍ للمَنَايَا فيه مُرْتَكَضٌ / على الجِيَادِ وللأجْنادِ مُنْهَدَأُ
وتلك عَنْقاؤُنا وافَتْكَ مُغْرِبَةً / بِحُسْنها فاستوى العِقْبانُ والحدَأُ
بِدْعٌ من النَظْمِ مَوْشِيُّ الحُلَى عَجَبٌ / تُنْسي الفحولَ وما حاكوا وما حكَأَوا
وكلُّ مُخْتَرَعٍ للنَّفْس مُبْتَدَعٍ / فمنه للرُوْح رَوْحٌ والحِجَى حَجَأُ
أَنْشَأْتُهَا للعقول الزُهْر مُصْبِيَةً / كأنّها للنُّفوْسِ الخُرَّدُ النَشَأُ
لم يأتِ قبليْ ولن يأتي بها بَشَرٌ / وحُقَّ أَنْ يَخْبَأوا عنها كما خَبَأُوا
قَبَضْتُ منها لُيُوثَ النَّظْمِ مُجْتَرِئاً / وغيرُ بِدْعٍ من الضِّرْغام مُجْتَرَأُ
وفي القريض كما في الغِيل مَأْسَدَةٌ / والقومُ حَوْزٌ بمرعى البهَمِ قد جَزَأُوا
وجَمْعُ بعضِ قوافيها يَؤُودُهُمُ / ولو مُنُوا بمبانيها إذاً وَدَأُوا
أَشْجَى مسامِعَهُمْ تِيْهاً بما سَمِعُوا / ولا تَقَرُّ لهمْ عَيْنٌ إِذا قرأوا
لعلَّكَ بالوادي المُقَدَّسِ شاطئُ
لعلَّكَ بالوادي المُقَدَّسِ شاطئُ / فكا لعَنْبَرِ الهِنْدِيِّ ما أنا واطئُ
وإنِّيَ في رَيّاكَ واجِدُ رِيْحِهِمْ / فَرَوْحُ الهوى بين الجوانحِ ناشئُُ
ولِي في السُّرَى من نارِهِمْ ومَنارِهِمْ / هُداةً حُداةٌ والنُّجُومُ طوافئُ
لذلك ما حَنَّتْ رِكابِي وحَمْحَمَتْ / عِرابِي وأَوْحَى سَيْرُها المتباطئُ
فهل هاجَها ما هاجَني أو لعلَّها / إلى الوَخْدِ من نيران وَجْدِي لواجئُ
رُوَيْداً فذا وادي لُبَيْنَى وإنَّه / لَوِرْدُ لُبَاناتي وإنِّي لَظَامِئُ
ويا حَبَّذا من آلِ لُبْنَى مَواطِنٌ / ويا حَبَّذَا من أرض لُبْنَى مَوَاطِئُ
ميادينُ تَهْيامِي ومَسْرَحُ ناظِري / فَلِلشَّوْقِ غاياتٌ به ومبادئ
ولا تَحْسِبُوا غِيْداً حَمَتْها مقاصِرٌ / فتلك قلوبٌ ضُمِّنَتْها جآجئ
وفي الكِلَّة الزَّرْقَاءِ مَكْلُوْءُ عَزَّةَ / تَحِفُّ به زُرْقُ العوالي الكَوَالئُ
مَحَا مِلَّة السُّلْوانِ مَبْعَثُ حُسْنِهِ / فكلٌّ إلى دِيْن الصَّبابةِ صابِئُ
تَمَنَّى مَدَى قُرْطَيْهِ عُفْرٌ تَوالِعٌ / وتَهْوَى ضيِا عَيْنَيْهِ عِيْنٌ جوازئُ
وفي مَلْعب الصَّدْغَيْن أبيضُ ناصِعٌ / تخلَّلَهُ للحُسْنِ أحمرُ قانئُ
أفاتكةَ الألحاظ ناسكةَ الهوى / وَرِعْتِ ولكنْ لَحْظُ عَيْنِكِ خاطئُ
وآلُ الهوى جَرْحَى ولكنْ دماءُهُم / دُمُوعٌ هَوامٍ والجُرُوْحُ مآقِئ
فكيف أُرَفِّي كَلْمَ طَرْفِكِ في الحَشَا / وليس لتمزيق المُهَنَّد رافئُ
ومن أين أرجو بُرْءَ نَفْسِي من الجَوَى / وما كلُّ ذي سُقْمٍ من السُّقْم بارئُ
وما ليَ لا أسموا مُراداً وهِمَّةً / وقد كَرُمَتْ نَفْسٌ وطابتْ ضآضئُ
وما أَخَّرَتْني عن تَناهٍ مبادئُ / ولا قَصَّرَتْ بِي عن تَباهٍ مَناشئُ
ولكنَّهُ الدّهرُ المُناقَضُ فِعْلُهُ / فذو الفضل مُنْحَطٌّ وذو النَّقْص نامِئُ
كأنَّ زمانِي إذ رآني جُذَيْلَهُ / قلاني فَلِي منه عَدُوٌّ مُمالِئُ
فداريْتُ إعتاباً ودارأتُ عاتباً / ولم يُغْنِني أنّي مُدارٍ مُدارئُ
فألقيْتُ أعباءَ الزمانِ وأهلَهُ / فما أنا إلاَّ بالحقائقِ عابئُ
ولازمْتُ سَمْتَ الصَّمْتِ لا عن فَدامةٍ / فَلِي منطقٌ للسَّمْع والقلب مالئُ
ولولا عُلَى المَلْكِ ابنِ مَعْنٍ محمَّدٍ / لَمَا بَرِحَتْ أصدافَهُنُّ اللآلئُ
لآلئُ إلاَّ أنَّ فِكْرِيَ غائصٌ / وعِلْمِيَ دأماءٌ ونُطْقِيَ شاطئُ
تجاوزَ حَدَّ الوَهْمِ واللَّحْظِ والمُنَى / وأَعْشَى الحِجَى لألاؤُه المتلالئُ
فَتَتْبَعُهُ الأنصارُ وهي خواسِرٌ / وتنقلبُ الأبصارُ وهو خواسئُ
ولولاه كانت كالنسيء وخاطري / كفُقَيْمٍ للمُحَرَّمِ ناسئُ
هو الحُبُّ لم أُخْرِجْهُ إِلاَّ لمجدِهِ / ومِثْلِي لأَعْلاقِ النَّفَاسةِ خابِئُ
كأنَّ عُلاَهُ دولةٌ أمويَّةٌ / وما نابَ من خَطْبٍ عُمِيرٌ وضابئُ
وإنْ يَمْسَسِ العاصِيْنَ قَرْحُكَ آنفاً / فأيدي الوَغَى عمّا قليلٍ تَوَالِئُ
عَسُوا فعَصَوْا مُسْتَنْصِرِيْنَ بخاذلٍ / وأخذلَ أَخْذُ الحَيْنِ ما منه لاجئُ
وشُهْبُ القَنَا كالنُّقْبِ والنَّقْعُ ساطِعُ / هِناءً وأيدي المُقْرَباتِ هوانِئُ
يُعَوِّدُ تخضيْبَ النُّصُوْلِ وإنْ رَأَى / نُصُوْلَ خِضابٍ فالدِّماءُ برايئُ
الناسُ مِثْلُ حَبابٍ
الناسُ مِثْلُ حَبابٍ / والدَّهْرُ لُجَّةُ ماءِ
فَعَالَمٌ في طُفُوٍّ / وعالَمٌ في انطفاءِ
عاف النهار مخافة الرقباء
عاف النهار مخافة الرقباء / فسرى يضمّخ حلة الظلماء
يطوي شذاه عن الأنوف نهاره / ويجود في الظلماء بالإفشاء
متهتك في طبعه متستر / وكذا تكون شمائل الظرفاء
لما رأى حب الأنوف لعزفه / لبس الغياهب خيفة الرقباء
كالطيف لا يصل الجفون لسهدها / ويهب فيها ساعة الإغفاء
الناس مثل حباب
الناس مثل حباب / والدهر لجة ماء
فعالم في طفو / وعالم في انطفاء

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025