القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : صُرَّدُر الكل
المجموع : 2
نظرتُ ولم أبغ إلا شفائي
نظرتُ ولم أبغ إلا شفائي / فداويتُ سُقما بداءٍ عَياءِ
تراءت وبرقُعها كفُّها / لعينٍ مبرقَعةٍ بالبكاءِ
فكانت لنا فتنةً ضوعفت / بحسن المغطَّى وحسنِ الغِطاءِ
تقول وقد لُمتُها في البعا / دِ هل تسكن الشمسُ غيرَ السماءِ
وما زال تَسبى وما إن ترا / كَ قلوبَ الرجال جسومُ النساءِ
وما زلتُ أجزَع من بينهم / فعلَّمنى الصبرَ طولُ الجفاءِ
وإنّىَ من لاعجاتِ الهوى / على مثل صدرِ القناة انثنائى
أصومُ وما ماؤكم للورودِ / وأعشو وما ناركُم للصِّلاءِ
ومن يَصْدَ يخدعْه السرابِ / ويَغرُرْهُ خُلَّب برقٍ خَواءِ
ولله موقفُنا والعتا / بُ يُنبتُ في الخدِّ وَردَ الحياءِ
وقد أترع الحسنُ فيه غديرا / إليه ورود العيون الظمِّاءِ
وطَرِفىَ يتبعُ هُوج الرياحِ / عساهنَّ يرفعن سِجْفَ الحِباءِ
أتنجو بجسمِك فوق الركاب / وتنِبذُ قلبَك بين الظِّباءِ
وعهدى بحملك لا يُستطار / برسمٍ مُحيلٍ وربعٍ قَواءِ
تَلَفَّتُ عن لَعَسٍ بالحمى / وتُعرِضُ عن كَحَلٍ بالجِواءِ
ولولا خيانة لونِ العذارِ / لبعت عُلوق الهوى بالغلاءِ
وربَّ ليالٍ سحبتُ الشبابَ / بأعطافهنَّ كسَحْبى ردائي
فلو كنتُ أملِك أمرى اشتري / تُ ذاك الظلامَ بهذا الضياءِ
وقالوا أصبتَ بعصرِ الصَّبا / ومن لم يشِبْ لم يفُز بالبقاءِ
وما منِبتُ العزّ إلآ ظهورُ / نواعجَ منعَلةٍ بالنَّجاءِ
يخلَّفن خلِفىَ دارَ الهوان / مُناخا ومضْطَرَبا للبِطاءِ
أفرُّ بعرضِىَ عمّن ترى / من النافقاءِ إلى القاصِعاءِ
ولستُ وإن كنتُ ربَّ القريضِ / كمن يستجيب القِرى بالعُواءِ
عدمتُ مَعاشرَ لا يفرِقو / ن بين الصّهيِل وبين الرُّغاءِ
إذا صافحتنى أكفُّ اللئامِ / لطمتُ بهن خَدودَ الرجاءِ
وقِدما عصرتُ وجوهَ الرجالِ / فلم أر فيهنَّ وجها بماءِ
ولولا الجنابُ الزعيمىُّ ما / مشىَ الوعدُ في طُرُقاتِ الوفاءِ
ولكن بجود أبي قاسمٍ / عُمرنَ المكارمَ بعد العفاءِ
له في المعالي انتساب الصريحِ / إذا غيرهُ عُدّ في الأدعياءِ
أغرّ تضىء به المكرماتُ / وتفترُّ عنه ثغورُ العَلاءِ
وترعَى العيونُ إذا لاحظتْ / هُ في روِض رونِقهِ والرُّواءِ
إذا شِمتَ بارقَه فالتِّلا / عُ تشرق مثلَ حلوق الإضاءِ
من القومِ قد طُبعوا في الندى / على سِكّة الغادياتِ الرِّواءِ
يَعُدُّ ابتياعَ بسيرِ الثناء / بجزل العطاء من الكيمياءِ
تدِرّ يداه بلا حالبٍ / إذا التَمس الزُّبدَ مخضُ السِّقاءِ
ويهتزُّ عند هبوبِ السؤال اه / تزازَ الأراكةِ بالجِريباءِ
فتُضحِى مكارمُه كالمطىّ / ونغْمةُ سائله كالحُداءِ
خلائقُ من مندلٍ مُثِّلتْ / وزِيدَ عليها بَخورُ الثَّناءِ
يكاد المدامُ وصفوُ الغما / مِ يُعصَر من طِيبها والصفاءِ
كأنّ الحُبَى يومَ تَعقادِها / عليه على يذبُلٍ أو حِراءِ
يلاقى الخطوبَ إذا مارستْه / بباعٍ رحيبٍ وصدرٍ فضاءِ
وعزمٍ كما صفَّقت بالجَنا / ح شَغواءُ مصبوبةٌ في الهواءِ
تراه فتنظرُ عزما وحزما / وحلما قد ائتلفتْ في وِعاءِ
وما أسرَ الطَّرفَ مثلُ امرىء / يبارزُ لامِحَه بالبهاءِ
عليه شواهدُ منه اغتدتْ / عن الشاهدينِ له في غَناءِ
وفي رونق السيف للناظرين / دليلٌ على حدّه والمَضاءِ
وقد يُفرفُ العِتقُ قبلَ الفرار / ويُحكَم بالسَّبق قبلَ الجِراءِ
وما رغبة الركب يهديهمُ / ضياؤك في رايةٍ أو لواءِ
لك الخيرُ من قائلٍ فاعلٍ / بنَى بالمكارمِ أعلىَ بِناءِ
نذرتَ إذا نلتَ هامَ الأمو / ر أن لا تُوشَّح بالكِبرياءِ
فلو رِزقُ نفسِك أمسى إليك / لما زدتَها فوق هذا السَّناءِ
ففي كلّ شيء وجدنا مِراءً / ولم نر فيك لهم من مِراءِ
لذلك حنَّت ٌَلوصى إلي / ك حتّى أناخت بهذا الفِناءِ
ولولاك كانت كأُرجوحةٍ / تَقلقَلُ بين الضّحَى والمَساءِ
إذا زمَّها نجمُ ذا بالشُّعا / ع تخطُّمها شمسُ ذا بالهَباءِ
وكم لي ببغدادَ من كاشح / يسائل في ربعكم ما ثَوائىّ
فقلت مقيمٌ يجيبُ المنَى / ويجمع بين الغِنى والغَناءِ
لدى ماجدٍ دلُوه في السما / حِ تتْبعُها يدُه في الرَّشاءِ
إذا خاصت النِّقسَ أقلامهُ / كَفَيْن الذوابلَ خوضَ الدّماءِ
دعا الرؤساءُ زعيماً به / فكان لشدّتهم والرَّخاءِ
وبعدَ التجارب قد أحمَدوا / سجاياه والحمدُ بعد البلاءِ
سقَى اللهُ دارَك ماءَ النعيم / وطرَّزها برياض البهاءِ
ودارت عليك كئوسُ السرو / ر يَغرِفنَ من مُترَعاتٍ مِلاءِ
وهُنئتَ بالعيدِ والمِهرجانِ / وسعدُهما سائقٌ بالهناءِ
وجَدناهما فَعَلا ما تحبُّ / وما تبتغي بخُلوصِ الدُّعاءِ
لا قَبْلنا في ذا المصابِ عزاءَ
لا قَبْلنا في ذا المصابِ عزاءَ / أحسنَ الدهرُ بَعدَها أو أساءَ
إن نهينا فيه عن الدمع مَأقا / أو خفَضنا النحيبَ كان رياءَ
حسراتٍ يا نفسِ تفِتُك بالصب / ر وحزناً يقلقلُ الأحشاءَ
ووجيباً ملءَ الضلوع إذا فا / ض إلى المقلتين صار بكاءَ
فزفيرا بين الجوانح يفت / ضُّ متى شاء عَبرةً عذراءَ
وحنينا يشوقُ فاقدةَ النِّي / بِ فتنسَى صريفَها والرُّغاءَ
ومُناخا من لوعةٍ واكتئاب / يستجيبُ الحمامةَ الوَرقاءَ
ودموعا يخجَلن من شَبهَ الما / ءِ فيُصبَغنَ بالحياءِ دماءَ
من عيونٍ قد كنَّ قبلُ عيونا / ثم صارت بفقده أنواءَ
ملقياتِ العُوَّار فيهنّ سَجْلا / جاعلاتِ القذَى لهنَّ رِشاءَ
وإذا ما الأُسَى أشرنَ على القل / بِ بيأسٍ فاستفهموا البُرَحاءَ
يَفقِد الناسُ قد علمنا عظيما / وخطيرا منهم وليسوا سَواءَ
كيف نسلو من فارقَ المجدَ والسّوء / دَدَ والحزمَ والندَى والعَلاءَ
والسجايا الذي إذا افتخر الدُّ / رُّ ادّعاها مَلاسةً وصفاءَ
والمحيَّا الذي له تشخص الأب / صارُ حُسنا وبهجةً وضِياءَ
والأيادِي البيضَ المصافِحةَ الإع / دامِ حتّى تُحيلَه إثراءَ
والمعالى المحلِّقاتِ مع النَّس / رَيْن يُشرقنَ بُكرة ومَساءَ
ووقارا لو أنه أدَّبَ الهُو / جَ من العاصفاتِ عُدنَ رُخاءَ
خَرِستْ ألسن النُّعاةِ وودّت / كل أُذْنٍ لو غودرت صمَّاءَ
جهِلوا أنهم نعَوا مُهجةَ المج / دِ المصفَّى والعزّةَ القَعساءَ
حين قالوا وليتَهم كتَموا الحا / دث عنّا أو جمجَموا الأنباءَ
ظعنتْ بابن يوسُفٍ قُلُص الأ / يّام تطوِى الإدلاجَ والإسراءَ
ليس تَلوِى على مُناخٍ ولا تط / لُبُ وِردا ولا تطيعُ حُداءَ
بعد ما كنّ كالعبيدِ من الطا / عةِ والسمعِ والليالى إماءَ
زنيةُ الدِّين عُرّىَ الدينُ منها / وحُلِىُّ الدنيا جفا الأعضاءَ
لو أرادت عِرسُ المكارم بعلاً / عدِمتْ بعدَ فقدهِ الأكفاءَ
من إذا ا الحقوق للهِ نادت / قاضيا راعيا أجاب النداءَ
وإذا ما إليه مُدَّتْ يدُ الب / رِّ أهان البيضاءَ والصفراءَ
من تردَّى بهيبةٍ رأت التص / ريحَ عَجزا فأومأت إيماءَ
يُوقدِ القومُ نارهم في جدالٍ / فإذا قال أخمدوا الضوضاءَ
من يكن أيتمَ الذرارِى إذا ما / ت فهذا قد أيتمَ الفقراءَ
ما درى حاملوه أنهُمُ عن / همْ أزالوا الأظلالَ والأفياءَ
أدرَجوا في الرِّداء نَصلا ولفُّوا / في السَّحولِىِّ صَعدةً صمّاءَ
يُودِعون الثرى كما حَكَم ال / له بكُرهٍ غمامةً غرّاءَ
ولو أن الخيارَ أضحى إليهم / ما أحلُّوا الغمامَ إلا السماءَ
يا لها من مصيبةٍ عمّت العا / لمَ طرّا وخصَّت العظماءَ
ما علمنا الضَّرّاءَ أحيت فعاثت / في الورى أم أماتت السرَّاءَ
غيرَ أنّا نرى لها كلَّ نفْس / لهِفاتٍ تَنفَّسُ الصُّعَداءَ
ما رأينا يوما كيوم تولَّي / تَ يؤمُّ الأمواتَ والأحياءَ
يَتبَعُ الناسُ ذلك النورَ أرسا / لاً كما يتبعُ الخميسُ اللّواءَ
أرجُلٌ في الصَّعيد تنتعلُ التُّر / بَ وهامٌ تعمَّمُ الحصْباءَ
فنظَنَّى الحِمامُ أنّك أزجي / تَ إليه كتيبةً شهباءَ
أو مشتْ نحوه القبائلُ يطُلْب / ن إليه بأن يكنَّ الفِداءَ
أنت من معشرٍ أبىَ طيِّبُ الذك / ر عليهم أن يُشمتوا الأعداءَ
فهمُ كالأنام يَبلُون أجسا / ماً ولكن يخَلَّدون ثناءَ
لم يُطيقوا أ يدفعوا نوب الأ / يّامِ عنهم فسيَّروا ألأسماءَ
عُقِلتْ فوق تُربك السحبُ إما / ماخضاً بالقُطارِ أو عُشَراءَ
تارةً بالضَّريبِ ترغُو وطو / را بزُلالٍ يفجِّرُ الأطْبَاءَ
فاغراتِ الأفواهِ تحسَبها طا / لَ سُراها فأكثرتْ ثُؤَباءَ
فهي تَسقىِ ثراك قَطرا ومن زا / رك يَسقى ترحُّما ودُعاءَ
كلُّنا للتردى ولم تُخلَق الأَع / لالُ إلاّ ما بيننا سفراءَ
وإذا كانت الحياةُ هي الدا / ءَ المعنىِّ فقد عدِمنا الشفاءَ
إنما هذه الأمانىُّ في النَفْ / س سَرابٌ لا يَنقَعُ الأظماءَ
وأُسودُ الأيامِ لا ترتضى الأج / سامَ قوتاً وتأكلُ الحَوْباءَ
كم بُزاةٍ شُهْبٍ تَحصَّنُ بالج / وّ فتهوِى إلى الثرى أَصداءَ
غبرَت هذه الليالي فلو يُس / ئلن أنكرن ما دها الأذواءَ
نحن في عَتبها الذي ليس يُجدى / مثلُ من حكَّ جِلدةً جَرباءَ
كلَّما كُرِّر الملامُ عليها / في الإساءات زادها إغراءَ
جَلَداً أيُّها الأجلُّ أبو القا / سم والعَوْدُ يحمِل الأعباءَ
أبدا أنت في النوائب لبّا / سٌ من الصبر نَثرةً حَصداءَ
خُلُقٌ فيك أن تُنجِّى من الكر / ب نفوسا وتكشِفَ الغَمّاءَ
ما كرهتَ الأقدارَ قطُّ ولو جا / ءت ببؤسَى ولا ذممتَ القضاءَ
ولك العزّة التي دونها السي / ف نفاذا وجُرأةً ومضاءَ
وفَعالٌ إذا وزنَّاه بالوع / دِ إذا قلتَ لم نجد إقواءَ
أُحُرِس الأقربين يحرسُك اللَّ / هُ رواعِ الأهلينَ والأبناءَ
فالجيادُ العِتاقُ لا تَبلغُ الغا / يةَ حتّى تستصحبَ الأفلاءَ
وظباءُ الفلاةِ إن راعها القا / نصُ زفَّت فاستدنت الأطلاءَ
وجديرٌ بمن شرَى عُتُقَ المج / د فأعلىَ أن يُحرِزَ العلياءَ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025