المجموع : 5
أَرَبْرَبٌ بالكثيبِ الفَرْدِ أم نَشَأُ
أَرَبْرَبٌ بالكثيبِ الفَرْدِ أم نَشَأُ / ومُعْصِرٌ في اللِّثام الوَرْدِ أم رَشَأُ
وباعثُ الوَجْدِ سِحْرٌ منكِ أم حَوَرٌ / وقاتِلُ الصّبِّ عَمْدٌ منكِ أَم خَطَأُ
وقد هَوَتْ بهوَى نَفْسِي مَهَا سَبَأٍ / فهل دَرَتْ مُضَرٌ مَنْ تَيَّمَتْ سبَأُ
كأنَّ قلبِي سليمانُ وهُدْهُدُه / لَحْظِي وبِلْقِيسُ لُبْنَى والهَوَى النَّبَأُ
فأعجَبْ لهمْ وَتَرُوا نَفْسِي وما شَعَرُوا / ولا دَرَوْا مَنْ بِعَيْنَيْ رِيمِهِمْ وجَأُوْا
إِذا تجلَّى إِلى أبصارِهِمْ صَعِقُوْا / وإِن تَغَلْغَلَ في أفكارِهِمْ هَمَأُوْا
لو أَغْلَظَ المَلْكُ أَمْراً فيهِمُ ائتَمروا / لو اقتضى الجيشُ رَدّاً منهُمُ رَدَأَوْا
وكلُّ ما شاءَ مِنْ حُكْمٍ ومُحْتَكَمٍ / يمضي على ما أحبُّوا منه أو نَدَأُوْا
أَغَرُّ في مجده الأعلى وغُرَّتِهِ / للُّبِّ مُنْحَسِنٌ واللَّحْظُ مُنْخَسَأُ
وفي سَناهُ ومَسْناهُ ونائِلِهِ / للشُّهْبِ والسُّحْبِ مُسْتَحْياً ومُنْضَنَأُ
جَلالةٌ لسليمانَ ومُلْتَمَحٌ / ليوسفٍ يومَ للنِّسْوانِ مُتَّكَأُ
وللملوكِ اختفاءٌ أنْ تُشابِهَهُ / وليس تَشْتَبِهُ العِيْدانُ والحَفَأُ
والكلُّ مُعْتَرِفٌ بالسابقاتِ له / ومَنْ زَكَا فله بالحقِّ مُنْزَكَأُ
مُمَلَّكٌ هو من سَمْتِ الهُدَى مَلْكٌ / وواحدٌ هو في شَيْد العُلى مَلأُ
يَقِلُّ أنْ يَطَأَ العَيُّوْقُ أَخْمَصَهُ / وكلُّ مَلْكٍ على أعقابِه يَطَأُ
حَوَى المحاسنَ في قولٍ وفي عَمَلٍ / فَمِثْلَ مَهْنَئِهِ الأَملاكُ ما هَنَأوا
وللثُّغُورِ بذكرى عَدْلِهِ وَلَعٌ / وللقلوبِ لِمَثْوَى حُبِّه لَطَأُ
والمالكون سِواهُ مِثْلُ عَصْرِهِمُ / فكلما دَنَأَتْ أحداثُهُ دَنَأُوا
والعَدْلُ أَلْزَمُ ما تُعْنَى الملوكُ به / فَلْيُزْجَرُوا عن سبيلِ الحَيْفِ ولْيَزَأُوا
وكيف يَلْقَى قناةَ الدَّهْرِ قائمةً / وفَوْقَنَا لِقِسيِّ الشُّهْبِ مُنْحَنأُ
وما الزَّمانُ على حالٍ بمُعْتَدِلٍ / كأَنَّما أَهْلُهُ في شَخْصِهِ دَنَأُوا
فالدهرُ ظَلْماءُ والمعصومُ نورُ هُدىً / يُضِيءُ والشمسُ في أنوارها تَضَأُ
فَخَلِّ ما قيل عن كَعْبٍ وعن هَرِمٍ / فلِلأَقاويلِ مُنْهارٌ ومُنْهَرَأُ
وتلك أنباءُ غَيْبٍ لا يقينَ لها / وقلَّما في التَّنائي يَصْدُق النَّبَأُ
وما اختبارٌ كأخبارٍ وما مَلِكٌ / إلاَّ ابنُ مَعْنٍ وَذَرْ قوماً وما ذَرَأوا
تُغْني أياديه ما تُغْني صوارِمُهُ / وللْغِناءِ هو الإِقلالُ والفَنَأُ
سِيّانِ منه فُتُوْحٌ في العِدَى طرأتْ / ومُعْتَفُون على إنعامه طرأوا
فكم أناسٍ أَقاصٍ عنده نَبَهُوا / كأنهمْ قُرْبَةٌ في حِجْره نَشَأوا
وكيف تُحْصَى عَوَافي مَرْتَعٍ مَرِعٍ / للهائمينَ به مَرْويً ومُحْتَصَأُ
ومَنْ نَبَا وَطَنٌ مِنه كمثلِهِمُ / مَضَى به مُنْتَأىً عنه ومُنْتَبَأُ
وللظُّبَى والطُّلَى لَثْمٌ ومُعْتَنَقٌ / وللقَنَا والكُلَى ضَمٌّ ومُرْتَشَأُ
وحيثُ ما أَزْمَعَتْ عُلْياكَ واعْتزمَتْ / حَدَا جَحافِلَكَ التأييدُ والحَدأُ
فلا تَضَعْ مَرْبَأً للجيشِ تَنْهَدُهُ / فالنصرُ مُرْتَبِئٌ والسَّعْدُ مُرْتَبَأُ
تَحِيْدُ عن أُفْقِكَ الأملاكُ مُجْفِلَةٌ / ولا تُحَوِّمُ حيثُ اللَّقْوَةُ الحِدَأُ
فَوَيْحَهُمْ يومَ للأعلامِ مُلْتَطَمٌ / عليهِمُ وبِهِمْ للجُرْدِ مُلْتَطَأُ
وَوَيْلَهُمْ إِنْ شآبيبُ القَنَا هَمَأَتْ / وحاقَ باللامِ والأجسام مُنْهَمَأُ
والحَيْنُ يظهر في وادي سوالِفِهِمْ / كما به في ثغور البِيْضِ مُنْكَمَأُ
وقد بَدَا عن عَرانين الظُّبَى شَمَمٌ / وفي أنوفِهِمُ الإِرغامُ والفَطَأُ
وللقَنا مُنْهَوىً فيهمْ ومُنْسَرَبٌ / وللظُّبى مُنْبَرى فيهمْ ومُنْبَرَأُ
كأنَّ سُمْرَكَ والإِقبال يَعْطِفُها / بَنانُ قومٍ إليهمْ بالرَّدَى وَمَأُ
وقد غَدُوا قُضُباً بالهامِ مُثْمِرَةً / ومُجْتَنِيْها من الصَّمْصَامِ مُجْتَنَأُ
وصالَ مُطَّعِنٌ فيهمْ ومُمْتَصِعٌ / فسال مُنْهَزِمٌ منهمْ ومُنْهَزَأُ
وقال حَوْضُهُمْ والسَّيْلُ يَغْمُرُهُ / قَطْنِيْ فقد هَدَمَ الأَرْجاءَ مُمْتَلأُ
هناك يَبْغُون لو يَلْقَوْنَهُ لَجَأً / وما لِخَلْقٍ عن المقدورِ مُلْتَجَأُ
وكم لِبَاسِكَ فيهمْ من مَصالِ وَغىً / لِلَّيْثِ من سَمْعِهِ رَوْعٌ ومُجْتَبأُ
وكان في ذَأْلِهِمْ وُدٌّ ومُتَّعَظٌ / لوْ صَحَّ من مِثْلِهِمْ وَعْظٌ ومُتَّدَأُ
هاجُوا ظُباكَ التي بالسِّلْمِ قد هَجِئَتْ / فَسَوْفَ يَسْكُنُ منها الظِّمْءُ والهَجَأُ
راعَيْتَ تَقْواكَ حتى في جَزائِهمُ / وما رَعَوْا ما تُراعيه ولا كَلأُوا
والآن قد آنَ من شُهْب الصِّفاح لهمْ / دَرْءٌ ومن صافناتِ الخيلِ مُنْدَرَاُ
تَهْوي لقلبِ أعاديه مَكائدُهُ / كأنها قُتَرٌ للأُسْدِ أو بُرَأُ
مُذَهَّبُ الشمسِ ما في نُورِها كَلَفٌ / ورايةُ الشُّهْبِ ما في سَيْرِها خَطَأُ
وهِمَّةٌ فَوْقَ ما ظَنَّ الغُواةُ بِهِ / والقَوْمُ آمِنَةٌ إِنْ أَمْكَنَ الغَوَأُ
وبالمعاقل لِلأَمْلاكِ مُقْتَنَعٌ / وما له بِسِوَى الأفْلاكِ مُجْتَرَأُ
ولو يَرُوْمُ نِزالَ الطَّوْدِ يَبْلُغُهُ / أو يَنْزِلوا من صَياصيْه كما زَنَأُوا
وبَرْدُ أيامِهِمْ مَرْفُوُّ سِلْمِهِمُ / والحرْبُ تَخْرِقُ منهُمْ كلَّما رَفَأُوا
مَلْكٌ له العِزُّ من ذاتٍ ومن سَلَفٍ / فَحَسْبُ كلِّ الملوكِ الهُوْنُ والجَزَأُ
نَمَتْهُ بَدْراً نجومُ السَّرْوِ من يَمَنٍ / وما كَمِثْلِ النُّجُومِ النَّقْع والحَيَأُ
تَكَسَّبَا عَصْرُهُ فَخْراً وعُنْصُرُهُ / فقد عَلاَ الفَلَكَ الأعلى به سَبَأُ
إِذا صُمادِحَهُ أَبْدَى وعامِرَهُ / فَلِلْمُبِيْرِيْنَ مُسْتَخْفىً ومُنْضَنَأُ
مِنَ الأُلَى مَلَكُوا الدنيا وما بَرِحُوا / يَبْنُوْنَ أَسْمِيَةَ العُلْيَا وما فَتَأُوا
فالحُسْنُ في سِيَرٍ منهمْ وفي صُوَرٍ / إِنْ مُوْجِدُوا مجدوا أو رُوْضِئوا رَضَأوا
وأبدعوا في صنيع الجُوْد وابتدعوا / فكلَّما سُئِلوا من مُعْوِزٍ سَلأُوا
لولاهُمُ ما يَصُوبُ المُزْنُ مُسْتَهِماً / متى رَوَى سُيَّباً من وَبْلِهِ مَتَأَوا
وبَيْتُ وَفرِهِمُ إيمانُ وَفْدِهِمُ / فَهُمْ مياسيرُ من حَمْدِ الوَرَى تُكَأُ
أقمارُ مُلْتَئِمٍ آسادُ مُلْتَحَمٍ / يَرُوْعُنا مُجْتَلىً منهمْ ومُخْتَلأ
وما صوارِمُهُمْ إِبلاً وقد سَرَحُوا / وليس إِفْرِنْدُها عُرَى وقد هَنَأوا
ولا عوامِلُهُمْ غِيْداً وقد وَمَقُوا / ولا أَسِنَّتُها شَيْباً وقد حَنَأوا
ومِنْ مُناهُمْ مناياهُمْ إِذا حَمَلُوا / وليس بالجالِهِ الهَيّابةِ الخُبَأ
إنْ قَوَّضوا خِلْتَ أنَّ الهُوْجَ ما رَكِبُوا / أو خَيَّموا خِلْتَ أنَّ الشُّهْبَ ما خَبَأُوا
لا يَعْبَأُوْنَ بمَكْرٍ في مُقَاوِمِهِمْ / وليس للأُسْدِ بالسِّيْدانِ مُعْتَبَاُ
إِذا خَطُوْا وَتَروا في الأَرض شانِئَهُمْ / وللخطوبِ بها مَسْرىً ومُنْسَرَأُ
فإنْ رَمَيْتَ بهمْ أقصى النَّدَى بلغوا / وإن مَنَيْتَ بهمْ شُوسَ العِدَى نَكَأُوا
والخَلْقُ من مَلَكَاتِ الظُّلْمِ في ظُلَمٍ / وقد مَضَتْ هِنأُ مِنْ بَعْدِها هِنَأُ
ومُخْلِبٍ منه للأهواءِ مُخْتَلِبٌ / ومُرْتَمٍ فيه للعَلْيَاءِ مُرْتَمَأُ
إذا جَلاَ النَّصْرَ مِنْ خِرْصانِهِ وَضَحٌ / عَلاَ الغزالةَ من قَسْطاله صَدَأُ
مِنْ كلِّ أَحْوَسَ نَثْرُ النَثْرِ دَيْدَنُهُ / إذا يَرَى لُدْنَهُ مُسْتَلْئِماً يُرَأُ
يجيءُ كالهَصِرِ الفَضْفاضِ مقتتلاً / أَصَمُ كالأرقم النَضْناض إذْ يَجَأُ
وللمَنُوْنِ بِيُمْنَاهُ عُيُونُ دِمَا / في جدولٍ يتحامَى وِرْدَهُ الظَّمَأ
فراح نحو دَمِ الأبطال تَحْسِبُهُ / راحاً لها بالقَنا العَسّالِ مُسْتَبَأُ
في مَوْقِفٍ للمَنَايَا فيه مُرْتَكَضٌ / على الجِيَادِ وللأجْنادِ مُنْهَدَأُ
وتلك عَنْقاؤُنا وافَتْكَ مُغْرِبَةً / بِحُسْنها فاستوى العِقْبانُ والحدَأُ
بِدْعٌ من النَظْمِ مَوْشِيُّ الحُلَى عَجَبٌ / تُنْسي الفحولَ وما حاكوا وما حكَأَوا
وكلُّ مُخْتَرَعٍ للنَّفْس مُبْتَدَعٍ / فمنه للرُوْح رَوْحٌ والحِجَى حَجَأُ
أَنْشَأْتُهَا للعقول الزُهْر مُصْبِيَةً / كأنّها للنُّفوْسِ الخُرَّدُ النَشَأُ
لم يأتِ قبليْ ولن يأتي بها بَشَرٌ / وحُقَّ أَنْ يَخْبَأوا عنها كما خَبَأُوا
قَبَضْتُ منها لُيُوثَ النَّظْمِ مُجْتَرِئاً / وغيرُ بِدْعٍ من الضِّرْغام مُجْتَرَأُ
وفي القريض كما في الغِيل مَأْسَدَةٌ / والقومُ حَوْزٌ بمرعى البهَمِ قد جَزَأُوا
وجَمْعُ بعضِ قوافيها يَؤُودُهُمُ / ولو مُنُوا بمبانيها إذاً وَدَأُوا
أَشْجَى مسامِعَهُمْ تِيْهاً بما سَمِعُوا / ولا تَقَرُّ لهمْ عَيْنٌ إِذا قرأوا
لعلَّكَ بالوادي المُقَدَّسِ شاطئُ
لعلَّكَ بالوادي المُقَدَّسِ شاطئُ / فكا لعَنْبَرِ الهِنْدِيِّ ما أنا واطئُ
وإنِّيَ في رَيّاكَ واجِدُ رِيْحِهِمْ / فَرَوْحُ الهوى بين الجوانحِ ناشئُُ
ولِي في السُّرَى من نارِهِمْ ومَنارِهِمْ / هُداةً حُداةٌ والنُّجُومُ طوافئُ
لذلك ما حَنَّتْ رِكابِي وحَمْحَمَتْ / عِرابِي وأَوْحَى سَيْرُها المتباطئُ
فهل هاجَها ما هاجَني أو لعلَّها / إلى الوَخْدِ من نيران وَجْدِي لواجئُ
رُوَيْداً فذا وادي لُبَيْنَى وإنَّه / لَوِرْدُ لُبَاناتي وإنِّي لَظَامِئُ
ويا حَبَّذا من آلِ لُبْنَى مَواطِنٌ / ويا حَبَّذَا من أرض لُبْنَى مَوَاطِئُ
ميادينُ تَهْيامِي ومَسْرَحُ ناظِري / فَلِلشَّوْقِ غاياتٌ به ومبادئ
ولا تَحْسِبُوا غِيْداً حَمَتْها مقاصِرٌ / فتلك قلوبٌ ضُمِّنَتْها جآجئ
وفي الكِلَّة الزَّرْقَاءِ مَكْلُوْءُ عَزَّةَ / تَحِفُّ به زُرْقُ العوالي الكَوَالئُ
مَحَا مِلَّة السُّلْوانِ مَبْعَثُ حُسْنِهِ / فكلٌّ إلى دِيْن الصَّبابةِ صابِئُ
تَمَنَّى مَدَى قُرْطَيْهِ عُفْرٌ تَوالِعٌ / وتَهْوَى ضيِا عَيْنَيْهِ عِيْنٌ جوازئُ
وفي مَلْعب الصَّدْغَيْن أبيضُ ناصِعٌ / تخلَّلَهُ للحُسْنِ أحمرُ قانئُ
أفاتكةَ الألحاظ ناسكةَ الهوى / وَرِعْتِ ولكنْ لَحْظُ عَيْنِكِ خاطئُ
وآلُ الهوى جَرْحَى ولكنْ دماءُهُم / دُمُوعٌ هَوامٍ والجُرُوْحُ مآقِئ
فكيف أُرَفِّي كَلْمَ طَرْفِكِ في الحَشَا / وليس لتمزيق المُهَنَّد رافئُ
ومن أين أرجو بُرْءَ نَفْسِي من الجَوَى / وما كلُّ ذي سُقْمٍ من السُّقْم بارئُ
وما ليَ لا أسموا مُراداً وهِمَّةً / وقد كَرُمَتْ نَفْسٌ وطابتْ ضآضئُ
وما أَخَّرَتْني عن تَناهٍ مبادئُ / ولا قَصَّرَتْ بِي عن تَباهٍ مَناشئُ
ولكنَّهُ الدّهرُ المُناقَضُ فِعْلُهُ / فذو الفضل مُنْحَطٌّ وذو النَّقْص نامِئُ
كأنَّ زمانِي إذ رآني جُذَيْلَهُ / قلاني فَلِي منه عَدُوٌّ مُمالِئُ
فداريْتُ إعتاباً ودارأتُ عاتباً / ولم يُغْنِني أنّي مُدارٍ مُدارئُ
فألقيْتُ أعباءَ الزمانِ وأهلَهُ / فما أنا إلاَّ بالحقائقِ عابئُ
ولازمْتُ سَمْتَ الصَّمْتِ لا عن فَدامةٍ / فَلِي منطقٌ للسَّمْع والقلب مالئُ
ولولا عُلَى المَلْكِ ابنِ مَعْنٍ محمَّدٍ / لَمَا بَرِحَتْ أصدافَهُنُّ اللآلئُ
لآلئُ إلاَّ أنَّ فِكْرِيَ غائصٌ / وعِلْمِيَ دأماءٌ ونُطْقِيَ شاطئُ
تجاوزَ حَدَّ الوَهْمِ واللَّحْظِ والمُنَى / وأَعْشَى الحِجَى لألاؤُه المتلالئُ
فَتَتْبَعُهُ الأنصارُ وهي خواسِرٌ / وتنقلبُ الأبصارُ وهو خواسئُ
ولولاه كانت كالنسيء وخاطري / كفُقَيْمٍ للمُحَرَّمِ ناسئُ
هو الحُبُّ لم أُخْرِجْهُ إِلاَّ لمجدِهِ / ومِثْلِي لأَعْلاقِ النَّفَاسةِ خابِئُ
كأنَّ عُلاَهُ دولةٌ أمويَّةٌ / وما نابَ من خَطْبٍ عُمِيرٌ وضابئُ
وإنْ يَمْسَسِ العاصِيْنَ قَرْحُكَ آنفاً / فأيدي الوَغَى عمّا قليلٍ تَوَالِئُ
عَسُوا فعَصَوْا مُسْتَنْصِرِيْنَ بخاذلٍ / وأخذلَ أَخْذُ الحَيْنِ ما منه لاجئُ
وشُهْبُ القَنَا كالنُّقْبِ والنَّقْعُ ساطِعُ / هِناءً وأيدي المُقْرَباتِ هوانِئُ
يُعَوِّدُ تخضيْبَ النُّصُوْلِ وإنْ رَأَى / نُصُوْلَ خِضابٍ فالدِّماءُ برايئُ
الناسُ مِثْلُ حَبابٍ
الناسُ مِثْلُ حَبابٍ / والدَّهْرُ لُجَّةُ ماءِ
فَعَالَمٌ في طُفُوٍّ / وعالَمٌ في انطفاءِ
عاف النهار مخافة الرقباء
عاف النهار مخافة الرقباء / فسرى يضمّخ حلة الظلماء
يطوي شذاه عن الأنوف نهاره / ويجود في الظلماء بالإفشاء
متهتك في طبعه متستر / وكذا تكون شمائل الظرفاء
لما رأى حب الأنوف لعزفه / لبس الغياهب خيفة الرقباء
كالطيف لا يصل الجفون لسهدها / ويهب فيها ساعة الإغفاء
الناس مثل حباب
الناس مثل حباب / والدهر لجة ماء
فعالم في طفو / وعالم في انطفاء