المجموع : 3
يا بَنى الهالكين هل مِنْ وَقاءِ
يا بَنى الهالكين هل مِنْ وَقاءِ / لكمُ من مَصارعِ الآباءِ
وإذا ما الأصولُ جَفَّت فما يَط / مع فرعٌ من بعدِها بالبقاء
كلُّ داءٍ له دَواءٌ وقد أَعْ / جَز داءُ المَنونِ كلَّ دواء
سُلِّطت حيلةُ العقول على كُ / لّ خَفىٍّ من غامضِ الأشياء
وتَناهَتْ في الموتِ بَدْءا وعَوْدا / فأَقرَّتْ بالعجز والإعياء
كم ثَوَى تحتَ قبةِ الفَلَك الأع / لى منَ الْخَلْق بين ترْب وماء
هل ترى غادرَتْ يدُ الموت مخلو / قا من ألأقوياء والضعفاء
حيوان من كلِّ جنسٍ فما يُحْ / صَر منها الأَقلُّ بالإِحْصاء
فيقول الإنسانُ عَلَّى لذاك الش / خصِ دونَ الوَرَى من الأَكْفاء
ولَعَمْرى لو عاشتِ الْخَلْقُ طُرّا / ورمى الموتُ واحدا بالفناءِ
لاقتَضَى الحزم أن نخاف إذِ المم / كِنُ في العقلِ جائزُ الإمْضاءِ
كيف بالفاقدِ المُضيفِ إلى الآ / باء فَقْدَ الإخوانِ والأبناء
وحَمّامٍ إذا ما كنتَ فيه
وحَمّامٍ إذا ما كنتَ فيه / فبادِرْ بالمِذَبَّةِ والكِساءِ
فهَذِى للبعوضِ إذا تَغنَّى / وذاك يَقيكَ عادِيةَ الشِّتاء
وكنْ مستصحِبا حطبا وقِدْرا / لكي تهتم في تَسْخينِ ماء
ولا تَتَكشَّفنَّ بها حِذارا / من النَّزلاتِ عن بردِ الهواء
ولو أنِّى دعوتُ على عدوِّى / بأصْعبِ ما يكون من الدعاء
لَكانَت هذه الحَمَامُ أقصَى / نهايِة ما اقْترحتُ من البلاء
أَمرتَنى بركوبِ البحرِ مُرْتَئِيا
أَمرتَنى بركوبِ البحرِ مُرْتَئِيا / فغُرَّ غيريَ واخْصُصْه بذا الرَّاءِ
ما أنت نوح فتُنْجِينى سَفينتُه / ولا المسيحُ أنا أمشِى على الماء