المجموع : 7
سأحجُبُ عنّي أُسرتي عند عسرتي
سأحجُبُ عنّي أُسرتي عند عسرتي / وأبرز فيهم إِنْ أصبت ثراءَ
ولي أُسوةٌ بالبدر يُنفق نورَه / فيخفَى إِلى أن يستجدَّ ضياءَ
من خصَّ بالشكر الصديقَ فإِنني
من خصَّ بالشكر الصديقَ فإِنني / أحبو بخالص شكريَ الأعداءَ
جعلوا التنافسَ في المعالي شِيمتي / حتى امتطيت بنعليَ الجوزاءَ
ونعوا عليَّ معايبي فحذرتُها / ونفيتُ عن أخلاقيَ الأقذاءَ
ولربما انتفع الفتى بعدوّهِ / والسّمُ أحياناً يكون دواءَ
إنّ قوماً فارقتُهم ملكوا الأم
إنّ قوماً فارقتُهم ملكوا الأم / رَ وبيني و بينهم شحناءُ
عِفتُ إِحسانَهم وخِفْتُ أَذاهم / ومع الخَوف لا يطيبُ الثَّواءُ
منهم في الرِّقاب غِلٌّ ثقيلٌ / فإِذا أحسنوا إِليَّ أساءُوا
ما مُقامُ العزيزِ في البلد الهُو / نِ يليه المعاشر الأعداءُ
ليس إلا القُطوعُ والعِيس والحا / دي وجُنحُ الظلام والبيداءُ
ومساعدٍ لي في البكاء مُساهرٍ
ومساعدٍ لي في البكاء مُساهرٍ / بالليل يؤنِسُني بطيبِ لقائِهِ
هامِي المدامع أو يُصابَ بعينهِ / حامي الأضالعِ أو يموتَ بدائهِ
غرثانُ يأخذ روحَه من جسمهِ / فحياتُه مرهونةٌ بفَنائِهِ
يُشفِي على تَلَفٍ فيُضربُ عُنْقُهُ / فيكونُ أقوى موجبٍ لِشفائهِ
ساويتُه في لونه ونُحولهِ / وفضَلتُه في بُؤسهِ وشقَائهِ
هَبْ أَنَّهُ مِثلي بحُرقةِ قلبه / وسُهاده طولَ الدُّجَى وبكائهِ
أفوادِعٌ طولَ النهار مرفَّهٌ / كمعذّبٍ بصباحه ومسائهِ
يقولون أَبْقِ المالَ واجمعْه مُمْسِكاً
يقولون أَبْقِ المالَ واجمعْه مُمْسِكاً / فعِزُّ الفَتى في أن يَجُمَّ ثراؤُهُ
فقلت كلانا لا محالةَ هالكٌ / فأهوَنُ عندي من فنائِي فناؤهُ
وإِنَّ بقاءَ المالِ بعديَ نافعٌ / لمن كان بعدي في الزمان بقاؤهُ
ثراءُ الفتى من دون إِنفاقِه له / فسادٌ وإِنفاقُ الثَّراء نَماؤهُ
فأَنفِقْ فإِن العينَ يركُدُ ماؤُها / فيأسَنُ والمنزوحُ يعذُبُ ماؤهُ
ومُرّوِحٍ سِرّي سرورُ لقائِه
ومُرّوِحٍ سِرّي سرورُ لقائِه / لولا اتصالُ فنائِه ببَقَائِهِ
يحكي القضيبَ قوامُه ونحولُه / حسناً وضوءُ البدرِ من أسمائِهِ
فيسرُّنِي ليلاً بحسنِ وفائِه / ويسوؤُني صُبْحاً بقبحِ جفائِهِ
يشكو الحنينَ إِلى الأليفِ ويغتدِي / كُلٌّ يعلِّلُ نفسَهُ برجائِهِ
أبكي فيبكي غيرَ أَنَّ دموعَه / صِرفٌ ودمعي ممزجٌ بدمائِهِ
أُعدي عليه لظَى فُؤادِي فالتقَى / نارٌ تَحَدَّثُ عن لَظَى بُرَحائِهِ
أمعذَّبٌ والنارُ في عَذَباتِهِ / كمعذَّبٍ والنارُ في أحشائِهِ
إِذا ما الأرض لم تنخل مراراً
إِذا ما الأرض لم تنخل مراراً / فلا ماءً تصير ولا هواءَ
ولا ناراَ ولا أرضاً جديدا / وصار جميع سعيكم هباءَ
وأيقن أنَّ أرضك بعد شتّ / إذا صارت لدى التدبير ماءَ
يقيم ولا يزول بلا ذُنَيب / ولا نفس تجنّ ولا دماءَ
وإنّ هواءنا والنار نفس / بمنخلنا قد اكتسبت رواءَ
فإن ردّدتَ بِلَّتَها عليها / افادتهنَّ في النار البقاءَ
هو التنين جاع فمصَّ رأسٌ / له ذنباً وصَيَّرَه غذاءُ