المجموع : 12
ومَهْمَه مُشتبِهِ الأَرْجاءِ
ومَهْمَه مُشتبِهِ الأَرْجاءِ / جَهْمِ الفَيافِي مُوحِشِ اليَهْماءِ
عارِي الرُّبَا إلاّ من النَّكْباء / صَلْدٍ عَزَازٍ شاسِع الفضاء
أجردَ مثلِ الصخرة الصمّاء / لو وسَمْته ثُغْرةُ السماء
بكلّ هَطّالٍ من الأَنْواءِ / كَنَهْوَرِ الغَيمْ سَحُوحِ الماء
ما قَدَرتْ فيه على خَضْراءِ / كأنّه مَنْخَرِس البَوْغاء
فَهْوَ كمثل الهامة الحَصَّاء / مشتبه الإصباح بالإمساء
يستُر فيه رَوْنَقَ الضَّحاء / ما ترفَع الرِّيحُ من الهَباء
كأَنَّما لُفّ بطِرْمِساء / قَفْرٍ يَبَابٍ بَلْقَعٍ خَلاء
إلاّ من الآجَال والأَلآء / تعزِف فيه الجِنّ بالعشاء
عَزْفَ قِيان الشَّرْبِ بالغِناء / غَبَقْتُه في ليلةٍ لَيْلاء
دَعْجاءَ كالزَّنْجيّة السوداءِ / على عَسِيرٍ فُنُقٍ فَرْقاء
حَرْفٍ هجانٍ لونُها قَوْداءِ / خَطّارةٍ زَيَّافةٍ وَجْناء
مَضْبورةٍ تَفْعَل بالبيداء / فعلَ قَراح الماء بالصَّهباء
قطعتُه مشيِّعَ الحَوْباء / بعَزْمةٍ صارمةٍ صَمَّاء
قطْعَ نجومِ الليل للظّلماء / حتَّى إذا قلتُ دنا التَّنائي
أصبح قُدَّامِيَ ما ورائي / والشمس قد حلّت ذُرَا الجَوْزاء
تُذِيب حرًّا هامةَ الحرْباء / وتقدَح النارَ من المَعْزاء
حتى ترى العِينَ لَدَى الرَّمْضَاء / جواثماً مَوْتَى على الأَطْلاء
والضبّ لا يبدو من الدَّامَاء / خوفاً من الإثْفَاء والإحماء
عقدتُ وجهي فيه بالأذْكاء / عَقْدَ اللَّمَى بالشَّفَة الَّلمياء
أسيرُ في دَيْمُومةٍ جرداءِ / ليست بمَشْتاة ولا شَجْراء
حتى وصلتُ الصبحَ بالعشاء / لا مُسْتدلاًّ بسوى ذَكائِي
وصاحبي أمْضَى من القضاء / في ظُلَم الأكباد والأحشاء
غَضْبٌ حُسَامٌ جائلُ الَّلأْلاء / كالبرق في دِيمته الوَطْفَاء
عَليَّ زغفُ لأْمةٍ خضراء / مسْرودةٍ محبوكةِ الأجزاء
سابغةٍ كالنِّهْيِ بالعَراء / فلم أزَلْ في صَهوة القَبّاء
أَرْكض بالدَّهْماء في الدَّهْماء / مُعْتقلاً بالصَّعْدَة السَّمراء
حتى طرَقتُ الحيّ بالخَلْصاء / من آل سعدٍ وبَني العَراء
همُ مُرَادِي وهمُ أعدائي / والصُّبْح قد ذاب على الهواء
كالثلج أو كالفِضّة البيضاء / يا ربّة الحمراءِ والصفراء
والناقة العَيْرانة الأَدْماءِ / والخالِ فوق الوجنة الحمراءِ
ماذا على مقلتك النَّجْلاَء / والشَّفَةِ الوَرْديّة اللَّعْساء
وقدِّك المائل في استواء / ورِدْفِك المالئ للمُلاءِ
وقلبِك المقلوب للجفاء / لو قُلِبَ الدّاءُ إلى الدواء
وروضة باكرة الأَنْداء / مُؤْنِقَةِ البيضاء والكَحْلاء
ظاهرِة الحمراء والصّفراء / كأنَّها المَوْشيُّ من صَنْعاء
مُعْلَمةِ الحُلّة والرِّداء / أبهَى من الحَلْى على النساء
باكرتُها في فِتْيةٍ وِضاء / بأكؤسٍ مُتْرَعَةٍ مِلاَء
يَسعَى بها منفرِجُ القَباء / أحوَرُ رَطْب اللَّفظ والأعضاء
يفهَم بالّلحظ وبالإيماء / فهو مُنَى مقلةِ كلّ رَاء
نَشربها كريمةَ الآباء / صفراءَ لا نقهَرُها بماء
كأنّها في البطش والصّفاء / عَزْمُ العزيز المَلِك الأَبَّاء
الفاتِق الراتقِ للأشياء / والحازِم العازِم في الهيجاء
القائل الفاعِل للعلياء / ووارثِ الحكمةِ والأنباء
يا بنَ الهُدَى والعتْرة الغَرّاء / فَلّ بك المُلْكُ شبَا الأعداء
وطالَ في عزّته القَعساء / حتى لقد جازَ مدى السماء
إمامةٌ مَهْدِيّة الّلواء / ودولةٌ دائمةُ البقاء
محفوفةٌ بالعزّ والبهاء / عَمَّمْتَ بالعدل بني حوّاء
وسُسْتَهم بمُحْكَم الآراء / سياسةَ الوالدِ للأبناء
سالمةً من فِتَنِ الأهواء / ولم تَزَلْ تسعَى على سِيسَاء
مُنْتَصباً للعَوْدِ والإبداء / والأخْذِ في الدولة والإعطاء
حتى غدا الظالمُ في اختفاء / وعاد مَيْلُ الدِّين لاِستواء
نهضتَ بالثِّقل من الأعباء / نهوضَ مَنْ زاد على الأكفاء
كأنك المقْدارُ في الإمضاء / وكلُّ مَنْ عاداك في ضَرّاء
وكلُّ مَنْ والاَك في سَرّاء / أنت عِمادي وبك اعتلائي
وجُنَّتي في السَّلْم واللّقاء / وأنت في كلّ دُجىً ضِيائي
وأنتَ ممّا أَتقِي وِقائي / كم مُضْمِرٍ لي عُقَدَ الشّحناء
يَنْسُبُني فيك إلى السَّواء / جَبَهْتَهُ بالردّ والإقصاء
ولم تُمَكِّنْه من الإصغاء / حفظاً لطَاعاتي وللإخاء
حتى انثنى محترِقَ الأحشاء / والعدلُ جَبْهُ الكاشح السَّعَّاء
لا والدّمِ الجاري بكَرْبِلاء / ومَنْ بها من دائم الثَّواء
بني عليٍّ وبني الزَّهْراء / ذوِي التَّناهِي وذوي العَلاء
ما حُلْتُ عن مُسْتَحْسَن الصفاء / فيك ولا عن خالص الوفاء
في ظاهرٍ مِنّى ولا خَفاء / فكيف أَنْسَى مِنَنَ الآلاَء
يا مُلْبِسِي من سابغِ النَّعماء / ما فاض عن حِفْظِي وعن إحصائي
أضعفتَني فيه عن الجزاء / فما أُكافِي بسوى الثّناء
والشكرِ في التقريظ والإطراء / وفَيْلَقٍ مُشْتَبِهِ الضّوضاء
تَضيق عنه ساحة الفضاء / مُجْتَمع الأحداث والأَرْزاء
حُطْتَ به الدّين من الطَّخْياء / والملكَ من كلِّ امرئٍ عَصّاء
والمُلكُ لا يظفَر بالسَّناء / ما لم يكن يُغْسَلُ بالدماء
وأشْعثٍ كالفرخ في الخرْشَاء / مِن اتّصال الجَهْد والإشْفاء
عادَ بإنعامِك في إثْراء / كم من نَوَالٍ ويدٍ بيضاء
والَيْتَها عَوْداً على ابتداء / من غير ما منٍّ ولا إكداء
والمجدُ للجود وللإعطاء / يا واهب الأَعْوَج العَوْجاء
والغادِة المَمْكورةِ العَيْناء / والبِدَرِ الموفورِة المِلاء
والعِيس قد أُثْقِلن بالحِباء / ما خاب يوماً منك ذو استحباء
ولا غدَا منقطِعَ الرّجاء / فالمال من بُشرِك في بُكاءِ
جَوداً كَجود الغيث والدَّأْماء / من أنملٍ باكرةِ الدَمْياء
ليست عن المعروف في البِطاءِ / عادَ عليك العيد باستعلاء
والعزِّ في ملكك والنَّماء / ونَيْلِ ما ترجو بلا إرجاء
ما أرَّقَ الصبَّ بُكَا وَرْقاءِ /
لا والمُضَرَّج ثَوْبُهُ
لا والمُضَرَّج ثَوْبُهُ / في كَرْبِلاَء من الدِّماء
لا والوَصِيِّ وَزوْجِهِ / وَبنيه أصحاب الكسَاء
أوْلاَ فإنِّي للعُصا / ة الغاصبين الأدعياء
ما حُلْتُ يا ذاتُ اللَّمَى / عمّا عَهِدْتِ من الوفاء
ها فانظُريني سابحاً / في الدَّمْع من طول البُكاء
وضَعِي يَدَيْكِ على فُؤا / دٍ قد تهيّأ للفَناءِ
قالت تَلَطّفُ شاعرٍ / لَسِنٍ وخُدْعةُ ذي ذكاء
أَمْسِكْ عليكَ فقد تقنْ / نعَ منك وجهي بالحياء
وأعْبَثْ بما في العِقْدِ منْ / ني لا بما تحت الرّداء
إنّ الرجال إذا شَكَوْا / لَعِبوا بأخلاق النساء
لستُ أدرى مَنِ المُعَلَّى المَهَنَّا
لستُ أدرى مَنِ المُعَلَّى المَهَنَّا / منكما بالشفاء والنَّعْماءِ
أأهنِّيك يا شقيقَ المعالي / أم أُهَنّي بك اتخاذَ الدواء
بشّرتْك السعودُ بالنصر والعزْ / زِ وجاءتك بالعُلا والبقاء
إنما أنتَ حُجَةُ الله لاحت / في البَراَيَا ووارثُ الأنبياء
فابْقَ ما شِئتَ في نُمُوٍّ من المُلْ / ك على رَغْم آنف الأعداء
لك عند الزمانِ عهدٌ جميلٌ / ولَدَى المَكْرُمات حسنُ بلاء
إذا كنتَ مُصْطِفياً مَرْبَعاً
إذا كنتَ مُصْطِفياً مَرْبَعاً / فخُصَّ القَرافَةَ بِالإِصْطفاء
منازلُ معمورةٌ بالعَفَا / فِ مخصوصةٌ بالتُّقَى والبَهَاء
كأنّ العَبير لها تُرْبَةٌ / تَضَوّع في صُبْحِها والمساء
ويُحيى النفوسَ بأرجائهنّ / رقيقُ النسيم وطِيبُ الهواء
ديارٌ أُدير بهنّ النعيمُ / ومَغْنىً كَمُلْتدّ رَجْعِ الغِناء
تَزيدُ الشُموسُ بها بهجةً / وتحسُن في مُقْلَتَيْ كلّ راءِ
وينبه فيها النيام الأذان / إذا مزّق الليلَ سيفُ الضِّياءِ
فمِنْ ذاكرٍ ربَّه خَشْيةً / ومِنْ مستهل بطول الدعاء
ولا خيرةٌ في حياة امرئٍ / إذا لم يَخَفْ فَصْلَ يوم القضاءِ
رجوتُك يا ربِّ لا أنّني / أَطعْتُك طَوْعَ أُولِي الانتهاءِ
ولكنّني مؤمِنٌ موفنٌ / بأنّك ربُّ الورى والسماءِ
وأنَّك أهلٌ لِحُسْنِ الظُّنونِ / وأنّك أهلٌ لحسن الرجاءِ
ومالِيَ يا ربّ من شافعٍ / إليك سوى خَاتَمِ الأْنبياءِ
وأنِّي حَنِيفٌ بريءٌ إليك / من الشكّ والشرك والإعتداءِ
فَصفْحَك عن زَلّتي مُنْعِماً / وعَفْوَك عن نَبْوَتي والتوائي
أنا من رِقّة الهوى والهواءِ
أنا من رِقّة الهوى والهواءِ / ومن النُّور أُلفِّتْ أجزائي
تَبْذُل الخُرَّدُ الحسانُ لِيَ الأَوْ / جُهَ دون الأُمَّات والآباء
وإذا غنّت القِيانُ فإنّي / سِتْرُ ألحاظها على النُّدَماء
فكأنِّي والشَّعْرَ والأوجُهَ البي / ضَ بدورٌ في ظُلْمةٍ في سماء
أَلْمِسُ الأَوْجُهَ الحِسانَ وأستم / تِعُ من كلِّ وَجْنةٍ حمراء
لا أخافُ الوُشاةَ إنْ رمَقُوني / لا ولا أتَّقى من الرُّقَباء
وإذا قُبّلتْ رءوسُ الغواني / قبّلتْني أكابِرُ الظُّرَفاء
جَلَّ قَدْرَِي عن الغلاَلةِ والتْ / كَة والقُمْصِ والقَبَا والرداء
رَضِيتُ بحكم سابقَةِ القضاءِ
رَضِيتُ بحكم سابقَةِ القضاءِ / وإن أَضحتْ تُكَدِّر صَفْوَ مائي
وهل يسطيع أهلُ الأرضِ حَلاَّ / لِعَقْدِ شُدَّ من فوق السماء
إلى كَمْ تهدِم الأحداثُ ركْنِي / وتَرْميني بجوْرٍ واعتداء
يُعاقِبُني الزمانُ بغير ذنبٍ / وتخذُلني يَدي وذوو اصطفائي
ويَسْعَى بي لمن لو جاء ساعٍ / به عندي لخُضِّبَ بالدماء
حياتي بين واشٍ أو حَسُودٍ / وساعٍ بي يُسَرُّ بطول دائي
فإنْ وشَّى عليّ الزُّورَ باغٍ / فَصبْراً للمَقادِرِ والقضاء
وما أنا يا أبا المنصور إلاّ / كما تُدْرِي على مَحْضِ الوفاء
أتعلَمُ كيف كان لك انعطافي / وكيف رأيتَ قِدْماً فيك رائي
أحين ملكتَني والناسَ طرَّاً / ورُحْتَ خليفة في ذا الفضاء
وحين رجوتُ نَصْرُك لي فإنِّي / بمُلْكِكَ بالغٌ أقصى رجائي
يجيئك مُبْغضٌ لي ساعياً بي / يرومُ لديك نَقْصِي في خَفاء
فيثِلبُني ويَرْجِعُ سالمِاً لم / تَهِجْك عليه أسبابُ الإخاء
وإن تَكُ ما قَبِلتَ له مقالاً / فحقُّك رَمْيُه بيد البلاء
وقد بلَّغتني أمَلي فتمِّمْ / تَتمَّ لك السلامةُ في البقاء
ولا تَشْغَلْ ضميري باستماعٍ / لواشٍ فيّ مهدوم البِناء
فقد طيّبتَ عيشي في سرورٍ / وقد أنعمتَ بالي في رخاء
وعيشي زائدٌ طِيباً إذا لم / يُكِّدْره لديك بنو الزِّناء
بذلتُ فيكم لنار الشّوق أحشائي
بذلتُ فيكم لنار الشّوق أحشائي / ولم تَفُزْ بعدكم بالنّوم عَيْنائي
أحببتُكم حُبَّ مطبوعٍ عليه وما / تَرْضى بفعلكُم بي فيّ أعدائي
لا تَحذَروا إن دنوتم في الهوى مَلَلي / ولا تَخافوا سُلُوِّي عند إقصائي
فإنّ قلبيَ لم أملِكْه دونَكُم / يوماً فأَحْمِلَه فيكم على رائي
لو كان حبّك عن أمري لحاجته / لَمَا غدتْ خُصَمائي فيك أهوائي
يا شاعراً جلّ عن أنْ
يا شاعراً جلّ عن أنْ / يُقَاسَ بالشعراءِ
ويا ظريفاً بليغاً / أَرْبَى على البُلَغاء
قد جاء شِعُرك يَشْفِي / قَارِيه من كلّ داء
كالقُرْبِ بعد بِعَادٍ / والوَصْل بعد جفاء
أو مثلَ لذَة راجٍ / بنَيْلِه للرجاء
من أين خفْتَ بأنّي / أُحصيك في الثُّقَلاء
وأنتَ للنفس أَشْهَى / من الغِنى والبقاء
وصلتْ هدّيتُك التي أرسلتَها
وصلتْ هدّيتُك التي أرسلتَها / يا سَيِّد الكُبَراء والأُمرَاءِ
فحكَتْ لنا طيباً خلائقَك التي / أُورِثْتَها من رابع الخلفاء
فاسْلَمْ وعِشْ فيما تحبّ فإنه / وقفٌ عليك الدّهَر دُرّ ثنائي
هي جوهرٌ في النّبْتِ إلاّ أنّها / تَفْنَى ويبقَى جوهر الشعراء
أمّا الرّياضُ فإنّها مسروقةٌ
أمّا الرّياضُ فإنّها مسروقةٌ / للنّبْت من ألفاظك الغَرّاءِ
إنِّي بعثتُ بها إليك وإنها / لَذَواتُ إطراقٍ وذاتُ حَياء
كالشّيء يَسْتهديه منّيَ ربُّه / أنتَ الأحقّ بها وبالإهداء
منك استعار الحُسْنَ كلُّ مُحَسَّنٍ / فلك انتسابُ محاسن الأشياء
وَظَرُفتَ حتى فُقْتَ كلَّ مُظَرًّفٍ / ولَطُفتَ حتى فُقْتَ لُطْف الماء
ديباجُ لفظك فوق كلّ منِّورٍ / لكنّ خيراً منه حسنُ صفاء
لا شيءَ أحسنُ من خليلَيْ غبطةٍ / يتَراضعان لِبانَ كلّ وفاء
هذا يُناجِي ذا هوىً وتحافَظَا / أبداً ولم يَسْتمتعا بلقاء
وإذا تَأمّلْتَ الوداع رأيتَه
وإذا تَأمّلْتَ الوداع رأيتَه / دمعاً يفيض على الخدود دماءَ
وَلَوَ أنّ قلبي فيك أُعطِيَ سُؤْلَه / يوم الفِراق لفارقَ الأحشاء
حارَب الناسُ قبلنا الأعداءَ
حارَب الناسُ قبلنا الأعداءَ / حين كانوا أعِزَّةً أكْفاءَ
أترانا أذِلّةً ومن اللُّؤْ / مِ بنا أن نُنازِلَ الجُبَناء
هل تَروم الثعالبُ الليثُ أم هل / تطمَع الأرضُ أن تطول السماء
لا ومَنْ صيَّر الأئمّةَ من نَسْ / لِ وصي النبيّ لِي آباء
ما تحمّلتُ ذِلّةً بل تحمَل / ت إلى أن يُتِمَّ ربِّي القضاءَ
فاصْرِفا الحربَ عن لئام الأعادِي / ودعاني أُنازِل الصهْباء
قهوةٌ تَهزِم الهمومَ إذا ما / نازلْتها وتُطْرب النُّدَماء
إن دعتْها الأُنوفُ فاحت عَبِيراً / أو رمتْها العيونُ لاحت ضياء
فهي كالورد حُمْرةً وذَكاء / وهي كالليث جُرأة ولِقاء